التعليق على تفسير القرطبي - سورة طه (01)

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي-رحمه الله تعالى-:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

سُورَةُ طه- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ، نَزَلَتْ قَبْلَ إِسْلَامِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدًا بِسَيْفٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ خَتَنَكَ وأختك قَدْ صَبَوْا فَأَتَاهُمَا عُمَرُ، وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ: خَبَّابٌ، وَكَانُوا يَقْرَءُونَ ( طه ) فَقَالَ: أَعْطُونِي الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَأَهُ، وَكَانَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقْرَأُ الْكُتُبَ فَقَالَتْ لَهُ أُخْتُهُ: إِنَّكَ رِجْسٌ، لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ، فَقَامَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَتَوَضَّأَ وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَقَرَأَ (طه). 

وَذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ مُطَوَّلًا: فَإِنَّ عُمَرَ خَرَجَ مُتَوَشِّحًا سَيْفَهُ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَتْلَهُ، فَلَقِيَهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ مُحَمَّدًا هَذَا الصَّابِئَ الَّذِي فَرَّقَ أَمْرَ قُرَيْشٍ، وَسَفَّهَ أَحْلَامَهَا، وَعَابَ دِينَهَا، وَسَبَّ آلِهَتَهَا، فَأَقْتُلُهُ، فَقَالَ لَهُ نُعَيْمٌ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَرَّتْكَ نَفْسُكَ مِنْ نَفْسِكَ يَا عُمَرُ، أَتَرَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ تَارِكِيكَ تَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟! أَفَلَا تَرْجِعُ إِلَى أَهْلِكَ فَتُقِيمَ أَمْرَهُمْ؟ فَقَالَ: وَأَيُّ أَهْلِ بَيْتِي؟ قَالَ: خَتَنُكَ وَابْنُ عَمِّكَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَأُخْتُكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ، فَقَدْ وَاللَّهِ أَسْلَمَا وَتَابَعَا مُحَمَّدًا عَلَى دِينِهِ، فَعَلَيْكَ بِهِمَا، قَالَ: فَرَجَعَ عُمَرُ عَامِدًا إِلَى أُخْتِهِ وَخَتَنِهِ".

نعيم هذا ابن عبد الله النحام، هذا لا يريد أن يغري عمر بأخته وزوجها، وإنما أراد صدَّه عن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- فأراد كفه عن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- ارتكابًا لأخف الضررين؛ لأنه يعرض أخته وزوجها للأذى ولا يعرض النَّبي- عليه الصلاة والسلام-.

"قَالَ: فَرَجَعَ عُمَرُ عَامِدًا إِلَى أُخْتِهِ وَخَتَنِهِ وَعِنْدَهُمَا خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ مَعَهُ صَحِيفَةٌ فِيهَا ( طه ) يُقْرِئُهُمَا إِيَّاهَا، فَلَمَّا سَمِعُوا حِسَّ عُمَرَ تَغَيَّبَ خَبَّابٌ فِي مَخْدَعٍ لَهُمْ أَوْ فِي بَعْضِ الْبَيْتِ، وَأَخَذَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ الصَّحِيفَةَ فَجَعَلَتْهَا تَحْتَ فَخِذِهَا وَقَدْ سَمِعَ عُمَرُ حِينَ دَنَا إِلَى الْبَيْتِ".

" فَجَعَلَتْهَا تَحْتَ فَخِذِهَا" للحاجة لتخفيها عن هذا الرجل الذي يعرضها للامتهان؛ فمثل هذا إذا خيف على شيء فيه ذكر الله أو شيء من القرآن أو حتى على المصحف إذا خيف عليه ممن يعرضه للامتهان يُخفى عنه ولو بمثل هذه الطريقة بأن يوضع تحت شيء.

" وَقَدْ سَمِعَ عُمَرُ حِينَ دَنَا إِلَى الْبَيْتِ قِرَاءَةَ خَبَّابٍ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُ؟ قَالَا لَهُ: مَا سَمِعْتَ شَيْئًا، قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكُمَا تَابَعْتُمَا مُحَمَّدًا عَلَى دِينِهِ. وَبَطَشَ بِخَتَنِهِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ أُخْتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ لِتَكُفَّهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَضَرَبَهَا فَشَجَّهَا فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَتْ لَهُ أُخْتُهُ وَخَتَنُهُ".

عمر معروف- رضي الله تعالى عنه- معروف بالقوة والشجاعة قبل الإسلام، وبعد الإسلام صار أقوى بالإسلام.

طالب: شيخ.

نعم.

طالب: إذا خيف الضرر على النفس أو الضرر على المصحف؟

إذا خيف أن يعرض المصحف للتلف.

طالب: المصحف.

كيف؟

طالب: ليس الشخص، إذا خاف الشخص أن يتعرض للأذى.

مثل هذا هي خافت على نفسها، وقالوا: ما عندنا شيء، وخافت على المصحف من التلف فأخفته.

" فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَتْ لَهُ أُخْتُهُ وَخَتَنُهُ: نَعَمْ قَدْ أَسْلَمْنَا وَآمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ وَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِأُخْتِهِ مِنَ الدَّمِ نَدِمَ عَلَى مَا صَنَعَ فَارْعَوَى، وَقَالَ لِأُخْتِهِ: أَعْطِنِي هَذِهِ الصَّحِيفَةَ الَّتِي سَمِعْتُكُمْ تَقْرَءُونَهَا آنِفًا أَنْظُرُ مَا هَذَا الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، وَكَانَ كَاتِبًا فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ، قَالَتْ لَهُ أُخْتُهُ: إِنَّا نَخْشَاكَ عَلَيْهَا، قَالَ لَهَا: لَا تَخَافِي وَحَلَفَ لَهَا بِآلِهَتِهِ لَيَرُدَّنَّهَا إِذَا قَرَأَهَا، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: طَمِعَتْ فِي إِسْلَامِهِ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَخِي إِنَّكَ نَجَسٌ عَلَى شِرْكِكَ".

" يَا أَخِي" أخوة نسب، وإلا فالمؤمنون إخوة، مادام ما دخل في دين الإسلام ليس بأخ إلا أخوة النسب كما في قوله- جل وعلا-: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ} [الأعراف:65]  {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ} [الأعراف:73] فهي أخوة نسب وليست أخوة دين، وهذا على خلاف ما يُنادى به من أن بني آدم كلهم أخوة والإنسانية أخوة، لا، أخوك إنما هو من كان على دينك، وهذه أقوى الأواصر والروابط، وأما أخوة النسب فلها نصيبها من الصلة، لكن المودة لا، ولا المحبة ولا الإعانة. المقصود أن أخوة الدين هي الأصل.

" فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَخِي إِنَّكَ نَجَسٌ عَلَى شِرْكِكَ وَإِنَّهُ لَا يَمَسُّهَا إِلَّا الطَّاهِرُ، فَقَامَ عُمَرُ وَاغْتَسَلَ فَأَعْطَتْهُ الصَّحِيفَةَ وَفِيهَا ( طه ) فَلَمَّا قَرَأَ مِنْهَا صَدْرًا قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا الْكَلَامَ وَأَكْرَمَهُ! فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ خَبَّابٌ".

في خمس نسخ قرأها "فلما قرأها" وفيها "طه، فقرأها" " فَلَمَّا قَرَأَ مِنْهَا صَدْرًا".

"فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ خَبَّابٌ خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: يَا عُمَرُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُوُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ خَصَّكَ بِدَعْوَةِ نَبِيِّهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ أَمْسِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِأَبِي الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاللَّهَ اللَّهَ يَا عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ: فَدُلَّنِي يَا خَبَّابُ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى آتِيَهُ فَأُسْلِمَ".

آتِيَهُ.

"حَتَّى آتِيَهُ فَأُسْلِمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

مَسْأَلَةٌ: أَسْنَدَ الدَّارِمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ".

في مسنده من باب الاطلاق الأعم على المسند، وأنه الكتاب الذي تروى فيه الأحاديث بالأسانيد كما سمى البخاري صحيحه الجامع الصحيح المسند، وإلا بالإطلاق الأخص وهو ما رُتبت فيه الأحاديث على مسانيد رواتها من الصحابة فلا؛ ولذا انتقد ابن الصلاح لما عدَّ الدارمي في المسانيد مريدًا بذلك المعنى الأخص؛ لأنها مرتبة على الأبواب لا على المسانيد، وبعدها ماذا؟

وبعدها في رتبة ما جُعل

كمسند الطيالسي وأحمد

 

على المسانيد فيدعى الجبل

وعدُّه للدارمي انتقد

فهو ليس من المسانيد بالمعنى الأخص وإن كان داخلًا فيها في جملة العموم بالمعنى الأعم، ويُذكر في ترجمة الدارمي أنه ألف هذا الكتاب وألف أيضًا مسندًا كما في ترجمته من تاريخ بغداد.

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ".

مسند أبي عوانة باعتبار ما تروى بالأسانيد بالمعنى العام.

طالب:........

مو صحيح أبي عوانة

طالب:........

والله لها طرق كثيرة، كلها طرق نادرة تدل على أن لها أصلًا، وأهل العلم في هذا الباب لا يتشددون، الإمام أحمد وغيره ما يتشددون في هذا الباب.

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ ( طه ) وَ ( يس ) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالَتْ: طُوبَى لِأُمَّةٍ يُنَزَّلُ عليها هذا، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوبَى لِأَلْسِنَةٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا قَالَ ابْنُ فَوْرَكٍ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ ( طه ) وَ ( يس ) أَيْ أَظْهَرَ وَأَسْمَعَ وَأَفْهَمَ كَلَامَهُ مَنْ أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَرَأْتُ الشَّيْءَ إِذَا تَتَبَّعْتُهُ".

إذا تَتَبَّعْتَه.

"قَرَأْتُ الشَّيْءَ إِذَا تَتَبَّعْتُهُ، وَتَقُولُ: مَا قَرَأَتْ هَذِهِ النَّاقَةُ فِي رَحِمِهَا سَلًا قَطُّ، أَيْ مَا ظَهَرَ فِيهَا وَلَدٌ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْكَلَامُ سَائِغًا، وَقَرَأَتْهُ".

وقراءته.

"وَقَرَاَءتْهُ أَسْمَاعُهُ وَأَفْهَامُهُ بِعِبَارَاتٍ يَخْلُقُهَا، وَكِتَابَةٍ يُحْدِثُهَا".

منظور هذا المذهب الأشعري، هذا مذهب الأشاعرة في تقرير مثل هذا الكلام، وصفة الكلام عنده أزلية قديمة، وأن الله- جل وعلا- تكلم في الأزل ولا يتكلم؛ فهو قديم تكلم به في الأزل ولا يوجد كلام حادث متجدد بحسب الوقائع والحوادث إنما تكلم ولا يتكلم بعد ذلك، هذا رأي الأشعرية في مسألة الكلام، يختلفون عن المعتزلة.

المعتزلة يصرحون بأنه مخلوق، وهم لا يجرؤون أن يقولوا: مخلوق، لكنه تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، كلامه واحد، كلامه- جل وعلا- الذي تكلم به في الأزل واحد لا يتعدد ولا يتجدد وليس بحادث؛ فكلامه هذا الواحد إن عُبر عنه بالعربية صار قرآنًا، وإن عُبر عنه بالعبرانية صار توراة، وإن عُبر عنه بالسريانية صار إنجيلًا، وهو واحد، لكن هل معنى هذا أن القرآن المصحف الذي في أيدينا لما تُرجم إلى اللغات الأخرى صار هو نفسه التوراة والإنجيل؟ لا يقول بهذا عاقل أبدًا، وورقة بن نوفل كان يقرأ الكتب، يقرأ التوراة، ويقرأ الإنجيل ويترجمها بلسان العرب، يترجمها، ولم تطابق القرآن لما ترجمها، ولما سمع القرآن سمع كلامًا جديدًا غير ما كان يسمعه، فلو كان على ما قالوا، لما استغرب، ما ذكر أن هذا شيئًا جديدًا عليه بل بادره بغيره من الآيات والسور الذي ينزل عليك كذا وكذا؛ لأنه ترجم ما في التوراة والإنجيل للعربية فصارت نفس الشي، هذا لا يصح أصلًا، إنما هو مبني على رأيهم الفاسد في أن الله- جل وعلا- لا يتكلم متى شاء، كلامه غير مربوط بمشيئته، تكلم ولا يتكلم، والذي عند أهل السُّنة أن الله- جل وعلا- تكلم ولا يزال يتكلم متى شاء إذا شاء، ويريد أن يخرج من هذا الإشكال يقول: "وَقَرَاَءتْهُ أَسْمَاعُهُ وَأَفْهَامُهُ بِعِبَارَاتٍ يَخْلُقُهَا، وَكِتَابَةٍ يُحْدِثُهَا".

طالب:......

هو أورده في مشكل الحديث وأجاب عنه وخرج...وروى الدارمي.

طالب:.....

ماذا؟

طالب:......

موجود عند ابن خزيمة

طالب:........

نعم.

طالب:........

نعملكن نحن نقاشنا نريد أن نفوضك في أصل المبدأ، نقول لكن نقاشنا في أصل المبدأ وإلا فالأصل أن الخبر إذا لم يثبت لا يُتكلم في الإجابة عنه من الأصل، لكن مادام قرر مذهبه من خلال هذا الحديث يُرد عليه، ولو لم يثبت الحديث فيُرد على الرأي، وأما الرواية فلها شأنها إن ثبتت قلنا بها، وإن لم تثبت فشأنها معروف.

"وَهِيَ مَعْنَى قَوْلِنَا: قَرَأْنَا كَلَامَ اللَّهِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ مَعْنَى قَوْلِهِ: ( قَرَأَ ) أَيْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَذَلِكَ مَجَازٌ كَقَوْلِهِمْ: ذُقْتُ هَذَا الْقَوْلَ ذَوَاقًا بِمَعْنَى اخْتَبَرْتُهُ".

القراءة كلام ما تحتاج إلى مجاز، ما تحتاج إلى أن يقال مجاز؛ لأن القراءة كلام.

"وَمِنْهُ قَوْلُهُ: { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل:112] أَيِ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ ذَوْقًا، وَالْخَوْفُ لَا يُذَاقُ عَلَى الْحَقِيقَةِ؛ لِأَنَّ الذَّوْقَ فِي الْحَقِيقَةِ بِالْفَمِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْجَوَارِحِ. قَالَ ابْنُ فَوْرَكٍ: وَمَا قُلْنَاهُ أَوَّلًا أَصَحُّ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْخَبَرِ؛ لِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى أَزَلِيٌّ قَدِيمٌ سَابِقٌ لِجُمْلَةِ الْحَوَادِثِ".

هذا بناء على مذهبه في صفة الكلام، ومعروف أنه من أهل الكلام، هو من أهل الكلام ولا يسلم من البدعة.

"وَإِنَّمَا أَسْمَعَ وَأَفْهَمَ مَنْ أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ عَلَى مَا أَرَادَ فِي الْأَوْقَاتِ وَالْأَزْمِنَةِ، لَا أَنَّ عَيْنَ كَلَامِهِ يَتَعَلَّقُ وُجُودُهُ بِمُدَّةٍ وَزَمَانٍ."

"قَوْلُهُ تَعَالَى: طه، اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَاهُ؛ فَقَالَ الصِّدِّيقُ- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- هُوَ مِنَ الْأَسْرَارِ؛ ذَكَرَهُ الْغَزْنَوِيُّ".

ذلك وغيره من الحروف المقطعة التي تُفتتح بها السور كـ(يس) و(ألم).

"وقال ابْنُ عَبَّاسٍ: مَعْنَاهُ يَا رَجُلُ؛ ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ. وَقِيلَ: إِنَّهَا لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي عُكْلٍ. وَقِيلَ: فِي عَكٍّ؛ قَالَ الْكَلْبِيُّ: لَوْ قُلْتَ فِي عَكٍّ لِرَجُلٍ يَا رَجُلُ لَمْ يُجِبْ حَتَّى تَقُولَ طه، وَأَنْشَدَ الطَّبَرِيُّ فِي ذَلِكَ فَقَالَ": 

الغالب على أنهم لا يعرفون حرف النداء، لا يعرفون حرف النداء، لكن الرجل مستعمل عندهم اللفظ الرجل للذكر الكبير منهم البالغ مستعمل عندهم، وحرف النداء أيضًا لو نادوا زيدًا أو عمرًا قال: يا زيد، يا عمرو، متداول بينهم؛ فهم عرب، فكون الشخص لا يلتفت إذا نودي بـ(يا رجل) يقعد؛ لأن هذا الكلام مركب من (يا) النداء وكلمة معروفة مطروقة عندهم ليست مستغربة.

"وأنشد الطبري في ذلك فقال:

دَعَوْتُ بِطه فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِبْ        فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلا

"وَيُرْوَى مُزَايِلَا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرٍو: يَا حَبِيبِي بِلُغَةِ عَكٍّ ذَكَرَهُ الْغَزْنَوِيُّ وَقَالَ قطرب: هو بلغة طئ، وَأَنْشَدَ لِيَزِيدَ بْنِ الْمُهَلْهِلِ:".

نعم.

 "إِنَّ السَّفَاهَةَ طه مِنْ شَمَائِلِكُمْ".

يعني يا رجل، إن السفاهة يا رجل من شمائلكم.

"لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الْقَوْمِ الْمَلَاعِينِ.

 وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَى" طه" يَا رجل. وقاله عِكْرِمَةُ وَقَالَ هُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ كَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْمَهْدَوِيُّ وَحَكَاهُ الْمَاوَرْدِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا وَمُجَاهِدٍ. وَحَكَى الطَّبَرِيُّ: أَنَّهُ بِالنَّبَطِيَّةِ يَا رَجُلُ. وَهَذَا قَوْلُ السُّدِّيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا قَالَ:

إِنَّ السَّفَاهَةَ طه مِنْ خَلَائِقِكُمْ... لَا قَدَّسَ اللَّهُ أَرْوَاحَ الْمَلَاعِينِ"

كما هو معروف كون اللفظة معروفة عند النبط أو عند الحبشة أو عند السريانيين أو العبرانيين أو أي من اللغات لا يعني أنها ليست عربية؛ لأن القرآن بلسان عربي مبين، فيكون هذا مما اتفقت عليه اللغات، اللي تواردت عليه اللغات أو يكون في الأصل عندهم ثم عرب، أو الأصل عند العرب ثم انتقل إلى من جاورهم، كما جاء في الهرج: القتل بلسان الحبشة، الهرج: القتل بلسان الحبشة كما في حديث أبي موسى في الصحيح، لكن لا يمنع أن يكون أيضًا بلغة العرب كذلك ويكون مما توافقت عليه اللغات، ووجود بعض الألفاظ بغير العربية في القرآن الذي أُنزل بلغة العرب مسألة خلافية بين أهل العلم، والمحقق أنها مما توافقت فيه اللغات مع أنه على سبيل التنزل وجود الكلمة والكلمتين والكلمات اليسيرة لا يخرجه عن كونه عربيًّا، مع إجماعهم على أنه لا يوجد في القرآن تراكيب أعجمية- جمل أعجمية- أبدًا، واتفاقهم أيضًا على وجود الأعلام الأعجمية، مجمعون على وجود الأعلام الأعجمية، وانتفاء التراكيب الأعجمية، والخلاف في الكلمات غير الأعلام مثل هذه، مثل المشكاة، ومثل ناشئة الليل. المقصود أن فيه كلمات ذُكر أنها بغير العربية، والمحقق أنها مما تواردت عليه الألسن واللغات.

"وَقَالَ عِكْرِمَةُ أَيْضًا: هُوَ كَقَوْلِكَ يَا رَجُلُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيُّ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا وَإِنْ وُجِدَتْ فِي لُغَةٍ أُخْرَى فَإِنَّهَا مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ كَمَا ذكرنا، وأنها لغة يمنية في عك وطئ وَعُكْلٍ أَيْضًا. وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَسَمٌ أَقْسَمَ بِهِ".

كيف " لغة يمنية في عك وطئ"؟ طيء من منازلهم إما اليمن أو شمال، اليمن فيها طيء؟ الشمال المعروف أنهم منازلهم شمال.

طالب: أصلهم أنهم نازحين من السبع، من العبيدة.

من السارات.

طالب: من العبيدة جهة اليمين.

نعم.

طالب: يمين من طيء.

كيف يمين؟

طالب: اليمن، الجهة اليمين.

لا، لا، لا، لغة يمنية في عك وطيء من قبائل اليمن، احتمال أن تكون أصولهم من هناك وإلا من المعروف أن منازلهم في الشمال.

"وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَسَمٌ أَقْسَمَ بِهِ. وَهَذَا أَيْضًا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ كَمَا سَمَّاهُ مُحَمَّدًا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «لِي عِنْدَ رَبِّي عَشَرَةُ أَسْمَاءٍ» فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا طه وَيس وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِلسُّورَةِ وَمِفْتَاحٌ لَهَا. وَقِيلَ: إِنَّهُ اخْتِصَارٌ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ بِعِلْمِهِ. وَقِيلَ: إِنَّهَا حُرُوفٌ مُقَطَّعَةٌ يَدُلُّ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا عَلَى مَعْنًى وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ فَقِيلَ: الطَّاءُ شَجَرَةُ طُوبَى، وَالْهَاءُ النَّارُ الْهَاوِيَةُ، وَالْعَرَبُ تُعَبِّرُ عَنِ الشَّيْءِ كُلِّهِ بِبَعْضِهِ كَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الطَّاءُ افْتِتَاحُ اسْمِهِ".

طاهر وطيب.

"طَاهِرٌ وَطَيِّبٌ، وَالْهَاءُ افْتِتَاحُ اسْمِهِ هَادِي. وَقِيلَ:" طَاءٌ" يَا طَامِعَ الشَّفَاعَةِ لِلْأُمَّةِ،" هَاءٌ" يَا هَادِيَ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ. وَقِيلَ: الطَّاءُ مِنَ الطَّهَارَةِ، وَالْهَاءُ مِنَ الْهِدَايَةِ كَأَنَّهُ يَقُولُ لِنَبِيِّهِ -عليه الصلاة والسلام-: يَا طَاهِرًا مِنَ الذُّنُوبِ، يَا هَادِيَ الْخَلْقِ إِلَى عَلَّامِ الْغُيُوبِ. وَقِيلَ: الطَّاءُ طُبُولُ الْغُزَاةِ، وَالْهَاءُ هَيْبَتُهُمْ فِي قُلُوبِ الْكَافِرِينَ. بَيَانُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:" سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ"  وَقَوْلُهُ:" وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ".

مثل هذه الأقوال لا أثارة عليها ولا دليل كما قيل في نظائرها من الحروف المقطعة كما تقدم في {كهيعص }  [مريم:1]، وما سيأتي في {حم عسق } و {الم } و {المر}  [الرعد:1] إلى آخره {ص } و  }  كلها قيل فيها مثل هذا، وأنها ترمز إلى أسماء الله الحسنى، لكن ما عليها أثارة من علم، ويبقى أنها مما استأثر الله به في علمه، ولو قيل: إن معناها يا رجل، والتكنية بذلك عن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، لا مانع؛ لأن من العرب من يستعمل مثل هذا في النداء، لكن كونه يضاف إلى جمل بُدأت بحرف من هذه الحروف من غير دليل " يَا طَامِعَ الشَّفَاعَةِ" " يَا هَادِيَ الْخَلْقِ" نعم، " الطَّاءُ طُبُولُ الْغُزَاةِ" هذا لا يليق بكلام الله المنزل مثل هذا، والأولى بأهل التحري أن يضيفوا مثل هذا العلم الذي لا يحيطون به إلى علمه، ويكلونه إلى الله- جل وعلا- إلا لو ثبت تفسيره عن المعصوم، أما مجرد استنباطات تنزيل على مجرد الاتفاق في حرف هذا لا شك أنه من القول على الله بدون علم؛ فيوكل مثل هذا إلى الله- جل وعلا- ولو قيل بأنه كما في بعض لغات العرب أنه يستعمل في النداء (طه يا رجل): يعني يا محمد ما أنزلنا: بدل لما بعده، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، ومنهم من يقول إنه مثل غيره من الحروف المقطعة، الله أعلم بمراده، لكنه أُنزل للإعجاز والتحدي للعرب الذين هم أفصح الخلق، وأن القرآن مركب مؤلف من هذه الحروف، فإن استطعتم أن تأتوا بمثله فهلموا وإلا فأذعنوا واعترفوا بالعجز، واعترفوا لهذا القرآن بأنه منزل من عند الله- جل وعلا- ولذا لا يذكر مثل هذا إلا ويذكر بعده القرآن.

" وَقِيلَ: الطَّاءُ طرب أهل الجنة في الجنة، والهاء هو أن أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ. وَقَوْلٌ سَادِسٌ: إِنَّ مَعْنَى." طه" طُوبَى لِمَنِ اهْتَدَى، قَالَهُ مُجَاهِدٌ ومحمد بن الحنفية، وَقَوْلٌ سَابِعٌ: إِنَّ مَعْنَى" طه" طَإِ الْأَرْضَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَحَمَّلُ مَشَقَّةَ الصَّلَاةِ".

كأنه مسهل، كأنه مسهل من طأها، أطل طأها من وطئ، الأرض ألم يذكروا في الأخبار اللاحقة، وذلك:

" وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَحَمَّلُ مَشَقَّةَ الصَّلَاةِ حَتَّى كَادَتْ قَدَمَاهُ تَتَوَرَّمُ، وَيَحْتَاجُ إِلَى التَّرْوِيحِ بَيْنَ قَدَمَيْهِ فَقِيلَ لَهُ: طَإِ الْأَرْضَ أَيْ لَا تَتْعَبْ حَتَّى تحتاج إلى الترويح، حكاه ابن الأنباري. وقد ذكر الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي" الشِّفَاءِ" أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا صَلَّى قَامَ عَلَى رِجْلٍ وَرَفَعَ الْأُخْرَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:" طه" يَعْنِي طَإِ الْأَرْضَ يَا مُحَمَّدُ. {مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى} [طه:2] قال الزَّمَخْشَرِيُّ: وَعَنِ الْحَسَنِ" طه" وَفُسِّرَ بِأَنَّهُ أمر بالوطيء وَأَنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- كَانَ يَقُومُ فِي تَهَجُّدِهِ عَلَى إِحْدَى رِجْلَيْهِ فَأُمِرَ أَنْ يَطَأَ الْأَرْضَ بِقَدَمَيْهِ مَعًا، وَأَنَّ الْأَصْلَ طَأْ فقلبت همزته هاء كما قلبت [ألفا] فِي (يَطَا) فِيمَنْ قَال:

.............. لَا هَنَاكِ الْمَرْتَعُ

ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ هَذَا الْأَمْرَ وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ يَرْبِطُونَ الْحِبَالَ فِي صُدُورِهِمْ فِي الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالْفَرْضِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

لو كانت الهاء للسكت لكانت ساكنة، نعم، لو كانت للسكت لكانت ساكنة.

"وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْوَحْيُ بِمَكَّةَ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَاشْتَدَّتْ عِبَادَتُهُ، فَجَعَلَ يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ زَمَانًا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِهِ فَيُصَلِّيَ وَيَنَامَ، فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَكَانَ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ يُصَلِّي وَيَنَامُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَالضَّحَّاكُ: فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَصَلُّوا فَقَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ إلا ليشقى، فأنزل الله تعالى: "طه" فيقول: يَا رَجُلُ" مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى أَيْ لِتَتْعَبَ، عَلَى مَا يَأْتِي. وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ: إِنَّ" طه" [طَاء هَاء أَيْ] طَإِ الْأَرْضَ فَتَكُونُ الْهَاءُ وَالْأَلِفُ ضَمِيرَ الْأَرْضِ أَيْ طَإِ الْأَرْضَ بِرِجْلَيْكَ فِي صَلَوَاتِكَ وَخُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ فَصَارَتْ أَلِفًا سَاكِنَةً. وَقَرَأَتْ طَائِفَةٌ:" طه" وَأَصْلُهُ طَأْ بمعنى طَإِ الْأَرْضَ فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وَأُدْخِلَتْ هَاءُ السَّكْتِ: وَقَالَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ" طه. مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ"

" طِهِ".

" طِهِ" فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَلَيْسَ قد أمر أن يطأ الأرض برجليه أَوْ بِقَدَمَيْهِ. فَقَالَ:" طِهِ" كَذَلِكَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَأَمَالَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهَاءَ وَفَتَحَا الطَّاءَ. وَأَمَالَهُمَا جَمِيعًا أَبُو بَكْرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَالْأَعْمَشُ. وَقَرَأَهُمَا أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ".

بين الإمالة وعدم الهاء.

طالب:............

ماذا؟

طالب:..........

...... أن الطاء من الحروف المانعة للإمالة.

طالب:............

 يا أبا عبد الله ماذا تريد؟

طالب:.........

ماذا؟

طالب: الإمالة.

تمال الطاء؟

طالب:........

ماذا؟

طالب:.......

نعم؟

طالب:.........

يعني ما عدَّ أبو جعفر عدَّه من.....

طالب:..........

سيأتي الكلام يقول: إن الطاء من الحروف الموانع للإمالة.

"وَقَرَأَهُمَا أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، وَاخْتَارَهُ أَبُو عُبَيْدٍ. الْبَاقُونَ بِالتَّفْخِيمِ قَالَ الثَّعْلَبِيُّ: وَهِيَ كلها لغات صحيحة فصيحة. وقال النَّحَّاسُ: لَا وَجْهَ لِلْإِمَالَةِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ لِعِلَّتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا أَنَّهُ لَيْسَ هَاهُنَا يَاءٌ وَلَا كَسْرَةٌ، فَتَكُونُ الْإِمَالَةُ، وَالْعِلَّةُ الْأُخْرَى أَنَّ الطَّاءَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَوَانِعِ لِلْإِمَالَةِ، فَهَاتَانِ عِلَّتَانِ بَيِّنَتَانِ".

صحيح، كلامك صحيح.

طالب:.........

إذًا العلماء ماذا يقولون؟ يقول النحاس:" لَا وَجْهَ لِلْإِمَالَةِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ لِعِلَّتَيْنِ" معناه أنه عند بعضهم أنها تُمال، ولذلك الأكثر يقول: لا تمال لعلتين اللتين أبداهما.

" قَوْلُهُ تَعَالَى:" مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى، وقرى." مَا نُزِّلَ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ لِتَشْقَى". قَالَ النَّحَّاسُ: بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ يَقُولُ: هَذِهِ لَامُ النَّفْيِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَامُ الْجُحُودِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ".

لام الجحود هذا للعلم هي التي تكون بعد كان المنفية {وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} [الأنفال:33]، بعد كان المنفية، وهنا دون كان، نفي بدون كان، هي بعد النفي لكن ليست بعد الكون.

" وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ كَيْسَانَ يَقُولُ: إِنَّهَا لَامُ الْخَفْضِ، وَالْمَعْنَى مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِلشَّقَاءِ. وَالشَّقَاءُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ. وَأَصْلُ الشَّقَاءِ فِي اللُّغَةِ الْعَنَاءُ وَالتَّعَبُ أَيْ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَتْعَبَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

ذُو الْعَقْلِ يَشْقَى فِي النَّعِيمِ بِعَقْلِهِ...  وَأَخُو الْجَهَالَةِ فِي الشَّقَاوَةِ يَنْعَمُ

فَمَعْنَى لِتَشْقَى:" لِتَتْعَبَ".

"ذُو الْعَقْلِ يَشْقَى فِي النَّعِيمِ بِعَقْلِهِ...  وَأَخُو الْجَهَالَةِ فِي الشَّقَاوَةِ يَنْعَمُ"

إذا كان المراد به أن العاقل لا يوفق في أمور الدنيا كما هو مُشاهد بالنسبة لكثير من الأذكياء، بخلاف أهل الجهل، وبعض أهل الغفلة أنهم يوفقون ليس معنى هذا اعتراضًا على قدر الله- جل وعلا- كما اعترض بعضهم كالمعري وغيره اعترض على القدر بهذا، وهناك حكمة إلهية من عدم اقتران المال وأمور الدنيا والنجاح في الدنيا بالحنكة والخبرة والذكاء؛ لئلا يقول الإنسان: على علم عندي؛ ليتضح للناس أن هذا مرده إلى إرادة الله- جل وعلا-، وأن الإنسان لا يستطيع أن يبذل أكثر من السبب والتوفيق بيد الله- جل وعلا-، وكثير من الناس يتصور أنه مجرد ما يدخل في التجارة ويخطط لها تخطيطًا دقيقًا أن النتائج مضمونة، كثير منهم دخل بهذه النية وخرج مفلسًا بل غارقًا بالديون، وبعض الناس لا تخطيط ولا ذكاء زايد ولا نباهة بعد فرزقه الله- جل وعلا-؛ لأنهم في الغالب لا يتصورون مثل هذا، ممكن أن يقول: رجل أبله ليس المراد بالبله الذي يعدم العقل بالكلية، لا، يكون عنده شيء من التصرف به، لكن ما يمكن أن يكون رجل يعرف أنه من أوساط الناس في هذا الباب أن يقول: أوتيته على علم من عندي، على خبرة أو تخطيط أو على، ما يمكن أن يقول هذا.

"فَمَعْنَى لِتَشْقَى:" لِتَتْعَبَ" بِفَرْطِ تَأَسُّفِكَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى كُفْرِهِمْ وَتَحَسُّرِكَ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ}  [الكهف: 6] أَيْ مَا عَلَيْكَ إِلَّا أَنْ تُبَلِّغَ وَتُذَكِّرَ وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَا مَحَالَةَ بَعْدَ أَنْ لَمْ تُفَرِّطْ فِي أَدَاءِ الرِّسَالَةِ والموعظة الحسنة. وروى أن أبا جهل- لعنه الله تعالى- والنضر بن الحرث قَالَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّكَ شَقِيٌّ؛ لِأَنَّكَ تَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ فَأُرِيدَ رَدُّ ذَلِكَ بِأَنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ، وَهَذَا الْقُرْآنَ هُوَ السُّلَّمُ إِلَى نَيْلِ كُلِّ فَوْزٍ وَالسَّبَبُ فِي دَرَكِ كُلِّ سَعَادَةٍ وَمَا فِيهِ الْكَفَرَةُ هُوَ الشَّقَاوَةُ بِعَيْنِهَا".

ولو كانوا في نعيم من نعيم الدنيا على حد زعمهم وتصورهم وتصور من حولهم، لكن الشقاء لا يفارقهم، وذل المعصية لا يفارقهم.

"وَعَلَى الْأَقْوَالِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصلاة والسلام- صلى بالليل حتى تورمت قَدَمَاهُ".

هكذا عندك؟ خمس نسخ فيها "اسمغدت" "اسمغدت" ومعناها: تورمت، لكنهم خمس نسخ أما " تورمت" ما وردت إلا في نسخة واحدة "اسمغدت" معناها: تورمت.

"وَعَلَى الْأَقْوَالِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصلاة والسلام- صلى بالليل حتى تورمت قَدَمَاهُ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ فَإِنَّ لَهَا عَلَيْكَ حَقًّا، أَيْ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتُنْهِكَ نَفْسَكَ فِي الْعِبَادَةِ وَتُذِيقَهَا الْمَشَقَّةَ الْفَادِحَةَ، وَمَا بُعِثْتَ إِلَّا بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ".

وجاء الإنكار على من قرر أن يقوم الليل ولا ينام، يصوم النهار ولا يفطر، ويعتزل النساء قرر النَّبي- عليه الصلاة والسلام- أن سنته بين ذلك وبين التفريط، يصلي وينام، ويأكل اللحم، ويتزوج النساء «فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منَّي» [البخاري] تعذيب النفس ليس هذا شرعيًّا، «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ، و لا يُشادُّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ» [صحيح الجامع] ولا يعني هذا أن الإكثار من التعبد بدعة، لا، لكن ما يطاق ليس ببدعة، والكلام في العمل الذي يؤدي إلى الانقطاع، «عليكُم منَ العَملِ ما تُطيقونَ فإنَّ اللَّهَ لا يَملُّ حتَّى تملُّوا» [فتح المغيث] فالعمل الذي يؤدي إلى الملل والسآمة هذا يترك؛ لأن العمل ثم الانقطاع عنه يدل على رغبة عن الخير، لكن العمل الذي يقواه الإنسان ويستطيعه، ويستطيع الثبات عليه، الديم فهذا، كان عمله ديمًا- عليه الصلاة والسلام- أنه مستديم، دائم، مما يقدر.
طالب:...........
النساء والطيب.
طالب:............
الأسوياء كلهم يحبون مثل هذا الأمر، يعني جبلة إنسانية، وأيضًا فيها شوب تعبد ما دامت هي سنته- عليه الصلاة والسلام- محبة النساء والطيب حتى لو قُدر أن الإنسان أنه ليس له ميل إلى النساء وتعبد بذلك؛ لأن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- يحبها يؤجر على هذا، وإن كانت جبلية، ولذا لما روى أنس أن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- كان يحب الدباء أو القرع صار أنس يتتبعها؛ لمحبة النَّبي- عليه الصلاة والسلام- إياها، ولو لم يكن يحبها في الأصل، فلا شك أن هناك ما يُحب غريزة وما يُحب تعبدًا، والنساء المودة التي جعلها الله- جل وعلا- بين الزوجين {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ}  [الروم:21]، فتُحب ولو لم تكن مسلمة، تُحب محبة غريزية جبلية لا شرعية ولو لم تكن مسلمة وإلا كيف يكون هناك أُلف بين الزوج وزوجته الكتابية مثلًا؟ يحبها من هذه الحيثية، لكن ليست محبة شرعية بمعنى أنه يقدمها على ما يحبه الله ورسوله، ولو كانت عنده امرأة مسلمة لا يجوز تقديم الكتابية عليها، لكن يحبها بقدر ما يعيش معها؛ ليحقق الهدف من النكاح.
"قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى} [طه:3] قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ: هُوَ بَدَلٌ مِنْ" تَشْقَى" أَيْ مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَّا تَذْكِرَةً. وقال النَّحَّاسُ: وَهَذَا وَجْهٌ بَعِيدٌ، وَأَنْكَرَهُ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ أَجْلِ أَنَّ التَّذْكِرَةَ لَيْسَتْ بِشَقَاءٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مَنْصُوبٌ على المصدر أي أنزلنا لِتُذَكِّرَ بِهِ تَذْكِرَةً أَوْ عَلَى الْمَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ أَيْ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى به ما أنزلناه إلا للتذكرة. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ: فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ مَجَازُهُ: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى وَلِئَلَّا تَشْقَى. (تَنْزِيلًا) 10 مَصْدَرٌ أَيْ نَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا".

هذا ظاهر وواضح، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به وتتعب نفسك، تكلف نفسك ما لا تطيق، ما أنزلناه إلا تذكرة، ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى، فنية تكرار العامل ظاهرة، ولا نحتاج أن نقول إن فيه تقديمًا وتأخيرًا.

(تَنْزِيلًا) مَصْدَرٌ أَيْ نَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا. وَقِيلَ: بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ" تَذْكِرَةً". وَقَرَأَ أَبُو حَيْوَةَ الشَّامِيُّ:" تَنْزِيلٌ" بِالرَّفْعِ عَلَى مَعْنَى هَذَا تنزيل. {مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى} [طه:4] أي العالية الرفيعة وهى جمع العليا كقولك: كُبْرَى وَصُغْرَى وَكَبُرَ وَصَغُرَ أَخْبَرَ عَنْ عَظَمَتِهِ وجبروته وجلاله ثم قال: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} [طه:5]، ويجوز النَّصْبُ عَلَى الْمَدْحِ. قال النَّحَّاسُ: يَجُوزُ الرَّفْعُ بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ" لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ" فَلَا يُوقَفُ عَلَى" اسْتَوى " وَعَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْمُضْمَرِ فِي" خَلَقَ" فَيَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى" اسْتَوى "   

    "يجوز النَّصْبُ عَلَى الْمَدْحِ" ثم قال: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} [طه:5] يا شيخ؟ عندك أنت ثم قال: الرحمن الآية.

أَخْبَرَ عَنْ عَظَمَتِهِ وجبروته وجلاله ثم قال: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} [طه:5]

ما فيه جبروته؟ عظمته وجبروته؟

طالب: وجلاله.

ثلاث؟

طالب: نعم.

نعم.

"أَخْبَرَ عَنْ عَظَمَتِهِ وجبروته وجلاله ثم قال: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} [طه:5]، وَيَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى الْمَدْحِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الْخَفْضُ عَلَى الْبَدَلِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ: الرَّفْعُ بِمَعْنَى هُوَ الرَّحْمَنُ".

سعيد بن مسعدة المجاشعي الأخبش الأوسط أشهر الأخابش.

"قال النَّحَّاسُ: يَجُوزُ الرَّفْعُ بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ{لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} [طه:6] فَلَا يُوقَفُ عَلَى" اسْتَوى " وَعَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْمُضْمَرِ فِي" خَلَقَ" فَيَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى" اسْتَوى". وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ خَبَرَ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ وَلَا يُوقَفُ على" الْعُلى". وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مَعْنَى الِاسْتِوَاءِ فِي "الْأَعْرَافِ". وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى".

أبو الحسن الأشعري إمامهم في الاعتقاد، المؤلف أشعري المذهب.

"أَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ بِغَيْرِ حَدٍّ وَلَا كَيْفٍ كَمَا يَكُونُ اسْتِوَاءُ الْمَخْلُوقِينَ".

لكن معناه معروف، الاستواء معناه معروف، وكيفيته مجهولة كما جاء في جواب أم سلمة ومالك وأهل العلم قاطبة عن الاستواء، فهو معروف المعنى، معلوم ليس من المتشابه الذي لا يُدرى معناه، ولا تفويض لمثل هذا وإنما إيمان به كما جاء عن الله- جل وعلا- نعرف معناه، وقد جاء معنى الاستواء معناه العلو والارتفاع والصعود والقصد، فمعناه معروف، لكن كيفيته مجهولة، وبعضهم يقول: المعنى من استوى الله أعلم من مراده، المراد المقصود أنه استواء يليق بجلاله وعظمته، معناه معروف، وهذا الفرق بين مذهب السلف الذين يثبتون الصفات ويعتقدون لها معنى، ويعرفون معناها، لكنهم لا يكيفونها، ولا يسألون عنها بكيف، ففرق بين التفويض والإثبات.

التفويض: يعترف، يقر بأن هذا من عند الله- جل وعلا-، وأنه حق وحقيقة، لكن ما ندري ما معناه؟ هذا تفويض، وأما إذا عرف المعنى ووكل أمر الكيفية إلى الله- جل وعلا- التي لا يمكن أن يطلع عليها إلا من قبله، هذا هو مذهب السلف في مثل هذا.

طالب:..............

كيف؟ لكن المعروف أن الوقف الذي تكلم عنه أهل العلم الوقف في القرآن، هل هو مخلوق أو غير مخلوق، أو اللفظ في القرآن مخلوق أو غير مخلوق، ...الواقفة، أما من يتوقف في معنى الوقوف فنسبي، قد يتوقف الإنسان ومن أهل العلم والفضل، لكن لا يجرؤ على معنى كلمة أو حتى على صفة لا يعرف معناها الذي جاء عن سلف هذه الأمة.

بعض الآيات وإن كان ظاهرها أنها من آيات الصفات يقرر بعضهم مثل شيخ الإسلام أنها مثلًا ليست من آيات الصفات {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ  إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة:115] لأن بعضهم أنها ليست من آيات الصفات، بخلاف {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27] هذه من آيات الصفات.

طالب:.............

كيف؟

طالب:..........

هذا ما نحتاج إليه، ما نحتاج إلى مثل هذا، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، على ما يليق بجلاله وعظمته، على ما يليق بجلاله وعظمته، نعرف معنى الاستواء، وله معانٍ في لغة العرب، وفي كل مناسبة يفسر الاستواء بما يدل عليه السياق مما تسنده لغة العرب، وأما الكيفية فلا نعرفها.

طالب: ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري سبقه إليه جماهير السلف الصالح أنهم يمرون بالصفات كما وردت من دون تحريف ولا تأويل.

هو مستوٍ على عرشه يعترفون بهذا حتى المفوضة يعترفون بهذا.

طالب: كما يكون استواء المخلوقين.

يعترفون بجميع آيات الصفات المفوضة، لكن لا يقولون، يقولون ما لها معنى أو لا نعرف معناها، ليس لها معنى؛ لأن إثبات المعنى يدل على المشابهة، فهم ينفون معناها أو يكون لها معنى لم يُطلع عليه، نقول: لها معانٍ ونعرف معانيها من لغة العرب، والسياق يدل على شيء من المعاني، لكن مع ذلك كيفيات هذه الصفات هي التي لا نعرفها؛ ولذا جاء في الجواب عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.

طالب: ثم يكون الاستواء مخلوقًا فهو تشبيه.

كيف؟

طالب: كما يكون استواء المخلوقين.

هنا عندنا؟

"أَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ بِغَيْرِ حَدٍّ وَلَا كَيْفٍ كَمَا يَكُونُ اسْتِوَاءُ الْمَخْلُوقِينَ".

لا هذا النفي مسلط عليه " بِغَيْرِ حَدٍّ وَلَا كَيْفٍ" وبغير استواء كاستواء المخلوقين، النفي مسلط عليه وهي مسلط عليه النفي؛ لأن استواء المخلوقين هو الذي يكون بحد وكيف.

"وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ خَلَقَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَبَعْدَ الْقِيَامَةِ (لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) [طه:6]  يُرِيدُ مَا تَحْتَ الصَّخْرَةِ الَّتِي لَا يَعْلَمُ مَا تَحْتَهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: يَعْنِي الْأَرْضَ السَّابِعَةَ. قال ابْنُ عَبَّاسٍ: الْأَرْضُ عَلَى نُونٍ، وَالنُّونُ عَلَى الْبَحْرِ، وَأَنَّ طَرَفَيِ النُّونِ رَأْسُهُ وَذَنَبُهُ يَلْتَقِيَانِ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَالْبَحْرُ عَلَى صخرة خضراء خضرة السَّمَاءُ مِنْهَا، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ}[لقمان:16] وَالصَّخْرَةُ عَلَى قَرْنِ ثَوْرٍ، والثور على الثرى، ولا يَعْلَمُ مَا تَحْتَ الثَّرَى إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى. وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ"

هذا الخبر مما تُلقي من بني إسرائيل يحتاج إثباته إلى ما يؤيده من شرعنا.

وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ سبعة أبحر، والأرضون سبع بَيْنَ كُلِّ أَرَضِينَ بَحْرٌ، فَالْبَحْرُ الْأَسْفَلُ مُطْبِقٌ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، وَلَوْلَا عِظَمُهُ وَكَثْرَةُ مَائِهِ وَبَرْدِهِ لَأَحْرَقَتْ جَهَنَّمُ كُلَّ مَنْ عَلَيْهَا. قَالَ: وَجَهَنَّمُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ وَمَتْنُ الرِّيحِ عَلَى حِجَابٍ مِنَ الظُّلْمَةِ لَا يَعْلَمُ عِظَمَهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى، وَذَلِكَ الْحِجَابُ عَلَى الثَّرَى وَإِلَى الثَّرَى انْتَهَى عِلْمُ الْخَلَائِقِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى}[طه:7] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: السِّرُّ مَا حَدَّثَ بِهِ الْإِنْسَانُ غَيْرَهُ فِي خَفَاءٍ وَأَخْفَى مِنْهُ مَا أَضْمَرَ فِي نَفْسِهِ مِمَّا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ غَيْرَهُ. وَعَنْهُ أَيْضًا السِّرُّ حَدِيثُ نَفْسِكَ وَأَخْفَى مِنَ السِّرِّ مَا سَتُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَكَ مِمَّا لَمْ يَكُنْ وَهُوَ كَائِنٌ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا تُسِرُّ بِهِ نَفْسُكَ الْيَوْمَ وَلَا تَعْلَمُ مَا تُسِرُّ بِهِ غَدًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا أَسْرَرْتَ الْيَوْمَ وَمَا تُسِرُّهُ غَدًا وَالْمَعْنَى: اللَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى مِنَ السِّرِّ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا" السِّرُّ" مَا أَسَرَّ ابْنُ آدَمَ فِي نَفْسِهِ"، وَأَخْفَى" مَا خَفِيَ عَلَى ابْنِ آدَمَ مِمَّا هُوَ فَاعِلُهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُهُ فَاللَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ ذَلِكَ كُلَّهِ، وَعِلْمُهُ فِيمَا مَضَى مِنْ ذَلِكَ وَمَا يُسْتَقْبَلُ عِلْمٌ وَاحِدٌ وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ فِي عِلْمِهِ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَقَالَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ:" السِّرَّ " مَا أَضْمَرَهُ الْإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ"، وَأَخْفى " مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ وَلَا أَضْمَرَهُ أَحَدٌ. وقال ابن زيد:" السر" سر الْخَلَائِقِ"، وَأَخْفى"

السر سر الخلائق.

سر الخلائق؟

نعم. في ست نسخ.

" وقال ابن زيد:" السر" سر  الْخَلَائِقِ"، وَأَخْفى " مِنْهُ سِرُّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَنْكَرَ ذلك الطبري وقال: إن الذي "أَخْفى  مَا لَيْسَ فِي سِرِّ الْإِنْسَانِ وَسَيَكُونُ فِي نَفْسِهِ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ. {اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}[طه:8] " اللَّهُ" رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ أَوْ عَلَى إِضْمَارِ مُبْتَدَإٍ أَوْ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي" يَعْلَمُ". وَحَّدَ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا الْمُشْرِكِينَ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَهُ أَبُو جَهْلٍ يَذْكُرُ الرَّحْمَنَ قَالَ لِلْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: مُحَمَّدٌ يَنْهَانَا أَنْ نَدْعُوَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَهُوَ يَدْعُو اللَّهَ وَالرَّحْمَنَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}[الإسراء:110]، وَهُوَ وَاحِدٌ، وَأَسْمَاؤُهُ كَثِيرَةٌ ثُمَّ قَالَ: {اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}[طه:8]، وَقَدْ تَقَدَّمَ التنبيه عليها في سورة (الأعراف).

لكن فأنزل الله تعالى: {الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ }[طه:5]، وأنزل {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ} [الإسراء:110] وهذه موجودة في ست نسخ.

فأنزل الله؟

نعم، فأنزل الله تعالى: {الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ }[طه:5]، وأنزل: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ} [الإسراء:110]، جاء ذكر الاستواء في سبعة مواضع من القرآن كلها على ما ذكر يثبتها سلف هذه الأمة وأئمتها على ما يليق بجلال الله وعظمته من غير تشبيه ولا تكييف، مع أنه- جل وعلا- في جهة العلو فوق سبع سماواته، وأنه ينزل في آخر كل ليلة في السماء الدنيا.

 وهناك إيرادات على حديث النزول وإشكالات أوردها بعضهم أجاب عنها شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- انتقل بعضهم الثلث الذي هو وقت النزول يختلف من بلد إلى آخر، شرق الأرض وغربها، فإذا انتهى الثلث من الشرق انتقل إلى الذي يليه، ثم انتقل إلى الغرب، فيبقى الليل كله بالنسبة لله- جل وعلا- كله ثلث، أجاب شيخ الإسلام- رحمه الله- بشرح هذه الإشكالات، وأورد عليه منافاة النزول للاستواء، وأجاب- رحمه الله- بكلام قوي متين رصين، وأن الله- جل وعلا- ينزل كما شاء، ولا يشبه نزول المخلوقين الذي يلزم منه خلو المكان هو، لا مانع من أن ينزل كما جاء في الأحاديث الصحيحة، وأنه مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، ولا يخلو منه العرش كما يقرره شيخ الإسلام- رحمه الله-، وعلى كل حال مثل هذه الأمور الاسترسال فيها قد يوجد بعض الشبه في أذهان من لا يحتمل مثل هذا الكلام؛ فلابد من التسليم بالأخبار التي لو صحت عن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- التي لا يمكن مقايستها بالمشاهدات، لابد من التسليم فقدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، فلو صح الخبر عن النَّبي- عليه الصلاة والسلام- فلا مندوحة لها {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ} [الأحزاب:36].

طالب:........

إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ} [الأحزاب:36] ما لنا خيار، إذا ثبت الخبر عن الله وعن رسوله فليس لأحد خيار، وإنما علينا التسليم.

طالب:..........

ما يتعلق بالمخلوقين ولو صدر منهم في آن واحد، أقول ما يتعلق بالمخلوقين على تعددهم وعلى كثرتهم وعلى اختلاف لغاتهم وأوقاتهم ولهجاتهم كنفس واحدة عند الله -جل وعلا-.

طالب:............

مثل نفس واحدة، والكلام طويل جدًّا متواصل الذي بعده فلو نكمل الدرس القادم ولو طال قليلاً، حتى ما يصير فيه تقطيع.

طالب:..............

ما هي؟

طالب:...............

كفر فلا شك.

 

"