تعليق على تفسير سورة البقرة من أضواء البيان (05)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين قال الشيخ محمد الشنقيطي-رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: {{يسومونكم سوء العذاب}}{ ﭖ ﭗ ﭘ}  البقرة:49  بيّنه بقوله بعده {{ويذبحون أبناءكم}} { ﭡ ﭢ}  إبراهيم:6  الآية، قوله تعالى: {{وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم}} { ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ}  البقرة:50  لم يبين هنا كيفية فرق البحر بهم ولكنه بيّن ذلك في مواضع أخر كقوله."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

ففي قوله- جل وعلا- {{يسومونكم سوء العذاب}} { ﭖ ﭗ ﭘ}  البقرة:49  إجمال؛ لأن العذاب أنواع فيرتكب الظلمة فيه أنواع أصنافا من هذه الأنواع ويتفننون فيه، وشواهد الماضي والحاضر كثيرة جدًا وهناك أمور مهولة مرت على الأمة في تاريخها كما كان في الأندلس وفي المشرق على يد التتار حيث قتل في بغداد في ثلاثة أيام ما يقرب من مليوني نسمة، وفي دمشق تيمور سام الناس سوء العذاب سنة ثمانمائة وثلاثة في أصناف لا يحتملها عقل ولا يقبلها حيوان فضلا عن إنسان حيث طوّق المدينة وحاصرها مدة طويلة حتى فنيت الأرزاق ثم لانوا له وتفاهموا معه وأخرجوا وفدا يفاوضه على أن ينصرف عنهم أو يصطلح معهم على شيء فخرج وفد فيهم القاضي فاصطلحوا على عشرة ملايين دينار ذهب واتفقوا على هذا فرجع الوفد وجمعوا هذه الأموال بحيث  لم يبقى لهم مال إلا ما يسكنونه أو يؤويهم أو شيء من المتاع اليسير، فلما أُحضر المال بين يديه قال هذا على حسابكم ديناركم ثلث دينار بالنسبة لنا انظروا إلى التعنت فرجعوا إلى البلد وذكروا لهم المطلب وأنه ثلاثين مليون دينار وليس عشرة هذا حسابكم أنتم ديناركم صغير، والتعنت جاء نظيره في الأندلس حينما حصل الضعف في المسلمين وكثرة المخالفات والجرائم والمنكرات وحقت كلمة العذاب حاولوا فقال الأدفنش لكم السهول ولنا الجبال من أجل القضاء عليهم بسهولة، الجبل هو الذي لا يقدر عليه وطلب منهم أن تلد زوجته في محراب الجامع من أجل أن يقولوا لا، انظر التعنت إلى أن حصل ما حصل وفُقد الفردوس على ما قالوا بلاد الأندلس ووصل الأمر إلى أن يستفتي أهل الأندلس أهل المغرب في كيفية الصلاة لأنه خلعت أبواب البيوت من أجل ماذا؟ أن يدخل العدو متى شاء ويفتش ويلعب ويعبث كيفما يشاء، وصاروا لا يأمنون أن يشرع الإنسان في الصلاة فيدخل عليه فأُفتوا بأن يحك يده في الجدار كأن يده في الجدار أو يديه كأنه يتيمم يمسح وجه ويديه ويصلي بعينيه وهذا سببه ماذا؟ وقبل الخوف السبب الأصلي البعد عن شرع الله وانتهاك محارم الله، تيمور لما قال لهم ثلاثون ذهبوا وباعوا كل شيء حتى مزارعهم ومواشيهم وكل شيء باعوه وأحضروا له الثلاثين قال هاتوا خارطة دمشق نوقع عليها الصلح فأتوا بها ونظر في خططه وأحيائها وحاراتها وقسَّمها على عدد قوّاده فأعطى كل قائد حارة، قال هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، فدخلوا فيها وأحرقوا البلد بكامله وكان من أساليبهم في العذاب أن يأتوا بالغبار ويوضع في خرق وتغم به أنوفهم ويؤتى بالماء الحار ويصب في أنوفهم وهذا فُعِل نظيره في العراق في الحرب الأخيرة من الأمريكان وأذنابهم من الرافضة فعلوا بأهل السنة هكذا ولكل قوم وارث فرعون قبلهم فعل {{لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة}} { ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ}  التوبة:10  ماذا فعلت الشيوعية لما دخلت البوسنة والهرسك وتلك البلاد بلاد إسلامية ماذا فعلوا بها؟! لما دخلوها سنة ألف وتسعمائة وسبعة عشر على ما قيل أدخلوا المسلمين في مفارم لحم وعلبوهم وصدروهم ونحن بأفعالنا نعين العدو على أنفسنا ببعدنا عن دين الله وحربنا لأوليائه نعين العدو على أنفسنا هذا نوع لبقرة: ٤٩  ويستحيون نساءكم من خوفه على ملكه لأنه قيل له ما قيل من الرؤيا التي رؤيت وأنه يكون دمار ملكه وهلاكه على يد غلام من بني إسرائيل فعل ما فعل وفعل مع ذلك ما هو أعظم بزوجته {{وفرعون ذي الأوتاد}} { ﭼ ﭽ ﭾ}  الفجر:10  ضرب لها أوتادا في الأرض وشد أطرافها بهذه الأوتاد وصار يعذبها وغير ذلك كثير من أفعاله وأفعال غيره من الظلمة المجرمين، قصة تيمور مذكورة في النجوم الزاهرة في الجزء الثاني عشر صفحة مئتين وأربعين قبلها بصفحتين أو ثلاث إلى حدود عشرين صفحة.

"قوله تعالى: {{وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم}} { ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ}  البقرة:50  لم يبين هنا كيفية فرق البحر بهم ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله {{فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم}} { ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ}  الشعراء:63  وقوله {{ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا}} { ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ}  طه:77  الآية، قوله تعالى: {{وأغرقنا آل فرعون}} { ﭪ ﭫ ﭬ}  البقرة:50 ".

طالب: .....................

ابن تغري بردي الأتابكي في تاريخ مصر والقاهرة.

"قوله تعالى {{وأغرقنا آل فرعون}} { ﭪ ﭫ ﭬ}  البقرة:50  الآية لم يبين هنا كيفية إغراقهم ولكنه بيّنها في مواضع أخر كقوله {ﰎ ﰏ ﰐ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ }  سورة الشعراء:60-62".

لابن مفلح صاحب المبدع برهان الدين طرف في قصة تيمور وكان من الوسطاء وهو القاضي الذي مثل البلد والسفّاريني مدحه بهذا وصاحب النجوم الزاهرة ذمه ذمًّا شنيعا وذكر في ترجمته في المنهل الصافي أثنى عليه لو سلم من قصة تيمور. في مثل هذه المواضع التي تتطلب اجتهاد فوري الذي قد يوفَّق له الإنسان وقد لا يوفَّق فهو من جهة مجتهد أصاب أو أخطأ هذا إلى الله وهذا أمر مطلوب منه ومكلف به، هذه من جهة ومن جهة أخرى كونه لم يُصب أو ما اجتهد الاجتهاد المطلوب أو شيء من هذا شيء آخر.

طالب: .....................

راجع النجوم الزاهرة والمنهل الصافي له في ترجمة ابن مفلح وكلام السفاريني واضح في شرح منظومة الآداب.

"{{قال كلا إن معي ربي سيهدين}} { ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ}  الشعراء:62 ".

وأنا أخشى أن يكون المذهب له دور لأنها قصة واحدة واحد يمدح وواحد يذم القصة واضحة وجلية وابن تغريبردي صاحب النجوم الزاهرة حنفي والسفاريني حنبلي لا أدري والله لأن السر ليس بظاهر لي يعني أنه يستحق ذما أو يستحق مدحا أيضا.

"{ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ }  سورة الشعراء:63-66 وقوله: {{فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم}} { ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ}  طه:78  وقوله: {{واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون}} { ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ}  الدخان:24  وقوله رهوا أي ساكنا على حالة انفلاقه حتى يدخلوا فيه إلى غير ذلك من الآيات".

ليأمنوا، إذا رأوه ساكنا أمنوا فدخلوا وإذا رأوه مضطربا خافوا ولم يدخلوا وهذا من باب الاستدراج لهم.

"قوله تعالى البقرة: ٥١  لم يبين هنا هل واعده إياها مجتمعة أو متفرقة ولكنه بيّن في سورة الأعراف أنها متفرقة وأنه واعده أولا ثلاثين ثم أتمها بعشر وذلك في قوله تعالى: {{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة}} { ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ}  الأعراف:142  قوله تعالى: {{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}} { ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ}  البقرة:53  الظاهر في معناه أن الفرقان هو الكتاب الذي أوتيه موسى".

فيكون من عطف الشيء على نفسه، والأصل في العطف أنه يقتضي المغايرة ومقتضى هذا أن الفرقان غير الكتاب وعطف الشيء على نفسه وارد لكنه خلاف الأصل.

طالب: أحسن الله إليك الآية التي قبلها سورة الأعراف وجه كونها مجتمعة أم متفرقة؟

أربعين ليلة أو واعده ثلاثين ليلة ثم أكملها بعشر يعني الوعد أربعون قال له ثلاثين ثم أتمها بعشر قبل كمالها ليست متفرقة في الواقع لكن في الوعد.

طالب: تفرق الأربعين فقط.

فُرقت الأربعين إلى ثلاثين وعشر.

وإنما عطف على نفسه تنزيلا لتقدير الصفات منزلة.

لتغاير الصفات.

تنزيلا لتغاير الصفات منزلة تغاير الذات لأن ذلك.

ليس تغاير الصفات تغاير الموجود تغاير ألفاظ إذا تغايرت الصفات تغايرت الذوات، لكن هذا تغاير لفظي فقط في اللفظ هذا فرقان وهذا كتاب، التغاير لفظي وإلا لو تغيرت الصفات لتغيرت الذوات.

"تنزيلاً لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات؛ لأن ذلك الكتاب الذي هو التوراة موصوف بأمرين أحدهما: أنه مكتوب كتبه الله لنبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وثانيهما: أنه فرقان أي فارق بين الحق والباطل فعطف الفرقان على الكتاب مع أنه هو نفسه نظرا لتغاير الصفتين كقول الشاعر."

في اللفظ وإلا الوصف الأول موجود في اللفظ الثاني والوصف الثاني موجود في اللفظ الأول الصفات موجودة على كل حال.

"كقول الشاعر:

إذا الملك القرن وابن الهمام

 

وليث الكتيبة في المزدحم

بل ربما عطفت العرب الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظ فقط فاكتفوا بالمغايرة في اللفظ كقول الشاعر:

إني لأعظم في صدر الكميّ على

 

ما كان في التجدير ..........."

فيّ.

"................................

 

ما كان فيّ من التجدير والقصر

القصر هو التجدير بعينه وقول الآخر: وقدَدْت الأديم".

وقدَّدَت.

وقدَّدَت الأديم لراهشِيه

 

............................

هشَيه.

وقدَّدَت الأديم لراهشَيه

 

وألفى قولها ................

وألفى.

وألفى.

وألفى قولها كذبا ومَينا.

....................

 

...... قولها كذبا ومِينا

مَينا.

....................

 

وألفى قولها كذبا ومَينا

"والمَين هو الكذب بعينه وقول الآخر:

ألا حبذا هند وأرض بها هند

 

وعند ................"

وهند.

..........................

 

وهند أتى من دونها النأي والبعد

"والبعد هو النأي بعينه وقول عنترة في معلقته:

حييت من طلل تقادم عهده

 

أقوى وأقفر بعد أم الهيثم

والإقفار هو الإقواء بعينه، والدليل من القرآن على أن الفرقان هو ما أوتيه موسى قوله تعالى: {{ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان}} { ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ}  الأنبياء:48  الآية، قوله تعالى: {{إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل}} { ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ}  البقرة:54  لم يبين هنا من أي شيء هذا العجل المعبود من دون الله ولكنه بيّن ذلك في مواضع أخر كقوله {{واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار}} { ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ}  الأعراف:148  وقوله { ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ }  طه:87-88 ولم يذكر المفعول الثاني للاتخاذ في جميع القرآن وتقديره باتخاذكم العجل إلهًا كما أشار له في سورة طه بقوله {ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭑ ﭒ ﭓ}  طه:87-88".

بالفاء؟

"فكذلك والآية وكذلك بالفاء الآية بالواو".

نعم.

"بقوله { ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ }  طه:87-88 قوله تعالى: {{ورفعنا فوقكم الطور}} { ﭭ ﭮ ﭯ}  البقرة:63  أوضحه بقوله {{وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة}} { ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ}  الأعراف:171  قوله تعالى: {{خذوا ما آتيناكم بقوة}} { ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ}  البقرة:63  لم يبين هنا هذا الذي آتاهم ما هو ولكنه بين في مواضع أخر أنه الكتاب الفارق بين الحق والباطل وذلك في قوله {{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}} { ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ}  البقرة:53  قوله تعالى: {{ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت}} { ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ}  البقرة:65  أجمل قصتهم هنا وفصلها في سورة الأعراف في قوله {{واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}} { ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ}  الأعراف:163  الآيات قوله تعالى: {{قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي}} { ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ}  البقرة:68  لم يبين مقصودهم بقوله ما هي إلا أن جواب سؤالهم دل على.."

قصة بني إسرائيل في يوم السبت بُيِّنت بالقرآن وأيضًا بالآثار وصارت أصلا لكل الحيل المحرمة حتى جاء النهي عن مشابهتهم «لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل» فكل من تحايل لارتكاب محرم أو تحايل لإسقاط واجب ففيه شبه من اليهود وهذا ومع الأسف كثير في أوساط المسلمين لاسيما في المعاملات، يتحايلون على المحرمات بأساليب بعضها واضح وبعضها فيه شيء من الالتواء، أما من تحايل ليتوصل إلى واجب مُنع منه أو ليبتعد عن محرم أُكره عليه فهذه حيلة شرعية {{لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا}} { ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ}  النساء:98  فلو تحايل على امتثال هذا الواجب يؤجر على هذه الحيلة وتكون حيلته شرعية، وكذلك لو ألزم بمحرم ثم تحايل للتخلص منه فإنه يؤجر على هذه الحيلة وحيلته شرعية.

"لم يبين مقصودهم بقوله ما هي إلا أن جواب سؤالهم دل على أن مرادهم بقولهم في الموضع الأول ما هي أي ما سنها بدليل قوله".

بدليل الجواب.

"بدليل قوله تعالى: {{قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر}} { ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ}  البقرة:68  الآية وأن مرادهم بقولهم ما هي في الموضع الآخر هل هي عاملة أو لا وهل فيها عيب أو لا وهل فيها وشيٌ مخالف للونها أو لا، بدليل قوله {{قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها}} { ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ}  البقرة:71 ".

أما الاستفهام الثاني فإنه لا يلتبس بغيره لأنه صريح في السؤال عن اللون.

"قوله تعالى: {{وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها}} { ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ}  البقرة:72  لم يصرح هل هذه النفس ذكر أو أنثى وقد أشار إلى أنها ذكر بقوله {{فقلنا اضربوه ببعضها}} { ﮊ ﮋ ﮌﮍ}  البقرة:73 ".

نعم فأعاد الضمير اضربوه في القتيل فدل على أنه ذكر ببعض البقرة والخلاف في المراد بالبعض مذكور في كتب التفسير وذكروا فيه أقوال كثيرة جدا لكن لا طائل تحتها المهم أنه أي جزء من هذه البقرة يكفي.

"قوله تعالى: {{كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته}} { ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ}  البقرة:73  الآية أشار في هذه الآية إلى أن إحياء قتيل بني إسرائيل دليل على بعث الناس بعد الموت؛ لأن من أحيى نفسًا واحدة بعد موتها قادر على إحياء جميع النفوس وقد صرّح بهذا في قوله {{ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة}} { ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ}  لقمان:28  قوله تعالى: {{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة}} { ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ}  البقرة:74  الآية لم يبين هنا سبب قسوة قلوبهم ولكنه أشار إلى ذلك في مواضع أخر كقوله: {{فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}} { ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ}  المائدة:13  وقوله {{فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}} { ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ}  الحديد:16  الآية، قوله تعالى: {{ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني}} { ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ}  البقرة:78  اختلف العلماء في المراد بالأماني هنا على قولين، أحدهما: أن المراد بالأمنية القراءة أي لا يعلمون من الكتاب إلا قراءة ألفاظ دون إدراك معانيها وهذا القول لا يتناسب مع قوله {{ومنهم أميون}} { ﭛ ﭜ}  البقرة:78  لأن الأمي لا يقرأ وثانيهما".

ومفاد القول أنه قراءة ألفاظ دون فقه في المعاني كيف يكون هذا مع أنهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون.

طالب: ...............

ممكن أن يكون كما نزل القرآن في أول الأمر حفظه الصحابة كانوا يقرؤون وهم أميون.

"وثانيهما: أن الاستثناء منقطع والمعنى لا يعلمون الكتاب لكن يتمنون أماني باطلة ويدل لهذا القول قوله تعالى: {{وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم}} { ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳﯴ}  البقرة:111  وقوله {{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب}} { ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ}  النساء:123  قوله تعالى: {{ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم}} { ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ}  البقرة:85  يعني تقتلون إخوانكم ويبين أن ذلك هو المراد كثرة وروده كذلك في القرآن".

نعم، ما هو؟

طالب: ...............

والله كلاهما ظاهر وواضح والإنسان يستحضر مضى القوم ولم يرد به سوانا، يستحضر ما قيل مضى القوم ولم يرد به سوانا ينظر الإنسان في وضعه هو مع كتاب الله؟ هل هو ممن يقرأ الحروف ولا يقرأ المعاني؟ أو أنه يسوِّف ويفعل وسيحفظ وسأراجع وسأتدبر ويتمنى على الله وهو لن يفعل شيئا.

"ويبين أن ذلك هو المراد كثرة وروده كذلك في القرآن نحو قوله: {{ولا تلمزوا أنفسكم}} { ﯿ ﰀ ﰁ}  الحجرات:11  أي لا يلزم أحدكم أخاه وقوله {{لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا}} { ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ}  النور:12  أي بإخوانهم وقوله {{فاقتلوا أنفسكم}} { ﮛ ﮜ}  البقرة:54  أي بأن يقتل البريء بأن يقتل البريء من عبادة العجل من عبده منهم إلى غير ذلك من الآيات ويوضح هذا المعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- «إن مثل المؤمنين في تراحم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا أصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»".

وهذه علامة توبتهم وصدقهم في توبتهم أن يقتلوا الذين عبدوا العجل ولو كانوا أقرب الناس إليهم ولو كانوا منهم بمنزلة النفس.

طالب: أحسن الله إليك لفظ الحديث إن مثل أو مثل المؤمنين؟

مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم قد يوجد ألفاظ أخرى.

"قوله تعالى: {{أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}} { ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ}  البقرة:85  يتبين مما قبله أن البعض الذي آمنوا به هو فداء الأسارى منهم والبعض الذي كفروا به هو إخراجهم من ديارهم وقتلهم ومظاهرة العدو عليهم وإن كفروا بغير هذا من الكتاب وآمنوا بغيره منه، قوله تعالى: {{وآتينا عيسى ابن مريم البينات}} { ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ}  البقرة:87  لم يبين هنا ما هذه البينات ولكنه بينها في مواضع أخر كقوله ﭿ آل عمران: ٤٩".

ويخشى المسلم في مشابهتهم في الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه إذا كان مما تهواه نفسه سارع وبادر ونشط له، وإذا كان مما لا تهواه أو عليه فيه مشقة أو عليه فيه غضاضة أو مثل هذا تراخى لا يلزم أن يكفر به ويرده لكن لا يشابههم ولو من أدنى وجه.

"كقوله ﭿ ﮂﮃ    ﮐﮑ ﮘﮙ ﮠﮡ آل عمران: ٤٩  إلى غير ذلك من الآيات، قوله تعـالى: {{وأيدناه بروح القدس}} { ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ}  البقرة:87  هو جبريل على الأصح ويدلل لذلك".

ويدل لذلك.

"ويدل لذلك قوله تعالى: {{نزل به الروح الأمين}}{ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ}  الشعراء:193  الآية، وقوله: {{فأرسلنا إليها روحنا}} { ﮂ ﮃ ﮄ}  مريم:17  الآية".

إطلاق الروح على جبريل عليه السلام في القرآن كثير.

"قوله تعالى: {{ولقد جاءكم موسى بالبينات}}{ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ}  البقرة:92  لم يبين هنا ما هذه البينات وبينها في مواضع أخر كقوله {{فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات}} { ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ}  الأعراف:133  وقوله {ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ }  سورة الأعراف:107-108 الآية، وقوله {{فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق}} { ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ}  الشعراء:63  الآية إلى غير ذلك من الآيات".

من الآيات التسع التي ذكرها الله- جل وعلا- لكن لو حصرناها مفردة وجمعناها واحدة واحدة هل تكون تسعة أو أكثر؟

طالب: ................

ما هو؟

طالب: ................

الظاهر أنها أكثر لكن قد تكون تسعا في أول الأمر ثم زيد عليها.

قوله تعالى.

الأكبر منها أو الأشهر هذا العدد.

"قوله تعالى: {{خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا}}{ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ}  البقرة:93  قال بعض العلماء هو من السمع بمعنى الإجابة، ومنه قولهم سمعًا وطاعة أي إجابة وطاعة، ومنه سمع الله لمن حمده في الصلاة أي أجاب دعاء من حمده، ويشهد لهذا المعنى قوله: {{إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا}} { ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ}  النور:51  وهذا قول الجمهور، وقيل إن المراد بقوله واسمعوا أي بآذانكم ولا تمتنعوا من أصل الاستماع ويدل لهذا الوجه أن بعض الكفار ربما امتنع من أصل.."

ولا تنافي بين القولين ولا تعارض أن الأول وسيلة للثاني، الاستماع وسيلة للإجابة لا تمكن الإجابة إلا إذا استمع.

"ويدل لهذا الوجه أن بعض الكفار ربما امتنع من أصل الاستماع خوف أن يسمع كلام الأنبياء كما في قوله تعالى عن نوح مع قومه {{وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا}} { ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ}  نوح:7  وقوله عن قوم نبينا -صلى الله عليه وسلم- {{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}} { ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ}  فصلت:26  وقوله: {{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا}} { ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ}  الحج:72  وقوله {{قالوا سمعنا وعصينا}} { ﯥ ﯦ ﯧ}  البقرة:93  لأن السمع الذي لا ينافي العصيان هو السمع بالآذان دون السمع بمعنى الإجابة".

ومثل ما ذكرنا أنه لا يمكن الإجابة إلا بعد الاستماع كما أن العصيان بعد الاستماع.

"قوله تعالى: {{يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر}} { ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ}  البقرة:96  معنى الآية أن أحد المذكورين يتمنى أن يعيش ألف سنة وطول عمره لا يزحزحه أي لا يبعده عن العذاب فالمصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله أن يعمر فاعل اسم الفاعل الذي هو بمزحزحه على أصح الأعاريب وفي لو من قوله لو يعمر وجهان".

وفي لو من قوله.

وفي لو.

عندك واو؟

واو نعم.

نعم الأصل أنها مقلوبة ليست واوا.

"وفي لو من قوله لو يعمر وجهان، الأول: وهو قول الجمهور أنها حرف مصدري وهي وصلتها في تأويل مفعول به يود".

ليود.

"ليودّ والمعنى يود أحدهم أي يتمنى تعمير ألف سنة ولو قد تكون حرفا مصدريا لقول قتيلة بنت الحارث:

ما كان ضرك لو مننت وربما

 

من الفتى وهو المُغيظ المُحنِق"

المَغيظ.

...........................

 

......... وهو المَغيظ المُحنِق

المُحنَق.

..........................

 

......... وهو المَغيظ المَحنَق

"أي ما كان ضرك منك وقال بعض العلماء".

ما كان ضرك مَنُّك لو مننت أولت المصدر هو المنّ.

"أي ما كان ضرك مَنُّك، وقال بعض العلماء: إن لو هنا هي الشرطية والجواب محذوف وتقديره لو يعمر ألف سنة لكان ذلك أحب شيء إليه، وحذْف جواب لو مع دلالة المقام عليه واقع في القرآن وفي كلام العرب فمنه في القرآن قوله تعالى: {{كلا لو تعلمون علم اليقين}} { ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ}  التكاثر:5  أي لو تعلمون علم اليقين لما ألهاكم التكاثر، وقوله {{ولو أن قرآنا سيرت به الجبال}} { ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ}  الرعد:31  أي لكان هذا القرآن أو لكفرتم بالرحمن ومنه في كلام العرب قول الشاعر:

فأقسم لو شيء أتانا رسوله

 

سواك ولكن لم نجد لك مدفعا

أي لو شيء أتانا رسوله."

كل ما لا يخفى على المخاطب يجوز حذفه، وقد يترجح الحذف في بعض المواضع من أجل العموم وليسرح الذهن كل مسرح في كل ما يحتمله اللفظ، بمعنى أنه لو ذكر انحصر الذهن فيما ذكر لكن إذا حُذف كل يفهم ما يريد من الأمور المحتملة.

"أي لو شيء أتانا رسوله سواك لدفعنا، إذا عرفت معنى الآية فاعلم أن الله قد أوضح هذا المعنى مبينا أن الإنسان لو مُتِّع ما مُتِّع من السنين ثم انقضى ذلك المتاع وجاءه العذاب أن ذلك المتاع الفائت لا ينفعه ولا يغني عنه شيئا بعد انقضائه وحلول العذاب محله وذلك في قوله: {ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ }  سورة الشعراء:205-207".

هذه الأيام وهذه الليالي ظروف والعبرة بما يودع فيها وإلا فمن يذكر الأمس من يتلذذ بما حصل له أمس؟! العبرة بما أودعت فيه مما هو زاد لك حين تلقى الله- جل وعلا- وإلا فالأيام طالت أو قصرت لا قيمة لها «خيركم من طال عمره وحسن عمله» هو ما طال عمره فقط والشر في من طال عمره وساء عمله؛ لأن هذا يجمع زادا يتوصل به إلى مرضاة الله وجناته والثاني يجمع حطبا يوقد به عليه هذا الفرق، وإذا تأملت في تاريخ الإنسانية فضلا عن تاريخ الإسلام القريب تجد أن العمر لا قيمة له، تجد أناسا عمروا ومكثوا أكثر من مائة سنة ولا يذكرون بشيء، مروا وكأنهم لم يوجدوا على هذه الدنيا، وأناس قصرت أعمارهم وصار لهم الأثر الكبير في الأمة، يعني عمر بن عبد العزيز ما كمَّل الأربعين، تسع وثلاثون سنة إلى وقتنا الحاضر، الشيخ حافظ الحكمي كم؟ ثلاثة وثلاثون سنة أو خمس وثلاثون هذه الحدود، وكثير من أهل العلم المعروفين، النووي فوق الأربعين لكن ابن عبد الهادي تسع وثلاثين مثل عمر بن عبد العزيز والله المستعان.

"وهذه هي أعظم آية في إزالة الداء العضال الذي هو طول الأمل كفانا الله والمؤمنين شره".

طالب: ................

لا، ليس بلازم ليس له علاقة هو كثير وهذا وموجود أن مثل هذا لا يعيش يقتله ذكاؤه، والذكاء في الغالب وبال بالنسبة للرزق هذا موجود في الناس لكنه قد يتخلف.

"قوله تعالى: {{قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}} { ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ}  البقرة:97  الآية، ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله.."

إنما هي منازل للناس، للأخيار منازلهم في الجنة إذا وصل للمنزلة المحددة له قيل له قف انتهى مدة بقائك ما لها داعي لأنه وصل إلى المنزلة التي أُعدت له في الجنة، وكذلك من أُعد له في النار منزلة يقف عندها والله المستعان، بعض الناس تجده في حياته حتى هو يتمنى أنه يموت وهي مجرد أنفاس ولو ذهبتم إلى زيارة من أغمي عليهم في العنايات المركزة تجدون بعضهم يسارع النفس بسرعة من أجل أن تنتهي هذه المدة معدود له أنفاس ومحدود له وتجدون {{إن سعيكم لشتى}} { ﮣ ﮤ ﮥ}  الليل:4  ظاهر هناك أحد يؤذن أحد يتلو وهو لا يعقل ولا يعرف من حوله ووجدنا من يغني ووجدنا من يشتم ويلعن ويسب وهو في العناية.

"ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ }  سورة الشعراء:193-194 الآية ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه".

وهذا هو الغالب أنه يلقيه إليه بكلام مسموع فيتلقاه النبي -عليه الصلاة والسلام-ويقر في قلبه بعد أن ضمن الله له ذلك، لكن من الوحي ما هو إلقاء في الرَّوع من غير كلام مسموع.

"وذلك هو معنى تنزيله على قلبه وذلك كما في قوله تعالى {ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ }  سورة القيامة:16-19 وقوله {{ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما}} { ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ}  طه:114  قوله تعالى: ﯜﯝ البقرة: ١٠٠  ذكر في هذه الآية أن اليهود كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم وصرّح في موضع آخر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو المعاهد لهم وأنهم ينقضون عهدهم في كل مرة وذلك في قوله {ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ }  سورة الأنفال:55-56 وصرح في آية أخرى بأنهم أهل خيانة إلا القليلَ منهم وذلك في قوله {{ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم}} {ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ}  المائدة:13    

 قوله تعالى: {{ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم}}{ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ}  البقرة:101  الآية".

إلا القليل من أهل الكتاب من اليهود جاء في النصوص ما يدل على أن منهم من وصف بالخير ومدح بالوفاء مثل هذا الاستثناء الموجود       آل عمران: ٧٥  وقصة الرجل الذي اقترض الدنانير وأشهد الله- جل وعلا- على الوفاء ولا توجد وثيقة ولا شهود من البشر ثم بعد ذلك ضُرب له موعد وهذه في الصحيح في البخاري فلما جاء الموعد خرج المدين المقترض لينظر لعله يجد أحدا يوصل المال في وقته، فما وجد، وجد خشبة فنقرها فأدخل المال في جوفها ووضعها في البحر طفت هذه الخشبة على البحر وخرج الدائن المقرض ينظر لعل صاحبه جاء ما وجد أحدا، ووجد هذه الخشبة فأخذها ليوقد عليها فلما نشرها وجد المبلغ الثاني يعني غلب على ظنه والغالب على الظن أن المال لن يصل، وجد سفينة وركب وراح يوصل المال ثانية وقال له إن المال وصل الخشبة التي أرسلت لأنه كتب معها ورقة يعني هذا النوع نادر حتى في وقتنا الذي نعيشه يمكن حتى في المسلمين قد يكون نادرا جدا لاسيما إذا كان المبلغ كبيرا وفي شرعنا هل يجوز مثل هذا التصرف أو لا يجوز؟ واحد دينك مبلغا من المال ووضعته في شنطة من حديد وأوثقته ورميته في البحر هل هذا من إضاعة المال أو من تمام الوفاء؟ يعني في شرعنا اترك شرعهم هي سيقت مساق المدح بلا شك.

طالب: ................

لا، ليست المسألة مسألة سكوت هذه سيقت مساق المدح، مُدح لكن كل ما مدح في شرع من قبلنا يُمدح في شرعنا؟ مثل هذا الذي يغلب على الظن من وجده من المسلمين فضلا عن غيرهم ما الذي يغلب على الظن يأخذه؟ يعني مثل ما صنعت أم موسى ألقته في البحر وغير ذلك، مثل الذي بات يرقب أباه حتى أصبح وبيده اللبن والصبية يضاغون عندنا في فقهنا أنه من المقدم في النفقة؟

طالب: الأبناء.

مقدمونن على الأب لكن المدح في مثل هذا سببه مخالفة النفس والهوى وإيثار ما يحبه الله-جل وعلا- على ما تحبه نفسه وإلا الأولويات في النفقات معروف في شرعنا لكن أحيانا يكون الملحظ في المدح غير الظاهر من الصورة.

طالب: ................

يعني حملت زوجها وتركت الأموال.

طالب: ................

لما جفت المياه وجدت المال لكن.

طالب: ................

في حريق منى قبل خمسة عشر سنة أظن سنة سبعة عشر أنا ما حضرت السؤال لكن يقال أن الشيخ ابن باز- رحمه الله- سئل أنه احترقت خيمة فيها حجاج فيهم الابن الكبير معه أبوه المقعد وأولاده الأطفال فحمل الأولاد وهرب واحترق الأب.

طالب: ................

سمعت أنه أب أو أم يعني المسألة ما تختلف يقولون بكى الشيخ بكاء شديدا لكن لا شك أن هذا من مضائق الأنظار، يعني هذا الذي لا يوفَّق له إلا الواحد دون غيره، يعني حتى النظر هل يتسع في مثل هذه الأمور؟ حريق ولكن إذا خالفت نفسك وهواك وأطعت الله وآثرت مرضاه أبشر بالخير.

وخالف النفس والشيطان واعصهما

 

وإن هما محضاك النصح فاتهم

"ذكر في هذه الآية الكريمة أن كثيرًا من اليهود نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ولم يؤمنوا به وبيّن في موضع آخر أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بالكتاب هم الأكثر وذلك في قوله تعالى: {{ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون}}{ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ}  آل عمران:110  قوله تعالى: {{أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}}{ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ}  البقرة:108

 لم يبين هنا هذا الذي سئل موسى من قبل ما هو ولكنه بيّنه في موضع آخر وذلك في قوله: {{يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة}} { ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ}  النساء:153  الآية، قوله تعالى: {{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}} { ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ}  البقرة:109  هذه الآية في أهل الكتاب كما هو واضح من السياق والأمر في قوله بأمره قال بعض العلماء هو واحد الأوامر، وقال بعضهم: هو واحد الأمور فعلى القول الأول بأنه الأمر الذي هو ضد النهي فإن الأمر المذكور هو المصرّح به في قوله {{قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}} { ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ}  التوبة:29  وعلى القول بأنه واحد الأمور فهو ما صرح الله به في الآيات الدالة على ما أوقع باليهود من القتل والتشريد كقوله {ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ }  سورة الحشر:2-3 الآية إلى غير ذلك من الآيات والآية غير منسوخة على التحقيق، قوله تعالى: {{ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}} { ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ}  البقرة:114  الآية قال بعض العلماء."

يأتي الله بأمره أمر مصدر مضاف والاحتمال الذي ذكره الشيخ وارد هل هو واحد الأوامر أو واحد الأمور والأمر حتى ينزل وحي لأنه صار شيئا محددا بغاية، فالانتظار هو الواجب إلى أن تنتهي هذه الغاية وينزل أمر من الله-جل وعلا-يبين هذا الموقوف، وأما واحد الأمور الذي ذكره المؤلف-رحمه الله-هنا وهو الجلاء الذي هو حدهم في هذه البقعة فأمر نبيه -عليه الصلاة والسلام- بإخراجهم من جزيرة العرب وهو الجلاء المشار إليه {{ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء}} { ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ}  الحشر:3 .

طالب: ................

إذا وقعت الصورة المطابقة عمل بها.

"قال بعض العلماء نزلت في صد المشركين النبي -صلى الله عليه وسلم- عن البيت الحرام في عمرة الحديبية عام ست من الهجرة، وعلى هذا القول فالخراب معنوي وهو الخراب المساجد بمنع العبادة فيها وهذا القول يبينه ويشهد له قوله تعالى: {{هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام}} { ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ}  الفتح:25  الآية، وقال بعض العلماء الخراب المذكور هو الخراب الحسي والآية نزلت فيمن خرّب بيت المقدس وهو بختنصر أو غيره وهذا القول يبينه ويشهد له قوله- جل وعلا- الإسراء: ٧".

والعبرة بعموم اللفظ {{ومن أظلم ممن منع مساجد الله}} { ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ}  البقرة:114  سواء نزلت في صد النبي -عليه الصلاة والسلام- عن العمرة على يد المشركين أو فيما حصل من بني إسرائيل وبختنصر سواء هذا أو ذاك لكن العبرة بعموم اللفظ، فكل من منع الخير في بيوت الله داخل في الآية وهو من أظلم الناس لاسيما إذا كان منعه ليس له تأويل أو كان قصده الخوف من الخير وأهله والدين وأهله البقرة: ١١٤  يمنع الدروس، يمنع محاضرات، يمنع الجلوس في المسجد للذكر هذا داخل في الآية، لكن إذا كان الخوف على الدين ممن يمنع من يُخشى منه في إفساد الناس سواء كان في عقائدهم أو في علمهم أو أيضا فيما يؤثر على أعمالهم هذا لا شك أنه يثاب، السلف منعوا القصاص منعوهم خشية من التشويش على الناس وإفساد أديانهم، لكن إذا منع خوفا من الدين هذه هي المشكلة هذا الذي يدخل في الآية، إذا أراد الإنسان أن يجلس بعد صلاة الصبح في المسجد يسلط عليه عامل لا يفقه كلمة من العربية ولو كان من خيار الناس يخرجه ويغلق الباب! صحيح أن هذا له سبب والوزارة ما اتخذت هذا الإجراء إلا بعد أن عانت من بعض الناس، ووجد من يسيء إلى المساجد، ووجد من يعبث بالمصاحف، ووجد من يلقي النجاسات في المساجد وفي محاريبها وعلى كلام الله- جل وعلا- هذا هو السبب بلا شك أنه مبرر في الجملة، لكن يبقى ألا تكون قاعدة مطردة عامة تضيق الأرض بما رحبت على من كانت عادته الجلوس في المسجد والمكث فيه إذا وضع للأبواب غلق لا تفتح من خارج المسجد وأُمن من كان في المسجد وظهرت عليه علامات الصلاح وأنه لا يمكن أن يعبث بالمسجد فالأصل البقاء، وجاء الحث على ذلك انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط والجلوس إلى انتشار الشمس فعله -عليه الصلاة والسلام- وديدنه ولا تزال الملائكة تصلي على المصلي مادام في مصلاه يذكر الله اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ثم بعد ذلك ما يمكن ولا من أذكار الصلاة! هذا يعاني منه بعض الناس ممن اعتاد هذه الأمور.

طالب: ................

لا، الرسول أخرجهم هذا شرعي.

طالب: ................

ما هو؟

طالب: ................

هذا نادر، والله أنا تعرضت لإحراجات كثيرة لاسيما إذا صار الواحد ليس معروفا.

طالب: ................

صحيح ليس بجالس.

طالب: ................

ماذا يفعل أمره إلى الله ذاك مسكين مأمور.

طالب: ................

نعم يتفاهم معه.

طالب: ................

أين؟

طالب: ................

نعم المحتويات لأنها بأموال.

طالب: ................

مثل ما فصّلنا إذا كان الخوف خوف القرار الأصلي هذا مأمور هذا مسكين الإمام يُفصل إن لم يمنع لكن القرار الأصلي ما باعثه؟ يخافون من الخير وأهله ومن أظلم يخافون على الدين يشوش على الناس وعقائدهم وأعمالهم السلف منعوا القصاص.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...

الأسبوع القادم كله ليس فيه دروس أنا ما لست موجودا.

طالب: ................

الجمعة هذه لا.

طالب: ليس فيها شيء؟

ليس فيها شيء مسافرون إن شاء الله.

طالب: مكة؟

 

مكة. 

"