المقدمات في شرح المقنع ونظمه (04)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،

فقد تمت قراءة المقدمة في الدرس الماضي ولوحِظ بعض الأخطاء في المطبوع، وهذا أمرٌ طبيعي وعادي؛ لأن المطبوع طُبِع عن نسخةٍ متأخرة جدًّا في القرن الثالث عشر، بينما المؤلِّف في السابع.

وعلى كل حال وُجِدت عندنا مخطوطتان، وهما متأخرتان بعد النسخة التي... لكنهما أصح من النسخة التي طُبِع عليها الكتاب.

وقابلت المقدمة على النسختين فوجدت النسختين لا فرق بينهما إلا شيئًا يسيرًا جدًّا لا يكاد يُذكر؛ لأن إحداهما منسوخة عن الأخرى، والأخرى قد نسخها عالم فقيه مهتم بفقه الحنابلة وشاعر في الوقت نفسه، وعنده -لا أبالغ إن قلت: عنده أكثر كُتب الحنابلة المخطوطة الموجودة- عنده مكتبة كاملة من مخطوطات الفقه الحنبلي، واستُفيد منها كثيرًا في تحقيق بعض الكتب التي حُقِّقت وأُخرِجت من مكتبة الشيخ -رحمه الله-.

أيضًا يُمكن أن نستفيد في المقابلة من نسخة الشيخ ابن السعدي؛ لأنه كتبها بيده، وعلَّق على مواضع يسيرة جدَّا، وكتب معها كتاب الإنصاف، ففيها نوع تصحيح أفضل من طبعة المكتب الإسلامي، فنستفيد منها بقدر الإمكان، وأيضًا المختصر مختصر الشيخ ابن معمَّر هذا موجود، وهو مطبوعٌ قبل الأصل، وقد حذف الشيخ ابن معمَّر على ما يقتضيه الاختصار بعض الأبيات، وزاد بعض الأبيات التي يُرمم فيها ما حذفه من الجُمل، ويُقارن به أو يُماشي فيه مع المختصر– مختصر المقنع- الذي هو زاد المستقنع، والأبيات المزيدة موضوعة بين القوسين.

يقول:

وبعد فإن النظم أيسر مطلبًا     

 

لحفظك ما تُعنى به من تشردِ

وقد كان نظم المقنع الفرد للرضي

 

موفَّق دين الله ذاك ابن أحمدِ

نظام الفقيه اللوذعي محمدًا

 

ويُنمى إلى عبد القوي بمحتدِ

نظامٌ يُحاكى الدر في عقد غادةٍ

 

وكالمسك أو كالزهر في روضة الندي

ترق له شوقًا القلوب أُولي النُّهى

 

ويطرب منه كل راوٍ ومنشدِ

وكان لدى الأصحاب في الفقه عمدةً

 

لتحقيقه في كل بحثٍ مجوَّدِ

تضمَّن إيضاحًا وحُسن طريقةٍ

 

بذكر خلافٍ لاصطلاحٍ مؤيدِ

وفي نظمه للحفظ عونٌ لطالبٍ

 

فجازاه بالحسنى عظيم التجودِ

ولكنها قد كلَّت الهِمم التي

 

أحاطت بها آفات كل مُنكدِ

وَقَلَّت وعاة العلم بما دهى الورى

 

من الفتن اللاتي طمَّت بتزيدِ

وقد صدق المختار إذا قال مخبرًا

 

بِقلة علم الدين لا تترددِ

هذا كله مزيد وفيه زيادات أخرى.

فهذا هو البرهان فانظره موقنًا

 

بصدق مقالٍ للرسول محمدِ

فمن أجل ما قدَّمت لخصت نظمه

 

لأورِد كلًّا من مسائل فاهتدِ

بمختصرٍ من مقنعٍ مر ذِكره

 

وذاك لموسى نجل سالم أسندِ

هذا يعني زاد المستقنع لموسى الحجاوي.

وقد جاء ضمن النظم عندي زيادةٌ

 

تَقر بها عين الفتى المتزودِ

وعن أصله غيَّرت ما ألجأت له

 

ضرورة ذِكر المذهب اتحاف مبتدي

ونظَّمت أبياتًا تعذر أصلها

 

كما رُمته أو كونه في المفندِ

وميَّزت نظمي عن مُغير نظمه

 

بحُمرة كُتَّاب المداد المعوَّدِ

هو نظم الزيادات كتبها بالمداد الأحمر، والحُمرة متعذرة في الطباعة، فوضعه بين أقواس.

إلى آخر كلامه.

مما يُستفاد منه في الشرح في بعض الألفاظ التي تكثر في النظم شرح (منظومة الآداب) للسفاريني، منظومة الآداب لابن عبد القوي على نفس الروي، وهي في غاية الأهمية لطالب العلم؛ لِما فيها من ذِكر آداب قَل أن تُوجد عند غيره وعلى النظم نفسه.

والنظم منظومة الآداب طُبِعت بمطبعة أم القرى بإشراف الشيخ عبد الرحمن بن قاسم يعني قبل سبعين سنة تقريبًا، والشيخ –رحمه الله- قال في مقدمة مجموعٍ جمعه يحتوي على: منظومة الآداب وعلى ديوان ابن مشرَّف، وعلى ميمية ابن القيم، ونونية القحطاني.

يقول: من هذه المنظومات التي جمعتها في هذا المجموع منظومة الآداب لابن عبد القوي، ولأول مرة تُطبع كاملة، وأما ما شرحه السفاريني –يعني في خلال الباب- فبعضها.

من أين أوتي الشيخ في كلامه هذا؟ هو وجد نُسخة من منظومة الآداب، وقد أُقحِم فيها منظومة الكبائر للحجاوي على نفس الوزن ونفس الروي، فأدخلها معها، طبعها معها، وهي ليست لابن عبد القوي، للحجاوي صاحب الزاد، وفيها نُقُول عن متأخرين عن ابن عبد القوي، أما قوله: أما شرح السفاريني فبعضها؛ لأن هذه المنظومة لا تُوجد في شرح السفاريني، شرحها السفاريني مُفردة؛ لأنها ليست من نظم ابن عبد القوي.

على كل حال –رحم الله الجميع- اجتهدوا وأدُّوا ما عليهم، ومن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجرٌ واحد.

و(غذاء الألباب) نافعٌ جدًّا هو عليه بعض الملاحظات، وبعضها يصل إلى مخالفات عقدية مع أن السفاريني معروف من الحنابلة.

بعض الألفاظ التي تَرد في النظم هنا يُحتاج إليها، وبعض الاصطلاحات بيَّنها السفاريني في شرحه لمنظومة الآداب؛ لورودها في منظومة الآداب، فيحتاج إليه طالب العلم، وهو نفيس وماتع، وفيه معلومات ما تُوجد في غيره، طُبِع قديمًا قبل قريب من مائة سنة في مطبعة النيل بمصر، وطُبِع على نفقة الملك فيصل عد ذلك، ثم بعد ذك طبعه صاحب مكتبة الرياض الحديثة، وكل الطبعات في مجلدين، سنة ألف وثلاثمائة وأربعة وعشرين طُبِع بمطبعة النجاح بمحروسة مصر... إلى آخره سنة ألف وثلاثمائة وأربعة وعشرين، يعني مائة وستة عشر سنة، الطبعات الثانية متأخرة عنها.

وعلى كل حال أنا أنصح بقراءة هذا الكتاب لطالب العلم؛ لأن طالب العلم يحتاج إلى آدابٍ ذُكِرت في المنظومة، وتولى السفاريني شرحها وذِكر أدلتها، وبيَّنها بوضوح وجلاء، واستطرد في بيانها.

درسنا اليوم في المرور على المقدمة التي قُرِأت في الدرس السابق مع بيان شيءٍ من المصطلحات التي ما تعرضنا لها، وإن كان هذا يُعد تكرارًا، لكن –إن شاء الله- لا يخلو من فائدة.

طالب: ...........

ماذا فيه؟

طالب: ...........

الحجاوي نفسه؟

طالب: ...........

منظومته؟

طالب: ...........

ما أذكر.

طالب: ...........

لو منظومة الكبائر للحجاوي، وشرحها السفاريني أيضًا.

طالب: ...........

عند السفاريني في الشرح.

طالب: ...........

ما أذكر، أنا قرأته من أربعين سنة، والله أعلم.

والله المستعان.

يقول في منظومة الآداب: "بحمدك اللهم أُنهي وأبتدي" منظومة الآداب المقابلة تُضيع الوقت.

"بحمدك اللهم أُنهي وأبتدي" هذه من منظومة الآداب، وعندنا في النظم عقد الفرائض يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. "بحمدك اللهم ما رُمت أبتدي" في بعض النَّسخ "ما دُمت" هي ما رُمت صوابها، ما رُمت يعني: ما قصدت أبتدي، وتقديم الجار والمجرور على عامله "بحمدك" للحصر، تقديم المعمول على عامله مثل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] للحصر.

"بحمدك اللهم" اللهم أصلها يا الله، ولا تدخل عليها ياء إلا في الشعر:

إني إذا ما حدثٌ ألمَّا

 

أقول: يا اللهمّ يا اللهمّا

وإلا فالميم عِوض عن الياء، ولا يُجمع بين العِوض والمعوَّض.

"فحمدك" يا الله فرضٌ على كل أحد، على كل مُكلَّف، بل كل مُوجد، كل مخلوق "فرضٌ لازمٌ كل موجدِ".

تعاليت عن مثلٍ وعن ولدٍ وعن

 

شبيهٍ وعمَّا يفتري كل ملحدِ

تعاليت وتقدست عن المثل والولد {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:3-4].

"وعمَّا يفتري كل ملحدِ" من الفرى التي تبناها الملاحدة والزنادقة تعالى الله عمَّا يقولون علوًا كبيرًا.

"نُقر بلا شكٍّ بأنك واحدٌ" لا شريك لك.

"ونؤمن بالداعي إليك محمدِ" الإقرار بنبوة محمد، والشهادة له بالرسالة أحد رُكني الشهادتين الركن الأول من أركان الإسلام، فلا يصح إقرارٌ بالربوبية دون شهادةٍ وإقرارٍ بالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام-.

"رسولك أزكى من بعثت إلى الورى" يعني: أزكى الرسل، وأشرفهم، وأعلاهم قدرًا، بل هو أشرف الخلق قاطبة، وأزكاهم وأكرمهم على الله -جلَّ وعلا-.

"وخير من استخرجت من خير محتدِ" محتدِ الأصل.

أقمت بما صوَّرت في الكون مُنعمًا

 

أدلة توحيدٍ لكل مؤيدِ

طالب: ............

محتدِ بالكسر.

طالب: ............

محتدِ.

طالب: ............

لا لا.

أقمت بما صوَّرت في الكون مُنعمًا

 

أدلة توحيدٍ لكل مؤيدِ

 

وفي كل شيءٍ له آيةٌ

 

تدل على أنه واحدٌ

"بدأت بإحسانٍ فسويت خلقنا" يعني: بداية لا نظير لها من قبل ولا بعد، يعني الله –جلَّ وعلا- هو الذي بدأ الخلق، ثم يُعيدهم بعد ذلك.

"بدأت بإحسانٍ فسويت خلقنا" يعني: في أحسن تقويم.

"ومن عدمٍ أخرجتنا غير مقتدِ" بمن فعل مثل هذا الفعل ممن سبق ما فيه أحد.

ضربت لنا الأمثال فضلًا مقربًا

 

لكل طريقٍ للهداية مرشدِ

{وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21] وفي الآية الأخرى {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43].

"خلقت لنا نطقًا" النطق: الكلام، وهو المُميز للإنسان عن غيره؛ ولذلك إذا أرادوا أن يحدوا الإنسان قالوا: حيوانٌ ناطق.

"نطقًا وعقلًا" يعني: يُميزنا عن سائر المخلوقات.

"وعقلًا مكرَّمًا نروح به في الكائنات ونغتدي" تصور الإنسان بلا عقل كالبهيمة أو كالمجنون لا يستطيع أن يروح ويغتدي في الكائنات.

"فتُدرك كلياتها وترى الذي.. تُصرِّفه فيها" يعني تُدرك الكليات كما تُدرك الجزئيات، خلافًا لما يقوله الفلاسفة من أنه –جلَّ وعلا- يُدرك الكليات دون الجزئيات، يعرف الكليات ولا يعرف الجزئيات، هذا كلام فلاسفة.

"فمن شئت يهتدي" الهداية بيد الله من شاء الله هداه، ومن شاء أضله.

طالب: ...........

نعم.

"وليس لمن أضللته الدهر مرشدًا" من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.

وليس لمن أضللته الدهر مرشدًا

 

فسبحانك القهار والمتفردِ

"بقبضته ضُر العباد ونفعهم" بقبضته: بيده الضر والنفع، وهو النافع الضار لا يستطيع أحد أن يضر أحدًا إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليه، ولا يستطيع أحدٌ أن ينفع غيره إلا بشيءٍ قد كُتِب للمنتفع.

"ومنه جميع الأمر يُنهى ويبتدي" بدايته ونهايته من الله، جميع الأمور بدايتها ونهايتها بإذن الله- جلَّ وعلا-.

بعثت برسلٍ قاطعي كل حُجةٍ

 

وأيدتهم بالمُعجِز المتأيدِ

طالب: ...........

قاطعي "برسلٍ قاطعي" هذا المخطوط "برسلٍ قاطعًا كل حُجةٍ" دعنا نرى الشيخ ما في الكتاب.

طالب: ...........

هذا كلام... لما قابلناها هذا الثابت في المخطوطات.

طالب: ...........

"قاطعي كل حجةٍ.. وأيدتهم بالمُعجِز المتأيدِ" يعني: المؤيَّد من الله –جلَّ وعلا- بالمعجزات.

"فبلَّغ كلُّ منهم ما أمرته" يعني: الرسل بلَّغوا، ولكن المُبلَّغين منهم "شاكر النعما ومن متمرد" منهم من أراد الله له الهداية فاهتدى، ومنهم من أراد له الشقاء والغواية فضَلَّ، نسأل الله العافية.

"ختمتهم بالهاشمي مشرِّفًا" الهاشمي محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-.

"وأول من يُدعى ويشفع في غدِ" الشفاعة العظمى، وأول من يستفتح باب الجنة.

وأول مفتوحٍ له باب جنةٍ

 

وأول محبوءٍ بغير ترددِ

طالب: ...........

النُّسخ كلها بالهمز.

طالب: ...........

لا لا، هو بعض النُّسخ بدون همز محبوٍّ بالتشديد، والنُّسخ كلها بالهمز.

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

غلط -كما قلت للإخوان- محبوءٍ كذا النُّسخ كلها، وفي بعض النُّسخ المكتوبٍ محبوٍّ نُسخة يعني تعليقًا.

طالب: ...........

ما هو بحبا يحبو على يديه ورجليه.

طالب: ...........

حباه الله كذا، يعني: وهبه وأعطاه.

على كل حال هذه النُّسخ، ومكتوب النسخة -ولعلها تصحيح بعد-: محبوٍّ.

طالب: ...........

محبوءٍ هذه النُّسخ بهمزة، وفي الهامش تعليق محبوٍّ شدة بدون همزة.

"جليت دياجير الظلام بنوره" "جليت دياجير الظلام" واحدها ديجور وهو: الظلام الحالك.

"بنوره فكان إلى سُبل الهدى خير مرشدِ" عليه الصلاة والسلام.

"كفاه سموًّا بالوسيلة رتبةً" ليست لأحدٍ من الخلق غيره –عليه الصلاة والسلام- وندعوه بها إثر كل أذان (آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة).

طالب: ...........

عندنا جليت، كل النُّسخ هكذا.

جليت دياجير الظلام بنوره

 

فكان إلى سُبل الهدى خير مرشدِ

كفاه سموًّا بالوسيلة رتبةً

 

ورفع لواءٍ تحته كل أمجدِ

يُحشر الخلائق تحت لوائه -عليه الصلاة والسلام-.

وحوضٍ بماء الكوثر امتد ماؤه

 

كثلجٍ وشهدٍ ناقعًا غُلة الصدي

العطشان.

"ومخترق السبع الطباق بجسمه" ليلة المعراج.

"ومخترق السبع الطباق بجسمه" يعني: ليلة المعراج عُرِج به إلى السماء؛ حتى وصل إلى مكانٍ يسمع فيه صريف الأقلام -عليه الصلاة والسلام-.

"بجسمه" بخلاف قول من يقول: إنه منام وليس حقيقة.

"إلى العرش والكرسي أعظم مقصدِ" وصل إلى مكان لم يصل إليه غيره - عليه الصلاة والسلام-.

وتكليمه للرب والرؤية التي

 

تقاعس عنها في الدُّنا كل مهتدِ

"تكليمه للرب" الله –جلَّ وعلا- كلَّمه كما كلَّم موسى- عليه السلام-.

"وتكليمه للرب والرؤية التي" الرؤية "تقاعس عنها في الدُّنا كل مهتدِ" يعني: ما حصلت له هذه الرؤية، والنبي –عليه الصلاة والسلام- يختلف أهل العلم هل رأى ربه ببصره أو بقلبه؟ ولما سُئل هل رأيت ربَّك؟ قال: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ؟» حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره، «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ؟»، وهذا هو المرجَّح عند أهل السُّنَّة؛ ولذا تقول عائشة: "من زعم أن محمدًا رأى ربه، فقد أعظم الفرية"، والخلاف معروف حتى عند أهل المذهب أنه رآه عند الحنابلة.

طالب: ...........

نعم.

"خرقت له حُجب الجلال مقربًا" كان قاب قوسين أو أدنى.

"مقربًا وخلَّفت أملاك السماء بمرصدِ" يعني: وراءه الملائكة.

تقاصر إدراك العقول عن الذي

 

أنالك في الدنيا به بل هو في غدِ

في "هو" زائدة.

طالب: ...........

لا، النسخة المخطوطات "بل هو".

طالب: ...........

عند الشيخ "بله في غدِ" أما المخطوطات التي عندنا: "بل هو".

طالب: ...........

يأتيك اعتذار المؤلف عن الانكسار أو عن الإيطاء أو عن...

طالب: ...........

ينكسر.

طالب: ...........

هكذا "بل هو في غدِ".

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

نعم أنا أعرف المعنى، وأن هذا أولى، لكن المخطوطات تواردت على هذا؛ ولذلك نُسخة الشيخ ابن سعدي "بله في غدِ" ما وافق المخطوطات التي قد وقف عليها.

طالب: ...........

أين البيت؟

طالب: ...........

تقاصر إدراك العقول عن الذي

 

أنالك في الدنيا به بله في غدِ

يعني: "في غدٍ" يعني في يوم القيامة أشد وأكثر، يعني إذا كان هذا في الدنيا، فما الذي في الآخرة؟ فالذي في الآخرة أعظم. 

طالب: ...........

نعم.

عليك صلاة الله ثم سلامه

 

صلاة لنا تقضي بفوزٍ مؤبدِ

لأن من لزم الصلاة والسلام على النبي –عليه الصلاة والسلام- فأجره عظيم، فالصلاة الواحدة- عليه الصلاة والسلام- «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً واحدة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»، والأحاديث في الحث على الصلاة عليه –عليه الصلاة والسلام- أولها الأمر بالصلاة والسلام عليه في قوله –جلَّ وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].

طالب: ...........

الأصل أن الثناء على الله –جلَّ وعلا-، ثم الصلاة على النبي؛ لأنه هنا انتهى ما يتعلق به، فختمه بالصلاة عليه.

طالب: ...........

ما الذي يمنع ما دام صلى عليه؟

طالب: ...........

وكل نبيٍّ للأنام وضوعِفت

 

لأشرف مخلوقٍ بأشرف محتدِ

يعني كل الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-، ويختلف أهل العلم هل يُصلى على غير الأنبياء أو تختص الصلاة والسلام بالأنبياء فقط؟ أما تبعًا فيجوز أن تُصلي على غير الأنبياء، تُصلي على الآل والأصحاب، أما على سبيل الاستقلال فمنعه جمعٌ من أهل العلم، وأباحه آخرون؛ لأن النبي– عليه الصلاة والسلام- قال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» لما جاء بزكاته، فأباحوه لهذا، والأصل أن أهل العلم يقولون: العُرف عند أهل العلم قاطبة تخصيص الصلاة على النبي– عليه الصلاة والسلام- دون غيره ومن أتباعه، ويُترضى عن الصحابة، ويُترحَّم على من بعدهم، ويُقال بالنسبة لله –جلَّ وعلا-: عزَّ وجلَّ، فلا يُقال لمحمدٍ: عزَّ وجلَّ –عليه الصلاة والسلام- وإن كان عزيزًا جليلًا، النبي –عليه الصلاة والسلام- عزيزٌ جليل، لكن ما يُقال: عزَّ وجلَّ.

فالعُرف عند أهل العلم يخصون هذه الاصطلاحات بمن ذُكِر.

طالب: ...........

أيش عبد السلام؟

طالب: ...........

عليه السلام يعني: الاقتصار على السلام دون الصلاة أو الصلاة دون السلام.

طالب: ...........

إذا خُصص لمعنىً مثل ما يقولون: علي –عليه السلام- مثلًا، هذا شعار مبتدعة.

طالب: ...........

عيسى –عليه السلام- مثل محمد -عليه السلام- يعني إفراد الصلاة دون السلام أو العكس من اتخذه ديدنًا له يُصلي ولا يُسلم دائمًا، أو يسلم ولا يُصلي دائمًا هذا أطلقوا فيه الكراهة، والنووي أطلق الكراهة على من قاله مرة واحدة، جزم بأنه مكروه في شرح مقدمة مُسلم؛ لأن مسلمًا –رحمه الله- صلى على النبي –عليه الصلاة والسلام- ولم يُسلم، ولا شك أن مثل هذا لا يتم به الامتثال، امتثال الأمر في الآية.

طالب: ...........

ما أدري.

طالب: ...........

"وضوعِفت لأشرف مخلوق".

طالب: ...........

ما جاء فيه نص، النص في النبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ...........

"وضوعِفت لأشرف مخلوق بأشرف محتدِ".

"بخير كتابٍ".

طالب: ...........

ماذا عندك؟

طالب: ...........

يعني بقوله: "وضوعِفت لأشرف مخلوق" إلى كم ضُوعِفت؟

طالب: ...........

يعني هل تنفع المضاعفة بدون ذكر العدد؟

طالب: ...........

نعم يُضاعِفها خبر هذا.

هذا يقول: ما الفائدة التي يقصدها العلماء الذين ينظمون هذه المنظومات الطوال مع ما فيها من تكلفٍ في النظم؟

ما الفائدة من مثل هذا النظم؟

طالب: ...........

نعم مذكورة.

النظم يسهل حفظه ويثبت في الذهن، يعني لما تحفظ منظومة، ثبوت النظم في الذهن أكثر من ثبوت النثر، لكن الذي يُشكِل على النظم أن يحفظ طالب العلم في الفن الواحد أكثر من نظم؛ لأنه إذا لم تكن حافظته قويةً مميزةً فإنه يحصل عنده الخلط، الخلط بين هذا يُريد بيتًا من كذا ويخرج عليه بيت من كذا لاسيما إذا توافقت، فإن كانت كلها أراجيز أو كلها...

طالب: ...........

نعم يكفي ومُقدمٌ على الدعاء في صحيح مسلم الصلاة على النبي –عليه الصلاة والسلام- مُقدمة على الذِّكر الذي بعده.

طالب: ...........

يدخل هذه صارت عنوانًا مثل الشهادة.

طالب: ...........

امتثال الأمر يتم بقولك: صلى الله عليه وسلم، الصلاة الإبراهيمية ما فيها صلاة، صلاة إبراهيم التي في التشهد ما فيها سلام أصلًا.

طالب: ...........

عليه الصلاة والسلام، صلى الله عليه وسلم، وإذا أردت أن تُصلي على الآل من باب أنهم وصية النبي –عليه الصلاة والسلام- فتُصلي على الصحابة الذين هم حملة الدين، ولولاهم ما وصل إلينا.

"بخير كتابٍ جاء من خير مرسِلٍ" وهو القرآن الكريم.  

"إلى خير مدعوٍ من الناس أحمدِ" إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ...........

"إلى خير مدعوٍ من الناس أحمدِ".

طالب: ...........

"من خير مرسلٍ" من الله- جلَّ وعلا- "إلى خير مدعوٍ" وهو الرسول -عليه الصلاة والسلام- "من الناس أحمدِ".

"وأصحابه والغُر من آل هاشمٍ" يعني عطف الصحابة على الرسول –عليه الصلاة والسلام- ثم أردفهم بالآل.

"من آل هاشمٍ ومن بهداهم في الأعاصير يهتدي".

"ومن بهداهم" يعني: من تبعهم بإحسان "ومن بهداهم في الأعاصير يهتدي".

وأشهد أن الله لا رب غيره

 

وأسأله عفوًا وإتمام مقصدِ

إرداف الشهادة بالحمد والصلاة لا شك أنها من الكمال، وجاء بها أحاديث، لكنها ضعيفة؛ لأنها باعتبار أن ما تقدم خطبة، والخطبة التي ليس فيها تشهُّد كاليد الجزماء، لكن الخبر ضعيف.

وأشهد أن الله لا رب غيره

 

وأسأله عفوًا وإتمام مقصدِ

"بخاتمةٍ حسنى" نسأل الله حُسن الخاتمة.

بخاتمةٍ حُسنى تُنيل الفتى الرضى

 

وتُبلغه في الفوز أشرف مقعدِ

يعني في جنات النعيم في الفردوس الأعلى الذي هو أعلى الجنة.

"ونحمده حمدًا يليق بِطَولِه" وهو ذي الطَّول لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

"ونسأله الإخلاص في كل مقصدِ" وعملٌ لا إخلاص فيه حابط باطل، فالإخلاص الركن الأول من أركان القبول مع الاتباع والاقتداء.

"وكيف بلوغ الشكر والشكر نعمةٌ" يعني بعد يحتاج إلى شكر، إذا كان الشكر نعمة، والنِّعم تحتاج إلى شُكر، فهذا الشكر يحتاج إلى شكر؛ ولذلك يقولون: إن التسلسل في مثل هذا مقبول؛ لأن كل الشكر يحتاج إلى شكر، الشكر الثاني يحتاج إلى شكر على ما لا نهاية، فلا يزال العبد شاكرًا لله– عزَّ وجلَّ-، وهذا شكرٌ أو تسلسلٌ في المستقبل، وهو مقبول عند أهل العلم، لكن –واضح يا إخوان؟- النعمة شكر، لكن النية هل تحتاج إلى نية؟ النية عبادة وعمل القلب، والأعمال بالنيات، فهل هذه النية تحتاج إلى نية، والنية التي قبلها تحتاج إلى نية هذا تسلسل غير مقبول عند أهل العلم؛ لأنه في الماضي، والمسألة مبحوثة في كتب العقائد وطوَّل أهل العلم فيها ومنهم شيخ الإسلام هو الذي شهر المسألة وطوَّلها.  

"وكيف بلوغ الشكر والشكر نعمةٌ.. وآلاؤك" أي: نعمك.

" اللهم" يا الله "تترى" تتتابع على خلقك "لمجتدِ" المجتدِ: طالب الجدوى السائل الراجي من ربه أن يُنعم عليه.

"وآلاؤك اللهم تترى لمجتدِ" {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:13] واحدها –واحد الآلاء- الآلاء جمع.

طالب: ...........

لها مفرد ضُبط بتسعة وجوه.

طالب: ...........

آلاء جمع.

"حفظت لنا الذكر الحكيم وزدتنا" حفظت لنا القرآن {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] تكفَّل الله بحفظه، بخلاف الكتب السابقة؛ ولذلك يبقى كما هو كما أُنزِل إلى يوم القيامة؛ لأن الله تكفَّل بحفظه، والكتب السابقة تعرضت للتحريف والحذف والزيادة والنقصان؛ لأن الله –جلَّ وعلا- قال: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا} [المائدة:44] اؤتمنوا على كُتبهم واستُحفظوا عليها فلم يحفظوها؛ ولذلك حصل منهم التحريف والحذف والزيادة والنقصان.

وفي هذا يحيى بن أكثم القاضي دعا يهوديًّا إلى الإسلام، فرفض ما أسلم، فلما كان من العام القابل جاء اليهودي مسلمًا إلى يحيى بن أكثم، وسأله عن السبب، قال: لما دعوتني انتظرت وتأملت، فنسخت نسخًا من التوراة، وزدت فيها ونقصت، وعرضتها في سوق الوراقين من اليهود؛ فتخطفوها واعتمدوها، وقرأوا فيها، ثم عمدت إلى نُسخ من الإنجيل ففعلت فيها كذلك زدت ونقصت وحرَّفت، وعرضتها في سوق الوارقين من النصارى؛ فتلقفوها واعتمدوها، وقرأوا فيها، وعملوا بما فيها، ثم عمدت إلى مصحف من كتابكم من القرآن، فغيَّرت فيه شيئًا يسيرًا، لا يُدرك إلا بالتأمل الشديد، فعرضته في سوق الوراقين من المسلمين، فنظر فيه واحد، ورماه في وجهي.

يحيى بن أكثم حج، وعرض القصة على سفيان بن عُيينة، قال: هذا موجود في القرآن ما يحتاج إلى استدلال، هو عندنا في كتاب الله {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] تكفَّل الله بحفظه، لا يستطيع أحد أن يُحرِّف، وأولئك استُحفظوا فلم يحفظوا.

حفظت لنا الذكر الحكيم وزدتنا

 

بخير حديثٍ بالتسلسل مسندِ

الأحاديث النبوية لا شك أنها مصدر من مصادر التشريع في الإسلام، والعمل بها واجب سواءً كانت متواترة أو غير متواترة.

"بخير حديثٍ بالتسلسل مسندِ" بالتسلسل: تسلسل الرواة ما هي بأخبار تُنقل على ألسنة الناس حفظوها أو لم يحفظوها، لا، أحاديث مُسلسلة بالرواة الثقات ومضبوطة ومتقنة، والأئمة الحُفاظ نقَّحوها، وردوا ما أُدخِل فيها، وإن لم يتكفل الله بحفظها، لكن كما قيل: تعيش لها الجهابذة، الأئمة الحُفاظ، والجهبذ هو: النقَّاد الخبير. 

"فما زال فينا كل عصرٍ".

الآن نتأخر عليهم؟

طالب: ...........

الوجه؟

طالب: ...........

من العلم الوجه باقٍ فيه خمسة عشر بيت.

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

كيف تجيء أربعة أبيات؟

طالب: ...........

لأنا بدأنا بالصفحة التي تليها، ينتهي أين؟

طالب: ...........

الكلام ما يتواصل.

طالب: ...........

نعم.

طالب: ...........

لكن أنا ما أريد الإخوان يستطيلون مثل هذا قبل الدخول إلى المقصد، وهذا أخونا استطال، يقول: ما الفائدة من نظم هذه المنظومات الطوال مع ما فيها من تكلفٍ في النظم؟

طالب: ...........

خلاص انتهت.

طالب: ...........

ما كنت ناويًا أن نُعلق عليها يتم المتاح معها لنواكب...

طالب: ...........

نعم إذا انتهينا من المقدمة، المقدمة قُرِأت سابقًا ما نحتاج إلى ردها بالقراءة، فيما بعد إذا دخلنا في المقصد في الفقه –إن شاء الله- نرى آليةً تنتظم إن شاء الله.

"