شرح العقيدة الواسطية (37)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: وتؤمن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين: الدرجة الأولى: الإيمان بأن الله –تعالى- عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبدًا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق؛ فأول ما خلق الله القلم قال له: اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، جفت الأقلام وطويت الصحف، كما قال –تعالى-: { أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ } الحج: ٧٠ وقال: { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ } الحديد: ٢٢ وهذا التقدير التابع لعلمه –سبحانه- يكون في مواضع جملةً وتفصيلاً، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكًا؛ فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ونحو ذلك، فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديمًا، ومنكروه اليوم قليل.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فالشيخ -رحمه الله تعالى- لما ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية في أركان الإيمان، بدءًا من الإيمان بالله وما يتعلق به من أسماء وصفات، ختم ذلك بالإيمان بالقدر الذي هو الركن السادس من أركان الإيمان، كما جاء في حديث جبريل حينما جاء يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإيمان والإسلام والإحسان.
والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان لا يصح إلا به، وفي أول حديث في الصحيح -صحيح مسلم في كتاب الإيمان، يعني بعد المقدمة- قال -رحمه الله تعالى- أعني: مسلم في كتاب الإيمان في أول حديث في الكتاب، يقول -رحمه الله-: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدثنا وكيع عن كهمس عن عبدالله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وحدثنا عبيد الله بن بن معاذ العنبري، وهذا حديثه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة: معبد الجهني، أول من قال بالقدر: معبد الجهني، يعني من قال بنفي القدر؛ لأن القدرية يطلقون ويراد بهم القدرية النفاة، هذا عند الإطلاق، وقد يطلق ويراد بهم القدرية الغلاة في الإثبات، وكلاهما مجانب للصواب، يعني القدرية النفاة يقابلهم الجبرية، فيبالغون في النفي، وأولئك يبالغون في الإثبات، ووفق أهل السنة والجماعة فتوسطوا بين الفئتين الضالتين، قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة: معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجِّيْن أو معتمرِيْن أو حاجَّيْن أو معتمرَيْن، فقلنا: لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، يعني بدعة القدرية قديمة، من أقدم البدع حدثت في عصر الصحابة، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوُفِّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ،فقلت: أبا عبد الرحمن -هذه كنية ابن عمر- أبا عبد الرحمن، يعني يا أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قِبلنا -يعني في جهتنا بالبصرة- ناس يقرؤون القرآن، يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم، يعني لهم عناية بالقرآن، ويتقفرون العلم يعني: يحرصون عليه أشد الحرص، حتى أنهم يطلبونه في القفار والبراري، وفي كل مكان يتقفرون العلم، وذكر من شأنهم، يعني من عباداتهم وحرصهم، وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون ألا قدر، وأنهم يزعمون ألا قدر، وأن الأمر أُنُف، يعني مستأنف ما فيه شيء مقدر سابق، كل شيء يحدث في وقته، كل شيء لا يقدره ولا يكتبه ولا يعلمه إلا في وقته، وأن الأمر أُنُف، يعني مستأنف، قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برئاء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمرو هو الله -جلَّ وعلا- لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا فأنفقه ما قبل الله منه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر، لماذا؟ لأنه ركن من أركان الإيمان، من لم يؤمن به كفر -نسأل الله العافية- {وما منعهم أن تقبل منهم إلا أنهم كفروا} هؤلاء كفروا، فلا تقبل منهم نفقاتهم، يقول: والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، الحديث بطوله، حديث جبريل حينما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإيمان وعن الإسلام والإيمان والإحسان ثم والذي..، الشاهد منه قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت».
هذه أركان الإيمان، فالإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، لا يصح إلا به، القدرية القدامى ينفون العلم -نسأل الله السلامة والعافية-، والشافعي يقول: ناظروهم بالعلم فإن أنكروه كفروا وإن أقروا به خصموا، لكن القدرية الذين جاؤوا من بعدهم كأنهم رأوا أن المسألة مكشوفة، يعني الخالق لا يعلم من خلق شيئًا، لا يمكن أن يعتقده من يقرأ القرآن ويؤمن بالقرآن، فلا ينكرون مثل هذا فيما بعد، لكنهم أنكروا المراتب الثانية لة أألة اللاحقة.
وعلى كل حال الشيخ -رحمه الله تعالى- يقول: وتؤمن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- بالقدر خيره وشره، يعني: هل يمكن أن يفرق بين مفردات القدر بأن يؤمن ببعضها ويكفر ببعض، ويؤمن بالخير الذي ينتفع به الإنسان، ولا يؤمن بالشر الذي يتضرر به، لا يمكن، لا بد أن تؤمن به كله؛ خيره وشره، حلوه ومره.
والإيمان بالقدر-يقول شيخ الإسلام-: على درجتين، وكل درجة تتضمن شيئين، فالحصر في أربعة الأشياء التي ذكرها الشيخ -رحمه الله تعالى- حصر استقرائي، حصر استقرائي سبق إليه الشيخ أو لم يسبق، يعني بالاستقراء، الكلام كله موجود في كلام السلف، الكلام موجود في كلام السلف، لا على سبيل الحصر، إنما الكلام كله مأخوذ من كلام السلف المبني على أدلة الكتاب والسنة، يعني الحصر في الأربع الدرجات أو الدرجتين، وكل درجة تتضمن شيئين، أربعة الأشياء هذا موجود في كلام السلف، فمن جمع هذا الكلام وجعله لا يخرج عن هذه الأربعة بالاستقراء من كلام السلف، هل ينسب إلى الابتداع أو لا ينسب؟ هو ما خرج عن كلام السلف، كلام السلف كله عمدته الكتاب والسنة، لكن بدلاً من أن يكون فقط غير مذكور أنه أربع فقط لا تزيد ولا تنقص، يعني قل مثل هذا في أنواع التوحيد: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، يعني ما تجد الإمام مالك حصر هذه الأمور، ولا تجد الشافعي حصر أنواع التوحيد في هذا، لكنها موجودة في كلام الأئمة، وهذا موجود في جميع العلوم، مسألة الحصر المستند على كلام من سلف المبني على نصوص الكتاب والسنة، يعني حينما قال النحاة: الكلام ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف، يعني هل من سلف قالوا بحصر هذا؟ وحينما يقول أهل الحديث: أقسام الحديث ثلاثة: صحيح وحسن وضعيف، نقول: من حصرها ابتدع، أول من حصرها الخطابي في معالم السنن، حصر القسمة، متوفى سنة ثلاثمائة وستين، وماذا عمن وجد في مائة وخمسين، ووجد قبل ذلك ووجد بعد ذلك، هل نقول هذا ابتدع؟
هو ما خرج عن كلام السلف وأقول هذا الكلام؛ لأنه وجد من يقول: إن شيخ الإسلام ابتدع حينما حصر القسمة في الأربعة، لكن هل جاء بكلام من كيسه أو جاء بكلام مستند فيه على النصوص -نصوص الكتاب والسنة، حينما يقول المناوئون لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب: إنه أيضًا ابتدع في حصره القسمة في ثلاثة أقسام، سبيل الحصر وطريقه الاستقراء لكلام أئمة أهل السنة وسلف هذه الأمة المبني على نصوص والكتاب والسنة، وكثيرًا ما تسمعون في العلوم كلها حينما يقولون القسمة ثلاثية، القسمة رباعية، بحيث لا تحتمل أكثر من ذلك، وكل يحصر على حد علمه، كل يحصر على حد ما بلغه، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، لكن إذا بلغه شيء يخرج عن هذه القسمة ودليله الكتاب والسنة عليه أن يقول به، والأصل في مثل هذه المسائل ما جاء من حصر في الأحاديث النبوية «اجتنبوا السبع الموبقات»، وعلى الإنسان أن ينتهي إلى ما يسمع، لا يزيد إلا بنص، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «لم يتكلم في المهدي إلا ثلاثة»، وهذا على حسب ما بلغه في وقت التحديث بهذا الحديث، وإلا صح عنه أنه تكلم أكثر من ثلاثة فيما بعد، هل يمكن أن يستدرك على النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحصر؟ لا يمكن، أساء الأدب من قال: في هذا الحصر نظر، وُجد، لكنه أساء الأدب، هو قالها عن غفلة هذا المظنون به، وإلا ينظر في كلام من؟ في كلام من لا ينطق عن الهوى، فنحتاج إلى مثل هذه الأمور الحصر الاستقرائي، لا بد له من استقراء تام، وشيخ الإسلام -رحمة الله عليه- من أهل الاستقراء التام، من أهل الاستقراء التام، ولذلكم إلى يومنا هذا ما وجد من يزيد درجة أو مرتبة من مراتب هذه الدرجات، ما وجد مع حرص المخالفين على النقد، ما وجد من يأت بزيادة، وإن قال: إن الحصر في هذه الأشياء الأربعة ابتداع، والحصر فائدته ضبط العلم وتيسيره للمتعلمين حينما يقول: درجتين، كل درجة تتضمن شيئين، مثل لو جاء بكلام سرد من غير تفقيط، أنت حينما تذاكر وتريد أن تستذكر، وأنت عندك خبر من الجملة أنها تبلغ كذا، تراجع نفسك فيما بعد «اجتنبوا السبع الموبقات» ثم تعدد واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة، وين السادسة والسابعة لا بد أن تعصر ذهنك لتحضرها، لكن لو ما فيه حصر تأتي بالذي تيسر والذي لا يتيسر، وما يدريك أنه نقص شيء أو لم ينقص حتى تعلم العدد الحاصر؛ ولذلك حينما يقولون: شروط الصلاة تسعة، يعني لو تركوها سائبة، شروط الصلاة وسردوها، يمكن كثير من طلاب العلم لا يستطيع استحضارها، وكذلك حينما يقولون: أركان الصلاة أربعة عشر، هذا لا شك أن فيه تيسيرًا على المتعلم، وفيه حصر وضبط للعلم، وهذه جادة معروفة عند أهل العلم وسالكها لا ينسب إلى ابتداع، لكن لا بد أن يكون من أهل الاستقراء من أهل الاستقراء التام، ما يأتي شخص يأخذ من كتاب واحد أو من نص واحد، ثم بعد ذلك يحصر، لا، والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين، فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله –تعالى- عليم بما الخلق عاملون، عليم {ألا يعلم من خلق} عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم، عليم بما الخلق عاملون، وماذا عن علمه هو؟ هل يمكن أن يقال أو يناقش في علمه هو؟ هل هو عليم به أو لا؟ هذا ما أحد تطرق له اللهم إلا أن يكون من المجانين.
عليم بما الخلق عاملون أو بما الخلقُ عاملون بعلمه القديم، {أحاط بكل شيء علمًا}، {ألا يعلم من خلق} والكل خلقه وأعمالهم أيضًا خلقه، {والله خلقكم وما تعملون}، عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم، القديم له إطلاق لُغوي وهو المتقدم على غيره ولو نسبيًا {كالعرجون القديم} يعني العرجون الذي يبس وصُرِمَ من النخل قبل شهر بالنسبة لما صُرِمَ اليوم قديم، والقلم الذي استعملته في العام الماضي بالنسبة للقلم الجديد قديم، لكن هل المراد هنا بالقديم هذا الإطلاق؟ لا، قديم بمعنى المتقدم على غيره تقدمًا مطلقًا، الأول الذي ليس قبله شيء، القديم يردفه شيخ الإسلام، وكثير من أهل العلم بقولهم أزلي، «أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم» وهنا يقول: بعلمه القديم، ويراد به المتقدم تقدمًا مطلقًا لا تقدمًا نسبيا الذي هو موصوف به أزلاً وأبدًا، أزلاً متناهٍ في القدم في الماضي، وأبدًا متناهٍ في الاستمرار والتسلسل في المستقبل، أزلاً وأبدًا.
وعلم جميع أحوالهم، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، علم جميع أحوال الخلق، خلقهم وكلفهم وأوجدهم لحكمة عظيمة وهدف نبيل، وهو تحقيق العبودية لله -جلَّ وعلا- فهل يتصور أن يخلقهم لهذه الحكمة ولهذه الغاية، ثم يجهل بعد ذلك ما هم عاملون، لا يتصور هذا؛ ولذا قال: وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق، فالشيء الأول الذي تتضمنه الدرجة الأولى إيش؟ العلم، والدرجة الثانية: الكتابة، ثم كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بكم؟ بخمسين ألف سنة، كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق، فأول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، أول ما خلق الله القلم، الوقف على إيش؟ نقف على أول ما خلق الله القلم، ثم نقول: قال له: اكتب، نقدر حرف كما قدر بعضهم، قدر بعضهم، ثم قال: أو فقال له: اكتب، أو نقول: أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فيكون القول مرتبطًا بالأولية، يعني في أول وجوده قيل له: اكتب، بغض النظر عن كونه أول المخلوقات أو خلق قبله شيء، يعني لو يقال لمولود ولد اليوم، أول ما ولد الطفل غُسِّل، تكون الأولية مرتبطة بإيش؟ بتغسيله بتغسيله لا أنه أول مخلوق أو أوَّل مولود، لا، وهنا أول ما خلق الله القلم يعني من يقف على هذا يقول: إن القلم أول المخلوقات مطلقًا، وإذا ربطنا الأولية بقول: اكتب، لا يمتنع أن يكون قد خلق قبله شيء؛ ولذا يختلف أهل العلم في القلم مع العرش، أيهما أقدم؟ أيهما الأول؟ يقول ابن القيم -رحمه الله-:
والناس مختلفون في القلم الذي |
|
كتب القضاء به من الديان |
هل كان قبل العرش أو هو بعده . |
|
قولان عند أبي العلا الهمذاني |
والحق أن العرش قبلُ لأنه |
|
وقت الكتابة كان ذا أركان |
وكتابة القلم الشريف تعقبت . |
|
إيجاده من غير فصل زمان |
يعني ما فيه فاصل، خلق القلم، ثم ترك، ثم بعد ذلك قيل له: اكتب، لا.
وكتابة القلم الشريف تعقبت |
|
إيجاده من غير فصل زمان |
والحق أن العرش قبلُ لأنه |
|
وقت الكتابة كان ذا أركان . |
(والحق أن العرش قبلُ) قبلَ القلم، يعني هل هذا معارضة لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب» فيه معارضة؟ لا ما فيه معارضة.
طالب: ..................
يكون اللوح أيضًا كتب قبل خلق قبل القلم، هل هذا لازم أو ليس بلازم؟ يعني إذا قلنا باقتران الكتابة بخلق القلم «أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب» من غير فاصل، خلقه فقال له: اكتب، يعني لما قال له: اكتب، هل اللوح موجود والا غير موجود؟ الذي يكتب به موجود، فالأولية هذه لا تعني الأولية المطلقة، إنما هي الأولية المقيدة بالكتابة.
طالب: ................
إيه ممكن، قال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
طالب: ................
يعني من هذه الأمة، يعني من هذه الأمة المأمور به النبي -عليه الصلاة والسلام- {قل إن صلاتي ونسكي} هذا مأمور به النبي -عليه الصلاة والسلام- فهل هو أول مسلم على الإطلاق، لكنه أول مسلم من هذه الأمة بلا شك، لكن حينما يقولها المقتدي {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض} حينما يقولها في صلاته، هل يقول: {وأنا من المسلمين} أو يقول: {وأنا أول المسلمين} كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: معروف المسألة خلافية، هل تقال الأذكار بحروفها؟ أو كل يقول ما يناسبه؟ يعني مثل دعاء سيد الاستغفار مثلاً، ماذا تقول المرأة؟ نعم تقول ما يناسبها، نعم، تقول ما يناسبها.
قال: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، يعني كتبت المقادير إلى يوم القيامة قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما في صحيح مسلم: «فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه» يعني في حديث ابن عباس: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك»، ماذا نستفيد من علمنا بهذا الشيء؟ أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وماذا عن الأسباب التي تتقى بها هذه المصائب؟ مادام كتبت المقادير كلها في كتاب لا يتغير ولا يتبدل، الذي في علم الله -جلَّ وعلا- لا يتغير ولا يتبدل، ومن ذلك الآجال، فماذا عن زيادة العمر بالصلة؟ مادام كتب في اللوح المحفوظ أن هذا عمره ستون سبعون سنة، وفي الحديث الصحيح: «من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره -في أجله- فليصل رحمه» {ما يبدل القول لدي}، يعني ما في علم الله -جلَّ وعلا- لا يتغير ألبتة، لكن الذي يتغير ما في علم الملك المأمور بالكتابة، هو الذي يتغير، ومنهم من يقول: إن التغيير هذا والزيادة ليست زيادة في السنين والأيام، وإنما زيادة بركة، زيادة معنوية، وهذا شيء ملاحظ أن السنة من بعض الناس تعدل عشر سنوات من غيره، واليوم بالنسبة لبعض الناس قد يعدل أسبوعًا من غيره وهكذا، والزيادة بالبركة حاصلة تجدون المؤلفات الكثيرة لبعض العلماء ممن لم تطل أعمارهم، كل هذا بسبب البركة.
فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، طيب قد يقول قائل: إذا كان لن يخطئني ما كتب علي وما أصابني، لماذا أتقيه بفعل الأسباب؟ ومن طرائف العامة -وإن كان فيه ما فيه- شخص قيل له: لماذا هذا الحرص الشديد وأنت ما لك إلا المكتوب؟ قال: والله ما خفت إلا من المكتوب، اللي ما هو بمكتوب ما هو بجاي، هذا مطابق للحديث «ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه» لكن هذا الاعتقاد لا بد منه، لكن الآثار المرتبة على هذا بمعنى أنه يزيد خوفه من المكتوب، لا، إنما يطمئن ويعلق قلبه بالله -جلَّ وعلا- ويثق به ويبذل الأسباب التي أمر بها، وعامي آخر قيل له: القدر، القدر كل شيء بقدر {إنا كل شيء خلقناه بقدر} قال: وإيش اللي ملا المقابر إلا القدر، طيب يا أخي هذه صح حقائق، لكن هل يكون موقف المسلم من هذه الأمور بمثل هذا الكلام؟ لا يا أخي، هذا الكلام..، صحيح أن الآجال مقدرة، وكل هؤلاء الذين في المقابر الذين ملؤوا المقابر كلهم ماتوا بقدر الله -جلَّ وعلا-، لكن هل معنى هذا أن نتصرف بمثل هذا الكلام أو نتذرع به، أو يزيد خوفنا من المقدور؛ لأنه لا بد من أن يصيبنا؟ لا، نبذل الأسباب التي أمرنا بها ونثق بالله -جلَّ وعلا- ونتحلى باليقين بما عند الله -جلَّ وعلا-، ومع ذلك يصبر الإنسان إذا أصيب ويحتسب؛ إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر، وكله خير بالنسبة للمسلم.
فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، يعني لو الناس كلهم اجتمعوا على أن ينفعوه أو يضروه بشيء لم يكتب له لن يستطيعوا، جفت الأقلام وطويت الصحف، يعني ما فيه تغيير ولا تبديل، هذا هو الموجود، ولما قال الصحابة للنبي -عليه الصلاة والسلام-: وما دامت الأمور مكتوبة ومقدرة وفرغ منها، فلماذا العمل؟ قال: «اعملوا، كل ميسر لما خلق» اعملوا كل ميسر لما خلق له، هذا بالنسبة للخالق مع من خلق الذي يعلمه ويعلم ما يعمل في الحاضر والمستقبل، النتائج مكشوفة عنده، لكن لو أن مدرسًا من المدرسين في بداية الفصل كتب الدرجات بكشف في أول درس، وقال: اعملوا، النتائج تأتيكم فيما بعد، يصلح والا ما يصلح؟ يصلح؛ لأنه لا يعلم من أحوالهم شيئًا، لا يعلم من أحوالهم شيئًا، لا يعلم من أحوالهم في الماضي ولا في الحاضر فضلاً عن المستقبل، من فعل هذا فقد ظلمه، فقد ظلمه؛ لأن بعض المدرسين يقول: خلاص أنا قدرت للطلاب أو بعض الطلاب على وجه الخصوص خلاص اجتهد أو لا تجتهد أنت راسب، وبعضهم يقول: نم أو لا تنام أنت ناجح، هل يتصور هذا من مخلوق؟ لا، لكن الخالق الذي يعلم من خلق، يعلم ما هم عاملون في المستقبل؛ ولذلك كتب كل شيء، وإذا بلغ الجنين أربعة الأشهر، أرسل إليه الملك فيؤمر بكتب أربع كلمات، بإيش؟ برزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، يعني: النتائج معروفة من قبل، هذا بالنسبة للخالق، لكن المخلوق هي محجوبة عنه؛ ولذلك أمر بالعمل، أمر بالعمل «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» وهذا الباب -أعني باب القضاء والقدر- من أبواب الدين العظيمة التي زلت فيها الأقدام، وهو من أعقد أبواب الدين، وكثير من أهل العلم ينهى عن الاسترسال فيه، وهو سر الله في خلقه، لكنه لطالب الحق واضح ما فيه خفاء، لطالب الحق المتبع للنصوص ما هو بالمسترسل وراء الخيالات والأوهام، أما المتبع للنصوص فالأمر فيه بالنسبة له واضح، وما يزيده الازدياد من العلم إلا وضوحًا، وطالب العلم الجاد -طالب الحق- لا شك أنه ترسخ قدمه في هذا الباب وفي غيره من الأبواب، كلما ازداد من علم الوحيين، أما من استرسل في كلام أهل البدع وأهل الخيالات وأهل الأوهام وأهل الافتراضات والاحتمالات العقلية المجردة عن النصوص، فإن هذا لا يزداد إلا حيرة، وقد وقع من بعض أو من كثير من الأذكياء المعدودين خلل كبير في هذا الباب، يعني المعتزلة حينما ضلوا في هذا الباب هل يقال: لأنهم أغبياء ما يفهمون؟ لا، لأنهم لم يجعلوا النصوص تقودهم إلى الحق، لم يسيروا وراء النصوص، وإنما ساروا وراء الاحتمالات العقلية المجردة عن النصوص، وبهذا ضلوا، ومثلهم الجبرية، والرازي المعدود من أذكياء العالم وكلامه في هذه المسألة في تفسيره كله مع الجبر والله المستعان.
جفت الأقلام وطُويت الصحف، كما قال تعالى : { أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ }
وقال: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب} إلا في كتاب يعني بعد أن علمها الله -جلَّ وعلا- أمر بكتابتها {من قبل أن نبرأها} من قبل أن نوجدها {إن ذلك على الله يسير}، ذلك على الله يسير؛ لأن يتم بكلمة "كن" {إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} فذلك على الله يسير، وهذا التقدير..، وهذا التقدير التابع لعلمه –سبحانه- يكون في مواضع جملة وتفصيلاً، يكون في مواضع جملة وتفصيلاً. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء يكون في مواضع جملة وتفصيلاً، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، نأخذ على سبيل المثال القرآن، هل كتب في اللوح المحفوظ إجمالاً؟ يعني ذكره فقط أو كتب تفصيلاً بحروفه؟ هذه مسألة خلافية بين أهل العلم واللفظ محتمل، يعني في لوح محفوظ ومكتوب في لوح محفوظ، لكن هل المكتوب ذكره أو المكتوب كله بحروفه؟ المسألة معروف الخلاف فيها، وذكر القرآن جاء في الكتب السابقة {وإنه لفي زبر الأولين} وهل يتصور أن القرآن بحروفه في زبر الأولين؟ لا، ومعروف تنزيل القرآن منجمًا حسب الوقائع، الله تكلم به في وقائع ومناسبات متعددة، كيفما شاء -جلَّ وعلا- ومتى شاء، وأما كونه كتب تفصيلاً فهو مناسب لقول ابن عباس في تنزيله جملة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وعلى كل حال سواء كان هذا أو ذاك، فالقرآن كلام الله محفوظ في اللوح المحفوظ كما جاء في النصوص، ولا يعنينا أن يكون مكتوبًا جملة أو تفصيلاً فالذي يأتينا فيه التفصيل في النصوص -نصوص الكتاب والسنة- نؤمن به على سبيل التفصيل، والذي يأتينا على سبيل الإجمال لا شك أننا نؤمن به إجمالاً.
فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء وإذا خلق..، وإذا خلق جسد الجنين قبل خلق الروح فيه، يعني ينفخ، تنفخ فيه الروح بعد اكتمال الأربعة الأشهر، بعث إليه ملكًا فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ونحو ذلك. على كل حال المعتزلة قدرية، الشيعة قدرية، الشيعة قدرية؛ ولذلك شيخ الإسلام لما ألَّف كتابه منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية، أو في نقض مذاهب الشيعة القدرية، فهم قدرية وهم يوافقون المعتزلة في كثير من مسائل الاعتقاد، بعض الفلاسفة نفوا العلم بالجزئيات وأثبتوا العلم بالكليات، يعني يعلم الأمور إجمالاً، لكن لا يعلمها تفصيلاً -تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا-.
طالب: ..............
يعني محو الإثبات معروف أن الكتابة هناك كتابة عامة، وهي ما وجد في اللوح المحفوظ، وهناك كتابة خاصة لكل مخلوق تخصُّه التي يؤمر بها الملك، وهناك كتابة متجددة حولية في كل سنة في ليلة القدر، أما ما في علم الله -جلَّ وعلا- فلا يتغير، وما يمحوه ويثبته وما يتغير فهو بالنسبة لما في علم الملائكة وعلم المخلوقين ممن أطلعهم الله على شيء من ذلك.
طالب: ..................
يعيد النظر، لكن ما في علمه لا يتغير.
طالب: ..................
كتابة يومية بالنسبة للملكين يكتبون حسنات وسيئات موجود هذا.
يقول: فيؤمر بأربع كلمات، فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ونحو ذلك، وإذا اطَّلع عليه الملك وعرف وضعه خرج عن دائرة الغيب، فقد يعرفه بعض المخلوقين يعني إذا اطلع عليه الملك –أعني: الجنين- فإنه حينئذٍ يخرج عن دائرة الغيب، وما يقوله الأطباء من أنه يعرف الجنين إنما هو إذا خرج عن مرحلة الغيض {وما تغيض الأرحام} وإلا فالحمل من الخمس التي لا يعلمها إلا الله -جلَّ وعلا-، التي جاءت في آخر سورة لقمان، وأيدها الحديث الصحيح وفسّرها ووضحها بالحصر في خمسٍ لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا الآية في حديث صحيح، فلا يعارض هذا بمثل ما يقول بعض الأطباء أنهم يستطيعون؛ ولذلك تجدون أخبارهم غير ثابتة، وكم من امرأة قيل لها: إن جنينك ذكر، ثم بعد يقولون: أنثى والعكس، لكنه إذا اطلع عليه الملك خرج عن دائرة الغيب، فبالإمكان أن يعلمه الأطباء بطرائقهم وآلاتهم، فهذا التقدير كان ينكره غلاة القدرية قديمًا، الإجمالي هكذا إجمالاً، لكن في اللوح المحفوظ مكتوب تفصيلاً كل شيء ما هو كائن إلى قيام الساعة؛ ولذلك شقي أم سعيد، شقي؛ لأنه عمل كذا وكذا وكذا بالتفصيل، أو سعيد ما يلزم إنما تكتب النتائج هنا، فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديمًا، الذين يقولون: إن الأمر أُنف كما جاء في الحديث، ومنكروه اليوم قليل، يقول: ومنكروه اليوم قليل؛ لأن البدعة أوّل ما ظهرت كان إشكالها عظيمًا عند من ارتكبها، وتكلّم عمرو بن عبيد في القدر وطرده الحسن البصري من حلْقته، واعتزل الناس فسموا معتزلة، وللقاضي عبد الجبار كتاب اسمه طبقات المعتزلة، وذكر في الطبقة الأولى أبا بكر وعمر، وذكر في الطبقة الثانية الحسن البصري، هل يمكن أن يمشي هذا الكلام على أحد؟
يعني ما فيه شك أن كل أهل مذهب أو نِحلة يدَّعون الكبار من أجل ترويج مذاهبهم، لكن هل يمكن أن يقال: إن الحسن البصري معتزلي، يعني أصل تسمية المذهب، والنزاع بين الفريقين نشأ بسببه، هو الذي طرد عمرو بن عبيد فيقال: إنه في الطبقات الثانية من المعتزلة، يعني إذا تصورنا أن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- تُرجم له في طبقات المالكية، قالوا: مالكي، تُرجم له في طبقات الشافعية، قالوا: شافعي، تُرجم له في طبقات الحنابلة، قالوا: حنبلي، إلى غير ذلك، هؤلاء الكبار الأئمة كل يفخر بالانتماء إليه وأنه معه، لكن مع ذلك شيء لا يخطر على بال، يعني لو في كتب طبقات الشيعة تجد كثيرًا من أهل العلم الكبار الذين عُرفوا بالرد على الشيعة ذُكروا في طبقات الشيعة، هذا كله من أجل الترويج -ترويج المذهب- وهذا لا يجدي شيئًا، العبرة بنَفَاق المذاهب بأدلتها واعتمادها على قال الله وقال رسوله، بهذا تَنْفُق المذاهب وبهذا تروج الأقوال، أما أن تروج بالتزويق -تزويق الكلمات- وبالدعاوى الباطلة مثل هذا فلا، والله المستعان.
هذا يقول: حديث: «إن الله لا يمل حتى تملوا» يفيد إثبات صفة الملل لله -جلَّ وعلا-، وإذا كان كذلك فما معنى الملل؟
منهم من يثبت الصفة ومنهم من يقول: إن سياقه سياق النفي، لا يمل، لا يمل، ففيه نفي الملل عن الله -جلَّ وعلا-، ومنهم من يقول: إن السياق وإن كان سياقه سياق النفي إلا أنه نفي مرتب على متحقق الوقوع، نفي مترتب على أمر متحقق الوقوع، فإن المخلوق لا بد أن يمل فما رتب عليه لا بد أن يقع، من أهل العلم من يقول: إن هذا من باب المقابلة والمشاكلة، ولا يراد به معناه، ومنهم من يقول: إن الله لا يمل وإن مللتم، وينظرون لهذا بقولهم: إن فلانًا الخطيب حينما يُمدح يقال: إنه لا ينقطع حتى تنقطع خصومه، لا ينقطع حتى تنقطع خصومه، وإذا انقطع إذا انقطعت خصومه يُمدح أو ما يمدح؟ وإنما المراد أنه لا ينقطع أبدًا ولو انقطع خصومه، وهذا معروف في أسلوب العرب، وذكره الحافظ ابن رجب في شرح البخاري.
طالب: .................
على كل حال قبل خروجه عن دائرة الغيب لا يمكن أن يعلمه أحد «في خمس لا يعلمها إلا الله» وإذا خرج عن دائرة الغيب وعرفه الملك سهل.
طالب: .................
يعرفون أنه ذكر أو أنثى إذا خرج.
طالب: .................
لا، لا، لا، قبل أن تنفخ فيه الروح، لا، على كل حال الأحاديث جاء في بعضها أنه يرسل إليه الملك بعد أربعين يوما، بعد أربعين يومًا وهذا سهل يعني يمشي مع ما يدعون.
طالب: .................
على كل حال هذه أمور بيد الله لا يستطيعونها مهما بذلوا لا يستطيعونها.
طالب: .................
ما يستطيعون يا رجال ما فيه إلا ما يكتبه الله -جلَّ وعلا-.
طالب: ......................
من نفى العلم كفر، من لم يؤمن بالقدر كفر، هذا من حيث الحكم الإجمالي، لكن لو تأتي مثلاً إلى الزمخشري، الزمخشري معتزلي ويقول بالقدر، الذي يقول به متأخر القدرية هل تستطيع أن تقول: إن فلانًا..، الزمخشري كافر؟ يعني فرق بين أن التكفير بالقول وبين تكفير القائل، يعني ما فيه التزام، يعني التكفير بالوصف غير تكفير الشخص، الذي ينكر صفة العلم هذا كافر إجماعًا، والذي لا يؤمن بالقدر كافر؛ لأنه أنكر ركن من أركان الإيمان، هو لعله في الرواية التي لم يكفر فيها القدرية سئل عن أشخاص سئل عن أشخاص فلم يكفرهم.
طالب: ..............
لا، لا، لا ترى تنقل لا بد للتوفيق بين الأقوال، لا بد أن يسلك مثل هذا، وإلا لقلنا: اضطراب، لا بد أن يسلك مثل هذا المسلك؛ لأنه فرق بين تكفير الأشخاص وتكفير الأوصاف ما فيه إشكال أن تكفر من كفره الله ورسوله، حتى قال أهل العلم: من شك في كفر اليهود والنصارى كفر إجماعًا، هذا ما يشك فيه، لكن شخص ينتمي إلى القبلة ويصلي صلاتنا، ويؤدي ما علينا ويذبح ذبيحتنا، ثم بعد ذلك عنده بدعة مغلظة مكفِّرة في الأصل، لكن شيخ الإسلام لما يسأل عن هؤلاء يختلف قوله عن تكفير الفئة نفسها، فرق بين تكفير الوصف والوصف ما فيه إشكال.
طالب: ................
لا التكفير العيني إذا نوقش وألزم باللوازم والتزم بها وكشفت له، فما المانع؟ لأن إذا توافرت الشروط وانتفت الموانع ما فيه إشكال، هذا ما فيه إشكال عند أهل العلم؛ لأن الأحكام الشرعية لا تطبق على هوى، تطبق على من اتصف بها، لكن دون تطبيق الحكم المغلظ هذا الحكم الكفر المخرج عن الملة الذي تلزم عليه اللوازم دون تطبيقه..، دون إلزام والتزام، دونه خرط القتاد، المسألة كبيرة معضلة، ليست من المسائل السهلة.
طالب: ................
على كل حال فرق بين أن تكفره وتحكم عليه بالخلود في النار، وتحكم عليه باللوازم، لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر، وبين أن يتقدم إليك يخطب بنتك، هذه المسائل ما أحد يلزمك بها، بل عليك أن تحتاط إذا تقدم لمعاملة أو مصاهرة أو ما أشبه ذلك، هذا غير هذه، بالشبهة تنفي ما هو بالحقائق هذه بإمكانك بالشبهة أن تنفي ما يقول لك، والله أنت تصلي ورا فلان..، أنا ما أصلي وراه..، لازم تصلي وراه..، ما يلزم لمجرد الشبهة تترك، لكن الأحكام التي عليها آثار تترتب عليها آثار لا بد أن تتأكد.
طالب: ....................
العلة إيش؟
طالب: .................
أما بالنسبة لمنكري العلم هذا ما فيه إشكال هذا، أقول: هذا لا إشكال فيه؛ لأنه قطعي، أما منكر طبقات الدرجة الثانية التي هي الكتابة فالكتابة لا شك أنها من مراتب القدر، وينكرها طوائف البدع من المعتزلة وغيرهم، لكن مع ذلك ليست بمنزلة العلم؛ ولذا قرر أهل العلم أنهم يمتحنون بالعلم، ما قال: يمتحنهم بالكتابة، قال: امتحنوهم بالعلم.
طالب: .................
أربعة أشياء، أهل العلم يقولون: امتحنوهم بالعلم، إن أقروا به لا بد من الإقرار بما بعده، خصموا فلا بد أن يقروا بما بعده، وإن جحدوه كفروا، فالمسألة أهل العلم ركزوا على المرتبة الأولى؛ لأن ما بعدها تبع لها كلها ناشئة عنها.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"