التعليق على تفسير القرطبي - سورة الإخلاص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-:

سورة الإخلاص مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي، وهي أربع آيات، بسم الله الرحمن الرحيم. قوله تعالى: {  قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤ } سورة الإخلاص:1-4 قوله تعالى: { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  أي الواحد الوتر الذي لا شبيه له ولا نظير ولا صاحبة ولا ولد ولا شريك، وأصل أحد وحد، قُلبت الواو همزة، ومنه قول النابغة:

..............................

 

بذي الجليل على مستأنس وحد

وقد تقدم في سورة البقرة الفرق بين واحد وأحد، وفي كتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى أيضًا مستوفىً، والحمد لله، وأحد مرفوع على معنى هو أحد، وقيل: المعنى قل الأمر والشأن الله أحد، وقيل: أحد بدل من قوله الله، وقرأ جماعة أحدُ الله بلا تنوين؛ طلبًا للخفة وفرارًا من التقاء الساكنين، ومنه قول الشاعر:

.........................

 

ولا ذاكر الله إلا قليلاً

{ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ }  الإخلاص:2 . "

يعني الفرق بين القراءتين التنوين، وتركه لغة قريش وغيرها من سائر قبائل العرب سوى ربيعة التزام التنوين، وربيعة يتركون التنوين طلبًا للتخفيف، فمثلاً قال أنسُ بن مالك: رأيت أنسَ ابن فلان هذه اللغة الربعية يتركون التنوين وغيرهم يلتزمونه، وهو الأصل؛ لأنه مصروف متمكن أمكن، فالأصل فيه التنوين، وتركه من أجل التخفيف كما هنا، قرأ جماعة أحدُ اللهُ، وإلا الأصل { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ } الإخلاص: ١ - ٢  قالوا: طلبًا للتخفيف وفرارًا من التقاء الساكنين، والأحد والواحد من أسماء الله الحسنى، وأصله كما قال المؤلف وغيره وحَد قلبت الواو همزة وتُذكر في الفعل فعل الأمر، فتقول أحِّد وتقول وحِّد، وحِّد الله كما تقول أحِّد، وقد جاء في الحديث الذي لما تشهد رفع أصبعيه قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «أحِّد أحِّد»، والمراد وحِّد الله- جل وعلا- وأفرده بقلبك ولسانك، وإشارتك أيضًا أحَد من الأسماء المشتركة ثعلب، وهو من أئمة اللغة لما قيل له: إن الآحاد جمع أحد قال: حاشا للأحد أن يكون له جمع بناء على أنه من أسماء الله، والله واحد أحد متفرد لا ثاني له ولا ثالث، فيُجمع ولكنه من الأسماء المشتركة، فيجوز جمعه، فلك أن تقول في الشهر أربعة آحاد، جمع أحد، يعني يوم الأحد الذي بعد السبت كم في الشهر منه أربعة آحاد جمع أحد، وأما ثعلب- رحمه الله- نظر إليه باعتباره اسمًا من أسماء الله والله- جل وعلا- فرد صمد واحد أحد لا نظير له، فلا يُثنى ولا يُجمع، لكن إذا قلنا: إنه من الأسماء المشتركة جاز جمعه بهذا الاعتبار على أنه من الأسماء الحسنى، وإذا قيل: الآحاد جمع أحد ما فيه إشكال، وأربعة آحاد في الشهر جمع الأحد الذي يلي السبت.

طالب: ..............

ما هو؟

طالب: ..............

ماذا يقول؟

طالب: ..............

مكيّة.

طالب: ..............

ماذا يقول؟

طالب: ..............

ما عندكم شيء؟!

طالب: ..............

أنت عندك?

طالب: ..............

مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر، هذا ما هو عندكم؟!

طالب: ..............

ساقط هذا ألحقوه.

{ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ }  الإخلاص:2  الذي يُصمد إليه في الحاجات، كذا روى الضحاك عن ابن عباس قال: الذي يُصمد إليه في الحاجات كما قال- عز وجل-: ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ } النحل:53  قال أهل اللغة: الصمد السيّد الذي يُصمد إليه في النوازل والجوائح قال:

ألا بكّر الناعي بخير بني أسد

 

بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

وقال قوم: الصمد الدائم الباقي الذي لم يزل ولايزال وقيل: تفسيره ما بعده {  لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ }  الإخلاص:3  قال أبيّ بن كعب: الصمد الذي لا يلد ولا يولد؛ لأنه ليس شيء إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا يُورَث، وقال علي وابن عباس أيضًا وأبو وائل شقيق بن سلمة وسفيان: الصمد هو السيد الذي قد انتهى سؤدده في أنواع الشرف والسؤدد، ومنه قول الشاعر:

علوته بحسام ثم قلت له

 

خذها حذيف فأنت السيد  الصمد

حذيفَ.

.............................

 

خذها حذيفَ فأنت السيد الصمد

حذيف هذا منادى، وأصله حذيفة حُذف آخره ترخيمًا، فآخر المنادى يحذف للترخيم لهذا يقول ابن مالك- رحمه الله-:

ترخيمًا احذف آخر المنادى

 

كيا سعا فيمن دعا سعادا"

وهذا موجود حتى في الأحاديث رخم النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة يا عائش، ولك في الترخيم أن ترفع، ولك أن تنصب في مثل هذا، أما الرفع فباعتبار أنه منادى مفرد، فيكون مبنيًّا على الضم، ولك أن تنصب في مثل هذا على لغة من ينتظر الحرف المحذوف، فلك أن تقول: يا حذيفُ ويا حذيفَ كما في الحديث: يا عائشُ أو يا عائشَ، هما لغتان عند العرب، وكلاهما جائز.

" وقال أبو هريرة: إنه المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد. وقال السدي: إنه المقصود في الرغائب والمستعان به في المصائب. وقال الحسين بن الفضل: إنه الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وقال مقاتل: إنه الكامل الذي لا عيب فيه، ومنه قول الزَّبْرِقان:

سيروا جميعًا بنصف الليل واعتمدوا

 

ولا رهينة إلا سيد صمد

" وقال الحسن وعكرمة والضحاك وابن جبير: الصمد الصمت الذي.. "

المصمت المصمت، الذي لا جوف له.

" الصمد المصمت الذي لا جوف له، قال الشاعر:

شهاب حروب لا تزال جياده

 

عوابس يعلكن الشكيم المصمّدا

قلت: قد أتينا على هذه الأقوال مبينة في الصمد في كتاب الأسنى، وأن الصحيح منها ما شهِد له الاشتقاق، وهو القول الأول. "

يعني الذي تصمد إليه الخلائق في طلب حاجاتها وتتجه إليه.

" وهو القول الأول، ذكره الخطابي، وقد أسقط من هذه السورة من أبعده الله وأخزاه، وجعل النار مقامه ومثواه، وقرأ الله الواحد الصمد في الصلاة والناس يستمعون، فأسقط: قل هو، وزعم أنه ليس من القرآن، وغير لفظ أحد، وادّعى أن هذا هو الصواب، والذي عليه الناس هو الباطل والمحال، فأبطل معنى الآية؛ لأن أهل التفسير قالوا: نزلت الآية جوابًا لأهل الشرك لما قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صف لنا ربك أمن ذهب هو أم من نحاس أم من صفر؟ فقال الله- عز وجل- ردًّا عليهم { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1،  ففي هو دلالة على موضع الرد ومكان الجواب، فإذا سقط بطل معنى الآية، وصح الافتراء على الله- عز وجل- والتكذيب لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وروى الترمذي عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انسب لنا ربك، فأنزل الله- عز وجل- { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ } سورة الإخلاص:1-2 والصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث، ولم يكن له كفوًا أحد، قال: لم يكن له شبيه ولا عِدْل. "

أقول: مات هذا القول الذي ذكره المؤلف؛ لأنه إلحاد في كلام الله، وردة عن دين الله، ثم بُعث أخيرًا، بعثه من قال: إن هذا أمر للنبي -عليه الصلاة والسلام- قل يا محمد هو الله أحد، فلا نحتاج أن نقول: قل، والمعنى يتم بدونها، نسأل الله السلامة والعافية من زعم زيادة في القرآن، وقد تولى الله حفظه وتكفل به، أو نقص حرفًا مما أجمع عليه مما بين الدفتين، فهو كافر، نسأل الله العافية ونعوذ بالله من الخذلان، حيث إن طائفة تنتسب لهذا الدين وتزعم أن القرآن محرف وقد نُقص منه قدر ثلثه، هؤلاء ليسوا من دين الله بشيء، وسمعت في بعض القنوات الإسلامية المحافظة قسًّا أُتي به، وزعم أن عنده من الأدلة أكثر من ألفي دليل على تحريف القرآن، نصراني ثم ذكر من الأدلة ومعوله فيها جميعها كتاب المجلسي بحار الأنوار وكتاب الكافي للكليني وخمسة أو ستة كتب كلها من كتب الرافضة، فهم قدوة هذا القس في زعمه تحريف القرآن والله- جل وعلا- قد تكفل بحفظه، ولم يكل حفظه إلى أحد { إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ }  الحجر:9  بخلاف الكتب السابقة { بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ }  المائدة:44،  وعلى هذا لم يحفظوا، ووقع فيها التحريف والتبديل، أما القرآن فهو محفوظ مصون من الزيادة والنقصان، وذكرنا القصة وكررناها مرارًا أن يحيى بن أكثم دعا يهوديًّا إلى الإسلام فلم يستجب إلا بعد سنة، فلما حال الحول جاء معلنًا إسلامه فقال له يحيى بن أكثم: ما الذي أخرك سنة كاملة قال: عمدت إلى التوراة فنسخت منها نسخًا وقدمت فيها وأخرت وزدت ونقصت، ثم ذهبت بها إلى الوراقين من اليهود، سوق الوراقين، فاشتروها وقرؤوها وتداولوها واعتمدوا ما فيها، ثم فعلت ذلك في نُسخ من الإنجيل، وصنعت مثل ما صنعت وبعته على النصارى، وصنعوا مثل ما صنع اليهود، وعمدت إلى مصحف وحذفت منه حرفًا أو حرفين، وزدت كذلك بشيء لا يبين إلا للحافظ الحاذق، ومع ذلك لما عرضته في سوق الوراقين من المسلمين رمى به في وجهي، أخذه واحد واطلع عليه ورمى به في وجهي، فعلمت أن هذا الدين حق، وأنه محفوظ، فذكرت ذلك ليحيى بن أكثم، فحج يحيى بن أكثم، فالتقى بسفيان بن عيينة، فذكر له القصة قال: هذا عندنا في القرآن ما يحتاج إلى يهودي ولا غيره الله- جل وعلا- تكفل بحفظ القرآن، ولا يستطيع أحد أن يزيد فيه ولا ينقص؛ لأن الله تكفل بحفظه، أما أولئك استُحفظوا على كتبهم واستُودعوها فلم يحفظوها.

{ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ }  الإخلاص:4  قال: لم يكن له شبيه ولا عِدل، وليس كمثله شيء، وروي عن أبي العالية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر آلهتهم فقالوا: انسب لنا ربك قال: فأتاه جبريل بهذه السورة { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1،  فذكر نحوه ولم يذكر فيه عن أبيّ بن كعب، وهذا أصح، قاله الترمذي، قلت: ففي هذا الحديث إثبات لفظ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  وتفسير الصمد، وقد تقدم، وعن عكرمة نحوه، وقال ابن عباس: لم يلد كما ولدت مريم، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير، وهو رد على النصارى وعلى من قال.. "

الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، فأضافوا إليه- تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا- مريم وعيسى، فالله- جل وعلا- لم يلد ولم يولد، ومريم ولدت وعيسى وُلد.

" وعلى من قال: عزيرٌ ابن الله { وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ }  الإخلاص:4  أي لم يكن له مثلاً أحد، وفيه تقديم وتأخير تقديره: ولم يكن له كفوًا أحد، فقدم خبر كان على اسمها.. "

لينساق.

" لينساق أواخر الآي على نظم واحد. "

يعني مراعاة لرؤوس الآي، وأيضًا لئلا يُبتدأ بنكرة، فيُبتدأ فتكون النكرة مبتدأً في مواضع منها إذا قُدِّم الخبر.

ونحو عندي درهم ولي وطر

 

ملتزَم فيه تقدم الخبر

لماذا؟ لئلا يلزم عليه الابتداء بالنكرة.

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

فقدّم خبر كان على اسمها، لا، ما يصلح هو يريد إذا كان فيه تقديم وتأخير وأراد أن يأتي به على الأصل من غير تقديم ولا تأخير لا بد أن يقدم المبتدأ على الخبر.

طالب: ..............

نعم يحتاج إلى إعادة مع أنه قد لا تُطَاوِعه يده في كتابة مثل هذا خلاف القرآن، وإلا فالأصل أن يقول: ولم يكن له أحد كفوًا؛ لأنه إذا قلنا إن هذا مقدم ومؤخر، وأردنا أن نعيده على الترتيب الطبيعي قلنا مثل هذا.

" وقرئ كفُوًا بضم الفاء وسكونها وقد.. "

لكن لو فعل ذلك ثم جاء أحد وقرأ ما كتبه ثم عدّل باعتبار أن القراءة هكذا، يعني هجم على اللفظ وصححه على ضوء القراءة مثل ما فعلوا في الوثيقة مع يهود خيبر، وكتب علي ابن أبو طالب صححوه قالوا ما هو بصحيح وكتب علي بن أبو طالب وصححوا في الوثيقة علي بن أبي طالب، فذهب موضع الشاهد مما أراده أهل العلم من أن الوثيقة مزورة بدلالة أن عليًّا من أفصح الناس، حتى قيل: إنه هو الذي وضع قواعد العربية، فكيف يكتب علي بن أبو طالب؟! فالذي صحح الاسم أذهب موضع الاستشهاد، وهذا إذا كتبها كما عندنا هنا معناه أن كلامه ليس له ما يشهد له.

" وقد تقدم في البقرة أن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم فإنه يجوز في عينه الضم والإسكان إلا قوله تعالى: { جَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًا } الزخرف: ١٥ ؛ لعلة تقدمت، وقرأ حفص كفُوا مضموم الفاء غير مهموز، وكلها لغات فصيحة القول في الأحاديث الواردة في فضل هذه السورة، وفيه ثلاث مسائل الأولى ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالّها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن»، وعنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»، فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟! فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن» خرّجه مسلم من حديث أبي الدرداء بمعناه، وخرّج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن»، فحشد من حشد. "

ما ذكر في حديث مسلم لم يُقصد به التلاوة، وإنما يُقصد به الدلالة على السورة؛ لئلا يقول: إن القراءة التي نسبت إلى هذا الزنديق الذي تقدم ذكره ثابتة في صحيح مسلم، مع حذف قل هو، والتعبير عن الأحد بالواحد فيقول هذا الزنديق: يستدل بحديث رواه مسلم نقول لا، ما في صحيح مسلم لم يقصد به التلاوة، وإنما قصد به الدلالة على السورة.

طالب: ..............

ما هو؟

طالب: ..............

ما فيه جزؤ.

طالب: ..............

لا لا، ضم الزاي جزُؤًا مثلاً.

طالب: ..............

هو يقول إلا قوله تعالى:{ جَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًا } الزخرف: ١٥.

طالب: ..............

أقول الذي يقصد أنه العين تكون مضمومة مثل الفاء فاء الكلمة.

طالب: ..............

ما أدري والله على كلامه ما قرئ.

طالب: ..............

والله على كلام المؤلف أنها ما قرئ.

طالب: ..............

تراجع، هذه أمرها سهل.

طالب: ..............

ما يدل على الشيء من أسمائه.

" فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأ: { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ  }  الإخلاص:1  ثم دخل فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرًا جاء من السماء، فذلك الذي أدخله ثم خرج فقال: «إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن» قال بعض العلماء: إنها عدلت ثلث القرآن لأجل هذا الاسم الذي هو الصمد، فإنه لا يوجد في غيرها من السور، وكذلك أحد، وقيل: إن القرآن أنزل أثلاثًا: ثلثًا منه أحكام، وثلثًا منه وعد ووعيد، وثلثًا منه أسماء وصفات، وقد جمعت { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  أحد الأثلاث وهو الأسماء والصفات، ودلّ على هذا التأويل ما في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله- جل وعز- جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن»، وهذا نص، وبهذا المعنى سميت سورة الإخلاص، والله أعلم، الثانية. "

شيخ الإسلام رحمه الله له كتاب في تفسير سورة الإخلاص وآخر في بيان.

طالب: ..............

لا، جواب أهل العلم والإيمان في أن { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  تعدل ثلث القرآن في مصنف، كلاهما مطبوع.

" الثانية: روى مسلم عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلاً على سريّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟» فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أخبروه أن الله- عز وجل- يحبه»، وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال.. "

طالب: ..............

قراءة؟

طالب: ..............

يراه الآن إن شاء الله، فلننتظر قليلاً.

" قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرؤها لهم في الصلاة فقرأ بها افتتح بـ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى قال: ما أنا بتاركها، وإن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبروه الخبر فقال: «يا فلان ما يمنعك بما يأمر به أصحابك؟ وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟» فقال: يا رسول الله إني أحبها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن حبها أدخلك الجنة» قال: حديث حسن غريب صحيح قال ابن العربي: فكان هذا دليلاً على أنه يجوز تكرار سورة في كل ركعة، وقد رأيت على باب الأسباط فيما يقرب منه إمامًا من جملة الثمانية والعشرين إمامًا كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك، فيقرأ في كل ركعة الحمد لله، وقل هو الله أحد حتى يتم التراويح تخفيفًا عليه ورغبة في فضلها، وليس من السنة ختم القرآن في رمضان قلت: هذا نص قول مالك، قال مالك: وليس ختم القرآن في المساجد بسنة. "

أولاً مثل هذا الصنيع من غير نص سابق، يعني يأتي شخص إلى سورة من القرآن فتعجبه فيلتزمها نقول: هذا ابتداع، يقول: صنيع الصحابي، قلنا: الصحابي اكتسب الشرعية بإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- الآن ما فيه إقرار، كما أن ركعتي الوضوء التي التزمهما بلال اكتسبا الشرعية من إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- ومدحه، ومدح هذا الإمام بحبه لسورة الإخلاص، أما بعده -عليه الصلاة والسلام- فلا أحد يقر إقرارًا شرعيًّا، فليس لأحد أن يفعل فعلًا يصلي ركعتين يلتزمهما بعد أي مناسبة كانت ما لم يسبق له شرعية لا وضوء ولا غيره إلا أن الوضوء اكتسب الشرعية بإقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- ومدحه لبلال، وقراءة { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  في كل ركعة مع السورة اكتسب الشرعية من إقراره -عليه الصلاة والسلام- لهذا الإمام. فلو أن شخصًا كلما فرغ من قراءة سورة في صلاته قرأ { قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ }  الناس:1  أو { قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ }  الفلق:1  يسوغ ذلك؟ لا يسوغ؛ لأنه لم يقر من قِبَل مَن إقراره تشريع. وفي وقت التشريع في وقته -عليه الصلاة والسلام- قد يجوز الاجتهاد في مثل هذا بدليل ما حصل، فإما أن يقر، وإما أن ينكر، فإن أُقر صار شرعًا مكتسبًا شرعيته من هذا التقرير، وإن أنكر لم يعد إليه، وهل هناك فرق بين القصتين؟ فنقول: سنتا الوضوء أو ركعتا الوضوء سنة، وقراءة { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ}   الإخلاص:1  في كل ركعة ليس بسنة أم أن طريقهما واحد؛ لأن الاستدلال ووجه الاستدلال من القصتين واحد؟

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

وجد شخص يحب{ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  ويقرؤها في كل ركعة، ينكر عليه؟ هل نقول: ينبغي أن يفعل مثل هذا كما نقول: ينبغي أن يصلى ركعتين للوضوء؟

طالب: ..............

وهذا ما صار سنة؟!

طالب: ..............

هل ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى ركعتين بعد كل وضوء؟ كما أنه لم يثبت أنه قرأ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  بعد كل سورة، قد يُرجح ما جاء في ركعتي الوضوء بحديث: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث بهما نفسه أو فيهما نفسه إلا» أيش؟ نعم «إلا غفر له ما تقدم من ذنبه» يعني قد ترجح سنية ركعتي الوضوء بهذا، وتكون في دلالتها على السنية أقوى من دلالة إقراره -عليه الصلاة والسلام- لمن قرأ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1، ولذا ما تجدون من يقول إنها سنة قراءتها والتزامها { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  بعد السورة، وإلا فالاستدلال ووجه الدليل متقارب ما بينهما فرق هذا فعله صحابي وأقره النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا فعله صحابي وأقره النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفعل الصحابي في الموضعين قبل الإقرار، ولولا الإقرار لقلنا بدعة في الموضعين. قوله: وليس من السنة ختم القرآن في رمضان هذا رأي الإمام مالك- رحمه الله- ومعروف شدة الإمام مالك في هذا الباب، الإمام مالك يتشدد في باب الإحداث في الدين يقول: لم يثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قرأ القرآن مرتبًا من أوله إلى آخره في رمضان في المسجد جماعة كما يفعله الناس بعده، نقول النبي- عليه الصلاة والسلام- صلى في الليلة الأولى والثانية، والخلاف في الثالثة، وأما الرابعة قطعًا فما خرج إليهم، لكن هل الذي منعه النسخ والعدول عن صلاة الليل في رمضان جماعة؟ أو أنه خشية أن تفرض عليهم؟ خشية أن تفرض عليهم فيشق عليهم ذلك، ولذا لما أُمنت هذه الخشية بعد انتهاء وقت التشريع وانتهاء التكاليف بموته -عليه الصلاة والسلام- سنها عمر رضي الله عنه، سن لهم صلاة التراويح، وجمعهم على إمام واحد حتى إنه خرج إليهم في ليلة من الليالي وهم يصلون وأعجبه ما رأى- رضي الله عنه وأرضاه- فقال: نعمت البدعة، نعمت البدعة، وهي في الحقيقة ليست ببدعة؛ لأنها مضى لها أصل في الشرع من فعله -عليه الصلاة والسلام- وتقرير تسمية البدعة لغوية وشرعية أو ليست ببدعة لا لغوية ولا شرعية بسطناه في مناسبات كثيرة فلا نعيده.

طالب: ..............

جواز التنكيس في القرآن يعني يقرأ: { قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ } الناس:1، ثم يقرأ: { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1 .

طالب: ..............

يعني هل ثبت أنه قرأ { قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ }  الفلق:1،  ثم { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1، ثم في الثانية قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ }  الناس:1  ثم { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1 ؟ هذا الذي يلزم عليه التنكيس.

طالب: ..............

نعم، على الثانية الرواية الأخرى التي تكون قراءة { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  قبل على كل حال في عهده -عليه الصلاة والسلام- وقبل العرضة الأخيرة التي فيها تم الترتيب لا مانع، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ الفاتحة ثم النساء ثم آل عمران، هذا في الصحيح، لكن بعد أن تم الترتيب في العرضة الأخيرة التي رتب عليها المصحف، وصار عليه الأمر الأخير، واتفق عليه الصحابة كثير من أهل العلم يكرهون التنكيس أن تقرأ سورة قبل التي قبلها مجرد كراهية، وإلا فالدليل واضح من حديث تقديم النساء على آل عمران.

طالب: ..............

لا لا، التنكيس محرم بالإجماع الآيات بالإجماع محرم؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي متفق عليه هذا.

طالب: ..............

من سورة واحدة أم من سورتين؟ من سورتين ما فيه إشكال النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ بركعتي الصبح { قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ } البقرة:136  من سورة البقرة و{ ۞ قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ }  الأنعام:151 .

طالب: ..............

لا لا.

طالب: ..............

{ قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ } آل عمران:64  وأيضًا { ۞ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ } آل عمران:52  في رواية ثانية في الركعة الثانية هذه من البقرة، وهذه من آل عمران الكلام الذي ما ورد أن تقرأ آيات من سورة ثم تترك آيات ثم تقرأ مقطعًا آخر من نفس السورة يعني من البقرة تقرأ آية الكرسي مثلاً ثم تقرأ: { ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ }  البقرة:285  في الركعة الثانية هذا الذي ما ورد.

طالب: ..............

ما هو ما يجوز، ما نستطيع أن نقول ما يجوز، نقول ما ورد يكفينا.

طالب: ..............

لا لا لا، اتركوه ما يقال له شيء مع ورود هذا النص الصحيح ما تقدر تقول شيئًا أقره النبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..............

ورد أصله، قراءة القرآن في صلاة الليل في رمضان جماعة لها أصل شرعي، وكون الناس يسمعون القرآن لا شك أن هذا خير.

طالب: ..............

ماذا؟

طالب: ..............

مدارسة ما هو في الصلاة.

طالب: ..............

لا، لكن ما هو في صلاة.

طالب: ..............

والله في النفس منها شيء؛ لأنه ما ثبت مقطعان في سورة واحدة.

طالب: ..............

ماذا فيها؟

طالب: ..............

دعاء الختم في رمضان ليس له أصل في الصلاة، ليس له أصل في الصلاة، وأما قراءة الدعاء بعد ختم القرآن خارج الصلاة قد جاء ما يدل على أن هناك عند ختم القرآن دعوة مستجابة، وكان أنس يجمع أهله ويدعو وهم يؤمنون، فلا ينكر مثل هذا.

طالب: ..............

أين؟

طالب: ..............

عمر خليفة راشد أُمرنا بالاقتداء به والاهتداء بسنته.

طالب: ..............

لا لا، ما فيها إشكال صلاة التراويح ما أنكرها إلا الرافضة، وإلا فعامة أهل العلم وأهل السنة قاطبة ما يرونها إلا سنة.

طالب: ..............

لا، هي صُلِّيت في وقت النبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..............

نعم صُليت ليلتين أو ثلاثًا في عهده ولم يتركها رغبة عنها ولا نسخًا لها، وإنما خشية أن تفرض، فلها أصل في الشرع، فليست ببدعة لا لغوية؛ لأن لها أصلًا سابقًا، والبدعة ما عمل على غير مثال سابق، ولا شرعية؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاها خلافًا لمن يقول ممن أساء الأدب من متأخري الشراح قال: والبدعة بدعة ولو كانت من عمر، هذه إساءة أدب.

" الثالثة: روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: أقبلت مع النبي.. "

طالب: ..............

نعم.

طالب: ..............

ودنا أن نكمله الليلة، فعل عثمان في الأذان الأول يوم الجمعة نفس الشيء.

" قال: أقبلت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمع رجلاً يقرأ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وجبت»، قلت: وما وجبت؟ قال: الجنة، قال: هذا حديث حسن صحيح، قال الترمذي: حدثنا محمد بن مرزوق بن مرزوق البصري قال: حدثنا حاتم بن ميمون أبو سهل عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ كل يوم مائتي مرة  { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  محي عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين»، وبهذا الإسناد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة يقول الرب: يا عبدي ادخل على يمينك الجنة»، قال: هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس، وفي مسند أبي محمد الدارمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  خمسين مرة غُفرت له ذنوب خمسين سنة»، قال: وحدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا حيوة قال: أخبرني أبو عقيل أنه سمع سعيد بن المسيِّب يقول: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  عشر مرات بُني له قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بُني له بها قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بُني له بها ثلاثة قصور في الجنة» فقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله، إذًا لنكثرن قصورنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الله أوسع من ذلك» قال أبو محمد: أبو عقيل زهرة بن معبد، وزعموا أنه كان من الأبدال، وذكر أبو نُعيم الحافظ. "

الأبدال الأولياء الذين كلما ذهب منهم واحد خلفه غيره، وأُبدل بغيره، من أهل العلم من يثبت حديث الأبدال، ومنهم من ينفيه، وهو الأصح أن حديث الأبدال ضعيف، وهذه الأحاديث التي ذكرت في فضل { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  في هذه المسألة التي هي من قرأها مائتي مرة، ومائة مرة، وخمسين مرة كلها ضعيفة، ماذا قال عنها المخرّج؟

طالب: ..............

مائتي مرة نعم.

طالب: ..............

مثله كلها لا تصح، كلها لا تصح «من قرأ عشر مرات بنى الله له قصرًا في الجنة» هذا حسن، لكن عشرين وثلاثين هذا الذي فيه شك منها.

طالب: ..............

نعم عشر مرات قصر هذا حسن، ماذا قال عنه؟

طالب: ..............

أما العشر «بنى الله له قصرًا في الجنة» يصل إلى درجة الحسن، وأما العشرون والثلاثون فما أعرفه.

طالب: ..............

الحديث الذي رواه الترمذي عن أنس الذي فيه وجبت، الصواب وعن أبي هريرة عندنا التعليق الرواية في الترمذي عن أبي هريرة على كل حال أمره سهل، كمّل يا شيخ.

" وذكر أبو نعيم الحافظ من حديث أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخِّير عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره، وأمن من ضغطة القبر، وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة» قال: هذا حديث غريب من حديث يزيد تفرد به نصر بن حماد البجلي، وذكر أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ عن عيسى بن أبي.. "

الخطيب البغدادي .

" عن عيسى بن أبي فاطمة الراوي. "

الرازي.

" الرازي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: إذا نُفس بالناقوس اشتد غضب الرحمن.. "

نقس.

نقس؟

" إذا نقس بالناقوس اشتد غضب الرحمن، فتنزل الملائكة فيأخذون بأقطار الأرض، فلا يزالون يقرؤون { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  حتى يسكن غضبه- جل وعز-، وخرج من حديث محمد بن خالد الجندي عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من دخل يوم الجمعة المسجد فصلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة، فذلك مائتا مرة في أربع ركعات لم يمت حتى يرى منزله في الجنة أو يُرى له» وقال أبو عمر مولى جرير بن عبد الله البجلي عن جرير قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل وعن الجيران»، وعن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ قل هو الله أحد مرة، بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، ومن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى جميع جيرانه، ومن قرأها اثنتي عشرة بنى الله له اثني عشر قصرًا في الجنة، وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا، فإن قرأها مائة مرة كفّر الله عنه ذنوب خمسين سنة ما خلى الدماء والأموال، فإن قرأها أربعمائة مرة كفر الله عنه ذنوب مائة سنة، فإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه في الجنة أو يرى له»، وعن سهل بن سعد الساعدي قال: شكا رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفقر وضيق المعيشة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخلت البيت فسلِّم إن كان فيه أحد، وإن لم يكن فيه أحد فسلِّم عليّ واقرأ قل هو الله أحد مرة واحدة» ففعل الرجل، فأدرّ الله عليه الرزق حتى أفاض على جيرانه، وقال أنس: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتبوك فطلعت الشمس بيضاء لها شعاع ونور لم أرها فيما مضى طلعت قط كذلك، فأتى جبريل فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا جبريل مالي أرى الشمس طلعت بيضاء بشعاع لم أرها طلعت كذلك فيما مضى قط؟» فقال: ذلك لأن معاوية بن معاوية الليثي توفي بالمدينة اليوم، فبعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه قال: «وممَ ذلك؟» قال: كان يكثر قراءة { قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  آناء الليل وآناء النهار وفي ممشاه وقيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال: «نعم»، فصلى عليه ثم رجع، ذكره الثعلبي، والله أعلم. "

وهذه الأحاديث التي ذكرها المفسر رحمه الله كلها لا أصل لها كلها ضعيفة.

أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله..

"