شرح كتاب الإيمان من صحيح مسلم (15)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الإمام مسلم رحمه الله تعالى وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية" وهو الضرير محمد بن خازم "ح وحدثنا ابن نمير" والحاء هي حاء التحويل من إسناد إلى آخر تكررت مرارًا في صحيح مسلم وهي كثيرة جدًا فيه بخلافها في صحيح البخاري فهي نادرة "ح وحدثنا ابن نمير" محمد بن عبد الله بن نمير "واللفظ له قال حدثنا أبي" عبد الله بن نمير "ومحمد بن عبيد كلهم يعني يعني أبا معاوية وعبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد "كلهم عن الأعمش" كلهم يروون عن الأعمش سليمان بن مهران "عن أبي صالح وعبد الله بن ذكوان عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت»" هذا الحديث مما أشكل على أهل العلم بأن هذه أو ما ذكر من الطعن في النسب والنياحة على الميت من المعاصي والكبائر لكنها لا توصل إلى حد الخروج إلى الدين بالكفر ولكنه كفر دون كفر يعني كفر لا يخرج من الملة وليس الكفر الأكبر المخرج عن الملة إلا إذا استحل ذلك لأنهما من المحرمات المجمع عليها فإذا استحل ذلك اتجه القول بكفره وجاء في حديث «اثنتان من أمر الجاهلية لا يتركها الناس» وذكر ما في الحديث فهما من خصال الكفار من خصال أهل الجاهلية الكفار فهم من ارتكب مثل هذا وطعن في الأنساب أو ناح على الميت يقال فيه كفر باعتبار أن هذه من خصال الكفار كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في حق أبي ذر «إنك امرؤ فيك جاهلية» وفرق بين أن يقال فيه جاهلية أو جاهلي فرق وبين أن يقال فيه كفر وبين أن يقال كافر يعني وافق الكفار في هذه الخصلة ومن وافق أحدًا قيل فيه منه يعني بالنسبة لما أشبهه فيه وهذا فيه نفاق وهذا فيه جاهلية وهذا فيه شرك وهذا فيه كفر ومن ذلكم ما اختلف فيه أهل العلم في أهل الكتاب هل يقال هم مشركون أو فيهم شرك هم مشركون أو فيهم شرك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [سورة البينة:1] قد يكون من عطف العام على الخاص عند من يقول بأنهم مشركون وقد حصل منهم الشرك فالنصارى أشركوا في المسيح وأمه واليهود أشركوا في عزير لكن من أهل العلم ورجحه ابن رجب أنهم لا يقال لهم مشركون وإنما يقال فيهم شرك وأما كونهم كفار فهذا محل اتفاق بين أهل العلم هم كفار والجنة عليهم حرام ما يتردد فيه وليس المقصود من ذلك التخفيف والتهوين من شأنهم لا، هم كفار بالاتفاق حتى حكى بعضهم الاتفاق على كفر من لم يكفرهم هذه مسألة ثانية لكن يقال هم مشركون أو فيهم شرك يعني مثل ما عندنا «اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت» وهذا أمر شديد وعظيم فالطعن في الأنساب لا شك أنه من عظائم الأمور ومن الموبقات وأطلق عليه الكفر وقلنا إن أهل العلم يسلكون في مثل هذه النصوص مسالك متعددة فمنهم من يقول إنه كفر دون كفر لا يُخرج من الملة بل هو من عظائم الأمور ويكون من أكبر الكبائر ومنهم من يقول هو كفر مخرج عن الملة بالنسبة لمن استحله ومنهم من يقول مثل ما تقدم بهم كفر وليسوا كفار كما قيل فيه جاهلية وفيه نفاق وكذا ولم يكونوا من الجاهليين ولا من المنافقين والله أعلم ثم قال رحمه الله حدثنا "علي بن حُجْر السعدي قال حدثنا إسماعيل" يعني ابن عُلَيَّة يعني ابن علية إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علية والإمام أحمد يتورع فيقول الذي يقال له ابن علية لأن عُليّة أمه وأبو إبراهيم فكونه ينسب إلى أمه خلاف الأصل وإن كان بعض الناس ينسبون لأمهاتهم مثل عيسى ابن مريم لأنه ليس له أب وهذا ضرورة والنبي -عليه الصلاة والسلام- جاء وهو حامل أمامة بنت زينب ما قال بنت أبي الربيع أمامة بنت زينب نسبت إلى أمها لشرف النسبة بنت النبي -عليه الصلاة والسلام- فيتجوزون في مثل هذا وإلا فالأصل النسبة إلى الأب النسبة إلى الأب {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ} [سورة الأحزاب:5] وبعض أهل العلم ذكر أن الناس في يوم القيامة يدعون بأمهاتهم يدعون بأمهاتهم وهذا قول ضعيف ومهجور وأدلته ضعيفة {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [سورة الإسراء:71] قالوا إمام جمع أم وهذا لا يتجه وليس بصحيح قالوا وتشريفًا لعيسى ابن مريم كل الناس يدعون لآبائهم إلا عيسى الناس إذًا كلهم يدعون إلى أمهاتهم من أجل عيسى وقالوا هذا أيضًا للستر على أولاد الزنى لأنهم لا يعرف ليس لهم آباء شرعيين فيستر عليهم لكن هذا القول ضعيف وعامة أهل العلم أنهم يدعون بآبائهم وبأحب الأسماء إليهم لاسيما أهل الجنة والإمام أحمد يتورع وقال الذي يقال له يأتي بالقول على لسان غيره ولا يتبناه هو الذي يقال له ابن علية "عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي" عامر بن شراحيل "عن جرير" بن عبد الله البجلي "يقول «أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم» قال منصور" الراوي منصور بن عبد الرحمن "قد والله رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" يقول هو مرفوع هو مرفوع ولكنه لا يحدث به مرفوعًا وإنما يحدث به موقوفًا على جرير وش السبب؟ قال والله "قد والله روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا" يعني مرفوعًا "ولكني أكره أن يروى عني هنا بالبصرة" أكره أن يروى عني هنا بالبصرة لا يتنقل الناس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال هذا اللفظ والبصرة فيها من المعتزلة وفيها من الخوارج الذين يكفرون بالذنوب من المعتزلة الذين يخلدون أصحاب الكبائر وهذا يعينهم قد يستدلون به على تقوية بدعتهم والعالِم والراوي ينبغي أن يكون حاذقًا يقظًا فيما يحدث به عند من يحدثهم ونوعية من يحدثهم أنس بن مالك لما حدَّث بقصة العرنيين عند الحجاج قال الحسن وددت أنه لم يحدث به لأن في قصة العرنيين النبي -عليه الصلاة والسلام- فعل بهم مثل ما فعلوا بالراعي سمل أعينهم وتركهم يستسقون فلا يُسقَون فهذا قد يحتج به الحجاج لشيء من ظلمه ويفعل بمن يخالفه مثل هذا ويقول فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- فمثل هذا لا يحدث بمثل هذه النصوص وعلى هذا لو وجدنا في مجتمع يغلب فيه التطرف والغلو والإفراط فالمناسب لهم أن يُكثر عليهم من أحاديث الوعد لأن النصوص علاج لأدواء المجتمعات وادواء الأفراد علاج، لو مجتمع فيه تطرف وفيه غلو وفيه إفراط ثم تأتي بنصوص الوعيد وش تصير النتيجة؟ يزيدهم ذلك ولو وجد المحدث في بلد أو في مجتمع يكثر فيه التفريط والإرجاء والتساهل بالواجبات فالمناسب أن يحدثهم بأحاديث الوعيد وهكذا والأصل أن يحدَّثوا بالأمرين بالوعد والوعيد لكن إذا غلب هذا الصنف من الناس عولجوا بأحاديث تناسب مرضهم وهكذا قال "ولكني أكره أن يروى عني هاهنا بالبصرة" أكره أن يروى عني هاهنا بالبصرة لأنا مثل ما قلنا البصرة فيها معتزلة وفيها خوارج يكفرون بالذنوب والمعتزلة يقولون بخلوده في النار وأنه خرج من الإيمان وإن لم يدخل في الكفر فكان في المنزلة بين المنزلتين وهذه إشارة لطيفة من منصور رحمه الله "«أيما عبد أبق أيما عبد أبق»" يعني شرد وهرب من مواليه "«فقد كفر»" ويقال فيه مثل ما قيل في الحديث السابق يقال فيه مثل ما قيل في الحديث السابق كَفَر كفر دون كفر لا يخرج عن الملة أو يقال إن استحل هذا الإباق وهو محرم عليه ويعرف ذلك إن استحله يكفر على ضوء ما قيل في الحديث السابق "«فقد كفر حتى يرجع إليهم»" حتى يرجع إليهم فإذا رجع إليهم فقد تاب وأناب ورجع إلى مواليه هذا التائب من الذنب كمن لا ذنب له قال رحمه الله "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن داود عن الشعبي عن جرير قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أيما عبد أبق»" ويقال بكسر الباء لكن الأفصح الأفصح كما جاء في القراءة بفتحها "«أيما عبد.. أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة»" برئت منه الذمة ذمة الله وذمة رسوله ونقض عهده فلا يستحق الصيانة ولا الرعاية لأنه برئت منه الذمة أو برئت منه ذمة مولاه برئة منه ذمة مولاه فلا يستحق شيئًا كما أن المرأة الناشز تسقط حقوقها كما هو معلوم في كتب الفقه وهذا نص من أحاديث الوعيد يقول كثير من أهل العلم أنه يُمَر كما جاء قال "حدثنا يحيى بن يحيى" التميمي وغير يحيى بن يحيى راوي الموطأ هذا غيره هذا كالليثي ليست له رواية في الكتب الستة وهذا مخرج له في الصحيح يحيى بن يحيى التميمي "قال أخبرنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال كان جرير بن عبد الله يحدِّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة لم تقبل له صلاة»" وإن استحل الإباق صار عدم القبول لكفره والكافر لا تقبل منه أعمال ولا تصح منه أعمال وإن كان لا يستحل ذلك واعترف بتحريمه لكنه فعل ذلك فقد أتى موبقة وعظيمة من عظائم الأمور وحل عليه الوعيد لكن يبقى أنه في تحت أنه تحت المشيئة قال «إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة» نفي القبول في النصوص يرد ويراد به نفي الصحة يرد ويراد به نفي الصحة «لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ» «ولا تقبل صلاة حائض إلا بخمار» هذه لا تصح صلاة من أحدث يعني نفي للصحة لأنه أخل بشرط من شروط الصلاة وكذلك الحائض يعني المرأة البالغة إذا أرادت أن تصلي فإنها لا تصح صلاتها إلا بخمار يغطي رأسها ويطلق القبول ويراد به نفي الثواب نفي الثواب المرتَّب على العبادة وهذا منه يعني صلاته صحيحة مجزئة مسقطة للطلب لكنه لا ثواب له عليها لأنه متلبِّس بذنب أثناء أدائها فلا يترتب له ثواب لا يثاب لأن الثواب ينافي ما رُتِّب عليه من عقاب ومن هذا «مَن شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يومًا» ومن هذا {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة المائدة:27] الحصر هنا في القبول وهو الثواب المرتب على العبادة للمتقين الذين لم يزاولوا معصية لاسيما في أثناء عملهم مفهوم الآية أن الله لا يتقبل من الفساق لكن هل قال أحد من أهل العلم أن الفاسق تجب عليه إعادة الصلاة والصيام وما أشبه ذلك؟ ما قاله أحد فصلاته مجزئة ومسقطة للطلب وكذلك صيامه بالاتفاق لكن الثواب المرتَّب على هذه العبادات يحرم منه مثل هذا ما قيل في صحة الصلاة في الدار المغصوبة لأنه يتقلب في مكان لا يجوز له أن يستعمله لأنه مغصوب وعلى هذا من يصحح الصلاة في الدار المغصوبة يقول لا ثواب له عليها فهي غير مقبولة من هذه الحيثية ومن يبطلها وهو قول معروف عند أهل العلم فواضح لأن البقعة شرط والنهي عاد إلى الشرط وإذا عاد النهي إلى ذات العبادة أو إلى شرطها أو جزئها المؤثر فيها كالركن مثلاً فتبطل العبادة مع التحريم وأما إذا عاد إلى آمر خارج عن ذات العبادة وشرطها فإنها تصح ويبقى التحريم فرق بين من صلى بسترة حرير والسترة شرط من شروط الصلاة وبين من صلى وعليه عمامة حرير أو خاتم ذهب هذا عاد إلى شرط العبادة وذاك عاد إلى أمر خارج ثم قال رحمه الله تعالى "حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك" هذه طريقة مالك في الرواية أنه يقرأ عليه ولا يقرأ على أحد "قال قرأت على مالك" ولا يعني أن هذا في الموطأ لأن هذا ليس راوي الموطأ كما أشرنا "قال قرأت على مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني" صالح بن كيسان مر بنا مرارًا أنه بدأ بالعلم وهو كبير جدًّا يعني قيل فيه ما قيل من تسعين سنة إلى خمسين هو كبير بدأ بالعلم وأدرك من العلم ما يُعَدّ به من كبار الآخذين عن الزهري يعني من كبار الرواة عن الزهري حصل مع كبر سنه ما لم يحصله كثير ممن لازم الشيوخ من الصغر فلا يأس كثير من طلاب العلم يقول أنا بدأ الشيب في لحيتي وصلت الأربعين ما يمدينا إلا يمديك يمديك بس عليك أن تخلص في طلبك للعلم وعليك أن تجتهد وأن تطلبه عن.. تأخذه عن أهله وتسلك الجادة التي سلكها من قبلك من أهل العلم وحينئذٍ لو صبرت وصابرت تحصل إن شاء الله ونسمع في كل سنة من العوام الذين بلغوا السبعين وزادوا على السبعين حفظوا القرآن في حلقات التحفيظ سمعنا أكثر من مرة أنه زاد على السبعين وحفظ القرآن أو امرأة عجوز لا تقرأ ولا تكتب حفظت القرآن فلا يأس لكن على الإنسان أن يخلص ويجد ويجتهد ويأخذ العلم عن أهله يأخذ العلم عن أهله ويسلك الطرق والمنهجية التي سلكها من سبقه من أهل العلم "حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" في بعض الأحاديث صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما هو في هذا الحديث في أحاديث أخرى صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهنا يقول صلى بنا يعني أمّ بنا صلى بنا إمامًا وهناك صلى لنا يعني من أجل من أجلنا الصلاة لله جل وعلا لكن صلى لهم إمامًا وهم يقتدون لأجل أن يقتدوا به -عليه الصلاة والسلام- ويأخذوا الصلاة عنه ويصلون كما صلى "صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية" بالحديبية مكان على أميال من مكة حصل فيه الصلح المشهور والفتح العظيم ويقال بالتخفيف والتشديد حديبيَة والحديبيَّة لكن الجمهور على التخفيف كما قالوا الجعْرانة والجعرَّانة بالتخفيف والتشديد والأكثر على التخفيف وهو المعتمد في إثر سماء أو في إثر السماء يعني عقب نزول السماء وهو المطر يطلق تطلق السماء على المطر باعتبار أنه نازل من جهة العلو.
إذا نزل السماء بأرض قوم |
| .......................... |
يعني إذا نزل المطر.
.......................... |
| رعيناه وإن كانوا غضابًا |
فالمقصود بالسماء هنا المطر على إثر نزول المطر من السماء يعني من جهة العلو ومعروف كلام أهل العلم في نزول المطر هل من السماء بالفعل يعني ينزل من السماء المعروفة إلى الأرض أو أنه ينزل من جهة العلو فيما دون السماء المحسوسة لكن جهة العلو يقال لها سماء وجاءت أحاديث وآثار أن ميكائيل يكيل المطر قبل أن ينزل من السماء وقال به جمع من أهل العلم أنه بالفعل من السماء ومنهم من قال لا، ما ينزل من المساء إنما من جهة العلو فهو عبارة عن أبخرة تتصاعد من البحار فإذا ارتفعت إلى طبقة معينة من جهة العلو باردة تكثفت هذه الأبخرة ثم جرت به الريح فتتكون سحب تسوقها الرياح وإلى ما يشاءه الله من الأرض يقول:
شربن بماء البحر............... |
| ....................... |
شربن بماء البحر حتى ترفعت |
| متى لجج لهن نئيج |
............................ |
| متى لجج لهن نئيج |
يعني شربن هذه الرياح أو هذه كذا شربن أخذن من ماء البحر ورفعنه إلى السماء إلى جهة العلو ثم تكفت وصار لها نئيج يعني أصوات من الرعد وغيره ثم بعد ذلك ينزل والمسألة معروفة ولا يترتب عليها يعني سواء على هذا القول أو ذاك لا يترتب عليه شيء أو خرق في الدين أو في العقيدة أبدًا.
صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء يعني عقب نزول السماء الذي هو المطر "كانت من الليل" يعني قبل صلاة الصبح "فلما انصرف" يعني "أقبل على الناس بوجهه" يعني أقبل على الناس بوجهه بعد السلام من الصلاة أو انصرف من مكانه كما قال بعض الشراح "فلما انصرف أقبل على الناس فقال «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» قالوا الله ورسوله أعلم" لأنهم لا يدرون والذي لا يعلم يرد العلم إلى الله جل وعلا وإذا كان في وقته وحياته -عليه الصلاة والسلام- يرد إلى الله ورسوله؛ لأن الرسول عنده علم علمه الله إياه وأخبره به لم يكن عندهم "قالوا الله ورسوله أعلم" طيب لو اجتهدوا وبعضهم قال كذا وبعضهم لعله كذا هذا ما فيه اجتهاد هذا قول من الله كلام من الله جل وعلا لكن لما أخبرهم عن السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب دخلت بيته فبات الناس يدوكون يتوقعون كل يبدي رأيه لعلهم كذا لعلهم كذا لعلهم كذا فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- وسمع ما قالوه ولم يثرِّب عليهم لأن كل هذا على سبيل الترجي لعله كذا من دون جزم لكن هذا ما فيه ترجي هذا كلام الله جل وعلا من الذي بيتوقع كلام الله جل وعلا من دون توقيف "قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «قال ربكم أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر»" لما نزل السماء نزل المطر الناس منهم من يقول مطرنا بفضل الله ورحمته ومنهم من يقول مطرنا بنوء كذا وكذا يختلفون في نسبة المطر قال "«أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب»" من قال مطرنا بفضل الله ورحمته هذا مؤمن بالله لأنه نسب الفضل إلى الله جل وعلا وهو المنعم المتفضل بإنزال المطر لا يشركه في ذلك غيره ومن قال "«مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»" يعني من نسب نزول المطر إلى الكوكب ورأى أنه هو المتصرف المنزل له حقيقة هذا لا شك في كفره هذا لا شك في كفره لأنه أشرك بالله أشرك الكوكب بالله جل وعلا وأما ومن قال «وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب» ويقال في الكفر هنا ما قيل فيما سبق ولا شك أن من أضاف المطر إلى الكوكب فعل وتدبير واستقلال لا شك أنه كافر كفر مخرج عن الملة قال "حدثني حرملة بن يحيى" من العلماء من فسَّر الكفر هنا بكفر النعمة بكفر النعمة؛ لأنه جاء في بعض الروايات «أصبح من عبادي شاكر وكافر» لما قابل الكافر بالشاكر استروح من قال إلى أن هذا الكفر كفر النعمة الذي لا يخرج من الملة ثم قال رحمه الله "وحدثني حرملة بن يحيى" وهو التُّجيبي "وعمرو بن سوَّاد العامري ومحمد بن سلمة المرادي قال حدثنا عبد الله بن وهب" وهو الإمام الشهير المصري ويقال هو أول من فرَّق بين التحديث والإخبار بمصر وله مصنَّف مشهور "قال حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس" بن يزيد الأيلي "وقال الآخران" حدثنا حرملة بن يحيى وعمرو بن سواد ومحمد بن سلمة المرادي قال المرادي الأخير حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس وقال الآخران "أخبرنا ابن وهب" مسلم من دقته في التفريق بين صيغ الأداء يأتي بمثل هذا المرادي قال حدثنا وقال الآخران حرملة وعمرو أخبرنا فرق بين التحديث والإخبار لأن التحديث فيما إذا كان الأداء بطريق اللفظ السماع من لفظ الشيخ يعني الشيخ يحدث والطالب المتلقي يسمع والإخبار فيما إذا كان إذا كان الأداء أو كانت الرواية بطريق القراءة على الشيخ ومسلم ممن يفرِّق بين الطريقتين ويجعل التحديث للسماع من لفظ الشيخ والإخبار للقراءة على الشيخ التي يسمونها العرض ولذا فرَّق بين لفظ حرملة وعمرو وبين لفظ المرادي "وقال الآخران أخبرنا ابن وهب" الإمام البخاري لا يفرق بين التحديث والإخبار والتفريق مجرد اصطلاح مجرد اصطلاح وإلا فالتحديث والإخبار من حيث المعنى ليس بينهما فرق إلا من حيث العموم والخصوص بحيث لو قال من حدثني بكذا فهو حر من عبيده أو قال من أخبرني بكذا فهو حر قال من حدثني لا بد أن يشافههه ولو قال أخبرني يبلغه الخبر ولو بمكاتبة فرق بينهما يعني الإخبار أعم لكن من حيث المعنى المراد هنا هما متقاربان ولذلك البخاري لا يفرق بينهما ومسلم يفرق بينهما فيجعل التحديث والسماع سمعت وحدثني إذا كان الشيخ يحدث والراوي يتلقى يسمع وإذا قال أخبرنا في حالة ما إذا كان طريقة التحمل في الحديث العرض القراءة على الشيخ وقلنا أن ابن وهب هذا أول من فرق بين الاصطلاحين بمصر "وقال الآخران أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" والمؤنن كما هنا أن أبا هريرة حكمه حكم المعنعن يحكم له بالاتصال إذا كان الراوي قد لقي من روى عنه ولو يوصم بالتدليس فإنه يحمل على الاتصال كما هو معروف في السند المعنعن "أن أبا هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ألم تروا إلى ما قال ربكم؟ قال ما أنعمت على عبادي من نعمة ما أنعمتُ على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكواكب وبالكواكب»" يعني هذه النعمة من الكواكب أو جاءتنا بالكواكب يعني بسببها المؤثر والآن ما من عبادي «ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين» حتى في غير المطر إذا حصل للإنسان نعمة فإنه ينسبها إلى الله جل وعلا وإما أن ينسبها إلى غيره من الأسباب فلا شك أنه إن كان يعتقد أن السبب المؤثر بنفسه وبذاته فإنه يدخل في الحديث وأما إذا رأى أن السبب الله الذي جعله سببًا والله هو المنعم المتفضل حقيقة فلا إشكال في ذلك لأن الأسباب لها نوع أثر لكنه بتأثير الله جل وعلا بجعل الله جل وعلا الأثر فيها ومن الطوائف من يرى أن السبب لا أثر له ألبتة وأنه وجوده كعدمه وأن وجوده كعدمه هذا معروف عند الأشاعرة يعني في أبرد يوم في السنة تغتسل وتخرج عاريًا كما لو استدفأت بأنواع بأنواع الوسائل المدفئة ما فيه فرق السبب ما له قيمة ويحصل الدفئ عندها لا بها كما أنه يحصل البرد عندها يعني عند الأسباب لا بها هذا قولهم تأكل فتشبع هل أنت شبعت بالأكل باعتباره سبب أو شبعت عنده لا به الأشاعرة يقولون عنده لا به السبب لا أثر له والبصر لا أثر له في الإبصار وإنما يحصل الإبصار عنده لا به ومن كلامهم أنه يجوز طردًا لمذهبهم أن يرى أعمى الصين في أقصى المشرق بقة الأندلس صغار البعوض في الأندلس وهو أعمى لأن البصر لا أثر له ما له قيمة لكن الإبصار يحصل عنده لا به كما أن الشِبع يحصل عند الأكل لا به والري يحصل عند الشرب لا به فهم لا يرون للأسباب أي اعتبار وإنما المسببات تحصل عندها لا بها المعتزلة على النقيض يقولون الأسباب مؤثرة بذاتها وهذا قول خطير جدًّا وأهل السنة يقولون الأسباب مؤثرة لكن لا بذاتها الله جل وعلا هو الذي جعل فيها هذا التأثير مطرنا بنوء كذا وكذا هذا قال هذا قال إنه كافر بالله مؤمن بالكوكب في لغة العرب جاءت الباء بمعنى في في لغة العرب جاءت الباء بمعنى في فإذا قال مطرنا في نوء كذا وكذا المراد بالنوء النجم في نوء كذا يعني في وقته يجوز والا ما يجوز؟ ما فيه نسبة النعمة إلى النوء إلى النجم وإنما النسبة إلى وقته والمنعم هو الله جل وعلا لكن يقال بمنع هذا الكلام لأجل أنه كلام موهِم إذا قالوا مطرنا بنوء كذا قال أنا أقصد بالباء أنها في الظرفية في الوقت الفلاني كما نقول مطرنا في شهر محرم في وقت لكن باعتباره كلام موهِم ويوافق قول المشركين الذين ينسبون المطر إلى الأنواء فإنه يمنع وكل كلام يوهِم ويوقِع في لبس فإنه يمنع وإن لم يكن حكمه حكم الكفر الذي أشير به في الحديث ثم قال رحمه الله "وحدثني محمد بن سلمة المرادي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث ح وحدثني عمرو بن سوَّاد قال أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا عبد الله بن الحارث أن أبا يونس" مولى أبي هريرة سليم بن جبير أن أبا يونس مولى أبي هريرة واسمه سليم بن جبير "حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «ما أنزل الله من السماء من بركة ما أنزل الله من السماء من بركة»" يعني وأوضحها وأشهرها المطر الذي هو الغيث «إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الله الغيث فيقولون الكوكب كذا وكذا» فينسبون إليه إنزال المطر الذي هو الغيث وفي حديث المرادي «بكوكب كذا وكذا» مطرنا بنوء كذا وكذا أو بكوكب كذا وكذا والنوء هو الكوكب وهو النجم قال "وحدثني عباس بن عبد العظيم العنبري" صحّفه بعضهم فقال الغبري وهذا ليس بصحيح وإنما هو العنبري قال "حدثنا النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة" وهو ابن عمار "قال حدثنا أبو زميل" سماك بن الوليد الحنفي اليمامي قال حدثني قال حدثني ابن عباس عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن "قال مُطِر الناس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر»" وبهذا من يستدل وبهذا يستدل من أوَّل الكفر بأنه كفر النعمة لمقابلته بالشكر لمقابلته بالشكر "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة.. قالوا هذه رحمة الله" قالوا هذه رحمة الله هذا شاكر الذي يقول هذه رحمة من الله جل وعلا وغيث من الله "وقال بعضهم قد صدق نوء كذا وكذا" قد صدق نوء كذا وكذا هذا كافر لنعمة الله جل وعلا ويقال فيه ما قيل فيما سبق لكن مقابلة الكفر بالشكر استدل بها أهل العلم على أن المراد بالكفر كفر النعمة وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا "قال فنزلت هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [سورة الواقعة:75] حتى بلغ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82]" والنازل حقيقة في هذه القصة {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] هذا الرزق الذي أنزله الله إليكم يعني تجعلون شكر هذا الرزق أنكم تكذبون وبه وتنسبونه إلى غير الله جل وعلا {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [سورة الواقعة:75] هذا قسم والا نفي للقسم؟ بدليل ورد كثير بلا {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ} [سورة الحاقة:38-39] وهو في الحقيقة قسم {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [سورة الواقعة:76] فهو قسم واللام ولا هذه كما يقولون زائدة وبعضهم يقرؤها كالحسن البصري فلأقسم ويكون تأكيد لا نفي فلأقسم بدون لا، فيكون تأكيد للقسم وليس بنفي والقراءات يفسر بعضها بعضًا وكونه قسم هذا أمر متفق عليه بين أهل العلم لأنه أُكِّد وإنه لقسم لو تعلمون عظيم يعني بخلاف {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [سورة التكاثر:8] سمعت شخصًا كبير السن عامي يقرؤها بلا يقرؤها بلا ثم لا تسألن يومئذ.. يسوغ هذا مثل ما يسوغ في الآية؟! لا، لا يسوغ هذا قلب المعنى وبدلاً من أن يكون السؤال مؤكَّد باللام جعله منفيًا ولا شك أن هذا من جهله وكونه يؤم الناس أو يصلي بهم لا يجوز له ذلك ولا يجوز له أن يُمَكَّن من الإمامة حتى بلغ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] وعرفنا أن المقصود من النازل قوله {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] وهو المناسب للسياق قالوا مواقع النجوم قال الأكثرون المراد بها نجوم السماء نجوم السماء ومواقعها مغاربها وقيل مطالعها وقيل النجوم نجوم القرآن وهي أوقات تنزيله لأن القرآن نزل منجمًا مفرقًا حسب الحوادث والقضايا التي نزل بسببها ثم قال رحمه الله تعالى "حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي" الإمام المشهور "عن شعبة وهو ابن الحجاج "عن عبد الله بن عبد الله بن جبر قال سمعت أنسًا قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حب الأنصار»" يعني علامة النفاق في الرجل بغض الأنصار وعلامة الإيمان في الشخص حب الأنصار وذلكم لما للأنصار من مكانة ومنزلة في الدين ونصر النبي -عليه الصلاة والسلام- جاؤوا إليه وبايعوه وعاهدوه أن يمنعوه مما يمنعوا أنفسهم ونساءهم ووفوا بذلك وانتشر الدين وضحوا بجميع أعمالهم وعلاقاتهم وقاسموا الأنصار وصدقوا فيما عاهدوا الله عليه وبسببهم بفضل الله جل وعلا تمكَّن الدين وانتشر وتكوَّنت وتأسست دولة الإسلام فحق على كل مسلم أن يحبهم كل محب لدينه يحب من نصره وأعزه كل محب للدين يحب من ينصر الدين ويُبغض من يخذل الدين وهؤلاء الأنصار سموا أنصار لأنهم ناصروا النبي -عليه الصلاة والسلام- ونصروه ونصروا دينه فحق على كل مسلم أن يحبهم ومن وجد في قلبه شيئًا عليهم بغض لهم لا شك أن فيه من النفاق ما فيه بقدر هذا البغض ولا شك أنه علامة على النفاق وإذا كان الشخص يبغض شخصًا أيًّا كان لدينه وعلمه وفضله ونصره للدين وقيامه بما أوجب الله عليه دخل في مثل هذا الحديث لا شك أن في قلبه نفاق وإذا أحبه لما فيه من دين وعلم وعقل ونصر للإسلام والمسلمين لا شك أنه علامة على دينه ومع الأسف أننا نجد في الكتاب وغيرهم ممن يتحدثون في المجالس من يكره المتدينين ويكره أهل الحسبة أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكره أهل العلم هذا يراجع نفسه قد يكون دخل في هذا الحديث وهو لا يشعر لاسيما إذا كان بغضه لهذه الطائفة لأجل ما تقوم به مما أوجب الله عليهم وعلى غيرهم مما هو سبب خيرية هذه الأمة هذا لا شك أنه نفاق نسأل الله العافية أما إذا كان يبغض شخصًا لا لأنه اتصف بهذه الصفات وإنما لما بينه وبينه من أمور دنيوية هذا الأمر فيه أسهل وإن كان على المسلم أن يعالج قلبه من هذه الحزازات والإحن والعداوات للمسلمين العكبري صحف الحديث فقال بدل آية المنافق فقال إنه المنافق إنه الإيمان يعني آية الإيمان إنه الإيمان حب الأنصار وهذا في رواية البخاري أثبتوها في الشروح أنه صُحِّف بدل آية إنه وهي قريبة منها في الصورة ولكن الصواب آية يعني علامة على إيمان المسلم إذا أحب الأخيار الصالحين الذين ينصرون الدين ويقومون به ويتحملون أعباءه وأعباء الدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه علامة قوية على أنه مؤمن وقل بالمقابل من يبغضهم قال "حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي" قال يحيى بن حبيب الحارثي قال "حدثنا خالد يعني ابن الحارث" وعرفنا متى يقول الإمام مسلم يعني إذا كان نسب المحدِّث لم يذكره شيخه الأصل حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي قال حدثنا خالد فزاد نسبه لكن سبقه بكلمة يعني لئلا يزيد في كلام الشيخ ما لم يقله فكونه يقول يعني يدل على أنه هو الذي زادها وأكثر ما يقول مسلم يعني وأكثر ما يقول البخاري هو هو ابن الحارث وهذا اصطلاح يفرقون به بين ما كانت زيادة النسب من الراوي أو ممن دونه من الراوي عنه "قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «حب الأنصار آية الإيمان»" {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [سورة الحشر:9] اكتفوا بالحب؟ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [سورة الحشر:9] وضرب الأنصار في هذا الباب أروع الأمثلة أروع الأمثلة إلى الزوجات تقاسموها مع المهاجرين إلى الأموال إلى البيوت إلى كل ما يملكون تقاسموه مع المهاجرين وفي غنائم حنين لما قسم النبي -عليه الصلاة والسلام- الغنائم على المهاجرين وغيرهم وما أعطى الأنصار شيئًا وجدوا في أنفسهم فطمأنهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال «ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!» أيهما أفضل؟ لا شك أنهم يذهبون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا فخر وشرف لهم بينما الغنائم من حطام الدنيا تنتهي وتزول وكون الرسول يمكث ويفي بعهده معهم ويعيش بينهم ويموت بين ظهرانيهم لا شك أن هذا شرف عظيم لهم لا تعادله الدنيا بحذافيرها "عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «حب الأنصار آية الإيمان وبغضهم آية النفاق» قال وحدثني زهير بن حرب قال حدثني معاذ بن معاذ ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ" وهو العنبري الذي سبق "واللفظ له قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء" يحدث يعني البراء بن عازب "يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الأنصار «لا يحبهم إلا مؤمن»" حصر "«لا يحبهم إلا مؤمن ولا بغضهم إلا منافق»" وهذا معناه مثل ما تقدم "«ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله» قال شعبة قلت لعدي سمعته من البراء؟ قال إياي حدَّث" يعني حدثني به منفردًا مما يدل على أنه ضبطه وأتقنه وقصده البراء بالتحديث فكون الشخص يُحَدَّث بمفرده لا شك أنه أدعى بضبطه من كونه يسمعه مع الناس ولذا يقولون أيهما أقوى حدثني أو حدثنا؟ حدثني أقوى لأنه مقصود بالتحديث بخلاف حدثنا فإنه يكون حدثه مع غيره غير مقصود به وإذا شك الراوي هل روى الحديث بمفرده يعن سمعه من الشيخ و حده أو سمعه مع غيره هل يقول حدثني أو يقول حدثنا؟
طالب: ............
حدثني؟
طالب: ............
لماذا؟
طالب: ............
منهم من يقول يقول حدثني لأن الأصل أنه وحده ومن عداه مشكوك فيه هل هو موجود أو لا؟ ومنهم من يقول يقول حدثنا لأنها أقل من حدثني فيثبت الأدنى والأعلى مشكوك فيه "قال شعبة قلت لعدي سمعته من البراء؟ قال إياي حدَّث" إياي حدَّث قدَّم المعمول من أجل إيش؟ الحصر مثل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [سورة الفاتحة:5] ثم قال رحمه الله حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال قال "حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري" نسبة إلى القارَة قبيلة "عن سهيل" يعني ابن أبي صالح "عن أبيه" أبي صالح السمَّان عبد الله بن ذكوان "عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر»" إذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله إذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله فأولى من يُحَب بعد الله ورسوله من جاءت النصوص لفضله وتفضيله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة ثم أهل بدر ثم عموم المهاجرين والأنصار وهم مشتركون في سبب المحبة كلهم مشتركون في سبب المحبة وما من صحابي إلا وله نصيب من نصرة النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو محبوب لكل مؤمن ومحبته إيمان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» ونحن نرى الكتبة وغيرهم يجاهرون ببغض أهل الخير وينابذونهم العداء وينبزونهم بالألقاب الشنيعة ويكرهونهم كراهية شديدة وما ذلك إلا لأمور في قلوبهم انطوت عليها نسأل الله السلامة والعافية ونراهم يشيدون بأهل الفسق وأهل الفجور هذا أيضًا علامة على مرض القلوب الذي قد يصل إلى النفاق نسأل الله العافية ثم قال رحمه الله "وحدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا جرير ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد" هناك عن أبي صالح عن أبي هريرة وهنا عن أبي صالح عن أبي سعيد فأبو صالح يرويه عن أبي هريرة وعن أبي سعيد كليهما "قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر»" نسأل الله العافية ثم قال "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع وأبو معاوية" الضرير وكيع بن الجراح وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير "عن الأعمش" سليمان بن مهران "ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت" عن عدي بن ثابت "عن زر" وهو ابن حبيش "قال قال علي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- إليَّ ألا يحبَّني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق" قال علي والذي فلق الحبة يعني شقها وأخرج منها النبات وبرأ النسمة يعني خلقها والنسمة نسمة الإنسان ونسمة كل ذي روح يتنفس ويتنسم الهواء يقال له نسمة إنه لعهد النبي الأمي إنه لعهد النبي الأمي -عليه الصلاة والسلام- وهو المراد به محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو النبي وخاتم الأنبياء أمي لا يقرأ ولا يكتب ومنصوص عليه بالقرآن وقطعي السنة {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} [سورة الأعراف:157] والأمي عندهم من لا يقرأ ولا يكتب وقال عن أمته -عليه الصلاة والسلام- «إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نحسب» وكونه أمي صفة مدح والا صفة ذم؟ هي في الأصل في الأصل ذم الذي لا يقرأ ولا يكتب هذا لا شك أنه مذموم باعتبار أنه لا يستفيد لا يقرأ قرآن ولا يقرأ كتب علم ولا يتعلم ولا يعلم لا شك أن هذا خلل ونقص ولا يتفقه في الدين لكنها بالنسبة للنبي -عليه الصلاة والسلام- صفة مدح يعني جاء بهذه العلوم علوم الأولين والآخرين والقصص عن الماضين وهو لا يقرأ ولا يكتب ولا اطلع على كتب ممن قبله هذا لا شك أنه مدح فهي معجزة من معجزاته وأنه مرسل من قبل الله جل وعلا حقًّا لا شك فيه ولا مرية إنه لعهد النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- يعني في صلح الحديبية لما كتب من محمد عبد الله ورسوله قالوا لو نعلم أنك رسول الله لاتبعناك فلا نوافق على هذا امسح فأمر علي أن يمسح وتردد ثم أخذ القلم ومسح وقال اكتب محمد بن عبد الله وجاء في بعض الروايات أنه هو الذي كتب محمد بن عبد الله والمقصود أمر بالكتابة فمن أمر يقال له فعل ومنهم من يقول أنه هو الذي كتب وكونه يكتب اسمه فقط لا يخرجه من الأمية لكثرة ما يرى اسمه وكثرة ما يتردد عليه بعض الأميين يكتب اسمه لكن هذا لا يخرجه من الأمية وإن نسب إلى الباجي أنه يكتب لكن هذا الكلام ليس بصحيح وشنعوا عليه بسبب ذلك إنه لعهد النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- منهم من يقول أن الأمي ليس نسبة إلى الأمية التي هي عدم القراءة والكتابة وإنما النسبة إلى أم القرى مكة وهذا تداوله الناس في الأيام الأخيرة وهذا باطل ليس بصحيح نعم هو من أهل مكة لكن لا يعني أنه يقرأ ويكتب ونسبته هؤلاء كأنهم يريدون أن يدافعوا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذا من جهلهم أحيانًا تأتي ردود الأفعال من بعض الناس يخالف فيها ما ثبت بالنص القطعي بس بمجرد ردة الفعل قبل أربعين سنة النصارى أو اليهود برأوا النصارى من قتل المسيح برأوهم من قتل المسيح فكتب بعض الكتاب من المسلمين لا، قتله ثابت وما أدري إيش؟ يبي يثبتون التهمة عليهم الله جل وعلا يقول وما قتلوه وما صلبوه والله جل وعلا يقول النبي الأمي يريد أن ينفي هذه هذا الوصف الذي هو في الأصل مذموم والآن الثورة على الأمية ومحو الأمية والقضاء على الأمية قالوا ما يصير أكمل الخلق أمي لا، أمي يعني منسوب إلى أم القرى ليس معناه أنه.. ما يدرون أنهم طعنوا فيه وهم لا يشعرون لأنه مقتضى كونه يقرأ احتمال أن يكون تلقى ما جاء به عن غيره لكن كونه أمي لا يقرأ ولا يكتب هذه معجزة وأنه مقطوع بأن ما يأتي به إنما أوحي إليه من قبل الله جل وعلا قالوا في عدي بن ثابت عدي بن ثابت الأنصار الكوفي هو ثقة وقالوا إنه رمي بالتشيع رمي بالتشيع وهذا الحديث في فضل علي هل نقول أن هذا المتشيع روى ما يؤيد بدعته في فضائل علي فلا تقبل روايته الحديث في صحيح مسلم وهذا روى في فضل علي وقد رمي بالتشيع وخرجه مسلم من طريقه معتمدًا عليه يعني ما فيه غيره في الباب هل نقول إن هذا روى ما يؤيد بدعته والأصل أن المبتدع إذا روى ما يؤيد بدعته ألا تقبل روايته فتكون من هذا النوع والحديث في صحيح مسلم اشترطت فيه الصحة وتلقته الأمة بالقبول لو روى شيئًا فيه مخالفة لما ثبت في النصوص قلنا يرد يرد حديثه لأنه روى ما يؤيد بدعته وروى غيره ما يخالفه لكن الآن هو موافق لما يرويه الناس يرد حديثه والا ما يرد؟ لا يرد حديثه ولو كان حديثه يؤيد بدعته إذا وافقه الناس على ذلك ممن يخالفه في المعتقد وهذا منه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
طالب: ............
وش لون؟
طالب: ............
لكن هذا المبتدع روى حديثًا وهو في الأصل ثقة لكن رمي بنوع بدعة والحديث يؤيد بدعته والحديث يشهد له شواهد كثيرة عند غيره.
طالب: ............
هذا الداعية هذا الداعية كما في حديث عمران بن حطان كان داعية إلى مذهب القعدية عند الخوارج هذه مسألة تطول يعني تحتاج إلى مزيد..
"