تعليق على تفسير سورة البقرة (31)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

"قوله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [سورة البقرة:97-98] قال الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري-  رحمه الله تعالى-."

الآن رقم الآيتين في طبعة المنار التي أشرف عليها الشيخ محمد رشيد رقم الآيتين مكتوب خمس وتسعون وست وتسعون مع أن الرقم قبل الآية والأصل أن يكون بعد الآية، المعروف في المصحف سبعة وتسعون وثمانية وتسعون، فيه طبعات ثانية توافق طبعة الشيخ رشيد؟ حط الرقم قبل الآية والعادة والمعروف أن الرقم بعدها، الرقم الذي قبلها للآية التي قبلها وهنا الآية التي تليها رقم ثمان وتسعين فيه خطأ في الترقيم عندهم مع أن..

طالب: ..........

لا، ما هو فيه الخطأ.. هنا خمس وتسعون قبل الآية الأولى {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] وست وتسعون {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ} [سورة البقرة:98] قبلها والمفترض خمس وتسعون للآية التي قبلها {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] يصير كم؟ ست وتسعون على ترقيمه هو {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ} [سورة البقرة:98] سبع وتسعون وهو قد وضع قبل الآية التي تليها ثمان وتسعين هذا خطأ في الترقيم وهو ماشٍ على أن الرقم قبل الآية في كل هذا خلاف المعروف.

طالب: لعله حسب البسملة آية في أول السورة.

نشوف أول السورة.

طالب: يمكن وضع البسملة آية.

ولو وضع البسملة ما توضع الآية قبل ما يوضع الرقم قبل الآية.

طالب: ..........

صحيحة لكن التي قبلها، قبلها سبع وتسعون قبلها ما هو بعدها.

طالب: ..........

لا، هو مشرف على الكتاب مشرف على الكتاب ومصححه. بسم الله الرحمن الرحيم {الَمِ} [سورة الفاتحة:2] ما عليها أرقام أبدًا بدون أرقام {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] أيضًا ما فيها رقم.

 

"قال الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري -رحمه الله-: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعًا أن هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل؛ إذ زعموا أن جبريل عدوٌ لهم، وأن ميكائيل ولي لهم، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك فقال بعضهم: إنما كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمر نبوته. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب.."

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

دعوى اليهود أن جبريل عدو لهم إنما هو لما أُحرجوا، أعطوا النبي -عليه الصلاة والسلام- العهود والمواثيق أنه إن أجابهم بما سألوا عنه أن يتبعوه فأجابهم عن جميع ما سألوه بما يوافق ما عندهم، وصدقوه على ذلك، ماذا بقي؟ الاتباع؛ وفاءً بالعهود والمواثيق قالوا: من يأتيك من الملائكة؟ قال: جبريل، ما وجدوا فرصة أن يتنصلوا من هذه العهود والمواثيق إلا أن يقولوا: جبريل عدو لنا، لو كان ميكائيل اتبعناك، ومع الأسف أنه جيء لي بكتاب يباع في المعارض على غلافه صورة شبح كبير جدًّا، وفي زاوية الورقة من الأسفل شخص معه سهم يريد أن يصيب ذلك الشبح، ومضمون الكتاب، وهو من تأليف يهودي قطعًا، مضمون ذلك الكتاب أن ذلك الشبح هو جبرائيل -عليه السلام نسأل الله العافية-، وهذا من ضمن ما يباع في المعارض من كتب الإلحاد والإباحية وغيرها من الكتب -نسأل الله العافية- في المعارض في بعض الدول الإسلامية اليهود يشاركون بمكتباتهم، لكن عندنا ما يشاركون، لكن في مصر وغيرها يشاركون ويأتون بمؤلفاتهم، والكتب ما تفحص مع الأسف، وأذكر أننا في سنة ألف وأربعمائة وتسعة كان مراد إقامة معرض في جامعة الإمام، وأخذنا سنتين نفحص الكتب، واعتذر بعض الدور؛ لأن أكثر كتبهم منعت، ولما تمت السنتان حصلت قضية الكويت وأُجِّل المعرض.

 المقصود أن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر، الضياع الذي يعيشه المسلمون في كثير من بلادهم والفوضى الإعلامية تحتاج إلى إعادة نظر؛ لأنه مع الأسف الإعلام هو الذي يسيِّر الناس، وهو الذي يوجِّههم.

"ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يونس بن بكير عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن ابن عباس أنه قال: حضرت عصابة من اليهود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم، حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سلوا عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم عن شيء فعرفتموه لتتابعني على الإسلام» فقالوا: ذلك لك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سلوني عما شئتم» فقالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن، أخبرنا أي الطعام حُرِّم.."

حَرَّم.

"أي الطعام حَرَّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل، وكيف يكون الذكر منه والأنثى، وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم.."

في التوراة.

في التوراة؟

في التوراة.. النبي الأمي.. ماذا عندكم؟

طالب: ...........

في التوراة.

طالب: ...........

ماذا يقول؟

طالب: ...........

في النوم؟ في النوم؟ غريب!

طالب: ينام عيناه ولا ينام قلبه..

هذا النبي الأمي في النوم ما معناه؟

طالب: يعني هل ينام قلبه أو ما ينام قلبه تنام عيناه..

في النوم الجواب يدل عليه.. جاء في الجواب أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه، لكن يعني عن وضعه في النوم؟ الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة النبي الأمي.

طالب: ...........

لا، لكن جاء في الجواب أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه.

طالب: ...........

على كل حال يشار إلى أنه في نسخة كذا.

طالب: ...........

هو يقول في التخريج..

طالب: كذا في الطبري سبعة تحت..

في النوم رقم سبعة: كذا في تفسير الطبري في النوم، وسائر روايات الحديث عند المخرجين له، ووقع في سائر الأصول التوراة، يعني في جميع ما ذكر رواية ثانية أو نسخة ثانية، والسائل قد يطلق على الجميع التوراة، يعني أصول التفسير لابن كثير كلها في التوراة، وما أثبته أولى وأليق بلفظ الحديث، وجواب النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل عليه، والله أعلم، لكن الحافظ ابن كثير -رحمة الله عليه- حينما أثبت التوراة، وهو من الحفاظ، ما هو من فراغ يتكلم، هو من الحفاظ، ومع ذلك أثبتها بدليل أن جميع الأصول يعني ما تتفق الأصول ويقال: اجتهد ناسخ وعدَّلها، يعني لو وُجد ولو في نسخة واحدة النوم لقلنا: لعل من الأصل من ابن كثير -رحمه الله- بناء على ما يحفظه في قوله -جل وعلا-: {النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} [سورة الأعراف:157] ولذلك من يقرأها تمشي، لكن العبرة في أصول التخريج التي هي مصدر الحديث.

"وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم ووليه من الملائكة.."

ومَن وليه مِن الملائكة.

"ومَن وليه من الملائكة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتتابعني» فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق فقال: «نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضًا شديدًا فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام..»."

عندي: من مرضه، والمعنى واحد.

"ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه، وكان أحبُّ الطعام إليه لحوم الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها، فقالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اشهد عليهم، وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ، وأن ماء المرأة أصفر».."

عندنا غليظ أبيض، ولا فرق.

"«وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله -عز وجل-، وإذا علا ماء الرجل ماءَ المرأة كان الولد ذكرًا بإذن الله، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله -عز وجل-» قالوا: اللهم نعم، قال: «اللهم اشهد، وأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟» قالوا: اللهم نعم، قال: «اللهم اشهد» قالوا: أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: «فإني وليي جبريل، ولم يبعث الله نبيًّا قط إلا وهو وليه» قالوا: فعندها نفارقك، ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك، قال: «فما منعكم أن تصدقوه؟» قالوا: إنه عدونا، فأنزل الله -عز وجل-: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [سورة البقرة:97] إلى قوله: {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:102] فعندها باؤوا بغضب على غضب."

نهاية أمرهم التعنت التعنت وإلا أعطوه العهود والمواثيق، وجاء بكلام يطابق ما عندهم، وهم من الأصل يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، لكن هم بيتوا عدم الاتباع من الأصل، لكن قالوا: عله يزل في شيء نمسكه عليه، ما وجدوا شيئًا قالوا: من وليك من الملائكة؟ يريدون أدنى شيء، في نهاية دولة المسلمين في الأندلس لما ضعف المسلمون، وخالفوا أمر الله وأمر رسوله، وكثرت فيهم المعاصي وتولوا، ما الذي حصل لهم؟ سُلِّط عليهم النصارى، وحصل من النصارى نظير هذا من أصناف التعنت، فطلبوا من المسلمين أشياء يتنازلون عنها، فتنازلوا عن جميع ما يريدون ليتم لهم البقاء في الأندلس، ما الذي حصل؟ قالوا: لكم السهول ولنا الجبال، لكم السهول ولنا الجبال، يعني ليسهل اقتناصهم والاستيلاء عليهم ثم قالوا: إن زوجة ملكهم الأدفنش- كذا في كتب التواريخ- لا بد أن تلد في محراب الجامع نعوذ بالله من الضعف الذي سببه الانصراف عن دين الله، طيِّب زوجة الملك ملك النصارى تلد في محراب الجامع من أجل ماذا؟ صعب على المسلمين، باغين هم، ما هي المسألة -نسأل الله العافية-. فالقوي إذا أراد أن يفرض نفسه يبحث عن أدنى سبب، واليهود من تعنتهم وعنادهم وإصرارهم على الكفر في النهاية قالوا: من وليك من الملائكة، وإلا فقد أجابهم بجميع ما طلبوا بما يطابق ما عندهم وعهود ومواثيق، وقد عرفوا بنقض العهود والمواثيق، نسأل الله العافية.

"وقد رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي النضر هاشم بن القاسم وعبد بن حميد في تفسيره عن أحمد بن يونس كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام به، ورواه الإمام أحمد أيضًا عن الحسين بن محمد المروزي.."

لحظة وقد رواه الإمام أحمد..

في مسنده..

نعم عن أبي النضر..

عن أبي النضر هاشم بن القاسم وعبد بن حميد في تفسير..

لا، عندنا عبد الرحمن مع أن اسمه الأصل عبد الحميد خفف على عبد عندي عبد الرحمن غلط.

"في تفسيره عن أحمد بن يونس كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام به، ورواه الإمام أحمد عن الحسين بن محمد المروزي عن عبد الحميد به بنحوه، وقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب فذكره مرسلاً وزاد فيه قالوا: فأخبرنا عن الروح. قال: «فأنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل وهو الذي يأتيني» قالوا: اللهم نعم، ولكنه لنا عدو، وهو ملَك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء، فلولا ذلك اتبعناك، فأنزل الله تعالى فيهم: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [سورة البقرة:97] إلى قوله: لا يعلمون.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي."

الروايات السابقة مدارها على شهر بن حوشب، وهو معروف بالضعف عند جمهور المحدِّثين.

طالب: .........

ما بعده شاهد له.

"عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال: والله على ما نقول وكيل، قال: «هاتوا» قالوا: فأخبرنا عن علامة النبي قال: «تنام عيناه ولا ينام قلبه»، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث الرجل؟ وكيف تذكر؟ قال: «يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت» قالوا؟ أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه، قال: «كان يشتكي عرق النِّساء فلم يجد شيئًا يلائمه إلا ألبان.."

عندك النِّساء أم النَّساء؟

ما عليها.. النَّساء؟

طالب: .........

آنثت وأذكرت، ويكون الأصل كيف تُذكِر وكيف تُؤنِث.

"قال: «كان يشتكي عرق النَّساء، فلم يجد شيئًا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا» قال أحمد: قال بعضهم: يعني الإبل، فحرَّم لحومها، قالوا: صدقت، قالوا: وأخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: «ملك من ملائكة الله -عز وجل- موكل بالسحاب بيديه أو في يديه مخراق من نار يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمر الله -عز وجل-»، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «صوته» قالوا: صدقت، قالوا: إنما بقيت واحدة، وهي التي نتابعك إن أخبرتنا بها، إنه ليس من نبي إلا وله ملك يأتيه بالخير، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: «جبريل -عليه السلام-»."

بالخبر..

بالخبر؟

"إلا وله ملك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: «جبريل -عليه السلام-» قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والقطر والنبات لكان، فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] إلى آخر الآية، ورواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد به، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال سنيد في تفسيره، عن حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني القاسم بن أبي بزة: أن يهود سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- من صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي؟ قال: «جبريل» قالوا: فإنه لنا عدو، ولا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال، فنزلت: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] الآية، قال ابن جريج: قال مجاهد: قالت يهود: يا محمد، ما نزل جبريل إلا بشدة وحرب وقتال، فإنه لنا عدو فنزل: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97]، وقال البخاري: قوله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] قال عكرمة: جبر وميك وإسراف وعبد وإيل.."

الله الله..

"وإسراف وعبد وإيل الله، حدثنا عبد الله بن منير.."

جاء، ما جاء في الخبر من أن المطر ينزل من السماء، والقطر يكيله ميكائيل، وما ذكر في كونه السحاب يجتمع فيه بعد أن ينزل من السماء، وما ذكر أيضًا من صوت الرعد هذا مشهور عند السلف ويتناقلونه ويتداولونه، وفيه بعض الأحاديث والآثار، والمشتهر عند أهل الهيئة من المتقدمين والمتأخرين أن المطر إنما يتكون سحابه من أبخرة تتصاعد من البحار هذا الذي يتفقون عليه، والشاعر القديم يقول:

شربن بماء البحر ثم ترفعت
 

 

 .....................
 

شربن بماء البحر .........
 

 

.......................
 

يعني من ماء البحر أبخرة تصاعدت هذا الشرب.

.....................
 

 

 متى لجج لهن نئيج
 

صوت، وابن القيم يقرر هذا، لكن يعني إثبات مثل هذا صحيح أن السحاب دون السماء بلا شك لاسيما ومع وجود الوسائل الموجودة الآن، الطائرات فوق السحاب، السحاب يرى من تحت.

.........................
 

 

 متى لجج لهن نئيج
 

أنا عندي إشكال في كون أكثر المطر يكون في الشتاء حينما تكون الشمس باردة، فكيف تبخر البحر أو يبخَّر في الصيف ولا يجتمع إلا بالشتاء؟

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

يعني في الجو منتشر في الصيف.

طالب: .........

أكثر ما يكون بـ أوروبا والبلاد الباردة..

طالب: .........

والله ما أدري..

طالب: .........

لكن ماذا نصنع في كلام السلف والآثار الكثيرة الموجودة في هذا الباب؟

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

يعني قد يقول قائل: إن السلف ما عندهم من الآلات ما توصلوا بسبب مخترعاتهم إلى ما توصل إليه غيرهم، لكن القول بما يقول به أهل الهيئة قديم حتى قبل المخترعات، على كل حال الإنسان يتكلم بما يدرك وما لا يدركه يقول: الله أعلم، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع.

"حدثنا عبد الله بن المنير: سمع عبد الله بن بكر: حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في أرض يخترف، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: «أخبرني بهن جبريل آنفًا» قال: جبريل؟ قال: «نعم» قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [سورة البقرة:97] «أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت» فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟» قالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا، قال: «أرأيتم إن أسلم» قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فقالوا: هو شرنا وابن شرنا، وانتقصوه، فقال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.

 انفرد به البخاري من هذا الوجه، وقد أخرجاه من وجه آخر عن أنس بنحوه، وفي صحيح مسلم عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريب من هذا السياق كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى، وحكاية البخاري كما تقدم عن عكرمة هو المشهور أن إيل هو الله، وقد رواه سفيان الثوري عن خصيف عن عكرمة ورواه عبد بن حميد عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة ورواه ابن جرير عن الحسين بن يزيد الطحان عن إسحاق بن منصور عن قيس عن عاصم عن عكرمة أنه قال.."

عن قيس عن عاصم أم ابن عاصم؟

طالب: .........

ماذا؟

طالب: يقول في التعليق ابن عاصم، وهو خطأ.

ماذا يقول خطأ؟

طالب: .........

عن عاصم رقم ثمانية.. يقول خطأ.. المعلِّق ماذا عندك؟

طالب: .........

كمِّل.

"عن عكرمة أنه قال: إن جبريل اسمه عبد الله، وميكائيل اسمه عبيد الله، إيل الله، ورواه يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس مثله سواء، وكذا قال غير واحد من السلف كما سيأتي قريبًا، وقال الإمام أحمد في أثناء حديث سمرة بن جندب حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو.."

كما سيأتي قريبًا ماذا بعده؟

وقال الإمام أحمد.

كمِّل.

"وقال الإمام أحمد في أثناء حديث سمرة بن جندب حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء قال لي علي بن الحسين: اسم جبريل عبد الله، واسم ميكائيل عبيد الله، ومن الناس من يقول.."

كل هذا ما هو موجود عندنا.. عندك؟

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

نعم سطران ونصف.. ومن الناس..

"ومن الناس من يقول: إيل عبارة عن عبد الله، والكلمة الأخرى هي اسم الله؛ لأن كلمة إيل لا تتغير في الجميع.."

كلهم عبد لله إيل عبد وما تضاف إليه اسم من أسماء الله، وإلا تتغير الأسماء بالأعجمية لا بالعربية، ويؤيد هذا أن طريقة الأعاجم في الإضافة تقديم المضاف إليه على المضاف تقديم المضاف إليه على المضاف.

"فوزانه عبد الله عبد الرحمن عبد الملك عبد القدوس عبد السلام عبد الكافي عبد الجليل، فعبد موجودة في هذا كله، واختلفت الأسماء المضاف إليه، وكذلك جبرائيل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل ونحو ذلك."

لأنك إذا قلت: جبرائيل عبد جبر عبد وإيل الله، فماذا عن ميكائيل يكون عبد وإيل الله تكون المعاني كلها واحدة ما تتغير، وهب أنك قلت: جبرائيل عبد الله وميكائيل عبيد الله، فماذا عن إسرافيل وعزرائيل وبقية ما يضاف إلى إيل؟

 

طالب: أحسن الله إليك عزرائيل.

فيه كلام يعني في ثبوته كلام لأهل العلم، لكن يبقى أنه من هذه الشاكلة ماذا يصير معناه؟

طالب: في النصوص ما وردنا شيء.

لا، فيه، لكن في ثبوتها مقال، ما ورد في تسميته ضعيف معروف.

"وفي كلام غير العرب يقدمون المضاف إليه على المضاف ،والله أعلم، ثم قال ابن جرير: وقال آخرون: بل كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وبينهم في أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-

ذكر من قال ذلك:

 حدثني محمد بن المثنى قال: حدثني ربعي بن عُلية عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: نزل عمر الروحاء فرأى رجالاً يبتدرون أحجارًا يصلون إليها فقال: ما هؤلاء؟ قال: يزعمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى هاهنا، قال: فكره ذلك وقال: إنما رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أدركته الصلاة بوادٍ فصلاها ثم ارتحل فتركه، ثم أنشأ يحدثهم فقال: كنت أشهد اليهود يوم مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان، ومن الفرقان كيف يصدِّق التوراة، فبينا أنا عندهم ذات يوم قالوا: يا ابن الخطاب ما من أصحابك أحد أحب إلينا منك، قلت: ولمَ ذلك؟ قالوا: إنك تغشانا وتأتينا، فقلت: إني آتيكم فأعجب من الفرقان كيف يصدق التوراة، ومن التوراة كيف تصدق الفرقان، قالوا: ومر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.."

في المواضع كلها عندنا القرآن بدل الفرقان، القرآن.

"قالوا: ومر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا ابن الخطاب ذاك صاحبكم فالحق قال فقلت لهم عند ذلك: نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو وما استرعاكم من حقه، وما استودعكم من كتابه، هل تعلمون أنه رسول الله؟ قال: فسكتوا، فقال لهم عالمهم وكبيرهم: إنه قد غلَّظ عليكم فأجيبوه، فقالوا: فأنت عالمنا وكبيرنا فأجبه أنت، قال: أما إذ نشدتنا بما نشدتنا به فإنا نعلم أنه رسول الله، قلت: ويحكم فأنى هلكتم؟ قالوا: إنا لم نهلك."

ويحكم إذًا هلكتم.. إذًا هلكتم..

طالب: .........

ماذا قلت؟

طالب: .........

لا، إذًا أوضح الشيخ أحمد شاكر يقول المعلِّق: إنه قرأها أي هلكتم، وفي الصورة: أي وأنَّى متقاربان.

إذًا تصير؟

أقرب أوضح.

"فقلت: ويحكم إذًا هلكتم، قالوا: إنا لم نهلك، قلت: كيف ذلك وأنتم تعلمون أنه رسول ثم لا تتبعونه ولا تصدقونه؟ قالوا: إن لنا عدوًا من الملائكة وسلمًا من الملائكة، وإنه قرن بنبوته عدونا من الملائكة، قلت: ومن عدوكم؟ ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل، وسلمنا ميكائيل، قالوا: إن جبريل ملك الفظاضة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا، وإن ميكائيل ملك الرحمة والرأفة التخفيف.."

والتخفيف.

"والتخفيف ونحو هذا.."

طالب: .........

عندكم؟ ما هو؟

طالب: .........

جوابه مذكور قال..

طالب: .........

نعم.

"قال: قلت: وما منزلتهما من ربهما -عز وجل-؟ قالوا: أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، قال: فقلت: فوالذي لا إله إلا هو إنهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما، وسلم لمن سالمهما، وما ينبغي لجبريل أن يسالم عدو ميكائيل، وما ينبغي لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، قال: ثم قمت فاتبعت النبي -صلى الله عليه وسلم- فلحقته وهو خارج من خوخة لبني فلان، فقال: يا ابن الخطاب، ألا أقرئك آيات نزلن قبل فقرأ علي: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [سورة البقرة:97] حتى قرأ هذه الآيات."

قبل أن يخبره عمر بما حصل.

"قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لقد جئتُ وأنا أريد أن أخبرك وأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر.

 وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو أسامة عن مجالد قال: أنبأنا عامر قال: انطلق عمر بن الخطاب إلى اليهود فقال: أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تجدون محمدًا في كتبكم؟ قالوا: نعم، قال: فما يمنعكم أن.."

تتبعوه.

"قال فما يمنعكم أن تتبعوه؟ قالوا: إن الله لم يبعث رسولاً إلا جعل له من الملائكة كِفْلاً، وإن جبريل كَفَلَ محمدًا، وإن جبريل كِفْل.."

أو كَفَلَ؟

"كَفَل محمدًا، وهو الذي يأتي.."

لا، هي تبع لما قبلها إلا جعل له من الملائكة..

كِفْلا.. كِفْل محمدٍ..

مثلها، هي مثلها..

طالب: .........

نعم ما يخالف، إن مشت في الثانية ما تمشي في الأولى.

طالب: .........

نعم، ما يخالف، كَفَل الثانية ماشية، لكن الأولى إلا جعل من الملائكة كَفَلا ما تصلح.

طالب: .........

الأصل كَفِيْل فعيل بمعنى فاعل كافل، لكن هنا كيف تُخرَّج؟

طالب: .........

ما تصلح.. مضبوطة عندكم؟ النسخ الثانية.. أولاد الشيخ ماذا فيها؟

طالب: .........

بنفس اللفظ؟

طالب: .........

أين مصدر الرواية؟

طالب: عن أبي حاتم.

عن أبي حاتم ما هنا تحقيق يسلم.. أَمِرَّها..

"وإن جبريل كفل محمدًا، وهو الذي يأتيه، وهو عدونا من الملائكة، وميكائيل سلمنا، لو كان ميكائيل الذي يأتيه أسلمنا، قال: فإني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ما منزلتهما عند الله تعالى؟ قالوا: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، قال عمر: وإني أشهد ما ينزلان إلا بإذن الله، وما كان ميكائيل ليسالم عدو جبرائيل، وما كان جبرائيل ليسالم عدو ميكائيل، فبينا هو عندهم، إذ مر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: هذا صاحبك يا ابن الخطاب، فقام إليه عمر فأتاه وقد أنزل الله -عز وجل-: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [سورة البقرة:98] وهذان الإسنادان يدلان على أن الشعبي حدث به عن عمر، ولكن فيه انقطاع بينه وبين عمر، فإنه لم يدرك زمانه، والله أعلم، وقال ابن جرير: حدثنا بشر حدثنا يزيد.."

بشر أم بشير؟

طالب: .........

يقول: بشير، وهو خطأ في الحاشية.

بشر نعم.

"قال: حدثنا يزيد بن زريق عن سعيد بن عن قتادة قال: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود، فلما أبصروه رحبوا به فقال لهم عمر: أما والله.."

لحظة.. عندي يقول: لما انصرف ما هو بصحيح.

وقع في جميع النسخ: انصرف، ولا معنى لها.

لا معنى لها الترحيب إذا أقبل وليس إذا أدبر.

"فلما أبصروه رحبوا به فقال لهم عمر: أما والله ما جئت لحبكم ولا لرغبة فيكم، ولكن جئت لأسمع منك.."

منكم..

"ولكن جئت لأسمع منكم، فسألهم وسألوه فقالوا: من صاحب صاحبكم؟ فقال لهم: جبريل، فقالوا: ذاك عدونا من أهل السماء يطلع محمدًا على سرنا، وإذا جاء جاء بالحرب والسَنَة، ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل، وكان إذا جاء جاء بالخِصب والسلم، فقال لهم عمر: تعرفون جبريل، وتنكرون محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ففارقهم عمر عند ذلك، وتوجه نحو النبي- صلى الله عليه وسلم- ليحدثه حديثهم، فوجده قد أنزلت عليه هذه الآية: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [سورة البقرة:97] الآيات ثم قال: حدثني المثنى حدثني آمد قال.."

آدم..

"حدثنا آدم قال: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا قتادة قال: بلغنا أن عمر أقبل إلى اليهود يومًا فذكر نحوه، وهذا في تفسير آدم، وهو أيضًا منقطع، وكذلك رواه أسباط عن السدي عن عمر مثل هذا أو نحوه، وهو منقطع أيضًا، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمار قال: حدثنا عبد الرحمن- يعني الدشتكي- قال: حدثنا أبو جعفر عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديًّا لقي عمر بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا، فقال عمر: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [سورة البقرة:98] قال: فنزلت على لسان عمر -رضي الله عنه-.

ورواه عبد بن حميد عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن أبي جعفر هو الرازي، وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى في قوله تعالى: {من كان عدوا لجبريل} قال: قالت اليهود للمسلمين: لو أن ميكائيل كان هو الذي ينزل عليكم لتبعناكم، فإنه ينزل بالرحمة والغيث، وإن جبريل ينزل بالعذاب والنقمة، فإنه عدو لنا، فنزلت هذه الآية. حدثنا يعقوب قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا عبد الملك عن عطاء بنحوه، وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] قال: قالت اليهود: إن جبريل عدونا؛ لأنه ينزل بالشدة والسنة، وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب، فجبريل عدونا، فقال الله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} [سورة البقرة:97] الآية، وأما تفسير الآية."

باقٍ وقت يا أبا عبد الله؟

طالب: .........

أعطني.. وأما تفسير الآية..

"وأما تفسير الآية فقوله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [سورة البقرة:97] أي من عادى جبريل فليعلم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلبك من الله بإذنه له في ذلك فهو رسول من رسل الله ملكي عليه وعلى سائر إخوانه من الملائكة السلام، ومن عادى رسولاً فقد عادى جميع الرسل، كما أن من آمن برسول فإنه يلزمه الإيمان بجميع الرسل، وكما أن من كفر برسول فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً} [سورة النساء:150-151] فحكم.."

والإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان، من كفر بواحد منهم فقد كفر بالجميع؛ لأنه مكذب لهم جميعًا، كلهم يؤمن بعضهم ببعض، فلا يجوز التفريق بينهم.

"فحكم عليهم بالكفر المحقَّق إذ آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم، وكذلك من عادى جبريل فإنه عدو لله؛ لأن جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه، وإنما ينزل بأمر ربه كما قال: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} [سورة مريم:64]."

من كفر بالرسول كفر بمرسله.

"{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [سورة مريم:64]، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [سورة الشعراء:192-194]، وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب»، ولهذا غضب الله لجبريل على من عاداه فقال تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [سورة البقرة:97] أي من الكتب المتقدمة {وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة:97] أي هدى لقلوبهم وبشرى لهم بالجنة، وليس ذلك إلا للمؤمنين كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [سورة فصلت:44]، وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} [سورة الإسراء:82]."

ومن عند الجمهور من القرآن بيانية، وليست تبعيضية {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [سورة الإسراء:82]، واختار بعضهم أنها تبعيضية بمعنى أن من القرآن ما هو شفاء، ومنه ما هو أحكام، ومنه ما هو آداب، ومنه ما هو عقائد، ومنه ما هو قصص إلى غير ذلك، لكن الجمهور على أنها بيانية وليست تبعيضية.

"ثم قال تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلائِكَتِهِ} [سورة البقرة:98]."

من يقول: تبعيضية يقول: لو جيء لشخص من أهل القرآن ليرقي شخصًا فقرأ عليه آية الدين و{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [سورة المسد:1] يناسب للرقية؟

طالب: .........

ما هو؟

طالب: .........

على المريض، تبت على المريض، على كل حال الخلاف موجود، ولن ينقطع، وجمهور أهل العلم على أنها بيانية، وأن القرآن كله شفاء، وهو كذلك، هو شفاء، لكن منه ما هو شفاء للأبدان، ومنه ما هو شفاء للقلوب، ومنه ما هو.. إلى آخره، فكله شفاء.

"ثم قال تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [سورة البقرة:98] يقول تعالى: من عاداني وملائكتي ورسلي ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر كما قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} [سورة الحـج:75] وجبريل وميكال، وهذا من باب عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة ثم في عموم الرسل، ثم خَصَّصَنا بالذكر.."

خُصِّصَا.

"ثم خُصِّصَا بالذكر؛ لأن السياق في الانتصار لجبريل وهو السفير بين الله وأنبيائه، وقرن معه ميكائيل.."

وعطف العام على الخاص أو الخاص على العام يفيد الاهتمام بشأن الخاص والعناية به؛ لأنه ذكر مرتين، مرة في العام، ومرة بانفراد.

"وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم، وميكائيل وليهم، فأعلمهم الله تعالى أن من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر وعادى اللهَ أيضًا؛ لأنه أيضًا ينزل على.."

ولأنه..

"ولأنه أيضًا ينزل على الأنبياء بعض الأحيان كما.."

قرن.

"كما قُرن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ابتداء الأمر، ولكن جبريل أكثر، وهي وظيفته، وميكائيل موكل بالقطر والنبات، وهذاك بالهدى، وهذا بالرزق، كما أن إسرافيل موكل بالصور للنفخ للبعث يوم القيامة، ولهذا جاء في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام من الليل يقول: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم»، وقد تقدم ما حكاه البخاري ورواه ابن جرير عن عكرمة وغيره أنه قال: جبر وميك وإسراف عبد، وإيل الله.."

عبد أم عبيد؟

عبد.. جبر وميك وإسراف عبد..

هو تقدم عبد نعم..

"وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: إنما كان قوله جبرائيل كقوله: عبد الله وعبد الرحمن، وقيل: جبر عبد وإيل الله. وقال محمد بن إسحاق عن الزهري عن علي بن حسين قال: تدرون ما اسم جبريل من أسمائكم؟ قلنا: لا، قال: اسمه عبد الله، قال: فتدرون ما اسم ميكائيل من أسمائكم؟ قلنا: لا، قال: اسمه عبيد الله، وكل اسم مرجعه إلى إيل فهو إلى الله -عز وجل-.

 قال ابن أبي حاتم: وروي عن عكرمة ومجاهد والضحاك ويحيى بن يعمر نحو ذلك، ثم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني عبد العزيز بن عمير قال: اسم جبريل في الملائكة خادم الله، قال: فحدثت به أبا سليمان الداراني فانتفض وقال: لهذا الحديث أحب إليَّ من كل شيء في دفتر كان بين يديه.."

طالب: .........

فانتفض..

طالب: .........

"وفي جبريل وميكائيل لغاة.."

وكتبه مناسب وكتبه في دفتر أو أنه أراد أن يفضل هذا على جميع ما في هذا الكتاب ما نحتاج كتبه.

"وفي جبريل وميكائيل لغات وقراءات تذكر في كتب اللغة والقراءات ولم نطوِّل.."

ذكر القرطبي في جبريل عشر لغات، وفي ميكائيل ثمان.

"ولم نطوِّل كتابنا هذا بسرد ذلك إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه، وبالله الثقة، وهو المستعان.

وقوله تعالى {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [سورة البقرة:98] فيه إيقاع المظهر مكان المضمر.."

وإلا فالأصل أن يقال: فإنه.

"حيث لم يقل: فإنه عدو، بل قال: فإن الله عدو للكافرين، كما قال الشاعر:

لا أر الموت يسبق الموت شيء
 

 

 سبق الموت ذا الغنى والفقير
 

والأصل أن يقول: لا أر الموت يسبقه شيء.

طالب: .........

ما هو؟

طالب: .........

سبق الموتُ..

طالب: .........

المقصود أن.. وهو سبق سابق ما يفوته أحد.

"وقال الآخر:

ليت الغرابُ غداة..............
 

 

 ..........................
 

الغرابَ..

ليت الغرابَ غداة ينعب دائمًا
 

 

 كان الغراب مقطع الأوداج
 

وإنما أظهر الله هذا الاسم هاهنا؛ لتقرير هذا المعنى وإظهاره وإعلامهم أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدو له، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة كما تقدَّم في الحديث «من عادى لي وليا فقد آذنته بالمحاربة»، وفي الحديث الآخر «إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرْب».."

الحَرِب.

"«كما يثأر الليث الحرِب».."

يعني مبالغة مبالغة مثل حذِر ومثل..

"وفي الحديث الصحيح «من كنت خصمه خصمته»."

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...