تعليق على مقدمة المؤلف (12)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيه مبحث سبق عن الأحرف السبعة والمراد بها قال في القول الثالث يقول إن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة لقول عثمان إن القرآن نزل بلغة قريش وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب كما نطق بذلك الحديث في سنن ابن ماجه وغيره الحديث غير مخرّج في الطبعات مخرّج عندك يا شيخ؟ أذكر أنه غير مخرّج في القول الثالث.

طالب: ...................

إيه ما كان مخرج هو في سنن ابن ماجه هنا في كتاب الحدود باب من نفى رجلا من قبيلة قال رحمه الله حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حماد بن سلمة ح وحدثنا محمد بن يحيى قال قال حدثنا سليمان بن حرب ح وحدثنا هارون بن حيان قال أنبأنا عبد العزيز بن المغيرة قالا حدثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيضم هيضم وهيصم شفه يا أبو عبد الله مسلم يقول عن مسلم بن هيصم هيضم بالضاد ما أدري والله.

طالب: ...................

مسلم.. الثاني.. عن الأشعث بن قيس قال أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وفد كِندة ولا يروني إلا أفضلهم فقلت يا رسول الله ألستم منّا؟ فقال نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا قريش هم بنو النضر بن الحارث نحن بنو النضر بن كنانة.

طالب: ...................

بالضاد؟

طالب: ...................

قريش بنو النضر بن الحارث على الصحيح كما نطق بذلك الحديث في سنن ابن ماجه ابن ماجه وغيره هنا يقول نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا قال فكان الأشعث بن قيس يقول لأوتى برجل نفى رجلا من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد في الزوائد هذا إسناد صحيح رجاله ثقات لأن عقيل بن طلحة وثقه ابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم يعني هل النضر بن الحارث هم بنو النضر بن الحارث.

طالب: ...................

إيه إيه لأنه يقول وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره لكن هل النضر بن الحارث المذكور في تفسير ابن كثير هو النضر بن كنانة المذكور في سنن ابن ماجه؟

طالب: ...................

يُنظر في نسب النضر يجيبه الجهاز عندك شف الحديث رقم ألفين وستمائة واثنا عشر في سنن ابن ماجه، جزاك الله خير، بارك الله فيك. سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"نزول السكينة والملائكة عند القراءة وقال الليث حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن الحضير قال: بيناه هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريب منها".

في البخاري في البخاري إذ جالت الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكت الفرس لعله سكن الفرس أو سكنت الفرس لكن الذي عندنا فسكت فسكنت في الموضعين.

"وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه فلما أخره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال «اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير» قال فأشفقت أن تطأ يحيى وكان منها قريبًا فرفعت رأسي وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال «أوتدري ما ذاك؟» قال لا قال «تلك الملائكة دنت لصوتك لو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم» قال ابن الهاد.."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الترجمة.. أما بعد:

فالترجمة التي ذكرها الإمام ابن كثير رحمه الله هي ترجمة الإمام البخاري إلا أنه يحذف كما تعودنا من تراجمه السابقة لفظ الباب وتبع الإمام البخاري في ذكر السكينة وإن كان لا ذكر لها في الحديث إنما المذكور في الحديث الملائكة ولذا يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله كذا جمع بين السكينة والملائكة ولم يقع في حديث الباب ذكر السكينة ولا في حديث البراء الماضي في فضل سورة الكهف ذكر الملائكة فلعل المصنف كان يرى أنهما قصة واحدة وكلاهما لأسيد بن حضير كأنه يراهما قصة واحدة فلذلك جمع السكينة مع الملائكة وإلا حديث الباب يدل على الملائكة فقط وحديث الذي تقدم في فضل الكهف هذا في ذكر السكينة فجمع بينهما الإمام البخاري وأشار بالترجمة إلى ذلك الحديث كعادته قد يذكر في الترجمة لفظ ليس فيما ذكر تحت الترجمة ما يدل عليه لكنه يشير من بعيد إلى ما جاء في بعض روايات الحديث أو في بعض ما يتعلق بالقصة ولو كانت عند غيره قال ابن بطال قضية الترجمة أن السكينة تنزل أبدا مع الملائكة يعني من لازم نزول الملائكة نزول السكينة فلا نحتاج إلى ما تقدم بمجرد أن يثبت نزول الملائكة يثبت تبعا لذلك نزول السكينة.

قال ابن الهاد..

طالب: ...................

ابن أم سلمة لا، لكن الإشكال أن ابن كثير أرجعنا وعزا الحديث إلى ابن ماجه.

طالب: ...................

لكن في نظره في نسبه ما يوجد ابن الحارث أبدًا؟ لا جد أعلى ولا أدنى ولا..؟

طالب: ...................

النضر بن كنانة بن.. يعني في سلسلة نسبه يوصي أهل العلم بذكر بحفظ نسبه -عليه الصلاة والسلام- كاملا وأشار إلى هذا النووي وغيره لماذا؟ لأنك إذا حفظت نسب النبي -عليه الصلاة والسلام- وأردت مثلا نسب أبي بكر تحفظ منه إلى أن يلتقي بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وتترك الباقي إذا أردت نسب عمر رضي الله عنه إلى الآخر تحفظ إلى أن يلتقي.. أي صحابي تحفظ من نسبه أو أي شخص تحفظ من نسبه إلى أن يلتقي بنسبه -عليه الصلاة والسلام- ثم ترتاح.

طالب: ...................

يعني ما فيه الحارث.

"قال ابن الهاد وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خبّاب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن الحضير هكذا أورد البخاري هذا الحديث معلقا".

في البخاري في الموضعين بدون (ال) أسيد بن حضير ووجود (ال) هذه التي يسمونها (ال) من أجل لمح الصفة لمح الأصل مثل عباس والعباس عباس والعباس لا يُحتاج إليها لا تفيد تعريف لأن الاسم علم هذا ما يحتاج إليها لكن تلمح فيها الصفة الأصلية إذا أردت أن تحيل إلى الصفة الأصلية التي هي من المعنى العبوس مثلا قلت العباس يسمونها (ال) لمح الصفة أو لمح الأصل فهي من هذا النوع يجوز حذفها عبد الله بن عباس وعبد الله بن العباس ما فيه فرق.

هكذا أورد البخاري هذا الحديث معلقًا.

ولا يعتبر من فوارق النسخ أو من باب الإخلال في أمانة النقل أو من شيء من هذا سواء ذكرت (ال) أو حذفت.

"وفيه انقطاع في الرواية الأولى فإن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني تابعي صغير لم يدرك أسيدا لأنه مات سنة عشرين وصلى عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم فيه غرابة.."

لم يدرك أسيد لأنه مات قبل عمر وقد روى عن عمر حديث الأعمال بالنيات بواسطة عَلقمة بن وقاص ما روى عنه حديث الأعمال بالنيات مباشرة وإنما روى عنه بواسطة علقمة بن وقاص مادام ما أدرك عمر وما سمع من عمر مباشرة فلأن لا يدرك أسيدا من باب أولى.

"ثم فيه غرابة من حيث إنه قال وقال الليث حدثني يزيد بن الهاد ولم أره بسند متصل عن الليث كذلك إلا ما ذكره الحافظ أبو القاسم أبو القاسم بن عساكر في الأطراف أن يحيى بن عبد الله بن بكير رواه عن الليث كذلك".

الحافظ ابن حجر رحمه الله قوله وقال الليث وصله أبو عبيد في فضائل القرآن يعني يحيى بن بكير عن الليث بالإسنادين جميعا أبو عبيد أقدم من ابن عساكر فالعزو إليه أولى.

"وقد رواه الإمام أبو عبيد في فضائل القرآن فقال وحدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير عن الليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أسيد بن عن أسيدِ بن حضير فذكر الحديث إلى آخره ثم قال قال ابن الهاد وحدثني عبد الله بن خباب عن أبي سعيد عن أسيد بن حضير بهذا وقد رواه النسائي في فضائل القرآن عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب عن شعيب بن الليث وعن علي.."

شعيب..

عن الليث..

الطبعات الثانية.

"عن شعيب بن الليث وعن علي بن محمد بن علي عن داود بن منصور كلاهما عن الليث عن خالد بن.."

نعم أخرجه النسائي من طريق شعيب بن الليث وداود بن منصور كلاهما عن الليث عن خالد بن يزيد إلى آخره صحيح..

"كلاهما عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله وهو ابن الهاد عن عبد الله بن خبّاب عن أبي سعيد عن أسيد به ورواه يحيى بن بكير عن الليث كذلك أيضا فجمع بين الإسنادين ورواه في المناقب عن أحمد بن سعيد الرباطي عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مِرْبَده الحديث ولم يقل عن أسيد ولكنّ ظاهره أنه عنه والله أعلم".

والفرق بينهما أنه إذا قال عن أسيد صارت القصة متصلة لأنه يروي القصة عن صاحبها وإذا قال عن أبي سعيد أن أسيد فالفرق بينهما أنه يحكي قصة ويبقى النظر فيه هل هو شاهدها أو لم يشاهدها إذا رواها عن صاحبها ما فيه إشكال تكون متصلة وإذا روى تحدث عن القصة من تلقاء نفسه واحتمال أن يكون حضرها أو لم يحضرها تصير الاتصال والانقطاع مجرد احتمال مبني على الإدراك بين الراوي والمروي عنه وسلامة الراوي من التدليس مع أن الراوي صحابي هنا على كل حال الفرق بين الإسناد المعنعن والمأنن مثل ما ذكرنا أنه إذا رواه عن صاحب القصة ما فيه إشكال تكون متصلة وإذا حكى القصة وهو لم يشهدها لأن أسيد متقدم جدا وأبو سعيد من صغار الصحابة لكنه أدرك بلا شك مع ذلك يقال الحافظ ابن كثير ولم يقل عن أسيد لكن ظاهره أنه عنه لأن الصحابي ثقة ما فيه احتمال تدليس أو إسقاط أو ما أشبه ذلك الذي يظهر مثل ما قيل في عن محمد بن الحنفية عن عمار أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مر به عن عمار هنا محمد بن الحنفية روي القصة عن صاحبها فهي متصلة وفي بعض الروايات عن محمد بن الحنفية أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مر بعمار فهو يروي قصة لم يشهدها حكم عليها أهل العلم بالانقطاع وزعم بعضهم أن السبب في تفريق الأئمة بين اتصال الطريق الأول وانقطاع الطريق الثاني هو تغيير الصيغة وأن عن تدل على الاتصال وأن تدل على الانقطاع هذا الكلام ليس بصحيح ولما قرر ذلك الحافظ ابن الصلاح رحمة الله عليه في علوم الحديث ونسب ذلك إلى أحمد ويعقوب بن شيبة رد عليه الحافظ العراقي في ألفيته قال:

كذا له ولم يصوب صوبه
 

 

 .......................................
 

يعني ما أدرك السبب الدقيق في التفريق في سبب التفريق عند الأئمة بين الاتصال والانقطاع أنه لا لمجرد الصيغة أنه إذا روى القصة عن صاحبها انتهى الإشكال لكن أنت لو تروي عن شيخ لك قصة يمكن أنت ما ولدت تقول أن فلانًا تقصد شيخك حصل له كذا وكذا أنت ما أدركتها فهي منقطعة لكن لو تقول عن شيخي فلان أنه هو حدثك عن هذه القصة فرق بينهما.

طالب: ...................

نفس الشيء هذا الذي أشار إليه الحافظ ابن كثير ولكن ظاهره أنه عنه ويبقى الاحتمال لكن ما الذي يرجح الاحتمال الثاني كون القصة في صحيح مسلم ومن شرطه الاتصال.

"وقال أبو عبيد حدثني عبد الله بن صالح عن الليث عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك عن أسيد بن حضير أنه كان يقرأ على ظهر بيته يقرأ القرآن وهو حسن الصوت ثم ذكر مثل هذا الحديث أو نحو مثل هذا الحديث أو نحوه".

لكن كونه يقرأ القرآن على ظهر بيته والفرس بجواره ويحيى أيضا ما هو بعيد منه وخاف عليه من من الفرس يعني على ظهر البيت عن سطح البيت الفرس في سطح البيت والا..؟! أو يحتمل أنه تأثر وإن كان بعيد عنه.

طالب: أو قد يكون ظهر البيت ما هو بلازم...

خلفه يعني.

طالب: ...................

المربد الحوش ظهر البيت المتبادر أنه السطح يعني أو الخلف.

طالب: ظهرة الأرض يسمونها خلف الأرض ظهر الأرض أو ظهرة الأرض...

والله الاحتمال قائم ومع ذلك لا يمنع ولو كان يقرأ في السطح التأثير الملائكة نزلت لسماع القرآن والفرس تأثر وهو في الأرض ما فيه إشكال إن شاء الله.

طالب: ...................

ما هي مسألة قريبة المسألة هو تأثر من نزول الملائكة الفرس بغض النظر عن عن القارئ في الظهر أو في البطن.

"وحدثنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير قال قلت يا رسول الله بينا أنا أقرأ  البارحة بسورة فلما انتهيت إلى آخرها سمعت وجبة من خلفي حتى ظننت أن فرسي تطلق فقال رسول الله «اقرأ أبا عتيك» مرتين قال فالتفتُّ فرأيت إلى أمثال المصابيح ما بين السماء والأرض فقال رسول الله «اقرأ أبا عتيك» فقال والله ما استطعت أن أمضي فقال «تلك الملائكة تنزلت لقراءة القرآن أما إنك لو مضيت لرأيت الأعاجيب» وقال.."

حتى ظننت أن فرسي تطلق يعني من وثاقها أو من الطلق الذي هو قبل الولادة يقول سمعت وجبة من خلفي حتى ظننت أن فرسي تطلق تطلق من وثاقها يعني سهل يعني ما فيها قد تطلق بدون صوت.

طالب: ...................

والذي معه أصوات يكون معه صوت.

طالب: ...................

على كل حال ما يترتب عليه شيء سواء كان هذا أو ذاك.

"وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته تركض أو قال فرسه يركض فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة فذكر ذلك لرسول الله فقال «تلك السكينة تنزلت للقرآن أو تنزلت على القرآن»".

فإذا مثل..

الضبابة.

عندكم؟

طالب: ...................

أنا عندي مهملة طبعة الشيخ لكن لعلها الضبابة لأنها مثل الغمامة.

"وقد أخرجه صاحبًا الصحيح من حديث شعبة والظاهر أن هذا هو أسيد بن الحضير رحمه الله فهذا مما يتعلق بصناعة الإسناد وهذا من أغرب تعليقات البخاري رحمه الله".

طالب: ...................

يعني في الكهف وفي..

طالب: ...................

لكن استظهار ابن حجر أن البخاري كأنه يميل إلى أنهما قصة واحدة لأن الترجمة جمعت بين السكينة والملائكة.

طالب: ...................

إيه لكن نزلت الملائكة لقراءة سورة البقرة والسكينة لقراءة سورة الكهف فكأنه قصة واحدة لأنه في الترجمة جمع بين السكينة والملائكة.

طالب: ...................

"فهذا مما يتعلق بصناعة الإسناد وهذا من أغرب تعليقات البخاري رحمه الله ثم سياقه ظاهر فيما ترجم عليه من نزول من نزول السكينة والملائكة عند القراءة وقد اتفق نحو هذا الذي وقع لأسيد بن الحضير لثابت بن قيس بن شمّاس".

الغالب الصرف ثابت وأسيد وحماد كلها مصروف.

"وقد اتفق نحو هذا الذي وقع لأسيد بن الحضير لثابتِ بن قيسِ بن شمّاس كما قال حدثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم عن عمه جرير بن يزيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه أن رسول الله قيل له ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحةُ تزهر.."

البارحةَ.

لم تزل داره البارحةَ تزهر مصابيح قال فلعله قرأ سورة البقرة قال فسئل ثابت فقال قرأت سورة البقرة.

لكن محالة عندكم على البخاري الذي قالوا هذا من أغرب تعاليق البخاري وهذا من أغرب تعليقات البخاري..

طالب: ...................

ما أحيلت.

طالب: ...................

هل ذكر قصة قراءة الكهف حديث أبي داود الطيالسي.

طالب: ...................

في المناقب يعني ما هو في الفضائل إيه متأخر متقدم على هذا متقدم على هذا بكثير طيب لا بأس.

طالب: ...................

على كل الاحتمالات الظاهرة واضح فيما قلنا لكن يبقى أن إذا كان هناك معاني أخرى محتملة.

"وفي الحديث المشهور الصحيح «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم عن أبي هريرة ولهذا قال الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)} الإسراء: ٧٨  جاء في بعض التفاسير أن الملائكة تشهده وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيعرج إليه الذين نزلوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون»".

اللهم المستعان، الحديث «يتعاقبون فيكم ملائكة» مما يذكره النحاة شاهدا على لغة ما يسمى بأكلوني البراغيث وهو واضح يتعاقبون فيكم ملائكة إذا قلنا ملائكة هو فاعل يتعاقبون وإذا قلنا أن الفاعل الواو والملائكة بدل أو بيان له ما صار فيه شاهد.

طالب: ...................

في بيت من بيوت الله لكن قل هل الفضل يشمل غير مدارسة حروف القرآن يعني بدراسة معانيه أو أحكامه أو مدارسة ما يعين ما يعين على فهمه كل هذا داخل في مدارسته.

بتأذن؟

وهاتان الصلاتان الصبح والعصر لهما ارتباط وثيق في الرؤية رؤية الله جل وعلا يوم القيامة فليحرص المسلم على هاتين الصلاتين مع بقية الصلوات الفرائض لكن هاتان الصلاتان «من صلى البردين دخل الجنة» ورد فيهما أحاديث خاصة «إن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها» يعني بعد حديث الرؤية.

سم سم.

"من قال لم يترك النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ما بين الدفتين حدثنا قتيبة قال حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال.."

يعني هذا ابن عباس ومحمد بن الحنفية وهما من آل البيت وفي هذا رد على المدعين تولي أهل البيت من أحاديث ينسبونها زورا وبهتانا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنه خص أهل البيت بها ومنها الوصية ما ترك النبي -عليه الصلاة والسلام- إلا ما بين الدفتين الذي هو المصحف وأما بالنسبة للسنة وهي وحي تركها النبي -عليه الصلاة والسلام- هي تابعة للقرآن موضحة له مبينة له لا ترد على هذا الحصر.

"قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس فقال له شداد بن معقل أترك النبي -صلى الله عليه وسلم- من شيء؟ قال ما ترك إلا ما بين الدفتين قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين تفرد به البخاري ومعناه أنه -صلى الله عليه وسلم- ما ترك مالا ولا شيئا يورث عنه كما قال عمرو بن الحارث أخو جويرية ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شيئًا وفي حديث أبي الدرداء إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذه بحظ وافر ولهذا قال ابن عباس وإنما ترك وإنما ترك ما بين الدفتين يعني القرآن والسنة مفسِّرة له ومبيِّنة وموضحة أي تابعة له والمقصود الأعظم كتاب الله تعالى كما قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} فاطر: ٣٢  فالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لم يُخلقوا للدنيا يجمعونها ويورثونها وإنما خلقوا للآخرة يدعون إليها ويرغبون فيها ولهذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا نُورَث ما تركنا فهو صدقة» وكان أول من أظهر هذه المحاسن من هذا الوجه أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما سئل ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبر عنه بذلك ووافقه على نقله عنه -صلى الله عليه وسلم- غير واحد من الصحابة منهم عمر وعثمان وعلي والعباس وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وأبو هريرة وعائشة وغيرهم وهذا ابن عباس أيضا وهذا ابن عباس يقوله أيضا عنه -عليه الصلاة والسلام- ورضي الله عنهم أجمعين".

لأنه لما توفي -عليه الصلاة والسلام- جاءت فاطمة ومن معها من أهل البيت يطلبون نصيبهم مما تركه النبي -عليه الصلاة والسلام- فبين لهم أبو بكر رضي الله عنه بقوله -عليه الصلاة والسلام- «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» الحافظ ابن كثير نحى إلى هذا المنحى وأن التخصيص هنا والحصر ينفي الإرث المادّي لا الإرث الشرعي المعنوي الذي هو العلم وعلى رأسه كتاب الله ما بين الدفتين الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول قوله باب من قال لم يترك النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ما بين الدفتين أي ما في المصحف وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته وهو شيء اختلقه الروافض لتصحيح دعواهم أن التنصيص على إمامة علي واستحقاقه الخلافة عند موت النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ثابتًا في القرآن وأن الصحابة كتموه وهي دعوى باطلة لأنهم لم يكتموا مثل «أنت عندي بمنزلة هارون لموسى» وغيرها من الظواهر التي قد يتمسك بها من يدعي إمامته كما لم يكتموا ما يعارض ذلك أو يخصص عمومه أو يقيد مطلقه وقد تلطف المصنف في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه وقد تلطف المصنف في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه عن أحد أئمتهم الذين يدّعون إمامته وهو محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب فلو كان هناك شيء شيء ما يتعلق بأبيه لكان هو أحق الناس بالاطلاع عليه وكذلك ابن عباس فإنه ابن عم علي وأشد الناس له لزوما واطلاعا على حاله يعني هل مراد البخاري أن ينفي الإرث المادّي؟ أو مراده أن ينفي ما يدعى من أن القرآن ناقص وذهب كثير منه كما تدعيه الرافضة لا شك أن هذا أولى بالعناية من ذاك هذاك أمر سهل يعني فاطمة جاءت تطالب بإرثها من أبيها وردها أبو بكر بالنص رضي الله عن الجميع لكن المعضلة والمشكلة الكبرى ما يدعى من أن القرآن ناقص أو أن القرآن محرف أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ترك علوم خص بها أهل البيت ونص فيها عليهم وذكر أئمتهم بالتفصيل بعددهم بأسمائهم وهذا محمد بن الحنفية جده علي بن أبي طالب محمد بن الحنفية دخلنا على محمد بن الحنفية بن علي أبي طالب ابن علي بن أبي طالب لكن هنا يقول ومحمد بن الحنفية وابن علي بن أبي طالب فلو كان هناك شيء أحق من أبيه لكان  أحق الناس بالاطلاع عليه كذلك ابن عباس من أهل البيت وهم يوجدون الشقاق والنزاع الموهوم بين آل البيت والصحابة وابن عباس في الحديث المخرج في الصحيحين وغيرهما يقول شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر في البخاري ومسلم والله المستعان وعندهم من الأكاذيب والفراء على النبي -عليه الصلاة والسلام- أسفار ومصنفاتهم فيها طول وفيها كثرة مجلدات المجلس في بحار الأنوار مائة وعشرة أو مائة وعشرين مجلد لكنهم يتضامنون ويتعاونون إذا مات واحد كمل الثاني وهكذا ليظهروا قدرة علمائهم وكذا وأحاديث كلها مختلقة وموضوعة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وصاروا مستند ومعوّل على من أراد أن يهدم هذه الشريعة وأنا رأيت بعيني في إحدى القنوات قس يقرر تحريف القرآن من ألفي وجه وكل هذه الوجوه مأخوذة من الكافي للكليني والبحار للمجلسي وكذا وكذا نسأل الله العافية قدوات لأهل الضلال.

"فضل القرآن على سائر الكلام حدثنا هدبة بن خالد أبو خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة قال حدثنا أنس بن مالك عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها» وكذلك رواه.."

التشبيه في الموضعان في المؤمن الذي يقرأ والمؤمن الذي لا يقرأ من الوجوه المذكورة في الحديث وإلا قد يقول قائل أيهما أهم التمر أو الأترج في حال المسلم؟ إذًا الذي ما يقرأ أهم من الذي يقرأ لا، نقول التشبيه في الذي ذكر في الحديث من حيث الرائحة التمر ما له رائحة الأترج له رائحة.

"وهكذا رواه في مواضع أخر مع بقية الجماعة من طرق عن قتادة به ووجه مناسبة الباب لهذا الحديث أن طيب الرائحة دار مع القرآن وجودًا وعدمًا فدل على شرفه على ما سواه من الكلام الصادر من البر والفاجر ثم قال.."

وجاء التشبيه بالذي في جوفه شيء من القرآن والذي ليس في جوفه شيء من القرآن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب كالبيت الخرب هذا بيت عامر وهذا بيت خراب.

"ثم قال حدثنا مسدد قال يحيى عن سفيان قال حدثني عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رحمه الله.."

ابنَ ابنَ سمعت ابنَ..

"سمعت ابنَ عمر رحمه الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النها على قيراط فعملت اليهود فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عملاً وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئًا؟ قالوا لا، قال فذاك فضلي أوتيه من شئت» تفرد به من هذا الوجه ومناسبته للترجمة أن هذه الأمة مع قصر مدتها فضلت الأمم الماضية مع طول مدتها كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} آل عمران: ١١٠".

الحديث «إنما أجلكم أو مثلكم كمثل من استأجر أجيرًا» إلى آخر الحديث سياقه واضح ومعناه ظاهر واستدل به على أمرين من باب الدلالة التبعية وليست الأصلية ولا دليل فيه على المسألتين المسألة الأولى استدل به الحنفية على أن وقت صلاة العصر يبدأ من مصير ظل الشيء مثليه يقولون لأنه لو كان يبدأ من مصير ظل الشيء مثله لصار العصر أطول من الظهر وهل الحديث سيق لبيان المواقيت؟ الحديث الواضح الظاهر في المواقيت حديث إمامة جبريل وحديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم ووقت صلاة العصر من مصير ظل الشيء مثله إلى غروب الشمس واضح مفسَّر ما نحتاج إلى أن نرجع إلى مثل هذا الحديث الذي لم يسق لهذه المسألة دلالتها الأصلية معروفة وواضحة أنه لبيان فضل هذه الأمة مع قصر مدتها ثم حتى على سبيل التنزل مع كون وقت الظهر ينتهي بمصير ظل الشيء مثله ويبدأ وقت العصر الظهر أطول حتى على هذا في كل زمان ومكان كما قرر ذلك أهل العلم الآن وقت الظهر يمتد إلى ثلاث ساعات وربع في وقتنا هذا ثلاث ساعات وربع والعصر ساعتين ونصف تقريبا فحتى على سبيل التنزل ما فيه دليل كيف نحتاج إلى أن ونلجأ نعم هذا فيه صحيح فيه شيء من دقة الاستنباط والنباهة لكن ما فيه دليل لأن الحديث ما سيق لهذا أو من ينتبه أنه يستخرج الأوقات من هذا الحديث وليس وليست الدقة محمودة في كل مجال يعني إذا هذه الدقة التي يستنبطوه يشكرون ويحمدون على هذه الدقة لكن في مصادمة نصوص صحيحة وصريحة من هذه الحيثية يذمون المسألة الثانية استدل بعضهم استنبط من هذا الحديث أن الساعة تقوم سنة ألف وأربعمائة من أين؟! قالوا إن وقت العصر إذا نظرنا إليه وجدناه خمس النهار خمس النهار من أين صار خمس النهار؟ هو يجي خمس النهار لو نظرنا التقويم؟

طالب: ...............

ما هو؟

طالب: ...............

من الزوال..

طالب: ...............

ما هو؟

طالب: ...............

على كل حال سواء أكثر أو أقل الحديث ما سيق لهذا طيب ثم ماذا إذا كان خمس النهار قال وعمر الدنيا سبعة آلاف وعمر هذه الأمة الخمس يعني ألف وأربعمائة تقوم الساعة سنة ألف وأربعمائة ومثل ما قلنا في المسألة الأولى نقول في هذه المسألة وأن الحديث ما سيق لهذا وإذا قبلنا الاستنباط الأول من وجه مع أنه لا يطابق الواقع فإن مثل هذا لا يقبل بحال لأن قيام الساعة وقتها لا يعلمه إلا الله حتى محمد وجبريل عليهما السلام عليههم الصلاة والسلام وهم أشرف الخلق هذا من الإنس وهذا من الملائكة «ليس المسؤول عنها بأعلم من السائل» كيف نقول ألف وأربعمائة ألف وأربعمائة عدت الحين ما الذي يقوله بعضهم يقول ألف وأربعمائة وسبعة أخذا من بغتة على حساب الجمل تطلع ألف وأربعمائة وسبعة حساب الجمل مأخوذ من اليهود هم الذين يستدلون به كما هو معلوم ومع ذلك لا دليل فيه {أَكَادُ أُخْفِيهَا} طه: ١٥  النصوص كلها دلت على أنه أخفاها حتى قال بعض المفسرين أكاد أخفيها حتى عن نفسي مبالغة في إخفائها عن كل أحد كائنا من كان ثم يأتي من يأتي ممن يزعم المعرفة والدراية والخبرة بالفلك والحساب واحد يقول بعد اثنين ونصف ترليون سنة والثاني يقول بعد سنتين ونصف وهم يقولون علومنا منضبطة ونتائجها قطعية سمعنا هذا نتائجها قطعية كيف نقدم الرؤية مع أن الرائي قد يخطئ رأى شيء يظنه هلال وليس كذلك وحساباتنا ونتائجنا قطعية وهذه الحسابات والنتائج الله المستعان نعم يا شيخ.

"وفي المسند والسنن عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله» وإنما فازوا هذا ببركة الكتاب العظيم القرآن الذي شرفه الله على كل كتاب أنزله وجعله مهيمنًا عليه وناسخًا له وخاتمًا له لأن كل الكتب المتقدمة نزلت إلى الأرض جملة واحدة وهذا القرآن نزل منجمًا بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به وبمن أنزل عليه فكل مرة كنزول كتاب من الكتب المتقدمة ووأعظم الأمم المتقدمة هم.."

عندنا تعليق للشيخ محمد رشيد يقول هذا التعليل لتفضيل القرآن لتفضيل القرآن عليها غير ظاهر بل فضله عليها ذاتي له بفضله وأسلوبه ومعانيه وقد كان بهما معجز للخلق ومكملاً للدين الإلهي فيهم وبغير ذلك من خصائصه وأهل الكتاب لا يسلمون أن التوراة نزلت على موسى جملة واحدة وإنما تلك الوصايا التي كتبها الله له في الألواح وأما سائر خطابه له بشأن التبليغ لفرعون وقومه ولبني إسرائيل فكان تدريجيًا.

"وأعظم الأمم المتقدمة هم اليهود والنصارى فاليهود استعملهم الله من لدن موسى إلى زمان عيسى والنصارى من ثم إلى أن بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- ثم استعمل أمته إلى قيام الساعة وهو المشبه بآخر النهار وأعطى المتقدمين قيراطًا قيراطًا وأعطى هؤلاء قيراطين قيراطين ضعفي ما أعطى أولئك فقالوا أي ربنا ما لنا أكثر عملاً وأقل أجرا فقال هل ظلمتكم من أجركم شيئًا قالوا لا قال فذاك فضلي أي الزائد على ما أعطيتكم أوتيه من أشاء كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} الحديد: ٢٨ – ٢٩".

المحاسبة إنما هي على العدل وأما الفضل فقدر زائد على المستحَق لو أتيت باثنين من العمّال فقلت لهم اعملوا لي هذا الجدار بألف ريال ثم انتهى عملهم فأعطيت كل واحد خمسمائة ثم زدت واحد مائة تكون ظلمت الثاني؟ عطيته حقه كامل أعطيته حقه كاملاً وأما الفضل لا حساب عليه.

كم باقي؟

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.