شرح متن الآجرومية (6)

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

هذا يقول: ما حكم استخدام المسلمين للتاريخ الميلادي؟ وهل استخدام التاريخ الهجري أولى؟

إذا قلنا: إن استخدام التاريخ الهجري أولى معناه يجوز الأمران، استخدام التاريخ الميلادي تقليد وتنكب عن جادة المسلمين، وتشبه بالكفار، ومن أفضل ما كتب في مسألة التشبه ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم، قد لا يستحضر المستعمل التشبه، بل يكون الباعث عليه ماديًّا بحتًا، بعض الشركات يقولون: أنا لا أقصد التشبه بالكفار، لكن يتوفر لي في السنة عشرة أيام زائدة، أستفيد منها في أجور العمال، وفي مدّ العمل أكثر من التاريخ الهجري، لا شك أن هذه مخالفة، لكن هي أسهل على كل حال ممن يريد التشبه ويقلد الكفار، حتى في أخص أحوال المسلمين ما يتميزون به، المنظور إليه عند المسلمين محمد -عليه الصلاة والسلام- وهو أسوتهم وهو قدوتهم، وتعلقهم بهجرته، وارتباطهم بها، أم ميلاد المسيح -عليه السلام-؟

طالب:.......

نعم نحن مأمورون بالإيمان بالأنبياء كلهم، لكن الاقتداء، القدوة هو محمد -عليه الصلاة والسلام-، حتى على القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا، معلوم أنه فيما لم يرد شرعنا بخلافه، وقد ورد شرعنا بخلاف ذلك، فالمتعيّن التاريخ الهجري، إن كان الباعث لاستخدام التاريخ الميلادي الإعجاب بالكفار والاقتداء بهم ومحاكاتهم هذا خطر عظيم؛ لأن ((من تشبه بقوم فهو منهم))وهذا وجه من أوجه التشبه، وإن كان الباعث عليه ماديًّا محضًا من غير نظر إلى هذا فلا شك أنه مخالفة، وعلى الإنسان أن يتوب، وأن يقلع عن هذا الأمر، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

طالب:.......

يعني حكمك حكم المكره، لكن الذي تستطيع أن تنفرد به في معاملاتك الخاصة يتعين عليك، لكن أما ما ترتبط به بدوائر وجهات تتعامل بهذا فأنت في حكم المكره.

ما زال الحديث عن التوابع التي تتبع في إعرابها ما تقدمها من متبوع، وعرفنا السر في جعلها بين المرفوعات والمنصوبات؛ لأنها منها ما هو مرفوع وهو التابع للمرفوع، ومنها ما هو المنصوب؛ لأنه تابع للمنصوب، ومنها ما هو تابع لمجرور، ومنها ما يتبع المجزوم وهكذا، فوضعها هنا مناسب جدًّا، ولو جعلها بعد الجميع بعد المرفوعات والمنصوبات والمجرورات لكان له وجه، مضى من التوابع النعت والعطف، والعطف الذي تحدث عنه عطف النسق، العطف بالحروف، أما العطف عطف البيان فلم يذكره اكتفاءً بالبدل الآتي، يعني كل ما يصلح أن يعرب بدلًا يصلح أن يعرب عطف بيان والعكس، إلا في مسائل ثلاث، والكتاب إنما ألف للمبتدئين، وهذه المسائل الثلاث التي يختلف فيها عطف البيان عن البدل لا تناسب المبتدئين، والمراد بالمبتدئين الذين لم يطرق أسماعهم هذا الفن، وإن كان مستواكم يعني سمعتم وقرأتم وتعلمتم من النحو الشيء الكثير؛ ولذا الإشكال عندنا وهذا نبهنا عليه مرارًا أن طريقة التعليم لهذا الفن أشبه ما تكون بالعقيمة، طريقة التعليم المعاصرة لهذا الفن ليس فيها التدرج المطلوب، على الترتيب وعلى الجادة المعروفة عند أهل العلم، تجد ما يدرس في المرحلة الابتدائية مع الأسف أن مستويات الطلاب لا تحتمل أكثر من هذا في الوقت الحاضر؛ لما شغل به الناشئة من متعلقات ترف الحياة، وراجع أحيانًا شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك وهذا قرأناه في المعهد، بعضهم في المتوسط، وبعضهم في الثانوية، أعجب كيف استطعنا أن نتجاوزها في ذلك الوقت، وأجزم يقينًا أنه يصعب على طلاب الجامعات، فهل سبب ذلك أن التركيب لبني آدم اختلف، أو أن المؤثرات غزت العقول وأشغلتها؟ هو الثاني قطعًا، لأنه يوجد نوابغ بنفس المستوى الموجود سابقًا، وقد يمر ببعضكم في الطبعات القديمة تجدون شرح الكفراوي على الآجرومية، شرح قد لا يطيقه كثير من طلاب العلم، هو مقرر لأولى ابتدائي بالأزهر، السنة الأولى الابتدائي بالأزهر، وشرح القطر في السنة الثانية، وشرح شذور الذهب في السنة الثالثة، وشرح ابن عقيل كاملاً في السنة الرابعة، في الابتدائي، ابتدائي الأزهر، يعني هل تركيب الناس اختلف؟ يعني ضعفت عقولهم؟ ضعف استيعابهم؟ ضعف إدراكهم؟ أبدًا، الشواغل، شغل الناس بغير شاغل، أمور لا قيمة لها، والآن بالكليات تجدهم مرةً يقررون أوضح المسالك فيصعب عليهم، ينزلون شذور الذهب فيصعب عليهم، ينزلون القطر فيصعب عليهم إلى أن صار زادهم زاد الطالب، مؤلف معاصر مأخوذ من أوضح المسالك وموضح للطلاب.

التعليم ما ن ايمكن أن يستوي سوقه على هذه الطريقة الهشّة، ما يمكن، لا بد أن يؤسس ويؤصل التعليم بقوة وإلا ما أدركنا شيئًا، وكون الطالب الصغير لا يستوعب يستوعب، أقل الأحوال يخزن في هذه المرحلة يحفظ، وليفهم فيما بعد، والإشكال أننا لا نقدر الطالب قدره، نعم يوجد ضعاف، يوجد أناس لا اهتمام لهم ولا اكتراث لا هم ولا أولياء أمورهم، لكن كون التعليم يتاح للجميع كما هو الحاصل الآن هذه من ضرائبه، كان التعليم لا يتاح ولا للعشرة بالمائة من الناس، وهؤلاء العشرة بالمائة هم الذين يستطيعون المتابعة، تجدهم هم النابهون الذين عندهم من الحفظ والفهم ما يؤهلهم لمواصلة التعليم، الآن أنت ملزم عندك عشرين ثلاثين طالبًا بالفصل، منهم ثلاثة أو أربعة يستوعبون والباقي ما يستوعب، ويصير على حساب هالمساكين ذولا النابهين الذين بإمكانهم يتجاوزون هذه المراحل ببساطة، فهل الحل أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن ويتاح التعليم للجميع؟ أو يقال: لا يقبل في التعليم إلا من حصل درجة كذا من الفهم والإدراك والحفظ؟ لا هذا ولا هذا، وتصنيف الناس على مستويات بعد، فيه ما فيه، فيه مشقة، يعني لو هناك اختبارات لمن أراد أن يدخل هذه المرحلة، أو يكون هناك مراحل تجريبية لمستويات الطلاب، ولا مانع أن تختصر المدة لمن اتصف بالحفظ والفهم والحزم، يعني بدلاً من أن تكون المرحلة الابتدائية ست سنوات للجميع تصير أربعًا للمتميزين، المتوسط بدل ما هي بثلاث للجميع تصير ثنتين، والثانوي كذلك، وإيش المانع؟ فإذا جرب الطالب سنة ستنين في الابتدائي وعرف مستواه يمكن أن ينقل إلى المرحلة المناسبة له، ينحشر أغبى الناس مع أذكى الناس هذا ظلم، ظلم؛ لأن المدرس يبي يلاحظ هالمسكين الغبي ويصير على حساب الذكي، ولا بد أن يمضي من المدة ستة عشر سنة، هذا الذكي الذي بإمكانه أن يتجاوز هذه المدة بست سنوات، هذه الكتب التي جعلت له، فلا بد من إعادة النظر في التعليم، ويوجد تعليم قوي متين، ولو لواحد في المائة من الناس، ما يلزم أن يكون عشرة بالمائة؛ لأن هؤلاء هم الذين سيحملون العلم في المستقبل، يعني يعوّل على هالغثاء، هذا كله، هذا الذي جعل التعليم يهبط إلى المستوى الذي نشاهده، تعليم هزيل، لا بد من النهوض به، وليس الحل في هذا أن يهبط بمستويات العلوم؟ لا، ليس هذا هو الحل، ثم يكون بعد ذلك التحامل على العلوم الشرعية الصعبة التي لا يدركها الطالب؟ لا أبدًا، العلوم الشرعية موافقة للفطرة، ولما جبل عليه الناس، وأمور عملية يزاولها الناس كل يوم مناسبة جدًّا ولو تضاعف أضعافًا لتحملها الطالب.

المقصود أن إعادة النظر أمر لا بد منه، ويجعل هناك تعليم للمتميزين خاص بهم، يزاد عليهم في الساعات وفي المقررات، وفي مستويات الكتب التي تدرس، وتختصر لهم المدة، ما يلزم أن يجلس الطالب سبعة عشر، ستة عشر سنة يتعلم، وهو بإمكانه أن يتجاوز جميع ما قرر على هذه المراحل بسنتين أو ثلاث، يعني لو خطط تخطيطًا دقيقًا، واعتني بهؤلاء النابهين ليش يجلسون كل هذه المدة ينتظرون زملاؤهم؟...... ما شاء الله المتردية والنطيحة؛ لذلك الحلول تطرح، وكل سنة يعاد النظر في المناهج من أجل أن تساير مستويات الطلبة، ما تساير أبدًا، الطالب طالب، كلما سهل له الأمر زاد كسلاً وخمولًا ونومًا، ولا شك أن هذه ضريبة إتاحة التعليم للجميع، لكن هل معنى هذا أننا نجعل بعض الفئات من الناس من ذكور وإناث عوام لا يقرؤون ولا يكتبون؟ مو بصحيح، التعليم نعمة، هؤلاء يجعل لهم تعليم يناسبهم، وهؤلاء يجعل لهم تعليم يناسبهم، والله المستعان.

يدرس أمورًا لا حاجة له بها، لا حاجة له بها يدرسها، وعارف مصيره، يبي يروح الكليات الشرعية، ويلزم بكيمياء وأحياء وفيزياء ومدري إيش علشان إيش؟....... ورياضيات ثلاثمائة صفحة ما يستطيع الطفل يحمله، والله المستعان.

نقول: إن مثل هذه الأمور لا بد من معالجتها معالجة صحيحة، بحيث يتاح التعليم للجميع، ويصنف الناس، نعم ما يمكن تصنيف الطفل تجيبه في ست سنوات تقول: مستواك كذا، يمكن لا تكتشفه في أول الأمر، خليه يدرس سنة سنتين، وبعد ذلك يكتشف، إذا عرف أن مستواه رديء خله مع التعليم العام الذي للناس كلهم، وخفف عليه، زد في التخفيف عليه، خله يطلع يقرأ ويكتب ويستفيد من هذه الحياة، لكن إذا وجدت طالبًا نابهًا يمكن أن ينفع الأمة سواء كان في أمور دينها أو في دنياها، أمور الدنيا لا تهمل، لا يقال: تهمل أمور الدنيا، هي الزاد المبلغ للآخرة فلا بد من العناية بها، وما يمنع أنهم يدخلون جميعًا ويتحدد مستوياتهم من خلال سنة وسنتين، ثم بعد ذلك يقال: هؤلاء النابهون الذين مستواهم فئة ألف هؤلاء يختصر لهم التعليم، يصير بدل ما هو ستة عشر سنة يمكن يصير ثمان سنوات، أربع وسنتين وسنتين وينتهي، وهؤلاء الضعاف يبقى على ما هم عليه، ويزاد لهم التسهيل، لا يعقدون، لكن ينظر خريج هذه المدرسة وهذا المستوى يعامل معاملة خاصة إذا انتهى، وهذا له معاملة تخصه وتناسبه.

أنا أقول: مثل هؤلاء تلاحظ أمورهم، كم نحن بحاجة إلى عالم يحل مشاكل الناس ويفتيهم وينور طريقهم وسبيلهم، كم الأمة بحاجة؟ أعتني بهذا القدر بل أزيد عليه؛ ولذلك يفتي كثير من أهل العلم بأنه لا يجوز البقاء في البلد الذي ليس فيها عالم يفتيه، فالعناية بهذا الباب أمر لا بد منه، وعلى أي شيء يجعل طالبًا متميزًا حافظة نابغة يجلس عشرين سنة يدرس علشان يتخرج على طريقة يتخرج طالب علم ما يتخرج عالمًا، لكن إذا اعتني بهم وصنفوا وجعلوا فئات لا بد منه؛ لكي ننهض بالتعليم، التعليم الآن مستواه مثلما تشوفون، طلاب الجامعة والله لو قيل: إنهم يعادلون طلاب الابتدائي سابقًا  ما هو بعيد، صحيح، أنا طالعت كتاب (جواب أهل العلم والإيمان) لشيخ الإسلام، يعني تصور طالب جامعة يحسن التعامل مع هذا الكتاب، كتاب فيه صعوبة، نظرت التاريخ الذي اقتنيته به فإذا هو في رمضان سنة (88) وأنا ثاني متوسط، العمر أربعة عشر سنة، يعني هل يتطاول على هذا طالب ثانوي؟ ما يمكن، ولا طالب جامعة، طالب الجامعة المتميز منهم يمكن، لكن وإيش معنى هذا؟ كانوا يأخذون مدرسين من خامس ابتدائي، أخذوا قضاة من المعاهد العلمية، هل معنى هذا أن عقول الناس ضعفت؟ ما ضعفت عقول الناس، لكن لا بد من العناية بهذا الأمر، ولا مانع من أن يقبل الناس كافة بالصف الأول الابتدائي والثاني ثم يميزوا، هذا والله طالب مميز ليش أحشره مع هذا الطالب الغبي؟ ظلم لهذا ولهذا، ظلم للجميع، هذه مواهب من الله -جل وعلا- ما هي بنهائي، ولا يمكن أن تشترى وتباع في الأسواق ما يمكن، تجد المسكين هذا أهله تعبوا وراءه وما حصل شيئًا؛ لأن المقررات فوق مستواه، وهذا يلعب ليل ونهار ومع ذلك على ما عنده من مواهب يتخرج على ضوء هذه المقررات التي يدرسها، التي لوحظ فيها هذا الضعيف، فلا بد من إعادة النظر، والله المستعان.

طالب:.......

على معنىً صحيح وهدفٍ صحيح، الآن لو أي طالب يقرأ في الكفراوي ما يمر مثال إلا ويعربه، لا يمر مثال إلا ويعربه، نحن نفعل هذا أحيانًا، لكن الإعراب حقيقةً من أراد إعراب الآجرومية كل حرف منها معرب في الكفراوي، فليس عندنا طلاب يتجاوبون يقرؤون قبل الحضور، أنا أسأل عن الإعراب لا أحد يجاوب إلا القليل النادر، مشكلة تبي تسأل ناس ما عندهم استعداد ما ينفع، ما ينفع أبدًا، لا بد من الإعداد والاستعداد قبل الحضور، وبقي الآن من التوابع (التوكيد والبدل).

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

"باب التوكيد: التوكيد تابع للمؤكد".

التوكيد بالواو، ويقال بالهمز تأكيد، وبالألف يعني الهمزة المسهلة يقولون: التاكيد، وهي لغات أفصحها الواو، ثم الهمز ثم الألف، يعني مثلما تقول: التأريخ، وهذا هو الأصل، وقد تسهل فتقول: التاريخ، وهو صحيح ليس بخطأ، وأيضًا تقول: التوريخ؛ لأنه من أرخ بالتشديد والتخفيف وأرخ، أرخت الكتاب يعني وقته، أصل التاريخ التوقيت، فيكون كالتوريخ وزنًا ومعنىً، التوقيت، والأصل من الفعل (أرخ أو أرّخ) تأريخًا، فإذا سهلت صارت تاريخًا، وهذا هو الشائع الذائع (تاريخ) بدون همز.

"التوكيد تابع للمؤكد في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه".

تابع للمؤكد، التوكيد الذي هو المؤكد تابع للمؤكَّد في إعرابه، في رفعه، في نصبه، في خفضه.

"ويكون بألفاظٍ معلومة".

بألفاظ معلومة محددة، ليست مجال للاجتهاد.

"وهي النفس والعين وكل".

النفس والعين (جاء محمد نفسُه)، و(رأيت محمدًا نفسَه)، و(مررت بمحمدٍ نفسِه)، و(جاء زيد عينُه)، و(رأيت زيدًا عينَه)، و(مررت بزيدٍ عينِه)، نفسُه ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسَها))حدثت إعرابها؟

طالب:.......

نعم والفاعل؟ مستتر تقديره هي يعود إلى الأمة، هذا فاعل، به: جار ومجرور متعلق بالفعل، وأنفسَها أو أنفسُها تأكيد للفاعل؟ هل هي تأكيد للفاعل فنقول: أنفسُها -يعني الأمة-، أو هو مفعول، فالنفس هي المحدّثة فنقول: أنفسَها؟

الثاني قطعًا، وهذا النص ليس من باب التأكيد (جاء زيد عينُه) وإن كان هذا سابق لأوانه، (جاء زيد عينه) لماذا لا يكون بدل بعض من كل؟ يعني إذا قلت: (أكلت الرغيف نفسَه) بدل بعض من كل، و(جاء زيد نفسُه) لماذا لا يكون بدل بعض من كل؟ لماذا؟

لا يمكن أن تأتي، لكن نصف الرغيف يمكن يؤكل، إذا قلت: (جاء زيد نفسُه) بدل بعض من كل معناه الجاي النفس بمفردها يمكن تجي؟ ما يمكن تجي، (جاء زيد عينُه) إذا كان المقصود بالحكم البدل فهل العين تأتي بمفردها؟ لا يمكن، لا يتصور مجيئها، إذًا هذا تأكيد، وليس بدل بعض من كل.

"وكل وأجمع وتوابعه".

كل وأجمع (أكلت الرغيف كله) الآن المطابقة (جاء زيد نفسُه) نقول: لا بد من اشتمال التأكيد على ضمير يعود إلى المؤكد، في (جاء محمد نفسه)، و(رأيت زيدًا عينَه)، و(أكلت الرغيف كلَّه)، و(شربت الماء أجمعه، أو أجمع) أجمع تحتاج إلى ضمير؟ كمل، وكل وأجمع.

"وتوابع أجمع".

وتوابع أجمع، الآن عندنا من ألفاظ التأكيد النفس والعين وكل وأجمع وتوابع أجمع، أكتع وأبصع وأبتع، فتقول: (جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون) هذه توابع أجمع، طيب أنا بسأل سؤالاً، الطلبة الذين تخرجوا من الجامعة مرت عليهم هذه أو لم تمر؟ هذه المؤكدات مرت ولا ما مرت؟ ما توجد في المطولات إلا في هذا الكتاب، والله ما أدري حتى كلية القرآن، وإيش يدرسون؟ يدرسون أوضح المسالك ما فيها هذه، ما مرت إيش أبصع؟ يتعجبون الطلاب إيش لون تجي هذي؟ هذا المقرر اللبنة الأولى للفن يخفى أمره على كبار الطلاب، يعني ما مر عليهم، بالفعل، يعني جلهم متخرجين من الكليات، بعضهم من الشريعة ومن أصول الدين، بل من اللغة العربية ما مرت؛ لأنه في الابتدائية مستحيل تمر، المعاهد العلمية الذين درسوا ابن عقيل لم يذكرها ابن عقيل، أوضح المسالك ما ذكرت، إذًا متى تذكر؟ هناك مسائل في كافية ابن الحاجب، وهذا الكتاب مهجور في هذه البلاد يمكن يموت الإنسان ما اطلع عليها، وهي من أهم المهمات في هذا الباب، الكافية التي لها من الشروح المئات، يعني رزقت قبول في جميع الأقطار، حتى صار بعض أهل العلم متخصص في تدريسها لا يدرس غيرها في أي علم من العلوم، كافية ابن الحاجب وبس، والنسبة إليها كافيجي، من أين جاءت الكافيجي؟ من أين جاءت الكافيجي؟ بلد وإلا قبيلة وإلا إيش وإلا مهنة؟ من تدريس كافية ابن الحاجب، شافية بن الحاجب في الصرف لا يعرفها كثير من الطلاب، وهي من أهم المهمات في هذا الباب، يحتاج طالب العلم إلى هذه الكتب، ولا يلزم أن تقرأ على شيخ، يعني الشروح موجودة، وطالب العلم يقرأ ويعلق ويحاول يفرغ بعض الشرح المطول يختصره وينتهي الإشكال، إذا أشكل عليه شيء، استغلق عليه شيء يسأل عنه، لا سيما في مرحلة الطلب، يعني مثلما قال عمر -رضي الله عنه وأرضاه-: "تفقهوا قبل أن تسودوا أو تسوّدوا" الإنسان إذا ساد ومسك الأعمال وانشغل بالأسر والارتباطات والتكاليف خلاص ما في فائدة، فما زال عندكم فسحة في الأمر، اعتنوا بهذا الكتاب الذي بين أيديكم، واقرؤوا عليه شرح الكفراوي لتتولد الملكة الإعرابية، وشرح العشماوي فيه من القواعد والضوابط ما لم يذكره الكفراوي ولا غيره، وشرح الشيخ خالد الأزهري وهو شرح متوسط ونفيس، وهناك شرح للرملي شرح طيب جدًّا إضافةً إلى الشروح الأخرى للمعاصرين، الشروح متوافرة، لكن أين من يقرأ؟ ما في أحد يقرأ، ما عندنا ارتباط بهذه المادة، وبغيرها من المقررات من العلوم النافعة إلا في الدراسة النظامية، والدراسة النظامية نعرف الوضع كله، كتب إعراب القرآن، قلنا مرارًا أن طالب العلم يتمرن على إعراب القرآن، وإيش المانع أن الواحد إذا أنهى هذا الكتاب أنه يمسك الفاتحة ويعربها؟ يمسك قصار الصور ويعربها، وهذه ميزة لكتابٍ متن صغير اسمه (الأزهرية في علم العربية) للشيخ خالد الأزهري في آخر الكتاب أعرب قصار السور، طيب كتب إعراب القرآن موجودة، أعرب الفاتحة وقارن بين إعرابك وإعراب.... اختبر إعرابك، إيش المانع؟ وإعراب القرآن ذكرنا من وجوه أولًا: أنه تطبيق لما تعلمه الإنسان في هذا الفن، الأمر الثاني: أن معرفة الإعراب يعين على الفهم، على فهم الآية، كُتُب إعراب القرآن موجودة الآن ومتوافرة وفيها المطول وفيها المختصر كثيرة جدًّا.

طالب:......

الجدول؟....... إيش اسمه؟ لمحمود صافي؟ هذا خمسة عشر مجلد، وفي إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش هذا شامل، هذا عندي هو أرجع من الجدول، في كتب كثيرة في إعراب القرآن، لكن من أحسنها من أكثرها تفصيلًا...... ومن أراد أن يتطاول على البحر المحيط لأبي حيان، أو الدر المصون للسمين الحلبي المطبوع في أحد عشر مجلدًا هذا فيه من الإعراب الشيء الكثير، كتب التفاسير تعنى بالإعراب، لكن الإعراب التفصيلي هو موجود في إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش، وأيضًا الصافي له عناية وفيه تفصيل، لكن هذاك أرجح عندي، الدر المصون متخصص في الإعراب، البحر المحيط هذا تفسير ويولي الإعراب عناية فائقة، أبو حيان الإمام، وذكرنا في ما مضى أنه ذكر في كلمة (أف) المكونة من حرفين، كم ضبط ذكر فيها؟ أربعين ضبط، لهذه الكلمة المكونة من حرفين، الكتب موجودة، لكن نقول: هل من قارئ؟

ابتلي كثير من الناس في مكتباتهم بالأرضة التي تأكلها، عقوبة؛ لأن الأرضة ابتلاء من الله -جل وعلا-، كأنها تقول، لسان حالها يقول: اقرؤوا وإلا قرأت، الكتب التي ما تقرأ تروح، صحيح، كم من إنسان نكب في مكتبته، والله المستعان.

طالب:.......

نعم، ما يمكن كتاب يقرأ فيه ما تتجاوزه، ما تقربه.

"وتوابع أجمع وهي: أكتع وأبتع وأبصع، تقول: (قام زيد نفسه)، و(رأيت القوم كلهم)، و(مررت بالقوم أجمعين)".

من يعرب المثال الأول؟ (قام زيد نفسُه وإلا نفسَه؟) أو (أطر زيد نفسَه أو نفسُه؟) تجي؟

طالب:.......

كيف يجوز؟ أطر يعني حملها على الحق، مفعول به، مثل ما حدثت به أنفسها، ننظر إلى المعنى الذي سيق من أجله هذا الكلام، فالإعراب تابع للمعاني، المثال الثاني....

طالب:.......

رأيت: رأى فعل ماضي، طيب.

طالب:.......

جيد.

طالب:.......

طيب، توكيد للقوم؟ توكيد المنصوب منصوب مثله، كل مضاف، نعم، الآن التوكيد هل التوكيد يكون للمعرفة وإلا للنكرة؟

طالب:.......

في تعريفه؟ ألا يمكن تعريف النكرة؟ النكرة سواء كانت محدودة أو غير محدودة هل تقول: صمت شهرًا كلَّه؟ أو لا يمكن؟ أو التأكيد خاص بالمعارف؟ لأن جميع ألفاظ التوكيد معارف، والمعارف لا تؤكد النكرات، إذًا صمت شهرًا كلَّه، تجي وإلا ما تجي؟ عند البصريين ما تجي أبدًا، لكن يجيزها الكوفيون، مثاله: من شواهد العربية؟ الذي يقول:

يا ليتني كنت صبيًا مرضعًا

 

تحملني الذلفاء حولًا أكتعا

يعني حولاً كاملاً، حولًا هذا نكرة، لكنه محدود معلوم الطرفين، والتأكيد بـ"كل" يأتي لمتعدد الأجزاء، هل يمكن أن يأتي لغير متعدد الأجزاء، تقول: (رأيت زيدًا كله) تجي وإلا ما تجي؟ (رأيت زيدًا كله؟) احتمال تشوف نصفه؟ هم يقولون: لا بد أن يكون متعدد الأجزاء، أو الفعل متعدد الأجزاء، اشتريت العبد كله؟ لأن الفعل يتجزأ، يمكن تشتري نصفه، وتشتري ربعه، فتؤكد المتعدد منه، أما ما لا تتعدد أجزاؤه فلا يمكن تأكيده، تأكيده بكل، ولا أجمع، لكن يؤكد بعينه، بنفسه، ممكن، المثال الثالث: بالقوم أجمعين من يعرب؟

((وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعين)) إعرابها؟ هنا حال وإلا توكيد؟

طالب:.......

توكيد لأي شيء؟ يعني المؤكد قعودًا؟ يمكن تأكيد قعودًا؟ أولًا: من طبيعة الحال أنه لا بد أن يكون نكرة، فكيف تؤكد النكرة وهو يقول: يوافقه في تعريفه من أول الأمر، فتوكيد لأي شيء؟ لأنه يروى: ((أجمعين)) ويروى: ((أجمعون)).

طالب:........

لا، لا، إذا كان نصبه حالاً، النصب على الحالية، حال، هو حال أيضًا، حال بعد حال، كلها أحوالها، وإذا قلنا: ((أجمعون)) فهو مؤكد لإيش؟ لضمير الجمع: (صلوا) صلوا أجمعون، نعم، هذا الأصل، هذا هو الأصل، وجاء على خلافه: (إذًا ظللت الدهر أبكي أجمعا) في البيت السابق يقول:

يا ليتني كنت صبيًا مرضعًا
إذا بكيت قبّلتني أربعًا

 

تحملني الذلفاء حولًا أكتعا
إذًا ظللت الدهر أبكي أجمعا

فأكد بـ(أكتع) من غير أن تسبقها (أجمع) {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}[(73) سورة ص] هذا هو الأصل، لكن يمكن أن يؤكد بـ(أجمعين) من غير أن يسبقها (كل) مثلما تقدم في الحديث {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[(82) سورة ص] فيجوز التأكيد بـ(كل) وبدونها، والتأكيد أيضًا الأصل فيه بالتوابع بعد المتبوع الذي هو (أجمع) وقد تنفك عنه، لكن الأصل أن تسبق بـ(أجمع).

توكيد لفظي ومعنوي، الذي ذكرناه معنوي، والتأكيد اللفظي تكرار اللفظ فتقول: (زيد زيد قام) أو (قام قام زيد) وتؤكد أيضًا الحرف، (لا لا) تؤكد: (نعم نعم) هذه كلها تأكيد لفظي، وفي أمثلة كثيرة على التأكيد اللفظي:

.............................................

 

أتاكِ أتاكِ اللاحقون احبسي احبسي

طيب (الله أكبر الله أكبر) تأكيد وإلا ما هو تأكيد؟

تأكيد لفظي؟! يعني هل قولنا: (الله أكبر الله أكبر) مثل قولنا: (قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة) وقول الرجل لزوجته: (طالق طالق طالق) هل يستوي معناها فيما إذا أراد التكرار أو أراد التوكيد؟ نعم، إذًا: الله أكبر الله أكبر هل يريد تأكيد الجملة الأولى، أو يريد إنشاء تكبير جديد لكي يحصل على أجره؛ لأنه إذا أكد هو ما يريد إلا مرة واحدة، والثانية تأكيد من باب التأكيد على ما تقدم، فالله أكبر الله أكبر لا شك أنه إنشاء لذكر جديد، وليس من باب التوكيد، أما قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة هو تأكيد.

يعني ما الفائدة من قولنا: قد قامت الصلاة، هل يتعبد بها؟ أو من أجل أن ينادى أو يؤذن الحاضر بإقامة الصلاة، إذا كان القصد هذا لماذا لا نقولها مرة واحدة وتكفي؟ نؤكد، هذا تأكيد بلا شك.

التأكيد اللفظي يأتي باللفظ نفسه، ويأتي بالمرادف، فتقول: قعد جلس زيد، هذا تأكيد بالمعنى، وإذا قلت: نافع ثقة ثقة، هل هو مثل لو قلت: نافع ثقة فقط؟ أو ثقة ثقة أقوى؟ لا شك أن التكرار يفيد التوكيد أقوى، وكذا لو قلت ثلاث مرات أقوى من مرتين، إلى أن وصل الحد بهم إلى أن قال: تسع مرات، ثقة ثقة ثقة.... إلى تسع مرات، ويمكن أنه بعد ما وقف وإلا انقطع نفسه؟.

طالب:.......

والله ما أدري أنه الشعبي أو واحد آخر، المقصود أن التأكيد كما يأتي باللفظي يأتي بالمرادف.

التأكيد بالاتباع إذا قلت: فلان ثقة ثقة، لا شك أن هذا تأكيد، فلان ثقة نقة، هذا إتباع لكنه في الوقت نفسه تأكيد، يقولون: فلان ضعيف نعيف، هذا إتباع لكنه أيضًا يفيد التوكيد.

التأكيد باللفظ المغاير كما إذا قلت: فلان ثقة ثبت، هذا تأكيد لكنه بلفظٍ مغاير، هل نقول: إن الثبت هو الثقة؟ يكون مرادفًا؟ بينهما مغايرة، وإذا قلت: زيد عدل ضابط، تأكيد وإلا ما هو تأكيد؟ أو تعدد خبر؟ الضبط غير العدالة، إذًا يكون من باب تعدد الخبر.

ومن يك ذا بتٍ فهذا بتي

 

مصيفٌ مقيضٌ مشتي

تعدد الخبر.

طالب:.......

في إيش؟ إيش المانع؟ إيش تقول؟ ما قلنا: ثقة ثقة ثقة تسع مرات؟ يجوز إيش المانع؟ ويكون هذا أقوى مما أؤكد مما هو دونه وأرفع التعديل ما كررته. 

...........................................
كأوثق الناس وبعدها ما

 

وأرفع التعديل فيما قالـوا
 كرره لفظًا أو التزاما

أما عدل ضابط لا شك أنه من باب تعدد الخبر؛ لأن العدالة تختلف اختلافًا كليًّا عن الضبط، أما ثقة ثبت، الثقة هو العدل الضابط، والثبت إن قلنا: هو العدل الضابط صار من باب التأكيد بالمراد مثل: (جلس وقعد زيد).

"باب البدل، إذا أبدل اسم من اسم".

البدل وهو الأخير من التوابع التي تتبع في إعرابها الأسماء التي تقدمت عليها.

يتبع في الإعراب الأسماء الأُوَل

 

نعتٌ وعطفٌ وتوكيدٌ وبدل

"أو فعل من فعل تبعه في جميع إعرابه".

نعم إذا أبدلت اسم من اسم أو فعل من فعل تبعه في جميع إعرابه، فإذا قلت: (جاء زيد أخوك)، و(رأيت زيدًا أخاك)، و(مررت بزيدٍ أخيك) تبعه في إعرابه رفعًا ونصبًا وجرًا.

وإذا أبدلت فعلًا من فعل، ماذا تقول؟ {يَلْقَ أَثَامًا}[(68) سورة الفرقان] {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}[(69) سورة الفرقان] هذا بدل، بدل فعل من فعل، الأول المبدل المجزوم والبدل مثله مجزوم؛ لأن كونه يلق أثامًا هو مضاعف له العذاب.

"وهو أربعة أقسام"

أربعة أقسام، البدل أربعة أقسام: بدل الكل من كل، وبدل البعض من كل، وبدل الاشتمال، وبدل الغلط.

"بدل الشيء من الشيء، وبدل البعض من الكل، وبدل الاشتمال، وبدل الغلط، تقول: (جاء زيد أخوك)، و(أكلت الرغيف ثلثه)، و(نفعني زيد علمه)".

و(نفعني زيد علمه) الإعراب؟ المثال الأول؟

طالب:.......

إيه لأن عندك إعراب أنت؟ ما عندك إعراب؟ الكتاب الذي معك ينفع؟ أو ما تقرأ؟ طيب، جيد، هذا المثال الأول، بدل كل من كل؛ لأن زيد هو أخوك، ما ينقص منه شيء.

المثال الثاني: (أكلت الرغيف ثلثه) أكلت: فعل وفاعل، والرغيف: مفعول به منصوب، ثلثه: بدل بعض من كل، ألا يمكن أن يرد بدل كل من بعض، يرد وإلا ما يرد؟ الآن عرفنا المثال على بدل البعض من الكل، يجي العكس وإلا ما يجي؟

طالب:......

طيب (أكلت الرغيف ثلثه) نفس الشيء، أنت ما أكلت الرغيف كاملاً.

تفضل المثال الثالث: (نفعني زيد علمه) الكل من البعض؟ نعم هو لو قلنا: أنه يأتي الكل من البعض، وأنه أخبر عن أكله ثلث الرغيف كله، أقرب ما يكون إلى الإضراب، لكن مثل هذا يرد حتى على العكس، بدل البعض من الكل، يرد عليه هذا؛ لأن الواقع واحد، الواقع أحد الأمرين: إما الثلث أو الكل.

طالب:......

نعم، جيد، وعلمه: بدل، بدل بعض وإلا كل؟ بدل اشتمال، إيش الفرق بين بدل البعض وبدل الاشتمال؟ البعض جزء، والاشتمال الوصف، الذي يشتمل عليه المؤكد، فيختلف هذا عن هذا.

طالب:......

وشو؟ نون الوقاية، هذه نون الوقاية.

"ورأيتُ زيدًا الفرس، أردت أن تقول".

رأيت زيدًا الفرس، إعرابها؟

طالب: بدل غلط.

بدل غلط، كأنك أردت الفرس فسبق لسانك إلى زيد فصححت، لا تريد أن تخبر عن زيد، عن رؤية زيد، أنت ما رأيت زيدًا، إنما رأيت الفرس، فتقول: رأيت زيدًا، وبعض الناس مبتلى بسبق اللسان، بعض الناس مبتلى بسبق اللسان، صحيح هذه آفة، هل معنى البدل الغلط هذا هو الإضراب؟ يعني يصلح أن تعطف بـ(بل)، رأيت زيدًا بل الفرس، إيش الفرق بينهم؟

يعني الفرق بينهما أن الغلط ليس في نيته أن يذكر الغلط، يعني جاء الغلط مجرد سبق لسان، أما الإضراب في نيته أن يذكر المضرب عنه، ثم ينتقل منه إلى غيره، بدا يعني ظهر له.

"أردت أن تقول: رأيت الفرس فغلطت فأبدلت زيدًا منه".

الفرق كل ما يصلح أن يكون بدلاً يصلح أن يكون عطف بيان والعكس، إلا في المسائل التي نص عليها.

وصالح لبدلية يُرى
وغير بشرٍ تابع البكري

 

في غير نحو يا غلام يعمرا
................................................

ثلاث مسائل ذكرها، راجع الألفية وشراحها، وإذا أشكل شيء اسأل، جيد؟

طالب:.......

إيه، جزاك الله خيرًا.

يقول: شخص ارتكب معصية وكان مغضبًا فهل أنصحه؟

نعم، إذا ارتكب معصية ينكر عليه بالأسلوب المناسب المحقق للمصلحة الذي لا يترتب عليه مفسدة، فإذا ارتكب معصية فينصح، يبين له أن هذا حرام، وأنه معرض نفسه لعقوبة الله -جل وعلا-، لكن إذا كان غضبه قد يحمله على أن ينطق بما هو أعظم من ذلك، كلمة كفر مثلًا، مثل هذا يترك حتى يهدأ.

يقول: ما تعليقكم على هذا الكلام: من رأيي أن نتعلم لمحاربة القوم بما يفهمون في الإعلامية، في التكنولوجيا، ونتفقه في ديننا أيضًا؟

الأصل أن المسلم خلق لعبادة الله -جل وعلا-، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[(56) سورة الذاريات] فإذا احتاج إلى أمرٍ من الأمور النافعة في الدنيا فلا مانع أن يتعلمها على أن لا تكون على حساب الدين، فإذا أراد أن يتعلم ما يدفع به شر الأشرار فالأمور بمقاصدها، فيكون في حكم المجاهد -إن شاء الله تعالى-، إذا أراد أن يذب عن دين الله وعن المسلمين.

يقول: أنا أعجمي أحب أن أتعلم العربية، ما هي الطريقة السهلة لتعليم اللغة العربية مع أني أسكن في أوروبا -والحمد لله- متمسك بدين الإسلام، وبأي كتب اللغة العربية تنصحون؟

ما في بداية لتعلم العربية والمقصود بها بالدرجة الأولى النحو مثل هذا الكتاب الصغير الآجرومية، كتاب على صغر حجمه حوى ما لم يحوه غيره من المختصرات، بل يوجد فيه ما لا يوجد فيه في المطولات أحيانًا، فهو كتاب نفيس ونافع، وتقرأ عليه الشروح، ويراجع عليه المشايخ، ثم بعد ذلك إذا أتقنه الطالب حفظه وقرأ عليه الشروح فرغ عليه الأشرطة، وراجع أهل العلم فيما يشكل عليه ينتقل إلى القطر مع شرحه، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الألفية، وإن قدم على الألفية يعني على القطر الكافية، كافية ابن الحاجب، ثم القطر، ثم بعد ذلك إن أراد أن يقرأ في الملحة، ملحة الإعراب للحريري، كتاب نفيس جدًّا، وهو أقل من الألفية في عدد الأبيات.

يقول: هو يعمل مصمم مواقع، يصمم مواقع انترنت، وتقدمت لجهةٍ من الجهات بعرضٍ لتصميم موقع لهم، والشخص المسؤول طلب مني عمولة في مقابل أن يعطيني العقد؟

هذا الشخص الذي طلب العمولة إن كان يعمل في الشركة نفسها، في الجهة نفسها فهذه هي الرشوة، إذا كان هذا الشخص المسؤول الذي طلب العمولة يعمل في الجهة التي عرض عليها الأمر فهذه هي عين الرشوة، وهذا هو الذي يظهر من السؤال فلا يجوز لك أن تعطيه شيئًا، فقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي والرائش.

يقول: بخصوص ما وصل من بعض النساء ومطالبتهن بتولي المناصب الوزارية والدخول في مجلس الشورى، فما واجب طلبة العلم والدعاة؟

على كل حال هذا الأمر بين أهل العلم وبين المسؤولين وواجب طلبة العلم أن يبلغوا من تبرأ الذمة بتبليغه من أهل العلم الذين يصلون إلى المسؤولين بالأساليب المناسبة بالرفق واللين واحترام المشايخ وتقديرهم، والله المستعان.

يقول: كثر في وسط الشباب نغمات الجوال؟ نغمات الجوال بأذان أو قراءة قرآن أو غير ذلك؟

على كل حال النغمات الموسيقية محرمة، وفيها فتوى صادرة من اللجنة الدائمة للإفتاء، وإذا وضع المنبه أذان على أن لا يتعبد به، ولا يكون كاملًا، أذان كامل مشابه للأذان الذي ينادى به للصلاة، يعني لو اقتصر على بعضه من أجل التنبيه فهو ذكر، لكن الذي يخشى أن يتصل أحد وأنت في مكان غير مناسب لأن يذكر اسم الله -جل وعلا- فيه، مثل هذا لا ينبغي، يعني يلزمك أن تقفل هذا الجوال؛ لئلا يتصل أحد وأنت في الدورة مثلًا تقضي حاجتك، وحينئذٍ لا يجوز ذكر الله -جل وعلا- في هذا الموضع، فإذا كان الإنسان يرغب في أن يكون المنبه أذانًا هذا شيء طيب وهو ذكر، لكن ينبغي أن يصان عن الأماكن غير اللائقة.

يقول:

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم

 

ولو عظموه في النفس لعظما

يقول من القائل؟

هو الشريف الجرجاني في أبيات له سبعة أو ثمانية أبيات طيبة.

مر بالدرس بدل الكل من البعض، الكل والبعض وغير، أكثر أئمة اللغة على منع دخول (أل) على هذه الألفاظ، الكل، البعض، الغير، جمهور أهل التحقيق من أهل العربية منع دخول (أل) على هذه الألفاظ، وأجازها بعضهم واستعملوها بكثرة، وأظن المجمع، مجمع اللغة العربية جوز الغير، وإن كان الأصل فيها المنع؛ لأنها لا تتعرف ولا تستفيد، لا تستفيد لأنها مغرقة في العموم والإبهام.

المنصوبات التي عددها المؤلف بعد أن أجملها رقمًا، من يذكرها تفصيلًا؟ كم عدتها؟ خمسة عشر، وتفصيلها أربعة عشر، ترك واحدًا وهذا الواحد مفعول (ظن) المنصوب على نزع الخافض.

اللهم صل على محمد وعلى آله.

الشراح كلامهم طويل في تكملة العدة، منهم من أدرج بعض الأنواع في بعض، وفرق توابع الأربعة والأمر سهل، على كل مراد المؤلف لذكر العدة إجمالًا لكي يضبط الطالب حفظه، فإذا نقص شيئًا راجع نفسه، كما أشرنا سابقًا، ومضى الكلام على المفعول به من المنصوبات، يليه المصدر الذي هو المفعول المطلق، وإن كان بين المصدر والمفعول المطلق عموم وخصوص يجتمعان في المصدر الذي هو ثالث تصريف الكلمة المنصوب، ويفترقان في المصدر ثالث تصاريف الكلمة المرفوع فهو مصدر وليس بمفعول مطلق، والمصدر بالمرادف، المصدر المعنوي وهو مفعول مطلق وليس بمصدر للفعل نفسه، عند من يقول بأنه منصوب بنفس الفعل، والذي يقول: إنه منصوب بفعل مقدر يرد هذا الكلام، وقلنا: إن الأولى أن يبدأ به، في المنصوبات؛ لأنه مفعول مطلق، مطلق من أي شيء؟ مطلق من المتعلق، مطلق لا يتعلق به جار ومجرور، بخلاف المفعول به، يتعلق به الجار والمجرور، بخلاف المفعول له، ولأجله، والمفعول معه، وهكذا.

"باب المصدر: المصدر هو الاسم المنصوب الذي يجيء ثالثًا في تصريف الفعل".

المصدر: هو الاسم المنصوب، وهل كل مصدر منصوب؟ (يعجبني ضربك زيدًا) هذا إيش؟ مصدر لكنه مرفوع، وهو الاسم المنصوب، كيف منصوب والمصدر يأتي مرفوعًا؟ و(عجبت من ضربك زيدًا) يأتي مجرور، وهو أيضًا كما ذكر يأتي منصوبًا، فالإيراد على قوله: الاسم المنصوب مصدر، المصدر الصريح اسم، والمصدر المؤول من أن وما تدخل عليه من الأفعال ليس باسم، (يعجبني أن تضرب زيدًا) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، هل نستطيع أن نقول إن هذا اسم؟ ليس باسم، وإن كان مؤولًا بمصدر، الاسم المنصوب يرد على قوله: المنصوب أنه قد يأتي مرفوعًا وقد يأتي مجرور المصدر، المفعول المطلق يأتي مجرورًا وإلا مرفوعًا أو دائمًا منصوب؟ دائمًا منصوب؛ ولذا يقولون: الأولى أن يكون العنوان المفعول المطلق؛ لكي يطابق التفصيل الإجمال الداخل في المنصوبات، يرد أيضًا في قوله المنصوب أن هذا حكم، وإدخال الحكم في الحد، منتقد كما تقدم مرارًا، فالانتقاد في هذه اللفظة من وجهين أن المصدر قد يأتي منصوبًا وقد يأتي غير منصوب، والأمر الثاني أنه إدخال الحكم في الحد وهذا منتقد، الذي يأتي ثالثًا لتصريف الكلمة، ثالث تصاريف الكلمة، الفعل المتصرف، أو المادة المتصرفة أول تصريفها الماضي، ثم المضارع، ثم المصدر، كما تقول: (ضرب يضرب ضربًا) فضرب الأول هو الماضي، ويضرب هو المضارع، والثالث هو المصدر، ضرب يضرب ضربًا، أكل يأكل أكلًا، عقل يعقل عقلًا ومعقولًا كما تقدم، قال بعض أهل العلم: إن معقول بمعنى العقل وهو مصدر، وسيبويه يقول: أبدًا، لا يأتي المصدر على زنة اسم المفعول، ويبقى اسم مفعول، هل هناك فرق بين أن تقول المعقول والمنقول، وبين أن تقول: العقل والنقل؟ كتاب لشيخ الإسلام ابن تيمية جاءت تسميته بهذا وهذا، (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول)، أو العكس أو موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، والكتاب نفسه هو (درء تعارض العقل والنقل) فالمعقول والمنقول هو العقل والنقل، لا مانع أن يطلق اسم المفعول ويراد به المصدر، لكن يبقى أنه اسم مفعول؛ ولذا سيبويه لا يرى أن مثل هذا يكون مصدرًا، هو اسم مفعول يراد به ما يراد بالمصدر، قد يأتي المصدر ويراد به اسم المفعول، الحمل، حملت المرأة تحمل حملًا، هذا المصدر يراد به اسم المفعول، المحمول في بطنها، في أحشائها، في جوفها، لكن يبقى أن الحمل مصدر، وإن أريد به اسم المفعول {حِجَابًا مَّسْتُورًا}[(45) سورة الإسراء] هذا وإيش يصير؟ مستور؟ اسم مفعول، لكن يراد به اسم الفاعل، ساتر، يراد به اسم الفاعل وهكذا.

يبقى الوزن على ما هو عليه، ويطلق عليه ما يستحقه في زنته، وإن أريد به غير ذلك، ظاهر وإلا ما هو ظاهر؟ يأتي ثالثًا في تصاريف الكلمة، الآن عندكم فعل ومصدر، أيهما الأصل؟ عندكم (ضرب يضرب ضربًا) فهل المصدر الأول أو الثالث؟ نعم، على الخلاف المعروف عند البصريين والكوفيين عند الكوفيين الأصل الفعل، والمصدر مشتق منه، وعلى هذا بناء المواد في كتب اللغة، المواد في كتب اللغة مبدؤهما من أول تصاريف الكلمة الذي هو الماضي، ما يبدؤون من أصل المادة الذي هو المصدر، وعرفنا أن مذهب الكوفيين أن الأصل هو الفعل، ومذهب البصريين المصدر هو الأصل، وهو الذي يرجحه ابن مالك.

بمثله أو فعلٍ أو وصفٍ نصب 

 

وكونه أصلًا لهذين انتخب

يعني رجح، كونه هو الأصل للفعل أو المشتق، لماذا لا يكون، ما دام هو الأصل، هو الأول في تصاريف الكلمة، لماذا لا يكون هو الأول في تصاريف الكلمة؟ تقول: الضرب هذا الأصل، أصل الكلمة الضرب، يشتق منه ضرب يضرب، ضارب ومضروب، ما هو الأصل أن الأصل يقدم على فروعه؟

طالب:.......

مراعاة الزمن؟ مراعاة الوزن ظاهرة، وهم جروا على هذا، هم يبدؤون بالماضي ثم المضارع ثم المصدر، لكن لا شك أن المصدر غير مقترن بزمن، بينما الفعل مقترن بزمن مضى أو بزمن حاضر أو مستقبل، تعتريه أحد الأزمنة الثلاثة، لكن كونه لا يلاحظ فيه الزمن عن المصدر هل هذا يقتضي تأخيره أو تقديمه؟

طالب:.......

نعم، تقديمه.

.............................................

 

وكونه أصلًا لهذين انتخب

يعني هو المنتخب، وهو المرجح، وهو الراجح، يعني مذهب البصريين أرجح من مذهب الكوفيين، لماذا؟ يقولون: لأن الفرع يشتمل على الأصل وزيادة، الفرع لا بد أن يشتمل على الأصل وزيادة، إذا جئنا إلى الحقائق، الألفاظ بحقائقها الثلاث الشرعية واللغوية والعرفية، وجدنا أن الأصل هو الحقيقة اللغوية، ثم تأتي الحقيقة الشرعية لتزيد على ما في الأصل من قيود، تزيد على الحقيقة اللغوية قيود، إذا قلنا: الصلاة أصلها حقيقتها اللغوية الدعاء، وحقيقتها الشرعية الدعاء وغير الدعاء، الإيمان الأصل فيه التصديق أو اليقين، جاءت الحقيقة الشرعية فزادت قيود، المقصود أن الفرع يشمل الأصل وزيادة، فشمل ما في الأصل الذي هو المصدر، المصدر الأول الأصل، الفرع الفعل، شمل ما في الأصل وهو الحدث ضرب وزيادة الاقتران بالزمن، فجعلوه أصلًا لهذا.

"نحو: ضرب يضرب ضربًا وهو على قسمين: لفظي ومعنوي".

(يضرب يضرب ضربًا) لفظي ومعنوي، يعني نظير ما يقال: المتواتر منه اللفظي ومنه المعنوي، فإن كان بلفظه وإلا فالمعنوي، القسمة المتصورة في التقسيم كم ثلاثية وإلا رباعية؟ رباعية، الاتفاق في اللفظي والمعنوي، الاتفاق في المعنى دون اللفظ، العكس، لكن هل يتصور اتفاق في اللفظ دون المعنى؟ ما يتصور؟ الاختلاف في اللفظ والمعنى، هذا تمام القسمة، تمام القسمة رباعية، الاتفاق في اللفظ والمعنى وهذا هو اللفظي، الاتفاق في المعنى دون اللفظ وهذا المعنوي، الاختلاف في اللفظ والمعنى لا يدخل أصلًا، الاختلاف في المعنى دون اللفظ قد لا يتصور، لو تأتي بجملة مطابقة لجملةٍ أخرى بحروفها، مع اختلاف المعنى، يصير وإلا ما يصير؟ لا، أنا أريد كلام محبوك من جملة أو جمل يتفق لفظه ويختلف معناه، وإلا فالمتفق لفظًا المفترق معنىً موجود، كلمات، ألفاظ مفردة موجود، لكن هل يوجد جمل تتفق ألفاظها وتختلف معانيها؟

طالب:.......

(طرق الباب) صحيح؟، يعني يقول: (ما طرق الباب؟) (كلمتني وكلمتني) صحيح، جملتان تتحدان في اللفظ تختلفان في المعنى، اللفظ واحد، ما يختلف بحركة ولا بشيء، ولا بحركة، لا (كلمتني وكلمتني) صحيح، لكن نحن نريد مثالاً لما نحن بصدده، الآن المصدر اللفظي (ضرب زيد عمرًا ضربًا) ضرب ضربًا، هذا لفظي، اتفق معه في لفظه ومعناه، الحروف موجودة والمعنى واحد، المعنوي (قعد جلوسًا)، أو (جلس قعودًا) هذا معنوي، معنوي على القول بأن الناصب للمصدر الفعل المذكور فيكون من باب المصدر المعنوي، لكن على القول الآخر بأن الناصب له فعل مقدر من لفظه فيقول: (جلس وقعد قعودًا)، وهذا يتصور عند من ينفي الترادف في اللغة، جلس من إيش؟ من قيام، وقعد؟ من اضطجاع، قعودًا، هذا عند من ينفي الترادف.

طالب:.......

ها وإيش فيها؟ صحيح...... المثال، {وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}[(46) سورة التوبة] ....... إلى تأويل هذه، هو ما يلزم، لكن هناك فروق دقيقة بين الألفاظ، بين القعود والجلوس وغيرها من الألفاظ، فروق دقيقة قد لا تدرك، قد يطلقها الإنسان ويريد المرادف، لكن (الفروق في اللغة) كتاب نفيس لأبي هلال العسكري، أوجد فروقًا بين كلمات لا يتصور الإنسان أن بينها فرق، الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري.

أقول: الإمكان أو التقدير هنا يرد على من ينفي الترادف، وإلا من لا ينفي الترادف، ويقول: إن الترادف موجود، وإيش اللي يمنع أن يكون منصوبًا بالفعل المذكور ويكون معنويًّا وليس بلفظي؟ ما فيه ما يمنع، أما اختلافها في صورة الكتابة فهذه مسألة اصطلاحية بحيث لو كتبت بطريقةٍ واحدة ما هو خطأ عند ما يقول: إن الكتابة تتبع اللفظ، اللفظ واحد، طيب (كلما) مفصولة وإلا ما فصلت؟

طالب:.......

هو ما يختلف المعنى......، لكن الكتابة، هناك من يقول: إنها تكتب مجتمعة، وهناك من يقول: لا بد من فصل الكلمتين، صورة الكتابة هذه مسائل مختلف فيها، يبقى أن اللفظ يعني العرب ما كانوا يكتبون، يسمعون، كلمتني وكلمتني، نقول: هذا ما هو بصحيح هذا الكلام؟ السياق، السياق يدل عليه، لكن لا يمنع أن تكون الجملتان متحدتين في اللفظ دون المعنى، وهما جملتان، نقول: هذا الظاهر، لفظي ومعنوي.

"فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظي، نحو: قتلته قتلًا، وإن وافق معنى فعله...".

قتلته قتلًا، هذا وافق، قتل يقتل قتلًا، ويستوي في ذلك ما إذا كان ساكن الوسط، أو متحرك الوسط، قتلًا ساكن، فرح يفرح فرحًا، هذا لفظي وإن تحرك وسطه، والأول أيضًا لفظي وإن سكّن وسطه، لكن (افرح الجذل) الجذل هو الفرح، لفظي وإلا معنوي؟ هذا معنوي.

"وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي نحو: (جلست قعودًا)، و(قمت وقوفًا) وما أشبه ذلك".

وهذا عند من يقول بأن العامل في المصدر الفعل المذكور، والذي يقدر للمصدر عامل من لفظه لا يرد عنده هذا، العامل في المصدر هو الفعل المذكور، وهو جرى على أن العامل في المصدر هو الفعل المذكور وإلا ما هو معنوي، إذا قدرنا فعل من لفظه، جلست قعودًا، أو قعدت قعودًا، أو قمت ووقفت وقوفًا ما صار معنويًّا، صار لفظيًّا.

"باب ظرف الزمان وظرف المكان".

الآن ما الذي تحرر في الفرق بين المصدر والمفعول المطلق؟ قلنا: إن بينهما عمومًا وخصوصًا، مطلق أو وجهي؟ نعم، وجهي وإلا مطلق؟ يعني هل كل مصدر مفعول مطلق؟ أو هل كل مفعول مطلق مصدر؟ أو يجتمعان في شيءٍ ويفترقان في شيء؟ إذًا المصدر منه المرفوع والمنصوب والمجرور والمفعول المطلق منصوب باضطراد، يجتمعان في المصدر المنصوب، المصدر المنصوب مفعول مطلق، لكن المصدر المرفوع أو المجرور مصادر وليست مفاعيل، المصدر ما ينوب عن المفعول المطلق، ضربته كل الضرب، أو بعض الضرب، أو ضربته عشرين سوطًا، هذه إيش؟ تجي مصادر؟ لا، تدخل في المفعول المطلق ولا تدخل في المصادر، المقصود أن بينهما عمومًا وخصوصًا وجهيًّا.

"باب ظرف الزمان وظرف المكان".

ظرف الزمان هو اسم الزمان المنصوب بتقدير في.

الظرف هو الوعاء، هذا في الأصل؛ ولذا يقولون في تعريف الآنية، الآنية عند أهل العلم تعريفها: الظروف والأوعية، وهذا مما تتفق فيه الحقائق الثلاث، الإناء حقيقته اللغوية الوعاء، حقيقته الشرعية هو الوعاء، حقيقته العرفية هو الوعاء، تجتمع فيه الحقائق الثلاث، لغةً وشرعًا وعرفًا الوعاء، فالظرف هو الوعاء، وينقسم الظرف إلى قسمين: ظرف زمان، وظرف مكان، ويسمى المفعول فيه، و(في) هذه هي الدالة على الظرفية.

"ظرف الزمان: هو اسم الزمان المنصور بتقدير (في) نحو: اليوم والليلة وغدوةً".

بس، نحو: اليوم والليلة، ظرف الزمان ما تضمن معنى (في) مما دل على الزمن، نحو اليوم والليلة، حكمه النصب، (قدمت اليومَ) باضطراد حكمه النصب؟ مضطرد وإلا غير مضطرد؟ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[(3) سورة المائدة] لكن إذا قلت: (يومُ الجمعة يومٌ مبارك) صار مبتدأ وخبر، يومُ الجمعة يومُ مبارك، هذا ليس بظرف،

طالب:.......

نعم هو خرج بتقدير (في). طيب، ((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))لماذا؟ مبني على الفتح، في محل جر، لماذا بني؟ ما نقول كيومِ؟ إيش المانع من جره؟ لأنه أضيف إلى جملةٍ صدرها مبني، صح؟ أضيف إلى جملةٍ صدرها مبني، فيبني على الفتح، وهو في محل جر.

"وغدوة وبكرةً".

اليوم وليلة وغدوة وبكرة وعشية، هذه كلها ظروف زمان، سواء كانت محصورة أو غير محصورة، فاليوم محصور من إيش؟ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، فإذا قلت: صمت يومًا أو صمت يومَ الجمعة، واعتكفت ليلةً أو اعتكفت ليلةَ الجمعة، ماذا نقول عن يوم وليلة؟ سواء أضيف أو لم يضف؟ منصوب وإلا ما هو منصوب؟ منصوب على إيش؟ على الظرفية؛ لأنه بتقدير (في).

(ينزل الرب -جل وعلا- عشية عرفة) هذا ظرف؛ لأنه بتقدير (في).

"وبكرةً وسحرًا وغدًا".

بكرةً، سحرًا، أصيلًا، عشيًا، سحرًا.

"وغدًا".

إذا أريد بالسحر يوم بعينه أو أطلق؟ متى يكون ظرفًا؟ إذا قلت: آتيك سحر يوم الجمعة، أو آتيك سحرًا من غير تحديد؟ كلاهما ظرف، هو إذا سلم من الجار، أو لم يقع مسندًا أو مسند إليه، فإنه منصوب، إذا قلت: سحرُ يوم الجمعة سحرٌ مبارك، وعشيةُ يوم عرفة عشيةٌ فاضلة، تختلف؛ لأنك لم تقدر (في).

"وعتمةً وصباحًا ومساءً".

عتمة، العتمة متى تكون؟ وقت العشاء.

"وصباحًا ومساءً وأبدًا وأمدًا وحينًا".

وأبدًا، صباحًا ومساءًا مثلما تقدم، بكرة وعشيةً وغدوةً وأبدًا، مثاله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[(65) سورة الأحزاب] وهذا التأبيد هل معناه أنه لا ينخرم فيستمر إلى ما لا نهاية؟ {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}[(95) سورة البقرة] معناه أنهم تمنوه وإلا ما تمنوه؟ {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}[(77) سورة الزخرف] وأمدًا: أمد، الأبد بدون تحديد، والأمد له نهاية، له نهاية لكنها غير محددة، فإذا حلف ألا يزور زيدًا أبدًا، أو حلف ألا يزوره أمدًا، فإذا حلف ألا يزور زيدًا أبدًا يحنث إذا زاره، وإذا حلف ألا يزوره أمدًا ينتظر أمد، مدة ثم يزوره.

طالب:.......

ما في خروج، ما هم منها بمخرجين، خالدين، لكن لن يتمنوه أبدًا؛ لأن (لن) منهم من يرى أنها تقتضي النفي المؤبد ولو لم تقترن بها أبدًا، منهم من يقتضي أنها للنفي المؤبد ولو لم تقترن بلفظ التأبيد {لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا}[(73) سورة الحـج] هذا فيه احتمال أنهم يخلقون ذباب في المستقبل؟ ما في احتمال أبدًا، لكن يقول بهذا الزمخشري وأمثاله، من أجل قوله -جل وعلا-: {لَن تَرَانِي}[(143) سورة الأعراف] وهو ينفي الرؤية، رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة؛ ولذا ابن مالك يقول:

ومن رأى النفي بلن مؤبدًا

 

فقوله انبذ وسواه فاعضدا

فإذا كانت لا تقتضي التأبيد مع لفظ التأبيد {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} فبدونه من باب أولى.

"وحينًا ووقتًا وما أشبه ذلك، وظرف المكان: هو اسم المكان المنصوب بتقدير (في) نحو: أمام...".

كلاهما ينصب بتقدير (في) ظرف المكان وظرف الزمان ينصبان بتقدير (في) بتقدير (في) لماذا لا نقول: إنهما منصوبان بنزع الخافض؟ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[(3) سورة المائدة] تقديره: في اليوم، أو في هذا اليوم، حذف الخافض الذي هو (في) المقدرة فانتصب.

طالب:.......

نعم نزع الخافض لا بد أن يكون مسبوقًا بفعل؟ هذا مشترط؟ أو لا بد من فعلٍ يتعدى بالحرف، ثم يحذف الحرف فينتصب الفعل بعده؟ إذا قلت: (أزورك الليلة) إيش نقول هذا؟ على كلامك؟ تقدم فعل والفعل يتعدى للأول بدون حرف، وللثاني بالحرف، وإيش الفرق؟ الباب إذا كان له تسمية عند العرب فالتزام هذه التسمية هي الأصل؛ ليختص كل نوعٍ باسمه الخاص، وإذا أمكن ضم بعض الأبواب إلى بعض، فالتزام ما التزمته العرب وأهل الاصطلاح أولى، وهو الأصل، الآن عندنا من أنواع علوم الحديث المرسل والمعضل والمعلق والمنقطع، يجمعها كلها الانقطاع، لماذا لا نقول: كلها منقطعة، المرسل نقول: منقطع، والمعضل منقطع، كلها منقطعة، وبدل ما هي أربعة أقسام تصير قسم واحد؟ نقول: تخصيص أهل الاصطلاح كل نوع باسمٍ خاص لا شك أنه له وجهه، وأيضًا له حكمته عندهم، له سببه.

"نحو: أمام وخلف وقدام ووراء".

أمام وخلف، وقدام ووراء، بمعنى أمام وخلف، ويمين وشمال، وفوق وتحت، هذه يقال لها: الجهات كم؟ الست، جهات ست ما  في، الجهات ست.

"وعند ومع وإزاء وحذاء وتلقاء وهنا وثمّ وما أشبه ذلك".

هذه كلها ظروف، ظروف مكان، الجهات الست، ضع الكتاب فوق الرف، تحت السقف، يمين العمود، يسار الصف، أو شمال الصف، شِمال أو شَمال؟ شِمال يقابل اليمين، وشَمال يقابل الجنوب، فهذه ظروف مكان تنصب بتقدير (في) ظروف مكان تنصب بتقدير (في) لكن إذا حذف المضاف إليه مع نيته في الجهات الست مثلًا، يكون حكمها البناء على إيش؟ على الضم، يكون حكمها حكم قبل وبعد، فإذا حذف المضاف إليه ونوي معناه يكون حكمها حكم قبل وبعد، تبنى على الضم، بخلاف ما إذا أضيفت أو قطعت عن إضافة من غير نية.

طالب:......

نعم، {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ}[(7) سورة الشرح] جواب الشرط.

طالب:.......

وين؟ تريد أنها هي العامل بإذا؟ أو العامل بإذا محذوف يفسرها المذكور؟ تنصب إذا فرغت؟ راجع راجعوا التفسير، راجعوا كتب التفسير التي تعنى بالإعراب، وكتب إعراب القرآن وتجد الشرح.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"
هذا يسأل يقول: ظرف الزمان والمكان ينصبان بتقدير (في) لماذا لا نقول: أنهما منصوبان بنزع الخافض؟

أقول: لهما تسمية عند العرب، والعلماء أعربوهما بالنصب على الظرفية، وتخصيص كل باب باسمٍ خاص أولى من دمج الأبواب بعضها في بعض، مثلما نظرنا في أنواع الانقطاع، قلنا: إن هناك شيء اسمه انقطاع، سقط من السند، وهذا الانقطاع يشمل المرسل والمعضل والمعلق والمنقطع، يشملها جميعًا الانقطاع، المرسل منقطع، المعضل منقطع، المعلق منقطع، المنقطع الذي خصوه بهذا الاسم منقطع، وهو ما عدا ما ذكر، قد يقول قائل: لماذا لا تجمع هذه الأنواع الأربعة تيسيرًا على الطالب بوصفٍ أو باسمٍ عام يشملها؟ يقال: كونهم يخصصون كل بابٍ باسمه الخاص لا شك أن له علة عندهم، له سبب عندهم، والله أعلم.