شرح كتاب التوحيد - 60

نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد –رحمه الله تعالى-: "باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} الآية [الأعراف:190].

قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسمٍ مُعبدٍ لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.

وعن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- في الآية قال: لما تغشَّاها آدم حملت، فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتُطيعني أو لأجعلن له قرنِي".

قرنَي.

"أو لأجعلن له قرنَي أيل، فيخرج من بطنك فيشقه".

بطنكِ.

"فيخرج من بطنكِ فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما، سمِّياه عبد الحارث، فأبيا أن يُطيعاه، فخرج ميتًا، ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يُطيعاه، فخرج ميتًا، ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله –عزَّ وجلَّ-: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف:190] رواه ابن أبي حاتم.

وله بسندٍ صحيحٍ عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته.

وله بسندٍ صحيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} [الأعراف:190] قال: أشفقا أن لا يكون إنسانًا، وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.

فيه مسائل:

الأولى: تحريم كل اسمٍ مُعبدٍ لغير الله.

الثانية: تفسير الآية.

الثالثة: أن هذا الشِّرك في مجرد تسميةٍ لم تُقصد حقيقتها.

الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النِّعم.

الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...

فيقول المؤلف –رحمه الله تعالى- الإمام المُجدد في كتاب التوحيد، يقول: "باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} الآية [الأعراف:190]" الولد سواءٌ كان ذكرًا أو أنثى من أعظم نِعم الله {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:46]، والنِّعم تحتاج إلى شُكر، فمن يُقابل النِّعم بكفرها بالشرك فهذا ماذا يستحق؟ يستحق العقوبة والعذاب الشديد {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].

فهذه النِّعم من الله –جلَّ وعلا- سواءً كانت الولد وهي من أعظم النِّعم، الذكر والأنثى كلاهما من نِعم الله –جلَّ وعلا- وإن كان عموم الناس أو غالب الناس يُفضلون الذكر عن الأنثى، لكن من رُزِق الإناث ينظر إلى من حُرِم الجميع، فيعرف قدر نعمة الله عليه، وكم من بنتٍ جاءت بالبركات على أهلها، وكم من شيخٍ وعجوز عاشا في بيت بنتهما نعرف من هذا أمثلة، ليس لهم إلا هذه البنت، وعاشا عندها عيشةً هنية، فالإنسان طريقة العرب وتأذِّيهم من البنات وأنفتهم منهم وخوفهم من العار بسببهن هذا شيء، لكنه ليس من الإسلام في شيء.

المقصود أنه يأتي صالحًا، وعائشة –رضي الله عنها- إذا بُشِّرت بولادة أحدٍ من أقاربها ما تسأله: ذكر أم أنثى، تسأل سوي أم غير سوي؟  

{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا} الآية [الأعراف:190] يعني سويًّا، والصلاحية أعم من أن تكون في الدنيا أو ما يعم الآخرة أيضًا، لكن هذا الوقت وقت الإتيان الصلاحية في أمور الدنيا أو في البدن بالذات أقرب منها إلى الصلاحية في الجملة، لكن اللفظ يحتمل.

سواءٌ كان وقت الإتيان كما يقتضيه الشرط {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ} الآية [الأعراف:190] أو ما يتعقب ذلك من صلاحٍ في الدين يأتي الولد الصالح لوالديه، ثم تكون هذه النعمة في صلاح الولد تُقابل بالمعاصي، وتربية الولد على ما يُناقض هذا الصلاح أو ينقض هذا الصلاح؛ لأن بعض الناس من شفقته على ما يزعم على ولده أن يؤمِّن له كل ما يحتاج بما في ذلك ما فيه ضرره، كثير من الأمور التي تؤمَّن للأولاد يصير المنبت حسنًا وشابّا مستقيمًا في مُقتبل عمره، وفي حلقات التحفيظ، ومحافظًا على الصلوات، وليس له رفقاء سوء، ثم يكون الوالد سببًا في ضياعه، بما يؤمنه له من ملاذ الدنيا وشهواتها.

فشُكر النعمة أن تحرص على سقي هذا الغرس الطيب بما يزيده، والولد الصالح نفعه ظاهر في حياتك وبعد مماتك، وفي الحديث الصحيح «إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَ» منها «أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» غير الصالح ما ينفعك في شيء، والأمثلة في بيوت الناس بكثرة، بل يكون شقاءً وعذابًا على أهله.         

«أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ولد صالح وُجِد في بيئة ما بذلت أي سبب لصلاحه، وتعجبون حينما يكون مُعلم قديم يقول بلسانه ونحن نسمع يقول: والله ما دريت أنه بقي يحفظ القرآن إلا وهم يُنادون في الحفل، يُنادون في الحفل، ووجد اثنين من أولاده حُفاظًا، مثل هذا ماذا يجني من هذا الإهمال؟

لأن الله –جلَّ وعلا- يقول: {وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:24] الكاف كاف تعليل، يعني إذا ما ربيته صغيرًا ماذا ترجو؟ لكن فضل الله واسع.

لكن يبقى أن المسألة فيها نظر إذا تربى الولد من غيرك ولا بذلت أي سبب فعلام تُجازى؟ 

{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف:190] "قال ابن حزم" أبو محمد علي بن حزم الأندلسي الإمام المشهور على خللٍ كبير عنده في الأصول، في الأصل في العقائد.

قال ابن حزم الظاهري: "اتفقوا على تحريم كل اسمٍ مُعبّدٍ لغير الله، كعبد عمروٍ، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك" الاتفاق على تحريم كل اسمٍ مُعبَّد لغير الله.

"حاشا عبد المطلب" يعني غير حرام يجوز؟ ما معنى الاستثناء؟ "حاشا عبد المطلب" يعني: لم يتفقوا عليه، أم التحريم هو المعروف عند عامة أهل العلم؟

فيه قول: أنه ليس بحرام، ويستدل من يقول بهذا القول قوله –عليه الصلاة والسلام-: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» كيف ينتسب إلى اسمٍ مُحرَّم، لولا أنه جائز ما قال: «أنا ابن عبد المطلب»؛ لأنه غيَّر الأسماء، لكن هل هذا الكلام إنشاء تسمية أم خبر عن اسم؟ خبر عن اسم انتهى ولا فائدة في تغيير اسم شخصٍ قد مات، التغيير يكون لشخصٍ حي يُدعى به، أما الميت فخلاص انتهى اسمه.

طالب:........

لا، العبودية ما هو بالمطلب، المطلب عمه.

طالب:........

أخوه الأكبر.

طالب:.......

لا الكلام عبد، الكلام على عبد المطلب المُركَّب.

طالب:.......

 للشهرة، هو اشتهر بهذا، هو أصله جاء عبد المطلب -اسمه شيبة- جاء مع أخيه المطلب من المدينة كان عند أخواله، وجاء إلى مكة وقد غيَّرته الشمس نوعًا ما، فرآه الناس مع المطلب، فقالوا: عبد المطلب، ما سموه عبد الله، وهذه عبودية رِق، وليست عبودية عبادة، عبودية الرق حتى في عصره –عليه الصلاة والسلام- فلان عبد فلان، يعني رقيقه.

المقصود أن عبد المطلب أصل التسمية أنها عبودية رق، وليست عبودية عبادة.

الأمر الثاني: أن النبي –عليه الصلاة والسلام- يُخبر عن جده أن اسمه عبد المطلب، يُخبر عن اسمه، وليس في هذا دليل قطعًا، هذا الرجز الذي قاله –عليه الصلاة والسلام-: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب».

وفي المسألة بعض مسائل أخرى من إنشاده الشعر –عليه الصلاة والسلام- والله –جلَّ وعلا- يقول: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} [يس:69] إلى غير ذلك من المسائل التي تحتمل مثل هذا الكلام.

هذا خبر وليس بإنشاء فلا دليل فيه.

الأمر الثاني: أن العبودية ليست عبودية عبادة، بل هي عبودية رق؛ لأنهم رأوا أسمر مع أبيض قالوا: هذا عبد ومشتريه من المدينة أو شيء، واشتهر بذلك.

الإشكال والذي يُمكن أن يرد وليس فيه مُستمسك أن في الصحابة من اسمه عبد المطلب، ولم يُغيره النبي –عليه الصلاة والسلام- ولكن الصواب في اسمه أنه المطلب وليس عبد المطلب، وبهذا جزم أكثر الحُفاظ على أن اسمه المطلب، فلا دليل فيه.

ولو رأينا التهذيب لو كان موجودًا.

طالب:.......

هذا لو ثبت أن اسمه عبد المطلب وما غيَّره النبي –عليه الصلاة والسلام- هذا الذي فيه حُجة، ولكن الصواب وجزم به أكثر الحُفاظ أن اسمه المطلب، وليس عبد المطلب، فلا دليل فيه.

وقوله: "حاشا عبد المطلب" هذا الاستثناء عرفنا أنه من الإجماع، وليس من تحريم التسمية؛ لأن "حاشا" هذا الاستثناء متعقب لأمرين:

أحدهما: نقل الاتفاق.               والثاني: التحريم.

فهو عائدٌ على الاتفاق، يعني إلا "حاشا عبد المطلب" فلم يُتفق عليه، وإن كان الصواب والصحيح تحريمه، وليس عائدًا على التحريم فليس بحلال.

يعني في كلام الشيخ سليمان في (تيسير العزيز الحميد) سليمان بن عبد الله يقول: "ليس في كلام ابن حزمٍ جواز التسمية بعبد المطلب، وإنما فيه أنه لم يُجمع على تحريمه كحال عبد الكعبة، والصواب المنع منه كغيره، وليس للمخالف حجة إلا قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «أنا ابن عبد المطلب»، وهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك، وإنما هو من باب الإخبار بالاسم الذي عُرِف به، وإلا فقد ورد على لسانه –عليه الصلاة والسلام- في أحاديث صحيحة تسمية عبد مناف، إذًا يجوز عبد مناف، بنو هاشم وبنو عبد مناف شيءٌ واحد في الجاهلية والإسلام، بنو عبد مناف، إذًا يجوز؟ ما يجوز، يعني مجرد ورود الاسم على اللسان للإخبار فقط هذا ما يُبيحه.

وكما يقول أهل العلم: ناقل الكفر ليس بكافر، وفي القرآن على لسان بعض الكفرة يقولها الإنسان على أنه نقل في قول فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24] ما يجوز أن تقول: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24]؟ لا يجوز أن تُنشئها من نفسك، لكن تنقلها ما فيه شيء، ناقل الكفر ليس بكافر.

طالب:........

ما هو ابن عبد الوهاب، قال ابن حزم ذلك.

طالب:........

في المتن "حاشا عبد المطلب" ابن حزم.

طالب:........

هذا المتن.

طالب:........

مَن الذي قاله؟

طالب:.........

لا: ابن حزم الذي قاله، صاحب الكتاب ماذا يقول؟ قال ابن حزمٍ: كذا كذا حاشا عبد المطلب.

طالب: عندي بالتهذيب أحسن الله إليك.

ماذا يقول؟

"قال: عبد المطلب اسمه عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، وأمه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب، روى عن النبي –صلى الله عليه وسلم– وعن علي".

يعني أمه أخت ضباعة بنت الزبير، نعم.

"وعنه ابنه عبد الله وعبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل على خلافٍ في ذلك كله قال ابن عبد البر: كان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا، ولم يُغير رسول الله –صلى الله عليه وسلم- اسمه فيما علمت، سكن المدينة، ثم انتقل إلى الشام في خلافة عمر، ومات في إمرة يزيد بن معاوية سنة اثنتين وستين.

قلت: قال العسكري: هو المطلب بن ربيعة".

المطلب يعني لا عبد المطلب.

"هكذا يقول أهل البيت وأصحاب الحديث يختلفون".

ومن غير أهل البيت قومه وعشيرته، وأئمة الحديث النقلة، هكذا يقولون: المطلب لا عبد المطلب، ومن الناس سواهم يعني كان أهله وعشيرته ما يعرفون أنه المطلب، وأئمة الحديث الذين يتداولون الرواية من طريقه يقولون: المطلب.

"يقول: هكذا يقول أهل البيت، وأصحاب الحديث يختلفون، فمنهم من يقول: المطلب بن ربيعة، ومنهم من يقول: عبد المطلب.

وقال أبو القاسم البغوي: عبد المطلب، ويُقال: المطلب.

وقال أبو القاسم الطبراني: الصواب المطلب، وذكر أنه توفي سنة واحد وستين".

خلاص.

طالب:........

أحيانًا يقولون: في ابن عساكر عسكري، مثل ما يقولون بابن قتيبة قُتبي.

طالب:........

هذا الذي يظهر، أنا ما أدري بعد.

"وعن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- في الآية قال" يعني {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف:190] "لما تغشَّاها" يعني على الرواية أن آدم تغشَّى حواء ونتج عنه الحمل.

"لما تغشَّاها آدم حملت، فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة" يعني أسلوب ترغيب أم ترهيب هذا؟

طالب:.......

أين العقل الذي يُطيق شخصًا يقول: أنا من أخرجتكم من الجنة؟

طالب:.......

طيب أنا أخرجتكم من الجنة تُطيعونه؟!

طالب:.......

ما يُطيعونه، لا يُطيعه عاقل وهو يقول: أنا الذي طلعتكم من الجنة، أنا عدو لك، تُطيعه؟! لا شك أن اللفظ مُنكر.

" فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتُطيعني أو لأجعلن له قرني أيل" الأيل الوعل، ماذا يقول الشاعر؟

كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها

 

فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ

طالب:.......

تخيل أنك تستطيع، لكن أنت عدو، ما أنت بناصح.

طالب:.......

أصل القصة باطلة، ولم يروِها أحدٌ ممن يُعتد بهم من أهل الصحاح.

"أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه ولأفعلن ولأفعلن، يخوفهما، سمِّياه عبد الحارث"؛ لأن اسمه الحارث، فيُريد أن يجعلاه عبدًا له، لإبليس.

"فأبيا أن يُطيعاه، فخرج ميتًا، ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يُطيعاه، فخرج ميتًا، ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد" خشيا أن يموت كسابقيه.

"فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله –عزَّ وجلَّ-: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف:190] رواه ابن أبي حاتم".

طالب:........

ماذا؟

طالب:........

نسي في القصة الأولى ما هو بذي.

طالب:.......

لا لا، بعد أن تاب الله عليه، ذُكِرت توبته من الشرك، هل تاب من هذا الشرك، أو مات عليه آدم؟

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

من الشرك؟ أعظم من أكل الشجرة.

طالب:........

من أيش من الشرك أو من أكل الشجرة؟

طالب:........

أكل الشجرة، ما ذُكِرت القصة في القرآن ولا أُشير إليها، ولا في حديثٍ صحيح في الصحيحين ولا غيرهما.

طالب:........

المقصود أن القصة ليست بصحيحة ولو كانت صحيحة لذُكِرت في الصحاح، ولأشير إليها في القرآن كما في قصة إخراجه من الجنة، ولا يخلو إما أن يكونا تابا من هذا الشرك، أو لم يتوبا، فإن كانا تابا فيجب أن تُذكر التوبة أظهر من الذنب، يكون ذكر التوبة أظهر من الذنب، وإن لم يتوبا فنقول: آدم مُشرك، والناس يأتونه يستشفعون يوم القيامة وهو مشرك معقول؟! لا لا.

طالب:........

هذه تناقلها الأئمة، وهي موجودة في كتب التفسير، وفي كتب أسباب النزول، وفي شيء كثير يعني، كونهم يتساهلون في مثل هذه الأمور يعني فيما يتعلق بالتفاسير والمغازي والفضائل وكذا يتسامحون، لكن ما يقررون صحتها، يذكرها بإسنادها، في عصر الرواية في المتقدمين في سلف هذه الأمة يذكرون كل شيء، لكن بسنده، فيأتي من يتلقف، وقد تثبت عن صحابي، ويكون هذا الصحابي تلقاها عن أهل الكتاب، وهذا كثير موجود، يعني الصحابة الذين يأخذون عن أهل الكتاب، وموجودة عنهم بالأسانيد الثابتة عنهم، لكنها لا تثبت حقيقةً.

طالب:........

لا، لو نقل.

طالب:........

ونقل.

طالب:........

لا، هو الاختلاف في وقفه ورفعه معروف عند أهل العلم موقوف موجود.

على كل حال رواه ابن أبي حاتم، ما قال: رواه البخاري ولا مسلم ولا أحد ممن يلتزم الصحة، هذه مسألة.

الأمر الثاني: أنها قد يصح سندها ويكون متنها مُنكرًا؛ ولهذا أمثلة كثيرة جدًّا.

وعلى كل حال يقول: "وله بسندٍ صحيحٍ عن قتادة" الشيخ –رحمة الله عليه- يستروح إلى ثبوت هذه القصة، هو ليس بالمعصوم.

قصة الغرانيق قصة باطلة.

طالب:.......

موضوعة، ابن كثير قالها، وقالها جمع من أهل العلم، لكن قصة الغرانيق التي دسها الشيطان في آية سورة النجم، دسها الشيطان على لسان الرسول –عليه الصلاة والسلام- ابن حجر يقول: طُرقها كثيرة تدل على أن لها أصلًا، فهي من قبيل الحسن، الشيخ محمد في السيرة يثبتها مع أنها باطلة باتفاق الحُفاظ، بالنظر إلى السند فقط، يعني النظر إلى السند نظر مجرَّد قد تُوجد للقصص طُرق يُلملم بعضها إلى بعض، فيستروح بعضهم إلى ثبوتها، لكن إذا كانت في أصل الدِّين، في الشرك، فيما يُناقض التوحيد، فالمسألة كبيرة، رحم الله الشيخ هو ليس بالمعصوم.

طالب:........

سبعة من التابعين، وهي باطلة، استنكروها، قالوا: صحيحة؟

طالب:.......

لا، ما يلزم -يا أخي- في عصر الرواية ما يلزم التعقيب بصحيح وباطل، يُذكر الخبر بسنده، والمُتلقي يُميز، هذه طريقتهم.        

"وله بسندٍ صحيحٍ عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته" يعني الشرك في الطاعة غير الشرك في العبادة، وإن كان في حديث عدي بن حاتم أن النبي –عليه الصلاة والسلام- في قوله –جلَّ وعلا-: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31] قال: ما عبدناهم، قال: «أليسوا يحرمون الحلال وتطيعونهم، ويُحلون الحرام فتطيعوهم؟» قال: بلى، قال: «فتلك عبادتهم»، ولا شك أن هناك فرقًا بين الطاعة والعبادة. 

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21] ولو قلنا بهذا على ظاهره لقلنا: إن كل حكم بغير ما أنزل الله شرك وكُفر وخلاص وانتهى الإشكال، والعلماء يُفصِّلون، منهم ابن عباس: كفر دون كفر.

فكون الإنسان يُطيع آخر سواء كان ممن يُطاع من ولاة الأمر أو من الآباء أو من له عليه سُلطة كونه يُطيعه في معصية الله فيه نوع شرك؛ لأنه تقديم لطاعة فلان على طاعة الله –جلَّ وعلا-، لكن هل يصل إلى حد الكفر والشرك؟

ولذا قال: "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته".

طالب:.......

قد يُطيعه في التسمية فقط، ولا يستحل ذلك، يعني في قصة آدم؟

طالب:.......

لا ما يلزم أنهم يرون الحِل هذا أيضًا قلنا بثبوته.

طالب:.........

كفر أكبر بلا شك.

طالب:........

عبدهُ الضمير يعود إلى من؟

طالب:.......

طيب إلا من أراد أن يُسمي بعبد فلان؛ علي أو حسين أو شيء، وأراد أن يستخفي عن الناس هذا بينه وبين ربه، وإلا فالأصل أن عبده عبد الله.

لكن ما الذي جعلهم يعدلون عن الاسم الصريح إلى الضمير؟

طالب: ...

أنت جاوب عن هذا.

طالب:.......

ماذا؟

طالب:........

تراهم يُسمون عبده.

طالب:........   

"وله بسندٍ صحيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} [الأعراف:190] قال: أشفقا ألا يكون إنسانًا" يعني الصلاحية صلاحية البدن.

"أشفقا" يعني خافا "ألا يكون إنسانًا" هذا كل بناءً على مركَّب على القصة، من توابع القصة عند ثبوتها تأتي مثل هذه الأشياء، وإذا قلنا ببطلانها انتهى كل شيء.  

قال: "وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما" الحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وغيرهما.

رواه عن سعيد بن جبير الطبري بتاريخه، وابن أبي حاتم، ورواه عن الحسن الطبري مع أنه مروي عن الحسن بأسانيد صحيحة أن المقصود في الآية {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء} [الأعراف:190] جنس الإنسان، وأن هذا موجود في جنس الإنسان، وليس شخصًا بعينه، يعني موجود في الجنس، جنس بني آدم الذي خُلِق من نفسٍ واحدة، وخُلق منها زوجها هذا الجنس يُوجد فيه من يُشرك إذا أوتي ولدًا سويًّا أشرك، ومظاهر الشرك ما يلزم أن يسجد له ولا... بل يُقدم طاعة هذا الولد على طاعة الله –جلَّ وعلا-، فيكون شركًا في الطاعة؛ ولذا قال في آخر الآية: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف:190]؛ لأن المراد الجنس.

{فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف:190] لو أراد آدم وحواء قال: فتعالى الله عما يُشركان، ثنى.

وفي آية الحجرات {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات:9] لأن المنظور إليه جنس الطائفة ما هو بفرد من أفرادها {اقْتَتَلُوا} [الحجرات:9] ما قال: اقتتلتا، فهذه الأمور كلها تجعل أن المقصود في الآية لا شخص بعينه، وإنما وجوده وجود في الجنس، يعني، وجود مُحقق في الجنس، ولا يُقصد به شخصٌ بعينه، والدلائل على ذلك كثيرة من وجود ما تدل عليه الآية.

إنسان يُشفق، وتجد حب الولد يدعوه إلى أمور، قد يذهب إلى سحرة، قد يذهب إلى كهنة، قد يذهب إلى كذا وكذا؛ من أجل المحافظة على حياة هذا الولد، وتجد التعليقات والتمائم كله من أجل هذا الولد الذي رُزقه قد يكون بعد عناءٍ طويل، قد يكون بعد كِبر، قد يكون بعد استمرار علاجات سنين طويلة، بعد أسفار، ثم بعد ذلك إذا مرض أشفق عليه شفقة قد تودي به إلى الشرك، وتؤدي به إليه، وراحوا للسحرة، وراحوا لكذا، وراحوا للأطباء، وتعلقوا بهم تعلقًا كاملًا.

وواقع الناس اليوم بعد أن ضعف اليقين عندهم تجد مجرد ما يُصاب الولد بنزلة أو أي مرض من الأمراض، ويُشفق عليه أمه أو أبوه تجدهم في منتصف الليل يفزعون: الطبيب الطبيب، قد تكون في وقت النزول الإلهي، يا ربِّ، يا رب، اصرف عنه كل شيء، لكن يغيب هذا عنهم؛ بسبب زيادة الشفقة على الولد، إضافةً إلى ارتكاب ما حرَّم الله –جلَّ وعلا- بسبب هذا الولد، وتقديم طاعته، والشفقة عليه على طاعة الله -جلَّ وعلا-.

طالب:.......       

نعم، لكن هناك ارتباط بين صدر الآية وآخرها؟ {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف:190] هذه تنفي كل ما قالوا؛ لأنه لا يخلو إما أن يكون أشرك وتاب من الشرك، طيب ما ذُكِرت التوبة مثل توبته من أكل الشجرة، ما تاب، الأمر أعظم؛ لأنه مات على شركه.

طالب:........

أبدًا ما قال إلا لما قيل له: أنت آدم أبو البشر، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، ما ذكر إلا الأكل من الشجرة، ولو أشرك هذا الشرك كان أعظم من الأكل من الشجرة.

طالب:........

أشد، الشرك أعظم.

يقول –رحمه الله تعالى-: "فيه مسائل:

الأولى: تحريم كل اسمٍ مُعبدٍ لغير الله" بدون استثناء، ومن استثنى عبد المطلب فإنما استثناه لما جاء عنه –عليه الصلاة والسلام- «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، وعرفنا أن هذا من باب الإخبار لا من باب الإنشاء، والتغيير إنما يكون للاسم المتداول الذي يُدعى به بين الناس، أما من مات انتهى وانتهى فاسمه معه.

"الثانية: تفسير الآية" قد تقدم.

"الثالثة: أن هذا الشِّرك في مجرد تسميةٍ لم تُقصد حقيقتها" وهذا بناءً على ثبوت القصة.

"الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النِّعم" بل من أعظم النِّعم يُنظر إلى كونها سوية.

طالب:........

سوية خلقتها.

طالب:........

في الخلقة نعم؛ ولذلك كانت عائشة لا تسأل عن ذكر ولا أنثى أيًّا كان، لكن المقصود أنها سوية صالحة ما فيها نقص، ما فيها عيب، ما فيها عاهة.

طالب:.......

 نعم؛ ليكون ذكر الولد من باب أولى، الشيخ نظر إلى الأدنى فتستنبط منه أن الولد الذَّكر أولى منها، أو أشد في عند الناس، وإلا في حقيقة الأمر كم من بنتٍ تعدل العشرات من الأولاد، نعم.

طالب:.......

هذا كلام ابن كثير، وهذا تفسيره المعروف.

طالب:.......

نعم.   

"الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة" يعني في كلام قتادة "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته" وهذا بناءً على القصة؛ لتخليص الأبوين من شرك العبادة، يعني مربوط بالقصة، لكن لو قلنا: إن القصة غير ثابتة ما احتجنا إلى هذا مع أن هناك فرقًا بين شرك الطاعة وشرك العبادة.

طالب:........

والله يحتاج إلى تفصيل، كأنه يزعم أن العبودية عبودية....مماثلة لعبودية الله –جلَّ وعلا- هذا شركٌ أكبر.

طالب: أحسن الله إليكم، ما الفروق بين شرك الطاعة وشرك العبادة؟

شرك الطاعة يتمثل في الأمر والنهي، وشرك العبادة يتمثل في الأفعال تسجد، تطوف.

طالب: يعني شرك العبادة ليس له.. يعني لا يجوز أن يكون إلا لله؟

جلَّ وعلا.

طالب: فقط العبادة، الطاعة ممكن تكون لله ولغيره؟

نعم.

طالب:.......

نعم؛ لأنه فرق بين طاعة الله، وطاعة المخلوق، طاعة الله لا تكون عبادة إلا مع "وعبادةُ الرحمنِ غايةُ حبِّهِ مع ذُلِّ عابِدِهِ".

طالب: لكن كيف يُسمى –أحسن الله إليك- شرك طاعة، يعني كونه يُطيع المخلوق هل هذا شرك؟

فيما لا يُطاع فيه إلا الله؟

طالب: نعم.

في التشريع شرك بلا شك.

كان هناك واحد يسأل أين راح السؤال؟

هذا يأتي يقول: هل التسمية بالتعبيد لغير الله شرك أكبر أو أصغر مع التفصيل؟

مثل ما قلنا: أنه إذا اعتقد أنه عبدٌ لفلان مساوية لعبودية الله –جلَّ وعلا- فيما يُقال في غيره عبد الله وعبد الرحمن إذا رأى التسوية في هذا فهذا شرك أكبر –نسأل الله العافية- وإلا إذا كان مجرد مرور إجراء على اللسان فهو شركٌ أصغر كالحلف بغير الله.