تعليق على تفسير سورة البقرة (71)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "وقال ابن جريج: عن محمد بن قيس عن المسور بن مخرمة: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بعرفات، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد» وكان إذا خطب خطبة قال: أما بعد، «فإن هذا اليوم الحج الأكبر، ألا وإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون في هذا اليوم قبل أن تغيب الشمس، إذا كانت الشمس في رؤوس الجبال، كأنها عمائم الرجال في وجوهها، وإنا ندفع بعد أن تغيب الشمس، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام بعد أن تطلع الشمس، إذا كانت الشمس في رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها، وإنا ندفع قبل أن تطلع الشمس، مخالفًا هدينا هدي أهل الشرك» هكذا رواه ابن مردويه وهذا لفظه، والحاكم في مستدركه، كلاهما من حديث عبد الرحمن بن المبارك العيشي، عن عبد الوارث بن سعيد، عن ابن جريج. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وقد صح وثبت بما ذكرناه سماع المسور من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا كما يتوهمه رعاع أصحابنا أنه ممن له رؤية بلا سماع".

لا كما يتوهمه بعض أصحابنا، بعض أصحابنا أنه ممن له رؤية بلا سماع؛ لأن مثل هذه الأمور قد تخفى على الكبار، ولا يوصف عالم بالرجال وبالسنة بأنه رعاع، وهذا يوجد، يعني وجد كثيرًا اختلاف بين أبي حاتم والبخاري هذا يقول: سمع، وهذا يقول: ما سمع، فكون أبي حاتم اعتمد على رواية مثل هذه أو البخاري اعتمد على رواية مثل هذه، خطبنا رسول الله–صلى الله عليه وسلم- لا شك أن مثل هذا يقتضي السماع، لكن ما يُوصَف القائل بالقول الآخر بأنه من الرعاع؛ لأن المسور من الصغار، لكن يبقى أن قوله: خطبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الأصل فيها السماع، وأنه سمعه وهو يخطب، وحتى وصف وقال: قال: أما بعد. وإلا فذُكِر عن الحسن البصري أنه يقول: خطبنا فلان، وهو لم يسمعه، وإنما خطب أهل البلد وهو فيهم، أو حدثنا أبو هريرة، وقد حدث أهل المدينة وهو فيها أو البصرة، فالحسن معروف بالتدليس، فلا يُحمَل قوله هذا على السماع.

 أما بالنسبة للحديث، حديث المسور قال: خطبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، والأصل أنه بريء من التدليس، فيُحمَل على السماع، وأيضًا مما أكَّد به سماعه قوله: ثم قال: أما بعد، وكان إذا خطب -عليه الصلاة والسلام- قال: أما بعد، عرفنا أنها وردت في أكثر من ثلاثين حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنها من سُنن الخطبة.

طالب:...

ولو، موجود في كثير من النسخ رعاع.

طالب:...

رَعاع رَعاع، رَعاع الناس. أين؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

قال: وقد صحَّ وثبت بما ذكرناه، قال يعني الحاكم. ما عندك قال؟

طالب:...

ولم يخرجاه. وقد صحَّ، ما فيه قال؟

طالب:...

لا، قال: وقد صحَّ وثبتَ بما ذكرنا، طلعوها من المستدرك، طلعوه من المستدرك الجزء الثاني مائتين وسبعة وسبعين.

طالب:...

يا شيخ كمِّل.

"وقال وكيع، عن شعبة، عن إسماعيل بن رجاء الزَّبيدي".

الزُّبيدي.

"الزُّبيدي عن المعرور بن سويد، قال: رأيت عمر -رضي الله عنه-، حين دفع من عرفة"

في طبقة هذا إسماعيل بن رجاء ما كانت النسبة إلى البلدان، وإنما كانت إلى القبائل، زَبيد بلد، زُبيد اسم.

طالب:...

قبيلة، لا لا، رجل اسمه زُبيد سُمِّي به، زُبيد اليامي معروف من الرواة، وهم يسمونه بالتصغير، العرب كانوا ينسبون إلى القبائل ما كانت النسبة إلى البلدان إلا متأخرة لما فُتحت البلدان.

"قال: رأيت عمر -رضي الله عنه-، حين دفع من عرفة كأني أنظر إليه رجلٌ أصلع على بعير له، يُوضَع وهو يقول: إنا وجدنا الإفاضة هي الإيضاع".

يُوضِع

"على بعير له، يوضع وهو يقول: إنا وجدنا الإفاضة هي الإيضاع".

ما معنى الإيضاع؟ في الصحيح أيضًا الصحيح: «ليس البر بالإيضاع» ما هو... لكنه كأنه هذا الإيضاع وهذه السرعة إذا وجد فجوة، كما جاء في حديث جابر.

"وفي حديث جابر بن عبد الله الطويل، الذي في صحيح مسلم، قال فيه: فلم يزل واقفًا يعني عرفة"

بعرفة.

"يعني بعرفة حتى غربت الشمس، وبدت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص".

ذهبت الصفرة قليلاً نعم. عندك عندك.

"وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه".

بدت، عندك بدت، نعم.

"وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مَوّرِكَ رحله، ويقول بيده اليمنى: «أيها الناس، السكينة السكينة». كلما أتى جبلاً من الجبال أرخى لها قليلاً حتى تصعد".

جللاً أو حبلاً؟ ما فيه نسخ ثانية؟ حبلاً، في مسلم: حبلاً، ما به إشكال، وهو من الرمل.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

لا، نحفظ من مسلم: حبلاً من الحبال وهو مثل الجبال، طلعة من رمل. نعم.

"حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا".

يعني لم يصل نافلة. بأذان واحد وإقامتين، هذه الرواية في صحيح مسلم، في حديث جابر الذي اعتنى فيه -رضي الله عنه- بحجة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووصفها بدقة من خروجه إلى رجوعه، وفي الصحيح أيضًا أنه بأذانين وإقامتين هذه في البخاري، وفي بعضها: بأذان وإقامة، كلها في الصحيح، لكن المحفوظة رواية جابر، والسبب في تقديمها على ما في البخاري، هذه في مسلم، أن جابرًا -رضي الله عنه وأرضاه- اعتنى بالحجة النبوية وضبطها وأتقنها، فقُدِّم على غيره.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ليس هناك ما يمنع، لكن الذي في مسلم حبلاً من الحبال، والمراد به الرمل، ومُفسَّر حتى هناك، نعم.

طالب:...

نعم هذا كلام الحاكم ما هو بكلام ابن كثير، ما يليق بابن كثير، هذا كلام الحاكم صحيح؛ لأنه عنده قسوة في بعض ألفاظه، صحيح يجيء من الحاكم.

"ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة".

ماذا ؟

طالب:...

حين تبين، أنا عندي حين.

" فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام".

وصلى الفجر حين وقت بزوغ الفجر في أول وقته، مبادرًا بها حتى جاء في بعض الروايات أنه ما صلى صلاة لغير وقتها إلا هذه الصلاة، يعني من شدة المبادرة كأن بعضهم شك هل طلع الفجر أم لم يطلع.

"ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة، فدعا الله وكبره وهلله ووَحَّده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًّا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد، أنه سئل: كيف كان يسير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين دفع؟ قال: كان يسير العَنَق، فإذا وجد فجوة نصّ. والعَنق: هو انبساط السير، والنَصَّ، فوقه.

وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبو محمد ابن بنت الشافعي، فيما كتب إليّ، عن أبيه أو عمه، عن سفيان بن عيينة قوله: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة:198] وهي الصلاتين جميعًا. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون: سألت عبد الله بن عمرو عن المشعر الحرام، فسكت حتى إذا هبطت أيدي رواحلنا بالمزدلفة قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ هذا المشعر الحرام".

يعني المزدلفة كلها وليس المسجد وما حوله، الجبل.

"وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم قال: قال ابن عمر: المشعر الحرام المزدلفة كلها. وقال هشيم، عن حجاج عن نافع، عن ابن عمر: أنه سُئل عن قوله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[البقرة:198] قال: فقال: هو الجبل وما حوله. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن المغيرة، عن إبراهيم قال: رآهم ابن عمر يزدحمون على قُزَح، فقال: علام يزدحم هؤلاء؟ كل ها هنا مشعر. ورُوي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، والسدي، والربيع بن أنس، والحسن، وقتادة أنهم قالوا: هو ما بين الجبلين. وقال ابن جريج: قلت لعطاء: أين المزدلفة؟ قال: إذا أفضت من مأزمي عرفة فذلك إلى مُحَسِّر. قال: وليس المأزمان مأزما عرفة من المزدلفة، ولكن مَفاضاهما. قال: فقف بينهما إن شئت، قال: وأحب أن تقف دون قُزح، هلم إلينا من أجل طريق الناس.

قلت: والمشاعر هي المعالم الظاهرة، وإنما سميت المزدلفة المشعر الحرام؛ لأنها داخل الحرم، وهل الوقوف بها ركن في الحج لا يصحّ إلا به، كما ذهب إليه طائفة من السلف، وبعض أصحاب الشافعي، منهم: القفال، وابن خزيمة، لحديث عروة بن مضرس؟ أو واجب، كما هو أحد قولي الشافعي يجبر بدم؟ أو مستحب لا يجب بتركه شيء كما هو القول الآخر؟ في ذلك ثلاثة أقوال  للعلماء، لبسطها موضع آخر غير هذا، والله أعلم".

يعني المبيت بالمزدلفة، يختلف فيه أهل العلم، على ثلاثة أقوال منها القول بركنيته، استدلالاً بحديث عروة بن المضرس: «من صلى صلاتنا» وجعل إدراك الحج مربوطًا بهذه الصلاة التي هي في مزدلفة، القول الثّاني وهو قول الأكثر أنه واجب وليس بركن؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- رخَّص لأهل الأعذار أن يتركوا المبيت في مزدلفة، والركن لا يرخص فيه بحال، والسنة المندوب لا يحتاج إلى ترخيص، ولا يحتاج إلى استئذان، ومن قال: إنه سُنَّة ندب وليس بواجب رأى أن مثل هذا الذي يُرخَص له لا يلزم ولو لزم لما رُخِّص فيه، ولكن القول الوسط هو القول بالوجوب كالمبيت بمِنى، والحجة واحدة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- بات بالمزدلفة وبات بمنى وقال: «خذوا عني مناسككم».

طالب:...

نعم، صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة.

"وقال عبد الله بن المبارك: عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عرفة كلها موقف، وارفعوا عن عرنة، وجَمعٌ كلها موقف إلا مُحَسِّرًا». هذا حديث مرسل".

يعني عن زيد بن أسلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وزيد تابعي لا تثبت له رؤية ولا سماع من النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو مرسل.

"وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني سليمان بن موسى، عن جبير بن مطعم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال: «كل عرفات موقف، وارفعوا عن عرنة. وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن مُحسِّر، وكل فِجاج مكة منحر، وكل أيام التشريق ذبح». وهذا أيضًا منقطع؛ فإن سليمان بن موسى هذا وهو الأشدق لم يدرك جبير بن مطعم. ولكن رواه الوليد بن مسلم، وسُويد بن عبد العزيز، عن سليمان، فقال الوليد: عن ابن جبير بن مطعم".

سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان، عندك؟

طالب:...

عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان. عن سليمان عن سعيد بن عبد العزيز؟ عندك؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

يحتاج إلى... ما تابعت في هذا. المقصود أنه فيه سعيد بن عبد العزيز.

طالب:...

أين؟

طالب:...

قال الوليد؟

"فقال الوليد: عن جبير بن مطعم".

ابنٌ لجبير بن مطعم عن أبيه. ما عندك؟

طالب:...

ضع أصبعك عليه. ثلاثة وخمسين.

طالب:...

قال الوليد: عن ابنٍ لجبير بن مطعم؛ لأن هنا عن الوليد ابن لجبير بن مطعم، قبله، وقال الوليد ابنٌ لجبير بن مطعم عن أبيه، وقال سويد عن نافع عن جبير بن مطعم، عن أبيه، ما يجيء.

طالب:...

نعم هنا.

طالب:...

قال الوليد: عن ابنٍ لجبير بن مطعم عن أبيه، وقال سويد: عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، والرواية عن نافع عن أبيه، عن ابنٍ لجبير هذا مبهم، سُمِّي في الرواية الثانية.

"فقال الوليد: عن ابنٍ لجبير بن مطعم عن أبيه. وقال سويد: عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكره، والله أعلم.

 وقوله: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}[البقرة:198] تنبيه لهم على ما أنعم به عليهم، من الهداية والبيان والإرشاد إلى مشاعر الحج، على ما كان عليه إبراهيم الخليل- عليه السلام-، ولهذا قال: {وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}[البقرة:198] قيل: من قبل هذا الهُدى، وقيل: القرآن، وقيل الرسول، والكل متقارب، ومتلازم، وصحيح".

الهدى حصل بالقرآن، ببعثة النبي -عليه الصلاة والسلام-، كلها متلازمة.

 "قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة:199] "ثم" هاهنا لعطف خبر على خبر وترتيبه عليه، كأنه تعالى أمر الواقف بعرفات أن يدفع إلى المزدلفة، ليذكر الله عند المشعر الحرام، وأمره أن يكون وقوفه مع جمهور الناس بعرفات، كما كان جمهور الناس يصنعون، يقفون بها إلا قريشًا، فإنهم لم يكونوا يخرجون من الحرم، فيقفون في طرف الحرم عند أدنى الحل، ويقولون: نحن أهل الله في بلدته، وقُطَّان بيته".

يعني سكان البيت. ولا يخرجون من البيت من الحرم كما يخرج غيرهم من الآفاقيين، ومن أعظم من محمد -عليه الصلاة والسلام-؟ من سكان الحرم، ووقف بعرفات، لذلك لما جاء جبير بن مطعم يبحث عن ناقة له ضلّت، وجد النبي -عليه الصلاة والسلام- واقفًا بعرفة، واقفًا بعرفة، فاستغرب، استغرب، قال: هذا من الحمس فكيف طلع من الحرم؟

"وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله"

هو ابن المديني الإمام المعروف.

"قال: حدثنا محمد بن حازم، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يُسَمَّون الحمس، وكانت سائر العرب يقفون بعرفات. فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي عرفات، ثم يقف بها ثم يفيض منها، فذلك قوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة:199]. وكذا قال ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، وقتادة، والسدي، وغيرهم. واختاره ابن جرير، وحكى عليه الإجماع، رحمهم الله.

وقال الإمام أحمد، حدثنا سفيان".

لكن الإجماع عند ابن جرير هو قول الأكثر لا قول الجميع، الإجماع عند ابن جرير قول الأكثر، لا قول الكل، وكثيرًا ما يسوق الخلاف فيذكر قول الأكثر، ثم يذكر من خالف، والراجح والصواب في ذلك عندنا كذا لإجماع، إذا كانت قراءة قال: لإجماع القرأة على ذلك، فهو يجعل القول الأول إجماعًا وفيه مخالف، هذا مذهبه، وذُكِر في كتب الأصول أنه ممن يخالف في حدِّ الإجماع، وأن هذا رأيه.

"وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: أضللت بعيرًا لي بعرفة، فذهبت أطلبه، فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- واقف".

قبل أن يُسلِم قبل أن يُسلِم، وهذه الحجة للنبي -عليه الصلاة والسلام- قبل حجة الوداع؛ لأنه يظهر أنها قبل الهجرة أيضًا، المقصود أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حجَّ أكثر من مرة قبل حجة الوداع وهذه منها.

طالب:...

أين؟

طالب:...

إذا أفضتم من عرفات يعني للجميع.

طالب:...

نعم. الحج للجميع والمناسك للكل.

"فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- واقف، قلت: إن هذا من الحمس ما شأنه ها هنا؟ أخرجاه في الصحيحين. ثم روى البخاري من حديث موسى بن عقبة، عن كُرَيب، عن ابن عباس ما يقتضي أن المراد بالإفاضة ها هنا هي الإفاضة من المزدلفة إلى منىً لرمي الجمار. والله أعلم.

 وحكاه ابن جرير، عن الضحاك بن مزاحم فقط. قال: والمراد بالناس: إبراهيم -عليه السلام-. وفي رواية عنه: الإمام. قال ابن جرير: ولولا إجماع الحجة على خلافه لكان هو الأرجح".

مع أنه قيل به، مع أنه قيل به وهو مخالف لقول الأكثر الذي سماه ابن جرير إجماعًا.

"وقوله: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة:199] كثيرًا ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات، ولهذا ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر ثلاثًا. وفي الصحيحين أنه ندب إلى التسبيح والتحميد والتكبير، ثلاثًا وثلاثين، ثلاثًا وثلاثين. وقد روى ابن جرير هاهنا حديث ابن عباس".

من حديث العباس بن مرداس. من حديث العباس بن مرداس. جائز كله واحد؛ لأن ال هذه لا تزيده تعريفًا، وإنما هي للمح الأصل، والصفة وهي العبوس، مثل الحسن.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

من حديث العباس بن مرداس. حتى يا ابن عباس، ماذا؟

طالب:...

هذا الأصل، نعم.

"من حديث العباس بن مرداس السلمي في استغفاره- عليه السلام- لأمته عشية عرفة، وقد أوردناه في جزء جمعناه في فضل يوم عرفة".

الرسول -عليه الصلاة والسلام- في يوم عرفة طلب المغفرة لأمته، فقيل له في هذا الحديث إن صحّ فقيل له: إلا المظالم، ثم طلب المغفرة حتى المظالم، فأُجيب إلى ذلك في آخر عشية عرفة، مع أن الحديث فيه كلام لأهل العلم مُضعَّف؛ لأن المظالم حقوق العباد، مع هذا فضل الله واسع، ما يحجر، لكن الأصل أن المظالم لا بد من التحلل منها.

طالب:...

كيف؟

طالب:...

الإفاضة من عرفة لا من مزدلفة، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفة، التفسير أنها سنة إبراهيم هذا من اللازم للتفسير الثاني.

"وأورد ابن مردويه ها هنا الحديث الذي رواه البخاري، عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة، ومن قالها في يومه فمات دخل الجنة». وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو: أن أبا بكر قال: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ فقال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم». والأحاديث في الاستغفار كثيرة.

قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورة البقرة:200:  202] يأمر تعالى بذكره والإكثر منه بعد قضاء المناسك وفراغها.

وقوله: {كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} اختلفوا في معناه، فقال ابن جريج، عن عطاء: هو كقول الصبي: أبه أمه، يعني: كما يلهج الصبي بذكر أبيه وأمه، فكذلك أنتم، فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك. وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس. وروى ابن جرير من طريق العوفي، عن ابن عباس نحوه. وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم، ويحمل الحمالات، ويحمل الديات. ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم".

من باب الفخر والافتخار بآبائهم، والخيلاء، وهذا لائق بهم في جاهليتم أنهم ما يذكرون الآخرة؛ لأنه ليس لهم نظرٌ فيها، ولا يؤمنون بها، وإنما يعددون مآثر آبائهم، كان كذا كان كذا، كما قيل في قوله -جل وعلا-: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}، {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}[التكاثر1:2] يعني التكاثر والتفاخر زاد عن حده حتى وصل إلى أن قالوا: تعالوا بنا إلى المقبرة لننظر آباءنا وأبناءكم، وآباءكم وأيهم أكثر وأيهم أكثر مآثر ومناقب يعددون هناك.

"فأنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم-: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} قال ابن أبي حاتم: وروي عن أنس بن مالك، وأبي وائل، وعطاء بن أبي رباح في أحد قوليه، وسعيد بن جبير، وعكرمة في إحدى رواياته".

روايتيه. روايتيه. في إحدى روايتيه.

"في إحدى روايتيه ومجاهد، والسدي، وعطاء الخراساني، والربيع بن أنس، والحسن، وقتادة، ومحمد بن كعب، ومقاتل بن حيان، نحو ذلك. وهكذا حكاه ابن جرير أيضًا عن جماعة، والله أعلم.

والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل، ولهذا كان انتصاب قوله: {أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} على التمييز، تقديره كذكركم آباءكم أو أشد منه ذكرًا. و"أو" ها هنا لتحقيق المماثلة في الخبر، كقوله: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [ البقرة: 74 ]".

يعني ليست للشك، وليست أيضًا للتخيير، وليست للتقسيم والتنويع، قد تأتي بمعنى بل، {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] قالوا: بل يزيدون، وهنا كذكركم بل أشد ذكرًا.

طالب: ...........

 بمعنى بل نعم.

طالب:............

نعم منه، أو أشد منه ذكرًا، عندك منه، نعم.

"تقديره كذكركم آباءكم أو أشد منه ذكرًا. و"أو" ها هنا لتحقيق المماثلة في الخبر، كقوله: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [ البقرة: 74 ]. وقوله: {يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} [ النساء: 77 ]، [ ص: 558 ]،  {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147 ]، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9]. فليست هاهنا للشك قطعًا، وإنما هي لتحقيق الخبر عنه بأنه كذلك أو أزيد منه. ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره، فإنه مظنة الإجابة، وذم من لا يسأله إلا في أمر دنياه، وهو معرض عن أخراه، فقال: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}[البقرة:200] أي: من نصيب ولا حظ. وتضمن هذا الذم التنفير عن التشبه بمن هو كذلك. قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كان قوم".

لا شك أن المذموم يُنَفَّر منه، أسلوب الذم من أساليب التنفير،  وتضمن هذا، لا، تقول: وتضمن هذا يعني هذا السياق الذم والتنفير، ينبغي أن تقول: وتضمن هذا الذم التنفير، وعلى كل حال المعنى واضح.

"قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف، فيقولون: اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن. لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله فيهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}[البقرة:200] وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون:  ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأنزل الله: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[البقرة:202]، ولهذا مدح من يسأله الدنيا والأُخرى، فقال: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة:201] فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل".

ولذلك كان يكثر النبي -عليه الصلاة والسلام- من الدعاء بها، وكان لا يدعو بدعاء إلا جعلها فيه؛ لشمولها لخير الدنيا والآخرة، نسأل الله  من فضله.

"إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام. وقال القاسم بن عبد الرحمن".

قال القاسم؟

طالب: ابن عبد الرحمن.

قال القاسم؟ نعم عندي أبو عبد الرحمن، وفي الأزهرية القاسم بن عبد الرحمن؟

طالب:...

لا، القاسم بن محمد بن أبي بكر، لا ما فيه عبد الرحمن، الكلام إنه ابن عبد الرحمن أو أبو عبد الرحمن، ولا يمتنع أن يكون ابن عبد الرحمن، وكنيته أبو عبد الرحمن.

"وقال القاسم بن عبد الرحمن: من أعطي قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وجسدًا صابرًا، فقد أوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، ووُقي عذاب النار. ولهذا وردت السنة بالترغيب في هذا الدعاء. فقال البخاري: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس بن مالك قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم ربنا، آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: يقول: «اللهم ربنا، آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار». 

وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه، ورواه مسلم. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام بن شداد يعني أبا طالوت قال: كنت عند أنس بن مالك، فقال له ثابت: إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم. فقال: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. وتحدثوا ساعة حتى إذا أرادوا القيام، قال: يا أبا حمزة، إن إخوانك يريدون القيام فادع لهم فقال: تريدون أن أشقق لكم الأمور، إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله. وقال أحمد أيضًا: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، وعبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حميد عن أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد رجلاً من المسلمين قد صار مثل الفرخ. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا".

نسأل الله العافية.

"فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سبحان الله! لا تطيقه، أو لا تستطيعه، فهلا قلت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». قال: فدعا الله، فشفاه. انفرد بإخراجه مسلم، فرواه من حديث ابن أبي عدي به. وقال الإمام الشافعي: أخبرنا سعيد بن سالم القداح، عن ابن جريج، عن يحيى بن عبيد مولى السائب عن أبيه، عن عبد الله بن السائب: أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما بين الركن اليماني والركن الأسود: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». ورواه الثوري عن ابن جريج كذلك".

طالب:...

نعم، بين الركني اليماني والركن الأسود، يدعو ما بين الركن اليماني والركن الأسود، بين الركنين، في الطبعة التي معك؟

طالب:...

ارفع ارفع أراها بسرعة. نعم، قال حدثنا حميد يعني محمد بن عدي وعبد الله بن بكر السهمي كلاهما يروي عن حميد.

"وروى ابن ماجه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحو ذلك. وفي سنده ضعيف، والله أعلم".

عندنا ضعف، في إسناد حميد بن أبي سويد بن أبي سوية، ويقال ابن أبي سويد قال: حدث عنه إساعيل بن عياش، منكر الحديث.

"وقال ابن مردويه: حدثنا عبد الباقي، أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور، حدثنا سعيد بن سليمان، عن إبراهيم بن سليمان، عن عبد الله بن هرمز، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما مررت على الركن إلا رأيت عليه ملكًا يقول: آمين. فإذا مررتم عليه فقولوا: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» وقال الحاكم في مستدركه: أخبرنا أبو زكريا العنبري قال: حدثنا محمد بن عبد السلام، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البُطين".

البَطين البطين.

"عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني أجرت نفسي".

البَطين كبير البطن، والبُطين تصغير، كانوا يسمونه بهذا، كان هذا نادر عندهم، الله المستعان

"جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني أجرت نفسي من قوم على أن يحملوني، ووضعت لهم من أجرتي على أن يدعوني أحج معهم، أفيجزي ذلك؟ فقال: أنت من الذين قال الله: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[البقرة:202] ثم قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

قف على هذا.