شرح العقيدة السفارينية (05)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المسألة المطلوبة بالأمس مسألة الذات، هل أحضرت من شرح الواسطية؟ أنا طلبت من شرح الواسطية والإخوان جاءوا لي من كتب أخرى، أنا أذكر أننا وقفنا عندها طويلاً في شرح الوسطية.
طالب:......
جابه واحد بس ما هو، بكلام يبدو أنه على حسب فهمه هو.
طالب:.......
من أين؟
طالب:.....
من شرح الواسطية.
طالب:....
طيب.
يقول: قال أهل اللغة: أصلها مؤنث، ثم استخدمها أهل المعاني على نفس الشيء عرضاً كان أو جوهراً.
ثم قلت أنا: لكن يتنبه لذلك فالعقائد لا تثبت بكلام أهل اللغة، ما سبق من كلام أهل اللغة عن ابن برهان قال صاحب المصباح: ما قاله ابن برهان إنما هو في ذو بمعنى صاحب، أما ذات هنا فليست بمعنى صاحب، بل بمعنى نفس، {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(119) سورة آل عمران] بمعنى نفس، وقد بين صاحب المصباح أن أصلها عربي، ولا التفات لمن قال: ليست على استعمال العرب.
أما استعمالها بمعنى صاحبة، ذات بمعنى صاحبة، ذات علم، ذات ورع، كما أن ذو بمعنى صاحب هذا لا إشكال فيه عربي أصلاً واستعمالاً، استعمال ذات بمعنى صاحبة هذا لا إشكال فيه وليس النقاش فيه.
{عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} بمعنى نفس، وقد بين صاحب المصباح أن أصلها عربي، ولا التفات لمن قال: ليست على استعمال العرب.
السؤال: هل تثبت الصفات بقول الصحابي؟ على القولين المشهورين، يقول، نسب لي أنا قلت: الصحيح نعم، أمثلة على إثبات الصفات بقول الصحابي أولاً: الذات جاء في البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهم في ذات الله" أخرجه البخاري موقوفاً، وقد صرح في مسلم وأبي داود والنسائي وأحمد بالرفع، فهل تعل رواية الرفع برواية الوقف؟ وأقول: سواءً كان الأثر موقوفاً أو مرفوعاً فالذات تضاف لله تعالى، ويثبت للموقوف حكم الرفع، وأيضاً جاء إثبات الذات عن ابن عباس موقوف بإسناد حسن، وعن حسان حين أنشد النبي -عليه الصلاة والسلام- بإسناد صحيح، وهناك آثار كثيرة منها المرفوع ومنها الموقوف في إثبات الذات، لكن البعض منها قد لا يدل على إثبات الذات بمعنى النفس، ولكن بمعنى من أجل الله، أو في جهة الله، ومنه قول خبيب: وذلك في ذات الإله وإن يشأ
وكذلك ما جاء عن أبي هريرة في قصة إبراهيم، ولشيخ الإسلام كلام في مجموع الفتاوى، وفي الصواعق لابن القيم، والسلسلة الصحيحة والضعيفة، وفتح الباري، ثم من باب الاستطراد جيء بمسألة العزم، وأنه ثبت بقول أم سلمة.
نذكر أننا أوردنا حديث: تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله، تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله، وهذا هو، هذا هو اللي يدل على المراد، هذا الحديث هو الذي يدل على المراد لو صح، لكن فيه كلام لأهل العلم، يعني لو صح صار هو القاطع، هو القاطع في المراد بمعنى النفس، وما عداه من قول إبراهيم، من قول أبي هريرة: ثلاث كذبات في ذات الله، وقول خبيب، وما أشبه هذه الأقوال ليس المراد بها الذات بمعنى النفس، وإنما يراد بها من أجل، من أجل الله، نذكر فيه كلام، يعني الحديث هذا لو ثبت كان نص قاطع؛ لأنه يدل على المراد لكن فيه كلام لأهل العلم.
هذا ملخص يقول، نعم؟
طالب:.......
إيش هو؟
طالب:.......
بالنسبة لاستعماله في النفس محدثة، محدثة وليدة، إلا لو صح الخبر تفكروا، يعني لو صح الخبر لكان المعول عليه، لكن الكلام أن الحديث فيه كلام لأهل العلم.
طالب:.......
إيه؟
طالب:........
اللفظ ثابت ما فيه شك، واللفظ عربي، لكن تنزيل اللفظ على المراد هو الذي يحتاج إلى مزيد تأمل.
هنا يقول: ملخص ما قاله في المصباح المنير: ويكون بمعنى صاحب فيعرب بالواو والألف يعني ذو، والياء ولا يستعمل إلا مضافاً إلى اسم جنس فيقال ذو علم، وذو مال، وذوا علم، وذوو علم، وذات مال، وذواتا مال إلى آخره، وأما قولهم: في ذات الله فهو مثل قولهم: في جنب الله، ولوجه الله، وأنكر بعضهم أن يكون ذلك في الكلام القديم ولأجل ذلك قال ابن برهان من النحاة: قول المتكلمين: ذات الله جهل؛ لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث، فلا يقال: علامة، وإن كان أعلم العالمين، قال: وقولهم في الصفات الذاتية خطأ، أذكر أنا جبنا هذا الكلام، يعني ذكرنا هذا الكلام في شرح الواسطية، وقولهم: الصفات الذاتية خطأ أيضاً؛ لأنه واحد من الإخوان جابه لي ونسيته عندي في البيت يعني، جاء أحضره لي.
وقولهم: الصفات الذاتية خطأ أيضاً فإنها نسبة إلى ذات.
هذا يقول: إن الإخوان يسألون عن هناك درس غداً يوم الخميس؟
إن شاء الله في درس هذا الذي استقر عليه الأمر بعد تردد، لكن إن شاء الله في درس.
وما قاله ابن برهان فيما إذا كانت بمعنى صاحب والوصف مسلم، والكلام فيما إذا قطعت عن هذا المعنى واستعملت في غيره بمعنى الاسمية، نحو {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(119) سورة آل عمران]، والمعنى عليم بنفس الصدور، أي ببواطنها وخفاياها، بذات الصدر هل هو بذات الصدور نفسها، أو بما فيها وما يحوك فيها ويتردد فيها؟
وقال النابغة:
ذات الإله ودينه القوي فما يرجون غير العواقب
يقول:
مجلتهم ذات الإله ودينه القويم فما يرجون غير العواقب المجلة، بالجيم الصحيح، أي كتابهم عبودية نفس الإله.
وقال: الحجة في قوله: {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(119) سورة آل عمران] ذات الشيء نفسه، والصدور يكنى بها عن القلوب، وقال أيضاً في سورة السجدة: ونفس الشيء وذاته وعينه، هؤلاء وصف له.
وقال المهدوي في التفسير: النفس في اللغة على معان: نفس الحيوان وذات الشيء الذي يخبر عنه، فجعل نفس الشيء، وذات الشيء مترادفين، فجعل نفس الشيء، وذات الشيء مترادفين، وإذا نقل هذا فالكلمة العربية لا التفات إلى من أنكر كونها عربية فإنها في القرآن وهو أفصح الكلام.
أما كونها مستعملة عند العرب وجاءت بها النصوص وجاءت في القرآن، هذا لا أحد ينكره، لكن الكلام على تنزيل هذه الكلمة على ما يذكر في كتب العقائد من أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وأنه يراد بالذات النفس، الشيء نفسه.
نعم يقول: التسهيل والتكميل في فقه متن خليل،
يقال: نفسه كما قال: كتب |
|
ربكم الآية أما من نسب ملته شرعته سبيله لا للضمير أو للفظ الله |
يعني ما يقال ذات الله، ذات الإله، والأصل أن تضاف للإله، كما قال خبيب: في ذات الإله، لا للضمير، لا يقال: ذاته، أو للفظ الله، أو هذه عطف للمنفي أو للمثبت؟ هاه؟
طالب:.......
الآن أو، يقول:
والأصل أن تضاف للإله |
|
لا للضمير أو للفظ الله |
الأصل أن يكون على أقرب مذكور، لكن من حيث المعنى إذا قلنا: ذات الإله أو ذات الله؟ أما إذا قلنا: ذاته فأشبه ما تكون مؤكدة، أشبه ما تكون بالتأكيد، نعم.
طالب:.....
يعني ما يقال ذات زيد؛ لأنه قال:
والأصل أن تضاف للإله كما قال خبيب لا للضمير أو للفظ الله، إيش الفرق بين أن تضاف للإله، أو تضاف لله؟
والله مقتضى استعمالهم أن ما في إشكال، ثانياً: من أطلق عبارة ذات الله من القدماء فإنما يقصد سبيله، أو ملته، أو شرعته، فلو قال: ذات الله ومعناه أضاف الذات إلى الله، والمقصود إذا كان ذلك بالنص أو في كلام السلف مثل سبيل الله، أو ملة الله، أو شريعة الله،
أي اعلموا: أن ثم مضافاً إلى الله، أي مملوكاً لله مثل ملته أو شرعته أو سبيله.
إطلاق الذات على الله في مقابل الصفة اصطلاح حادث، وبهذا نعلم أن لفظ ذات إنما جاء على إطلاقه في إطلاقه على مقابل الصفة في العصور المتأخرة، وإن كان بعض أئمتنا يطلقه لكنه يقصد بذلك المجاراة وأصبحت كلمة دارجة في عرف الناس والناس يقولون: خطأ مشهور خير من صواب مهجور، وهذه الخيرية نسبية؛ لأنها إذا كانت تقتضي إثباتاً أو نفياً في مجال الاعتقاد فليس كذلك؛ لأن المقصود به الإفهام والمجاراة، فإذا كان الناس لا يعرفون مقابل الصفة إلا بالذات فإننا نقيس عليه هذه الكلمة، وإن كانت ليست في لغة العرب أصلاً، فليس في لغة العرب لفظ ذات تطلق على مقابل الصفة وإنما هي من ألفاظ المتكلمين التي اندرجت بالعربية فأصبحت دارجة فيها، فهي من الكلام الدارج، أما استعمالها بكثرة فهو موجود في كلام بعض من ينتسب إلى السلف كشيخ الإسلام وابن القيم ومن جاء بعدهم.
ننظر في كلام ابن القيم في هذه المسألة، ننقل كلامه. وأما قوله، قال: وأما النفس، من الذي قال؟ قال: يعني السهيلي، يعني السهيلي قال: وأما النفس فعلى أصل موضعها إنما هي عبارة عن حقيقة الموجود دون معناً زائد، وقد استعمل أيضاً من لفظها النفاسة والشيء النفيس فصلحت للتعبير عنه سبحانه بخلاف ما تقد من الألفاظ المجازية، وأما الذات فقد استهوى أكثر الناس لا سيما المتكلمين القول فيها، أنها في معنى النفس والحقيقة، ويقولون: ذات الباري هي نفسه، ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم- في قصة إبراهيم: ((ثلاث كذبات كلهن في ذات الله)) وقول خبيب: وذلك في ذات الإله، شفت في ذات الله، في حديث إبراهيم في البخاري حديث أبي هريرة في ذات الله، وقول خبيب في ذات الإله، فلا فرق، فتكون أو لفظ الله معطوفة على لفظ الإله في آخر الشطر الأول، وذلك في ذات الله، قال: وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا، ولو كان كذلك لجاز أن يقال: عبدت ذات الله، واحذر ذات الله، كما قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} [(28) سورة آل عمران]، وذلك غير مسموع، ولا يقال إلا بحرف فيه الجارة، وحرف فيه للوعاء وهو معنى مستحيل على نفس الباري إذا قلت: جاهدت في الله، وأحببت في الله محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة، لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء؛ لأن في ظرفية، وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته، فيكون الحرف على بابه كأنك قلت: هذا محسوب في الأعمال التي فيها مرضاة الله وطاعته، وأما أن تدع اللفظ على ظاهره فهو محال، وإذا ثبت هذا فقوله: في ذات الله، أو في ذات الإله، إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله، فذات وصف للديانة، وكذلك هي في أصل موضوعها نعت لمؤنث ألا ترى أن فيها تاء التأنيث، وإذا كان الأمر كذلك، وقد صارت عبارة عما تشرف بالإضافة إلى الله -عز وجل-، لا عن نفسه سبحانه، وهذا هو المفهوم من كلام العرب، ألا ترى إلى قول النابغة: مجلتهم ذات الإله ودينهم...
وقد بان غلط من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيفت إليه.
وهذا من كلامه من المرقصات فإنه أحسن فيه ما شاء، وأصل هذه اللفظة هو تأنيث ذو بمعنى صاحب، بمعنى صاحب، فذات صاحبة، كذا في الأصل، ولهذا لا يقال: ذات الشيء إلا لما له صفات، ونعوت تضاف إليه، فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت، ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن برهان وغيره على الأصوليين قولهم: الذات، قد لا مدخل للألف واللام هنا كما لو قال: الذو في ذو، وهذا إمكان صحيح والاعتذار عنهم أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء، وحقيقته، وعينه، فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرفوا باللام وجردوها، ومن هنا غلطهم السهيلي فإن هذا الاستعمال والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي فإن العرب لا تقول ذات، لا تكاد تقول ذات الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته، وهذا كجنب الشيء إذا قالوا: هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته، لا يريدون غير هذا البتة، فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة، ظن من ظن أن هذا هو المراد بقوله: ((ثلاث كذبات في ذات الله)) وقوله: وذلك في ذات الإله، فغلط واستحق التغليط،........ كالجنب في قوله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [(56) سورة الزمر]، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال هنا فرط في نفس الله وحقيقته، ويحسن أن يقال: فرط في ذات الله, كما يقال فعل كذا في ذات الله، وقتل أو قُتل في ذات الله، أو صبر أو صَبر في ذات الله فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصر، والله الموفق والمعين.
طالب:........
هاه؟
طالب:.......
هذا المجلد الثاني صفحة أربعمائة، وأنا أذكر أننا قلنا كلام يمكن في محاضرتين في درس الواسطية، نعم.
طالب:.......
في سبيله، في سبيله ومن أجله، من أجل شرعه ودينه، كل هذا، هذا هو الأصل في الاستعمال، وأما استعمال الذات بمعنى النفس مولد، لكنهم استعملوه في أمر لا يلتبس؛ لأنه لما مر كلام، الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، المنصوص عليه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} [(28) سورة آل عمران]، نفسه، ما قال ذاته، فاستشكلنا في شرح الواسطية هذا الكلام وجرت البحوث مع الإخوان وفي كلام طويل.
طالب:.....
مطبوع، على كلامه مطبوع
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فيقول المؤلف -رحمه الله- تعالى:
فعقدنا الإثبات يا خليلي |
|
من غير تعطيل ولا تمثيل |
هنا وكل من أول في الصفات، أو فكل من أول إما بالتفريع على ما تقدم.
فكل من أول في الصفات |
|
كذاته من غير ما إثبات |
كذاته، وهذا الذي جعلنا نستشكل هذه الكلمة ونطلب فيها ما نطلب.
كل من أول فقد تعدى،
فكل من أول في الصفات |
|
كذاته من غير ما إثبات |
الفاء هذه واقعة في خبر كل، وكل باعتباره من ألفاظ العموم فهو مشبه للموصول، والموصول مشبه للشرط، ويستحسنون إدخال الفاء في مثل هذا فقد تعدى، تجاوز واستطال على، على الله -جل وعلا-، استطال على كتابه، وعلى ما ثبت عن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، تعدى ما حد له، وتجاوزه، واستطال، واجترأ.
طالب:.........
المقصود يعني إذا استطال على الله -جل وعلا-، وعلى كتابه، وعلى سنة نبيه فالبقية تبع.
"واستطال واجترأ" من الجرأة ولا يسلك مثل هذا المسلك إلا شخص جريء، والجرأة قد تطلب في بعض المواطن، لكنها تذم في بعض المواطن، نعم إذا كانت الجرأة لها ما يسندها، ويدل لما تقتضيه من الكتاب والسنة هذا على العين والرأس، وبعض الناس عنده جرأة، وبعض الناس عنده جبن، فالناس حيال النصوص طرفان ووسط، بعضهم عنده جرأة، وجرأة لا تستند إلى أصل هذه مذمومة، وبعض الناس عنده جرأة لكنها تأوي إلى ركن شديد وإلى أصل، يعني هل جرأة هؤلاء الكتاب الذين يتطاولون على الدين، وعلى أهله، وهم لا يعرفون مبادئ العلوم مثل جرأة شيخ الإسلام في بعض فتاويه التي نسب فيها إلى أنه خالف الإجماع، هل نستطيع أن نقول هذا؟ يعني الأئمة الأربعة وأتباعهم على قول، ثم يأتي شيخ الإسلام ويختار غيره، هذه لا شك أنها جرأة، لكنها جرأة تستند إلى أصول وإلى قواعد شرعية، وإلى نصوص وإحاطة، وبعض الناس عنده جبن، هذا إذا كان مثلاً ما يأوي إلى علم، وإلى معرفة بنصوص الكتاب والسنة، والقواعد والمصالح والمفاسد، هذا محمود، لكن إذا كانت لديه القدرة على الاختيار، ثم يجبن ويتأخر عن الاختيار هذا مذموم، ولن ينال الإمامة بحال من الأحوال، وتجدون مثل هذا في كلام أهل العلم على الأحاديث، كلام أهل العلم على الأحاديث، يعني شيخ الإسلام يصحح ويضعف ومعوله في الغالب على المتن، ثم يأتي من يأتي ويقول بخلاف قول الشيخ تبعاً للسند، ما عنده إلا السند، ما يستطيع النظر في المتون، أو يجبن أن يتكلم في أخبارٍ أسانيدها جيدة، لكن كما أن التصحيح والتضعيف يكون مسبباً عن ضعف الأسانيد، يكون أيضاً عن ضعف المتون المشتملة على مخالفة، وبعض العلماء إذا وجد أحاديث متعارضة وأسانيدها مقبولة ليس عنده من الحيلة إلا أن يقول بتعدد القصة، يعني صلاة الكسوف مثلاً جاءت على صور، يعني ما حصلت إلا مرة واحدة في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن بعض الناس يقول: هذه الصور جاءت في صحيح مسلم، إذن تعددت القصة، ولو قال أهل السير: أن الكسوف ما حصل إلا مرة واحدة من باب صيانة الصحيح، وصيانة الرواة الثقات عن التوهيم، فبعضهم يجزم، شيخ الإسلام في هذا المقام أبداً قال: الكسوف ما حصل إلا مرة واحدة وقال: إن إبراهيم بن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما مات إلا مرة واحدة، لكن بعض الناس ما يستطيع أن يقول مثل هذا الكلام والخبر في أحد الصحيحين، لا يمكن أن شيخ الإسلام يقول: ((أحابستنا هي))، يعني زوجته لما حاضت النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((أحابستنا هي)) وشيخ الإسلام يقول: لا ما تحبس الرفقة، تتحفظ وتطوف وتمشي، يعني هذه جرأة جاءت من فراغ؟ ما جاءت من فراغ، من إحاطة بالنصوص، وإحاطة بالأصول، والقواعد العامة للشريعة سواءً وافقناه أو خالفناه، يعني فرق من شخص يأتي خالي الذهن وينظر في مسائل الدين ويجرؤ عليها، هذا آثم بلا شك، لكن مثل شيخ الإسلام مجتهد، والآلات كلها متوافرة فإن أصاب له أجران، وإن أخطأ له أجر، فالكلام على اجترأ.
فأقول: الجرأة أحياناً تكون مذمومة وهذا هو الغالب لا سيما بالنسبة لمن لم يتأهل، وأما بالنسبة للمتأهل فالجبن مذموم؛ لأنه يأتي مواقف لا بد من حسمها، وقد يكون هذا في تصور بعض الطلاب ما نصنعه في الدرس، نستطرد ونذكر المسائل والأدلة ثم إنه يعيا، نعم ما في راجح، هذا جبن، أحياناً نذكر الحديث ولا ننقل تصحيحه وتضعيفه عن غيره، مع أنه الحمد لله يعني بإمكاننا أن نصل إلى القول الراجح، لكن أنا كررت مراراً أننا بين يدي طلاب علم ليس المجال مجال تلقين، ليس المجال مجال تلقين، وإلا بإمكاننا نأتي بما نختاره من غير استطراد كما يفعله كثير من شيوخنا الذين يقصدون من أجل معرفة أقوالهم في المسائل، يعني الذي يأتي لشيخ كبير لا يريد اختياره، وإلا ارجع للكتب، لكن حنا عندنا ما جاء الطلاب لمعرفة رأي فلان وإلا علان، يبون العلم مبسوط ويدركون منه ما يدركون، ويقيسون عليه ما لا يدركون، وهذا نوع من أنواع التربية، تربية طلاب العلم، يعني كثيراً ما يقال: إن الشيخ ابن باز -رحمه الله- تكلم عن الحديث بدقيقتين ثلاث، وأنت تتكلم عليه بساعتين، قلت: يا أخي اللي يجون يبون، اللي يجون للشيخ يبون رأي الشيخ، ما هم منتظرين من الشيخ يذكر خلافات وعلل وأسباب واستطرادات ولوازم ما ينظرون من الشيخ هذا، يبون رأي الشيخ؛ لأن الشيخ إمام، رأيه على العين والرأس يسلم به، لكن يجون طالب علم، يعني يتعلم مثل بقية الطلاب لا، يبون شيء يطلعوه له من بطون الكتب، واستطرادات وتنبيش وأشياء تنبههم على مسائل كانوا غافلين عنها، ففرق بين هذا وهذا، الجرأة التي يقصدها لا شك أنها لا تستند إلى أصل، ولذلك يقول:
فقد تعدى واستطال واجترى |
|
وخاض في بحر الهلاك وافترى |
خاض، خاض غمرات البحر، وغاص في لججه، بحر إيش؟ بحر العلوم، بحر الهلاك، خاض في بحر الهلاك؛ لأن كل الخير، الخير كل الخير في اتباع من سلف، كل الخير في اتباع من سلف، كل الخير في الاقتداء والاتباع للنصوص، أما الابتداع فقد كفيناه، خلاص عندنا نصوص، وكل بدعة ضلالة.
"وافترى": الافتراء هو الكذب، وكذب على الله وعلى رسوله وعلى سلف هذه الأمة وأئمتها.
حينما يقول: معنى استوى استولى، أو اليد النعمة، هذا قال على الله ما لم يقله، كأنه يقول: مراد الله من قوله: استوى، استولى، هذا كذب على الله، افترى على الله، وكذلك حينما يقول: ينزل ربنا، يعني ينزل أمره، كذب على الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ودخل في حديث: ((من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار))، افترى.
ألم ترَ اختلاف أصحاب النظر |
|
................................... |
يعني أصحاب الكلام يسمونهم أهل النظر، في مقابل أهل الأثر
"ألم ترَ اختلاف أصحاب النظر فيه، يعني في نظرهم وكلامهم، وبون شاسع، وفرق كبير جداً بين أقوالهم، وكفاهم عيباً تناقض قولهم، فشخص من كبار المتكلمين يقول: هذا مما يجب، والثاني يقول: مما يستحيل، كيف نوفق بين الأمرين؟ تناقض ظاهر، يعني لو قال واحد يجب، وقال: يجوز يعني فيه ممكن شيء من....... لكن التباين، قال واحد: يجب، والثاني يقول: يستحيل في حق الله، أليس هذا هو التناقض؟ فكيف يقلد أمثال هؤلاء؟
ألم تر اختلاف أصحاب النظر فيه |
|
وحسن ما نحاه ذو الأثر |
فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر، أهل الأثر متفقون ما عندهم اختلاف، وأهل النظر كل واحد منهم يستقل برأي، لا تجدهم يجتمعون على رأي، يعني نظير ما قال الحافظ ابن كثير: اجتمع عشرة من النصارى لبحث قضية فصدروا عن أحد عشر قولاً، صدروا عن أحدى عشر قولاً، لكن أهل الأثر؛ لأن أصلهم واحد فقولهم واحد، لماذا؟ في المسائل التي لا تخضع للاجتهاد، في مسائل الاعتقاد، أما مسائل العمل المسائل العملية التي يدخل فيها الاجتهاد فقد يختلفون فيها، والاختلاف المذموم هو الاختلاف فيما لا يقبل الاجتهاد، وأما الاختلاف في المسائل التي تقبل الاجتهاد، في المسائل العملية مما حصل من الصحابة ومن بعدهم هذا اختلاف محمود، لماذا؟ لأن الإنسان على أي حال مأجور إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، ولذلك كل من كتب في الفرق في مقدمة كتابه يذكر حديث الافتراق ثم يقول: لا يدخل فيه أصحاب المذاهب الفقهية؛ لأن اختلافهم مما يسوغ فيه الاختلاف وقد حصل مثله، يعني هذا الاختلاف حصل من الصحابة تجد لأبي بكر قول، ولعمر قول، هل نقول إن هذا اختلاف أ صحاب النظر؟ لا، لأن هذا الإنسان مأمور باتباع النصوص، لكن النص بفهم من؟ بفهم من لديه الأهلية للفهم، واكتملت عنده آلة النظر في النصوص ممن يستطيع أن يتعامل مع هذه النصوص على مقتضى القواعد العلمية، ويخرج لنا أو ينبت فينا ممن ينتسب لديننا نابتة الآن تقول: إن النصوص غير صالحة للاستعمال لماذا؟ لأنها تحمل وجوب، ونتدين لله على فهم من؟ قيل مثل هذا الكلام، على فهم من؟ وكنا نتبع مشايخ يأطروننا على قول واحد فبين أن أقوال كثير منها مرجوحة، ثم تبين لنا، عند من؟ حتى قال واحد: مليون فهم للإسلام، فلان يفهم، وفلان يفهم، احنا مكلفين بفهم من؟ إذن النصوص غير صالحة، نسأل الله العافية، إيش معنى هذا؟ معنى هذا أننا نتخلى عن ديننا، إذا وصلنا إلى هذا الحد.
هذا الكلام ليس له حظ من النظر، إنما هو بفهم من لديه الأهلية للفهم، من لديه الأهلية، المتأهل الذي طرق الباب وولج إلى ما يريد من بابه، على طريقة سلف هذه الأمة وأئمتها، الذي يقول في القرآن برأيه هذا آثم ولو أصاب، الذي يفسر كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- من غير أمر يستند إليه آثم، ولذا يشترطون فيمن يتصدى لبيان الغريب، غريب الحديث أن يجمع بين اللغة والحديث، لا يكفي أن يأتي لغوي ويشرح الحديث، ما يكفي، لماذا؟ لأنه لا يستطيع أن ينزل الكلمة الغريبة بمجرد معرفته للغة، على مراده -عليه الصلاة والسلام-، حتى يكون محدثاً يعرف أن المراد من هذه الكلمة في هذا الموضع هذا المعنى، فاللغوي الصرف لا يكفي، المحدث الذي لا يعرف لغة العرب أيضاً لا يكفي، فإذا رجعت في كلمة غريبة في لسان العرب مثلاً وجدت عشرين معنى، ما الذي تختاره؟ تختار ما يؤيده السياق، والسياق إذا أردت أن تعرفه على صورته الواضحة لا بد أن تجمع الطرق، فبذلك تكون محدثاً لغوياً فتجمع بين الأمرين، أما محدث صرف لا علاقة له باللغة، أو لغوي صرف لا علاقة له بالحديث لا يجوز له أن يفسر الغريب.
الأصمعي وهو إمام من أئمة اللغة، ويحفظ ستة عشر ألف بيت، بعض، ستة عشر ألف قصيدة، بعض القصائد من مائتي بيت، ملايين البيت، يسأل عن الصقب ويقول: أنا لا أفسر كلام الرسول، لكن العرب تزعم أن الصقب اللصيق، فهذا الأمر لا بد منه، لا بد أن نجعل مثل هذا هو الذي يحد الضياع الذي تعيشه الأمة الآن، الآن كثير من طلاب العلم يتخبطون، يسمعون بعض المثقفين يتكلم بكلام له رنين، يعني يكون لديهم حصيلة لغوية وثروة ثقافية، فيتحدث يبهر السامع، لكن إذا نظرت إلى واقعه ووزنته بالميزان الشرعي إذا هو شبه عامي، ما يكفي أن يكون الإنسان عنده قدرة على الكلام، ولذلك في الملمات والمعضلات لا يحلها إلا أهل الرسوخ، ولو كان في باب الكلام وفي ترادف المعاني لو كان أقل من غيره، ولذلك:
ألم تر اختلاف أصحاب النظر |
|
فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر |
لماذا؟
فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى |
|
وصحبه فاقنع بهذا وكفى |
فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى -عليه الصلاة والسلام- وصحبه فاقنع بهذا وكفى
يعني هل لك وسيلة أو طريق أو صراط يمكن أن تسلكه يوصلك إلى الله -جل وعلا- من غير طريق النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ ما في، ما فيه طريق يوصل إلى الرب -جل وعلا-، إلى ما يرضيه، إلى جناته، وينجي من عذابه إلا عن طريقه -عليه الصلاة والسلام-، يعني من يزعم أنه يمكن أن يصل إلى الله -جل وعلا- من غير طريق الرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا إيش؟ كافر هذا، من النواقض، يعني كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، يزعم هذا أنه يسعه أن يصل إلى الله من غير طريقه -عليه الصلاة والسلام-
فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى |
|
وصحبه فاقنع بهذا وكفى |
ومر بنا في كتاب التوحيد: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، فأنت إذا سمعت نص عظمه في نفسك، واتبعه، واجعله هو قائدك، أما أن تقول: النص هذا محتمل، النص هذا قبله فلان، النص هذا رده فلان، النص أوله فلان، النص لا يؤيده عقل، لا، هذا كله لا قيمة له، أرأيت، أرأيت قال: اترك أرأيت باليمن، ابن عمر لما تكلم عن تقبيل الحجر فقال له شخص: أرأيت لو زحمت، أرأيت لو كذا، لو كذا قال: اترك أرأيت باليمن، أنت عليك أن تمتثل ولا لك دعوة بغير هذا، الاحتمالات التي يوردها بعض الناس للصد عن تطبيق السنة، هذه لا قيمة لها، لكن إذا قصد تطبيق السنة وعجز معذور، يعذر حينئذ أما في البداية قبل أن يبدأ بالعمل يقول: احتمال كذا، لا، لا، خلي احتمالاتك في بلدك، سم.
غير الباب، ويش هو؟
طالب:........
ويش اللي معك أنت؟ المتن الذي اعتمدته.
طالب:........
ما عليك، اقرأ الباب الأول واقرأ الأبيات، أنت عندك متن، تعتمد متن، جزاك الله خير، نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد:
قال المؤلف -رحمه الله- تعالى:
الباب الأول في معرفة الله تعالى:
أول واجب على العبيد |
|
معرفة الإله بالتشديد |
وسمعه سبحانه كالبصر |
|
بكل مسموع وكل مبصَر
|
فصل في مبحث القرآن العظيم، والكلام المنزل القديم
وأن ما جاء مع جبريل |
|
من محكم القرآن والتنزيل |
وليس في طوق الورى من أصله |
|
أن يستطيعوا سورة من مثله |
من مثله، نعم.
فصل في ذكر الصفات التي يثبتها لله أئمة السلف دون غيرهم من الخلف
وليس ربنا بجوهر ولا |
|
عرض ولا جسم تعالى ذو العلا |
فكل ما قد جاء في الدليل
سبحانه، سبحانه
نعم.
سبحانه قد استوى.
سبحانه قد استوى كما ورد |
|
من غير كيف قد تعالى أن يحد |
قلت بذاتِهِ، قل بصفاتِهِ
نعم
إذا قلت في الشطر الأول: بذاتِهِ، قل: عن صفاتِهِ
نعم
فلا يحيط علمنا بذاته |
|
كذاك لا ينفك عن صفاته |
فكل ما قد جاء في الدليل
بذاتِهِ، قل صفاتِهِ
يعني بدون عن يعني؟
لا، فيه عن، أنا ما أقول لك حرَّف، أقول: إذا قلت في الشطر الأول: بذاتِهِ، قل في الثاني عن صفاتِهِ، مو واحدة مجرورة والثانية ساكنة لا.
هاه؟
نعم.
فلا يحيط علمنا بذاته |
|
كذاك لا ينفك عن صفاته |
تمرها كما أتت في الذكر |
|
.................................. |
تمرها.
ضمها عندك؟
سم.
إيش عليها، الراء؟
السكون.
نعم
السكون
نُمِرُها، نُمِرُها، بالنون نُمِرُها
نُمِرُها كما أتت في الذكر |
|
من غير تأويل وغير فكر |
من غير فكر وإلا نكر؟
لا، فكر
هاه؟
فكر.
بالفاء؟
نعم.
طيب.
نُمِرُها كما أتت في الذكر |
|
من غير تأويل وغير فكر |
فصل في ذكر الخلاف في صحة إيمان المقلد في العقائد وفي جوازه وعدمه
وكل ما يطلب فيه الجزم |
|
فمنع تقليد بذاك حتم |
يكفي، يكفي.
في مطلع القصيدة المنظومة ذكر المؤلف أنه ألفها، وبناها على مقدمة، وستة أبواب وخاتمة، الباب الأول من هذه الأبواب في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك، في معرفة الله وما يتعلق بذلك، من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، وأسماءه تعالى وكلامه وغير ذلك، معرفة الله في معرفة الله، ومعرفته غير ممكنة إلا بواسطة ما جاءنا عنه في كتابه أو على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لماذا؟ لأن المعرفة إما أن تكون عن خبر صادق، أو مشاهدة، والمشاهدة منتفية، إذن لم يبق إلا الخبر الصادق، أو عن معرفة الشبيه والنظير، ولا شبيه له ولا نظير، ولا ند ولا مثيل، يعني إذا أنت ما رأيت فلان من الناس، زيد من الناس ما رأيته، لكن قال لك من رآه: إن أشبه الناس به فلان، تستطيع أن تتصور تصور إجمالي عن هذا الشخص الذي لم تره، أشبه الناس به صاحبكم، طيب صاحبكم جاءت صفاته بالتفصيل في كتب الشمائل، لكننا ما جاءنا تفصيل عن صفات المشبه، لما عرفنا النظير عرفنا نظيره، واحد ما أدرك مثلاً الشنقيطي مثلاً ولا رآه في صورة ولا شافه، لكن من أدركه يقول: شوف أقرب الناس إليه فلان، يصير عندك شيء من التصور، لكن الأوهام، الأوهام التي لا يمكن أن تدرك شيئاً غائباً تسمع كلام في شرط مثلاً ثم تتخيل شكل المتكلم، هل تصيب؟ الغالب أنك لا تصيب، وأنك إذا رأيته تفاجئ لماذا؟ لأن العقول لا تدرك، لا تدرك ما غاب عنها، شخص له مشاركات، وله أشرطة، وله كلام كثير، وكذا حرص واحد من المحبين لرؤيته وقال: لا بد أن أراه، لما رآه إذا جسمه ما هو بكبير، يقول: والله إني تصورته ما يدخل مع الباب، لماذا؟ لأنه ما رآه، كثيراً ما تسمع صوتاً ثم تحلل هذا الصوت، أو يخطر على بالك أن هذا لونه كذا، أو طوله كذا، أو عرضه، ثم تفاجئ بالعكس تماماً، لماذا؟ لأن العقول لا تستطيع أن تدرك ما غاب عنها، وإذا كان هذا فيما له نظير في الجملة فيكف بمن لا نظير له ولا ند له ولا شبه له؟ كيف يتصور من لا تدركه الأفهام ولا تبلغه الأوهام؟ يعني في الجملة لو تصورت شخصاً ما رأيته، يعني ما رأيت الشيخ الألباني، تقول والله إذا بدي؟؟؟؟ ويمكن تصوره على طول وإلا على عرض وإلا شيء، احتمال واحد بالمائة، اثنين بالمائة، خمسة بالمائة تصيب، لكن فكيف تتصور وتتخيل من لا نظير له ولا شبه له؟ لا يمكن، وبعض الناس يعجب بصوت من الأصوات سواءً كان مع اختلاف الجنس، فيتوقع أن هذه المرأة على قدر من الجمال، أو الخلق، أو الدين من خلال كلامه، ثم بعد ذلك يتبين العكس، أو المرأة تعجب بصوته في شريط، أو كذا ثم يتبين لها خلاف ما توقعت، وكل هذا لأن الإنسان بعقله المحدود لا يستطيع أن يتصور ما غاب عنه، التصور الذي يمكن أن يصفه به وصفاً مطابق للواقع، أما التخيل الذي قد يصيب والغالب أنه لا يصيب، هذا يمكن يتخيل، أما بالنسبة لله -جل وعلا- فلا يمكن أن يتخيله أحد، ولا يتوهمه متوهم إلا من خلال ما جاءنا عنه في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
يقول: في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، فذكر من الصفات في بداية حديثه عن الصفات، الصفات التي يتفق فيها الأشعرية، الصفات السبع مع السلف، يعني التي يثبتونها إثباتاً يختلف عن إثبات السلف على ما سيأتي، يختلف عن إثبات السلف، يثبتون سمعاً، يثبتون كلاماً ويثبتون لكن هل هو على إثبات على طريقة أهل السنة والجماعة في الإثبات؟ يقولون: سميع، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر؛ لأنه لا ارتباط عندهم بين البصر والإبصار، لا ارتباط عندهم بين البصر والإبصار، يعني مثل ما قلنا مراراً إن البصر سبب، والسبب معطل عندهم، فيمكن أن يرى وإن كان لا عين له، وإن كان أعمى عندهم ممكن أن يرى، ويمكن أن لا يرى وإن كان مبصراً، فلا ارتباط بين البصر والإبصار، ولا السمع ولا الاستماع وهكذا، فكونهم يثبتون الصفات السبع، وأهل السنة يثبتون الصفات السبع، أهل السنة يثبتونها على مقتضى النصوص، والمبتدعة يثبتونها بطرقهم الكلامية، وبوسائلهم، ومقدماتهم التي تحصل نتائجهم، عندهم مقدمات يبنون عليها النتائج، لكن هل المقدمات مسلمة لتكون النتائج مسلمة؟ لا، يعني إذا بنينا نتيجة على مقدمة غير مسلمة يعني كمن يسأل يقول: صاحب سيارة ينقل معلمات أو طالبات يسافر بهن دون محرم، إلى محل العمل ثم من مقتضى طول الطريق أن تأتي صلاة الصبح مثلاً، ولا يستطيع أن يمكنهن من الصلاة؛ لأنه يخاف عليهن، ويريد جواب، يريد نتيجة شرعية، نقول: مقدمتك ليست شرعية لتكون النتيجة شرعية، هاه
طالب:......
من إيش؟
طالب:.......
لكن هو يسأل، يقول هو، لماذا اضطر أن يسأل هذا السؤال؟ لأن المقدمة غير شرعية، فمن لازم ذلك أن تكون النتيجة غير شرعية، من لازم ذلك أن تكون النتيجة غير شرعية، وهؤلاء وضعوا مقدمات ابتكروها واخترعوها ثم بعد ذلك يريدون أن تكون النتائج لهذه المقدمات شرعية، فالإثبات موجود عند السلف ومن يقول بقولهم، وموجود عند الأشعرية يثبتون الصفات السبع لكن هل الإثبات هو الإثبات؟ لا، كونهم يثبتون الرؤية مثلاً، لكن ينفون الجهة، من لازم نفي الجهة نفي الرؤية، إذا لم يكن المرئي في جهة فلا يمكن رؤيته، وعلى كل حال سيأتي الكلام في هذا، وهل تثبت الجهة أو لا تثبت؟ محل كلام، وتحتاج إلى استفصال، من قال: هل نثبت أو لا نثبت إن كان المقصود بالجهة جهة العلو فهي ثابتة لله -جل وعلا- بالنصوص المتظافرة، وإن كان المقصود بجهة تحويه أو تحيط به فلا.
من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، التشبيه هنا لا يقتضي المشابهة من كل وجه، هم يثبتون ألفاظ كما يثبتها السلف، لكن يختلفون عن السلف في الوسيلة والنتيجة، في الغاية أيضاً يختلفون، -في النهاية؛ لأنه ليس من أثبت لفظاً على طريقة غير شرعية وصارت وصار إثباته لهذا اللفظ على خلاف ما يثبته السلف، أن يكون مثبتاً على ما سيأتي تفصيله في كلام السلف مقارناً بكلام الخلف.
وأسمائه تعالى، وكلامه وغير ذلك.
طيب من تعداد الصفات والأسماء، هذا فيه تقابل بين الأسماء والصفات، لكن الكلام، من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، وأسمائه تعالى، من تعداد الصفات والأسماء هذا فيه تقابل ما فيه إشكال، لكن وكلامه وغير ذلك أليس الكلام صفة؟ لماذا ينص عليه؟ يعني من باب عطف الخاص على العام للاهتمام به والعناية بشأنه؛ لأنه أفرد الكلام، والكلام في صفة الكلام وفي القرآن أكثر من بقية الصفات، فاحتاج أن يفرد له فصل مستقل نأتي عليه إن -شاء الله تعالى-.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.