بلوغ المرام - كتاب الجامع (01)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى- في كتابه بلوغ المرام: كتاب الجامع باب الأدب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصحه وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه» رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» متفق عليه وعن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه قال سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم فقال «البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس» أخرجه مسلم وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه» متفق عليه واللفظ لمسلم وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا» متفق عليه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يُلعقها» متفق عليه وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ليسلم الصغير على الكبير والمارّ على القاعد والقليل على الكثير» متفق عليه وفي رواية لمسلم «والراكب على الماشي» وعن علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجماعة أن يرد أحدهم» رواه أحمد والبيهقي وعنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» أخرجه مسلم.

وعنه عندك؟

نعم رعاك الله وتكلم عليه في الحاشية. هكذا قال وتكلم المحقق في الحاشية قال كذا في الأصول الثلاثة وهو خطأ والصواب أنه من مسند أبي هريرة كما ذكره الحافظ نفسه فيما مضى.

نعم.

أحسن الله إليك.

فيه دليل فيه دليل عند المؤلف لأن الحديث الذي يليه قال وعنه أي عن أبي هريرة.

وعنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل له يهديكم الله ويصلح بالكم» أخرجه البخاري وعنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يشربن أحدٌ منكم قائمًا» أخرجه مسلم وعنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال ولتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع» متفق عليه وعنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يمش أحدكم في نعل واحدة ولينعلهما جميعًا أو ليخلعهما جميعًا» متفق عليه وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء» متفق عليه وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» أخرجه مسلم وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كل واشرب والبس وتصدق في غير سرَف ولا مخيْلة» أخرجه أبو داود وأحمد وعلقه البخاري.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف رحمه الله تعالى في خاتمة كتب هذا الكتاب العظيم المفيد النافع: كتاب الجامع والكتاب مر التعريف به مرارًا والجامع لأبواب لا تلتئم تحت عنوان واحد الكتب السابقة أبوابها يضمها عنوان واحد وتندرج فيه فكتاب الطهارة جميع الأبواب كلها في هذا الموضوع كتاب الصلاة كذلك كتاب الحج كذلك جميع الكتب السابقة تندرج تحت العنوان الكلي الكبير أما أبواب هذا الكتاب فهي لا يجمعها إلا أنها في غير الأحكام ملحقة بالأحكام وليست من الأحكام التي يقصد أهل العلم التصنيف فيها في في باب الأحكام الذي تعارفوا عليه باسم الفقه وإن كان الفقه في الدين أعم وأشمل من الفقه المصطلح عليه فهذا الكتاب داخل في الفقه في الدين فقوله -عليه الصلاة والسلام- «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» يشمل جميع أبواب الدين شامل لجميع أبواب الدين فلا يختص بالفقه الذي هو الأحكام العملية وهذا الكتاب وهذه الأبواب التي تندرج تحت هذا الكتاب وإن كانت لا يربطها واضح بيّن إلا أنها مما يطلب من المسلم بل من أولى ما يعنى به المسلم لأنها تتعلق بالأخلاق ولا يوضع في ميزان المسلم أثقل من حسن الخلق والجامع يبدأ بالأدب الذي هو مع الناس كلهم ثم بالبِرّ الذي يتعلق بالإحسان إلى الوالدين ثم الصلة التي متعلقها حسن التعامل مع الأقارب وكذلك الزهد والورع فيما يتعلق في معاملة المسلم في معاملاته وفي كسبه وصرفه وإنفاقه وكذلك الترهيب من مساوئ الأخلاق التي على المسلم أن يجتنبها والترغيب في مكارم الأخلاق التي على المسلم أن يتحلى بها ثم بعد ذلك باب من أعظم أبواب الدين وهو الذكر والدعاء الذكر جاء فيه النصوص من الكتاب والسنة الأمر به في الكتاب والسنة والحث على ملازمته على سبيل العموم والخصوص الأمر بالذكر عمومًا ثم بأذكار معيّنة خاصة بألفاظها وأوقاتها فالأول من هذه الأبواب الستة الأدب والأدب في النصوص يراد به الأدب الذي تؤدب به النفس الذي تؤدب به النفس ويتحلى فيه المسلم بجميل الأخلاق وأفضل الصفات بخلاف الأدب الذي اصطُلح عليه وخُصص بعلم يدرس ويعتنى به وفيه المؤلفات الكثيرة، الأدب ومع الأسف أن كثيرًا من كتبه يشتمل على ما ينافي الأدب وإن اصطلح الناس على تسميته الأدب فالذي أُلِّفت فيه المصنفات الكبار والصغار واعتنى به الناس من القِدم ذلكم لأنه يوافق ما تهواه النفس شيء خفيف على النفس لأنه قصص وأخبار وأشعار يرتاح لها كثير من الناس مع أن طالب العلم الجادّ عليه أن يُعنى بالوحيين وما يخدم نصوص الوحيين وإذا نظر في هذه الكتب من أجل إجمام القلب وراحة النفس مع عدم التوغل في هذه الكتب وانتقاء الكتب التي فيها المحافظة على سمت المسلم لأن بعض كتب الأدب مع الأسف فيها إسفاف وفيها مجون والتي من أعظمها كتاب الأغاني وفيه ما فيه من مخالفات وفيه أيضًا مدح لما ذمه الله جل وعلا ورسوله والعكس هذا من أعظم الكتب عند القوم هناك كتب أخرى ومع الأسف أنه تولى تأليف بعضها علماء علماء شرعيين وبرروا وعللوا لفعلهم كما يُذكر عن ابن الوردي والراغب الأصفِهاني يعني الراغب صاحب المفردات وغيره من المؤلفات النافعة ألف كتابًا أسماها محاضرات الأدباء ومحاورات البلغاء والشعراء هذا من أردأ الكتب نسأل الله العافية يبررون أن الأدب شيء فن يختلف عن العلم وله ظروفه وأما العلم فله ظروفه أيضًا ما أدري من أين جاء الفصل بين هذا وهذا المسلم عليه أن تكون حياته مستقيمة على شرع الله ولا يبرر لنفسه أن يخرج عن شريعة الله وما أمر به في كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- تحت أي مبرر وتحت أي ضغط نعم القلوب يجب أن تُروّح ويخفف عنها وينظر فيما تستجم به لكن لا تصل إلى حد الممنوع والمحظور يعني جاء مدح الخمر وجاء مدح كثير من الفواحش في كتب هذه في كتب الأدب وجاء سياقها سياق مدح على ألسنة بعض المُجّان مع الأسف أن أهل الاختصاص يرون أن تنقية هذه الكتب من هذه الأفعال أو هذه القوال المُسِفَّة يرون أنها إهمال جانب مهم من جوانب الأدب فالذي حقق زهر الآداب في طبعته الأولى نعى على المؤلف أنه أهمل جانبًا مهما من جوانب الأدب يقول وهو المجون ويبرر ذلك وهو رجل من الأدباء الكبار لكن سيرته فيها ما لا يُحمد قال الحياة تفقد حيويتها حينما تكون هدىً خالص هل هذا أدب؟! أو من الأدب؟! أو يمكن أن ينسب إلى الأدب؟! إلا أنه من باب يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها هذا سوء الأدب وقلة الأدب ويسمونه أدب فعلى إخواننا المتخصصين في هذا الباب وهذا المجال أن يسعوا جاهدين لتنقية هذه الكتب ويصفوها من هذه الشوائب ليستفاد منها طالب العلم بحاجة إلى أن يقرأ شيء من الأخبار وشيء من القصص ولا يُنكر أنه يستفاد منها أحيانًا في العلم الشرعي لكن لا يكون ذلك مبرر على أن يقال مادام فيها فائدة أننا نوغل في اقتنائها وقراءتها يعني من مثال وإن كان نادر يعني أن تجد مثل هذا المثال في كتب الأدب وذكرناه في مناسبات أن قول أبي حاتم في جبارة بن المُغَلِّس بين يَدَيْ عَدْل الحافظ العراقي يقرؤها بين يَدَيَّ عَدْلٌ تكون توثيق ومشى على هذا لكن الحافظ ابن حجر لمّا قرأ في ترجمة جبارة والعلماء قاطبة على تضعيفه فكيف يُظن بأبي حاتم المتشدد أنه يوثقه ويعدله أوجس منها خيفة فبحث عن أصلها وش معنى بين يدي عدل؟ يقول فوجد في كتاب الأغاني قصة مسك منها طرف الخيط طاهر القائد المعروف على مأُدُبَة على عشاء ومعه بعض الصبيان الصغار من أولاد الرشيد وأحفاده يقول وبينما هو يأكل أخذ صبيٌّ هندباة إما قَرَع والا كوسة والا باذنجان فضربه في عينه وكان أعور طاهر فضرب العين السليمة فشكاه إلى أبيه وقال إنه ضرب عيني السليمة والأخرى بين يدي عدل العوراء تالفة دل على أن هذه الجملة تضعيف وليست توثيق يقول ابن حجر ثم بحث بعد ذلك تتبع قصة هذه الجملة فقال وجد في أدب الكاتب أن العدل بن جزء بن سعد العشيرة على شرطة تُبَّع فإذا أراد تبع قتل أحد سلّمه إلى العدل هذا قائد الشرطة يعني هو يراد قتله الآن حكم عليه بالهلاك بالتلف فقال الناس بين يدي عدل يعني أنه تلف خلاص انتهى مثل هذه الفوائد يمكن ما يطلع عليها إلا من خلال هذه القصص أو هذه الأخبار وهي قليلة لا يقال إنها كثيرة بحيث يعتني بها أهل العلم وطلاب العلم لا، ويبقى أن الإنسان يحتاج إلى شيء من الراحة والاستجمام لأن القلوب إذا تعبت كلَّت وأهم من كتب الأدب للاستجمام والراحة والاتعاظ والاعتبار كتب التاريخ كتب التاريخ التي يكتبها العلماء الثقات التي يكتبها الثقات وليس كل تاريخ ينبغي أن يعتنى به أو يصدق كل ما فيه يقول:

لا تقبلن من التوارخ كل ما 

 

جمع الرواة وخط كل بنان

بعض المؤرخين ليس بثقة فلا يعتمد على قوله لكن في كتب التواريخ التي كتبها العلماء الطبري ابن كثير ابن الأثير فيها استمتاع وفيها استجمام وفيها أيضًا اعتبار وادِّكار لأن السنن الإلهية واحدة لا تتغير فالذي حصل لهذه الدولة مما هو سبب في رفعتها أو زوالها إذا حصل نظيره في أي دولة كان سببًا لذلك يعني لو قرأنا على سبيل المثال في المجلد السادس من نفح الطيب وجدنا ما وقع فيه أهل الأندلس مما يشبه أوضاعنا وأحوالنا مما كان سببًا في زوال دولة المسلمين في الأندلس يعني الإنسان يقرأ مثل هذه الكتب ليعتبر يعني وصل الأمر بأهل الأندلس إلى أن جاءتهم الفتوى من المغرب بأن يتيمموا بالجدار الذي يتكئون عليه من الخلف كأنه يحك يده ويتيمم وأن يُصلُّوا بالطرف وخلعت أبوابهم ليدخلهم عليهم في كل وقت سنن إلهية لا تتغير ولا تتبدل نقرأ لنعتبر وندكر كتب الأدب فيها أيضًا مما يعين على تقويم اللسان وأيضًا تنشيط الطلاب من قبل المعلم إذا كان لديه أو عنده اطلاع على كتب الأدب وكتب التواريخ يثري الدرس ويشد انتباه الطلاب لأن الطلاب يملون تظهر عليهم علامات الملل والسآمة وبعضهم ينعس وبعضهم يتكلم مع جاره لكن إذا كان الدرس فيه ما يشد طالب العلم هذه من فوائد هذه الكتب والذي جر الكلام أن الأدب الشرعي شيء والأدب الذي يسمونه أدب الدرس شيء آخر لو قيل إنه على الضد ما بعد الكلام ما بعدنا لأنه يشكل إذا قيل ما شاء الله فلان دخل قسم الأدب بعض الناس يقول هنيئًا له وهنيئًا لمعارفه وأقاربه بيتأدب الأدب الشرعي وينتفع وينفع وعلى العكس من ذلك نعم لبعض المتخصصين دور في تعديل مسار الأدب وبعضهم على العكس تمامًا والله المستعان يعني من ما صُنف في الأدب في كتب السنة كتاب يسمى كتاب الأدب في الجوامع من كتب السنة وعلى رأسها صحيح البخاري فيه كتاب الأدب وله أيضًا الأدب المفرد البيهقي له كتاب في الأدب وكثير من أهل العلم صنفوا في الأدب والمراد به الأدب الذي يعتمد على النصوص على النصوص من الكتاب والسنة في رياض الصالحين الذي يسمعه المسلمون ويكرر ويردد عليهم هو في حقيقته في في الأدب ولا يستغني عنه طالب علم حتى يوصي كثير من أهل العلم بحفظه لأن بعض الناس يتجه إلى حفظ أحاديث الأحكام وينسى هذه الأبواب المهمة ويزعم أنه إذا حفظ أحاديث الأحكام نعم هو على خير كبير وطالب العلم إذا حفظ أحاديث الأحكام وأسس فقهه على الحديث على خير عظيم لكن يبقى أن هناك أبواب من أبواب الدين لا بد منها ولا يستقل باسم الفقه الذي جاء مدحه في النصوص إذا اقتصر على أحاديث الأحكام هناك أيضًا مؤلفات تجمع الأحاديث وغير الأحاديث فيها أقوال أهل العلم في هذا الشأن منها بهجة المجالس للحافظ ابن عبد البر والآداب الشرعية لابن مفلح ومنظومة الآداب لابن عبد القوي وشرحها للسفَّاريني وإن كان فيه ما يلاحظ السفَّاريني عليه ملاحظات في الكتاب هذا والمقصود أن الكتب في هذا الباب كثيرة وعلى طالب العلم أن يُعنى بها قال رحمه الله باب الأدب وعرفنا أن الأدب أعم من البر والصلة الأدب مع جميع الناس والبر يختص بالوالدين والصلة بالأقارب الإمام مسلم ترجم باب الأدب والبر والصلة باب البر والصلة والآداب باب البر والصلة والآداب قدم البر ثم الصلة ثم الآداب الأهم فالأهم قال رحمه الله باب الأدب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «حق المسلم على المسلم ست» يعني مما يطلب من المسلم لأخيه المسلم إما وجوبًا أو استحبابًا فالحق أعم من أن يكون واجبًا لأن من الست هذه ما هو واجب ومنها ما هو مستحب حق المسلم على المسلم فالحق ينتظم الأمرين فمنه ما هو الواجب ومنه ما هو مستحب ست جاء في بعض الروايات خمس وجاء في نصوص أخرى حقوق كثيرة حقوق كثيرة والحصر بالست لأهميتها وإلا فهناك حقوق كثيرة للمسلم على المسلم «إذا لقيته فسلم عليه» السلام بذل السلام على من لقيته من تعرف ومن لم تعرف وهذا سبب لانتشار المحبة والمودة بين المسلمين «لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» لأنه طريق إلى المودة والمودة طريق إلى الجنة «إذا لقيته فسلم عليه» أمر والأصل في الأمر الوجوب الأصل في الأمر الوجوب لكن جماهير أهل العلم على أن البدء بالسلام سُنَّة لذلك يقولون السلام سنة ورده واجب «إذا لقيته فسلم عليه» بأن تقول السلام عليكم فتكسب عشر حسنات وإذا زدت ورحمة الله صارت عشرين وإذا قلت وبركاته صارت ثلاثين فعلى الإنسان أن يبادر إلى مثل هذه الأمور التي لا تكلفه شيئًا ولا ينتظر غيره لا ينتظر غيره أن يسلم عليه ما يقول كما يشيع على ألسنة كثير من الناس أن يقول الحق لي أنا أكبر منه أنا عمه أنا خاله أنا كذا أنا كذا لأنه جاء في الحديث وخيرهما الذي يبدأ بالسلام بادر قد يقول قائل مادام السلام سُنة ورده واجب خله يكسب سنة وأنا أكسب واجب والواجب أفضل نقول لا، «وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضته عليه» الفرض أفضل من السنة هذا الأصل لكن إذا كان السنة مشتمل على هذا الفرض إذا قلت السلام عليكم فقد امتثلت وبدأت فصرت فصرت خير الرجلين فبم تكون خير الرجلين إلا لأنك أعظم أجرًا «إذا لقيته فسلم» عليه بأن تقول السلام عليكم ولك أن تقول سلامٌ عليكم وأهل العلم يقولون ويخير بين تنكيره وتعريفه في سلام على الحي الحي أنت بالخيار إن قلت سلامٌ عليكم أو السلام عليكم أنت بالخيار لكن الميِّت إذا دخلت المقبرة تقول السلام عليكم بالتعريف لأن النصوص بالنسبة للأحياء جاءت بهذا وهذا   ﯛﯜ ﯞﯟ هود: ٦٩  أيهما أبلغ سلام الملائكة أو سلام إبراهيم؟ هذه يذكرها أهل العلم وهي متعلقة بمسألة نحْوية يقول أهل العلم إن سلام إبراهيم بالرفع أبلغ من سلام الملائكة بالنصب لأن سلامًا مصدر قائم مقام فعله وسلامٌ اسم والاسم أبلغ لأنه يدل على الاستمرار والفعل يدل على التجدد والحدوث إذا لقيته فسلم عليه وحينئذٍ يجب عليه أن يرد عليك ﯿ        ﰆﰇ النساء: ٨٦  فإذا قال السلام عليكم عليك أن تقول وعليك السلام ورحمة الله وبركاته إن شئت الزيادة وعليك السلام وعليكم السلام هذا لا بد منه النساء: ٨٦  يعني زد على ما قال أو ردها كما هي على الأقل لكن تعارف كثير من الناس أنه إذا قيل له السلام عليكم قال أهلاً وسهلاً أو يقول مرحبًا أهلاً وسهلاً ليس.. لا يوجد ما يدل عليها لكن مرحبًا فيها الأدلة جاءت أم هانئ والنبي -عليه الصلاة والسلام- يغتسل فقالت السلام عليك يا رسول الله فقال «من؟» قالت أم هانئ فقال «مرحبًا بأم هانئ» وفاطمة قالت السلام عليك يا أبتِ فقال «مرحبًا بابنتي» فبعض العلماء يقول أن مرحبًا تكفي ومنهم من يقول أن رد السلام واجب لا بد أن تقول وعليكم السلام وإن شئت فزد ما شئت مرحبًا أو غير مرحبًا طيب ما نقل أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال وعليك السلام يا أم هانئ وعليك السلام يا ابنتي ومرحبًا ما نقل هذا الذي يقول لا بد من رد السلام بلفظه يقول لا يلزم أن ينقل في كل مناسبة جاء البيان من الرسول -عليه الصلاة والسلام- في مناسبات كثيرة ولا يلزم أن ينقل رد السلام في كل مناسبة يكفي أن يُنقل فيما تقوم به الحجة ويلزم به ثم بعد ذلك لا يلزم يعني في قصة إبراهيم عليه السلام مع الملائكة يعني في سورة هود والذاريات فيها رد السلام لكن الحجر فيها رد السلام؟ في سورة الحجر ما فيها رد السلام هل نقول أنه يجوز هذا وهذا؟ خلاص نقل رد السلام في مناسبة ما يلزم أن ينقل في كل مناسبة وهذه قاعدة نحتاجها في كثير من المسائل إذا نُقل الحكم في مناسبة لا يلزم أن ينقل في كل مناسبة «إذا لقيته فسلِّم عليه» والسلام يرفع الهجرة بين المتقاطعَين لأنه قال وخيرهما الذي يبدأ بالسلام هنا ارتفعت الهجرة «لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيلتقيان فيعرض ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» الذي يبدأ بالسلام رفع الهجرة إن ردَّ عليه أخوه المسلم ارتفعت منهما وإن لم يرد عليه بقي قاطعًا هاجرًا وهل يكفي بين المتهاجرين المتخاصمين أن يسلم ويرد والقلب مشحون؟ أو لا بد أن يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل الهجرة؟ بعضهم اشترط هذا لأن بعض الناس عنده استعداد يسلم وعنده استعداد يرد لكن ما في القلب موجود «إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه» إذا دعاك دعوة إلى وليمة لكن إذا دعاك لشيء آخر لجلسة إذا دعاك لتعينه على أمر من أموره إذا دعاك لأي أمر من الأمور أهل العلم حملوا هذا على الوليمة والضيافة «دعاك فأجبه» الأصل في الأمر للوجوب لكن عامة أهل العلم على أن الدعوة لا تجب إلا وليمة العرس إلا إلى وليمة العرس هذه التي تجب إجابتها شريطة ألا يكون ثَمَّ منكر أما إذا غلب على الظن وجود منكر فإنها لا تلزم الدعوة إلا إذا ذهب بنية الإنكار إذا ذهب بنية الإنكار فإنه مأجور على إجابتها أما إذا كان لا يستطيع الإنكار أو يغلب على الظن أنه إذا أنكر يُحرج ولا يستطيع الخروج من المكان ولو لم يتغير فمثل لا يجب الدعوة وهل لا بد مع إجابة الدعوة من الأكل أو لا يلزم؟ يعني تقدم في باب الوليمة منهم من يقول لا يتم الامتثال إلا بالأكل لأن الإجابة وعدمها سواء إذا لم يأكل إنما دعي من أجل الأكل فإذا لم يأكل كأنه لم يُجب منهم من يقول أن الإجابة تحصل بمجرد الحضور الذي يجبر خاطر صاحبه لكن قد يخيّل للداعي أنه إذا حضر ولم يأكل أنه يتورع عن طعامه أو يتهمه بأن في ماله شبهة أو ما أشبه ذلك وحينئذٍ يأكل ليرفع هذا هذا الشك وجاء في الحديث «إذا دعا أحدَكم أخوه فليجب فإن كان مفطرًا فليطعم» أمر بالأكل إن كان مفطر «إن كان مفطًرا فليطعم وإن كان صائمًا فليصلِّ وإن كان صائمًا فليصل» والمراد بالصلاة عند الأكثر هنا اللغوية التي هي الدعاء ومنهم من يقول يصلي ركعتين ويمشي إذا كان صائمًا ويبقى في المفاضلة بين إتمام الصيام وبين الإفطار والأكل على حسب ما يترتب على ذلك على حسب ما يترتب على ذلك وسلمان فطّر أبا الدرداء وكان صائمًا فأمره بالفطر وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- «صدق سلمان» فإذا كان يترتب على الأكل والفطر من هذا الصيام النفل لا الواجب يترتب عليه زيادة في الصلة وجبر لخاطر أخيك مع أنك بإمكانك أن تصوم غير هذا اليوم يكون أفضل وإذا كان أخوك لا يحمل في نفسه شيئًا إذا أتممت صيامك فقد جاء قول الله جل وعلا: محمد: ٣٣  «وإذا دعاك فأجبه» طيب دخل سلمان وأبو الدرداء على عبد الله بن عمر إجابة لدعوته في مناسبة وقد تكون وليمة عرس هذا الذي يغلب على الظن فلما دخلا وجدوا حيطانًا مستورة فرجعوا وحصل لجمع من الصحابة مثل هذا حيطان مستورة فهم يكرهون ستر الجدران كراهية شديدة كراهية شديدة مع أن أهل العلم يقررون أن الكراهة تزول بالحاجة فإذا احتيج إلى ستر نافذة مثلاً من عن الشمس أو عن النور عند إرادة النوم أو ما أشبه ذلك تزول الكراهة عندهم وأهل التحري لا تكفيهم مثل هذه الحاجة هناك مندوحة في أن يكون الزجاج أسود مثلاً نعم هم يحجب النور لكنه يعفيك من قضية الستر الذي يكرهه خيار هذه الأمة فأقول إن الصحابة منعهم من إجابة الدعوة بعد أن حضروا مثل هذا ستر الجدران فكيف بمن يحضر ويرى ويسمع من المنكرات مع أنه ينكرها ويكرهها لكن يُحرج ولا يصرِّح بما في نفسه نقول مثل هذا لا تحضر أصلاً لا تحرج نفسك أو تحرج غيرك «وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصحه إذا استنصحك فانصحه» استنصح السين والتاء للطلب يعني طلب منك النصيحة فانصحه يعني ابذل لهم النصيحة وامحض لهم النصيحة والدين النصيحة والدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم لكل أحد وهذه من حقوق المسلم لأخيه المسلم أنه إذا استشارك وطلب رأيك ونصحك فانصحه قد يوجد تعارض بين بذل النصيحة والإمساك عنها أو النصح بغيرها بغير ما تقتضيه النصيحة جاءك شخص يستشيرك ويستنصحك في تزويج فلان مقتضى النصيحة لاسيما إذا كانت بالرد أنك لا بد أن تُبين فتقع في محظور آخر فهل تقدم هذا أو هذا؟ يعني مما تباح فيه الغيبة وبقدر الحاجة مثل هذا الباب هذا من النصيحة يعني بيان أحوال الرواة من النصيحة للأمة وإن كان مخالفًا للوقوع في عرض المسلم لكن المصلحة راجحة طيب «إذا استنصحك فانصحه» إذا تعارضت المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة جاءك طالب علم ويقول إنه رُشح للعمل الفلاني فما رأيك؟ مقتضى النصيحة التي يترتب عليها مصلحة الفرد تتعارض مع مقتضى النصيحة التي تتعلق بها مصلحة الجماعة قال لك والله رشحوني للقضاء وش رايك؟ وهو أهل وكفؤ مقتضى النصيحة الخاصة «فانصحه» هو صنيع سلف هذه الأمة أنهم يخافون ويخشون القضاء ويفرون منه ويُضرَبون عليه لكن مقتضى نصيحة الأمة المصلحة العامة تقول ادخل يتعين عليك ولو تركت قد تأثم ومثل هذا الكلام لكن أنت خالفت هذا النص «إذا استنصحك فانصحه» أنت نصحت الجماعة ولم تنصح الفرد مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد تنصحه بما تدين الله به بغض النظر هل يتخلص من هذه التبعات أو لا يتخلص؟ أمامك مصلحة جماعة ولو لم يتولَّ بمثل هذا لأنيط الأمر بمن ليس بكفؤ فمصلحة الجماعة مقدمة على مصلحته «وإذا استنصحك فانصحه» وهذا باب واسع جدًا يأتي طالب لشيخه فيستنصحه فيما يقرأ وفيما يحفظ عليه أن ينصحه بأفضل ما يُنصح به إلا إذا كان هناك تردد بين كتابين أيهما أفضل وأيهما الذي يبدأ به؟ فهذا محل اجتهاد لكن يأتي يقول عندي فراغ أو أريد أن أقرأ عليك النصيحة للشخص أن تنظر حاجته لا تنظر إلى حاجتك أنت لأن بعض المعلمين ينظر إلى حاجته هو إلى هذا الكتاب بغض النظر عن حاجة الطالب أو مصلحة الطالب هذا ليس من النصيحة «وإذا عطس فحمد الله فشمته» والأصل «فسمته» بالسين لكن الذي شاع «شمته» ومنهم من يقول هما بمعنى واحد «إذا عطس فحمد الله» إذا عطس الإنسان عليه أن يحمد الله جل وعلا لماذا؟ لأن العطاس يخرج الأبخرة من الرأس التي لو لم تخرج لأضرت به وأيضًا العطاس يفقد الإنسان العاطس توازنه فيحمد الله جل وعلا أن رده إلى هذا التوازن فهو أشبه ما يكون بالزلزال إذا عطس الإنسان ما يملك من نفسه شيء كما تزلزل الأرض وكل بحسبه فيحمد الله جل وعلا أن أعاد إليه هذا التوازن وأخرج منه هذه الأبخرة التي لو بقيت في رأسه لأضرت به فحمد الله شكرًا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى فحمد الله بهذا القيد «فشمِّته» مفهومه أنه إذا لم يحمد الله فإنه لا يُشمَّت عطس حمد الله تقول تشمته يقول الحمد لله تقول يرحمك الله ويرد عليك يهديكم الله ويصلح بالكم كما سيأتي «فحمد الله فشمته» طيب عطس ولا حمد الله عطس ولا حمد الله يشمت والا ما يشمت؟ المفهوم أنه لا يشمت طيب هل يُذكر بالحمد؟ هل يقال له احمد الله أو يقال الحمد لله من أجل أن يذكر فيه طريقة عند بعض الناس يكون جالس مثلاً ثم يمر شخص ولا يُسلم ثم يقول هذا الجالس السلام عليكم لا يقصد هذا الجالس السلام عليه إنما يؤنبه على ترك السلام نعم قد يقصد السلام عليه وهو جالس وسيأتي الأولى بالبداءة الأولى فيمن يبدأ بالسلام وقد يقصد تذكيره لكن كثير من الناس يستعملها على جهة التأنيب طيب عطس ولا حمد الله تقول الحمد لله؟ مر علينا من سنين في تفسير القرطبي حديثا عزاه لسنن ابن ماجه وبعد البحث الطويل ما وجدته في سنن ابن ماجه حتى في نسخ وفي مطبوعة ومخطوطة يقول «من سبق العاطس بالحمد من سبق العاطس بالحمد أمِن الشَّوص واللوص والعِلَّوْص» هذا حديث مرفوع لكن ما وجدناه لنبحث عن سنده والغالب أنه بهذه الصيغة مادام لا يوجد في دواوين الإسلام فإذا كان أحدكم قد وقف عليه يدلنا عليه، مقتضى هذا الحديث لو ثبت أنه إذا لم يحمد الله تسبقه بالحمد من أجل أن يحمد فتشمته وتحصلون الخير «وإذا عطس فحمد الله فشمته» عطس مرة مرتين ثلاث يرحمك الله يرحمك الله يرحمك الله ثم بعد ذلك يُدعى له لأنه مزكوم يدعى له بالعافية يدعى له بالشفاء شفاك الله وعافاك الله وهكذا طيب عطس هذه من حقوق المسلم على المسلم لكن ماذا عن غير المسلم ماذا عن غير المسلم يسلم عليه؟ سيأتي «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام» ومن باب أولى كل مشرك ومن كفر ببدعته لا يبدأ بالسلام «إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه» هذه حقوق المسلم على المسلم فلا يدخل غير المسلم في هذه الحقوق إلا إاذ ترتب على ذلك مصلحة راجحة «إذا دعاك فأجبه» النبي -عليه الصلاة والسلام- أجاب دعوة اليهودي لماذا؟ لأنه يترتب عليها مصلحة راجحة تأليف فقد يدعوه ويستجيب «إذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصحه» يعني هل يجوز أن يغش غير المسلم استنصحك فتغشه إذا عطس فحمد الله كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقول لهم ليشمتهم لكن إذا عطس غير المسلم لا يقال يرحمك الله يدعى له بالهداية وما في معناها «وإذا مرض فعده» من حق المسلم على أخيه أنه إذا مرض يعوده ونقل النووي الإجماع على أن عيادة المريض سُنّة نقل النووي الإجماع على أن عيادة المريض سنة مع أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى قال باب وجوب عيادة المريض باب وجوب عيادة المريض يعني ماذا عن النووي ونقل الإجماع هل نقول إنه خفي عليه قول البخاري؟ خفي عليه ترجمة البخاري باب وجوب عيادة المريض لا يظن به ذلك إلا إن كان أنه يرى أنه مسبوق بإجماع على الاستحباب يعني ما.. يمكن أن يخفى عليه ترجمة في مسند أبي عوانة في مستخرج أبي عوانة ممكن لكن في صحيح البخاري تخفى عليه؟! ما يظن به ذلك نقل الإجماع على على أن صلاة الكسوف سُنة وقال أبو عوانة في مسنده مستخرجه على صحيح مسلم باب وجوب صلاة الكسوف يعني يلتمس مثل هذا للنووي نقول خفيت عليه هذه الترجمة لكن في صحيح البخاري ما يمكن أن تخفى على النووي علمًا بأن النووي رحمه الله تعالى متساهل في نقل الإجماع «وإذا مرض فعده» إذا مرض المريض هذا من حق المسلم على المسلم لكن إذا مرض الكافر؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- زار الشاب اليهودي الذي يخدمه زاره في مرض موته ودعاه إلى الإسلام فاستشار أباه فقال أطع أبا القاسم فأسلم ونفعه الله جل وعلا بهذه الزيارة وزار النبي -عليه الصلاة والسلام- عمه أبا طالب وعرض عليه الإسلام فلم ينتفع المقصود أن زيارة المريض ولو لم يكن مسلم إذا ترتب عليها مصلحة راجحة فإنها تكون مشروعة «وإذا مات فاتبعه إذا مات فاتبعه» يعني من حق المسلم على المسلم أنه إذا مات يُجهز وهذه من فروض الكفايات ومن حق المسلم على إخواننا المسلمين أن يصلوا عليه وهذه من فروض الكفايات وجاء فيها «من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى تدفن فله قيراط أو فله قيراطان» إذا مات يتبع ويُشيع إلى قبره ويشارك في دفنه وهذه كلها من فروض الكفايات لكن يبقى أن فيها ثواب عظيم وهي من حق المسلم على المسلم وبعض الناس محروم نسأل الله العافية لا يتبع الجنائز ولا يصلي على الجنائز ولا .. وكثير من الناس إنما يفعل ذلك مكافأة مكافأة تقول لبعضهم ما رأيناك في جنازة فلان أو والد زميلك فلان يقول والله ما حضر جنازة والدي هذا ما هو موجود عند كثير من الناس؟ يُصرحون بهذا يعني لا يلحظون الأجر المرتب على ذلك فإذا كان فعل هذه الأمور من باب المكافأة لا يترتب عليه الأجر الموعود به قال رحمه الله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» متفق عليه لا شك أن هذه الدنيا فيها النافع وفيها الضار وفيها الخير وفيها الشر وفيها المعافَى فيها المبتلى يها الفقير فيها الغني فيها المريض فيها السليم وما من أحد إلا ويناله من نصَب هذه الدنيا وتعبها وشقائها ما كُتب له لكنه إذا نظر إلى نفسه وقارنها بغيره يجد نفسه خير من كثير من الناس في مجالات كثيرة فعليه أن ينظر ولو كان مبتلى ينظر إلى من هو دونه أسفل منه ليشكر النِعَم التي يستمتع بها والتي أولاها إياها وأعطاها إياه الله جل وعلا فقير ينظر إلى من هو أسفل منه قد يكون من أفقر الناس وقد يغلب على ظنه أنه أفقر الناس والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا هذا كيف ينظر إلى من هو أسفل منه يرى أنه أسفل الناس كلهم قد يقول قائل هذا ما له علاقة بالحديث نقول لا، له علاقات هذا الفقير الذي يجزم بأنه أفقر الناس ينظر إلى أغنى الناس وكيف فعل به المال ما فعل من الشقاء والتعاسة يعني لو قارنت بين حال هذا وهذا تجد هذا الفقير يأكل أكثر مما يأكل الغني وأفضل قد لا يكون في النوع في النوعية والجودة وكذا لكن يتلذذ بأكه يتلذذ لكن شوف الغني هذا اللي هو من أغنى الناس يعني إذا حسب الإنسان وقارن بينه وبين غيره لا بد أن يجد نفسه في كثير من الأمور يوجد من هو أسفل منه حتى في الأمور التي يجزم بأنها أفضل من حاله التي لو نظر إليها من جهات ثانية وجد نفسه أفضل بكثير من ممن أعطي أو ممن حُرم فإذا نظرنا إلى الشخص من حيث الصحة شخص مريض بمرض من الأمراض ينظر إلى سائر المرضى وفيهم من هو أشد منه مرضًا فقير قد يجد من هو أشد منه فقرًا وإذا لم يجد ينظر إلى حال الأغنياء يجده في كثير من الأحوال وفي كثير من الأحيان أسعد منهم هذا في أمور الدنيا عليك أن تنظر إلى من هو أسفل منك لتشكر نِعم الله عليك يعني إذا حرمت من نعمة تصوَّر إنسان أعمى يقول في هذه النعمة كيف أنظر إلى من هو أسفل مني؟ نقول انظر إلى المبصر الذي أعطاه الله جل وعلا البصر واستغله فيما هو وبال عليه وعذاب عليه أيهما أفضل؟ هذه نعم لكن يبقى أنها إذا استعملت فيما خلقت له صارت نعم لكن إذا استعملت في ضد ذلك صارت نِقم شخص يسمع وشخص لا يسمع نقول كيف أجد أنا لا أسمع ألبتة كيف أجد شخص أنظر إليه وهو أسفل مني في هذه النعمة نقول نعم انظر إلى من يستمع ما حرم الله عليه فهو في الحقيقة أسفل منك وهكذا يعني ما من شيء ولو تصورته أنت الأسفل لو نظرت إليه من جهة أخرى وجدت أنك أنت المعافى وذاك المبتلى فإنه أجدر وأحرى وأحق ألا تزدري وتتنقص نعمة الله عليك وتجد الشكاوى من الناس المريض تجده يئن ويشتكي وكل من رآه وعرض عليه أنا مريض وأنا مبتلى مريض من المرضى كبير سن قيل له يا أخي ما بلغ بك من المرض ما بلغ بأيوب النبي الصبور قال وش يدريك؟! تدري عن شيء؟! أيوب جُدر وعافاه الله يعني وصل إلى هذا الحد يعني أيوب ذكر في مرضه أشياء يعني تفوق الخيال ومع ذلك يقول.. لكن لو قال يعني عكس القضية وقال خير ونعمة أنا أتقلب بنعم الله أنا على أجر عظيم وخير عظيم مع هذا المرض وعظم الجزاء مع عظم البلاء لكن أقول أن بعض الناس لا يوفّق لشكر هذه النعم وبعضهم تجده دائما يلهج بذكر الله وحمده وشكره وفيه من المصائب وفيه من الآلام وفيه أيضًا من شظف العيش وفيه أمور كثيرة «انظروا إلى من هو أسفل منكم» يعني في أمور الدنيا «ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم» وأما في أمر الدين لا ينظر إلى من هو أسفل منه فيغتر لا ينظر إلى من هو أسفل منه في أمر الدين ينظر إلى من هو فوقه في الدين فينظر إلى نفسه بعين الازدراء والاحتقار وأنه مفرّط كيف لا يكون مثل فلان وفلان وفلان ومع الأسف أننا نسمع من بعض من ابتلي بالأسفار سمعنا من يقول أن أهل الجزيرة كلهم في الجنة ليش؟ يعني ما شفت وش عليه العالم كله من الجرائم والمنكرات والكفر وما دون الكفر هل هذه نظرة شرعية هذا ينسلخ من الدين وهو لا يشعر وإذا نظرنا إلى أنفسنا بهذا المنظار انتهينا لكن إذا نظرنا إلى من هو فوقنا ونظرنا إلى حالنا قبل، جَزَمنا بأننا من المفرطين وأن علينا أن نعود إلى رشدنا وإلى ديننا جاء في حديث أبي هريرة عند مسلم «إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخُلُق أو الخَلْق فلينظر إلى من هو أسفل منه» يعني إذا نظرت إلى شخص رزق مال وأسرة ووظيفة وكثير من الأمور التي ينظر إليها الناس على أنها من متع الدنيا وسعادتها لا بد أن تجد من هو دونك لأنك إذا قَصَرْت نظرك على هذا الذي هو أعلى منك ازدريت نعمة الله عليك لكن إذا نظرت إلى من هو دونك وستجد وهذا النظر إلى من هو دونك فيه نوع محاسبة يعني أنت تصور شخص أعمى مثل ما قلنا إذا قيل له انظر إلى من هو دونك كيف أنظر إلى من هو دوني؟ يراجع نفسه أن فيه ممن يبصر وهو دونه هذا فيه شيء من المحاسبة فيه شيء من مراجعة النفس أنت أراحك الله من كثير من الأمور يعني يذكر في كتب الأدب أن أعمى قيل له يا مَسكين فقدت عينيك التي تشاهد بها متع الدنيا قال لكنني في نعمة عظيمة ومتع الدنيا كلها ما تقابل مشاهدتك أنا عافاني الله وريحني من مشاهدتك لأن بعض الناس رؤيته قذى قذى العيون وبعض الأمور الثانية لكن لا شك أن نِعم الله جل وعلا إذا استعملت فيما يرضيه كالبصر والسمع والصحة والفراغ هذه نعم إذا استغلت فيما يرضي الله جل وعلا لا شك أنها خير خير من فقدها وعدمها ولذا جاء في مقابل فقد البصر «من فقد حبيبتيه فصبر فله الجنة» مما يدل على أنها بالفعل نعمة وأن وجودها خير من عدمها لكن ينبغي أن ينظر إلى الآثار المترتبة على الوجود والعدم قال رحمه الله وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم.. البر والإثم البر كلمة عامة جامعة لجميع أبواب الخير والإثم بضده فقال «البر حسن الخلق» تفسير البر بفرد من أفراده تفسير شرعي مألوف تفسير الشيء العام بفرد من أفراده شيء مألوف في النصوص لكنه لا يقتضي التخصيص لا يقتضي التخصيص «ألا إن القوة الرمي» في قوله جل وعلا: الأنفال: ٦٠  قال «ألا إن القوة الرمي» نعم الرمي فرد من أفرد القوة ولا يقتضي تخصيص القوة بالرمي إلا أنه إلا أن التنصيص عليه لأهميته وهنا التنصيص على هذا الفرد من أفراد البر حسن الخلق لأهميته وما وُضع في ميزان المسلم أثقل من حسن الخلق «والإثم» مقابله «ما حاك في صدرك» يعني لا ترتاح له تخشى أن تعرف بهذا الأمر وكرهت أن يطلع عليه الناس خشية من خشيةً من ملامتهم فإذا خشيت أن يلومك الناس على هذا الفعل فاعرف أنه من الإثم أخرجه مسلم حسن الخلق كثير من الناس يقول هذا الأمر ليس بيدي هذا أمر جُبلت عليه والذم والمدح إنما هو على الاختياري الذي أستطيع أن أفعله وأستطيع ألا أفعله لكن من جُبل على سوء الخلق هل يستطيع أن يترك يعني هل حسن الخلق غريزة أو مكتسب؟ الأصل فيه غريزة يعني يُجبل بعض الناس على حسن الخلق ويجبل بعضهم على سوء الخلق وبعضه مُكتسب فمن جبل على حسن الخلق قد يتسبب في إساءة خُلقه وقد يتسبب غيره في إساءة خلقه وجاء في ترجم محدِّث أنه من أحسن الناس خلقًا فمازال به الطلاب حتى صار من أسوأ الناس خلقًا بعضهم لا يقال كلهم، بعض الطلاب يسيء إلى الشيخ ويضجر الشيخ والشيخ كغيره من الخلق ظروفه مثل ظروفهم كثير من الطلاب يضجر الشيخ من الأسئلة حتى يمل ويعطيه من الكلام الذي ما توقعه من هذا الشيخ وبعض الشيوخ بعد الدرس يحتاج مثل ما يحتاجون يحتاج  إلى دورة مثلاً ويا شيخ يا شيخ من واحد إلى الثاني إلى الثالث أخيرًا الضحية آخر واحد فلا بد أن يسوء خلقه وإذا كثر عليه هذا الأمر صار صار عادة عنده فهو في الأصل غريزة ومنه ما هو مكتسب فيجبل الإنسان على حسن الخلق ثم يتسبب هو أو غيره إلى أن يسوء خلقه أو يسوء بعض خلقه وممن جُبل على سوء الخلق يتخلق ويتأدب ويحتشم ويقصر نفسه على بعض الأمور ويلازم عقلاء الرجال وأهل العلم والحلم ثم بعد ذلك يتخلق والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم فعلى كل حال على الإنسان إن كان من هذا النوع أو من ذاك النوع إن كان ممن جُبل على حسن الخلق أن يزداد في هذا الباب مما هو مكتسب ومن جبل على ضده أن يسعى جاهدًا لتحسين خلقه وأن يتحلم فيكتسب الحلم قال رحمه الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا كنتم ثلاثة إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس» لا يتناجى اثنان لأن الثالث سوف يتأثر سوف يتأثر وقد يخشى أو يخطر على باله أن الحديث عنه في ذمِّه أو في التآمر عليه إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر «حتى تختلطوا بالناس» يعني يكثر العدد فيجد من يتناجى معه أو يأمن معه من المؤامرة عليه إذا خشي ذلك فمع الكثرة يزول المحظور ادعى بعضهم أن هذا منسوخ أو أنه خاص بحال السفر التي يمكن أن يتناجى اثنان لمضرة ثالث ولا يجد من ينقذه لكن الحديث ليس فيه ما يقيده بل العلة منصوصة من أجل ذلك من أجل أن ذلك يُحْزِنه أو يَحزُنه» من أحزَن أو حَزِن من الثلاثي أو الرباعي العلة أنه يحزنه يعني تصور في جمع وأن إنسان جالس بجوارك ويتحدث مع زميل له نظير لك يعني ما له فضل عليك يترك الحديث معك ويتحدث إلى زميله الثاني ألا يوجد في نفسك شيء في في مجتمع في وليمة في عرس مثلاً تجده طول المدة يتحدث مع فلان وأنت ما يتكلم معك تجد في نفسك الناس جبلوا على هذا لا شك أن هذا يحزن وإذا كانوا ثلاثة فالأمر أشد لأن الثالث لا يجد من يتحدث معه هذا إذا سلِم من الشك في رفيقيه طيّب لو أن الثالث لا يحسن لغة الاثنين ولا يحسنون لغته أعجمي مع عربيين أو عربي مع أعجميين يقول لو تحدثنا معه ما استفدنا ولو تحدث إلينا ما استفاد الحكم عام الحكم عام المناجاة هي الكلام الخفي الكلام الخفي وفي حكمه الكلام الذي لا يفهمه الثالث إشارات لا يفهمها لغة لا يحسنها لو رفع الاثنان أصواتهما وتناجوا عند الثالث وهو لا يحسن لغتهم يحزن والا ما يحزن؟ نعم يحزن لأن رفع الصوت وجوده مثل عدمه المقصود من النهي عن المناجاة التي يرتفع هذا النهي برفع الصوت ليسمع الثالث فيأمن مع ذلك ويأنس بالكلام لكن إذا كان لا يحسن هذه اللغة فقد يحصل المحظور فيتناجيان فيتحدثان بما يضره وهو لا يشعر طيب ما فيه ثالث اثنان في مجلس والثالث يخدمهم ومن غير جنسهم ولا يفهم كلامهم نقول لا يتحدثان بحضرته؟ إذا كان جاء لخدمتهم فالذي يغلب على الظن أنه لا يحزنه أن العلة منتفية وما من أجله نُهي عن التناجي بين الاثنين مرتفع خادم يخدم اثنين ويتحدثان بلغتهما وهو لا يفهم هذه اللغة نقول إنه إنهما يتناجيان ويتحدثان بما يضره نعم قد يتحدثان بما يضره وقد يلمزانه بشيء أو ينكت أحدهما به على الآخر كل هذه مخالفات لكن العلة المنصوصة في الحديث مرتفعة لأنه يعرف كيف جاء ولم جيء به ويؤدي دوره ولا أكثر من ذلك، قال رحمه الله وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يقيم الرجلُ» «لا» هذه نافية ويراد منه النهي بدليل الرواية الأخرى «لا يقيمن» «لا يقيم الرجلُ الرجلَ في مجلسه ثم يجلس فيه» يعني إذا سبقه إليه من سبق إلى مباح فهو أحق به فلا يجوز لأحد كائنًا من كان أن يقيمه ويجلس مكانه وهو في الأصل مباح وإذا سبق إلى الصف فليس لأحد أن يقيمه بينهما ولا يقيم ولده من الصف إذا سبق إلى أي مكان فاضل وهو في الأصل مباح أحق به من غيره فلا يجوز لأحد كائنًا من كان إلا إذا كان سلطانًا فله حق التقدم لكن الأب أيضًا في البيت مثلاً له حق على ولده المعلم إذا كان له مكان معيّن في المسجد له حق على غيره هناك اختصاصات معتبرة شرعًا وإذا عُدمت هذه الاختصاصات فلا يسوغ لأحد كائنًا من كان يقيم غيره وكثيرًا ما نرى من الأتباع ما يخالف مثل هذا النهي تجد الشخص إما من أهل الجاه أو أهل السلطة أو أهل العلم له أتباع يتقدمونه إلى الأماكن العامة والمساجد والحرمين وغيرها حتى والمشاعر تجدهم يتقدمونه ليجهزوا له مكان وهؤلاء أجراء يسعون إلى رضاء من استأجرهم فتجدهم يسيؤون إلى الناس الرجل الذي استأجرهم لا يرضى بمثل هذا لا يرضى بمثل هذا لكن هم من أجل تحقيق رغبته التي بُذلت الأجرة من من أجلها تجدهم يسيؤون إلى الناس يأتي يتقدم قم قم هذا محل الشيخ الفلاني رأيناها هذه قم هذا محل فلان كثير من الناس يحسن في المجامع العامة بالطعام ويكل الأمر إلى ناس لا يحسنون التعامل مع الناس فيحصل بذلك من التضييق والإساءة إلى الناس ما يأثم بسببه إذا علم فعلى الإنسان إذا أراد أن يُحسن أن ينتقي من الأجراء من يحسنون التعامل مع الناس كثير ما تحصل الإساءات في الأماكن العامة في الحرمين على وجه الخصوص أقدس البقاع تجده إذا أراد أن يمد السماط من أجل أن يُفطِّر الناس يسيؤون قم يا فلان وبأسلوب غير مناسب هذا لا يجوز له أن يفعل هذا لكن بالأسلوب الطيِّب وبعض الناس خلقه يأبى عليه أن أن ينتظر إلى أن تأمره مجرد ما يرى السماط يتنحى وبعضهم يعاند لكن بالأسلوب الطيب يمكن أن يقضى على كثير من هذه المظاهر التي تسبب بعضها إلى أن وصل إلى حد المضاربة في الحرم ولو تأدبنا بمثل «لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا» نعم «تفسحوا» وهذا امتثال لأمر الله جل وعلا ﯿ المجادلة: ١١  امتثال لأمر الله جل وعلا أما أن يجلس الإنسان في مكان ضيق ويضايق على الناس أو يسعى في إقامة بعض الناس وتنفيرهم من مجالسهم هذا لا يجوز بحال «ولكن تفسحوا وتوسعوا» بعض الناس عرف بمكان وهو في الأصل عام لا يملكه ولا يخصه لكن عرف أنه إذا صلى الناس الجمعة له بضاعة عند الباب وباعها ثم جاء آخر سبقه إليه قال هذا محلي من سنين هل يستحق هذا الاختصاص؟ لا يستحقه، من جلس في مكان وسبق إليه وهو في الأصل مباح فاستحقه ولا يجوز لأحد أن يقيمه منه لكنه احتاج احتاج إلى أن يخرج ليعود قريبًا إما أن يجدد الوضوء أو يأكل شيء يعينه على البقاء أو ذهب إلى مكان في المسجد يعينه على طول المكث يعني هو جاء وسبق إلى الصف الأول فأراد أن يستند على جدار أو عمود ووضع شيئًا يحجز له المكان له ذلك مادام في المسجد أو ذهب وعاد إليه قريبًا أما إذا ذهب وتأخر فليس له أحقية في المكان وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يمسح يده حتى يَلعقها أو يُلعقها» «إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يمسح يده» يعني إذا بقي شيء من أثر الطعام والمراد باليد ما يؤكل به والأصل ثلاثة الأصابع فإذا احتيج إلى زيادة على ذلك لأن الطعام لا يستمسك مثلاً إلا باليد كلها فلا مانع لكن إذا كان مما يستمسك فالسنة أن يؤكل بثلاثة الأصابع إذا باشرت اليد الطعام وبقيت فيه بقي فيه بقية من الطعام فإنه لا يغسلها ولا يمسحها بمنديل حتى يَلعَقَها لأنه لا يدري علَّ البركة أن تكون في هذه البقية التي بقيت في يده وقد يكون هناك آثار طعام لها جرم فتغسل فتذهب إلى الأماكن المستقذرة لكن إذا لعقها أو أَلعَقَها من لا يستنكف من لعقها من خادم أو ولد أو زوجة أو ما أشبه ذلك إذا بقي ما بقي بعد اللعق هذا لا يستفاد منه فليغسل في أي مكان لكن إذا بقي ما له جُرْم من الطعام من النعمة فإنه لا يجوز أن يُغسل في الأماكن المستقذرة «إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يمسح يده حتى يلعقها» «فلا يمسح يده» لأنه قد يأكل طعام ويكون الطعام جاف كالتمر مثلاً التمر الجاف هل نقول لا تمسحه ولا تغسله حتى.. هي لا تحتاج إلى مسح أصلاً فلا تدخل في الحديث إنما الذي ينبغي لعقه أو إلعاقه هو ما يحتاج إلى مسح وهو ما يبقى من الطعام في اليد منه بقية وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ليسلم الصغير على الكبير والمارّ على القاعد والقليل على الكثير» «ليسلم الصغير على الكبير» الأصل في الصِغر والكِبر في السن الصغر والكبر الحسي المرتبط بالسن هل يمكن أن يقال يسلم الصغير في حجمه على الكبير في حجمه؟ هذا له دخل يدخل هذا فيه والا ما يدخل؟ لا، المقصود الكبير سِنًا والصغير سنًا فيسلم الصغير على الكبير سنًا وهذا ملحظ في كثير من النصوص ملحظ شرعي وجاء في الحديث «كبّر كبّر» وجاء في الأولى في الإمامة إذا استووا في الصفات المقدمة المؤثرة في الإمامة «فأكبرهم سنًا» هذا معتبر شرعًا هناك كبر وصغر معنوي لا حسي بأن يكون هذا عم لهذا وهو أصغر منه وعم الرجل صنو أبيه قد يكون هذا متصف بعلم مثلاً وهذا عامي وإن كان أكبر منه هذا معنوي هناك أشياء يمكن أن تلاحظ شرعًا لكن هل مما يلاحظ أن يكون أحدهما أكبر من الآخر مرتبة؟ أو مال مرتبة هذه في المرتبة العاشرة وهذا في التاسعة وظيفية مثلاً أو هذا دكتور وهذا.. هذه ملاحظ شرعية أو هذا ضابط وهذا فرد لأن عاد في العسكرية أقول شيء مُقدس عندهم هذا يعني الكبر والصغر عندهم هذا الحسي قد لا يلتفت إليه يعني تجد مثلاً فرد من الأفراد أو ضابط كبير سن وأصغر منه ضابط أعلى منه مرتبة أيهم أولى بالسلام في نظامهم وطريقتهم لا شك أن الأعلى بالمرتبة هو اللي يسلم عليه وهو الذي يعطى التحية فهل يدخل في مثل هذا أو لا يدخل؟ هناك نواحي كثيرة من في أمور التفضيل لكن العبرة بما جاء به الشرع فالمراد بالكبر والصغر في السن وهناك أيضًا أمور أمور شرعية قد يكون هذا أتقى وأورع فيكون أكبر كبرًا معنويًا ويبقى أن الصغير هو الذي يسلم على الكبير من باب احترام السلطان من أجل أن ينتشر سلطانه ويحترم قوله ويؤتمر أمره له شأن في الشرع وله حق على عموم الرعية فمثل هذا ينبغي أن يلحظ أما ما عدا ذلك لا سيما الأمور التي هي دنيوية بحتة مثل هذه لا اعتبار لها شرعًا ومع ذلك خيرهما الذي يبدأ بالسلام خيرهما الذي يبدأ بالسلام لو بدأ الكبير على الصغير صار خيرهما «لِيُسلم» اللام لام الأمر «ليسلم الصغير على الكبير» هذا الأصل «والمارّ على القاعد المار على القاعد» المارّ على القاعد لأن القاعد لو كُلِّف بالسلام على كل من يمر كل من يمر عليه السلام عليكم السلام.. لا شك أنه يلحقه مشقة بينما المار يسلم على هذا الجالس مرة واحدة فتتوزع هذه المشقة على المارين «والقليل على الكثير» والقليل على الكثير لأن حق الجماعة أو المجموعة أو الأكثر أولى بالمراعاة من حق الواحد أو الاثنين أو الأفراد متفق عليه وفي رواية لمسلم «والراكب على الماشي» الراكب على الماشي لأن الأدب الشرعي أن يُنظر إلى الشخص بعين العطف بعين العطف هذا الماشي الذي لا يجد ما يركبه هذا الراكب لو قلنا للماشي يسلم عليه وقد فُضِّل عليه بهذه الدابة يمكن أن يصاب بزهوّ وغرور زيادة على ما هو عليه إن كان من أهل رقة الدين بينما هذا الماشي الذي عنده شيء من الانكسار بسبب عدم ما يركبه يعني لا يجد ما يركبه تجد عنده شيء من انكسار النفس فيُجبر بأن يبدأ بالسلام بعض الناس يلحظ ملاحظ هي ليست شرعية ويستنكف أن يسلم على صبي أو يسلم على عامل مثلاً مع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يسلم على الصبيان والعامل أخوك يعني فضلك الله عليه بما فضلك من مال أو جاه لكن لا يعني هذا أنك تترفع وتتكبر عليه بذل السلام على العالم هذا أمر مطلوب ومفروغ منه مقرر شرعًا لكن دخلت في أماكن مزدحمة دخلت في أماكن مزدحمة شوارع مكتظة تسلم على العالم كلهم كل واحد السلام عليكم السلام عليكم المشقة تجلب التيسير فتسلم بقدر ما لا يشق عليك بعد هذا في حديث علي رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يُسلم أحدهم يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم» يعني مجموعة من الناس خمسة ستة عشرة مارين على قوم جالسين وسلم واحد منهم يكفي ويجزئ عن الجماعة أن يرد أحدهم» فالسلام مطلوب على سبيل الاستحباب المتأكد كفائيًا والرد واجب على الكفاية يعني إذا رد واحد يكفي ولذا قال «يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجماعة أن يرد أحدهم» طيب السلام على الآكل والشارب والتالي وعلى المجموعة في الدرس وعلى المصلي بالنسبة للآكل والشارب هذا ما ينقطع منه شيء يعني لم يشتغل بشيء يمنعه من رد السلام تالي القرآن منهم من يقول أنه يشغله عن التلاوة فلا يسلَّم عليه ومنهم من يقول يسلم عليه ويشير ويجيب ولو بالإشارة ويسلَّم على المصلي لأن لأنهم يسلمون على النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يصلي فيجيبهم بالإشارة ومنهم من يقول كل هؤلاء لا يسلم عليهم لأنهم مشغولون بعبادات فلا ينبغي أن يشغلوا عنها على كل حال ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أولى بالاتباع وأنه يسلَّم على القارئ وعلى الحلقة في الدرس وعلى المصلي ويجاب كل بحسبه فالمصلي لا يجيب بكلام لأن رد السلام لا يصلح في الصلاة وإنما يجيب بالإشارة كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل ومن عداه يجيب بحسب قدرته من يستمع الخطبة ويجب عليه الإنصات خطبة الجمعة مثلاً إذا دخل يسلم عليهم والا ما يسلم؟ هو بين أمرين إما أن يردوا فيأثموا لأنهم مطالبون بالسكوت أو يتركوا الرد والرد واجب فهل يسلِّم إذا دخل لصلاة الجمعة والإمام يخطب والا ما يسلم؟ الصحابة يسلمون على النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يصلي وهذا أشد من مجرد استماع الخطبة أو نقول إن السلام ممنوع لأنه كلام في أثناء الخطبة الجواب يعني يدخل ويجلس ما يسلم؟ لأنه مأمور بالإنصات وهل الإنصات والاستماع للخطبة من التهيؤ له بالجلوس أو يجب قبل ذلك يعني الآن الخطيب يخطب وصوته يسمع خارج المسجد والإنسان خارج من بيته يسمع الخطبة قبل أن يدخل المسجد يلزمه الإنصات؟ والآن ما بعد تهيأ للخطبة من يخرج من بيته يلزمه الإنصات؟ إلا إذا تهيأ وجلس ليستمع وإذا كان المصلي يسلَّم عليه ويجيب بالإشارة فلا مانع قبل أن يجلس لأنه إذا جلس وتهيأ للخطبة لا يجوز له أن يتكلم، أن يسلم ولا يجوز يشوش على الناس ثم بعد ذلك يجيبون كما يجيب المصلي بالإشارة.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. 

"