شرح مقدمة تحفة الأحوذي (02)

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه؛ أما بعد:

 

قال المصنف رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: "الفصل الثاني في علم الحديث دراية، وهو المراد عند الإطلاق، وهو علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد، وما يتبع ذلك. وموضعه الراوي والمروي من الحيثية المذكورة، وغايته معرفة ما يُقبل وما يُرد من ذلك، ومسائله ما يذكر في كتبه من المقاصد، كقولك: كل حديث صحيح يُقبل، وواضعه ابن شهاب الزهري في خلافة عمر بن عبد العزيز بأمره، وقد أمر أتباعه بعد فناء العلماء العارفين بالحديث بجمعه، ولولاه لضاع الحديث، واسمه "علم الحديث دراية"، وبقية المبادئ العشرة تُعلم مما تقدم؛ لأنه قد شارك فيه النوع الثاني الأول، كذا في حاشية الباجوري. انتهى ما الحِطة.

قلت: قد ظهر من هذه العبارات أن علم الحديث يطلق على ثلاثة معان: الأول: أنه علم تُعرف به أقوال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأفعاله وأحواله، وقد قيل له: العلم برواية الحديث كما في عبارة ابن الأكفاني والباجوري. والثاني: أنه علم يُبحث فيه عن كيفية اتصال الأحاديث بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حيث أحوال رواتها ضبطًا وعدالةً ومن حيث كيفية السند اتصالاً وانقطاعًا، وغير ذلك. وعلم الحديث بهذا المعنى الثاني هو المعروف بعلم أصول الحديث، وقد قيل له: العلم برواية الحديث وأيضًا كما في عبارة الكشف والحِطة، وقد قيل له: العلم بدراية الحديث أيضًا".

كشف الظنون على ما تقدم.

"وقد قيل له: العلم بدراية الحديث أيضًا كما في عبارة ابن الأكفاني والباجوري. والثالث: أنه علم باحث عن المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث وعن المراد منها، مبنيًّا على قواعد العربية وضوابط الشريعة ومطابقًا لأحوال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في عبارة الكشف. احفظ هذا، فاحفظ هذا.

وقال العلامة الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري في فتح الباقي شرح ألفية العراقي: الحديث ويرادفه الخبر على الصحيح ما أُضيف إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

طالب: أحسن الله إليك يا شيخ، أحسن طبعة لفتح المغيث يا شيخ شرح الألفية للسخاوي؟

السخاوي طبعة علي حسين على أربعة أجزاء.

طالب: هذه موجودة؟

نعم موجودة.

طالب: هذه حققها يا شيخ؟

نعم.

طالب: هل تعتبر يا شيخ فتح المغيث أفضل شروح الألفية؟

الأحسن، أفضل كتب المصطلحات...

"قيل: أو إلى الصحابي أو إلى ما دونه قولاً أو فعلاً أو تقريرًا أو صفة، ويعبر عن هذا بعلم الحديث رواية، ويُحد بأنه علم يشتمل على نقل ذلك، وموضوعه ذات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حيث أنه نبي".

كما تقدم في كلام الكرماني وانتقاد ابن الأكفاني عليه.

"وغايته الفوز بسعادة الدارين، وأما علم الحديث درايةً وهو المراد عند الإطلاق كما في النظم يعني قول الناظم".

الحافظ العراقي.

"فهذه المقاصد المهمة توضِحُ من علم الحديث رسمه".

طالب: ألفية العراقي يا شيخ؟

نعم.

"فهذا علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد، وموضوعه الراوي والمروي من حيث ذلك، وغايته معرفة ما يقبل وما يرد من ذلك، ومسائله ما يذكر في كتبه من المقاصد. انتهى.

وقال العلامة عز الدين بن جماعة: علم الحديث علم بقوانين تُعرف بها أحوال السند والمتن، وقد نظم الجلال السيوطي فقال:

عِلمُ الحديثِ: ذُو قوانِينْ تُحَدْ

 

... يُدْرَى بِها أَحْوَالْ مَتْنٍ وَسَنَدْ

فَذَانِكَ الموضوعُ، والمقصودُ

 

أَنْ يُعرَفَ المقبُولُ والمَردُودُ"

طالب: شيخ أحسن الله إليك، فيه مجلدين لنفس صاحب شرح النسائي يا شيخ؟

ما طُبعت.

طالب: عندك يا شيخ؟

... وتعرف أنه علم استقرائي ما هو علم نقي، التفصيل والاصطلاحات علوم استقرائية، تستقرأ كتب السابقين وأقوالهم وتميز بينها، مثلما يقال: أول من ألف، من فصل بين الفقه وأصول الفقه، الحديث والمصطلح، التفسير وقواعد التفسير، هذا السؤال ما يمكن أن يجاب عليه بسهولة، لكن العلماء بالجملة بالاستقراء جعلوا القواعد شيء والفروع شيء آخر لكل علم.

طالب: ...

كيف؟

طالب: ...

روايات، وهو مكثر مكثر جدًّا، نعم.

"فائدةٌ في حدِّ المحدث والحافظ والمسند، قال السيوطي في التدريب: اعلم أن أدنى درجات الثلاثة من المحدث والحافظ والمسند بكسر النون، وهو من يروي الحديث بأسانيده سواءً أكان عنده علم به أو ليس له إلا مجرد رواية".

عند مسلم اهتم بالأسانيد، من هؤلاء عبد الله بن محمد المسندي شيخ الإمام البخاري اهتم بالأسانيد، سواء كان عنده دراية أو ليس عنده دراية، وهذا يصنعه كثير من طلبة العلم قديمًا وحديثًا يهتمون بالأسانيد ويتابعون هذه الأسبات ويحرصون عليها ولا تسأله عن حديث في صحيح البخاري، أو كم قرأ في البخاري من مرة؟ ما يقرأ، هذا ما ينفعهم شيء.

"وأما المحدث فهو أرفع منه، قال الرافعي وغيره: إذا أوصى للعلماء لم يدخل الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة، والمتون لأن السماع المجرد ليس بعلم".

السماع العامي يسمع إذا كان ما يميز، حال كثير ممن ينتسب للعلم ويحصل عليه الرواية من حال العوام، نعم، يهمهم أن تكون لهم رواية في كتاب كذا أو جزء كذا أو حديث كذا من غير نظر في ثبوته، في متنه، ما يستنبط منه.

"وقال التاج بن يونس في شرح التعجيز: إذا أوصى المحدث تناول من علم طرق إثبات الحديث وعدالة رجاله لأن من اقتصر على السماع فقط ليس بعالم".

كما أنه إذا أوصى بفقيه ما دخل فيه المقلد، لأن المقلد ليس من أهل الفقه وليس من أهل العلم.

"وكذا قال السبكي في شرح المنهاج،  وقال القاضي عبد الوهاب: ذَكَر عيسى بن أبان عن مالكٍ أنه قال: لا يؤخذ العلم عن أربعة ويؤخذ عما سواهم: لا يؤخذ عن مبتدعٍ يدعو إلى بدعة ولا سفيهٍ يعلن بسفهه، ولا عمن يكذب في أحاديث الناس وإن كان يصدق في أحاديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا عمن لا يعرف هذا الشأن. قال القاضي: فقوله: ولا عمن لا يعرف هذا الشأن: مراده إذا لم يكن ممن يعرف الرجال من الرواة ولا يعرف هل زيد في الحديث شيء أو نُقِص. وقال الزركشي: أما الفقهاء فاسم المحدث عندهم لا يُطلق إلا على من حفظ سند الحديث وعلم عدالة رجاله وجرحها دون المقتصر على السماع. وقال الشيخ تقي الدين السبكي: أنه سأل الحافظ جمال الدين المِزِّيّ  عن حد الحفظ الذي إذا انتهى إليه رجل جاز أن يطلق عليه الحافظ قال: يرجع إلى أهل العرف. فقلت: وأين أهل العرف؟ قليلاً جدًّا. قال: أقل ما يكون أن يكون الرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من الذين لا يعرفهم ليكون الحكم للغالب".

إذا قدرنا أن التراجم 250 ألف ترجمة كما طُرح في بعض الحواسب أنه على الأقل يعرف 150 ألف ترجمة، ليكون الحكم للغالب أكثر مما يجهله.

طالب: ...

الحين إذا حفظ الأربعين نودي عليه بإمام الأئمة، ما إن واحد –الله يعفو عنا وعنه- حافظ فلان ابن فلان.

طالب: حتى اليوم يا شيخ وجدنا إعلان لأحد المشايخ مكتوب طاءات زايدة، بقية السلف، رافع ما أدري ماذا وماذا؟

كل هذا من الغلو، لا يغني ولا يسمن من جوع، نعم.

"فقلت له: هذا قليل في هذا الزمان، أدركت أنت أحد كذلك؟ فقال: ما رأينا مثل الشيخ شرف الدين الدمياطي، ثم قال: وابن دقيق العيد كان له في هذا مشاركة جيدة".

من الذي يقول الكلام هذا؟ ما هو فضح؟ يقولها...

"ولكن أين السُهى من الثرى".

طالب: ...

شيخ الإسلام...طوائف الحديث، فقيل: إن كل حديث لا يعرفه شيخ الإسلام ليس بحديث، لكن كونه برع في علومٍ أخرى نسب له...من اهتمامه بالعقيدة، وما قال السلف فيها أكثر من اهتمامه بالحديث، وهذه سبحان الله سنة إلهية الذي يبرز في العلم ينسى ما عنده من العلوم الأخرى ولو كان قد فاق فيها غيره، نعم، الذي يشتهر بالخطابة مثلاً تجده ما يُصنف مع الفقهاء ولو كان من أفقه الناس، الذي يشتهر بالفقه فتجده ما يشهر عليه يخطب وهكذا.

طالب: شيخ طيب من قال أن أبا حنيفة مسكين أو بضاعته قليلة...؟

سببه أن الرأي كثر استعماله عنده فغطى على ما عنده من الحديث، مثل ما ذكرنا.

طالب: لكن هل هو كان عنده علم؟

نعم نعم، عنده، عنده المسند وغيره، جامع المسانيد له أحاديث.

طالب: ما هي السُهى يا شيخ؟

السُهى أقصى النجوم، أعلى النجوم.

"ولكن أين السُهى من الثرى؟ فقلت: كان يصل إلى هذا الحد؟ قال: ما هو إلا كان يشارك مشاركةً جيدةً في هذا، أعني في الأسانيد وكان في المتون أكثر لأجل الفقه والأصول. وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس".

طالب: صاحب شرح الترمذي يا شيخ؟

نعم.

"وأما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل".

تنازل عن ابن سيد الناس فهو متأخر، انظر كيف يقول؟

"وأما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل بالحديث روايةً ودراية وجمع الرواة واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز في ذلك ثم عُرف فيه حفظه واشتهر فيه ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه طبقة بعد طبقة بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله منها فهذا هو الحافظ. وأما ما يُحكى عن بعض المتقدمين كنا لا نعد صاحب حديث من لا يكتب عشرين ألف حديثٍ في الإملاء فذلك بحسب أزمنتهم. انتهى".

بلاشك، الآن مستحيل، يملي عشرين ألف حديث، هذا مستحيل.

طالب: ...

شيخ الإسلام يحفظ المسند، شيخ الإسلام وابن كثير أيضًا لهم عناية بالمسند.

طالب: ...

لا لا، مشاركة جيدة في الحديث، لكن اهتمامه بعقيدة السلف وما حصل له بسببها ورفعه لهذه الراية غطى على غيرها.

طالب: لا يعرف الناس ...

لا يعرفون، لكن بين صديق أُعجب بما أبدع به من نقله من أقوال السلف واهتمامه بهذا الجانب، وبين عدو حاول أن يغبطه في كل شيء.

طالب: شيخ، أحسن الله إليك، ابن سيد الناس عام كم متوفي يا شيخ؟

سبعمائة وشوي.

طالب: وله شرح الترمذي، والأصل تقديم المتقدمين، لماذا اشتهر تحفة  الأحوذي ولم يشتهر شرحه وكذا؟

ما طُبع الكتاب، تحفة الأحوذي تولى طبعها صاحبها في الهند، ثم نُقلت عنه إلى الحروف العربية، أما ابن سيد الناس: أولاً ما كمَّل الكتاب، كمله الحافظ العراقي، وشرح الحافظ العراقي ما ينزل عن شرح ابن سيد الناس، كلامها جيد في غاية القوة، الناس بحاجة ماسة إلى شرحه.

طالب: موجود مخطوط يا شيخ؟

إي موجود، الشيخ أحمد يشتغل عليه.

طالب: أحمد بن ..

نعم، من عشرين سنة، كان مقسوم بينه وبين شخص يقال له: عبد المهدي، كان يدرس عندنا ثم ترك عبد المهدي وصار كله بحق الشيخ مع الأشغال والمتاعب التي عليه...آخر فصل هذا.

طالب: يكون موجود في السعودية؟

لا، أضاعه العيال....

"وسأل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر شيخه أبا الفضل العراقي فقال: ما يقول سيدي في الحد الذي إذا بلغه الطالب في هذا الزمان استحق أن يسمى حافظا؟ وهل يتسامح بنقص بعذ الأوصاف التي ذكرها المِزِّيّ ".

طالب: شيخ، كأنها في الكتاب مكتوبة المذني.

خطأ ولو كتبت.

طالب: لا، بس أنا أبغى أعرف هل خطأ من النقل أم من الكتاب؟

ما عندك يا عبد العزيز؟

طالب: مزني.

"التي ذكرها المِزِّيّ  وأبو الفتح في ذلك".

أبو الفتح ابن سيد الناس.

"لِنَقْص زمانه أم لا؟ فأجاب: الاجتهاد في ذلك يختلف باختلاف غلبة الظن في وقت بلوغ بعضهم للحفظ وغلبته في وقت آخر، وباختلاف من يكون كثير المغالطة للذي يصفه بذلك، وكلام المزِّي فيه ضيق بحيث لم يُسمَ ممن رآه بهذا الوصف إلا الدمياطي".

الدمياطي، ما سمى إلا واحد، لأنه عصر الرواية، الاهتمام بالحديث.

"وأما كلام أبي الفتح فهو أسهل بأن يُنشط بعد معرفة شيوخه".

إلى شيوخه بحيث يوازي طبقات مالك مثلاً؛ لأن مالك إذا عرف شيوخه وشيوخ شيوخه وصل الصحابة، فالذي يعرف طبقة الشيوخ وشيوخ الشيوخ، لكن الإشكال أنه ما له إلا خمسة شيوخ أو ستة. يكفي إذا عرف شيوخه الخمسة أو الستة وشيوخهم.

"وأما كلام أبي الفضل فهو أسهل بأن ينشط بعد معرفة شيوخه إلى شيوخ شيوخه وما فوق".

طالب: شيخ، هل الأفضل ملازمة عالم واحد وأخذ كل ما عنده وجمع الذهن عليه وملازمة دروسه أم التنقل بين المشايخ والعلماء؟

الناس مواهب، بعض الناس يمل، بعض الناس ملول، فمثل هذا تنقل بين المشايخ، وبعض الناس لا، عنده صبر وجلد ولا يمل، مثل هذا إذا أداه اجتهاده إلى أن هذا العالم أنفع له من غيره يلزمه، لأن التنقل له ضريبة يضيع ذهن وأوقات.

"ولاشك أن جماعة من الحفاظ المتقدمين كان شيوخهم التابعين أو أتباع التابعين وشيوخ شيوخهم الصحابة أو التابعين، فكان الأمر في هذا الزمان أسهل باعتبار تأخر الزمان، فإن اكتفى بكون الحافظ يعرف شيوخ وشيوخ شيوخه أو طبقةً أخرى فهو سهل لمن جعله في ذلك دون غيره مِن حفظ المتون والأسانيد ومعرفة أنواع علوم الحديث كلها".

طالب: ما معنى هذا يا شيخ؟

يقول: سهل كونه يقتصر على معرفة شيوخه وشيوخ شيوخه وما يعرف بقية الأسانيد ولا حفظ المتون ولا غيرها، يطلق عليه حافظ، فيكون كأنه موازي للمالك، يعرف طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه ثم الصحابة.

طالب: طيب، يا شيخ في مسألة الملازمة أليس كان السلف يا شيخ يلازمون الرجل ثم عند ...

حتى في آداب المحدث طالب الحديث نصوا على أنه ينتقي أعلم أهل زمانه أو أفضلهم وأنفعهم له  ولو من وجهة نظره، فيلازمه حتى ينتهي ما عنده ثم ينتقل إلى غيره فإذا انتهى ما في بلده يرحل.

"ومعرفة الصحيح من السقيم، والمعلول به من غيره واختلاف العلماء واستنباط الأحكام، فهو أمر ممكن بخلاف ما ذُكر من جميع ما ذَكر".

من جميع ما ذَكر يقصد سيد الناس.

"فإنه يحتاج إلى فراغٍ وطول عمر و انتفاء الموانع".

يعني لا بد من توافر الأسباب وانتفاء الموانع.

"وقد رُوي عن الزهري أنه قال: لا يولد الحافظ إلا في كل أربعين سنة، فإن صح كان المراد رتبة الكمال في الحفظ والإتقان، وإن وُجد في زمانه من يوصف بالحفظ، وكم من حافظٍ  وغيره أحفظ منه. انتهى ما في التدريب مختصرا. وقيل: الحافظ من أحاط علمه بمائة ألف حديث، والحجة من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث".

طالب: يوجد هذا في أزماننا يا شيخ؟

لا.

طالب: لا يوجد؟

لا.

"والحاكم من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متنًا وإسنادًا وجرحًا وتعديلاً وتاريخا.  وذكر القاري في شرح شرح النخبة عن العلامة الجزري: أن الراوي هو الناقد للحديث بالإسناد، والمحدث من تحمَّل الحديث روايةً واعتنى به درايةً، والحافظ من روى ما يصل إليه ووعى ما يُحتاج لديه".

"الفصل الثاني".

يكفي.