تعليق على مقدمة المؤلف وتفسير سورة الفاتحة من أضواء البيان (05)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى-:

المسألة الثالثة: أما تأخير البيان إلى وقت الحاجة إلى العمل به فالتحقيق أنه جائز وواقع وهو مذهب الجمهور ومقابله ثلاثة أقوال أُخَر، الأول: أنه لا يجوز مطلقًا، الثاني: أنه يجوز في المجمل دون ما له ظاهر غير مراد كالعامّ والمطلق، الثالث: عكس هذا وهو جوازه في ما له ظاهر غير مراد دون المجمل وهو أبعدها وإلى هذه الأقوال".

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما تأخير البيان عن وقت الحاجة فقد تقدم أنه لا يجوز، وأما تأخيره إلى وقت الحاجة فهذا هو مقتضى وجود المجمل والمبين؛ لأنه لا يعرف معه نص مجمل نزل بيانه معه في آية واحدة إنما ينزل المجمل ثم ينزل بيانه عند الحاجة إليه، أما كونه لا يجوز مطلقًا تأخير البيان إلى وقت الحاجة يعني يلزم عليه أن يكون البيان مع الإجمال في آية واحدة وهذا لا قائل به ولا حظ له من النظر ولا من الواقع، يجوز في المجمل دون ما له ظاهر غير مراد كالعام والمطلق، العام يأتي ثم بعد ذلك يرد المخصِّص، والمطلق يأتي ثم يرد المقيِّد كلها لا تأتي إلا في المخصِّص المتصل كالاستثناء مثلاً يأتي معه، وأما ما عدا ذلك فيأتي المجمل ثم يأتي بيانه عند الحاجة إليه، ويأتي العام ثم يرد عليه ما يخصصه، ويأتي المطلق ثم يرد ما يقيده وهكذا.

طالب: ..........

يقول: مسألة قطع الخف للمحرم بيَّن النبي -عليه الصلاة والسلام-أن المحرم لا يلبس الخف لا يلبس الخف إلاَّ ألا يجد النعل فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين هذا بيّن، وهذا البيان حصل أين؟ حصل في المدينة، ثم في يوم عرفة ذكر أن المحرم لا يلبس الخف إلا ألا يجد نعلين فيلبس الخفين من دون أمر بالقطع؛ ولذا يختلف أهل العلم في قطع الخف لمن لا يجد النعل من قال بالرواية المقيّدة مع أنها متقدمة قال لا بد من القطع، ومن قال بالرواية المتأخرة واعتبرها ناسخة قال لا يحتاج إلى قطع، الأولون الذين قالوا بحمل المطلق على المقيد وهو الأمر بالقطع قالوا إنه تم البيان في أول مناسبة ولا يحتاج أن يتكرر البيان في كل مناسبة، إذا بُيِّن في مناسبة واحدة كفى، وأصحاب القول الثاني الذين يقولون إنه لا يحتاج إلى قطع قالوا نعم حصل البيان لكن الحاجة إلى البيان في الموضع الثاني أدعى منها في الموضع الأول؛ لأنه في عرفة اجتمع الناس كلهم من سائر الجهات وتكامل الحاج بينما الذين حضروا خطبته الأولى هؤلاء أقل بكثير من أولئك فمن لم يحضر يحتاج إلى بيان لاسيما وهم الأكثر ورأوا ذلك ناسخًا للأمر بالقطع مع أن القاعدة عند أهل العلم أنه إذا اتحد المطلق والمبين في الحكم والسبب أنه يحمل عليه وهذا يؤيد قول من يقول بالقطع، لكن إذا نظرنا إلى القرينة التي صاحبت القول أو دليل القول الثاني وجدنا أن هؤلاء الأمم وهذه الجموع الغفيرة تحتاج إلى بيان إضافة إلى أن القطع فيه إتلاف ونهينا عن إضاعة المال إلى غير ذلك من الحج التي قال بها أصحاب القول الثاني هذا نوع من البيان، هل يلزم تكرار البيان في كل مناسبة؟ أبدًا، لا قائل به إذا حصل البيان مرة واحدة كفى ولا يلزم تكراره، نعم قد يحتاج إلى البيان في مناسبة ثانية يعني كون أهل مكة مثلاً هل أهل مكة جمعوا مع النبي -عليه الصلاة والسلام- وقصروا الصلاة في عرفة ومزدلفة؟ القائلون يقولون ما نقل أنهم أتموا ولا قال لهم أتموا فإنا قوم سَفرٌ كما قالها في الفتح، ما قال لهم أتموا ولا نُقل أنهم أتموا هل نقول أن هذا بسبب النسك وأنه يجمع ويقصر كل من حج ولو كان من سكّان عرفة ومنى من أجل الحج كما يقول الحنفية، أو نقول إنه للسفر وقد تم البيان في مناسبات كثيرة أن القصر والجمع من أجل السفر وأن الحاضر لا يجوز له أن يجمع ولا يقصر وعلى هذا من كان دون مسافة قصر لا يجمع ولا يقصر بعرفة وقد تم البيان في مناسبات، لكن في هذه المناسبة الداعي قوي للبيان؛ لأنهم جموع غفيرة وفدت من جميع الأقطار ولا عرف أنه منهم من كان دون مسافة القصر ومنهم من كان أبعد من مسافة القصر ولا حفظ أنه قال لهم أتموا مثل هذه الصورة سواء بسواء مثل الصورة التي نحن فيها من قال لا يجمعون ولا يقصرون قال خلاص تم البيان وهم أهل حضر وهم حاضروا المسجد الحرام فلا يجوز لهم أن يترخصوا برخص السفر؛ لأن الوصف المؤثر الذي علق عليه الترخص غير موجود عندهم، والقائلون بأن المسألة تحتاج إلى بيان في هذا الموضع ولا يكفي البيان الأول مثل ما قيل في عدم القطع للخف سواء، فيه شيء؟

طالب: ..........

لا، ما نقلت أبدًا نجزم جزمًا تامًا بأنها ما قيلت القيد ما قيل في عرفة وليقطعهما الخفين ما قيل قطعًا ولو قيل ما يظن بالأمة كلها تضييعه ما يظن ولا يجوز أن يظن بالأمة أنها اتفقت على تضييع شيء من دينها، لكن من يقول بحمل المطلق على المقيد يقول خلاص تم البيان في مناسبات، وفي مسائل كثيرة يتم البيان في موضعه وخلاص ينتهي تقوم به الحجة ولا يحتاج إلى بيان، كون البيان لم يبلغ كما أن النص قد لا يبلغ، كون البيان ما بلغ النص أحيانًا ما بلغ يعني فاطمة والعباس على ما سيأتي فيما يذكره المؤلف- رحمه الله- لما ذهبوا إلى أبي بكر وطلبوا إرثهم من نبي الله -عليه الصلاة والسلام- خفي عليهم أن الأنبياء لا يورِّثون ولا يورَثون «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» خفي نصوص كثيرة على كبار الصحابة فليكن خفاء البيان في مثل هذه الآية أو في هذه الصورة من جنس خفاء النص الكامل، ومن أسباب الاختلاف بين أهل العلم بلوغ الخبر، يبلغ بعضهم ولا يبلغ البعض الآخر وللنظر في في مثل هذه المسألة مجال.

طالب: ..........

أيّ؟

طالب: ..........

والله في النفس منه شيء مادام حاضرا أحيانًا لو كان النسك منها ماذا يفعل هذا؟

طالب: ..........

والله في النفس منه شيء، هو صحيح أنه مخالفة يعني تبدو المخالفة ظاهرة حينما يقال أنه لم يتم أحد خلفه -عليه الصلاة والسلام- وهم جموع غفيرة لكن عدم الذكر لا يعني عدم الوقوع من جهة، الأمر الثاني أن عدم البيان في هذا الموضع لا يعني عدم البيان في مواضع أخرى، تقرر عند الناس واستقر عندهم أن الجمع والقصر للمسافر دون غيره أما كونه من أجل النسك فكل من أحرم بنسك على هذا الكلام يجمع ويقصر ولو كان في بيته، إذا أحرم المكي بمكة يجمع ويقصر وهو ببيته هذا لا قائل به، ما قال به أحد ولا الحنفية الذين يقولون بأن الجمع والقصر للنسك.

طالب: ..........

كيف زيادة حكم؟

طالب: ..........

هذا ليس ظاهرا إما أن يكون نسخا للقطع.

طالب: ..........

وشيخ الإسلام يرى القطع أو لا يراه؟

طالب: ..........

المذهب عند الحنابلة عدم القطع باعتبار أنه ناسخ معروف هذا لكن ما معنى أنه ليس بنسخ؟

طالب: ..........

هو زيادة حكم أو نقص في حكم؟

طالب: ..........

يعني استئناف إلغاء للحكم الأول هذا هو النسخ .

سم.

"وإلى هذه الأقوال أشار في المراقي بقوله:

تأخيره للاحتجاج واقع    .

 

وبعضنا هو لذا كمانع    .

وقيل بالمنع بما كالمطلق      .

 

ثم بعكسه لدى البعض انطق   

أما تأخير أصل التبليغ إلى وقت الحاجة فقال بعض العلماء بجوازه أيضًا وخالف فيه بعضهم، وقد قال الفخر الرازي وابن الحاجب والآمدي لا يجوز تأخير تبليغ القرآن قولاً واحدًا لأنه متعبد بتلاوته".

وتأخيره حرمان للمكلفين بهذا التعبد.

"ولم يؤخر -صلى الله عليه وسلم-تبليغه بخلاف غيره، وقال بعض أهل الأصول قد يُمنع تعجيل التبليغ ويجب تأخيره إلى وقت الحاجة إن كان يُخشى من تعجيله مفسدة قالوا فلو أَمر -صلى الله عليه وسلم-بقتال أهل."

فلو أُمر.

"فلو أُمر -صلى الله عليه وسلم-بقتال أهل مكة بعد سنة من الهجرة وجب تأخير تبليغ ذلك للناس لئلا يستعد العدو إذا علم ويعظم الفساد؛ ولذلك لما أراد -عليه الصلاة والسلام- قتالهم قطع الأخبار عنهم حتى دهمهم وكان ذلك أيسر لغلبتهم وقهرهم، وإلى هذا أشار في المراقي بقوله:

وجائز عدم تبليغ له       .

 

ودرء ما يخشى أبى...."         .

تعجيله.

"............................ 

 

................... أبى تعجيله  .

لكن هذه مسألة افتراضية يعني ليست واقعة فيقرر لها حكم مستقل ويبنى عليها أصل من الأصول الذي قد يخدش بعصمة النبي -عليه الصلاة والسلام- في مسألة التبليغ، وهي مسألة افتراضية لا يمكن أن يبنى عليها حكم ولا يؤخذ منها أصل، نعم من القواعد المقررة في الشريعة أن ما يخشى منه المفسدة قد يؤجَّل، لكن في التبليغ المسألة مسألة قرآن يعني ابتناء المصالح والمفاسد على ما وقع لا على ما يفترض.

طالب: ..........

تأخير عندكم؟

طالب: ..........

أي طبعة معك؟ أو في المراقي نفسه؟

طالب: ..........

أي الطبعات؟

طالب: ..........

لأن جائز عدم تبليغ فيها التأخير العدم لا يرادف التأخير؛ لأن العدم يعني أنه لا يبلغ بالكلية.

"والضمير في قوله له عائد إلى الاحتياج في البيت المذكور قبله أي جائز تأخير التبليغ إلى وقت الاحتياج له. المسألة الرابعة: لا يشترط.."

لكن الحاجة داعية في مسألة التبليغ وهي حاجة التلاوة فهو تأخير عن وقت الحاجة فتأخير التبليغ داخل في قول أهل العلم أنه لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة.

طالب: ..........

لكن الأكل من هذه الشجرة الخبيثة لا يعني الخبث؛ لأن الخبث له معاني يطلق على الردع البقرة: ٢٦٧  لا تيمموا الخمر والميسر أو لا تيمموا الرديء من الطعام، ومع ذلك جاء النص على أن الثوم والبصل حلال لما  أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- باعتزال من أكلهما المصلى وقال « إن هاتين الشجرتين...» إلى آخره قيل أحرام هما يا رسول الله قال «أنا لا أحرم ما أحل الله» في صحيح مسلم هذا مبين ومنتهي.

طالب: ..........

نعم لكن يطلق على الرديء البقرة: ٢٦٧  «كسب الحجام خبيث» وأعطى النبي -عليه الصلاة والسلام- الحجام ولو كان حرامًا ما أعطاه.

طالب: ..........

نعم ببيانه ما فيه شك لكن يبقى أن الخبيث مجمل وبُيِّن.

طالب: ..........

هذا صححناه.

"المسألة الرابعة: لا يشترط في البيان أن يعلمه جميع المكلفين الموجودين في وقته بل يجوز أن يكون بعضهم جاهلاً به ودليله الوقوع، فقد جاءت فاطمة الزهراء والعباس- رضي الله عنهما- أبا بكر رضي الله عنه يطلبان ميراثهما من النبي -صلى الله عليه وسلم- متمسكين بعموم ﮖﮗ النساء: ١١  الآية وعموم    ﯦﯧ النساء: ٣٣  ولم يعلما أنه -صلى الله عليه وسلم- بيَّن أن هذا العموم لا يتناول الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه بقوله «إنا معاشر الأنبياء لا نوْرَث» الحديث وإلى هذه المسألة أشار في المراقي بقوله:

ونسبة الجهل لذي وجودِ   

 

بما يُخَصص من الموجود     .

وسميته أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن وهذا أوان الشروع في المقصود".

هذه المسألة التي هي الرابعة جواز خفاء البيان هي فرع عن جواز خفاء الدليل أصلاً، الدليل قد لا يبلغ العالم ويحكم بخلاف مقتضاه؛ لأنه لم يبلغه، وقد لا يبلغه البيان ويحكم بخلافه لعدم بلوغه، وقد لا يبلغه التخصيص، وقد لا يبلغه التقييد، هذه مسألة معروفة؛ لأن الإحاطة بجميع ما جاء في الشريعة من نصوص الكتاب والسنة هذا أمر مستحيل على جميع الناس، لكن مجموع ما جاء في الشريعة من نصوص الكتاب والسنة لا يجوز أن يخفى على جميع الأمة، يعني لا يجوز أن يخفى على المجموع مجموع الأمة فيعلمه هذا ويخفى على هذا؛ ولهذا ترتبت الأجور العظيمة على المبالغة في تحصيل العلم والسعي في تحصيله والتعب على تحصيله لتعظم الأجور، الله- جل وعلا- قادر على أن يجعل الأحكام في مدونة وواضحة وليس فيها عموم ولا خصوص ولا إطلاق ولا ناسخ ولا منسوخ جاهزة كل يفتح ويقرأ ويفهم ما صار للعلم مزية ولا صار لأهله شرف، وهم في هذا يتفاوتون هذا يعرف يوسف: ٧٦  ومهما وصف بعض أهل العلم بأنهم من بحور العلم فإنهم كلهم لن يتجاوزوا ويتعدوا قول الله -جل وعلا-: الإسراء: ٨٥.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

بالنسبة للونها فلونها أزهر كلون أبيها لكنه وصف اعتُمد عند بعض الطوائف ومعناه صحيح ليس فيه إشكال، لكنه اعتُمد عند بعض الطوائف من ذكره لا يثرب عليه، ومن حذفه من أجل مخالفة هذه الطائفة أيضًا معه وجه.

طالب: ..........

هذا كله مقدمة.

طالب: ..........

الذي مضى، في المقدمة أحال إلى المواضع التي بين فيها هنا باختصار يبسطه في مكانه يسميها ترجمة تترجم وتوضح مراد الشيخ من البيان.

"سورة الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى:

الفاتحة: ٢ ".

عندك البسملة قبل السورة أو السورة قبل البسملة؟

سم الله يحفظك؟

البسملة قبل أو بعد؟

بعد.

طالب: ..........

أنا عندي قبل هذه الطبعة الأولى من الكتاب البسملة قبل وهي مطبوعة في عصر المؤلف وهذا هو الأصل لأنه لا يسرد الفاتحة بكمالها ليكتب البسملة هو سيتكلم على مفردات منها.

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

عندك؟

طالب: ..........

يحسن ذكرها أيضا، لو أراد أن يذكر الفاتحة بنصها من أول بكمالها نعم يأتي بالفاتحة، على الخلاف بين أهل العلم هل هي آية منها أو ليست بآية على ما هو مقرر في كتبهم.

طالب: ..........

لا، هو لن يتكلم على البسملة، الشيخ تجاوز البسملة والاستعاذة وتجاوز كل شيء لأن كتابه مبني على الاختصار الشديد لاسيما في أوله، يعني في المجلد الأول والثاني أكثر من ثلث القرآن مع أنها صغار عن مجلد واحد من المجلَّدات الأخيرة.

طالب: ..........

كيف؟

طالب: ..........

هذه طبعة المدني الأولى.

طالب: ..........

يبدأ من المائدة.

طالب: ..........

في هذا الجزء الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء وهو صغير بينما القرطبي الأول والثاني والثالث في البقرة.

طالب: ..........

كله أحكام وهذا مبني على الأحكام، لكن الشيخ انظر سورة الحج عند الشيخ محمد الأمين مجلد كبير ثلاثة أضعاف هذا وهي سورة الحج فقط في نصف جزء.

قوله تعالى: الفاتحة: ٢.

وفي الأشرطة ما ليس في المكتوب، موجود في الأشرطة في دروس الشيخ كلام لا يوجد في المطبوع ثم إنها جمعت هذه الأشرطة وفرغت وطبعت في مستدرك اسمه العذب النمير.

طالب: ..........

لا أذكر أن فيه شيئا، لا المطبوع مختصر لاسيما أوله، الآن انظر الفاتحة في ثلاث ورقات وهي حتى على طريقة الشيخ في آخر الكتاب تحتاج إلى كلام كثير وفيها مباحث وأحكام لم يتعرض لها الشيخ من أهمها البسملة وحكم الاستعاذة؛ لأنه بها افتتح القرآن، وأحكام الاستعاذة والبسملة هل هي آية من القرآن أو ليست بآية، هل هي آية من السورة أو ليست بآية، هل هي آية من كل سورة أو لا؟ على خلاف بين أهل العلم، على أنهم يتفقون على أنها بعض آية من سورة النمل هذا محل إجماع، ويتفقون أيضًا على أنها ليست بآية من سورة التوبة، ويختلفون فيما عدا ذلك والمسألة مبسوطة ومعروفة.

طالب: ..........

يعني هو ألّفه من أجل بيان ما أجمل من القرآن فقط ليبينه؟ هذه كانت الفكرة في الأصل، ثم أخذ يطيل فيما بعد هذا نوع من التأليف فريد ما له نظير، العادة أن الناس يطولون ثم يختصرون.

"لم يذكر لحمده هنا ظرفًا مكانيًا ولا زمانيًا".

ومع ذلكم الكتاب في غاية الأهمية وفي غاية الجودة وفيه كلام لا يوجد عند غيره وفيه تجديد رحمة الله عليه.

"وذكر في سورة الروم أن من."

لكن لا يمكن الاستغناء به عن غيره، فيه إعواز في كثير من المواطن شديد مبين في كتب التفسير الأخرى.

"وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية السموات والأرض في قوله: الروم: ١٨  وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية الدنيا والآخرة في قوله:     ﯼﯽ ﯿ   ﰂﰃ القصص: ٧٠  وقال في أول سورة سبأ".

ما عندك الآية؟

الآية نعم.

عندك الآية؟

موجودة نعم.

طيب.

"الآية، وقال في أول سورة سبأ:   ﭞﭟ      سبأ: ١  والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع المحامد وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به".

لحظة.

أولاً: الشيخ ما عرف الحمد إلا عرضا ثناء أثنى الله به تعالى على نفسه من طريق الخبر ولم يقصد بذلك التعريف، مع أنه إذا كان يفسر الحمد بالثناء فقد اعتُرض على هذا التعريف وإن قال به جمهور أهل العلم، اعتَرض ابن القيم على هذا التعريف بالحديث المعروف في صحيح مسلم «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي» فجعل الثناء غير الحمد، وفي الوابل الصيّب لابن القيم تعريف للحمد وهو أنه وصف الله- جل وعلا- بما يليق به من صفات الجلال والكمال وتعظيمه وما أشبه ذلك، وأما الثناء تكرار المحامد يعني الحمد فرد من أفراد الثناء و«مالك يوم الدين قال مجدني عبدي» فهناك تحميد وهناك ثناء وفيه تمجيد مقتضى الحديث أنها متغايرة، وفي ضمن عباده أن يثنوا عليه به لاسيما على قراءة الفتح الحمدَ لله رب العالمين فهذه أخذ منها أهل العلم أنه أمر بذلك، أمر بالحمد باعتبار التقدير المقدر احمدوا.

طالب: ..........

لا، يصير هذا الحمد احمدوا الحمدَ لله رب العالمين وكأنه مصدر منصوب بفعل محذوف وعلى كل حال القراءة شاذَّة.

وقوله تعالى: الفاتحة: ٢.

طالب: ..........

والله هو هذا الذي يظهر حفظي قديم عن كلام ابن القيم لكن والذي يظهر أنه من كلام الوابل الصيب.

طالب: ..........

هذا كلام ابن القيم.

طالب: ..........

حتى نفس الشيء استفاده منه.

"وقوله تعالى: الفاتحة: ٢  لم يبين هنا ما العالمون وبين ذلك في موضع آخر في قوله:      ﭸﭹ الشعراء: ٢٣ - ٢٤  الآية، قال بعض العلماء: اشتقاق العالَم من العلامة؛ لأن وجود العالَم علامة لا شك فيها على وجود خالقه متصفًا بصفات الكمال والجلال قال تعالى:        آل عمران: ١٩٠  والآية في اللغة العلامة قوله.."

والعالَم كل ما سوى الله كما قال الإمام المجدد-رحمه الله-كل ما سوى الله عالَم، وجُمع بجمع المذكر السالم الذي هو جمع العقلاء تغليبًا للعقلاء وإلا كل صنف عالَم، عالم الإنس، عالم الجن، عالم الحيوان، عالم الجماد، على النبات، عالم كذا، كل ما سوى الله عالم، وقال الله الإمام المجدد- رحمه الله- وأنا واحد من ذلك العالم.

"قوله تعالى: الفاتحة: ٣  هما وصفان لله تعالى واسمان من أسمائه الحسنى مشتقان من الرحمة".

هما اسمان من أسماء الله- جل وعلا- مشتملان على صفة وهي الرحمة، هما اسمان مشتملان على صفة؛ ولذا إذا تقرر أن هذا الاسم من أسماء الله- جل وعلا- ثبت به النص فإنه يشتق منه صفة ولا عكس.

"مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة".

نعم صفة فعلان وفَعِيل من صفات المبالغة.

"والرحمن أشد مبالغة من الرحيم".

قالوا؛ لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ما هي الزيادة هنا؟

طالب: ............

نعم لكن هذه أيضا فيها ياء وميم.

طالب: ............

لا، دعنا من حيث المعنى لكن المبنى من حيث اللفظ.

طالب: ............

نعم، فيها زيادة الميم موجودة في الاثنين، الميم موجودة في الاثنين، والألف في مقابل الياء إذًا زيادة النون.

خلصنا؟ سم.

"لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة وعلى هذا أكثر العلماء، وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا، وفي تفسير بعض السلف ما يدل عليه كما قاله ابن كثير ويدل له الأثر المروي عن عيسى كما ذكره ابن كثير وغيره أنه قال عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الرحمن رحمن الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة، وقد أشار تعالى إلى هذا الذي ذكرنا حيث قال: ﭿ ﮁﮂ الفرقان: ٥٩  وقال    طه: ٥  فذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته قاله ابن كثير، ومثله قوله تعالى:          ﮝﮞ ﮢﮣ الملك: ١٩  أي ومن رحمانيته لطفه بالطير وإمساكه إياها صافات وقابضات في جو السماء، ومن أظهر الأدلة في ذلك قوله تعالى: الرحمن: ١ - ٢  إلى قوله: الرحمن: ١٣  وقال الأحزاب: ٤٣  فخصهم باسمه الرحيم".

ولذا يجوز أن يوصف المخلوق بأنه رحيم ولا يجوز أن يوصف بأنه رحمن.

"فإن قيل كيف يمكن الجمع بين ما قررتم وبين ما جاء في الدعاء المأثور من قوله -صلى الله عليه وسلم-«رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما» فالظاهر في الجواب والله أعلم أن الرحيم خاص بالمؤمنين كما ذكرنا لكنه لا يختص بهم في الآخرة بل يشمل رحمتهم في الدنيا أيضًا فيكون معنى رحيمهما رحمته بالمؤمنين فيهما".

يكون العطف هنا بعد أن ذكرت الرحمة العامة الشاملة لجميع المخلوقات ذكرت الرحمة الخاصة بالمؤمنين في الدنيا والآخرة أيضًا.

طالب: ............

"الرحمن، نعم يسمى رحيما أو يوصف بأنه رحيم لكن لا يوصف بأنه رحمن".

طالب: ............

"حتى لو كتبت بالألف ليس هناك ما يمنع بخلاف المصحف يتقيد فيه بالرسم".

طالب: ............

أريد به الخاص.

"والدليل على أنه رحيم بالمؤمنين في الدنيا أيضًا أن ذلك هو ظاهر قوله تعالى ﰏﰐ الأحزاب: ٤٣  لأن صلاته عليهم وصلاة ملائكته وإخراجه إياهم من الظلمات إلى النور رحمة بهم في الدنيا وإن كانت سبب الرحمة في الآخرة أيضًا، وكذلك قوله تعالى      ﯯﯰ     التوبة: ١١٧  فإنه جاء فيه بالباء المتعلقة بالرحيم الجارّة للضمير الواقع على النبي -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرين والأنصار وتوبته عليهم رحمة في الدنيا وإن كانت سبب رحمة الآخرة أيضًا والعلم عند الله تعالى".

لا شك أن التوبة رحمة للتائب والمتوب عليه في الدنيا والآخرة نتيجتها في الآخرة وأيضًا هي فائدة له في الدنيا؛ لأن العاصي مهما بلغ من عصيان ومهما بلغ من رفاهية على حد ما يزعم ومن تنعم وجمع للدنيا وخدمة وانبساط فيها فإنه ليس بسعيد، فإنهم وإن هملجت بهم البغال وطقطقت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارقهم.

"وقوله تعالى:   الفاتحة: ٤  لم يبينه هنا وبينه في قوله ﮯﮰ الانفطار: ١٧ - ١٩  الآية والمراد بالدين في الآية الجزاء، ومنه قوله تعالى: النور: ٢٥  أي جزاء أعمالهم بالعدل قوله تعالى: الفاتحة: ٥  أشار في هذه الآية الكريمة إلى تحقيق معنى لا إله إلا الله لأن معناها مركب من أمرين: نفي وإثبات، فالنفي خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات، والإثبات إفراد رب السموات والأرض وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه المشروع، وقد أشار إلى النفي من لا إله إلا الله بتقديم المعمول الذي هو الفاتحة: ٥  وقد تقرر في الأصول في مبحث دليل الخطاب الذي هو مفهوم المخالفة وفي المعاني في مبحث القصر أن تقديم المعمول من صيغ الحصر، وأشار إلى الإثبات منها بقوله الفاتحة: ٥  وقد بين معناها المشار إليه هنا مفصلاً في آيات أخر كقوله".

أسلوب الحصر في تقديم المعمول على العامل مثل تعريف الجزئين إذا قلت المعبود الله أو الله هو المعبود، ومثله النفي والإثبات في كلمة التوحيد لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياه كل هذا حصر، لا يستحق العبادة معه أحد.

"وقد بين معناها المشار إليه هنا مفصلاً في آيات أخر كقوله: البقرة: ٢١  الآية، فصرح بالإثبات منها بقوله البقرة: ٢١  وصرح بالنفي منها في آخر الآية الكريمة بقوله: البقرة: ٢٢  وكقوله: النحل: ٣٦ ".

طالب: ............

هو يقصد هذا بدليل في آخر الآية.

طالب: ............

بقوله واعبدوا؟

آية البقرة ليس فيها واو.

لا البقرة: ٢١  اعبدوا بدون واو.

نعم ليس فيها واو لأنه يقصد آية البقرة بدليل قوله وفي آخرها.

"فصرح بالإثبات منها بقوله: البقرة: ٢١  وصرح بالنفي منها في آخر الآية الكريمة بقوله: البقرة: ٢٢  وكقوله ﭾﭿ النحل: ٣٦  فصرح بالإثبات بقوله النحل: ٣٦  وبالنفي بقوله ﭾﭿ النحل: ٣٦  وكقوله البقرة: ٢٥٦  فصرح بالنفي منها بقوله البقرة: ٢٥٦  وبالإثبات بقوله البقرة: ٢٥٦  وبقوله   الزخرف: ٢٦".

هذا نفي من حيث المعنى النفي والإثبات في قوله البقرة: ٢٥٦  من حيث المعنى هو المتضمن لمعنى النفي والإثبات في كلمة الشهادة.

"وكقوله:          الزخرف: ٢٦ - ٢٧  الآية وكقوله       الأنبياء: ٢٥  وقوله   الزخرف: ٤٥  إلى غير ذلك من الآيات".

نعم.

طالب: ............

هو كان على عقيدتهم أول الأمر-أول ما جاء-وإلاَّ الظاهر أنه ما تأثر إلاَّ عقب مجيئه، كان-رحمه الله-على عقيدة قومه وتعرف العلوم التي درسها من منطق وفلسفة جميع العلوم درسها لا شك أنه جار على جادّة أهل بلده وطريقة الأشاعرة ثم بعد ذلك لما جاء تغير-رحمة الله عليه-.

طالب: ............

الشيخ عبد الرزاق يقول إنه اشترى تفسير الرازي أول ما طُبع بجنيه يقول لما قرأته وجدت عقيدته مخالفة لعقيدة السلف تركته دل على أنه قديم وهو من أنصار السنة، ومعروف أن أنصار السنة على الجادة في العقيدة.

"قوله تعالى: الفاتحة: ٥  أي لا نطلب العون إلا منك وحدك لأن الأمر كله بيدك وحدك لا يملك أحد منه معك مثقال ذرة وإثباته بقوله: الفاتحة: ٥  بعد قوله الفاتحة: ٥  فيه".

طالب: ............

وإتيانه بقوله الفاتحة: ٥  بعد قوله الفاتحة: ٥.

"وإتيانه بقوله: الفاتحة: ٥  بعد قوله إياك نعبد فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبيَّنًا واضحًا في آيات أخر كقوله ﮚﮛ هود: ١٢٣  الآية، وقوله              ﯤﯥ ﯧﯨ التوبة: ١٢٩  الآية، وقوله:    المزمل: ٩  وقوله ﭵﭶ الملك: ٢٩  إلى غير ذلك من الآيات، وقوله تعالى: الفاتحة: ٧".

كل هذا تقرير على أنه لا يجوز أن تصرف هذه العبادة التي هي التوكل إلا لله- جل وعلا- عبادة قلبية لا تصح ولا يجوز صرفها إلا لله- جل وعلا- لأنها من أنواع العبادة، من أنواع الألوهية والتوكل نوع والتوكيل نوع آخر، يجوز أن توكل لكن لا يجوز أن تتوكل، تتوكل على الله فقط ويجوز أن توكل من ينوب عنك من المخلوقين في قضاء بعض حوائجك يعني فيما يقدر عليه.

طالب: ............

ذُكر هذا ومر بنا قريبا وأن هذا من العام الذي أُريد به الخاص يعني خاص بالمؤمنين.

طالب: ............

لا، إذا كان سياقها امتنانا فلا يجوز حملها على الخاص هي امتنان على المخلوقين؟ امتنان على الناس كلهم؟ لأن من صيغ العموم حتى النكرة في سياق الامتنان تفيد العموم؛ لأن الامتنان فضل من الله- جل وعلا- وجود وكرم لا يجوز تخصيصه لا بفئة من الناس ولا بأفراد منهم.

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

لا، واضح أنها للامتنان إذًا يرد على.. الأصل أنه رحيم بالمؤمنين وقد تتعدى هذه الصفة إلى غيرهم.

طالب: ............

ماذا؟

طالب: ............

نعم لا يجوز.

طالب: ............

التوكل لا يجوز إلا على الله- جل وعلا- أما التوكيل يتوكل ويوكل من شاء.

طالب: ............

لأن الفرق بين التوكل الذي هو عمل القلب يكل إليه حفظ كذا لا بأس، لكن يتوكل عليه يتجه بقلبه إليه وأنه يكفيه ما خشي على متاعه وعلى شيء من أموره لا هذا ما يصلح إلا لله- جل وعلا-.

"وقوله تعالى: الفاتحة: ٧  لم يبين هنا من هؤلاء الذين أنعم عليهم؟ وبيّن ذلك في موضع آخر بقوله: ﭿ ﮇﮈ النساء: ٦٩  تنبيهان: الأول يؤخذ من الآية الكريمة صحة إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأنه داخل فيمن أمرنا الله في السبع المثاني والقرآن العظيم أعني الفاتحة بأن نسأله أن يهدينا صراطهم، فدل ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم وذلك في قوله تعالى الفاتحة: ٦ - ٧  وقد بين الذين أنعم الله عليهم فعدّ منهم الصديقين، وقد بيّن -صلى الله عليه وسلم- أن أبا بكر رضي الله عنه من الصديقين فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم الذين أمرنا الله أن نسأله الهداية إلى صراطهم، فلم يبق لبس في أن أبا بكر الصديق- رضي الله عنه- على الصراط المستقيم وأن إمامته حق، الثاني: قد علمت أن الصديقين من.."

هذا استنباط دقيق سببه والمؤدي إليه جمع الآيات المتشابهة في موضع واحد، الآن في تاريخ ابن كثير- رحمه الله- خصيصة لا توجد في غيره من التواريخ لاسيما فيما نزل فيه القرآن، تجده يجمع الآيات في القصة الواحدة كلها ثم بعد ذلك يتحدث عنها بحيث يستحضر ما قيل فيها من نصوص الكتاب والسنة، يجمعها بحيث لو تكلم عليها في موضع ثم ترك الكلام الباقي في موضع آخر لمناسبته أو يرد فيه النص هذا لا شك أنه قد يغفل عن الموضع اللاحق أو الموضع السابق ويأتي بكلام يختلف؛ ولذلكم لما كانت طريقة ابن حجر أنه يجمع أطراف الحديث في جميع المواضع ويتكلم عليه يستحضر ما في الموضع الأول وما في الموضع الثاني والسابع ولماذا أتى به البخاري في هذا الموضع؟ وهكذا بينما الذي يشرح على ترتيب الكتاب وسيأتي الحديث بعد ألف حديث مثلاً ينسى ما قاله في الموضع الأول، وقد يغفل عن قيد جاء في موضع لاحق وهكذا، فاستحضار الآيات المتشابهة في موضع واحد هذا يسمونه التفسير الموضوعي، فالتفسير الموضوعي من أنفع الأمور لطالب العلم ولدارس القرآن، وبدايته تكون وهذه تنفع لطلاب العلم يأتي إلى كتاب مثل المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ويأتي باللفظة في جميع مواضعها من القرآن وينظر ما قال فيها أهل العلم في كتبهم من كتب التفسير وغيرها، أو يأتي إلى المفردات للراغب فإنه يُعنى بجمع الآيات التي فيها هذا اللفظ ويدور عليها هذا المعنى وإن تعدى ذلك إلى بصائر ذوي التمييز استفاد كثيرًا، فالمسألة لا تحتاج إلى تعب، مثلاً الإخلاص يجمعون لك الإخلاص في جميع القرآن ما جاء منه باللفظ وما جاء منه بالمعنى وأنت تتحدث عن الموضوع والصورة متكاملة أمامك، بخلاف ما لو تكلمت عليها من خلال مجيئها في القرآن وأنت تفسر القرآن على ترتيبه قد يخفى عليك شيء.

طالب: ............

الاستنباط بلى معروف.

طالب: ............

المفردات للراغب أو بصائر التمييز للفيروز أبادي وأصله المفردات هو معتمد اعتمادا على المفردات.

"الثاني: قد علمت أن الصديقين من الذين أنعم الله عليهم وقد صرح تعالى بأن مريم بنت عمران صديقة في قوله: ﯞﯟ المائدة: ٧٥  الآية، وإذًا فهل تدخل مريم في قوله تعالى: الفاتحة: ٧  أو لا؟ الجواب أن دخولها فيهم يتفرع على قاعدة أصولية مختلف فيها معروفة وهي هل ما في القرآن العظيم والسنة من الجموع الصحيحة المذكَّرة ونحوها مما يختص بجماعة الذكور تدخل فيه الإناث أو لا يدخلن فيه إلا بدليل منفصل؟ فذهب قوم إلى أنهن يدخلن في ذلك وعليه فمريم داخلة في الآية واحتج أهل هذا القول بأمرين الأول إجماع أهل اللسان العربي على تغليب الذكور على الإناث في الجمع، والثاني: ورود آيات تدل على دخولهن في الجموع الصحيحة المذكرة ونحوها كقوله تعالى: في مريم نفسها التحريم: ١٢  وقوله في امرأة العزيز يوسف: ٢٩ ".

يعني هذا في خصوص مريم كانت من القانتين، لكن هناك إشكال وهي أن أهل العلم يستدلون بوجوب صلاة الجماعة بقوله- جل وعلا-: البقرة: ٤٣  وقال في حق مريم آل عمران: ٤٣  فهل يجب عليها جماعة أو ما يجب؟ مثل ما قيل في حق الرجال.

طالب: ............

كيف ما جاء؟

طالب: ............

ما تصلي مع الجماعة؟

طالب: ............

بالرجال.

طالب: لا يجب عليها.

يعني كان واجبا عليها أن تصلي مع الجماعة آل عمران: ٤٣ ؟

طالب: ............

آل عمران: ٤٣  لأننا لو قلنا أن الآية لا تدل على وجوب الجماعة في حق مريم قلنا الآية الثانية لا تدل على وجوب الجماعة في حق الرجال، وإذا قلنا أن الجماعة تجب من هذه الآية كما قرر أهل العلم لزمنا أن نقول أن الجماعة كانت واجبة على مريم لأن اللفظ واحد.

طالب: ............

يقول لك الذي لا يرى وجوب جماعة يقول نفس الكلام في الآية الثانية، هذا ما يصلح.

طالب: ............

نعم لا نستطيع أن نفرق بينهما، هذه متماثلات حكمها واحد لا يفرق بينها إلا بنص، على كل حال هذا مما يرد فيه الإشكال في مثل هذا الموضع والأمر فيه سهل، وجوب الجماعة مقرر في نصوص كثيرة جدًا ولو لم نحتج إلى هذه الآية.

طالب: ............

المقصود أنه إذا كان اللفظ واحدا فمفاده واحد هذا الأصل إلا أن يدل دليل على غير المراد.

طالب: ............

نعم هو يقصد هذا، هو يقصد أن أمه صديقة يعني من الصديقين.

طالب: ............

هو ذكرها فوق وأمه صديقة ذكرها.

"وقوله في امرأة العزيز: يوسف: ٢٩ ".

طالب: ............

هذا واضح وهذا في حقها كانت من القانتين هذا من أوضح الأدلة.

طالب: ............

نعم.

"وقوله في امرأة العزيز: ﯯﯰ يوسف: ٢٩".

الآن لا بد أن ينص عن المرأة في كل مناسبة ولا يكفي ذكر الرجال، لا بد أن ينص على المرأة وتقحم في كل شيء.

طالب: تقدم على .

أنت على مذهب سيداتي سادتي إذاعة لندن، الله أخرهن وهذا واقع المشكلة أننا نعيش انهزامية نعيش ردود أفعال اقتداء مغلوب بغالب هذه مشكلتنا الظرف الذي نعيشه الآن.

وقوله في امرأة العزيز.

وانتقل الناس نقلة كبيرة جدًا من وقت كان فيه يقال الوالدة الله يكرمك يعني من باب التقزز والتقذر هذا أيضًا شطط، هذا مخالف لنصوص الكتاب والسنة، الإسلام رفع المرأة وأعلى من شأنها ورفع من قيمتها وكرمها وعززها، لكن لا يعني أنها تفضل على الرجال أو تداني الرجال لا، كل له منزلته أمرنا أن ننزل الناس منازلهم فالمرأة لها منزلة والرجل له منزلة.

"وقوله في امرأة العزيز: ﯯﯰ ﯲﯳ   يوسف: ٢٩  وقوله في بلقيس     ﯼﯽ ﯿ                         النمل: ٤٣  وقوله فيما كالجمع وقوله فيما كالجمع المذكر السالم ﭔﭕ البقرة: ٣٨   الآية فإنه تدخل فيه حواء إجماعًا، وذهب كثير إلى أنهن لا يدخلن في ذلك إلا بدليل منفصل واستدلوا على ذلك بآيات كقوله الأحزاب: ٣٥  إلى قوله: الأحزاب: ٣٥  وقوله.."

إذا فُصِل بينهما يكون مثل الإسلام والإيمان، يعني إذا ذُكرا معًا فلكل معناه، وإذا اقتصر على أحدهما دخل فيه الثاني هذا قريب منه، يقول لماذا لم تدخل إن المسلمين والمسلمات يعني التنصيص على المسلمات مع أنها داخلات في لفظ المسلمين للاهتمام بشأنهن والعناية بهن.

طالب: ............

نعم، لأن الحديث كثير عن النساء.

طالب: ............

وقوله فيما كالجمع المذكر السالم ما أدري عند قوله.

طالب: ............

لا، وقوله فيما يشبه الجمع المذكر السالم وهو واو الجماعة في قوله البقرة: ٣٨.

طالب: ............

لا، هو تقدير الكاف مثل يشبه.

"وقوله تعالى: ﭿ ﮄﮅ النور: ٣٠  ذلك أزكى لهم، ثم قال:   النور: ٣١  الآية فعطفهن عليهم يدل على عدم دخولهن، وأجابوا عن حجة أهل القول الأول بأن تغليب الذكور على الإناث في الجمع ليس محل نزاع، وإنما النزاع في الذي يتبادر من الجمع المذكر ونحوه عند الإطلاق وعن الآيات بأن دخول الإناث فيها إنما عُلم من قرينة السياق ودلالة اللفظ ودخولهن في حالة الاقتران بما يدل على ذلك لا نزاع فيه، وعلى هذا القول فمريم غير داخلة في الآية وإلى هذا الخلاف أشار في مراقي السعود بقوله:

وما شمول من للأنثى جنفْ.

 

............................." 

جنفُ.

جنفٌ.

جنفُ بالضم.

"وما شمول من للأنثى جنفُ           .

 

وفي شبيه المسلمين اختلفوا"        .

يعني هل الأصل الدخول ولا تخرج إلا بقرينة أو الأصل الخروج ولا تدخل إلا بقرينة هذا هو مفاد القولين.

قول.

طالب: ............

ماذا؟

طالب: ............

يقول هل تدخل من الصديقين؟

طالب: ............

بلى.

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

لا، المنعم عليهم الصديقين فهل تدخل في الصديقين أولا ؟ هي صديقة لكن هل تدخل في آية النساء أو ما تدخل؟

"وقوله تعالى: الفاتحة: ٧  قال جماهير قال جماهير من علماء التفسير المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى، وقد جاء الخبر بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث عدي بن حاتم- رضي الله عنه- واليهود والنصارى وإن كانوا ضالين جميعا مغضوبًا عليهم جميعًا فإن الغضب إنما خص به اليهود وإن شاركهم النصارى فيه لأنهم يعرفون الحق".

ويشاركهم أيضًا غيرهم من الطوائف والملل ممن اتصف بوصفهم.

"لأنهم يعرفون".

لأن الغضب باليهودي أخص وجاءت آيات تدل على ذلك والضلال في النصارى أكثر وجاء في النصوص ما يدل على ذلك.

"لأنهم يعرفون الحق وينكرونه ويأتون الباطل عمدًا فكان الغضب أخص صفاتهم، والنصارى جهلة لا يعرفون الحق فكان الضلال أخص صفاتهم".

ولذا من ضل من العلماء فإنه باليهود أشبه، ومن ضل من العباد والعامّة ممن قل نصيبه من العلم فإنهم بالنصارى أشبه- نسأل الله العافية-.

طالب: ............

نعم معروف.

"وعلى هذا فقد يبين أن المغضوب عليهم اليهود قوله تعالى فيهم: ﮅﮆ البقرة: ٩٠  الآية، وقوله فيهم أيضًا ﭼﭽ ﭿ المائدة: ٦٠  الآية، وقوله: الأعراف: ١٥٢  الآية وقد يبين أن الضالين النصارى قوله تعالى: المائدة: ٧٧".

 

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه.

"