شرح كتاب التوحيد - 16

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

في درس مضى لعله أول درس في الذبح لغير الله، باب ما جاء في الذبح لغير الله، وفيه «لعن الله من ذبح لغير الله» وفي الباب الذي يليه أن رجلا نذر أن ينحر، والنحر بالنسبة للإبل كالذبح بالنسبة لغيرها، وأكثر كلام أهل العلم في هذه الأبواب ينصَبُّ على الذبح، ولا شك أن الذبح معتبَر في التقرُّب إلى الله- جل وعلا- بذبح الهدايا وبذبح الضحايا والعقائق وغيرها، فهل المحظور المذكور في هذه الأبواب مختص بالذبح، أو الذبح باعتباره هو الغالِب في بهيمة الأنعام وما يُتَقَرَّب به من النسائك ذُكِر الذبح، وإلا فالأصل هو التقرُّب والتقديم لغير الله- جل  وعلا- ولو كان حيًّا حديث «دخل النارَ رجلٌ في ذباب » في باب ما جاء في الذبح لغير الله، يعني لو أن شخصا أو ذلك الشخص اصطاد ذبابا وأعطاهم إياه، ومعلوم أن الذباب لا يُذبَح، فهل الذبح وصف مؤثِّر لاسيما وأنه في هذه الأبواب كلها يُنَصّ على الذبح، لا شك أنه في التقرب إلى الله- جل وعلا- معتبَر بمعنى أنه لو اشترى أضحية وأعطاها الفقير حية تصير أضحية أو صدقة؟ صدقة، لو اشترى عقيقة ودفعها حية لو وجب عليه هدي في الحج أو العمرة وسلَّمَها حيَّة، الذبح له أثر أو ما له أثر؟ وفي هذه الأبواب هل المقصود مجرَّد التقرُّب أو التقريب والتقديم المقرون بالتعظيم أو أن الذبح وصف مؤثِّر بمعنى أنه لو سلمه حي ما يدخل في هذه الأبواب؟.

طالب: .............

هو التقرب إلى الله أو لغيره هذا.

طالب: .............

الذبح معتبَر؟ يعني لو قال قرِّب ولو سمكة السمكة لا تحتاج ذبحا فأخذ سمكة من البحر وأعطاها إياه ماذا يصير؟

طالب: .............

مثل الذباب صاد ذبابا وأعطاهم إياه.

طالب: .............

طيب..

طالب: .............

هدية، قد تكون هدية أو رشوة.

طالب: .............

نعم..

طالب: .............

هذا الذي قرب ذبابا ذبحه أو ما ذبحه؟

طالب: .............

إذًا إطلاق الذبح في هذه الأبواب جرى مجرى الغالب وإلا إذا قُدِّمَت هذه النسيكة ولو كانت حية بنية التقرب إلى غير الله- جل وعلا- والتعظيم له ما يختلف الحكم.

طالب: .............

لأنه في هذا الكتاب وفي غيره من الكتب التنصيص على الذبح، التنصيص على الذبح لا شك أنه تتابعوا عليه وذكروه، وجاءت به النصوص «لعن الله من ذبح لغير الله» لكن لما كان الغالب أن مثل هذه الهدايا والقرابين إنما تُذبَح ذُكِرَت وإلا لو تقرَّب بسمكة هل نقول أنه ما ذَبَح؟

طالب: .............

هو تقرَّب.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

السائبة هذه من أعمال الجاهلية وجاء الشرع بإلغائها ونفيها.

طالب: .............

لا، هم لا سيبون للتعظيم هم يسيبونها؛ لأنها أدت ما عليها جاءت بعشرة بطون فسيبوها.

طالب: .............

سائل يسأل مثلا ويجيب على سؤالك، يقول أنه رأى قطة في بيته، وهذه القطة اعتدت على بعض الدواجن عنده، أظن حمام أو دجاج فضربها بعصا فماتت أو هي امرأة، هي امرأة، فأصيبت هذه المرأة التي قتلت هذه القطة بنزيف، فذهبت إلى راق في غير هذه البلاد فلما قرأ عليها قال: لا بد أن تأتي بكبش وأن تضعيه في الجهة الفلانية من المسجد الفلاني، فوضعته ولمحت بصر إذا به يختفي، قال: لأنكِ ضربتِ هذه الهرة وهي بنت لأناس من الجن، وقالوا لا نقبل إلا أن تقدِّم لنا هذا الكبش في مقابل هذه الهرة التي قتلتها، هذا لا شك أنه تقديم، لكن قد يقول قائل إنه معاوَضة لكن من الذي يحقق لنا أنها معاوضة، أو هي في مقابل تركهم أذى هذه المرأة بهذا النزيف، تقربوا بها إلى سيد من أسيادهم، والراقي لا يسلم من شوب بدعة، وقد يكون متورطا بمثل هذه الأمور من الشركيات.

طالب: .............

وش لون؟

طالب: .............

لا، ما قالوا في حل السحر بالسحر قالوا مكره، وقد يكون ضرره أعظم لا، هذا ليس بإكراه؛ لأن الشرك شأنه عظيم، الدنيا كلها لا تقوم له لو وصل إلى حد الموت، لكن أحيانا قد يكون في السحر أو في العين أحيانا ما هو أعظم من الموت شخص- نسأل الله السلامة والعافية- عائن مدعو إلى وليمة عند شخص أراد أن يكرمه فجاء أولاد صاحب البيت أربعة، كلهم حفاظ وكلهم طلبة علم- نسأل الله العافية- فتركوا القرآن وتركوا غير القرآن- نسأل الله السلامة والعافية- قد يكون الإصابة بالعين يصل إلى حد أعظم من مسألة الموت، وكذلك السحر، نرجع إلى مسألتنا، المقصود هل الذبح شرط في أن يدخل في الشرك الأكبر ويدخل في اللعن «لعن الله من ذبح لغير الله» إلى غير ذلك مما ورد في النصوص، الذبح الذي هو سن السكين وقطع الأوداج وإبانة الرأس وهكذا وإزهاق الروح، هل هذا شرط أو مجرد التقديم المقرون بالتعظيم؟ هناك ما عُذِر ليتخلص من شرهم إلا أن التقريب لهذا الصنم واضح من سياق الخبر وهذه المرأة التي قدَّمَت هذا الكبش بناء على كلام الراقي قدمته حيًّا فأخذوه ماذا يقال في حكمه؟

طالب: .............

وش لون؟

طالب: .............

هم ما يقولون لك قرِّب، يقول لك اذبح أو قدِّم، السحرة أو بعض الرقاة الذين لهم تعامل مع الشياطين- نسأل الله العافية- يقول لك قدِّم.

طالب: .............

نرجع فنقول هل الذبح وصف مؤثِّر أو أن الحكم يسري لو قدَّمها حية؟

طالب: .............

قلنا إن إراقة الدم لها أثر حتى في العبادة، وقلنا أن لو دفع الأضحية حية ما صارت أضحية صارت صدقة، فالذبح له أثر في الهدايا والضحايا والنسائك لكن في هذا الباب.

هذه مسألة تتكرر كثيرا وهي مسألة مداخلات بعض الطلاب، وأحيانا تكون بطلب مني لكنهم يقولون أننا لا نسمع ما يقال، فإما أن تمنع مثل هذه المداخلات وإما أن نسمع السؤال لنفهم الجواب، وهذا كلام لا شك أنه مكرور وله حظ من النظر حتى في الأشرطة الذي ما يسمع السؤال يسمع الجواب، ولا شك أن السؤال فهم السؤال يعين على فهم الجواب، ومعرفة السؤال يعين على فهم الجواب.

ماذا تقول يا شيخ إبراهيم؟

طالب: جربنا يا شيخ الفصل الماضي ووضعنا لواقط بس صار فيها مشكلة صار فيها مشكلة..

نعم الفصل الماضي جئنا بلواقط وحصل فيها إشكال كبير يعني ليست عملية.

طالب: فيه حل إن شاء الله.. نجد لها حل إن شاء الله..

والآن إن شاء الله يُدرَس حل يناسب الجميع إن شاء الله.

على كل حال مسألتنا هذه لا بد أن تُبحَث، وإذا تبرع بعض الإخوة في بحثها أعني مسألة الذبح الذي هو إزهاق الروح، لو يتبرع بعض الإخوة جزاهم الله خيرا.

طالب: .............

متى؟

طالب: .............

نطرح المسائل لكن الكلام على أن الإخوة الحضور قد لا يكونون ممن حضر سابقا لكن نريد بحث.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

بابٌ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعوَ غيره، وقول الله تعالى {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة يونس:106-107] الآية وقوله {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} [سورة العنكبوت:17] الآية وقوله {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} [سورة الأحقاف:5] الآيتين، وقوله {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [سورة النمل:62] وروى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا المنافق فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله عز وجل» فيه مسائل، الأولى: أنه أنه عطف.."

أن أن.

"أن عطْف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص. الثانية: تفسير قوله {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [سورة يونس:106] الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر. الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين. الخامسة: تفسير الآية التي بعدها. السادسة: كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا. السابعة: تفسير الآية الثالثة. الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله كما أن الجنة لا تُطلَب إلا منه. التاسعة: تفسير الآية الرابعة. العاشرة: ذكره أنه لا أضل ممن دعا غير الله. الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه. الثانية عشرة: أن تلك الدعوة سبب لبعض المدعوِّ للداعي.."

بغض بغض.

أحسن الله إليك.

"أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعوِّ للداعي وعداوته له. الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو. الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة. الخامسة عشرة: أن هذه الأمور هي سبب كونه أضل الناس. السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة. السابعة عشرة: الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجب المضطر إلا الله ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين. الثامنة عشرة. حماية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف- رحمه الله تعالى- "بابٌ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره"

 من الشرك أعم من أن يكون أكبر أو أصغر، مع أن الشيخ- رحمه الله- نص على أنه أكبر، "أن يستغيث" أن وما دخلت عليه تؤوَّل بالمصدر، بابٌ من الشرك الاستغاثة بغير الله ودعوة غيره؛ لأن أو يعني مع تكرار العامل تقدَّر أن هنا؛ ولذا نُصبَت؛ لأنها معطوفة على ما قبلها، بابٌ من الشرك الاستغاثة بغير الله أو دعوة غيره، الاستغاثة مثل ما تقدَّم السين والتاء للطلب، فهي طلب الغوث من غير الله- جل وعلا- وطلب الغوث أخص من الدعاء؛ ولذا قال إن عطف الدعاء على الاستغاثة من باب عطف العام على الخاص، فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة؛ لأن الاستغاثة كما قالوا لا تكون إلا في الشدائد، والدعاء يكون في الشدائد وغيرها، أعم من أن يكون في الشدائد فقط حتى لو انقطع شَسْع نعله يدعو الله أن ييسر له هذا الأمر وهو يسير، لكن لا يلزم أن يكون في الشدائد، بخلاف الاستغاثة هذا كلام أهل العلم، وأن الاستغاثة دعاء لكنه دعاء خاص بكشف الشدائد والكربات، إذا قلنا إن الاستغاثة دعاء فماذا عن "برحمتك أستغيث" ؟ وشيخ الإسلام يقرر أن دعاء الصفة، الرحمة صفة دعاء الصفة شرك، هذا ما قرره شيخ الإسلام وهنا قال برحمتك أستغيث أولا الخبر من عنده في الآلات يُخرِّجه لنا..

طالب: .............

لا لا.. بالجوالات بهذه البرامج..

طالب: .............

عندك؟ موجود؟

طالب: .............

صفحة كم؟

طالب: .............

ولا خرجه تحت؟

طالب: .............

هات الصفحة بس.. صفحة كم؟

طالب: .............

بالكتاب.

طالب: .............

ما هي النسخة نفسها؟

طالب: .............

فتح المجيد.. إيه لا ما ينفع..

طالب: .............

عطن إياه يا أبو عبد الله..

طالب: .............

وينه؟

طالب: .............

أيهم؟

طالب: .............

ثلاثة أبو داود في السنن والترمذي والحاكم.. ما يصلح.. أظن طلع الحديث كاملا.. فيه أحد خرجه لنا بالجهاز؟

طالب: .............

مرفوع يعني إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .............

طيب والإشكال كيف نرفعه؟ عند من يقول أن الاستغاثة دعاء برحمتك نستغيث.

طالب: .............

هل يكون من باب التوسل إلى الله- جل وعلا- بصفته؟

طالب: .............

هذا معروف أن الصيغة الصيغة إذا كان دعاء فالسين والتاء للطلب، وأنت تطلب الاستغاثة برحمة الله، لا تطلبها من رحمة الله؛ لأنه قال برحمتك ما قال من رحمتك.

طالب: .............

أعوذ برضاك من سخطك، فالمستعاذ به هو الله والمستغاث هو الله -جل وعلا- مستعينا أو متوسلا إلى الله بهذه الصفة فليس من هذا الباب، أظن المعنى واضح.

وقول الله تعالى {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] لا تدع من دون الله يعني غير الله، لا تدع غير الله ما لا ينفعك ولا يضرك يعني هل هذا قيد مؤثِّر أنه يجوز أن يدعى من ينفع ويضر؟ {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [سورة يونس:106] يعني هل هذا له مفهوم أو لا مفهوم له؟

طالب: .............

هذه صفة كاشفة لا مفهوم لها {فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] هذا يبين لنا في قوله {فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] والمقصود بالظلم هنا الشرك {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان:13] فدعاء غير الله- جل وعلا- وإن كان يوجد عنده نفع وضر يليق به باعتباره مخلوقا؛ لأنه يقدر على بعض الشيء، لكن دعاؤه والدعاء هنا هو دعاء المسألة الذي هو عبادة {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر:60] بخلاف الدعاء الذي هو النداء غيره هذا بدليل {فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] لأن النداء يا فلان يا فلان ليس فيه إشكال {وَلاَ تَدْعُ} [سورة يونس:106] الخطاب موجَّه لمن؟ للرسول -عليه الصلاة والسلام- المعصوم فإذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يتجه إليه مثل هذا الخطاب وهو معصوم منه فالمراد به أمته؛ لأنه لا يمكن أن يدعو من دون الله بل لا يدعو إلا الله- جل وعلا- لأنه معصوم {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] كما قال {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [سورة الزمر:65] وهو معصوم من الشرك -عليه الصلاة والسلام- فالمراد بذلك أمته المقتدون به {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ} [سورة الأنعام:17] فهذا الخطاب الموجَّه للنبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا الأسلوب وبهذه القوة {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [سورة الزمر:65] {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] هذا يجعل المسلم على وجل وعلى خوف واستحضار لا يغفل عن مثل هذا الأمر، وذاك النهي الموجه للنبي -عليه الصلاة والسلام- فكيف بغيره ولذا يقول إبراهيم عليه السلام {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم:35] يقول إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعدك يا إبراهيم، يعني على الإنسان أن يكون خائفا؛ لأنها ليست مسألة هفوة أو زلة هذا كفر، هذا خسارة الدنيا والآخرة، فيكون الإنسان أحرص ما يكون على تحقيق التوحيد والبعد عن الشرك ووسائله {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة الأنعام:17] في سورة يونس {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} [سورة يونس:107] وفي سورة الأنعام {وَإِن يَمْسَسْكَ} [سورة الأنعام:17] ما الفرق بين يردك ويمسسك؟

طالب: .............

{وَإِن يَمْسَسْكَ} [سورة الأنعام:17] نعم..

طالب: .............

طيب ويمسسك بخير أليس في سورة الأنعام كذا؟ تختلف عن سورة يونس.

طالب: .............

آية يونس {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ} [سورة يونس:107].

طالب: .............

أن الله -جل وعلا- يريد الخير ما يريد الضُّر يمسس بالضُّر والضُّر من مفعولاته- جل وعلا- وليس من أفعاله ما الفرق؟ أن الله لا يفعل الخير «والشر ليس إليك» كما جاء في الحديث، فهو لا يريد الضر يريد الخير، لكن قد يمس بالضر ويترتب عليه مصلحة فيكون حينئذ خيرا، يكون في أفعاله الخير سواء كان المفعول خيار أو ضرا؟ «والشر ليس إليك» ولذا لا يضاف إليه الشر وإن كان في مفعولاته ما هو شر، يقع فيها ما هو شر بالنسبة، وليس بشر محض، قد يترتب على هذا الشر خير أعظم بكثير مما لو لم يُصَب به، وكذلك المصائب يترتب عليها مصالح ومنافع {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة الأنعام:17] ما يكشف الضر إلا الله- جل وعلا- وإذا كان الأمر كذلك فكيف تدعو من دونه من لا يستطيع أن ينفعك ولا يستطيع أن يضرك ولا يستطيع أن يكشف ما بك من ضر بل لا يكشفه إلا الله -جل وعلا-.

طالب: .............

المفعولات هي الناشئة عن الفعل المفعولات؛ ولذا نستطرد لكن ما أدري،  يعني خلق الله السموات والأرض كيف تعرب السموات؟

طالب: .............

يقولون المفعول به هو الذي وقع عليه فعل الفاعل؟ هي موجودة من أجل أن يقع عليها فعل؟

طالب: .............

مفعول مطلق هذا كلام ابن هشام في المغني؛ لأنها ما وقع عليها فعل.

طالب: .............

ما هو الأصل أنك تقول شربت الماء، أو أخذت العلبة هذه وقع عليها الفعل، السموات غير موجودة حتى يقعل عليها فعل.

طالب: .............

دعنا من الأنواع هذه، نحن نناقش كلام ابن هشام من حيث المعنى صحيح أو غير صحيح؟ وش هو؟

طالب: .............

الخلْق، خلق الله خلْقا هو السموات والأرض.

طالب: .............

لا لا تقول لي خبر، خلْقا هذا الخلْق حقيقته السموات والأرض تبين لك الفرق؟ الأصل أن الشيء يكون موجودا، المفعول موجود من قبل الفاعل ثم يقع عليه فعل الفاعل، السموات والأرض غير موجودة قبل الفعل، هذا الذي جعل ابن هشام يقول هي في حقيقتها مفعول مطلق وليست مفعولا به، وإن كان النحاة كلهم يطبقون على أنها مفعول به؛ لأن التعامل مع الألفاظ عند النحاة تجرى على قواعدهم العامة بغض النظر عما يعتري بعضهم من حيث المعنى، الآن لما يقولون الله- جل وعلا- لفظ الجلالة مشتق ماذا يقتضي كونه مشتقا، المشتق مأخوذ من المصدر، فالألوهية هي الأصل والله فرع صحيح أولا؟ صحيح؟ يوجد شيء قبل الله- جل وعلا-؟ لكن يقولون من حيث الموازين اللغوية هذا وضعه من حيث الوزن وإلا في حقيقة الأمر لا شيء قبل الله، ما فيه شيء من أجل أن يشتق منه، منهم من قال جامد،  لكن أصل المادة وأصل التركيب هو تركيب المشتقات، أظن أن هذا نوع دقيق قد يعسر فهمه على..!

طالب: .............

من أجل مثال واحد؟!

طالب: .............

من أجل مثال واحد نغير القاعدة؟! {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ} [سورة الانشقاق:1] {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ} [سورة الانفطار:1] السماء مرفوعة بماذا؟ بفعل مقدَّر، بعضهم يقول: لماذا نقول فعل مقدَّر، هذا وضعها ما الذي يمنع من رفعها؟ لأنها لا تدخل على الأسماء، فنقدر فعلا، يقول: نلغي هذه القاعدة وندعها تدخل على الأسماء، لاسيما وأن الأمثلة كثيرة جدا لكن فيما معنا لا يوجد إلا مثال واحد.

طالب: .............

كل تعريف له شواذ، كل قاعدة لها شواذ.

وقوله {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} [سورة العنكبوت:17] ابتغوا يعني اطلبوا، والطلب هو الدعاء، وتقديم المعمول تقديم الظرف عند الله، الأصل فابتغوا الرزق عند الله؛ لأنه عندك أكثر من معمول للفعل، عندك المفعول والظرف، وإذا اجتمع عنده معمولات لعامل واحد ما الذي يقدَّم منها؟ المفعول، وإذا اجتمع أكثر من مفعول ما الذي يقدَّم منها؟ ما يصلح أن يكون فاعلا، أعطيتُ زيدًا دينارا ما يصلح عندهم أن تقول أعطيتُ دينارا زيدا، كلها مفاعيل لكن زيد يصلح أن يكون فاعل لأنه آخذ، والدينار مفعول؛ لأنه مأخوذ، تقديم الظرف هنا من أجل ماذا؟ من أجل الاختصاص مثل إياك نعبد وإياك نستعين، يعني فلا تطلبوه من غيره، فخصُّوه بطلب الرزق ادعوه ولا تدعوا غيره لحصول الرزق واعبدوه ولا تعبدوا غيره فكما أن صرف العبادة لغيره شرك فطلب الرزق من غيره شرك وقوله {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [سورة الأحقاف:5] من أضل يعني لا أحد أضل {مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ} [سورة الأحقاف:5] هل هناك أعظم من الشرك؟ ما عصي الله- جل وعلا- بذنب أعظم من الشرك، يعني نهاية الضلال الشرك، لا أحد أضل ممن يشرك به غيره، "ممن يدعو من دون الله" يعني غير الله، "من لا يستجيب له" وهذا إضافة إلى كونه خللا كبيرا في الدين هو أيضا خلل في العقل؛ ولذا قال: {مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} [سورة الأحقاف:5] ولذا ومع الأسف أننا نرى وبكثرة من يصمد أمام جدار أو مام حجر يدعوه ويطلب منه ما لا يقدر عليه من عنده إرادة وفعل فكيف بحجر أصم لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم، هذا لا أحد أضل منه لما قيل له -عليه الصلاة والسلام- أين عقولنا حينما كنا نعبد التمرة فإذا جُعنا أكلناها؟! وين العقول؟! قال «أخذها باريها »  الآن حديد في مصنع موجود يركب على شيء ثم يؤتى به لمنبر مسجد، هذا الحديد أو هذا الخشب ثم يأتي من يتمسح ويتبرك به، ماذا يستفيد؟ طيب لماذا ما تمسحت به قبل ساعة حينما كان بالمصنع؟! تغير وضعه بعد أن كان حديدا خاما أو يُصَنَّع، اكتسب البركة من هذا المكان؟! هذا حديد، رأيتُ امرأة تتمسح بالحديد الموضوع على مقام إبراهيم.

طالب: .............

بكثرة لكن الكلام على الجواب، قلت هذا حديد لا ينفع ولا يضر، فقالت المرأةُ هذا عندكم لا ينفع لكن عندنا ينفع بهذا الحرف، قالت لي هذا الكلام: أنتم عندكم ما ينفع لكن عندنا ينفع- نسأل الله السلامة والعافية- {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} [سورة الأحقاف:5] إلى يوم القيامة طيب الغاية هذه لها مفهوم أو ما لها مفهوم؟

طالب: .............

ما مفهومها؟

طالب: .............

{مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} [سورة الأحقاف:5] هذا يعني سياق الآية يدل على أنه ليس في الأصنام التي هي جامدة ولا تُبعَث ولا تُحيى بعد مماتها؛ لأن الغاية تدل على أنه يوم القيامة يرد عليهم، يعني هذا في الأموات من الأحياء، هذه الغاية وإذا قلنا أنها مثل ما لا ينفعك ولا يضرك قلنا أنه وصف كاشف لا مفهوم له فيشمل الجميع وقوله {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [سورة النمل:62] من الذي يجيب المضطر؟ حتى عند الكفار إذا سألتهم، كفار قريش لا يزعمون أن آلهتهم تجيب وإنما تقربهم إلى الله؛ ولذا كانوا في الرخاء يعبدون هذه الأصنام ويسألونها ويطلبون منها ويستغيثون بها، فإذا جاءت الشدائد أخلصوا فلا يدعون إلا الله {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ} [سورة العنكبوت:65] الأمان {إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [سورة العنكبوت:65] ولذا يقول الإمام المجدد- رحمه الله- في القاعدة الرابعة من القواعد الأربع: أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين لماذا؟ لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، أما مشركو زماننا فشركهم دائم في الرخاء والشدة، تجده في حريق يقول يا علي يا حسين يا جيلاني يا بدوي، حريق يشتعل نار أو يداس بالأقدام يقول يا فلان يا فلان فشركهم دائم في الرخاء والشدة.

تفضل يا أبو عبد الله.

المؤذن يؤذن.

طالب: .............

صار سببا في قطعه وإلا المعطي والمانع هو الله جل وعلا.

طالب: .............

إيه شرك؛ لأن الطواف خاص هو يطوف لمن هو؟ يطوف لله أو يطوف لصاحب القبر؟

طالب: .............

الطواف عبادة لا يجوز صرفه إلا الله- جل وعلا- نسأل الله العافية.

طالب: .............

{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [سورة النمل:62] ذكرنا كلام الشيخ الإمام المجدد- رحمة الله عليه- وهذا هو الواقع يشاهَد الآن في الرخاء والشدة، تجده في هدم أو في حادث يكرر الكلام الذي كان يكرره في حياته، يا علي يا حسين يا بدوي يا جيلاني يا كذا يا كذا -نسأل الله العافية- يعني في كلام يسمع في المطاف يقول: يا أبا عبد الله جئنا بيتك وقصدنا حرمك نرجو مغفرتك؛ لأن بعض الناس يقول الأمثلة التي يذكرها الشيخ خلاص تجاوزوها الناس وانتهت، الكلام ليس بصحيح لكل قوم وارث، حتى كلام المبتدعة القدامى الذي تقشعر منه الجلود وجد من يكرره ويقوله، بعض الناس يقول لماذا تدرس المذاهب خلاص المذاهب انتهت المعتزلة وجدوا وانتهوا، لا لا ما انتهوا المعتزلة موجودون إلى يومنا هذا، المشركون بأنواع الشرك التي ذكرها أهل العلم، وما في هذا الكتاب أمثلته كثيرة جدا في الحاضر والسابق، ابن بطوطة في رحلته إلى المشرق دخل على شخص تدعى فيه الولاية، فخلع جبته وأعطاها إياه، هذا الذي تدعى فيه الولاية خلع جبته وأعطاه إياها، لبسها ومضى ثم دخل على آخر فقال له ألا تعجب من إعطائك هذه الجبة من الولي فلان؟ قال: لأن البلاد باردة وما أدري إيش الكلام يعني ما أحفظه بعيد العهد، قال: تشتد البرودة والشيخ يعلم في الساعة الفلانية في المكان الفلاني، وليس بعجب؛ لأنه يدبِّر الكون ويعلم السر وأخفى- نسأل الله العافية- وموجود هذا كثير في الرحلات التي يكتبها من لا تحقيق عنده، وهؤلاء الرحَّالون مغرمون بالوقوف على المشاهد والمزارات والأماكن الأثرية، ويفعلون عندها ما يفعلون من أنواع الشرك والبدع، وكتبهم- أعني الرحلات- طافحة بذلك، والتحقيق في كتب الرحلات قليل؛ لأن هؤلاء الرحَّالة هدفهم تسطير ما يشاهدون وما يَفعلون وما يُفعَل وهم ينظرون، والواقع شاهد بذلك، يعني وجد من الرحالة مَن عنده تحقيق للتوحيد وعنده أيضا علم، وتشتمل رحلته على فوائد علمية كبيرة في الفنون والعلوم كلها، يجتمع بالعلماء ما يجتمع بمخرفين وغلاة وما أشبه ذلك، فرحلة ابن رُشَيْد الفِهْرِي كلها علم فعلى طالب العلم أن يعتني بها، يقول هذا المشرك: يا أبا عبد الله جئنا بيتك وقصدنا حرمك ويقول السابق في البردة:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به

 

 

 

 

سواك عند حلول الحادث العمم

 

 

ويقول أيضًا:

فإن من جودك الدنيا وضرتها

 

 

 

 

ومن علومك .................

 

 

من علومك بعض علومك.

..........................

 

 

 

 

...........علم اللوح والقلم

 

 

الدنيا والآخرة كلها من جوده وليست كل جوده، يعني هذا ما الذي تركه لله- جل وعلا- البوصيري في البردة الإشكال أنها تردد في بعض الأوطان أكثر من القرآن، ويترنم بها على كافة المستويات، نساء وأطفال ورجال وكبار عامة ومن ينتسب إلى العلم، كلهم يعتنون بها وفي أشعار البُرَعِي اليمني ما هو مثل ذلك وأشد، وكذلك النبهاني، وقد رد الألوسي- رحمه الله- في كتاب اسمه غاية الأماني في الرد على النبهاني وكلهم من هذا النوع، من هذا الشرك- نسأل الله العافية- قال: وروى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- منافق، بإسناده المتصل من شيخه إلى عبادة بن الصامت، الشيخ سليمان بن عبد الله في التيسير يقول: بيَّض المصنِّف لاسم الراوي وكأنه- والله أعلم- نقله عن غيره أو كتب من حفظه وهو من حديث عبادة، بعض من علَّق على التوحيد قال؛ لأن إسناده لم يصح لم يذكره المؤلف، هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأننا بإمكاننا أن نقول روى البخاري بإسناده إذا قلنا نقول أنه ما يصح؟! لا، إنما هذا من باب الاختصار، بدلا من أن يقول روى الطبراني عن فلان عن فلان عن فلان نقول بإسناده، والذي يريد التحقيق يرجع إلى الأصل ويجد الإسناد، أما كونه يكون تشكيكا في الإسناد إذا لم يُذكَر هذا ليس بصحيح؛ لأنا كثيرا ما نقرأ روى البخاري بإسناده لكن الحديث من رواية عبادة بن الصامت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وفي إسناده ابن لهيعة؛ ولذا قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، ابن لهيعة مختلَف فيه اختلافا كبيرا عند أهل العلم، الأكثر على تضعيفه مطلقًا، ومنهم من يقول: إن روايته ضعيفة إلا عن العبادلة الأربعة، ومنهم من يحسن ويجوِّد حديثه وهو عالم وفقيه لكن حصل له شيء من الاختلاط بعد احتراق كتبه، وعلى كل حال الأكثر على تضعيفه، وابن حجر في فتح الباري في مواضع ضعَّف حديثه وفي موضع من كتاب الحج قال: أخرجه الإمام أحمد عن حديث جابر أخرجه الإمام أحمد بإسنادٍ حسن وفيه ابن لهيعة فحسَّن إسناده، وفيه ابن لهيعة فكلام ابن حجر في ابن لهيعة لا شك أنه فيه نوع اضطراب، اللهم إلا إذا كان نظره في الحكم عليه تبعًا لمرويِّه؛ لأنه قد يكون الحديث حسنا وجوَّده ابن لهيعة؛ لأن من اختلط وضعيف الحفظ يُحكَم عليه بالضعف بلا شك، لكن هل معنى هذا أن كل ما ينطق به غير مضبوط؟ لا، قد يضبط فيكون هذا مما ضبطه ابن لهيعة وحسنه ابن حجر، وهنا حسنه الهيثمي وإلا فالأصل أن ابن لهيعة الأكثر على تضعيفه وهو الراجح إن شاء الله تعالى.

طالب: ..........

هذه رواية مَن؟

طالب: رواية أحمد...

رواية أحمد وابن سعد ما هي رواية الطبراني.

وروى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا، المنافق لم يرد اسمه، قال بعضهم: لعله عبد الله بن أُبَيّ؛ لأنه كان معروفا بأذية المؤمنين، فقال بعضهم قوموا بنا، قال بعضهم إن المراد به كما جاء في بعض الروايات أنه أبو بكر- رضي الله عنه- قوموا بنا نستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا المنافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله» كون القائل أبو بكر والخبر أو الكلام الذي قاله مستدرَك النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله» يعني أبو بكر أفضل الأمة بعد نبيها، لكن قد يخفى عليه الحكم، وأن الاستغاثة لا تجوز إلا بالله مع أنه استغاثة به -صلى الله عليه وسلم- فيما يقدر عليه يستطيع -عليه الصلاة والسلام- أن يكف شر هذا المنافق، ولو أدى الأمر إلى أن يأمر بقتله؛ لأنه كافر يبطن الكفر ونفاقه مشهور ونزل فيه آيات وقال كلاما مكفِّر- نسأل الله العافية- فهي استغاثة به -عليه الصلاة والسلام- فيما يقدر عليه، لكن جوابه -عليه الصلاة والسلام- في قوله «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله» يعني الاستغاثة والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه، يعني غريق يستغيث بمن حوله على الشاطئ أغيثوني أغيثوني فمنهم من يحسن السباحة فيخرجه، لكن استغاثة في مخلوق لا يحسن السباحة أغثني أغثني يا فلان يجوز أو ما يجوز؟

طالب: ..........

بأي سبب، قد لا يحسن السبب لكن يدلِّي حبلا أو شيء هذه أمور فيها نوع تفصيل، فإذا كان أمر لا يستطيعه ويستغيث به هذا هو الشرك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يستطيع أن يكف شر هذا المنافق وقال «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل» وفي قصة موسى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ} [سورة القصص:15] وأغاثه موسى فوكزه إلى آخره المقصود أن الاستغاثة والاستعانة فيما يقدر عليه المخلوق لا بأس بها وجائزة، لكن على المستغيث أن يستحضر أن المغيث في الحقيقة هو الله- جل وعلا- وهذا إنما هو سبب حينما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «إنما يستغاث بي» وقلنا إنه فيما يقدر عليه، أراد أن يحمي جناب التوحيد ويسد الباب والذرائع الموصلة إلى الشرك، وإن كانت الاستغاثة به في هذا المجال مما يقدر عليه ولا شيء فيها، لكن بعض الألفاظ أحيانًا يكون فيها قوة تدل على أن الشخص الذي يُستغاث به له شأن وعنده قدرة واستطاعة، فأراد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يحسم الباب ويسد الذريعة الموصلة إلى الشرك، وفي قصة أنا شاهدتها هناك شخص كبير في السن وفي عقله شيء يجري وراء ولده ومعه المسحاة تعرفون المسحاة ؟ تختلف عن الفأس وإلاَّ من نوعه، الفأس بالطول وهذه بالعرض، ومعهم المساحي فما فجأنا إلا صوت المساحي في الحديث الصحيح.

طالب: ..........

وش هو؟

طالب: ..........

أنا أقول المسحاة عرض تعزق بها الأرض للزراعة وغيرها والفأس بالطول تقطع بها الأشجار.. عرفت الفرق؟

طالب: ..........

لا، اسمها المسحاة.

طالب: ..........

لا، هذا الصحيح في اسمها، في الحديث الصحيح ما فجأنا إلا صوت المساحي.

المقصود أن هذا الشخص كبير السن خفيف العقل يجري وراء ولده ومعه المسحاة فاستغاث الولد برجل لا يستطيع أن يدفع عن نفسه نضو الخلقة، وكبير في السن فدفعه هذا الرجل بشدة، خاف أن تأتي  المسحاة عليه، استغاث به فما أغاثه، كونه يستغيث بشخص لا يستطيع أن يدفع عن نفسه في مثل هذه الحال هل نقول أنه أشرك؟ لا، لأن هذا العمل في الأصل مما يقدر عليه المخلوق إما بدفعه أو بجاهه أو بشيء من ذلك، وأيضا هو مضطر، المقصود أن مثل هذه المسائل يختلف فيها الحكم مما يقدر عليه المخلوق أو لا يقدر عليه، يعني داخل في قدرة المخلوق هذا شيء، والخارج عن قدرة المخلوق هذا لا شك أنه شرك أكبر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- حينما قال «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله» من باب حماية جناب التوحيد وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك.

كم باقي على الإقامة؟

طالب: ..........

وش هو؟

طالب: ..........

يعني كون أبي بكر قد يخفى عليه هذا الحكم «إنه لا يُستغاث بي» هو ليس المراد به الاستغاثة الشركية ما نقول أنها تخفى على أبي بكر مع أن الحكم في أول الأمر قد يخفى وقد يعلمه الأصغر دون الأكبر، فلا يوجد أحد يحيط بجميع الأحكام، ومع ذلك هذا النوع وهذه الحماية لجناب التوحيد بسبب هذا اللفظ وإن كان القائل أبو بكر خفي عليه ولم يكن أن يعلم جواب النبي -عليه الصلاة والسلام- من قبل ويكرره مرة ثانية.

طالب: ..........

وين؟

طالب: ..........

لا لا، ونفس الموضوع جواب الحكيم في غيره يصرف عن السؤال إلى غيره.

يقول: قلتم أن أبا بكر قد يخفى عليه أمر الشرك في الاستغاثة هل تقصدون الشرك الخفي والأصغر؟

أنا أقصد أن أبا بكر خفي عليه ما تضمنه جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرفنا أنه فيما يقدر عليه فليس بشرك، يعني هذا الأدب مع الله جل وعلا منه -عليه الصلاة والسلام- قد يخفى على أبي بكر وغير أبي بكر، وفي قرارة نفسه أنه مادام العمل جائز لماذا لا نطلبه من النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا فيه أدنى إشكال.

طالب: ..........

 

إيه فيما يقدر.. لا شك أن هذا أكمل.

يقول ألا يشكل على القول بأن دعاء الصفة شرك ما أخرجه ابن سعد وغيره بإسناده صححه ابن حجر من طريق ابن المسيب عن أبيه قال قصدت أو خمدت الأصوات يوم اليرموك

والمسلمون يقاتلون الروم إلا صوت الرجل يقول يا نصر الله اقترب يا نصر الله اقترب فرفعت رأسي فإذا هو أبو سفيان بن حرب؟
يا نصر الله اقترب، النصر صفة؟
طالب: ..........
ليس بصفة، أحيانا يلتبس بعض الأمور في أفهام الناس أن هذا دعاء أو نداء مثلا لغائب،
مثل كلام الخليفة الذي استنصرت به المرأة من بعيد ماذا قال؟ استغاثت به وامعتصماه وهي من بعيد، والآن يكرر لاسيما في الأناشيد يا فلان يا فلان، وقد يقال: يا صلاح الدين مثلا هو ليس المقصود ذات صلاح الدين، المقصود الوصف الذي اتصل به صلاح الدين فهذه تكون ندبة لمن يتصف بهذا الوصف، مع أن البعد عن الألفاظ المحتملة هو المتعين، الألفاظ المحتملة يجب البعد عنها.
طالب: ..........
مثل ما قلنا أنه يقصد الوصف الذي اتصف به عمر رضي الله عنه ويندب من هو بهذه الصفة وبهذه المثابة مع أن الأفضل ترك مثل هذه الأساليب.