التعليق على تفسير القرطبي - سورة الفيل

تفسير سورة الفيل، وهي مكية بإجماع، وهي خمس آيات، بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى: {{ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}} {ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ}  الفيل:1  فيه خمس مسائل؛ الأولى: قوله تعالى: {ﮍ ﮎ}  الفيل:1، أي ألم تُخبر، وقيل: ألم تعلم، وقال ابن عباس: ألم تسمع، واللفظ استفهام، والمعنى تقرير، والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه عام أي ألم تروا ما فعلت بأصحاب الفيل؟ أي قد رأيتم ذلك، وعرفتم موضع منتي عليكم، فمالكم لا تؤمنون؟ وكيف في موضع نصب بـ(فعل ربك) لا بـ(ألم تر كيف) من معنى الاستفهام. الثانية: قوله. "

وكيف في موضع نصب بفعل ربك، فعل ربك كيف، لا بألم تر كيف من معنى الاستفهام، ما الفرق بينهما؟

طالب: ..................

في موضع نصب بفعل ربك، فعل ربك كيف بأصحاب الفيل.

طالب: ..................

لا، يقول من معنى الاستفهام يعني هل العامل فعلَ أم ترى؟

طالب: ..................

لا، هو تقرير المؤلف في موضع نصب بفعل لا بترى، ما العامل بكيف؟ يعني معمول مقدم على عامله؛ لأن فاعله عامله فعل أو معمول لترى.

طالب: ..................

معمول مقدم، وعامله فَعَل، وعلى كل حال خوطب النبي -عليه الصلاة والسلام- بتقرير الرؤية لا باستفهامها، الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما رأى، وإنما بلغه بالخبر، بل بالخبر المتواتر الذي لا يُشك فيه؛ لأنه ولد -عليه الصلاة والسلام- عام الفيل، ومنذ نشأ والناس يتحدثون في هذه القصة، فلما نزلت عليه السورة ما كان عنده أي شك وأي تردد؛ لأن الخبر بلغه بطريق قطعي، والتعبير عن الخبر القطعي بالرؤية دليل على أن دلالة الخبر القطعي مثل دلالة المشاهَد في القطعية، الآن لو أعمى احتلم وقيل له: اغتسل، قال: أنا ما أغتسل، ما رأيت الماء، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «نعم، إذا رأت الماء، نعم إذا هي رأت الماء»، نقول: كلام صحيح؟! لا، المُدرك بخبر قطعي، ومن ذلك ما يدرك بالحواس حكمه حكم المشاهَد في القطعية، لو أن فئامًا من الناس من الصالحين جاؤوا ليخبروا عن منكر، يخبروا شخصًا يستطيع الإنكار، هل له أن يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، وأنا والله ما رأيت شيئًا؟! لا، خبر هؤلاء الصدق لاسيما إذا وصل إلى حد يفيد العلم حكمه حكم المشاهَد في القطعية، فيلزمك الإنكار ولو لم تره.

طالب: ..................

كيف؟

طالب: ..................

نعم علم يقيني، نعم الثابت بالتواتر يقيني.

" الثانية: قوله تعالى: {{بأصحاب الفيل}} {ﮒ ﮓ}  الفيل:1  الفيل معروف، والجمع أفيال وفُيول وفِيلة، قال ابن السِّكِّيت: ولا تقل: أفْيِلة، والأنثى فِيْلَة، وصاحبه فَيَّال. قال سيبويه: يجوز أن يكون أصل فيل فُعْلى، فكُسر من أجل الياء، كما قالوا: أبيض وبِيْض. وقال الأخفش: هذا لا يكون في الواحد، إنما يكون في الجمع، ورجل فيل الرأيي أي ضعيف الرأي، والجمع أفيال، ورجل فالٌ أي ضعيف الرأي مخطئ الفراسة، وقد فال الرأي يفيل فُيُولةً وفيّل رأيه تفييلاً أي ضعَّفه فهو فيِّل الرأي. الثالثة: في قصة أصحاب الفيل، وذلك أن أبرهة بنى القُلَيِّس بصنعاء، وهي كنيسة لم يُر مثلها في زمانها. "

القُلَّيْس.

القُلَّيْس؟

نعم التشديد على اللام.

" بنى القُلَّيْس بصنعاء، وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض، وكان نصرانيًّا، ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يُبن مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب، فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي غضب رجل من النسأة، فخرج حتى أتى الكنيسة، فقعد فيها أي أحدث ثم خرج، فلحق بأرضه، فأُخبر بذلك أبرهة، فقال: من صنع هذا؟! فقيل: صنعه رجل من أهل هذا البيت الذي تحج إليه العرب بمكة لمّا سمع قولك أصرف إليها حج العرب، غضب فجاء فقعد فيها، أي أنها ليس لذلك بأهل، فغضب عند ذلك أبرهة. "

يعني قضى حاجته فيها.

" فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرنّ إلى البيت حتى يهدمه، وبعث رجلاً كان عنده إلى بني كنانة يدعوهم إلى حج تلك الكنيسة، فقتلت بنو كنانة ذلك الرجل، فزاد أبرهة ذلك غضبًا وحنقًا، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت، ثم سار وخرج معه بالفيل وسمعت بذلك العرب فأعظموه وفظعوا به، ورأوا جهاده حقًّا عليهم حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام، فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم يقال له: ذو نفر، فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة وجهاده عن بيت الله الحرام وما يريد من هدمه وإخرابه، فأجابه من أجابه إلى ذلك، ثم عرض له فقاتله، فهُزم ذو نفر وأصحابه، وأخذ له ذو نفر فأُتي به أسيرًا، فلما أراد قتله قال له ذو نفر: أيها الملك لا تقتلني فإنه عسى أن يكون بقائي معك خيرًا لك من قتلي، فتركه من القتل وحبسه عنده في وثاق، وكان أبرهة رجلاً حليمًا، ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج له، حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلتي خثعم شهران وناهِس ومن تبعه من قبائل العرب. "

شهران من خثعم أو خثعم من شهران؟

طالب: ..................

ناهس يعني استقلت بالاسم.

طالب: ..................

نعم، لكن الآن شهران قسيم لناهس مثل الأوس والخزرج، هذا الأصل، وكلهم يرجعون إلى خثعم.

طالب: ناهس دخلت في شهران.

ناهس دخلت في شهران.

طالب: ..................

كيف دخلت فيها؟ حلف أم..؟

طالب: ..................

أين الشهراني الثاني أخونا؟ ما جاء؟

طالب: ..................

نعم؛ لأن الذي بحث الموضوع وهو طالب عندنا، وفي كتاب الحدود يوم الخثعمية قصة الخثعمية وقال: إن شهران من خثعم، وكذا حصل فيه كلام، فهو ما هو موجود الآن؛ لأن الكلام كثير، وأحضر فيه مراجع وأشياء.

طالب: ..................

الأصل، فيه خثعم فرع؟

طالب: ..................

فرع يسمون خثعم، وليسوا من شهران ولا من ناهس، استقلوا بالاسم.

طالب: ..................

يعني مثل شيبان الآن الموجودين الشيابين ما هو مثل الشيابين الذين منهم الإمام أحمد، الشيابين هؤلاء فرع من عتيبة، وعتيبة من هوازن.

طالب: ..................

نعم من قبائل، الأسماء ما فيه شك ما يصير بينهم تعارض، أقول الأسماء تتشابه وتتعدد، وقد يتفرع الاسم إلى فروع كثيرة ويستقل.

طالب: ..................

شهراني نعم.

طالب: ..................

شهري غير نعم، ما الفرق بينهم.

طالب: ..................

نعم، يقول فيها ألف ونون، فيها زيادة مبنى، فتدل على زيادة المعنى، هذه قبيلة، وهذه قبيلة مستقلة.

طالب: ..................

لا لا لا، ما هو من هوازن لا، من بكر.. بكر بن وائل.

"حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلتي خثعم شهران وناهس ومن تبعه من قبائل العرب، فقاتله، فهزمه أبرهة وأُخذ له نُفيل أسيرًا فأُتي به، فلما هم بقتله قال له نفيل: أيها الملك لا تقتلني، فإني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي لك على قبيلة خثعم شهران وناهس بالسمع والطاعة، فخلى سبيله وخرج به معه يدله، حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن مُعتِّب في رجال من ثقيف فقالوا له: أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون، ليس عندنا لك خلاف، وليس بيتنا هذا البيت الذي تريد يعنون اللات، إنما تريد البيت الذي بمكة، نحن نبعث معك من يدلك عليه، فتجاوز عنهم وبعثوا معه أبا رِغال حتى أنزله المغمِّس، فلما أنزله به مات أبو رغال هناك، فرجمت قبره العرب، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمِّس، وفيه يقول الشاعر:

وأرجم قبره في كل عام

 

كرجم الناس قبر أبي رغال"

رِغال.

"......................

 

........... قبر أبي رِغال"

طالب: ..................

هم يفتحونها لكن عندنا ما أدري لما كسرها.

طالب: ..................

مغمَّس بالفتح عندهم نعم، لكن..

طالب: ..................

لا، مضبوطة عندي المغمِّس، وقال: موضع قرب من مكة في طريق الطائف، ومعروف على كل حال الموضع، وهم يفتحونها.

طالب: ..................

الميم ماذا عليها؟

طالب: ..................

مغمَّس.

طالب: ..................

اسم مفعول يعني ما هو اسم فاعل، يصير "مغمِّس"، وعلى كل حال المشهور الفتح، مما يتعلق بالموضوع السابق هُذيل يقال للواحد منهم هذلي، ومنهم طائفة كبيرة يقولون: ننتسب إلى هذيل، ومع ذلك هم مطران، ينتمون إلى مطير عوائل الهذلي يسمونه هذلي عندنا متفرقون في أنحاء الجزيرة، هم في واقعهم مطران، وهم يزعمون أنهم من هذيل القبيلة الكبيرة المعروفة، فما أدري ما وجه الاتفاق والاختلاف بينهم.

طالب: ..................

لا، هم يقولون من هذيل، ومنهم من يعتني بديوان الهذليين وأشعار الهذليين، وعلى أنهم من هذيل، وهم في حقيقة أمرهم ويعترفون بهذا أنهم مطران، فما أدري ما الذي دخلهم بالمطران وهذيل أقدم.

طالب: ..................

لا، هذا واحدهم هذلي يعني من هذيل على كلامهم.

طالب: ..................

ممكن، ماذا تقول أنت؟

طالب: ..................

ما أدري والله.

طالب: ..................

ماذا هو؟

طالب: ..................

نعم، لكن الاسم جديد ما هو قديم، ما تجد له ذكرًا في كتب الأنساب إلا الحديثة.

طالب: ..................

هذا انتصار لمبدأ، والانتصار للمبادئ يفوق الأخلاق والجبلات، قد يكون الإنسان من أحلم الناس ويغضب. النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا انتُهكت حرمات الله غضب، وكل مسلم عنده غيرة، وإن كان في الأصل حليمًا، لكن هذا غيرته على معبوده، نسأل الله العافية.

" فلما نزل أبرهة بالمغمَّس بعث رجلاً من الحبشة يقال له: الأسود بن مقصود على خيل له حتى انتهى إلى مكة، فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم، وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم وهو يومئذٍ كبير قريش وسيدها، فهبت قريش وكنانة وهذيل ومن كان بذلك الحرم بقتاله، ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به، فتركوا ذلك، وبعث أبرهة حُناطة الحميري إلى مكة وقال له: سل عن سيد هذا البلد وشريفهم ثم قل له: إن الملك يقول إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا لي بحرب فلا حاجة لي بدمائكم، فإن هو لم يرد حربي فائتني به، فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها فقيل له: عبد المطلب بن هاشم، فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة، فقال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك منه طاقة، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم- عليه السلام- أو كما قال، فإن يمنعه منه فهو حرمه وبيته، وإن يُخلِّ بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه، فقال له حناطة: فانطلق إليه، فإنه قد أمرني أن آتيه بك. "

آتيَه.

" أن آتيَه بك، فانطلق معه عبد المطلب ومعه بعض بنيه، حتى أتى العسكر، فسأل عن ذي نفر وكان صديقًا له حتى دخل عليه وهو في محبسه فقال له: يا ذا نفر، هل عندك من غناء فيما نزل بنا؟ فقال له ذو نفر: وما غناء رجل أسير بيدي ملك ينتظر أن يقتله غدوًا وعشيًا، ما عندي غناء في شيء مما نزل بك إلا أن أنيسًا سائس الفيل صديق لي فسأرسل إليه وأوصيه بك، وأعظم عليه حقك، وأسأله أن يستأذن لك على الملك فتكلمه بما بدا لك، ويشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك، فقال: حسبي، فبعث ذو نفر إلى أنيس فقال له: إن عبد المطلب سيِّد قريش وصاحب عين مكة، ويطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فاستأذن له عليه وانفعه عنده بما استطعت، فقال: أفعل، فكلم أنيس أبرهة فقال له: أيها الملك هذا سيّد قريش ببابك يستأذن عليك، وهو صاحب عين مكة، يطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال، فائذن له عليك فيكلمك في حاجته، قال: فأذن له أبرهة. "

"وكان عبد المطلب أوسم الناس وأعظمهم وأجملهم، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه عن أن يجلسه تحته، فنزل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه وأجله معه عليه إلى جنبه ثم قال لترجمانه: قل له حاجتك، فقال له ذلك الترجمان، فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي، فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجمانه: قل له: لقد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟ قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربًّا سيمنعه، قال: ما كان ليمتنع مني، قال: أنت وذاك، فرد عليه إبله، وانصرف عبد المطلب إلى قريش، فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في شعف الجبال والشعاب؛ تخوّفًا عليهم معرة الجيش، ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلْقة باب الكعب،ة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده، فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:

لاهم إن العبد يمنع رحله فامنع حلالك

لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدوًا محالك

إن يدخلوا البلد الحرام فأمر ما بدا لك

يقول: أي شيء ما بدا لك لم تكن تفعله بنا، والحلال جمع حل، والمحال القوة، وقيل: إن عبد المطلب لما أخذ بحلقة باب الكعبة قال:

يا رب لا أرجو لهم سواك

 

يا رب فامنع منهم حماك

إن عدو البيت من عاداك

 

إنهم لن يقهروا قواك

وقال عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي:

لاهم أخز الأسود بن مقصود

 

الآخذ الهجمة فيها التقليد

من حراء وثبير فالبيد

 

......................."

بين.

بين؟

"بين حراء وثبير.

بين حراء وثبير فالبيد

 

يحبسها وهي أولاة التطريد

فضمها إلى طماطم سود

 

قد أجمعوا ألا يكون معبود

ويهدموا البيت الحرام المعمود

 

والمروتين والمشاعر السود

أخفره يا رب وأنت محمود

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ أَرْسَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حَلْقَةَ بَابِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى شَعَفِ الْجِبَالِ، فَتَحَرَّزُوا فِيهَا، يَنْتَظِرُونَ مَا أَبْرَهَةُ فَاعِلٌ بِمَكَّةَ إِذَا دَخَلَهَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تَهَيَّأَ لِدُخُولِ مَكَّةَ، وَهَيَّأَ فِيلَهُ، وَعَبَّأَ جَيْشَهُ، وَكَانَ اسْمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا، وَأَبْرَهَةُ مُجْمِعٌ لِهَدْمِ الْبَيْتِ، ثُمَّ الِانْصِرَافِ إِلَى الْيَمَنِ، فَلَمَّا وَجَّهُوا الْفِيلَ إِلَى مَكَّةَ، أَقْبَلَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ، حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِ الْفِيلِ، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِهِ فَقَالَ لَهُ: ابْرُكْ مَحْمُودُ، وَارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ جِئْتَ، فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ. ثُمَّ أَرْسَلَ أُذُنَهُ، فَبَرَكَ الْفِيلُ. وَخَرَجَ نُفَيْلُ بْنُ حَبِيبٍ يَشْتَدُّ، حَتَّى أَصْعَدَ فِي الْجَبَلِ. وَضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى، فَضَرَبُوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فأدخلوا محاجن له في مراقِّه."

الطَّبَرْزِيْن يقول الطَّبر محركة الفأس.

طالب: ..................

الطبر مستعملة.

طالب: ..................

لا، مستعملة الطَبَر محركة الفأس من السلاح والطبرزين آلة من السلاح تشبه الطبر، وقيل: هو الطبر بعينه.

"فأدخلوا محاجن لهم في مراقه، فبزغوه بها ليقوم، فأبى، فوجهوه راجعًا إلى اليمن، فقام يهرول ووجهوه إلى الشام، ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق، ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك. وأرسل الله عليهم طيرًا من البحر، أمثال الخطاطيف والبلسان، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدًا إلا هلك، وليس كلهم أصابت. وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي جاؤوا منها، ويسألون عن نفيل بن حبيب، ليدلهم على الطريق إلى اليمن. فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته:

أين المفرّ والإله الطالب

 

والأشرم المغلوب ليس الغالب

وقال أيضًا."

الأشرم هو أبرهة.

"وقال أيضًا:

حمدت الله إذ أبصرت طيرًا

 

وخفت حجارة تلقي علينا

تلقى.

..........................

 

وخفت حجارة تلقى علينا

فكل القوم يسأل عن نفيل

 

كأن عليّ للحبشان دينا

فخرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون بكل مهلك على كل سهل، وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت منه أُنْمُلَةٌ أَتْبَعَتْهَا مِنْهُ مدَّةٌ تمث."

مِدَّة.

مِدَّة.

تمثُّ.

" تَمُثُّ قيحًا ودمًا حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون، وقال الكلبي ومقاتل بن سليمان. "

طالب: ..................

جرت السنة الإلهية أنه لا يُقصد البيت إلا يقصم من يقصده.

طالب: ..................

كل من جاء ليريد البيت أو أهل البيت بسوء يقصم.

طالب: ..................

نعم، هذا متواتر يعني التفاصيل وما حصل فيها، الله أعلم، لكن القصة أصلها في القرآن.

" وقال الكلبي ومقاتل بن سليمان: يزيد أحدهما وينقص سبب الفيل ما روي أن فتية من قريش خرجوا تجارًا إلى أرض النجاشي، فنزلوا على ساحل البحر إلى بيعة للنصارى تسميها النصارى الهيكل، فأوقدوا نارًا لطعامهم وتركوها وارتحلوا، فهبت ريح عاصف على النار فأضرمت البيعة نارًا فاحترقت، فأتى الصريخ إلى النجاشي فأخبره، فاستشاظ غضبًا، فأتاه أبرهة بن الصباح وحجر بن شرحبيل وأبو يكسوم الكنديون، وضمنوا له إحراق الكعبة وسبي مكة، وكان النجاشي هو الملك وأبرهة صاحب الجيش، وأبو يكسوم نديم الملك، وقيل: وزير، وحجر بن شرحبيل من قوّاده، وقال مجاهد: أبو يكسوم هو أبرهة بن  الصياح. "

الصباح.

" ابن الصباح، فساروا ومعهم الفيل قال الأكثرون: هو فيل واحد، وقال الضحاك: هي ثمانية فيلة، ونزلوا بذي المجاز، واستاقوا سرح مكة وفيها إبل عبد المطلب، وأتى الراعي نذيرًا فصعد الصفا فصاح: واصباحاه، ثم أخبر الناس بمجيء الجيش والفيل، فخرج عبد المطلب وتوجه إلى أبرهة وسأله في إبله، واختُلف في النجاشي هل كان معهم؟ فقال قوم: كان معهم، وقال الأكثرون: لم يكن معهم، ونظر أهل مكة بالطير قد أقبلت من ناحية البحر، فقال عبد المطلب: إن هذه الطير غريبة بأرضنا، وما هي بنجدية ولا تهامية ولا حجازية، وإنها أشباه اليعاسيب، وكان في مناقيرها وأرجلها حجارة، فلما أطلت على القوم ألقتها عليهم حتى هلكوا. قال عطاء بن أبي رباح: جاءت الطير عشية فباتت ثم صبحتهم بالغداة فرمتهم. وقال الكلبي: في مناقيرها حصى كحصى الخذف أمام كل فرقة طائر يقودها أحمر المنقار أسود الرأس طويل العنق، فلما جاءت عسكر القوم وتوافت أهالت ما في مناقيرها على من تحتها مكتوب على كل حجر اسم صاحبه المقتول به. وقيل: كان على كل حجر مكتوب: من أطاع الله نجا، ومن عصاه غوى، ثم انصاعت راجعة من حيث جاءت. وقال العوفي: سألت عنها أبا سعيد الخدري فقال: حمام مكة منها. وقيل: كان يقع الحجر على بيضة أحدهم فيخرقها ويقع في دماغه، ويخرق الفيل والدابة. "

البيضة التي يلبسها على رأسه بيضة مثل المغفر يلبسها المقاتل على رأسه، هذا الحجر وبقدر البندق والحمّص يخرق هذه البيضة والغالب أنها من حديد.

طالب: ..................

يعني استمرت؟ يقولون" حمام الحرم منها كما سمعت مر بنا، والله أعلم، أنا والله ما شفتهن، لكن على كلامهم أن حمام الحرم حمام مكة منها.

" ويخرق الفيل والدابة، ويغيب الحجر في الأرض من شدة وقعه، وكان أصحاب الفيل ستين ألفًا لم يرجع منهم أحد إلا أميرهم رجع ومعه شرذمة لطيفة فلما.. "

يعني قليلة.

" فلما أخبروا بما رأوا هلكوا، وقال الواقدي: أبرهة جد النجاشي الذي كان في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبرهة هو الأشرم سُمي بذلك؛ لأنه تفاتن مع أرياط حتى تزاحفا ثم اتفقا على أن يلتقيا بشخصيهما، فمن غلب فله الأمر فتبارزا. "

تفاتن يعني حصلت بينهم فتنة بسبب اختلاف في الرأي وجدال وتطورت إلى أن صارت إلى ما صار.

" فتبارزا وكان أرياط جسيمًا عظيمًا في يده حربة، وأبرهة قصيرًا حادرًا حليمًا ذا دين في النصرانية، ومع أبرهة وزير له يقال له عِتْوَدة، فلما دنوا ضرب أرياط بحربته رأس أبرهة فوقعت على جبينه فشرمت عينه وأنفه وجبينه وشفته، فلذلك سُمِّي الأشرم، وحمل عِتْوَدة على أرياط فقتله، فاجتمعت الحبشة لأبرهة، فغضب النجاشي وحلف ليجزَّن ناصية أبرهة ويطأن بلاده، فجز أبرهة ناصيته، وملأ مزودًا من تراب أرضه وبعث بهما إلى النجاشي وقال: إنما كان عبدك وأنا عبدك، وأنا أقوم بأمر الحبشة، وقد جززت ناصيتي، وبعثت إليك بتراب أرضي لتطأه وتبر في يمينك، فرضي عنه النجاشي، ثم بنى أبرهة كنيسة بصنعاء؛ ليصرف إليها حج العرب على ما تقدم. الرابعة: قال مقاتل: كان عام الفيل قبل مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بأربعين سنة. وقال الكلبي وعبيد بن عمير: كان قبل مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث وعشرين سنة. والصحيح ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ولدت عام الفيل»."

وهذا المعروف في السير أن مولده -عليه الصلاة والسلام- كان عام الفيل.

" وري عنه أنه قال: يوم الفيل، حكاه الماوردي في التفسير له، وقال في كتاب أعلام النبوة: وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-."

أعلام النبوة للماوردي معروف.

" وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وكان بعد الفيل بخمسين يومًا، ووافق من شهور الروم العشرين من أسباط في السنة الثانية عشرة من ملك هرمز بن هرمز بن أنوشروان، قال: وحكى أبو جعفر الطبري أن مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان الاثنين لاثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشروان، وقد قيل: إنه- عليه السلام- حملت به أمه آمنة في يوم عاشوراء من المحرم، وولد يوم الاثنين اثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، فكانت مدة حمله ثمانية أشهر كُمْلًا. "

كملاً يعني كاملة.

" ثمانية أشهر كُمْلاً ويومين من التاسع، وقيل: إنه ولد يوم عاشوراء من شهر المحرم، حكاه ابن شاهين وأبو حفص في فضائل يوم عاشوراء له، قال ابن العربي قال ابن وهب عن مالك: ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل. وقال قيس بن مخرمة: ولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل، وقد روى الناس عن مالك أنه قال: من مروءة الرجل ألا يخبر بسنه؛ لأنه إن كان صغيرًا استحقروه، وإن كان كبيرًا استهرموه، وهذا قول ضعيف؛ لأن مالكًا لا يُخبر بسن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويكتم سنه، وهو من أعظم العلماء قدوة به، فلا بأس أن يخبر الرجل بسنه كان كبيرًا أو صغيرًا. "

هذا إذا لم ترتفع منزلته عن التكذيب، أما إذا كانت منزلته بين الناس أو بين من يسمعه لا ترتفع عن التكذيب بحيث لو أخبر بسنه الصحيح كذّبوه إما قالوا: أنت أكبر أو أصغر، فهذا معروف عند الناس ولا مصلحة تترتب على الإخبار، فلا داعي لهذا الإخبار.

" وقال عبد الملك بن مروان لعتّاب بن أسيد: أنت أكبر أم النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: النبي -صلى الله عليه وسلم- أكبر مني، وأنا أسن منه وُلد. "

هذا معروف عن العباس بن عبد المطلب أنه سئل أيكما أكبر؟ قال: هو أكبر مني، وأنا أسن منه، يعني أكبر مني قدرًا وأنا أكبر منه سنًّا.

" ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل، وأنا أدركت سائسه وقائده أعميين مقعدين يستطعمان الناس، وقيل لبعض القضاة: كم سنك؟ قال: سن عتّاب بن أسيد حين ولاه النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة، وكان سنه يومئذ دون العشرين. "

طالب: هذا يرد الخبر السابق.

نعم، ما فيه شك، لا، المعروف أن الكلام للعباس بن عبد المطلب.

طالب: ..................

ما اسمه؟

طالب: ..................

قباث، ومع ذلك المشهور أنه العباس، أما عتّاب بن أَسِيْد فلا يرد.

طالب: ..................

ماذا؟

طالب: ..................

لأكثر من واحد، فاحتمال أن تقع لأكثر من واحد، هذا سمع العباس وهو من أسنانه وقال مثله، ماذا يمنع؟ ومازالت تقال الآن إذا سئلت عن شخص هو في سنك أو أصغر منك، وأنت أعظم منه منزلة أو هو أكبر منك منزلة تقول مثل هذا الكلام ما فيه شيء.

مثل ما قاله أبو عبد الله، اسأله من أكبر أنا وإياه؟ اسأله ما هو بقائله، ما يطيعك.

الخامسة: قال علماؤنا..

طالب: ...................

والله يمكن بقاؤه حكمة حتى يخبر من وراءه بما حصل.

" قال علماؤنا: كانت قصة الفيل فيما بعد من معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كانت قبله وقبل التحدي؛ لأنها كانت توكيدًا لأمره وتمهيدًا لشأنه. "

إرهاص لبعثته -عليه الصلاة والسلام-.

" ولما تلا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه السورة كان بمكة عدد كثير ممن شهد تلك الوقعة، ولهذا قال: ألم تر، ولم يكن بمكة أحد إلا وقد رأى قائد الفيل وسائقه أعميين يتكففان الناس، وقالت عائشة- رضي الله عنها- مع حداثة سنها: لقد رأيت قائد الفيل وسائقه أعميين يستطعمان الناس. وقال أبو صالح: رأيت في بيت أم هانئ بنت أبي طالب نحوًا من قفيزين من تلك الحجارة سودًا مخططة بحمرة. قوله تعالى: {{ألم يجعل كيدهم في تضليل}} {ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ}  الفيل:2  أي في إبطال وتضييع. "

أبو هانئ باذان مولى أبو صالح مولى أم هانئ هذا ضعيف، ضعفه شديد، فهذا الخبر منكر، قفيزين من تلك الحجارة.

طالب: ...................

ما يلزم أن يكونوا قتلوا، قد يكون الله- جل وعلا- أبقاهم عبرة وعظة للناس، وليخبروا من وراءهم ما يلزم.

أي في إبطال...

لو بقوا منعمين مكرمين لكن أعميين يتكففان الناس زيادة عذاب هذا.

" لأنهم أن يكيدوا قريشًا بالقتل والسبي، والبيت بالتخريب والهدم، فحُكي عن عبد المطلب أنه بعث ابنه عبد الله على فرس له ينظر ما لقوا من تلك الطير، فإذا القوم متشدخين جميعًا، فرجع يركض فرسه كاشفًا عن فخذه، فلما رأى ذلك أبوه قال: إن ابني هذا أفرس العرب، وما كشف عن فخذه إلا بشيرًا أو نذيرًا، فلما دنا من ناديهم بحيث يسمعهم الصوت، قالوا: ما وراءك؟ قال: هلكوا جميعًا، فخرج عبد المطلب وأصحابه فأخذوا أموالهم، وكانت أموال بني عبد المطلب منها، وبها تكاملت رياسة عبد المطلب؛ لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء. "

يعني من ذهب وفضة.

"ثم خرج أهل مكة بعده ونهبوا، وقيل: إن عبد المطلب حفر حفرتين فملأهما من الذهب والجوهر، ثم قال لأبي مسعود الثقفي وكان خليلًا لعبد المطلب: اختر أيهما شئت، ثم أصاب الناس من أموالهم حتى ضاقوا ذرعًا فقال عبد المطلب عند ذلك:

أنت منعت الحُبش والأفيالا

 

وقد رعوا بمكة الأجبالا

وقد خشينا منهم القتالا

 

وكل أمر لهم معضالا

 

شكرًا وحمدًا لك ذا الجلالا  

 

     

قال ابن إسحاق: ولما رد الله الحبشة عن مكة عظّمت العرب قريشًا وقالوا: هم أهل الله، قاتل الله عنهم وكفاهم مؤونة عدوهم، وقال عبد الله بن عمرو بن مخزوم في قصة أصحاب الفيل:

أنت الجليل ربنا لم تدنس

 

أنت حبست الفيل بالمغمس

من بعد ما هم بشر .......

 

.........................."

لا، بِشَرٍّ.

"من بعد ما هم بِشَرٍّ مبلس

 

حبسته في هيئة المكركس

 

وما لهم من فرج ومنفس            

 

     

 

والمكركس المركوس المطروح."

مثل المنكس.

" قوله تعالى: {{وأرسل عليهم طيرا أبابيل}} {ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ}  الفيل:3  قال سعيد بن جبير: كانت طيرًا من السماء لم ير قبلها ولا بعدها مثلها. وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ»."

هذا واضح، ماذا قال عنه؟

طالب: .................

بلا شك، تعشش بين السماء والأرض تفرخ! لا، ليس بصحيح.

" وعن ابن عباس: كانت لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب. وقال عكرمة: كانت طيرًا خضرًا خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع، ولم تر قبل ذلك ولا بعده. وقالت عائشة- رضي الله عنها-: هي أشبه شيء بالخطاطيف، وقيل: بل كانت أشباه الوطاويط حمراء وسوداء. وعن سعيد بن جبير أيضًا: هي طير خضر لها مناقير صفر. وقيل: كانت بيضًا. وقال محمد بن كعب: هي طير سود بحرية في مناقيرها وأظفارها الحجارة. وقيل: إنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال. قال عكرمة. "

ما هو المغرب؟ يقول: هي التي أغربت في البلاد فنأت فلم تُحس ولم تُر، العنقاء يقولون العنقاء هي رابع المستحيلات.

" قال عكرمة: أبابيل أي مجتمعة. وقيل: متتابعة بعضها في إثر بعض، قاله ابن عباس ومجاهد، وقيل: مختلفة متفرقة تجيء من كل ناحية من هاهنا وهاهنا، قاله ابن مسعود وابن زيد والأخفش. قال النحاس: وهذه الأقوال متفقة، وحقيقة المعنى أنها جماعات عظام، يقال فلان يؤبِّل على فلان أي يعظِّم عليه ويكثِّر، وهو مشتق من الإبْل، واختلف في واحد أبابيل فقال الجوهري: قال الأخفش: يقال جاءت إبلك أبابيل أي فرقًا وطيرٌ أبابيل قال: وهذا في معنى التكثير، وهو من الجمع الذي لا واحد له، وقال بعضهم: واحده إبُّول. "

مثل الإبل جمع لا واحد له.

طالب: .................

" واحده إبُّول مثل عُجُول. "

عِجُّول عِجُّول.

"مثل عِجُّول، وقال بعضهم وهو المبرِّد: إبيل مثل سكين، قال: ولا أعرف العرب تعرف له واحدًا في غير الصحاح، وقيل في واحده: إبَّال، وقال رؤبة بن العجّاج في الجمع:

ولعبت طير بهم أبابيل

 

فصُيِّروا مثل كعصف مأكول

وقال الأعشى:

طريق وجبار رواء أصوله

 

عليه أبابيل من الطير تنعُب"

تنعَب.

"وقال آخر:

كادت تهد من الأصوات راحلتي

 

إذا سالت الأرض بالجرد الأبابيل

وقال آخر:

تراهم إلى الداعي سراعًا كأنهم

 

أبابيل ........................."

جرد يعني خيل مجردة من راكبيها مثل ما يسوونه الآن طائرات بغير قائد، هذه جرد، الله المستعان.

طالب: .................

ماذا؟

طالب: .................

كادت تهد من الأصوات راحلتي

 

إذا سالت الأرض بجرد الأبابيل

يعني ما معه الجرد خيل لا رجالة فيها يعني ما عليها ركاب من كثرتها يكون لها أصوات ولها كذا وتخيف؛ لأنه إذا كان فوقها قائد إذا خشي من شيء رجع وهرب.

وقال آخر:

تراهم إلى الداعي سراعًا كأنهم

 

أبابيل طير تحت دَجن مسخّن

" قال الفراء: لا واحد له من لفظه، وسمع الرؤاسي وكان ثقة أنه سمع في واحدها: إبَّالة مشددة، وحكى الفراء إبَالة مخففًا قال: سمعت بعض العرب يقول: ضغث على إبّالة يريد خصبًا على خصب، قال: ولو قال قائل: إيبال كان صوابًا مثل دينار ودنانير، وقال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل: الأبابيل مأخوذ من الإبل المؤبلة وهي الأقاطيع. "

يعني يقال ذلك لكثرتها مثل ألوف مؤلفة إبل مؤبَّلة متى يقال ألوف مؤلفة؟ لكثرتها.

" قوله تعالى: {{ترميهم بحجارة من سجيل}} {ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ}  الفيل:4  في الصحاح: حجارة من سجيل قالوا: حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها أسماء القوم؛ لقوله تعالى: الذاريات: ٣٣ - ٣٤  وقال عبد الرحمن بن أبزى من سجيل من السماء، وهي الحجارة التي نزلت على قوم لوط، وقيل: من الجحيم، وهي سجين، ثم أبدلت اللام نونًا كما قالوا في أصيلان أصيلال كما قال ابن مقبل:

..............................

 

ضربًا تواصبت به الأبطال سجينًا

وإنما هو سجيلاً، وقال الزجاج: من سجيل أي مما كتب عليهم أن يعذبوا به، مشتق من السجل، وقد مضى القول في سجيل في هود مُستوفى، قال عكرمة. "

إيران العام الماضي كشفت عن صواريخ عابرة للقارات، وقرأ الناس ما كتب عليها في وسائل الإعلام، كاتبين عليها سجيل بالحروف العربية.

طالب: .................

إن شاء الله تكون.. هذا الذي نرجوه، لكن إن كفانا الله شر ذنوبنا نحن ما علينا..

" قال عكرمة: كانت ترميهم بحجارة معها، فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري لم يُرَ قبل ذلك اليوم، وكان الحجر كالحمّصة وفوق العدسة. وقال ابن عباس: كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده، فكان ذلك أول الجدري. وقراءة العامة: ترميهم بالتاء لتأنيث جماعة الطير، وقرأ الأعرج وطلحة: يرميهم بالياء أي يرميهم الله، دليله قوله تعالى: {{ولكن الله رمى}} {ﭛ ﭜ ﭝﭞ}  الأنفال:17  ويجوز أن يكون راجعًا إلى الطير؛ لخلوها من علامات التأنيث، ولأن تأنيثها غير حقيقي. "

لكن إذا عاد الضمير إلى مؤنث ولو كان غير حقيقي وجب تأنيث الفعل.

" قوله تعالى: {{فجعلهم كعصف مأكول}} {ﮥ ﮦ ﮧ}  الفيل:5  أي جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب فرمت به من أسفل شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزائه، رُوي معناه عن ابن زيد وغيره، وقد مضى القول في العصر في سورة الرحمن، ومما يدل على أنه ورق الزرع قول عَلقمة:

تسقي بذان وقد مالت عصيفتها

 

حدورها من أتى.....

من أتي.

...........................

 

من أتي الماء مطموم

وقال رؤبة بن العجّاج:

ومسهم ما مس أصحاب الفيل

 

ترميهم حجارة من سجيل

ولعبت طير بهم أبابيل

 

فصيروا مثل كعصف مأكول

العصف جمع واحدته عصفة وعصافة وعصيفة، وأدخل الكافل في كعصف للتشبيه مع مثل نحو قوله تعالى: {{ليس كمثله شيء}} {ﭡ ﭢ ﭣﭤ}  الشورى:11  ومعنى مأكول حبه كما يقال: فلان حسن أي حسن وجهه، وقال ابن عباس: فجعله.. "

مأكول حبه ما يبقى إلا القشور التي تقع في مهب الرياح فتذروها وتطيرها.

" وقال ابن عباس: {{فجعلهم كعصف مأكول}} {ﮥ ﮦ ﮧ}  الفيل:5  أن المراد به قشر البر يعني الغلاف الذي تكون فيه حبة القمح، ويروى أن الحجر كان يقع على أحدهم فيخرجوا كل ما في جوفه فيبقى كقشر الحنطة إذا خرجت منه الحبة، وقال ابن مسعود: لما رمت الطير بالحجارة بعث الله ريحًا فضربت الحجارة فزادتها شدة، فكانت لا تقع على أحد إلا هلك، ولم يسلم منهم إلا رجل من كندة فقال:

فإنك لو رأيت ولم تريه

 

لدى جنب المغمّس ما لقينا

خشيت الله إذ قد بثَّ طيرًا

 

وظلّ سحابة مرت علينا

وباتت كلها تدعو بحق

 

كأن لها على الحُبشان دينا

ويروى أنها لم تصبهم كلهم، لكنها أصابت من شاء الله منهم، وقد تقدم أن أميرهم رجع وشرذمة لطيفة معه، فلما أخبروا بما رأوا هلكوا، فالله أعلم، وقال ابن إسحاق: لما رد الله الحبشة عن مكة عظّمت العرب قريشًا وقالوا: أهل الله قاتل عنهم وكفاهم مؤونة عدوهم، فكان ذلك نعمةً من الله عليهم. "

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

"