«مَرْحَبًا بِكَ» هذه كلمة تتبادل في التحية، وهي سُنة، فقد ثبت في الصحيح: «أن أم هانئ بنت أبي طالب قالت ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت عليه، فقال: «من هذه؟» فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال: «مرحبا بأم هانئ» [البخاري (357)، ومسلم (336)].
وأهل العلم يختلفون في رد السلام بـ «مرحبًا» وحدها: هل يكفي، أو لا بد من ردّ السلام أولًا ثم يقال: «مرحبًا»؟
فمن يجيز رد السلام بـ «مرحبًا» يستدلُّ بأنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث أم هانئ رضي الله عنها السالف: «وعليكِ السلام، مرحبًا»، وإنما قال: «مرحبًا».
ورأى الآخرون أنه لا يجزئ الاقتصار على «مرحبًا»، بل لا بد أن يرد السلام بمثله أو بأحسن منه. ويجيبون عن دليل القائلين بالجواز بأن كون الرواة -في هذه الواقعة- لم ينقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وعليكِ السلام»، لا يعني عدم الوقوع، فقد يكون تركَهُ الراوي للعلم به، والحكم الذي ثبت بدليل شرعي صريح، لا يلزم أن ينقل في جميع الأدلة.