لا مانع أن يكون هذا مع التقليل بقدر الإمكان، يعني يسأل عمَّن بجواره ويجاذبه أطراف الحديث التي لا تُخل بما هو بصدده من التفرُّغ للعبادات الخاصة، بحيث لا ينتهي الوقت أو جُلُّ الوقت في الكلام الذي هو خارج عن أهداف الاعتكاف ولو كان فيه نفع عام، ومع الأسف أننا رأينا بعض المعتكفين يُمضون الأوقات الطويلة في القيل والقال، وبعضهم يمضي ساعة في مكالمة جوال، وبعضهم ينتهي وقتُه وهو في (انتهى الشحن) (أعطني الشاحن)! وبعضهم يُحضر أجهزة، هذه بعيدة كل البعد عن أهداف الاعتكاف، بل على الإنسان أن يجمع قلبه، فجمعيَّة القلب في هذه الليالي لها خصوصيتها ولها شأنها، وإنما شُرع الاعتكاف من أجل ذلك، وأما هذه الأجهزة فهي أحرى أن تبعده عمَّا شُرع له الاعتكاف بلا شك، ورأينا أيضًا من يُحضر جرائد فيها الصور إلى المسجد، ورأينا وسمعنا مَن يتكلم بكلام لا داعي له، والله المستعان.
السؤال
عند الاعتكاف في الحرمين أو في الجوامع الكبيرة يكثر الناس حولي وربما من بلدان مختلفة، فما حكم قضاء بعض الوقت؛ للتعرف عليهم والسؤال عن أحوالهم وإدخال السرور عليهم، مع ما في ذلك من الشعور بالجسد الواحد؟
الجواب