الحديث المذكور ضعيف، وهو مضعف عند أهل العلم، وهو في الحقيقة في فضائل الأعمال، فمن يرى العمل بالضعيف في فضائل الأعمال وهو قول جمهور أهل العلم لا يرى مانعًا من قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، ويُرجى أن يثبت له هذا الأجر عند من يقول بذلك، والمرجَّح عند أهل التحقيق أن مثل هذا الأجر لا يثبت بمثل هذا الخبر، ولكن لا حَجر على الناس، فالذي يرى العمل بالضعيف في الفضائل -وهذا منها- تبعًا لجمهور أهل العلم فإنه لا تثريب عليه.
والجمهور يشترطون للعمل بالضعيف ثلاثة شروط:
- أن يكون الضعف غير شديد.
- وأن يندرج تحت أصل عام.
- وألَّا يُعتقد عند العمل به ثبوته، وإنما يُعتقد الاحتياط.
وهنا الضعف بعضهم يقول: إنه شديد، لكن له أصل عام يندرج فيه، وهو الحث على قراءة القرآن في الجملة، فهو يندرج في هذا الأصل، والقارئ لا يعتقد ثبوت هذا الخبر، وإن كان عامة الناس على ما درجوا عليه من قراءة سورة الكهف من يوم الجمعة خلال السنين الطويلة ما يطالَبون بأن يقال: لا تعتقدوا ثبوته أو كذا، إنما هو مجرد تقليد لمن يقرؤها من أهل العلم ممن يعمل بالحديث الضعيف في هذا المجال، وعلى كل حال المسألة فيها سعة عند الجمهور بهذه الشروط التي ذكرناها، والله المستعان.