الحديث المذكور مخرَّج عند الطبراني في (الأوسط) من حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومَن لم يصبح ويمسِ ناصحًا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم» [7473]، هذا الحديث لا يُروى من حديث حذيفة إلا من طريق عبد الله بن أبي جعفر الرازي، وهو ضعيف، وعلى كل حال الحديث مضعَّفٌ عند عامة أهل العلم.
ويُروى أيضًا عن أبي ذر –رضي الله عنه- عند الطبراني في (الأوسط): «مَن أصبح وهمُّه الدنيا فليس من الله في شيء، ومَن لم يهتم بالمسلمين فليس منهم»...الحديث [471]، لكن في إسناده يزيد بن ربيعة الرحبي، وهو متروك، ولذا ذكره بعضهم في الموضوعات، وعلى كل حال الحديث ضعيف جدًّا.
وليس معنى هذا أننا إذا سمعنا هذا الكلام أننا لا نلقي بالًا ولا نهتم بأمور المسلمين، ولا نحمل همهم ولا نسعى في رفع معاناتهم! فالمسلمون كما جاء في الحديث الصحيح «كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا» [البخاري: 481]، و«كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [البخاري: 6011].
على كل حال إذا كان الحديث غير صحيح والوعيد المذكور فيه لا يثبت، فإن الاهتمام بأمور المسلمين مطلوبٌ شرعًا، ويدل له أحاديث صحيحة منها ما ذكرنا، والله أعلم.