جاء في الحديث المُخرَّج عند أحمد وغيره «مَن قرأ: {قل هو الله أحد} حتى يختمها عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة»، وهذا الحديث مُخرَّجٌ عند أحمد [15610] من طريق ابن لهيعة ورشدين بن سعد، قالا: حدَّثنا زبَّان بن فائد، عن سهل بن مُعاذ بن أنس الجُهني، عن أبيه مُعاذ بن أنس صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم–، عن النبي –صلى الله عليه وسلم– فذكره، وزاد: فقال عمر: إذًا نستكثر قصورًا يا رسول الله؟ فقال: «الله أكثر وأطيب».
وعلى كل حال الحديث مداره على زبَّان، فابن لهيعة يشهد له رشدين بن سعد، وكلاهما ضعيف، رشدين بن سعد ضعيف، وابن لهيعة ضعيف، لكن تفرَّد به زبَّان بن فائد، وهو ضعيفٌ، فمع صلاحه وعبادته لكنْ في روايته ضعف، وعلى هذا فالحديث ضعيف. ووُجِد له شاهد موصول عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، إلا أنه ضعيف، وآخر مُرسل عن سعيد بن المسيب -رحمه الله-، وهو صحيح، فإذا ضُمَّ إلى هذا المرسلِ الصحيحِ: الموصولان من حديث معاذ وأبي هريرة –رضي الله عنهما- تقوَّى الحديث، والمرسل يصلح للتقوية كما قال الإمام الشافعي –رحمه الله-، وعلى هذا يرتقي إلى درجة الحَسن لغيره، فيكون مما يُعمل به لا سيما في مثل هذا الباب الذي هو باب الفضائل.