عند ابن عدي في (الكامل في الضعفاء): قالوا: يا رسول الله، إنها متسرولة، فقال: «اللهم اغفر لمتسرولاتِ أمتي -يقولها ثلاثًا-، يا أيها الناس اتخذوا السراويلات، فإنها من أستر ثيابكم، وخصُّوا بها نساءكم إذا خرجنَ» [1/413]، قال الشيخ ابن عدي المؤلف: (وهذا الحديث منكر، لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا، ولا أعرفه إلَّا من هذا الوجه).
وأورده ابن الجوزي في (الموضوعات) [3/46]، وقال: (هذا حديث موضوع، والمتَّهم به إبراهيم بن زكريا،...وأما حديث «رحم الله المتسرولات»، وقال: «البسوا السراويلات، وحصِّنوا بها نساءكم عند خروجهنَّ» فهذا حديث لا أصل له).
والحديث إذا تفرَّد ابن عدي في (الكامل) بروايته فهو ضعيف، ويقول الناظم في مظان الضعيف:
وما نُمي لـ(عَق) و(عَد) و(خَط) و(كِر) |
|
و(مُسند الفردوس) ضعفُه شُهِر |
(وما نُمي): يعني: نُسِب وأضيف، (لعَق): الذي هو العقيلي في (الضعفاء)، (وعَد): ابن عدي، (وخَط): للخطيب البغدادي، (وكِر): لابن عساكر، (و"مسند الفردوس" ضعفُه شُهِر)، يعني: كل هذه ضعيفة، فإذا نُسب الحديث إليها فهو ضعيف.
وابن الجوزي له (الموضوعات)، وإن كان متساهلًا في الحكم بالوضع على بعض الأحاديث التي لا تبلغ درجة الوضع، فهو متساهل في إيراد الأحاديث الضعيفة في كتاب (الموضوعات)، بل فيه أحاديث ليست بضعيفة بل حسنة، بل منها ما هو صحيح، ولذا ذكر العلماء أن طريقة ابن الجوزي في وضع الأحاديث الضعيفة التي لا تصل إلى درجة الوضع والأحاديث المقبولة في موضوعاته: تقابل الحكم بالصحة على أحاديث ليست بصحيحة عند الحاكم.
والحافظ العراقي يقول:
وَأكْثَرَ الجَامِعُ فِيْهِ إذْ خَرَجْ |
|
لِمُطْلَقِ الضعْفِ، عَنَى: أبَا الفَرَجْ |
يعني: أبا الفرج ابن الجوزي، حيث جعل مِن مطلق الضعف: الموضوعات، وهذا ليس بصحيح، بل تعدَّى ذلك إلى أن وضع بعض الأحاديث الصحيحة والحسنة.
وعلى كل حال كتابه فيه أحاديث موضوعة كثيرة جدًّا، وهي الأصل في الكتاب، لكنه توسَّع في ذلك.
والمقصود أن هذا الحديث منكر ولا يثبت.