جاء في الكتب التي صُنِّفتْ في الأحاديث المشتهرة يعني على ألسنة الناس كـ(المقاصد الحسنة) للسخاوي يقول: (حديث «الجوع كافر وقاتِلُه من أهل الجنة» كلامٌ يدور في الأسواق، ويَقرب من معنى الشِّق الأول -«الجوع كافر»- قوله -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع» في حديثٍ عند أبي داود، والنسائي، وابن ماجه عن أبي هريرة، وللطبراني في (الأوسط) عن عائشة مرفوعًا أيضًا في حديث: «اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع ضجيعًا». وأما الشِّق الثاني: فأحاديث إطعام الجائع كثيرة منتشرة أُفرِدَتْ بالتأليف كحديث «أفشوا السلام، وأحسنوا الكلام، وأطعموا الطعام، تدخلوا الجنة بسلام»، ومنها: «من أطعم كبدًا جائعةً أطعمه اللَّه من أطيب طعام الجنة، ومن برَّد كبدًا عطشانة..» الحديث، ومنها: «مَن أطعم مؤمنًا حتى يُشبعه أدخله اللَّه من أبواب الجنة، لا يدخلها إلا من كان مثله»).
لكن باللفظ «الجوع كافر» وشقه الثاني «وقاتله من أهل الجنة» هذا لا يثبت، ولا يصح عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
وجاء في حديث في (مصنف ابن أبي شيبة) عن يزيد الرقاشي، عن الحسن البصري قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم–: «كاد الحسد أن يغلب القدر، وكادت الفاقة أن تكون كفرًا» [26595]، الخبر هذا من مراسيل الحسن، وهي عند أهل العلم أضعف المراسيل، وفي إسناده يزيد الرقاشي وهو ضعيف جدًّا عند أهل العلم، والله أعلم.