الامتحانات وغيرها من الأمور الشاقة التي فيها نوع اختيار كالتجارة ونحوها من غير العذر الشرعي المُبيح للفطر لا يجوز فيها الإفطار، فالامتحان ونحوه لا يُعتبر عذرًا مُبيحًا للإفطار في نهار رمضان، فيجب على الطالب أن يصوم، وإذا خشي الهلاك فحينئذٍ عليه أن يُخفِّف من وقت المذاكرة والتعب للامتحان ويؤجله إلى الليل، ويتفرَّغ لصيامه، وأمر الدنيا يأتي تبعًا لأمر الدين، فالإنسان خُلِق لعبادة الله –جلَّ وعلا-، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وأمور الدنيا تابعة للدين، فلا يُكيَّف الدين من أجل الدنيا، بل الدنيا هي التي تُكيَّف؛ لأنها إنما وجِدتْ لخدمة هذا الدين، وليتمكن بها المسلم من إقامة دينه؛ ولذا جاء {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] من أجل إقامة دينك، وإلا فالدنيا ليست غاية، وإنما وسيلة للوصول إلى الغاية وهي الدار الآخرة، والله أعلم.
السؤال
هل مشقة وتعب الامتحانات في رمضان تُعتبر عذرًا لإباحة الفطر، ثم بعد ذلك نقضي هذه الأيام في شوال مباشرة؟
الجواب