هل عَرف الناس أنه كَذَب أو ما عرفوا؟ وهل قُبلتْ شهادته أو رُدَّت؟
أولًا: مثل هذا لا يخلو: إما أن يكون ظاهره الاستقامة، أو ظاهره الفسق:
- فإن كان ظاهره الفسق فإن شهادته لا تُقبل، وحينئذٍ لا يصوم هو ولا غيره.
- وإذا كان ظاهره الاستقامة، ثم أُثبت دخول الشهر بشهادته وأُعلن أن الشهر دخل، فإن الناس يلزمهم الصيام، وإثمه عند الله -جل وعلا-. وإذا اطُّلِع على أمره وعلى خبره فإنها تُردُّ شهادته في المستقبل، ويُحكم بفسقه، والغالب والأصل أن مثل هذا لا يستمر مستورًا، بل لا بد أن يفضحه الله -جل وعلا-؛ لأنه وُجد من المتعبِّدة في القرون الأولى -ممن يتعبَّد على جهل- مَن يقول: (إنه يشهد بدخول الشهر، وإن الناس إذا زادوا في الصيام يومًا ما يضرهم، فإنهم إذا صاموا فعلوا الخيرات واجتنبوا المنكرات)، فهو يُصوِّمهم من أجل هذا، نقول: الدين كامل، وليس بحاجة إلى مثل هذه الاجتهادات، ونظير هذا مَن يكذب على النبي -عليه الصلاة والسلام- في فضل عمل من الأعمال، ويقول: (إنه يكذب له، ولا يكذب عليه)، نقول: الدين ليس بحاجة إلى ترويج أمثال هؤلاء الدجَّالين.