الموطأ من أشهر كتب الحديث، وهو من تصنيف الإمام: مالك بن أنس الحميري، الأصبحي، المدني، إمام دار الهجرة. المتوفى: سنة تسع وسبعين ومائة، قصد فيه جمع الصحيح. لكن إنما جمع الصحيح عنده، لا على اصطلاح أهل الحديث، لأنه يرى المراسيل، والبلاغات صحيحة، كذا في: (النكت الوفية) .
شروحه: للموطأ شروح كثيرة، ومن أبرزها:
1-شرح: أبي محمد: عبد الله بن محمد النحوي، البطليوسي المتوفى: سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.
2- وشرح: عبد الملك بن حبيب المالكي. المتوفى: سنة تسع وثلاثين ومائتين.
3- شرح جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. في كتابين: (كشف المغطا، في شرح الموطا) .
و(تنوير الحوالك، على موطأ الإمام مالك)
4- وصنف الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله القرطبي المتوفى: سنة ثلاث وستين وأربعمائة
كتابا سماه: (التفضي بحديث الموطأ) ،وله: كتاب (التمهيد، لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) .
قال ابن حزم: هو كتاب في: الفقه، والحديث، ولا أعلم نظيره.
و(الاستذكار) في معرفة مذاهب علماء الأمصار.
5- وأبو الوليد: سليمان بن خلف الباجي المتوفى: سنة أربع وسبعين وأربعمائة، واسمه: (المنتقى) .
يقع في سبع مجلدات. وغيرها.
وشرح (موطأ الإمام مالك): القاضي، الحافظ، أبو بكر: محمد بن العربي، المغربي. المتوفى: سنة546، وأربعين وخمسمائة. وسمَّاه: (القبس)، قال القاضي أبو بكر فيه: هذا أول كتاب ألف في شرائع الإسلام، وهو آخره، لأنه لم يؤلف مثله؛ إذ بناه: مالك - رحمه الله - على تمهيد الأصول، للفروع، ونبه فيه على معظم أصول الفقه، التي يرجع إليها مسائله، وفروعه، وأشهر روايات الموطأ: رواية سحنون بن سعيد عن أبي عبد الله: عبد الرحمن بن القاسم المصري.
-----------------------------------------
ينظر: كشف الظنون لحاجي خليفة، (2/1908).
نسبه ومولده: مالك ابن أنس بن مالك بن أبي عامر بن الحارث بن غميان بن حنبل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح. ولا خلاف أنه من ولد قحطان،
ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان.
وأما وفاته فالصحيح أنه توفى سنة تسع وسبعين ومائة.
عقله وسمته: كان ربيعة يقول إذا جاء مالك قد جاء العاقل. وقال ابن مهدي لقيت أربعة: مالكاً وسفيان وشعبة وابن المبارك، فكان مالك أشدهم عقلاً.
وقال هارون الرشيد عنه ما رأيت أعقل منه.
وقال ابن وهب: الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
وقال زياد بن يونس: كان والله مالك أعظم الخلق مروءة وأكثرهم صمتاً.
طلبه للعلم: قال مطرف، قال مالك: قلت لأمي أذهب فأكتب العلم؟ فقالت تعال فالبس ثياب العلم فألبستني ثياباً مشمرة ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها.
ثم قالت: اذهب فاكتب الآن. وقال رحمه الله: كانت أمي تعممني وتقول لي اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه.
قال مالك كان لي أخ في سن ابن شهاب فألقى أبي يوماً علينا مسألة فأصاب أخي وأخطأت فقال لي أبي ألهتك الحمام عن طلب العلم فغضبت وانقطعت إلى ابن هرمز سبع سنين، أخذ مالك العلم عن نافع، وعبد الرحمن بن هرمز، وربيعة، والزهري، وغيرهم، وجلس للناس وهو ابن سبع عشرة سنة وعرفت له الإمامة وبالناس حياة إذ ذاك حتى أضحى عالم المدينة.
------------------------------------------
ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض، (1/104) فما بعدها.