تعليق على تفسير سورة البقرة (23)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} [سورة البقرة:61] يقول تعالى واذكروا نعمتي عليكم في إنزالي عليكم المن والسلوى طعامًا طيبًا نافعًا هنيئًا سهلاً واذكروا دبركم وضجركم مما رزقناكم وسؤالكم موسى استبدال ذلك بالأطعمة الدنيئة من البقول ونحوها مما سألتم وقال الحسن البصري فبطروا ذلك ولم يصبروا عليه وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه وكانوا قومًا أهل أعداس وبصل وبقول وفوم فقالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها وإنما قالوا على طعام واحد وهم يأكلون المن والسلوى لأنه لا يتبدل ولا يتغير كل يوم فهو مأكل واحد فالبقول والقثاء والعدس والبصل كلها معروفة وأما الفوم.."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

في قوله جل وعلا {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى} [سورة البقرة:55] خطاب لبني إسرائيل الذين أكرمهم الله بما أكرمهم به مما تقدم من النعم لكن الملل والضجر من الحياة الرتيبة الواحدة ولو كانت أعلى أنواع الحياة لاسيما عند من لا يلزم الذكر والشكر فالذي لا يشكر الله جل وعلا على هذه النعم يملها وإن كانت أفضل من غيرها وطبع الإنسان ملول لكن إذا عرف نعمة الله عليه وشكرها وتلذذ بها واستفاد منها واستعملها فيما يرضي الله جل وعلا تتغير حاله وتتبدل لكن أمثال هؤلاء الذين أنعم الله عليهم وأسبغ عليهم هذه النعم التي لا تعب فيها مع أنها من أطيب وألذ المأكولات إن لم تكن أطيبها في وقتهم مع ذلك ملُّوا لن نصبر على طعام واحد يعني لو قدر مثلاً أن الإنسان طعامه غداؤه وعشاؤه صنف واحد من الأطعمة لا شك أن مثل هذا يمل لكن مثل هذه النعم التي أسبغها الله عليهم هي متنوعة وفيها لذة ومنفعة مع أنه لا كلفة فيها ولا مشقة في الحصول عليها لكن هذا من تعنتهم لكن لو طعام واحد يمكن يكون لهم نوع عذر لكنها أطعمة مَن وسلوى وغير ذلك من الأطعمة التي أنزلت إليهم من غير تعب ولا مشقة والملل إنما يوجَد إذا وجدت الأطعمة الأخرى وتنوعت وصار ينظر إليها الإنسان والناس يأكلونها لا شك أنه سوف يمل الذي عنده ويتطلع إلى ما عند غيره لكن هم ما عندهم إلا هذا أنزل الله عليهم المن والسلوى فأرادوا أن يُبدَّل والملاحَظ في العصور المتأخرة وفي عصرنا هذا أن الناس ملوا من الحياة الرتيبة التي عاشوا عليها عقود وإن كانت فيها نوع فضل وفيه نوع استقرار وأمن لكنهم ملُّوا أرادوا التغيير حتى أن بعضهم في بعض البلدان الإسلامية سألوا الله أن يبدل الحاكم عندهم ولو بيهودي نسأل الله العافية وهذا نقل في كتب التواريخ المعاصرة ثم ماذا كانت العاقبة؟ كانت كما ذُكِر في تواريخهم عشر الدجاجات بريـال والآن البيضة بعشرة ريالات نسأل الله العافية ما الذي أدخلت عليهم هذه الانقلابات وهذه الفوضى وهذا.. هم من باب الملل لكن الإنسان العاقل الحصيف الذي ينظر في العواقب وماذا وراء التغيير، ماذا وراء التغيير؟ والله المستعان هؤلاء عندهم نعم تنزل عليهم كل صباح يأخذون منها كفايتهم ولا يتعبون.. ملوا وسألوا الأدنى من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ولذلك قال جل وعلا {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [سورة البقرة:61] والباء تدخل على المتروك تدخل على المتروك فالمتروك هنا في الآية الذي هو خير والمطلوب الذي هو أدنى وفي تعبير المفسِّر رحمة الله عليه وسؤالكم موسى استبدال ذلك بالأطعمة الدنيئة بالأطمعة الدنيئة فهل الأطعمة الدنيئة التي طلبوها متروكة أو مطلوبة؟ مطلوبة على خلاف القاعدة التي جاءت الآية تطبيقًا لها.

طالب: ............

لا، على حسب السياق.

طالب: ............

في سياق الآية لا شك في أنها داخلة على المتروك وفي تفسيرها أيضًا تبعًا لها داخلة على المتروك فهذا وجه الانتقاد على الحافظ ابن كثير هناك سياقات أخرى قد تدخل فيها على المطلوب.

"وأما الفوم فقد اختلف السلف في معناه فوقع في قراءة ابن مسعود وثومها بالثاء وكذا فسره مجاهد في رواية زيد بن أبي سليم عنه بالثوم وكذا الربيع بن أنس وسعيد بن جبير وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا عمرو بن رافع قال حدثنا أبو عمارة يعقوب بن إسحاق البصري عن يونس عن الحسن في قوله وفومها قال قال ابن عباس الثوم قال وفي اللغة القديمة فوِّموا لنا بمعنى اختبزوا وقال ابن جرير فإن كان ذلك صحيحًا.."

لكن هل هذا مناسب للسياق السابق؟ قال وفي اللغة القديمة فَوِّمُوا لنا بمعنى اختبزوا هذا يخدم تفسير الفوم بالثوم؟ لا، لكنها مقدم على موضعها.

"وقال ابن جرير فإن كان ذلك صحيحًا فإنه من الحروف المبدلة كقولهم وقعوا في عاثور في عاثور شر وعافور شر وأثافي وأثاثي ومغافير ومغاثير وأشباه ذلك مما تُقلَب الفاء تاء والثاء.."

ثاء.

"مما تقلب الفاء ثاء والثاء فاء لقرب مخرجيهما والله أعلم وقال آخرون الفوم الحنطة وهو البر الذي يُعمَل منه الخبز قال ابن أبي حاتم.."

هنا يأتي ما نقل عن اللغة القديمة فوموا لنا اختبزوا.

"قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أنبأنا ابن وهب قراءة قال حدثني نافع بن أبي نعيم.."

حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة يعني منه أو عليه؟ قراءة عليه قراءة عليه التي تسمى العرض هل تناسب حدثنا؟ هل تناسب حدثنا في صيغة طريق العرض تكون الصيغة حدثنا؟ لا، تكون أخبرنا.

"قال حدثني نافع بن أبي نعيم أن عباس سئل عن قول الله وفومها ما فومها؟ قال الحنطة قال ابن عباس أما سمعت قول أحيحة بن الجلاَّح."

الجُلاَح الجُلاَح.

"أحيحة بن الجُلاَح وهو يقول:

قد كنت أغنى شخصًا واحدًا
 

 

 ورد المدينة عن زراعة فوم
 

وقال ابن جرير حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا مسلم الجرمي.."

مسلم إيش؟ الجَرمي أو الجهني؟

الجَرمي..

طالب: ............

ما أشار إلى أن فيه نسخة ولا شيء؟

طالب: ............

ما يخالف لكن الكلام في تصحيف النسخ الواردة عن المؤلف.

أشار.. أشار..

ماذا يقول الجرمي فيه خطأ؟

وقع في (ن) الجرمي الجهني وهو مسلم بن عبد الرحمن أو مسلم بن أبي مسلم ترجمه الخطيب في تاريخه وقال كان ثقة ترجمه الحافظ في اللسان ونقل توثيقه عن ابن حبان وقال ربما أخطأ وقال الأزدي حدث بأحاديث لا يتابَع عليها وكان إمامًا بطرطوس.

قال حدثنا عيسى..

"قال حدثنا عيسى بن يونس عن رُشدين.."

رِشدين..

"عن رِشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس في قول الله تعالى {وَفُومِهَا} [سورة البقرة:61] قال الفوم الحنطة بلسان بني هاشم وكذا قال علي بن أبي طلحة والضحاك عن ابن عباس وعكرمة عن ابن عباس إن الفوم الحنطة وقال سفيان الثوري عن ابن جريج عن مجاهد وعطاء {وَفُومِهَا} [سورة البقرة:61] قالا خبزها وقال هشيم عن يونس عن الحسن وحصين عن أبي مالك {وَفُومِهَا} [سورة البقرة:61] قال الحنطة وهو قول عكرمة والسدي والحسن البصري وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم فالله أعلم وقال الجوهري الفوم الحنطة وقال ابن دُريد السنبلة وحكى القرطبي عن عطاء وقتادة أن الفوم كل حب يختبز قال وقال بعضهم هو الحمّص لغة شامية ومنه يقال لبائعه فامي مغيّر عن فومي قال البخاري وقال بعضهم الحبوب التي تأكل.."

تؤكل.

"الحبوب التي تؤكل كلها فوم وقوله تعالى {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [سورة البقرة:61] فيه تقريع لهم وتوبيخ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد والطعام الهنيء الطيب النافع وقوله تعالى {اهْبِطُواْ مِصْراً} [سورة البقرة:61] هكذا هو منون مصروف مكتوب الألف في المصاحف الأئمة العثمانية وهو قراءة الجمهور بالصرف قال ابن جرير ولا أستجيز القراءة بغير ذلك لإجماع المصاحف على ذلك وقال ابن عباس {اهْبِطُواْ مِصْراً} [سورة البقرة:61] قال مصرًا من الأمصار رواه ابن أبي حاتم من حديث أبي سعد البقال سعيد بن المرزبان عن عكرمة عنه قال وروي عن السدي وقتادة والربيع بن أنس نحو ذلك."

وعلى هذا يكون التنوين تنوين التنكير تنوين التنكير ولو كان معرفة لمُنِع من الصرف للعلمية والتأنيث للعلمية والتأنيث مادام صرف فهو نكرة أي مصر من الأمصار اهبطوا أي مصر من الأمصار تجدون ما طلبتم هذا موجود ومبذول ولا يحتاج إلى أن يخص بدعوة لكن بعضهم قال المراد به مصر فرعون مصر المعروفة ولم يصرفه ولكن المصاحف كلها رسمها على الصرف ويتجه الصرف مع كونه مصر المعروفة العلم على البقعة المشهورة لأنه ثلاثي ساكن الوسط الشاعر يقول ليت هندًا لأنه ثلاثي ساكن الوسط أو علم مؤنَّث ممنوع من الصرف للعلتين لكن كونه ثلاثي ساكن الوسط صرفوه من أجل ذلك ومر بنا في درس البخاري إن كان تذكرون ما حصل بين ابن حجر والعيني في حِمص ثلاثي ساكن الوسط وهو ممنوع من الصرف لماذا؟ للعلمية والتأنيث والعجمة ثلاث علل فهل كونه ثلاثي ساكن الوسط يقاوم علة واحدة ويبقى اثنتان فيمنع؟ أو يقاوم جميع العلل لخفته فيصرف؟ هذه مسألة أطال فيها العيني في رده على ابن حجر والأمر في ذلك سهل إن شاء الله.

طالب: ............

ما هي؟

طالب: ............

الآن عندنا علمية وتأنيث.

طالب: ............

ثلاثي ساكن الوسط يصرف على هذا لكن كلامهم الذي يدور هنا على أنه مصر فرعون يمنع من الصرف وهذا الأصل فيه لأنه ثلاثي لا لأنه ثلاثي بل لأنه علم مؤنث فيمنع من الصرف لهذا كونه ثلاثي ساكن الوسط يخفف فيصرفه بعضهم لخفته ومنه ليت هندًا.

"وقال ابن جرير وقع في قراءة أبي بن كعب وابن مسعود اهبطوا مصرَ من إجراء."

يعني من غير تنوين من غير صرف.

"يعني من غير صرف ثم روي عن أبي العالية والربيع بن أنس.."

ثم روى ثم روى يعني ابن جرير.

ثم روي عن أبي العالية..

ثم روى ابن جرير الكلام لابن جرير كله قال ابن جرير ثم روى..

"ثم روى عن أبي العالية والربيع بن أنس أنهم فسرا ذلك بمصر فرعون وكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبي العالية وعن الأعمش أيضًا."

والربيع عن أبي العالية والربيع وعن الأعمش أيضًا.. أو ما عندكم؟

في (ن) عن أبي العالية والربيع وذكر الربيع غلط.

وراه؟!

ولم يروه ابن أبي حاتم ولم يرو ابن أبي حاتم أثر الربيع إنما رواه ابن جرير.

نعم.. إذًا الربيع تباعًا لما تقدم ثم روى عن أبي العالية وكذا روى ابن أبي حاتم عن أبي العالية والربيع هذا اتباعًا لما تقدم ولكن كما ذكر في التعليق ابن أبي حاتم رواه عن أبي العالية ولم يروه عن الربيع.

"قال ابن جرير ويحتمل أن يكون المراد مصر فرعون على قراءة الإجراء أيضًا ويكون ذلك من باب الإتْباع لكتابة المصحف.."

الاتِّباع.. الاتِّباع.. الاتِّباع غير الإتباع.

"ويكون ذلك من باب الاتِّبَاع لكتابة المصحف كما في قوله تعالى {قَوَارِيرَ} [سورة النمل:44] ثم توقف في المراد ما هو؟ أمصر فرعون أم مصر من الأمصار؟ وهذا الذي.."

نعم الرسم الرسم العثماني يجب اتباعه ولو خالف العربية ولو خالف الرسم المعهود.

"وهذا الذي قاله فيه نظر والحق أن المراد مصر من الأمصار كما روي عن ابن عباس وغيره والمعنى على ذلك لأن موسى عليه السلام يقول لهم هذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز بل هو كثير في أي بلد دخلتموها وجدتموه فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن أسأل الله فيه ولهذا قال {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} [سورة البقرة:61] أي ما طلبتم ولما كان سؤالهم هذا من باب البطر والأشر ولا ضرورة فيه لم يجابوا إليه والله أعلم قوله تعالى {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [سورة البقرة:61] يقول تعالى {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [سورة البقرة:61] أي وُضِعَت عليهم وأُلزِموا بها شرعًا وقدرًا أي لا يزالون مستذلين من وجدهم استذلهم وأهانهم وضرب عليهم الصغار وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء مستكينون قال الضحاك عن ابن عباس في قوله {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [سورة البقرة:61]."

قد يقول قائل أن واقعهم الآن في عزة ونشوة وانتصارات في مقابل خير أمة أخرجت للناس فهل الذلة التي ضربت عليهم انقطعت؟ أم أن هذه الانتصارات مؤقتة للنكاية بهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس لما تنكبت عن دينها وغيرت فاحتاجت إلى ما يردها احتاجت إلى قوارع تردها إلى حظيرة التدين والالتزام.

"قال الضحاك عن ابن عباس في قوله {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [سورة البقرة:61] قال هم أصحاب القبالات يعني أصحاب الجزية وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن عن الحسن وقتادة في قوله تعالى {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [سورة البقرة:61] قالا يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون وقال الضحاك وضربت عليهم الذلة قال الذل وقال الحسن أذلهم الله فلا منعة لهم وجعلهم تحت أقدام المسلمين ولقد أدركتهم هذه الأمة وإن المجوس لتجبيهم الجزية وقال أبو العالية والربيع بن أنس والسُّدي المسكنة الفاقة وقال عطية العوفي الخراج وقال الضحاك الجزية وقوله تعالى {وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} [سورة البقرة:61] قال الضحاك استحقوا الغضب من الله وقال الربيع بن أنس فحدث عليهم غضب من الله وقال سعيد بن جبير {وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} [سورة البقرة:61] يقول استوجبوا سخطًا وقال ابن جرير يعني بقوله.."

ومعنى باء أي رجع «أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي» يعني أرجع به وهؤلاء باؤوا بغضب يعني رجعوا به رجعوا بالغضب من الله جل وعلا والخيبة والحرمان نسأل الله العافية.

"وقال ابن جرير يعني بقوله {وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} [سورة البقرة:61] انصرفوا ورجعوا ولا يقال باءَ إلا موصولاً إما بخير وإما بشر يقال منه باء فلان بذنبه يبوء به بوءً وبواءً ومنه قوله تعالى {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [سورة المائدة:29] يعني تنصرف متحملهما وترجع بهما قد صارا عليك دوني فمعنى الكلام إذا رجعوا منصرفين متحملين غضب الله قد صار عليهم من الله غضب ووجب عليهم من الله سخط وقوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [سورة البقرة:61] يقول تعالى هذا الذي جازيناهم من الذلة والمسكنة وإحلال الغضب بهم بسبب استكبارهم عن اتباع الحق وكفرهم بآيات الله وإهانتهم حملة الشرع وهم الأنبياء وأتباعهم فانتقصوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى أن أفضى بهم الحالُ إلى أن قتلوهم فلا كبر أعظم من هذا إنهم كفروا.."

كبر أو كفر؟ كبر أو كفر؟

كبر.. يقول في (ن) كفر وهو خطأ يدل عليه الحديث الذي رواه عقبه.

لكن {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ} [سورة البقرة:61] السبب أنهم يكفرون والمناسب للذلة والمسكنة الكبر لأنها ضدها.

طالب: ............

نعم.

"فلا كِبر أعظم من هذا إنهم كفروا بآيات الله وقتلوا أنبياء الله بغير حق ولهذا جاء في الحديث المتفق على صحته أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «الكبر بطر الحق وغمط الناس» وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى حدثنا إسماعيل عن ابن عون عن عمرو بن سعيد عن عمير بن عبد الرحمن قال قال ابن مسعود كنت لا أحجب عن النجوى ولا عن كذا ولا عن كذا فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده مالك بن مرارة الرِّهاوي.."

الرُّهاوي..

"الرُّهاوي فأدركت من آخر حديثه وهو يقول يا رسول الله قد قُسِم لي من الجمال ما ترى فما أحب أن أحدًا من الناس فضلني بشراكين فما فوقهما أليس ذلك هو البغي؟ فقال «لا، ليس ذلك من البغي ولكن البغي من بطر أو قال من سفه الحق وغمط الناس» يعني رد الحق يعني رد الحق وانتقاص الناس والازدراء بهم والتعاظم عليهم ولهذا لما ارتكب بنو إسرائيل ما ارتكبوه من الكفر بآيات الله وقتلهم أنبياءه أحلّ الله بهم بأسه الذي لا يرد وكساهم ذلا في الدنيا موصولا بذل الآخرة جزاءً وفاقًا قال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاث مائة نبي ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار وقد قال الإمام أحمد.."

مخرج عند الطيالسي؟

أخرجه أبو داود الطيالسي كما في الدر المنثور ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره..

كما في..

كما في الدر المنثور ومن طريقه..

لكن هو موجود عن الطيالسي؟ خروجه؟

طالب: ............

لا، أقصد أنا الطيالسي.

طالب: ............

شفت!

طالب: ............

قال أبو داود الطيالسي حدثنا.. يعني لا يوجد في مسنده..

طالب: ............

ما ينفع ما ينفع هذا ما هو للطيالسي أنا أقول هل هو موجود في مسند الطيالسي؟ ما وجدوه الذين خرجوه ما وجدوه وغيره من دواوين الإسلام.

يقول ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره وسنده صحيح.

نعم.

"وقد قال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد قال حدثنا أبان قال حدثنا عاصم عن أبي.."

قال حدثنا..

أبّان..

أبَان بالتخفيف ومصروف أيضًا مصروف منعه ابن مالك المشهور صاحب الألفية وقيل فيه ما قيل قالوا من منع أبَان فهو أتان على كل حال لكل وجه وإذا كانت النون أصلية فهو مصروف وإن كانت زائدة فهو ممنوع مثل حسان وحيان.

"قال حدثنا أبان قال حدثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله يعني ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيًّا وإمام ضلالة وممثل من الممثلين»."

علق على هذا ممثل من الممثلين؟ ما علقوا عليه؟

طالب: ............

فيه أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون جاء بهذا اللفظ وجاء لعن المصور في البخاري وغيره لكن التمثيل محمول على التصوير.

طالب: ............

لا لا لا لا، التمثيل محمول على المصورين يدل عليه الحديث الآخر.

"وقوله تعالى {ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [سورة البقرة:61] وهذه علة أخرى في مجازاتهم بما جوزوا به أنهم كانوا يعصون ويعتدون فالعصيان فعل المناهي والاعتداء المجاوزة في حد المأذون فيه والمأمور به والله أعلم."

كأن كل واحدة علة للتي قبلها كل جملة علة للتي قبلها فضرب الذلة والمسكنة والغضب لأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق وهذا كله بسبب عصيانهم واعتدائهم وكانوا في الأول عصيان واعتداء ثم توصلوا لأنهم يعاقَبون إذا اعتدوا وعصوا يعاقَبون بما هو أشد من ذلك من الكفر وقتل الأنبياء ثم بعد ذلك النتيجة ما حصل.

"قوله تعالى.."

طالب: ............

ما هو؟! عاشوا إيش؟!

طالب: ............

إذا إذا انتفى السبب إذا ارتفع السبب ارتفع المسبَّب.

"قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة البقرة:62] لما بين تعالى حال من خال فأوامره وارتكب زواجره وتعدى في فعل ما لا إذن فيه وانتهك المحارم وما أحل بهم من النكال نبه تعالى على أن مَن أحسن من الأمم السالفة وأطاع فإن له جزاء الحسنى وكذلك الأمر إلى قيام الساعة كل من اتبع الرسول النبي الأمي فله السعادة الأبدية ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه كما قال تعالى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62]."

وما ذكر في الآية بالنسبة لليهود والنصارى وما عطف عليهم هذا كله قبل نسخ أديانهم قبل نسخ أديانهم على خلاف ما المراد بالصابئين سيذكره المؤلف إن شاء الله تعالى.

"وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار في قوله {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [سورة فصلت:30] قال ابن أبي حاتم.."

وهذا عند الاحتضار وفي آية يونس {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] هذا مطلق في الدنيا والآخرة.

"قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا ابن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن أبي نجيح.."

عن ابن..

"عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قال سلمان رضي الله عنه سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أ هل دين كنت معهم فذكر من صلاتهم وعبادتهم.."

يقول فذكرتُ يقول سألتُ فذكرتُ..

"فذكرتُ من صلاتهم وعبادتهم فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [سورة البقرة:62] إلى آخر الآية وقال السدي {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً} [سورة البقرة:62] الآية نزلت في أصحاب سلمان الفارسي بينا هو يحدث النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم فقال كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك ستبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله -صلى الله عليه وسلم- «يا سلمان هم من أهل النار» فاشتد ذلك على سلمان فأنزل الله هذه الآية فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى -صلى الله عليه وسلم- حتى جاء عيسى فلما جاء كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى ولم يدعها ولم يتبع عيسى كان هالكًا وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولاً منه حتى جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- فمن لم يتبع محمدًا -صلى الله عليه وسلم- منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكا وقال ابن أبي حاتم وروي عن سعيد بن جبير نحو هذا قلتُ وهذا لا ينافي ما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [سورة البقرة:62].."

يعني هل شريعة عيسى هل شريعة عيسى عليه السلام ناسخة لشريعة موسى أو مكملة هي مكملة وليست ناسخة ولذا يجب على النصراني الإيمان بما جاء به موسى وعيسى ليس الأمر كما هو شأن شريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- التي نسخت جميع الأديان وكان النبي يبعث في قومه أما النبي -عليه الصلاة والسلام- فبعث للناس كافة ولذا جاء في الحديث «والله لا يسمع يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار» كما في الصحيح.

طالب: .............

لا، لكن ماداموا متبعين.. هم قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ............

لا..

طالب: ............

هم من أهل النار لكن هل هم قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام- أو كانوا يتدينون بأديان قائمة ليست منسوخة وحينئذ يُنظَر في صحة الخبر ولذلك بقية الحديث فاشتد ذلك على سلمان فأنزل الله هذه الآية فكان.. الآية {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ} [سورة البقرة:62] إلى آخره ما الذي يدل على أنهم في النار؟!

طالب: ............

المقصود أن هذا يدل على ضعفه إيه هذا يدل على ضعفه.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

أين؟ إيه هو ضعيف الخبر إيه هو مخالف للآية.

سم.

"قلت وهذا لا ينافي ما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [سورة البقرة:62] الآية فأنزل الله تعالى بعد ذلك {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة آل عمران:85] فإن هذا الذي قاله ابن عباس إخبار عن أنه لا يَقبل من أحد طريقة ولا عملاً إلا ما كان موافقًا لشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد أن بعثه بما بعثه به فأما قبل ذلك فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل نجاة فاليهود أتباع موسى عليه السلام الذين كانوا يتحاكمون إلى التوراة في زمانهم واليهود من الهوادة وهي المودة أو التهوُّد وهو التوبة كقول موسى عليه السلام {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [سورة الأعراف:156] أي تبنا فكأنهم سموا بذلك في الأصل لتوبتهم ومودتهم في بعضهم البعض وقيل لنسبتهم إلى يهودا أكبر أولاد يعقوب وقال أبو عمرو بن العلاء لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة فلما بعث عيسى عليه السلام وجب على بني إسرائيل اتباعه والانقياد له فأصحابه وأهل دينه.."

ذكر أبو حيان المفسر أن الحركة عند قراءة القرآن فيها مشابهة لليهود الذي هو التهود ومع الأسف أنا نرى الحركة المشهورة المعروفة بينهم هذه هي طريقة اليهود فيما ذكر فعلى من تولى شيئًا من ذلك أن يمنعه وينبه على أن هذا فيه تشبه.

طالب: ............

بعد.. بعد.. لما كانت ديانتهم سارية وفي عهد نبيهم لا بأس لكن لما نسخت انتهوا.

طالب: أحسن الله إليك في قول الإمام ابن كثير رحمه الله هذا لا ينافي ما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ما أورد قول لابن عباس.

ما هو بيقصد هذا؟ الذي بعده.

طالب: أورد الآية ثم قال فأنزل الله تعالى عن ابن عباس إن الذين آمنوا فأنزل الله تعالى عند ذلك.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

قال فأنزل موجود! ما عندك قال فأنزل؟

طالب: الآية بعد ذلك {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ} [سورة آل عمران:85]..

لا، الآية قال فأنزل الله بعد ذلك {وَمَن يَبْتَغِ} [سورة آل عمران:85].. قال فأنزل الله بعد ذلك {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ} [سورة آل عمران:85].

طالب: قال يعني ابن عباس؟

إيه لكنه ما ذكر لأن الضمير يعود عليه.

"فلما بُعِث عيسى عليه السلام وجب على بني إسرائيل اتباعه والانقياد له فأصحابه وأهل دينه هم النصارى وسموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم وقد يقال لهم أنصار أيضًا كما قال عيسى عليه السلام {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ} [سورة آل عمران:52] وقيل إنهم سموا بذلك."

والمشتهر على ألسنة الناس أو غالب الناس اليوم أنهم مسيحيون وهذا ليس بصحيح فالتسمية في الكتاب والسنة كلها نصارى وليس فيها المسيحيون وهم وإن انتسبوا إلى المسيح فانتسابهم إليه بعد تحريفهم دينه وكتابه باطل.

طالب: ............

هذا واقعهم.

طالب: واليهود بإسرائيليين..

هم يهود ما فيه إشكال تسميتهم في النصوص يهود.. تقصد أن انتسابهم لإسرائيل الذي هو يعقوب مثل انتساب النصارى للمسيح.

طالب: لكن الإطلاق الآن الإسرائيليين ولعنة الله على الإسرائيليين..

لكن جاء يا بني إسرائيل يا بني إسرائيل جاء تسمية اليهود ببني إسرائيل لكن ما جاء تسمية النصارى بالمسيحيين.

"وقيل إنهم سموا بذلك لأجل أنهم نزلوا أرضًا يقال لها ناصرة قاله قتادة وابن جريج وروي عن ابن عباس أيضًا والله أعلم والنصارى جمع نصران كنشاوى جمع نشوان وسكارى جمع سكران ويقال للمرأة نصرانة قال الشاعر:

نصرانة لم تحنف.........
 

 

 ....................
 

فلما بعض الله محمدا -صلى الله عليه وسلم-.."

وهذه اللفظة أيضا فيها إبدال الفاء بالثاء والعكس الذي هو التحنف والتحنث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتحنث يتعبد يعني.

"فلما بعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خاتما للنبيين ورسولاً إلى بني آدم على الإطلاق ووجب عليهم تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر والانكفاف عما عنه زجر وهؤلاء هم المؤمنون حقًا وسميت أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- مؤمنين لكثرة إيمانهم وشدة إيقانهم ولأنهم مؤمنون بجميع الأنبياء الماضية والغيوب الآتية وأما الصابئون فقد اختُلف فيهم فقال سفيان الثوري عن ليث بن أبي سُلَيْم عن مجاهد قال الصابئون قوم بين المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين وكذا رواه ابن أبي نجيح عنه وروي عن عطاء وسعيد بن جبير نحو ذلك وقال أبو العالية والربيع بن أنس والسدي وأبو الشعثاء جابر بن زيد والضحاك وإسحاق بن راهويه الصابئون فرقة من أهل الكتاب يقرؤون الزبور ولهذا قال أبو حنيفة وإسحاق لا بأس بذبائحهم ومناكحتهم وقال هشيم بن مطرِّف كنا عند الحكم بن عتيبة حدثنا رجل من أهل البصرة عن الحسن أنه كان يقول في الصابئين إنهم كالمجوس فقال الحكم ألم أخبركم بذلك؟ وقال عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن عبد الكريم سمعت الحسن.."

يعني إلحاق الصابئة بالمجوس يرده الآية.. ترده الآية مما يدل على أن الصابئة موحدون لا مشركين وليسوا بمشركين.

"عن معاوية بن عبد الكريم سمعت الحسن ذكر الصابئين فقال هم قوم يعبدون الملائكة وقال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الحسن قال أُخبِر زياد أن الصابئين يصلون إلى القبلة ويصلون الخمس قال فأراد أن يضع عنهم الجزية قال فُخبِّر بعد أنهم يعبدون الملائكة وقال أبو جعفر الرازي بلغني.."

ولا يخرجهم من الشرك أنهم كونهم يعبدون الملائكة هم مشركون ممن حكم عليهم بالخلود بالنار والآية فيها وعد لهم بالجنة شيخ الإسلام في أوائل منهاج السنة يذكر أن الصائبة أكثر من فرقة منهم الموحدون ومنهم المشركون والصابئة الموجودون الآن في العراق هم موجودون لكنهم قلة ليسوا بكثرة ما ندري ما طريقتهم وعبادتهم موجودون الصابئة موجودون كتب المذاهب تذكره.

"وقال أبو جعفر الرازي بلغني أن الصابئين قوم يعبدون الملائكة ويقرؤون الزبور ويصلون للقبلة وكذا قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني بن أبي الزناد عن أبي قال الصابئون قوم مما يلي العراق وهم.."

بِكُوْثَا..

"وهم بِكُوْثَا وهم يؤمنون بالنبيين كلهم ويصومون من كل سنة ثلاثين يومًا ويصلون إلى اليمن كل يوم خمس صلوات وسئل وهب بن منبه عن.."

وإذا كانوا بالعراق وصلوا إلى اليمن صلوا إلى القبلة..

طالب: ............

المكان إيه.. لا، المكان..

"وسئل وهب بن منبه عن الصابئين.."

لأنه في الخبر السابق يصلون إلى القبلة فإذا صلوا إلى اليمن وهم بالعراقي وقعت صلاتهم إلى القبلة.

"وسئل وهب بن منبه عن الصابئين فقال الذي يعرف اللهُ وحده.."

اللهَ.. اللهَ..

الذي يعرف اللهَ..

وحدَه..

وحدَه؟

إيه.

"فقال الذي يعرف اللهَ وحدَه وليست لهم شريعة يعملوا بها ولم يحدث كفرًا."

يعني على الفطرة.

"وقال عبد الله بن وهب قال عبد الرحمن بن زيد الصابئون أهل دين من الأديان كانوا بجزيرة الموصل يقولون يقولون لا إله إلا الله وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي إلا قول لا إله إلا الله قال ولم يؤمنوا برسول فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هؤلاء الصابئون يشبهونهم بهم يعني في قول لا إله إلا الله وقال الخليل هم قوم يشبه دينهم دين النصارى إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام وحكى القرطبي عن مجاهد والحسن وابن أبي نجيح أنهم قوم تركب دينهم بين اليهود والمجوس ولا تؤكل ذبائحهم قال ابن عباس.."

ولا تنكح نساؤهم.

"قال ابن عباس ولا تنكح نساؤهم.."

كذا؟ ما هو تابع للكلام الأول؟

يقول ساقط.. يقول ساقط.. قال ابن عباس..

نعم.

"قال القرطبي والذي تحصل من مذهبهم فيما ذكره بعض العلماء أنهم موحدون.."

ولا يسوغ غير هذا لا يسوغ إلا أنهم موحدون بدلالة الآية الآية تدل على نجاتهم.

طالب: ............

فرق فرق وكل يتحدث عما يعرف لكن الذي ينزل الآية على قوم مشركين مخطئ بلا شك.

طالب: ............

المقصود أن من نزل الآية على قوم مشركين فقد أخطأ.

طالب: ............

لكنهم فرق متعددة أنت تعرف فرقة وفلان يعرف فرقة وذاك كل يصف الفرقة التي عرفها.

"قال القرطبي والذي تحصل من مذهبهم فيما ذكره بعض العلماء أنهم موحدون ويعتقدون تأثير النجوم وأنها فعالة ولهذا أفتى أبو سعيد الأصطخري بكفرهم للقادر بالله حين سأله عنهم واختار فخر الدين الرازي أن الصابئين قوم يعبدون الكواكب بمعنى أن الله جعلها قبلة للعبادة والدعاء أو بمعنى أن الله فوض تدبير أمر هذا العالم إليها قال وهذا القول هو المنسوب إلى الكشدانيين الذين جاءهم إبراهيم الخليل عليه السلام رادًّا عليهم ومبطلاً لقولهم وأظهر الأقوال والله أعلم قول مجاهد ومتابعيه ووهب بن منبه أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركين وإنما هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرَّر لهم يتبعونه ويقتفونه ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم بالصابئ أي قد خرج عن سائر أديان أهل الأرض إذ ذاك وقال بعض العلماء الصابئون الذين لم تبلغهم دعوة نبي والله أعلم."

لكن عطفهم على الفرق الناجية يدل على مدحهم والذي لم تبلغه دعوة نبي يمدح على إيش دل على أنهم موحدون يعبدون الله جل وعلا فهم على حق.

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه...