سنن ابن ماجه

تصنيف الكتاب
كشاف الكتاب

مؤلف الكتاب أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، وماجه معروف أنها بالهاء في الوقف اندرج، مثل: داسه ومنده، فلا يقال: ماجة، وإن كان بعضهم يختار ذلك؛ لأنه لما تداوله العرب صار في حكم الاسم العربي، لكن الأصل أنه بالهاء: ماجه، ومثله: منده، وداسه.
: سنن ابن ماجه، وهذا هو سادس الكتب عند الأكثر، وأول من أدخله مع الأمهات أبو الفضل ابن طاهر، وإن كان ابن الأثير وقبله رزين في تجريد الأصول جعلوا بدله الموطأ، وهناك من جعل الدارمي هو سادس الكتب، لكن بعد أبو الفضل ابن طاهر كل الناس تتابعوا على جعل سنن ابن ماجه هو سادس الكتب؛ لكثرة زوائده وفوائده.
يقول ابن الأثير عن ابن ماجه: "كتابه كتاب مفيد قوي النفع في الفقه؛ لكن فيه أحاديث ضعيفة جداً بل منكرة"، وفيه حديث موضوع في فضل قزوين، يقول: "حتى نقل عن الحافظ المزي أن الغالب فيما تفرد به الضعف، ولذا لم يضفه غير واحدٍ إلى الخمسة، بل جعلوا السادس الموطأ".
وسنن ابن ماجه يتميز بمقدمته، وفي الكتاب من حسن الترتيب وسرد الأحاديث بالاختصار من غير تكرار، ما ليس في أحدٍ من الكتب، وقد عرضه على أبي زرعة فنظر فيه وقال: "أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها" هذا إن صح عن أبي زرعة فقد قاله من باب التشجيع لمؤلفه، ثم قال: " لعله لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثاً مما في إسناده ضعف"، لكن الذهبي في السير قال: " قول أبي زرعة إن صح فإنما عنى بالثلاثين الأحاديث المطروحة الساقطة، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة، لعلها نحو الألف"، وقد بلغت الأحاديث الضعيفة عند الشيخ الألباني نحو الثمانمائة، يعني ما يقارب خُمس الكتاب. وكتاب ابن ماجه عني به من قبل أهل العلم، وقد شرحه علاء الدين مغلطاي، وشرحه أيضاً السيوطي (مصباح الزجاجة)، وبرهان الدين الحلبي المعروف بسبط ابن العجمي، وكمال الدين الدميري صاحب حياة الحيوان، وممن شرحه أبو الحسن السندي، وكذلك شرحه الشيخ عبد الغني المجددي في شرح مختصر اسمه (إنجاح الحاجة). وزوائده على الكتب الخمسة مفردة، أفردها البوصيري في كتاب سماه (مصباح الزجاجة)، وشرح ابن الملقن زوائده على الخمسة.
وعلى كل حال فكتاب ابن ماجه ما زال بحاجة إلى خدمة، تتجه أولاً إلى الأسانيد ودراستها دراسةً وافية لتمييز الثابت من غيره، ثم تشرح الأحاديث شرحاً وافياً مبسوطاً؛ لأن الكتاب كما تقدم ذكره جيد في السبك، حسن الترتيب، عالي الأسانيد.
 
طبعة بشار عواد لسنن ابن ماجه طيبة، وتلافى فيها كثيراً من الأخطاء الموجودة في الطبعات السابقة. وقد كان الناس يعتمدون طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، ثم لما طبعه بشار عواد أورد أوهاماً كثيرة، وأن محمد فؤاد عبد الباقي تصرف، ولم يجمع النسخ، وإنما طبع عن الطبع المصرية التي عليها حاشية السندي، فكأن نسخة بشار أفضل من نسخة محمد فؤاد عبد الباقي.