شرح العقيدة الطحاوية (24)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى:
وأما الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم الدالةِ على الرؤية.
الدالةُ الدالةُ.
أحسن الله إليك.
الدالةُ على الرؤية فمتواترة رواها أصحاب أصحاب الصحاح والمساند والسنن فمنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
المسانيد جمع مسند تجمع على مفاعل ومفاعيل مثل مصابح ومصابيح، ومفاتح ومفاتيح صيغة منتهى الجموع تجمع على هذا وعلى هذا.
فمنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسًا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟» قالوا لا..
تضارُّون بالتخفيف والتشديد إما من الضرر تضارّون أو من الضير تضارُون يعني لا يصيبكم ضير يعني حرج في رؤيته ولا تعب.
قالوا لا يا رسول الله قال «هل تضارّون في الشمس ليس دونها سحاب؟» قالوا لا قال «فإنكم ترونه كذلك» الحديثُ أخرجاه في الصحيح..
الحديثَ الحديثَ.
أحسن الله إليك.
الحديثَ أخرجاه في الصحيحين بطوله.
يعني اقرأ الحديث أو أكمل الحديث هكذا يقرؤون بالنصب.
وحديثُ أبي سعيد الخدري أيضًا في الصحيحين نظيره، وحديث جرير بن عبد الله البجلي قال كنا جلوسًا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال «إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا لا تضامّون في رؤيته» الحديث أخرجاه في الصحيحين، وحديث صهيب- رضي الله عنه- المتقدم رواه مسلم وغيره، وحديث أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» أخرجاه في الصحيحين، ومن حديث أبي حاتم رضي الله عنه وليلقين اللهُ أحدكم..».
اللهَ اللهَ.
أحسن الله إليك.
«وليلقين اللهَ أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له فليقولن ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى يا رب فيقول ألم أعطك مالاً وأفضل عليك فيقول بلى يا رب» الحديث أخرجه البخاري في صحيحه.
ليس بينه وبينه حجاب: بمعنى أنه يراه والمانع من رؤيته في بقية الأوقات النور أو النار «حجابه النور» وفي رواية «النار» هذا المانع «نور أنى أراه» فالمانع من رؤيته -عليه الصلاة والسلام- النور الحجاب «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره» تعالى الله وتقدس، وإذا كشف هذا الحجاب رآه المؤمنون في الجنة، وهل يرى قبل ذلك في الموقف؟ سيأتي الكلام في ذلك لكن أعظم ما يتمتع به أهل الجنة رؤية الرب جل وعلا.
وقد روى أحاديث الرؤية نحوَ ثلاثين صحابيًا..
نحوُ..
نحوُ أحسن الله إليك نحوُ..
إيه روى أحاديث الرؤية نحوُ..
المشكلة..
التشكيل غلط.
إيه التشكيل غلط.
وقد روى أحاديث الرؤية نحوُ ثلاثين صحابيًا، ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول قالها ولولا أني التزمت الاختصار لسقت ما في الباب من الأحاديث، ومن أراد الوقوف عليها فليواظب سماع الأحديث النبوية فإن فيها مع إثبات الرؤية أنه يكلم من شاء إذا شاء.
من أراد الوقوف عليها يعني في هذا الباب، باب الرؤية وفي غيره من أبواب الدين فليواظب كما قال المؤلف سماع الأحاديث النبوية، يعني ليكن ديدنه سماع الحديث بعد العناية بكتاب الله جل وعلا تكون عنايته بالسنة ليوفق في علمه وعمله، يكون قدوته النبي -عليه الصلاة والسلام- ولذلك أهل الكلام الذين نكّبوا وانصرفوا عن سماع السنة ابتلوا بسماع زخارف القول من كلام أهل الكلام الذين حذّر منهم ومن سماع كلامهم أهل العلم من سلف هذه الأمة وأئمتها ومن اعتنى بها ضاع والله المستعان.
فإن فيها مع إثبات الرؤية أنه يكلم من شاء إذا شاء وأنه يأتي الخلق لفصل القضاء يوم القيامة وأنه فوق العالم وأنه يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب وأنه يتجلى لعباده وأنه يضحك إلى غير ذلك من الصفات التي سماعها على الجهمية بمنزلة الصواعق.
لأنها خلاف ما يعتقدون وحجج تدمغهم وتبطل آراءهم فسماعها ثقيل عليهم، وإن استطاعوا تأويل بعضها فإنهم لا يستطيعون تأويل جلها وغالبها، لو كان تأويلهم لا يسنده دليل ولا تعضده لغة لكنهم يتحايلون عليها { وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا } النساء: ١٦٤ قالوا بنصب لفظ الجلالة، كلم اللهَ موسى، طيب إذا استطاعوا أن يقولوا مثل هذا فكيف يقولون بقوله جل وعلا:ﮋ{ وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ } الأعراف: ١٤٣ ما يمكن، لو قالوا وكلمه ربَّه أين الفاعل؟! إذا قالوا أن موسى هو الفاعل والعلامة لا تظهر عليه لأنه مقصور فكيف يصنعون بقوله وكلمه ربُّه؟! إذا استطاعوا التأويل في بعضها فإنهم لا يمكنهم أن يجروا التأويل في بقيتها.
وكيف تُعلم أصول دين الإسلام من غير كتاب الله وسنة رسوله؟!
كيف تؤخذ أصول الإسلام من كتب مترجمة عن كفار؟! كتب مترجمة عن كفار من اليونان من فلاسفة اليونان، ترجمت في عهد المأمون وأثّرت في عقول الناس وفي أصولهم وقواعدهم، كانوا على الجادّة ثم لما ترجمت هذه الكتب أثّرت عليهم ومسخت أدمغتهم وشوّشت عليهم فهومهم فوُجد الاضطراب في فهم النصوص من ذلك اليوم.
وكيف يفسَّر كتاب الله بغير ما فسّره به رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأصحاب رسوله الذين نزل القرآن بلغتهم وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» وفي رواية «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار».
وكان السلف يتقون تفسير القرآن من غير أصل يرجعون إليه، فلا يقدم أحدهم على تفسير القرآن برأيه كما سئل أبو بكر رضي الله عنه عن الأبِّ فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني كما سيذكره المؤلف، وكذلك يتقون تأويل حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولا شك أنه كما قال الإمام أحمد: ينبغي أن يكون العالم وطالب العلم شديد التحري شديد التوقي أن يتكلم في كلام الله وفي كلام رسوله إلا بأصل يرجع إليه؛ لأنه إذا فسر الآية أو الحديث جزم بأن هذا مراد الرسول أو مراد الله- جل وعلا- بكلامه فكان ممن يقول على الله بعلم.. وبغير علم ويفتري عليه، والأصمعي الإمام المعروف في اللغة الذي يحفظ فيما قيل ستة عشر ألف قصيدة من كلام العرب ويحفظ دواوين العرب ولغات العرب سئل عن الصَّقَب في قوله -عليه الصلاة والسلام- «الجار أحق بصقبه» قال أنا لا أفسر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن العرب تزعم أن الصقب اللصيق يعني الملاصق.
وسئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى: { وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا } عبس: ٣١ ما الأبّ؟ فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم، وليس تشبه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيهًا لله بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي ولكن فيه..
ولا يلزم المطابقة بين المشبَّه والمشبَّه به من كل وجه، لو حصلت المطابقة والمشابهة بأدنى وجه كما هنا الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي، أنت حينما ترى جمادا وترى حيوانا، أنت رأيت هذا ورأيت هذا فالرؤية مثل الرؤية؟ صدرت منك الرؤية العين الباصرة هنا وهنا فالتشبيه بهذا القدر، أما المرئي مع المرئي لا وجه شبه بينهما، هنا تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي، وإذا كان أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر فوجه الشبه مطابق أو لا؟ غير مطابق لأن القمر ليست له عينان ولا أنف ولا بقية تقاسيم الوجه إنما هو في الاستدارة والوضوح والنور، هذا القدر المشبه به.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
وش فيه؟
طالب: ............
طيب حديث يمسك الأخرى بشماله.
طالب: ............
من الذي قال مجاز؟!
طالب: ............
وش فيه؟
طالب: ............
نحن تعرض لهذا الله يهديك أنا أقول ما الوجه بين الزمرة الأولى التي تدخل الجنة والقمر ما وجه الشبه هل المشبَّه به مطابق للمشبَّه أو يوجد اختلاف؟
طالب: ............
سبحان الله! يعني يدخلون هكذا ما لهم عيون ولا لهم فم ولا.. مثل القمر؟!
طالب: ............
سبحان الله! هذا شيء يا أخي.. يقرر أهل العلم أن وجه الشبه لا يلزم المطابقة التامة إذا وجد وجه شبه من وجه إذا قلت زيد أسد أو كالأسد.
طالب: ............
نحن قلنا حقيقة القمر موجود نفيناه أو ما نفيناه، هو موجود كلنا نشاهده لكن إذا قلت زيد كالأسد هو مثله أو فيه وجه شبه؟
طالب: ............
كمّل كمّل.
ولكن فيه دليل على علو الله على خلقه وإلا فهل تُعقل رؤية بلا مقابَلة، ومن قال يُرى لا في جهة فليُراجع عقله فإما أن يكون مكابرًا لعقله أو في عقله شيء وإلا فإذا قال يرى لا أمام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة.
لأنه إذا نفى الجهات كلها معناه أنه نفى الذات التي يتحدث عنها، إذا قال هو موجود لكن لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا شرق ولا غرب لا خارج العالم ولا داخله وين يصير؟ معناه أنه نفى الذات التي تحدث عنها؛ ولهذا من نفى رد عليه كل من يسمع قوله.
ولهذا ألزم المعتزلة من نفى العلو بالذات بنفي الرؤية وقالوا كيف تعقل رؤية بغير..
الأشعرية يقولون إنه يرى كما جاءت بذلك النصوص لكن لا في جهة ومؤدى ذلك نفي الرؤية؛ لأن الرؤية لا بد لها من جهة وإلا فماذا سترى؟! أي جهة؟! هل يمكن أن ترى شيئا لا في جهة؟! المعتزلة ردوا على الأشاعرة بهذا وألزموهم بنفي الرؤية لأنهم نفوا الجهة.
وقالوا كيف تُعقل رؤية بغير جهة وإنما لم نره في الدنيا لعجز أبصارنا لا لامتناع الرؤية فهذه الشمس إذا حدق الرائي البصر في شعاعها ضعف عن رؤيتها لا لامتناع في ذات المرئي بل لعجز الرائي فإذا كان في الدار الآخرة أكمل الله قوى الآدميين حتى أطاقوا رؤيته ولهذا لما تجلى الله للجبل وخر موسى صعقًا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول أول المؤمنين بأنه لا يراك حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤية الملِك في صورته..
الملَك الملَك.
أحسن الله إليك.
ولهذا كان البشر عن رؤية الملَك في صورته إلا من أيده الله كما أيد نبينا قال تعالى..
وقد رآه على صورته مرتين بستمائة جناح، وبقية أحواله يجيء على صورة آدمي وأكثر ما يجيء على صورة دحية الكلبي.
قال تعالى: { وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ } الأنعام: ٨ قال غير واحد من السلف لا يطيقون أن يروا الملَك في صورته فلو أنزلنا إليه ملكًا لجعلنا في صورة بشر وحينئذٍ يشتبه عليهم هل هو بشر أو ملَك..؟
لو أُنزل ملَك على صورته ما أطاقوا رؤيته ولو أُنزل في صورة بشر قالوا نريد ملَكا هذا بشر.
ومن تمام نعمة الله علينا أن يبعث فينا رسولاً منا وما ألزمهم المعتزلة هذا الإلزام إلا لما وافقوهم على أنه لا داخل العالَم ولا خارجه لكن قول من أثبت موجودًا يرى لا في جهة أقرب إلى العقل من قول من أثبت موجودًا قائمًا بنفسه لا يُرى ولا في جهة ويُقال..
لأنهم يوافقون أهل الحق في الرؤية وإن خالفوهم في نفي الجهة لكن المعتزلة خالفوهم في الأمرين أنه لا يُرى وأنه لا في جهة.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
يعني فرق بين مَن أنكر النص وعاند النص وبين من أثبت النص واحترم النص وقال بموجبه لكنه أخطأ في فهمه.
طالب: ............
أثبتوا الرؤية لكن لا في جهة.
طالب: ............
إي نعم، هم أخف يعني بلا شك أخف من المعتزلة.
طالب: ............
والله هذا الواقع يعني ما جاء الملَك { وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا } الأنعام: ٩.
طالب: ............
إيه { وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا } الأنعام: ٩.
ويقال لمن قال بنفي الرؤية لانتفاء لازمها وهو الجهة أتريد بالجهة أمرًا وجوديًا أو أمرًا عدميًا فإن أردت بها أمرًا وجوديًا كان التقدير كل ما ليس في شيء موجود لا يُرى وهذه المقدمة ممنوعة ولا دليل على إثباتها بل هي باطلة فإن سطح العالَم يمكن أن يُرى وليس العالَم في عالم آخر وإن أردت بالجهة أمرًا عدميًّا كانت المقدمة الثانية ممنوعة فلا نسلم أنه ليس في جهة بهذا الاعتبار وكيف يتكلم في أصول الدين من لا يتلقاه من الكتاب والسنة.
أخذوا علومهم من المقدمات المنطقية ورتبوا عليها نتائج لذلك إذا لم تكن المقدمات شرعية فحتما النتائج ليست شرعية، وإذا كانت مقدماتنا شرعية مبنية على الكتاب والسنة فنتائجنا بلا محالة شرعية.
وكيف يتكلم في أصول الدين من لا يتلقاه من الكتاب والسنة وإنما يتلقاه من قول فلان وإذا زعم أنه يأخذه من كتاب الله لا يتلقى تفسير كتاب الله من أحاديث الرسول ولا ينظر فيها ولا فيما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان المنقول إلينا عن الثقات النقلة الذين تخيرهم النقّاد فإنهم لم ينقلوا نظم القرآن وحده بل نقلوا نظمه ومعناه ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم الصبيان.
يعني مجرد تلقين كانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من علم وعمل، يتعلمون الحروف وحفظوها وتعلموا المعاني وطبقوها هذه طريقتهم؛ ولذلك لما اقترن العلم بالعمل رسخ العلم وأثمر العمل، وعندنا يتعلم الصبي ويتدرج في سني تعليمه ويترعرع على ذلك، وفي النهاية لا يثبت علم ولا يستمر عمل، لاسيما وأن العلم صار مشوبًا بالدنيا وأكثر من يتعلمه إنما يتعلمه للدنيا.
ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم الصبيان، بل يتعلمونه بمعانيه ومن لا يسلك سبيلهم فإنما يتكلم برأيه ومن يتكلم برأيه وما يظنه دين الله ولم يتلقَّ ذلك من الكتاب والسنة فهو مأثوم وإن أصاب، ومن أخذ من الكتاب والسنة فهو مأجور وإن أخطأ لكن إن أصاب يضاعف أجره.
يعني فرق بين من يتعلم العلم ويكون الهدف في تعلمه الكتاب والسنة، تعلم علوما أخرى ليتوصل بها إلى فهم الكتاب والسنة هذا هو الموفق، لكن بعض الناس يجعل العلوم الأخرى هي الأصل والكتاب والسنة ونصوص الكتاب والسنة أمثلة يطبق عليها، كمن يتخصص في الفروع التي ليست من أصول الشريعة، يعني من يتخصص في الكتاب والسنة ويتعلم علوم اللغة وعلوم الآلة علوم الحديث قواعد التفسير أصول الفقه مع ما يحتاج إليه من علوم اللغة وفروعها، هذا ليخدم الكتاب والسنة، لكن بعض الناس يمضي وقته وجهده في علم كالأصول مثلاً يصير هدفه الأصول، ليس هدفه الوحي من كتاب وسنة والأصول لكي يستطيع أن يتعامل مع الكتاب والسنة، إنما الهدف الأصول وتجد نصوص الكتاب والسنة تأتي تبعًا، ولذلك تجدون أصعب ما يمر بهم حفظ هذه النصوص التي يطبقون عليها، لكن لو كان الهدف النص وهذه القواعد والأصول لفهم النص سهل عليه الأمران، وهذا شيء مجرب تجد بعض الناس يتخصص في العربية وتجده يمضي عمره في شرح المفصل لابن يعيش، عشرة مجلدات يمر عليه آيات وأحاديث أمثلة لهذه القواعد ما صارت هذه الآيات والأحاديث هي الهدف، الهدف معرفة القاعدة والآية والحديث للتطبيق عليها، لكن لو كان الهدف القرآن لتعلم القرآن، وتعلم اللغة، وتعلم الأصول من خلال القرآن، وتعلم العقيدة من خلال القرآن، وتعلم بقية العلوم من خلال القرآن.
طالب: ............
وين؟
طالب: ............
مأثوم وإن أصاب من حكم بغير ما أنزل الله ووافق حكمه حكم الله.
طالب: ............
نعم، هو قاصد أن يحكم بغير ما أنزل الله فلما صدر الصك إذا به مطابق لما في كتاب الله مأثوم هذا بلا شك وحاكم بغير ما أنزل الله هذا مثله.
وقوله والرؤية حق لأهل الجنة، تخصيص أهل الجنة بالذكر يفهم منه نفي الرؤية عن غيرهم ولا شك في رؤية أهل الجنة لربهم في الجنة وكذلك يرونه في المحشر قبل دخولهم في الجنة كما ثبت ذلك في الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويدل عليه قوله تعالى: { تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞ } الأحزاب: ٤٤ واختُلف في رؤية أهل المحشر على ثلاثة أقوال أحدها أنه لا يراه إلا المؤمنون.
لأن رؤيته نعيم والنعيم خاص بالمؤمنين هذه حجة أهل هذا القول.
الثاني: يراه أهل الموقف مؤمنهم وكافرهم ثم يحتجب عن الكفار ولا يرونه بعد ذلك.
وهذا أنكى وأغلظ في العقوبة لأنك حينما ترى النعيم بغض النظر عن المسألة أو تمكن منه ثم يؤخذ منك، من الأفضل لك أنك ما تشوفه أصلاً.
نعم الثالث..
الثالث: يراه مع المؤمنين المنافقون دون بقية الكفار وكذلك الخلاف في تكليمه لأهل الموقف واتفقت الأمة على أنه لا يراه أحد في الدنيا بعينيه ولم يتنازعوا في ذلك إلا في نبينا -صلى الله عليه وسلم- خاصة منهم من نفى رؤيته بالعين، ومنهم من أثبتها له -صلى الله عليه وسلم- وحكى القاضي عياض في كتابه الشفاء اختلاف الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم في رؤيته -صلى الله عليه وسلم- وإنكار عائشة رضي الله عنها أن يكون -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه بعين رأسه، وأنها قالت لمسروق حين سألها هل رأى محمد ربَّه فقالت لقد قف شعري مما قلت، ثم قالت من حدثك أن محمدًا رأى ربه فقد كذب، ثم قال وقال: جماعة بقول عائشة رضي الله عنها وهو المشهور عن ابن مسعود وأبي هريرة، واختُلف عنه وقال بإنكار هذا وامتناع رؤيته في الدنيا جماعةٌ من المحدّثين والفقهاء والمتكلمين، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه -صلى الله عليه وسلم- رأى ربَّه بعينه، وروى عطاء عنه رآه بقلبه، ثم ذكر أقوالاً وفوائد ثم قال وأما وجوبه لنبينا -صلى الله عليه وسلم-.. وأما وجوبه لنبينا -صلى الله عليه وسلم- والقول بأنه رآه بعينه فليس قاطع ولا نص والمعوّل فيه على آية النجم والتنازع فيها مأثور والاحتمال لها ممكن وهذا القول الذي قاله القاضي عياض رحمه الله هو الحق.
والخلاف موجود بين الصحابة، ولكن المرجح من حيث الأدلة عدم الرؤية البصرية، وقال بعضهم من باب التوفيق بين النصوص أنه رآه بقلبه كما أشار إليه المؤلف.
وهذا القول الذي قاله القاضي عياض رحمه الله هو الحق فإن الرؤية في الدنيا ممكنة إذ لو لم تكن..
والخلاف في وقوعها أما إمكانها ولو لم تكن ممكنة لما سألها موسى عليه السلام لكن الخلاف في وقوعها.
إذ لو لم تكن ممكنة لما سألها موسى عليه السلام، لكن لم يرد نص بأنه -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه بعين رأسه، بل ورد ما يدل على نفي الرؤية، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل رأيت ربَّك فقال: «نور أنى أراه؟!».
استبعاد، يعني كيف أراه ونوره يحجب «حجابه النور».
وفي رواية «رأيت نورا» وقد روى مسلم أيضًا عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات فقال «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور» وفي رواية «النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» فيكون والله أعلم معنى قوله لأبي ذر رأيت نورًا» أنه رأى الحجاب ومعنى قولُه..
قولِه.
أحسن الله إليك.
ومعنى قولِه «نور أنى أراه؟!» النور الذي هو الحجاب يمنع من رؤيته فأنى أراه؟! أي فكيف أراه والنور حجاب بيني وبينه يمنعني من رؤيته فهذا صريح في نفي الرؤية والله أعلم. وحكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصحابة على ذلك.
طالب: ............
ويرفعه..
طالب: ............
الميزان{ وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ } الأنبياء: ٤٧.
طالب: ............
قف يعني وقف اقشعر جلده..
طالب: ............
بالإمكان الإمكان غير الاستحالة.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
ما تحققت.
طالب: ............
نقول الوقوع ما وقع لكن هل..
طالب: ............
يعني هل موسى عليه مع علمه بربه يسأل مستحيلا؟!
طالب: ............
نفس الشيء.
طالب: ............
هذا ممكن وهذا ممكن.
طالب: ............
الله يصلح قلبك المسألة ما هي؟ المسألة إمكان واستحالة هل تستحيل رؤية الله جل وعلا؟
طالب: ............
في الدنيا.
طالب: ............
لماذا طلبها موسى؟! موسى جاهل؟! هل طلب موسى..
طالب: ............
سبحان الله! هذا بعد الرسالة وبعد التكليم وبعد التقريب وبعد المناجاة!
طالب: ............
سأل طمع، سأل ممكن لكن هذا غير..
طالب: ............
خلاص انتهى، انتهى عند هذا.
طالب: ............
لا، ليس مستحيل خلاص يكفي يا أخي.
طالب: ............
اتفاق الصحابة على ذلك مع أن الخلاف موجود الخلاف بينهم موجود، ابن عباس له رأي، وعائشة لها رأي وغيرهم له رأي.
طالب: ............
كيف؟
طالب: ............
وش فيها؟
طالب: ............
هذا القول الثابت من أجل التوفيق بين النصوص، قال رآه بقلبه لأن فيه نصوص { وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ } التكوير: ٢٣ الضمير يقولون يعود إلى الله وثبتت الرؤية بهذه الآية من أجل ألا يعارض الأحاديث التي استدلت بها عائشة «نور أنى أراه؟!» و«نور كيف أراه؟!» وفي بعض الروايات «نوراني أراه» ما يرى.. «رأيت نورًا» يعني ما رأى الله- جل وعلا- فللتوفيق بينها وبين التي تثبت الرؤية قال رؤية قلب، رؤية قلبية وليست رؤية بصرية، والرؤية كما ترد للقلب ترد للبصر.
طالب: ............
والله لا يوجد ما يدل على ذلك لكنه كلمه مباشرة بغير واسطة، وهذا الذي ينقل الوحي للأنبياء.
طالب: ............
كلمه لينقل الوحي يلقي إليه الوحي وهو بدوره يلقيه على الأنبياء، هو الواسطة بين الله وبين رسله وأما الرؤية ليس ثَمَّ ما يدل عليها.
طالب: ............
كتكليم موسى إيه.
طالب: ............
كل شيء، أحرق كل شيء معناه.
طالب: ............
رؤية في المنام ذكرها بعض الصحابة.
طالب: ............
إيه ذكرها ما فيها إشكال؛ لأن المرئي ليس المرئي بقوته على حقيقته ولذلك يتحمل رؤيته.
طالب: ............
من أراد تقرير المسألة ما هو أراد أن يرى الله، من أراد تقرير هذه المسألة فليأخذها من مصادرها من الكتاب والسنة.
طالب: ............
الوقت يمشي وعندنا كتاب ثاني، عندنا الموافقات ونحن ما بقي إلا هذين السطرين يعني خلصنا.
ونحن إلى تقرير رؤيته لجبريل أحوج منا إلى تقرير رؤيته لربه تعالى وإن كانت رؤية الرب تعالى أعظم وأعلى فإن النبوة لا يتوقف ثبوتها عليها البتة.
لا يتوقف ثبوت النبوة وصدق الرسالة على رؤية الله- جل وعلا- وإنما المتبع في ذلك الدليل والله أعلم.
"