العقيدة الطحاوية متن من أشهر متون العقائد المعتمدة في الجملة لدى أهل السُّنة والجماعة، وهو ما سطره الإمام الطحاوي الحنفي كعقيدة له ولأئمَّة الدين المتبعين، وقد اشتهر بـ(العقيدة الطحاوية)، وقد جمَع فيه مؤلفه رحمه الله عقيدة أهل السنة والجماعة بإيجاز، مبيِّنًا عقائد أهل السُّنة والجماعة المستقاة من الكتاب والسُّنة، بعيدًا عن الأهواء المتعدِّدة، والمذاهب المضلِّلة.
وقد كتب الله تعالى القَبول لهذا المتن فتتابع عليه طلبة العلم حفظًا، والعلماء شرحًا، ونظمًا، وقد تعدَّدت شروحات هذه العقيدة، وتنوَّعت؛ فمنها المختصر، والمبسوط، وكان ممَّن شرحها وانتشر شرحه ابن أبي العز الحنفي، مفصِّلًا محتواها، وموضحًا لما أشكل فيها، وكان دافعه لشرحها أنه رأى بعض من تصدَّى لشرحها ممَّن تأثر بعلم الكلام، أو كان يعتقد اعتقادًا ضالًّا يلوي أعناق نصوص المتن؛ ليوافق هواه، أو يحشِّي الشرح بعبارات أهل الكلام، فأراد الإمام ابن أبي العز أن يشرح هذه العقيدة شرحًا سلفيًّا بعيدًا عن الأهواء المنحرِفة، والعبارات الكلاميَّة الدخيلة، فكان هذا الشرح على العقيدة الطَّحاوية.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن سَلمَة بن عبد الْملك الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ الْحَنَفِيّ، وَكَانَ ثِقَة نبيلا فَقِيها، ولد سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة، صحب الْمُزنِيّ وتفقه عليه، ثمَّ ترك مذْهبه وَصَارَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب.
صنف الإمام الطحاوي-رحمه الله- الكثير ومن أهم مصنفاته:
أَحْكَام الْقُرْآن في نَيف وَعشْرين جزأ، ومعاني الْآثَار، وَهُوَ أول تصانيفه، وَبَيَان مُشكل الْآثَار، وَهُوَ آخر تصانيفه واختصرها ابْن رشد الْمَالِكِي، والمختصر في الْفِقْه، وولع النَّاس بشرحه وَعَلِيهِ عدَّة شُرُوح، وَشرح الْجَامِع الْكَبِير، وَشرح الْجَامِع الصَّغِير، وَله الشُّرُوط الْكَبِير، والشروط الصَّغِير، والشروط الْأَوْسَط، وَله المحاضر، والسجلات، والوصايا، والفرائض، وَكتاب نقض كتاب المدلسين على الْكَرَابِيسِي، والمختصر الْكَبِير، والمختصر الصَّغِير، وَله تَارِيخ كَبِير، وَله مُجَلد في مَنَاقِب أبي حنيفَة، وَله في الْقُرْآن ألف ورقة حَكَاهُ القَاضِي عِيَاض في الْإِكْمَال، وَله النَّوَادِر الْفِقْهِيَّة في عشرَة أَجزَاء، والنوادر والحكايات فى نَيف وَعشْرين جزأ، وَغيرها.