شرح العقيدة الطحاوية (20)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا يقول ما الفرق بين لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية ومن أراد دراسة كتاب في العقيدة بعد كتاب التوحيد فأيهما يرجح؟

الكتابان مهمان في هذا الباب وفي مجال الاعتقاد وكتب العقائد ليست مثل كتب الفقه يمكن الاستغناء ببعضها عن بعض، كتب العقائد يوجد في بعضها ما لا يوجد وهي ليست على ترتيب واحد وليست طريقتها ومنهجها وأسلوبها واحدًا، وإن كانت المادة في الأصل مادة الاعتقاد واحدة والعقيدة واحدة، لكن هذا يبحث مسائل وذاك يبحث مسائل أخرى، فلا يمكن أن يستغنى بالواسطية عن الحموية ولا بالحموية عن التدمرية، لا يمكن أن يستغنى ببعضها، والطحاوية أيضًا لا يمكن أن يستغنى عنها، فعلى طالب العلم أن يقرأ جميع هذه الكتب ويرتبها الأسهل ثم الذي هو أشد منه ثم إلى أن يصل إلى مهمات كتب الاعتقاد المطولة والمسندة من كتب السنة عند أهل السنة، المقصود أن اللمعة لا يستغنى بها عن الواسطية ولا العكس، وطالب العلم يقرؤهما وإن بدأ بلمعة الاعتقاد ثم الواسطية لأن كأن اللمعة أسهل من الواسطية، والواسطية سهلة، من أسهل ما كتب شيخ الإسلام وأجمع وأخصر الواسطية، وهي لبنة أولى يستفاد منها ويستعان بها على فهم ما فوقها.

يقول ذكرتم في دروس مضت كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني وقد قرأت بعض ما في الكتاب وأعجبني جدًّا ما ذُكر فيه من بعض الموجودات والغرائب ولكن ذكر فيه بعض المخلوقات يقول مثل المتشيطنة وما أدري المستبطنة ما أدري والله وما في الجزر لا يدخل العقل ولا يتصور وجوده فهل من توجيه؟

على كل حال الذي لا يدخل العقل ولا يدل عليه دليل لست ملزما به، يكون من باب الإخبار فقط مثل ما ذكروا عن طائر يسمونه الرخ موجود ومتكلم عليه في كتب الحيوانات مثل الدميري، تكلموا عليه وذكروا من حجمه مالا يدخل العقل، ذكروا أن قومًا انكسرت سفينتهم فأووا إلى جزيرة فلما أوقدوا نيرانهم تحركت هذه الجزيرة تحركت فإذا بها بيضة لهذا الطائر فاقتلع جزيرة أخرى وألقاها عليهم كلام!! وإذا فرش جناحيه وبسطهما غابت الشمس، مثل هذه الأمور أنت لست مكلفا باعتقادها وتصديقها، اعتبرها نكتة تمر، يعني إذا تحدثت بها في مجلس ما يضيرك مثل الحديث عن بني إسرائيل مثل «حدثوا عن بني إسرائيل» فلا يمنع أن المسألة، وإن قرن بالحديث عنها ما يكذبها والسخرية منها لا بأس، لكن مثل هذه ما تعوق عن تحصيل الفوائد في بعض الكتب، كتاب حياة الحيوان فيه ما هو أشد من ذلك، فيه أمور قد تلتحق بالشعوذة في خصائص الحيوانات ،في كل حيوان أو طائر أو شيء يذكر خواصها، كثير منها شعوذة وقد يكون فيها شوب سحر لكن ما يمنع أن تأخذ المعلومات عن هذا الحيوان من فقيه، وتأخذ أيضًا حكم أكله لأن كثير من الحيوانات التي ذكرها وذكر أحكامها لا توجد في كتب الفقه وهذا الفرع خلاص ألغه، وفيه أيضًا قصص وفوائد وغرائب وتواريخ وأدب محشود من الفوائد هو مملوء، ومثل هذه الآفة الموجودة فيه يعني لا يقرأ فيه شخص غير طالب علم، يتأثر بمثل هذه الأمور، رأس الهدهد إذا جعلته في وسادتك ما أدري ما الذي يصير لك، وكذا ريشة من جناح طائر كذا، كل هذه نوع من السحر.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى:

وقوله: كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً رد على المعتزلة وغيرهم فإن المعتزلة تزعم أن القرآن لم يبد منه كما تقدم حكاية قولهم قالوا وإضافته إليه إضافة تشريف.

لأن قول المعتزلة كما تقدم أنه مخلوق خلقه الله منفصلاً عنه يعني كسائر خلقه.

وإضافته إليه إضافة تشريف كبيت الله وناقة الله يحرفون الكلم عن مواضعه..

يعني هذا رأيهم أن كلام الله مثل بيت الله وناقة الله إضافة تشريف، لكن سيأتي في كلام المؤلف مما هو منقول عن شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما من أئمة الإسلام أن الإضافة إلى الله جل وعلا إما أن تكون معاني وإما أن تكون أجساما محسوسة ذوات فالأجسام مخلوقة والمعاني صفات.

يحرفون الكلم عن مواضعه وقولهم باطل فإن المضاف إلى الله تعالى معانٍ وأعيان فإضافة الأعيان إلى الله للتشريف وهي مخلوقة له كبيت الله وناقة الله بخلاف إضافة المعاني كعلم الله وقدرته وعزته وجلاله كبريائه وكلامه وحياته وعلوّه وقهره فإن هذا كلُّه من صفاته.

فإن هذا..

فإن هذا كلَّه من صفاته لا يمكن أن يكون شيء من ذلك مخلوقًا والوصف بالتكلم من أوصاف الكمال وضده من أوصاف النقص قال تعالى {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً}[الأعراف:148]  فكان عبّاد العجل مع كفرهم أعرف.

انتقص انتقص بكونه لا يكلمهم فضد الكلام الخرس نقص.. فكان..

فكان عبّاد  العجل مع كفرهم أعرفُ بالله.

أعرفَ أعرفَ.

أحسن الله إليك.

أعرفَ بالله من المعتزلة فإنهم لم يقولوا لموسى وربك لا يتكلم أيضًا وقال تعالى عن العجل أيضًا أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا فعُلم أن فعُلم أن نفي رجع القول ونفي التكليم نقص يستدل به على عدم ألوهية العجل وغاية شبهتهم أنهم يقولون يلزم منه التشبيه والتجسيم فيقال لهم.

يعني إذا أثبتنا صفة الكلام لله جل وعلا وهي ثابتة لبعض المخلوقات فقد شبهناه ببعض خلقه إذا قلنا أنه يتكلم والإنسان يتكلم شبهناه به لكن إذا قلنا أن كلامه على ما يليق بجلاله وعظمته وكلام المخلوقين على ما يليق بهم انتفى التشبيه، وهذا الكلام في سائر الصفات وهو فرع عن الكلام في الذات كما أن له- جل وعلا- ذات لا تشبه الذوات فكذلك له صفات لا تشبه الصفات ومنها صفة الكلام.

طالب: ............

وش هو؟

طالب: ............

تشريف فيه أعيان، إيه فيه أشياء قائمة ترى.

طالب: ............

شرع الله كله.

إذا قلنا إنه تعالى يتكلم كما يليق بجلاله انتفت شبهتهم ألا ترى أنه تعالى قال {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ}[يس:65].

يعني هل هذا الكلام مثل الكلام المخلوق، كلام السموات والأرض قالتا أتينا طائعين هل هو مثل كلام المخلوق؟ الإنسان الذي يتكلم يصدر من الفم وبالحروف المعروفة مثل كلام السموات والأرض، ومثل كلام اليد وشهادة الرجل كله كلام، كل أحد بما يخصه ويليق به.

فنحن نؤمن أنه تكلم ولا نعلم كيف..

أنها.

أحسن الله إليك.

فنحن نؤمن أنها تتكلم ولا نعلم كيف تتكلم وكذا قوله تعالى {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت:21] وكذلك تسبيح الحصى والطعام وسلام الحجر كل ذلك بلا فم يخرج منه الصوت.

تسبيح الحصى والطعام بيده -عليه الصلاة والسلام- والحجر الذي كان يسلم عليه في الجاهلية قبل البعثة ويعرفه النبي -عليه الصلاة والسلام- كما جاءت بذلك السنة.

كل ذلك بلا فم يخرج منه الصوت الصاعد من الرئة المعتمد على مقاطع الحروف وإلى هذا أشار الشيخ رحمه الله بقوله منه بدا بلا كيفية قولاً أي ظهر منه ولا يدرى كيفية تكلمه به وأكد هذا المعنى بقوله قولاً أتى بالمصدر المعرّف للحقيقة.

الذي به ينتفي المجاز إذا أكّد الفعل بالمصدر تأكدت فيه الحقيقة.

كما أكّد الله تعالى التكليم بالمصدر المثبت للحقيقة النافي للمجاز في قوله {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء:164] {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}[يونس:32] ولقد قال بعضهم لأبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة أريد أن تقرأ وكلم اللهُ موسى..

اللهَ اللهَ..

وكلم اللهَ موسى بنصب اسم الله ليكون موسى هو المتكلم لا الله فقال له..

لكن هل تصورون أن العرب لا يستطيعون أن ينطقوا بهذا؟ لا يستطيعون، لسانه لا يطاوعه إلى أن بدأ اللحن، وقرئ على المنبر يا ليتُها كانت القاضية! وكان العرب لا يستطيعون والقصة بين سيبويه والكسائي في المسألة الزنبورية المشهورة فإذا هو هي، وفإذا هو إياها، جاؤوا بأعراب يحكمون قالوا انطق كما قال الكسائي عجز قال انطقوا أنتم وأقول صحيح، لكن لا يستطيع أن ينطق، لكن رد أبي عمرو بن العلاء مفحم لهذا المعتزلي.

فقال له أبو عمرو هب أني قرأت هذه الآية كذا فكيف تصنع بقوله تعالى:{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف:143].

ما يستطيع بحال من الأحوال أن يقول كلمه.. لا بد أن يقول كلمَ ربَّه ما يستطيع أن يقول كلمه ربه، ما يمكن كلمه ربَّه كلاهما مفعول ولا فاعل ما تأتي، لا بد إما أن يقول كلم ربَّه أو كلمه ربُّه ولا ثالث لهما، والحذف من القرآن، حذف حرف كفر هذا مجمع عليه، المقصود أنه بهت المعتزلي فاضطرا أن يحرفوا المعنى عجزوا عن تحريف اللفظ فلجؤوا إلى تحريف المعنى، فقالوا كلمه ربه جرّحه بأظافير الحكمة الكَلْم هو الجرح «ما من مكلوم يكْلم ففي سبيل الله» يعني يجرح كلمه جرّحه، طيب جرّحه مدح أو ذم أو عدوان أو ماذا يصير؟! هذيان!! هذا تحريف، يحرفون الكلم عن مواضعه عمل اليهود، جرحه بأظافير الحكمة لأنهم عجزوا عن تحريف اللفظ إذا استطاعوا تحريف اللفظ فهو أسهل لكن تحريف المعنى بمثل هذه الطريقة الممجوجة جرّحه، يعني لما رجع إلى قومه فإذا به جروح بأظافير الحكمة هذا كلام؟! وش الحكمة لها أظافر؟!

فبُهت المعتزلي وكم في الكتاب والسنة من دليل على تكليم الله تعالى لأهل الجنة وغيرهم قال تعالى {سَلاَمٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيم}[يس:58] عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «بينا أهل الجنة في نعيمهم إذا سطع لهم نور فرفعوا أبصارهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة وهو قول الله تعالى:{سَلاَمٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيم}[يس:58] قال فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ماداموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم وتبقى بركته ونوره عليهم في ديارهم» رواه ابن ماجه وغيره، ففي هذا الحديث إثبات صفة الكلام وإثبات الرؤية وإثبات..

الحديث في إسناده ضعف لكن له شواهد تثبت مسألة الرؤية وعلوّ الله جل وعلا بكونه ينزل عليهم ويشرف عليهم من فوق، تدل لها أدلة نصوص كثيرة قطعية متواترة.

ففي هذا الحديث إثبات صفة الكلام وإثبات الرؤية وإثبات العلو وكيف يصح مع هذا أن يكون كلام الرب كله معنى واحد.

إنما يختلف باختلاف اللغات، يختلف ألفاظه باختلاف اللغات وإنما معناه واحد كما هو قول الأشعرية، والكلابية يقولون هو تكلم في الأزل كلام واحد ما يتغير معانيه واحدة ولكن ألفاظه مختلفة بحسب ما تقتضيه لغة من نزّل إليهم، الله المستعان.

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}[آل عمران:77] فأهانهم بترك تكليمهم والمراد أنه لا يكلمهم تكليم تكريم هو الصحيح إذ قد أخبر في الآية الأخرى أنه يقول لهم في النار {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون}[المؤمنون:108].

جوابًا لقولهم {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا .. فَإِنْ عُدْنَا}[المؤمنون:107] نعم {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون}[المؤمنون:108] فالمنفي هو تكليم التكريم أما تكليم التبكيت والتقريع فثبت في هذه الآية وغيرها من نظائرها.

فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين لكانوا في ذلك هم وأعداؤه سواء ولم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلاً وقال البخاري..

ولا يكلمهم إذا قيل لا يكلمهم وهو لا يكلم المؤمنين ما صار في هذا توبيخ ولا تقريع ولا غير ذلك مما يتعلق بهذا المقام الذي يناسب حالهم.

طالب: ............

وش لون؟

طالب: ............

يقول لك القرآن الذي عندنا هو الإنجيل لكن هذا بالعربية وذاك بالسريانية وهو التوراة، إلا أن التوراة بالعبرية.

طالب: ............

هو شيء، يقولون هو كلام نفسي غير المعتزلة يقولون كلام نفسي وتكلم مرة واحدة في الأزل بجميع ما يريد إلى قيام الساعة وهو واحد عنده واحد، إن أرسله إلى اليهود فهو باللغة العبرية، يعني سورة البقرة موجودة في الديانات كلها لكن كل في لغته، وآل عمران كذلك، وتبت يدا والمجادلة وغيرها كلها موجودة في هذه الكتب، إلا أنها تختلف باختلاف اللغات، وكلام الله واحد إن عبّر عنه بالعبرية صار توراة، وبالعربية يصير قرآنا، وبالسريانية يصير إنجيلا.

طالب: ............

كلام نفسي يعني الكلام النفسي ينسب إلى الشخص، ينسب إلى المتكلم، لا يوجد أصلاً كلام، ليس فيه حروف ولا أصوات يسمونه كلاما نفسيا، ويعتمدون على كلام أو على بيت منسوب يعني ما يدرى عن صحته إلى شخص نصراني، والنصارى معروف كلامهم أو عقيدتهم في الكلام يقول:

إن الكلام لفي الفؤاد.....

 

.......................

ما هو الكلام الذي على اللسان.

إنما الكلام لفي الفؤاد وإنما

 

جعل اللسان على الفؤاد دليلا

وقلنا في حديث نزول جبريل -عليه الصلاة والسلام- للغار أو مجيء أو ذهاب خديجة بالنبي -عليه الصلاة والسلام- إلى ورقة ابن نوفل، فقال له اقرأ يا ابن أخي، فقرأ عليه سورة اقرأ أول ما نزل من القرآن، ما قال ورقة أن هذا عندنا هذا هو إنجيلنا وأنا أكتب الإنجيل بالعربية وهذه السورة عندي؛ لأنه يكتب الإنجيل بالعربية، فإذا كتب الإنجيل بالعربي صار قرآنا، وهل هذا هو الواقع؟ الأناجيل الموجودة والأسفار التي يسمونها مقدسة عندهم لو كتبت باللغة العربية صارت قرآنا؟! ترجمة اللغة العربية صارت هذيانا ما له أول ولا آخر؛ لأنها محرفة ليس هذا الذي نزل من عند الله.

طالب: ............

هذا الناموس يعني الملك ما هو المقروء.

طالب: ............

إيه جبريل عليه السلام.

وقال البخاري في صحيحه باب كلام الرب تبارك وتعالى مع أهل الجنة وساق فيه عدة أحاديث فأفضل نعيم أهل الجنة رؤية وجهه تبارك وتعالى وتكليمه لهم فإنكار ذلك إنكارٌ لروح الجنة وأعلى نعيمها وأفضله الذي ما طابت لأهلها إلا به وأما استدلالهم بقوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62] والقرآن شيء فيكون داخلاً في عموم كل فيكون مخلوقًا فمن أعجب العجب وذلك أن أفعال العباد كلها عندهم غير مخلوقة لله تعالى وإنما يخلقها العباد جميعها لا يخلقها الله فأخرجوها من عموم كل وأدخلوا كلام الله في عمومها مع أنه صفة من صفاته به تكون..

لماذا لا يكون فعل المخلوق مشمولا بقوله تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62] وفعل المخلوق، أفعال العباد أشياء لماذا يخرج عن {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62] ويقولون المخلوق يخلق فعله؟

طالب: ............

طيّب الله خالق كل شيء، ما صنعته أنت يقولون ما يدخل في هذه الآية لماذا لا يدخل؟

طالب: ............

هو يريد أن يثبت أنهم أخرجوا أفعال العباد وأدخلوا فعله- جل وعلا- ما هو برد؟

طالب: ............

رد، كيف يخرجون كلام العباد يخرجونه ويقول هم الذين يفعلون يخلقونه وينسب إليهم ولا ينسبون كلامه إليه، يقولون مخلوق أيهما أولى بدخول الله خالق كل شيء أفعال العباد.

وأدخلوا كلام الله في عمومها مع أنه صفة من صفاته به تكون الأشياء المخلوقة إذ بأمره تكون المخلوقات قال تعالى {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}[الأعراف:54] ففرق بين الخلق والأمر فلو كان الأمر مخلوقًا للزم أن يكون مخلوقًا بأمر آخر والآخر بآخر إلى ما لا نهاية له فيلزم التسلسل وهذا باطل.

وهو.

وهو باطل وطرد باطلهم أن تكون جميع صفاته مخلوقة كالعلم والقدرة وغيرهما وذلك صريح الكفر فإن علمه شيء وقدرته شيء وحياته شيء فيدخل ذلك في عموم كل فيكون مخلوقًا بعد أن لم يكن- تعالى الله عما يقولون كبيرًا- وكيف يصح أن يكون متكلمًا بكلام.

يعني الله- جل وعلا- فرق بين الخلق والأمر، الخلق شيء والأمر شيء آخر، الأمر كلام والخلق فعل، وإذا قالوا إن الكلام مخلوق ما صار بينهم فرق، كلها مخلوقة الخلق والأمر شيء واحد.

وكيف يصح أن يكون متكلمًا بكلام يقوم بغيره ولو صح ذلك للزم أن يكون ما أحدثه من الكلام في الجمادات كلامه، وكذلك أيضًا ما خلقه في الحيوانات ولا ولا يفرق حينئذٍ بين.

يُفرَّق.

أحسن الله إليك.

ولا يفرَّق حينئذٍ بين نطق وأنطق وإنما قالت الجلود أنطقنا الله.

ما قالوا نطقنا قالوا أنطقنا ولم تقل أيضًا نطق الله.

ولم تقل نطق الله بل يلزم أن يكون متكلمًا بكل كلام خلقه في غيره زورًا كان أو كذبًا أو كفرًا أو هذيانًا -تعالى الله عن ذلك- وقد طرد ذلك الاتحادية فقال ابن عربي:

كل كلام في الوجود كلامه
 

 

سواء علينا نثره ونظامه
 

كل كلام في الوجود كلامه

 

......................................

يعني الكلام الذي فيه السب والشتم واللعن والقذف والسب والكفر كله كلام الله، كل كلام في الوجود كلامه سواء كان هذا الكلام منثورًا أو منظومًا، ولا يستكثر مثل هذا الكلام من شخص عنده وجود الخالق هو عين وجود المخلوق، فلا ينزهون الله- جل وعلا- عن الذوات القبيحة لا  عن الكلب ولا عن الخنزير، الله متمثل في هذا الحيوان- تعالى الله عما يقولون- ولا يستغرب أن يقول ابن عربي:

ألا بذكر الله تزداد الذنوب

 

وتنطمس البصائر والقلوب

يعني لا فرق عنده بين ذكر الله وبين السب والشتم واللعن والقذف والنطق بأقبح الكلام لأنه كلام الله هذا وهذا لا فرق- تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا-.

ولو صح أن يوصف أحد بصفة قامت بغيره لصح أن يقال للبصير أعمى وللأعمى بصير لأن البصير قد قام وصف العمى بغيره والأعمى قد قام وصف البصر بغيره، ولصح أن يوصف الله تعالى بالصفات التي خلقها في غيره من الألوان والروائح والطعوم والطول والقِصَر ونحو ذلك وبمثل ذلك ألزم.

يعني تكلموا بكلام لا يستطيع الإنسان أن ينطق به، فيفعلون الأفاعيل من الفواحش والمنكرات ويتصورون الخالق في المفعول به ويتقربون بذلك إلى الله- جل وعلا- تعالى الله- لأن الخالق والمخلوق هو موجود في كل شيء وأي كفر أعظم من هذا؟!

طالب: ............

يترجم ويبين ما له و ما عليه.

طالب: ............

علم  هل يلزم أن يكون من أعلام الإسلام؟ علم.

طالب: ............

العلمية تعني الشهرة، الله المستعان.

طالب: ............

حتى النبلاء يعني في ليسوا أناسا عاديين، رؤوس المبتدعة عباقرة أذكياء، ما أوقعهم وأوصلهم إلى هذه المراتب إلا زيادة الذكاء مع تخلّف الزكاء والاسترسال مع الأفكار والعقول والتنكب عن قال الله وقال رسوله، هذه عقوبات، فعلى طالب العلم أن يكون تعظيم الوحيين نصب عينيه لئلا يضل {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124].

وبمثل ذلك ألزم الإمام عبد العزيز المكي بشرًا المريسي بين يدي المأمون بعد أن تكلّم..

بشر هذا الذي يقول سبحان ربي الأسفل- تعالى الله عما يقولون-.

بين يدي المأمون..

لأنه موجود في كل مكان، لا فرق بين العلو والسفل، يمين شمال موجود في كل مكان، مثل الذي تقدم أنه يقول وجود يونس في بطن الحوت قربه إلى الله- جل وعلا- كقرب محمد حينما أسري به إلى ما فوق السموات.

بعد أن تكلم معه ملتزمًا ألا يخرج عن نص التنزيل وألزمه الحجة، فقال بشر يا أمير المؤمنين ليدع مطالبتي بنص التنزيل ويناظرني بغيره فإن لم يدع قوله ويرجع عنه ويقر بخلق القرآن الساعة وإلا فدمي حلال، قال عبد العزيز تسألني أم أسألك..

يعني مسألة متعلقة بالله- جل وعلا- يكون الحكم فيها لأفكار الناس وآرائهم وليدع مطالبتي بنص التنزيل مجرد ما يسمع مثل هذا الكلام يجزم بأن المناظِر على باطل.

قال عبد العزيز تسألني أم أسألك فقال بشر اسأل أنت وطمع فيّ فقلت له يلزمك..

يعني لعل الحجة تخون ولا يحضرني السؤال أو أسأل بسؤال يمكنه الجواب عنه.

فقلت له يلزمك واحدة من ثلاث لا بد منها: إما أن تقول إن الله خلق القرآن وهو عندي أنا كلامه في نفسه أو خلقه قائمًا بذاته ونفسه أو خلقه في غيره؟ قال أقول.

إما أن يكون خلقه في نفسه أو يكون خلقه مستقلاً بذاته ونفسه أو خلقه بغيره نعم فكان الجواب..

قال أقول خلقه كما خلق الأشياء كلها.

وما أجاب ما أجاب عن الاحتمالات الثلاثة.

وحاد عن الجواب فقال المأمون اشرح أنت هذه المسألة ودع بشرًا فقد انقطع، فقال عبد العزيز إن قال خلق كلامه في نفسه فهذا محال لأن الله لا يكون محلاً للحوادث المخلوقة ولا يكون منه شيء مخلوقًا، وإن قال خلقه في غيره فيلزمه في النظر والقياس أن كل كلام خلقه الله في غيره فهو كلامه، وإن قال خلقه قائمًا بنفسه وذاته فهذا محال لا يكون الكلام إلا من متكلم كما لا تكون الإرادة إلا من مريد ولا العلم إلا من عالم ولا يعقل كلام قائم بنفسه يتكلم بذاته، فلما استحال من هذه الجهات أن يكون مخلوقًا عُلم أنه صفة لله هذا مختصر من كلام الإمام عبد العزيز في الحيدة.

الحيدة كتاب مشهور في المناظرة بين الكناني وبين بشر المريسي وينقل عنها شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وهي مستفيضة وشهرتها تغني عن إسنادها بين أهل العلم، والاستفاضة يثبت بها النسب الذي تترتب عليها أحكامه وآثاره، وتثبت بها نسبة الكتب إذا لم يكن ما فيها مخالفًا لأقوال الرجل واعتقاده وأصوله، إذا كانت جارية على أصوله واستفاضت وتداولها أهل العلم، والذهبي رحمه الله باعتبار أن سند هذه الرسالة وهذا الكتاب فيه من فيه ممن طعن فيه وتكلم فيه، قال النسبة ليست صحيحة، كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد لم يثبته الذهبي ونقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من مائة موضع من كتاب منهاج السنة وينسبه للإمام أحمد، فمجرد أن يوجد الخلل في الإسناد الذهبي لا يثبت، طيب كتاب تداوله العلماء ونقلوا عنه وفي وقت من الأوقات مثلاً نسي في رف أو في مكتبة بعيدة أو شيء وانقطعت الصلة به، مثل مافي بعض مكتبات الغرب ومكتبات في تركيا مغلقة من مائة سنة، مائتين سنة، والناس يتداولونها بالأسانيد، هذه المائة سنة ما فيها رواة نقول إسنادها منقطع فلا تثبت؟! ليس بصحيح، أو وجد في أثناء السند راوٍ ضعيف يعني القراء الآن قراء القرآن في أسانيدهم ضعاف، المحدثون الذين يروون الكتب بالأسانيد في طريقهم إلى الأئمة أناس ضعاف هل يشترط أن يكون السند صحيحا لنثبت صحيح البخاري؟ أو يكون القرآن صحيحا لنثبته بإسناد منَّا إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-؟ لا يتخلله..، كثير من الأسانيد المتداولة فيها مبتدعة وفيها ضعاف وفيها.. وقد يكون في بعضها انقطاع لكن شهرة هذه الكتب واستفاضتها بين أهل العلم وتداولها وقراءتها وإقراؤها وشرحها تكفي في نسبتها.

وعموم (كل) في كل موضع بحسبه ويعرف ذلك بالقرائن ألا ترى إلى قوله تعالى {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ}[الأحقاف:25].

تدمر كل شيء، الريح التي أرسلت إلى عاد هل دمرت السموات والأرض؟ ما دمرت السموات والأرض تدمر كل شيء يقبل التدمير.

ومساكنهم شيء ولم تدخل في عموم كل شيء دمرته الريح وذلك لأن المراد تدمر كل شيء يقبل التدمير بالريح عادة وما يستحق التدمير.

لا، العموم يقبل التخصيص وهنا خصصت المساكن بالاستثناء فلا يمكن الرد بها لأن العموم مخصّص بالاستثناء لكن السموات والأرض ما خصصت فهل دمرت؟!

وكذا قوله تعالى حكاية عن بلقيس {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ}[النمل:23]  المراد من كل شيء يحتاج إليه الملوك وهذا القيد يفهم من قرائن الكلام إذ مراد الهدهد أنها ملكة..

يعني ما ينقصها شيء كاملة في أمر الملك.

إذ مراد الهدهد أنها ملكة كاملة في أمر الملْك غير محتاجة إلى ما يكمل به أمر ملكها ولهذا نظائر كثيرة والمراد من قوله تعالى..

يعني هل أوتيت مما أوتي سليمان عليه السلام؟! قطعًا لا، لأنه أوتي أشياء وخص بأشياء{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي}[ص:35] فلا بلقيس ولا غيرها ممن جاء بعدها ولا قبلها أوتي مثل ما أوتي سليمان عليه السلام.

والمراد من قوله تعالى {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62] أي كل شيء مخلوق وكل موجود سوى الله تعالى فهو مخلوق فدخل في هذا العموم أفعال العباد حتمًا ولم يدخل في العموم الخالق تعالى وصفاته ليست غيره لأنها لأنه سبحانه وتعالى هو الموصوف بصفات الكمال وصفاته ملازمة لذاته المقدسة لا يتصور انفصال صفاته عنه كما تقدم الإشارة إلى هذا المعنى عند قوله مازال بصفاته قديمًا قبل خلقه بل نفس ما استدلوا به يدل عليه.. بل نفس ما استدلوا به يدل عليهم فإذا كان قوله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62] مخلوقًا لا يصح أن يكون دليلاً.

لأن قوله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62] من كلامه وكلامه مخلوق فكيف تستدل بمخلوق على مخلوق؟! {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر:62]  مخلوق تستدل بمخلوق على مخلوق؟!

وأما استدلالهم بقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}[الزخرف:3] فما أفسده من استدلال..

قف على هذا.

 

أحسن الله إليك.

"