شرح العقيدة الطحاوية (10)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

قوله: ولا يشبه الأنام، هذا رد لقول المشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}[الشورى:11]  وليس المراد نفي الصفات كما يقول أهل البدع فمن كلام أبي حنيفة رحمه الله في الفقه الأكبر لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه ثم قال بعد ذلك وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا ويرى لا كرؤيتنا انتهى وقال نَعيم بن حماد.

نُعيم نُعيم.

أحسن الله إليك.

وقال نُعيم بن حماد من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه وقال إسحاق بن راهويه من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم وقال علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل السنة والجماعة ما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة بل هم المعطلة.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمنهج أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله -عليه الصلاة والسلام- على ما يليق بجلاله وعظمته فمذهبهم وسط بين المعطلة الذين ينفون الأسماء والصفات أو الصفات فقط أو بعض الصفات دون بعض، وبين المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه والذين يشبهون المخلوق بالخالق، فوجد بعض المبتدعة الذين بالغوا في الإثبات حتى وصفوا الله جل وعلا بأوصاف الخلق بل لم ينزهوه عما يتصف به الخلق من الدنايا والرزايا والرذائل وهذا لازم قول الاتحادية أهل وحدة الوجود- نسأل الله العافية- وبين النصارى الذين شبهوا المخلوق بالخالق، وكل هذه المذاهب مرفوضة أعني مذاهب أهل التشبيه وأهل التعطيل وأهل التمثيل مردودة بقول الله جل وعلا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}[الشورى:11] {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11] هذا نفي للتمثيل والتشبيه وقوله {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}[الشورى:11] إثبات لما أثبته الله لنفسه جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته، وليس المراد من قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11] نفي الصفات كما تذرع بذلك المبتدعة الذين زعموا أنهم ينزهون الله- جل وعلا- عن مشابهة الخلق فنفوا عنه الصفات؛ لأن لازم الإثبات عندهم أن يُشبَّه بخلقه- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- ثم نقل عن أبي حنيفة في الفقه الأكبر قوله:

 لا يشبه شيئا من خلقه خلافا لمن أثبت التشبيه ونُسب ذلك إلى مقاتل بن سليمان في تفسيره، ونُسب لغيره نُسب لجمع، لكن المشبهة أقل بكثير من المعطلة، ولا يشبهه شيء من خلقه كما تقول النصارى و بعض الغلاة من هذه الأمة الذين جعلوا النبي -عليه الصلاة والسلام- مشابها لله- جل وعلا- في بعض خصائصه وصرفوا له أنواعا من العبادات التي لا تجوز إلا لله- جل وعلا- ولا يشبهه شيء من خلقه، ثم قال بعد ذلك وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين هذا الذي يجب اعتقاده {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11]  يعلم لا كعلمنا يعلم لأنه أثبت العلم لنفسه لا كعلمنا لأنه ليس كمثله شيء، ويقدر لا كقدرتنا المخلوق عنده قدرة وعنده علم أثبته الله جل وعلا له لكن يليق به، ومهما بلغ من العلم ومهما وُصف بأنه من بحور العلم هو وجميع الخلق لن يخرجوا من قوله جل وعلا {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء:85] ويقدر لا كقدرتنا ويرى {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}[الشورى:11]  يَرى لا كرؤيتنا ويُرى كما لا كما يرى المخلوق «إنكم ترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته كما ترى البدر القمر ليلة البدر» والتشبيه هنا للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي، قال: وقال نُعيم بن حماد..

طالب: ...............

إيه يَرى يَرى.

طالب: ...............

لا، يَرى ويُرى نعم كلها متواترة، وقال نعيم بن حماد من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر؛ لأنه مكذب لقوله جل وعلا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11]  ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر؛ لأنه منكر لقوله- جل وعلا- (وهو السميع البصير) ولغيرها من آيات ونصوص الصفات، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، يعني نخرج من قضية التشبيه بقولنا على ما يليق بجلاله وعظمته، وقال إسحاق بن راهويه الإمام المشهور العلم: من وصف اللهَ فشبه صفاتِه بصفات أحد من خلقه أو من خلق الله فهو كافر بالله العظيم؛ لأنه مكذب للنصوص {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11] ثم قال علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل السنة والجماعة ما أولعوا من الكذب من أنهم مشبهة يرمونهم بهذا الداء ويصفونهم بهذه الأوصاف الشنيعة، مشبهة، مجسمة، حشوية للتنفير من مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو الإثبات، إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله -عليه الصلاة والسلام- على ما يليق بجلاله وعظمته، بل هم المعطلة ليس المشبهة المثبتة، نعم هناك مشبهة وهناك ممثلة بالغوا في الإثبات حتى شبهوا الخالق بالمخلوق لكن إثبات أهل السنة يختلف عن التشبيه وفيه تنزيه لله- جل وعلا- على ما لا يليق به وهو مخالف لمذهب المعطلة الذين ينفون ما أثبته الله لنفسه.

طالب: ...............

الحديث صحيح «إن الله خلق آدم على صورته» صحيح وفي لفظ «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» الصورة الإجمالية التي فيها السمع والبصر فيها صفات المخلوق التي هي ثابتة له بالمشاهدة وما أثبته الله- جل وعلا- لنفسه من الصفات التي فيها البصر والسمع  إلى آخر الصفات الثابتة فيه نوع شبه لفظي، السمع موجود والسمع موجود، البصر موجود والبصر موجود، إلى آخره، على صورة من هذه الصورة من هذه الحيثية الإجمالية لا يعني التفصيل، فالتشبيه لا يعني المطابقة من كل وجه، فالتشبيه على صورته إجمالي كما في قوله -عليه الصلاة والسلام- «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر» هل معنى هذا أنها مطابقة؟ هل يتصور أنك إذا رأيت القمر ليلة الرابع عشر الناس وجوههم كلهم هكذا؟! غير صحيح، لكن فيه مشابهة في الاستضاءة في الاستدارة في النور في البهاء، مشابهة لكن لا يعني أنها مطابقة من كل وجه وإذا كانت هذه النسبة وهذا التفاوت بين المخلوقات فكيف بما بين الخالق والمخلوق- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-.

أحسن الله إليك.

وكذلك قال خلق كثير من أئمة السلف علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة فإنه ما من أحد من نفاة شيء من الأسماء والصفات إلا يسمي المثبت لها مشبها.

وما الذي دعاه إلى النفي؟ زعمه التنزيه والبعد عن التشبيه، فالذي لا يفعل فعله وقع فيما فر منه وهو التشبيه، فهو يصف من أثبت بأنه مشبها؛ لأنه فر من الإثبات خشية التشبيه من أجل التنزيه على حد زعمه، فلا شك أنه إذا وقع فيما فرّ منه فإنه ترد عليه الشبهة التي من أجلها فرّ وهو التشبيه.

فمن أنكر أسماء الله بالكلية من غالية الزنادقة القرامطة والفلاسفة وقال إن الله لا يقال له عالمٌ ولا قادر يزعم أن من سماه بذلك فهو مشبه لأن الاشتراك في الاسم يوجب الاشتباه في معناه ومن أثبت الاسم وقال هو مجاز كغالية الجهمية يزعم أن من قال إن الله عالم حقيقة قادر حقيقة فهو مشبِّه ومن أنكر الصفات وقال إن الله..

يعني إثبات الصفات بين المخلوقات هل يلزم منه التشابه بينها إذا قلت زيد عالم وعمرو عالم هل يلزم من ذلك التشابه بين علم زيد وعلم عمرو؟ هذا بين المخلوقات المتجانسة من جنس واحد، وإذا قلت هذا كلب معَلَّم فهو عالم بفنون الصيد في هذا المجال وقلت زيد عالم بينهم نسبة؟! هذه في المخلوقات هذا يتصوره أدنى من له أدنى عقل أو فهم بين المخلوقات المتماثلة في كثير من الأوصاف وتشترك في قدر كبير من القواسم فكيف يشبه الخالق بالمخلوق بمجرد أنه أثبت له اللفظ.

ومن أنكر الصفات وقال إن الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا محبة ولا إرادة قال لمن أثبت الصفات إنه مشبه وإنه مجسم ولهذا كُتب نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة والرافضة ونحوهم كلها مشحونة بتسمية مثبتة الصفات مشبهة ومجسمة ويقولون في كتبهم إن من جملة المجسمة قوما يقال لهم المالكية ينسبون إلى رجل يقال له مالك بن أنس وقوما يقال لهم الشافعية ينسبون إلى رجل يقال له محمد بن إدريس حتى الذين يفسرون..

وما ابتلي أتباع مذهب بأبشع الصفات ووصفوا ونبزوا بأنهم مشبهة وأنهم مجسمة مثل الحنابلة لأن إمامهم أحمد بن حنبل هو إمام أهل السنة إمام أهل الإثبات.

طالب: ...............

عند المعطلة وعند الجهمية؟ ينكرون؛ لأنه يثبت، الاستواء معلوم والكيف مجهول يثبت، هو لا شيء عندهم، ما يرون إمامته يعني مثل نظرتنا لجهم ينظر لمالك كذلك ما المانع.

حتى الذين يفسرون القرآن منهم كعبد الجبار والزمخشري وغيرهما يسمون كل من أثبت شيئا من الصفات وقال بالرؤية مشبها وهذا الاستعمال قد غلب عند المتأخرين من غالب الطوائف.

كل هذا من أجل التنفير عن اعتقاد الحق من الإثبات لله- جل وعلا- لما أثبته لنفسه، من أجل التنفير إذا بغوا ينفِّرون من أي فرقة ولو كانت على الحق نُبِزت بأوصاف تجعل الجهال من غوغاء الناس يسمعون هذه الأوصاف ويقرنونها بحياتهم وعملهم بحيث يكون كل من اتصف بأوصاف هؤلاء تصدق عليه أوصافهم وألقابهم التي نبزوهم بها، ولكل قوم وارث الآن يوصف أهل العلم وأهل الدين وأهل الخير وأهل الفضل بأنهم متطرفة وبأنهم متشددون وأنهم كذا وكذا من أجل التنفير من الدين والله المستعان.

ولكن المشهور من استعمال هذا اللفظ عند علماء السنة المشهورين أنهم لا يريدون بنفي التشبيه نفي الصفات ولا يصفون به كل من أثبت الصفات بل مرادهم أنه لا يشبه المخلوق في أسمائه وصفاته وأفعاله كما تقدم من كلام أبي حنيفة أنه تعالى أنه تعالى يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا ويرى لا كرؤيتنا وهذا معنى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}[الشورى:11]  فنفي المثل فنفى المثل وأثبت الوصف وسيأتي في كلام الشيخ إثبات الصفات تنبيها على أنه ليس نفي التشبيه مستلزما لنفي الصفات ومما يوضح هذا أن العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع ولا بقياس شمولي يستوي أفراده فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء فلا يجوز أن يمثِّل..

يُمَثَّل بغيره.

أحسن الله إليك.

فلا يجوز أن يُمَثَّل بغيره ولا يجوز أن يُدخل هو وغيره تحت قضية كلية يستوي أفرادها ولهذا لما سلكت..

لأن الأقيسة إنما تثبت لفروع تشترك مع أصول في علة تقتضي هذا الاشتراك ولا علة مناسبة تجمع بين الخالق والمخلوق، لا نسبة بينهما فضلا عن أن يكون هناك علة، يعني من يقيس الزكاة على الصلاة في صفتها مستحيل ألا توجد علة تجمع لكن بعض الأفراد أنواع من الصلوات تلحق بأنواع وأنواع من العقود تلحق بأنواع وأنواع من الفروع تلحق بنظائرها لوجود العلة التي تجع وتربط بينهما.

ولهذا لما سلكت طوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الأقيسة في المطالب الإلهية لم يصلوا بها إلى اليقين بل تناقضت أدلتهم وغلب عليهم بعد التناهي الحِيرة والاضطراب.

الحَيرة  الحَيرة.

أحسن الله إليك.

وغلب عليهم بعد التناهي الحَيرة والاضطراب لما يرونه من فساد أدلتهم أو تكافئها.

يعني كتب الكلام حين تقرأ في مطولاتها وعندهم مطولات عندهم في عشرة مجلدات وأكثر وأقل، عندهم متون وعندهم شروح وعندهم حواشي كلامهم كثير في هذا الباب لكن في النهاية لا شيء، لا تصل إلى نتيجة كلام معقّد كلام منطقي فلسفي لا يفهمه كثير من المتعلمين، وفي النهاية لا شيء، أئمتهم وعباقرتهم ومنظروهم في النهاية وقفوا حيارى، وتمنى بعضهم أن يموت على عقيدة العجائز ما استفاد شيئا، وبعضهم رجع، نعم رجع عن مقالته ورجع إلى عقيدة أهل السنة ومع ذلك يبقى أثره في الأمة ومؤلفاته باقية إلى قيام الساعة- نسأل الله العافية- لكن مع ذلك من تاب تاب الله عليه لكن مع ذلك لا بد من البيان{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ}[البقرة:160]  الذي يضل بسببه أناس لا بد أن يبين لهؤلاء الذين ضلوا بسببه ما يدعوهم إلى رجوعهم عن هذه المقالة.

ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى سواء كان تمثيلا أو شمولا كما قال تعالى {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ}[النحل:60] مثل أن يعلم أن كل كمال ثبت للممكن أو للمحدَث لا نقص فيه بوجه من الوجوه وهو ما كان كمالا للوجود غير مستلزم للعدم بوجه فالواجب القديم أولى به.

يعني كل كمال أثبت للمخلوق بحيث لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه فإن الخالق أولى به هذا قياس الأولى ولله المثل الأعلى.

وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق المربوب المدبَّر فإن ما استفاده من خالقه وربه ومدبِّره فهو أحق به منه وأن كل نقص وعيب في نفسه وهو ما تضمن سلب هذا الكمال إذا وجب نفيه عن شيء من أنواع المخلوقات والممكنات والمحدَثات فإنه يجب نفيه عن الرب تعالى بطريق الأولى.

نقرِّب هذا بالمقياس الأولى ولله المثل الأعلى، بعض الصفات التي أُثبتت من خصائصه -عليه الصلاة والسلام- وهي تتضمن نوع نقص مثل استقبال القبلة حال قضاء الحاجة، ومثل الكشف عن الفخذ لما تعارضت النصوص، نهينا أن نستقبل القبلة ببول أو غائط، ثم حديث ابن عمر: رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يُقبض بعام مستقبل القبلة أو مستدبر القبلة مستقبل بيت المقدس، وحسر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن فخذه، قال بعض العلماء: من أجل التوفيق بين النصوص هذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام- إذا نظرنا في المسألتين هل تعظيم القبلة كمال أو نقص؟

طالب: كمال.

كمال، واستقبالها بالبول أو الغائط من تعظيمها أو امتهانها الذي من أجله نهي الناس عن استقبالها، وهل الأمة مطالبة بالكمال دونه -عليه الصلاة والسلام- هو مطالب بأكمل مما تفعله أمته، هو أولى بالكمال والكمال أليق به، الكمال البشري أليق به -عليه الصلاة والسلام- فلا يسوغ مثل هذا القول، وكذلك كشف الفخذ أكمل أو ستره وتغطيته؟ بلا شك ستره وتغطيته، يقال لا حسر النبي -عليه الصلاة والسلام- خاص به وأما بالنسبة للأمة غط فخذك فإن الفخذ عورة كل كمال يطلب من الأمة فأكملها وهو النبي -عليه الصلاة والسلام- أولى بهذا الكمال فلا يسوغ مثل هذا الجمع، فيُبحث عن الجموع الأخرى التي ذكرها أهل العلم، وإذا كان هذا بين النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي هو أكمل الخلق وبين أمته فماذا بين الخالق والمخلوق الأمر أعظم وأعظم ولله المثل الأعلى.

ومن أعجب العجب أنّ من غلاة نفاة الصفات الذين يستدلون بهذه الآية الكريمة على نفي الصفات أو الأسماء ويقولون واجب الوجود لا يكون كذا ولا يكون كذا ثم يقولون أصل الفلسفة هي التشبه بالإله على قدر الطاقة.

الآن هم أثبتوا له شيئا من أجل أن يتشبه به؟! هذا تناقض لم يثبتوا له شيئا يمكن أن يتشبه به على سبيل التنزل، ما أثبتوا شيئا مع أن الحديث الذي اعتمدوا عليه باطل لا يصح، لكن مع ذلك حتى لو قلنا أن الحديث يمكن العمل به وطالبنا بالتشبه به لكن أنتم أثبتوا شيئا من أجل أن يتشبه به ما أثبتوا شيئا فكلامه مناقض أولُه آخرَه.

ويجعلون هذا غاية الحكمة ونهاية الكمال الإنساني ويوافقهم على ذلك بعض من يطلق هذه العبارة ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «تخلّقوا بأخلاق الله» فإذا كانوا ينفون الصفات.

طيب من أخلاقه الجبار المتكبر يجوز للمخلوق أن يتخلق بهذا؟! «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني شيء منهما قصمته» فكيف ينازع هذه الصفات التي لا تليق إلا به؟! ومع ذلك نرجع إلى أصلهم الأصيل وهو النفي وعدم الإثبات.

فإذا كانوا ينفون الصفات فبأي شيء يتخلق العبد على زعمهم وكما أنه لا يشبه شيئا من مخلوقاته تعالى لا يشبهه شيء من مخلوقاته لكن المخالف في هذا النصارى والحلولية والاتحادية لعنهم الله ونفي مشابهة شيء من مخلوقاته له مستلزم لنفي مشابهته لشيء من مخلوقاته فلذلك اكتفى الشيخ رحمه الله بقوله ولا يشبه الأنام والأنام الناس وقيل الخلق كلهم وقيل كل ذي روح وقيل الثقلان وظاهر قوله تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَام}[الرحمن:10]  يشهد للأول أكثر من الباقي والله أعلم. قوله..

وضعها للأنام يعني لساكنيها من المخلوقات كلهم.

قوله: حي لا يموت قيوم لا ينام.

ولكن الامتنان بقوله جل وعلا:{وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَام}[الرحمن:10] هذا امتنان والذي يمكن أن يمتن عليه بمثل هذا وإن استفاد غيره الناس.. قوله..

قوله حي لا يموت قيوم لا ينام قال تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ}[البقرة:255]  فنفي السنة والنوم دليل على كمال حياته وقيّوميته وقال تعالى {الم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل}[آل عمران:1-3]
 وقال تعالى {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}[طه:111]  وقال تعالى{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}[الفرقان:58] وقال تعالى..

عندك تكملة للآيات؟

لا، ما فيه.

تكمل يعني من تلقاء نفسك.

 الذي أقرأه موجود.

إيه لا ما عندنا تكملة.. الآيات ما هي بكاملها ما ندري ماهو الأصل ما الذي عندك، ماهي الطبعة التي معك الأرنؤوط؟! تختلف عن التي معنا؟!

طالب: ...............

أي طبعة نفس هذه؟!

طالب: ...............

ارفع والتي معك؟ نفس التي معه.

أحسن الله إليك.

وقال تعالى..

أنا عندي نسخة مخطوطة لعلي أحضرها في الدرس القادم إن شاء الله مع أن الأسبوع القادم لا يوجد درس أنا لست موجودا، أكثر الإخوان ما تصلهم الرسائل وإلاَّ الأسبوع القادم أنا لن أكون موجودا من الجمعة إلى الجمعة- إن شاء الله-.

وقال تعالى {هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}[غافر:65] وقال -صلى الله عليه وسلم- «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام» الحديث لما نفى الشيخ رحمه الله التشبيه أشار إلى ما تقع به التفرقة بينه وبين خلقه بما يتصف به تعالى دون خلقه فمن ذلك أنه حي لا يموت لأن صفة الحياة الباقية مختصة به تعالى دون خلقه فإنهم يموتون ومنه..

وإن اتصفوا بالحياة لمدة محدودة يسيرة إلا أنهم في النهاية يموتون {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان}[الرحمن:26] .

ومنه أنه قيوم لا ينام إذ هو مختص بعدم النوم والسِّنة دون خلقه فإنهم ينامون وفي ذلك إشارة إلى أن نفي التشبيه ليس المرادُ به نفي الصفات بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال لكمال ذاته فالحي بحياة باقية لا يشبه الحي بحياة زائلة ولهذا كانت الحياة..

وإن وجد الاشتراك اللفظي في الصفة التي هي الحياة لكن حقيقة الصفة مختلفة.

فالحي بحياة باقية لا يشبه الحي بحياة زائلة ولهذا كانت الحي الدنيا متاعا ولهوا ولعبا.

هي حياة لكنها بالنسبة للحياة الآخرة والدار الآخرة باعتبار الزوال والفناء وقصر المدة كأنها لا شيء لعب ولهو{وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}[العنكبوت:64]  يعني حصرت الحياة الحقيقية في الدار الآخرة.

{وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}[العنكبوت:64]  فالحياة الدنيا كالمنام والحياة الآخرة كاليقظة ولا يقال فهذه الحياة الآخرة كاملة وهي للمخلوق.

يعني لا يموت المخلوق لا يموت في الآخرة «يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت» فهل يشبه حياة الحي القيوم وإن كان لا وفاة بعدها من الذي أعطاه هذه الصفة، عدم الموت؟ الله جل وعلا هو الذي حكم له بالبقاء.

لأنا نقول الحي الذي الحياة من صفات ذاته اللازمة لها هو الذي وهب المخلوق تلك الحياةُ الدائمة.

تلك الحياةَ.

أحسن الله إليك.

هو الذي وهب المخلوق تلك الحياةَ الدائمة فهي دائمة بإدامة الله لها لا أن الدوام وصف لازم لها لذاتها بخلاف حياة الرب تعالى وكذلك سائر صفاته فصفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به واعلم أن هذين الاسمين أعني الحي القيوم مذكوران في القرآن..

مما يشتد العجب منه أن علماء كبار أذكياء عباقرة يخفى عليهم مثل هذا الكلام وأنهم إذا أثبتوا للخالق حياة أثبتوها للمخلوق معناه أنهم سواء!! كيف خفي على علماء كبار عباقرة يخفى عليهم مثل هذا الكلام، لكنهم كما قال شيخ الإسلام أوتوا ذكاء وما أعطوا زكاة، وفي الخبر عمر بن الخطاب يقول للنبي -عليه الصلاة والسلام- أين عقولنا حينما كنا نعبد تمرة فإذا جعنا أكلناها؟! قال «أخذها باريها» إذا قضى الله على الإنسان الشقاء لا حيلة فيه.

واعلم أن هذين الاسمين أعني الحي القيوم مذكوران في القرآن معًا في ثلاث سور كما تقدم.

في البقرة وآل عمران وطه في آية الكرسي وفي مطلع سورة آل عمران وفي {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}[طه:111] حتى جاء في الخبر أن أن الحي القيوم هو الاسم الأعظم.

في ثلاث سور كما تقدم وهما من أعظم أسماء الله الحسنى حتى قيل إنهما الاسم الأعظم فإنهما يتضمنان إثبات صفات الكمال أكمل تضمن وأصدقه ويدل القيوم على معنى الأزلية والأبدية ما لا يدل عليه لفظ القديم ويدل أيضا على كونه موجودا بنفسه وهو معنى كونه واجب الوجود.

كونِه.

أحسن الله إليك.

وهو معنى كونِه واجب الوجود والقيّوم أبلغ من القيَّام لأن الواو أقوى من الألف ويفيد قيامه بنفسه باتفاق المفسِّرين وأهل اللغة وهو معلوم بالضرورة وهل يفيد إقامته لغيره وقيامه عليه فيه قولان أصحهما أنه يفيد ذلك وهو يفيد دوام قيامه وكمال قيامه لما فيه من المبالغة فهو سبحانه لا يزول فهو سبحانه لا يزول لا يأفل فإن الآفل قد زال قطعا أي لا..

ولذلك استدل إبراهيم عليه السلام على عدم صلاحية الكوكب والقمر والشمس لأن تكون إلهًا أو تكون ربًّا بأي شيء؟ بأفولها وزوالها.

فإن الآفل قد زال قطعا أي لا يغيب ولا ينقص ولا يفنى ولا يعدم بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال ويدل على بقائها ودوامها وانتفاء النقص والعدم عنها أزلا وأبدا ولهذا كان قوله: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:255]  أعظم آية في القرآن كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

يعني من حديث أبيّ بن كعب لما سأله النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أعظم آية فقال {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:255]  فذكر آية الكرسي فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام- «ليهنك العلم أبا المنذر».

فعلى هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها وإليهما يرجع معانيها فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة فإذا..

حياة المخلوق- وهذا مثال يسير جدا- إنما تكمل بتمام صحته واكتمال أعضائه فكمال حياته بكمال صحته وكمال حياته وكمال أعضائه، من نقص منه عضو حياته ناقصة، من اعتلت صحته حياة مكدرة لا تستحق أن تسمى حياة، يعني الشخص الذي يتضجر ليل نهار من الآلام والأوجاع هذه حياة؟! هذه ليست بحياة وإن وجد أصلها فكيف بالحياة الكاملة للحي القيوم الذي لا ينام لا تأخذه سنة ولا نوم جل وعلا.

طالب: ...............

أقوال لأهل العلم وعدم الترجيح أولى ليدعى بجميع هذه الأسماء هذا المرجح عند أهل العلم.

أحسن الله إليك.

فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته فإنه القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال أتم انتظام قوله خارق بلا حاجة رازق بلا مئونة قال تعالى..

خالق بلا حاجة يعني ما خلق الخلق لحاجته إليهم ورازق بلا مئونة رزق الخلق من أولهم إلى آخرهم وليس عنده خزائن بحيث تنفد خزائنه لا تنفد لكن ليس معناه أنه إذا أعطى فلان نقص ما عنده في هذا المخزن فلا مئونة عنده إلا بـ(كن).

قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}[الذاريات:56] .

والرزق الواسع لبعض الناس في هذه الحياة الدنيا هو في حقيقته لا شيء بالنسبة للرزق في الحياة الآخرة فإذا كان آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار يعطى عشرة أضعاف ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا والفقير إذا رأى الغني الذي لا شيء بالنسبة لكثير من الأغنياء ارتعد وانتفض وتغيرت أوضاعه لأنه بالنسبة له غني فكيف بمن هو أغنى فكيف بمن هو أغنى إلى إلى أغنى مخلوق فكيف بغنى الخالق الذي غناء جميع المخلوقات من منه وعطائه.

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}[الذاريات:56-58] وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد}[فاطر:15]  وقال تعالى: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء}[محمد:38] وقال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ}[الأنعام:14]  وقال -صلى الله عليه وسلم- من حديث..

قاتل الله اليهود الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء.

وقال -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي ذر رضي الله عنه «يا عبادي لو أن أولكم وآخركم..».

قال الإمام أحمد هذا الحديث أعظم حديث لأهل الشام.

«يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي».

قال بعض الشراح أنهم لو كانوا كلهم على قلب محمد -عليه الصلاة والسلام- لأنه أتقى رجل منهم.

«يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن..».

قال بعضهم إن المراد بأفجر قلب رجل واحد منكم إبليس لكن يحتاج إلى صحيح أنه أفجر مخلوق لكن التمثيل ما له داعي.

«يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد».

قاموا على أو في؟

في أحسن الله إليك.

نعم.

«قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» الحديث رواه مسلم وقوله بلا مئونة بلا ثقل ولا كلفة قوله..

يعني قوله بلا مئونة يعني قول الطحاوي رحمه الله رازق بلا مئونة بلا ثقل ولا كلفة.

قوله مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة الموت ..

بلا مخافة يعني بعض الناس يقتل وينفذ حدا أو شيئا وهو يرتعد أو يحكم بقضية من حاكم أو قاضي ونحو ذلك وهو خائف ولذلك قال المؤلف رحمه الله مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة.

الموت صفة وجودية خلافا للفلاسفة ومن وافقهم قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ}[الملك:2]

لأنه في الأصل معنى ويجسد بعد ذلك والقدرة الإلهية قادرة لتحويل المعاني إلى أجسام فيؤتى بالموت على صفة كبش فيُذبح بين الجنة والنار، والمعاني مثل الأعمال الحسنات السيئات توزن في الميزان لأنها تجسّد، وخلافا للمعتزلة الذين يرون أنه لا ميزان ولا وزن ولا كذا إنما هو من باب التقريب إلى غير ذلك من المعاني التي يجعلها الله جل وعلا أجساما فتوضع في الميزان والبقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، والقرآن يأتي في صورة شاب شاحب يجادل وينافح عن صاحبه.

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}[الملك:2]  والعدم لا يوصف بكونه مخلوقا وفي الحديث «إنه يُؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش أملح فيُذبح بين الجنة والنار» وهو وإن كان عرضا فالله تعالى يقلبه عينا كما ورد في العمل الصالح أنه يأتي صاحبه في صورة الشاب الحسن والعمل القبيح على أقبح صورة وورد في القرآن أنه يأتي على صورة الشاب الشاحب اللون الحديث أي قراءة القارئ وورد في الأعمال أنها توضع في الميزان والأعيان هي التي تقبل الوزن دون الأعراض وورد في سورة البقرة.

ورد وزن الأعمال، وورد وزن صاحب العمل، يؤتى بالرجل السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة.

طالب: ...............

وين؟

طالب: ...............

باعتبار أنها معنى من المعاني، المعاني غير محسوسة و غير المحسوس ليس موجودا؛ لأن عندهم ما يُدرك بالحواس فقط، ما عندهم شيء مثبت إلا ما يدرك بالحواس.

وورد في سورة البقرة وآل عمران أنهما يوم القيامة يظلان صاحبهما كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صوافّ، وفي الصحيح أن أعمال العباد تصعد إلى السماء وسيأتي الكلام على البعث والنشور إن شاء الله تعالى.

يكفي حسبك.

 

اللهم صل على محمد...

"