شرح العقيدة الطحاوية (37)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام الطحاوي- رحمه الله تعالى-:

ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رُقم.

قال الشارح رحمه الله تعالى: قال تعالى {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ   فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } [سورة البروج:21-22] روى الحافظ أبو القاسم الطبراني بسنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «إن الله خلق لوحًا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله فيه كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاؤه» اللوح المذكور هو الذي كتب الله مقادير الخلائق فيه، والقلم المذكور هو الذي خلق الله وكتب به في اللوح المذكور المقادير، كما في سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب قال يا رب وما أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة» واختلف العلماء هل القلم أول المخلوقات أو العرش على قولين ذكرهما الحافظ أبو العلاء الهمَذاني أصحهما أن العرش قبل القلم؛ لما ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء» فهذا صريح أن التقدير وقع بعد خلق العرش والتقدير وقع عند أول خلق القلم بحديث عبادة هذا ولا يخلو قوله «أول ما خلق الله القلم» إلى آخره إما أن يكون جملة أو جملتين، فإن كان جملة وهو الصحيح كان معناه أنه عند أول خلقه قال له اكتب كما في اللفظ «أول ما خلق الله القلم قال له اكتب» بنصب أوّل والقلم وإن كان جملتين وهو مروي برفع أول أولُ والقلم فيتعين حمله على أنه أول المخلوقات من هذا العالَم فيتفق الحديثان؛ إذ حديث عبد الله بن عمرو صريح في أن العرش سابق على التقدير، والتقدير مقارن لخلق القلم وفي اللفظ الآخر «لما خلق الله القلم قال له اكتب» فهذا القلم أول الأقلام وأفضلها وأجلها، وقد قال غير واحد من أهل التفسير إنه القلم الذي أقسم الله به في قوله تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [سورة القلم:1] والقلم الثاني قلم الوحي وهو الذي يُكتب به وحي الله إلى أنبيائه ورسله، وأصحاب هذا القلم هم الحكام على العالم والأقلام كلها خدم لأقلامهم وقد رفع النبي -صلى الله عليه وسلم-."

رُفع رُفع.

"وقد رُفع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام فهذه الأقلام هي التي تكتب ما يوحيه الله تبارك وتعالى من الأمور التي يدبِّر بها أمر العالَم العلوي والسفلي."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف- رحمه الله تعالى- ونؤمن باللوح والقلم؛ لأنه ثبت من طريق التواتر، وثبوتهما قطعي وبجميع ما فيه، يعني في القلم أو في اللوح فيه تتعلق بنؤمن التي متعلَّقها اللوح والقلم، نؤمن باللوح وبجميع ما فيه قد رُقم، ونؤمن بالقلم وبجميع ما فيه قد رُقم؛ لأن الكتابة التي هي الرَّقْم بالقلم، الكتابة مادتها أو آلتها القلم وظرفها اللوح المذكور، وهو الذي كتب الله فيه مقادير الخلائق قبل خلقهم والقلم هو المشار إليه بقوله {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [سورة القلم:1] فعندنا اللوح الذي كتبت فيه المقادير، والقلم الذي أيضًا كتبت فيه المقادير، فالقلم هو الآلة واللوح هو الظرف في الحديث «أول ما خلق الله القلم» الأولية هذه عند بعضهم أولية مطلقة، بمعنى أن القلم أول المخلوقات، ومنهم من يرى أنها أولية مقيدة بما بعد العرش يعني من مخلوقات هذا العالم، أولية مطلقة بالنسبة لمخلوقات العالم، وأما بالنسبة للعرش فشيء آخر، ذكر الخلاف نقلاً عن أبي العلاء الهمَذاني وقال ابن القيم رحمه الله:

كما سيأتي في الحديث.

ولذا يقول: اختلف العلماء هل القلم أول المخلوقات؟ والحديث فيه روايتان: بنصب أول ورفعها على قولين ذكرهما الحافظ أبي العلاء الهمذاني أصحهما أن العرش قبل؛ ولذا يقول ابن القيم:

لماذا؟

يعني موجود؛ لما ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة» يعني إذا قلنا أن التقدير هنا الكتابة وكتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والحال أن عرشه على الماء موجود.

يقول فهذا صريح أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم «أول ما خلق الله القلم قال له اكتب» فالأولية متعلقة بالأمر بالكتابة، مقترنة بالأمر بالكتابة والأمر بالكتابة عند أول ما خلق القلم بدون فاصل، والتقدير وقع عند أول خلق القلم بحديث عبادة هذا ولا يخلو قوله «أول ما خلق الله القلم» إلى آخره أن يكون جملة أو جملتين «أول ما خلق الله القلم قال له اكتب» جملة واحدة وإذا قلنا «أول ما خلق الله القلم» جملة مستقلة فيؤخذ منه الأولية وهي إما مطلقة عند بعضهم أو مقيدة بما بعد العرش عند آخرين وهو الأصح.

طالب: ..........

وش فيه؟

طالب: ..........

أول ما خلق الله.. لا، العكس لا، إذا قلنا فقال جملة معطوفة عليها جملة ثانية صار أول ما خلق الله القلم جملة مستقلة فقال له اكتب لا، أولَ على النصب ما خلق الله القلم قال له اكتب تكون الأولية مقيدة بالأمر بالكتابة، ولا يخلو قوله أول..

طالب: ..........

هي موجودة انظر الحاشية أظنه ذكر رواية.

طالب: ..........

الحاشية ليس فيها ما يدل على ذلك؟

طالب: ..........

وش هو؟

طالب: ..........

ثم بدليل على أنها جملة ثانية فهي تدل على الأولية، لكن هذه الأولية مقيدة بما بعد العرش بدليل «وعرشه على الماء» بدليل «وعرشه على الماء» ولا يمنع أن يكون القلم أول المخلوقات بعد العرش، قال ولا يخلو قوله «أول ما خلق الله القلم» إما أن يكون جملة أو جملتين، فإذا كان جملة وهو الصحيح كان معناه عند أول خلقه قال له اكتب كما في اللفظ «أول ما خلق الله القلم قال له اكتب».

طالب: ..........

أيُّ القلم؟ خلق وانتهى، انتهى الأصل بعد اكتمال خلقه؛ لأن الفعل الماضي الأصل الفراغ، لا يتصور أن يكون عند إرادته أمره بالكتابة، لا يتصور أن يكون عند إرادته ولا عند الشروع فيه وإنما هو عند اكتمال خلقه والفراغ منه، وهذا هو الأصل في الفعل الماضي، والخلق

 لا يحتاج إلى وقت كن، لا توجد مسافة، بنصب أول والقلم؛ لأن الرواية التي أثبتها الشارح بدون الفاء أول ما خلق الله القلم قال له اكتب بنصب أول والقلم، وإن كان جملتين فهو مروي برفع أول والقلم، أول مبتدأ والقلم خبره هذه جملة مستقلة، فيتعين حمله على أنه أول المخلوقات من هذا العالم، ما المراد بهذا العالَم؟

طالب: ..........

لا، يعني ما سوى العرش، فيتفق الحديثان؛ إذ حديث عبد الله بن عمرو صريح في أن العرش سابق على التقدير وعرشه على الماء.

والتقدير مقارن لخلق القلم، وفي اللفظ الآخر لما خلق الله القلم قال له اكتب، الأمر بالكتابة لما خُلق فإن فسر لأول..

طالب: ..........

وين؟

طالب: ..........

يعني في السابق، وعرشه كائن على الماء؛ لأن على الماء جار ومجرور متعلق بمحذوف يعني يقدر بكائن أو مستقر.

طالب: ..........

ما هو الثاني؟ لا، لا يمكن لأن على الماء جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن على الماء ما معنى كائن أو مستقر على الماء يعني قبل ذلك.

طالب: ..........

ماهو؟

طالب: ..........

عرشه على الماء.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

بلى، إيه يعني هل هو قبل القلم أو بعده؟

طالب: ..........

لأننا إذا أثبتنا أولية العرش لا بد أن نثبت أولية الماء؛ لأن العرش على الماء.

طالب: ..........

هذه مسألة ثانية عوالم أخرى، نحن لا نبحث فيها الآن، العوالم الغيبية ليست محل بحثنا لكن الكلام في توجيه حديث «أول ما خلق الله القلم» مع قوله «وكان عرشه على الماء».

طالب: ..........

لا يلزم كلاهما في وقت واحد أو يكون القلم موجودا قبل اللوح متصور.

طالب: ..........

نعم، الذي يخرجنا من الإشكال أن يكون الحديث جملة فتكون الأولية مقيدة بالأمر بالكتابة مثل ما تقول أول ما مشى الطفل فلان أعطيته كذا، أول ما مشى يكون أول من مشى؟ لا، مقيد به فتكون الأولية مقترنة بالوصف الثاني الذي هو الكتابة، قال فهذا القلم أول الأقلام وأفضلها وأجلها بدلالة الحديث: أول ما خلق الله القلم يعني من عالم الأقلام، وقد قال غير واحد من أهل العلم من أهل التفسير أنه القلم الذي أقسم الله به في قوله تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [سورة القلم:1] والقلم الثاني: قلم الوحي هذا كتبت به المقادير، والقلم الثاني ما يكتب به الوحي وهو الذي يكتب به وحي الله لأنبيائه ورسله وأصحاب هذا القلم هم الحكام على العالَم والأقلام كلها خدم لأقلامهم.

طالب: ..........                                            

نعم ما معناه؟ وأصحاب هذا القلم يعني قلم الوحي أو قلم التقدير؟

طالب: ..........

إذًا ما معنى هم الحكام على العالَم؟

طالب: ..........

باعتبار أنه أشرف الأقلام.

طالب: ..........

لا، {فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} [سورة الواقعة:78] اللوح المحفوظ {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ = 75  وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ = 76  إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ = 77  فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ = 78  لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ = 79 } [سورة الواقعة:75-79] يعني كتب في اللوح المحفوظ وهو كتابة غير كتابة المقادير، وإنما كتابة الوحي، قال وهو الذي يكتب به وحي الله إلى أنبيائه ورسله، قال وأصحاب هذا القلم هم الحكام على العالم، أصحاب هذا القلم إذا قلنا قلم واحد قلم الوحي، أصحاب هذا القلم هل له أصحاب يتناوبونه يكتبون به ليقول أصحاب هذا القلم، لا شك أن الذين يكتبون كلام الله منه مباشرة هؤلاء منزلتهم غير منزلة غيرهم ممن يأخذ بواسطة "والأقلام كلها خدم لأقلامهم" مما يدل على أنه يوجد أكثر من قلم ويدل عليه الجمع في قوله صريف الأقلام كما سيأتي في الحديث، وقد رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام ليس قلما واحدا.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

قال له اكتب، هذا مفهوم قوله قال له اكتب.

طالب: ..........

القلم الأول، لكن القلم الثاني الذي يكتب به الوحي يكتب به الملائكة.

طالب: ..........

الأقلام كلها خدم لأقلامهم هؤلاء الذين يكتبون الوحي، والأقلام أقلامهم التي سمع صريفها النبي -عليه الصلاة والسلام- وأما كتابة المقادير فقد تمت قبل، ليست هي التي سمعها النبي -عليه الصلاة والسلام- سمعت قبل أن يخلق الخلق وقبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ما بقي إلا قلم الوحي والأقلام التي يكتب بها الوحي.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

لا تعرُّض لتعدده لأن الأقلام ذكر تعددها.

طالب: ..........

يبتدرونها أيهم يكتبها، معروف كتابة الحسنات والسيئات والملائكة الموكلون، هؤلاء غير كتاب الوحي، هؤلاء حفظة.

طالب: ..........

أين؟ عندك؟

طالب: بعده بسطرين يا شيخ.

نعم، نفس كلام الشارح.

طالب: ..........

لا، فيه إشارة لكلام المؤلف- رحمه الله- وقد رُفع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام مما يدل على أنه أكثر من قلم بل هي أقلام، فهذه الأقلام هي التي تكتب ما يوحيه الله تبارك وتعالى من الأمور التي يدبر بها أمر العالم العلوي والسفلي والذين يكتبون بها على كلامه هم الحكام على العالَم.

طالب: ..........

لأن ما يكتب به هو الحكم على العالم، والحاكم بلا شك هو الله- جل وعلا- هذا الأصل لكن من يُولى هذا الأمر يصح أن يقال حكام.

طالب: ..........

الله أعلم.

طالب: ..........

هو من كلام ابن القيم ليس من كلامهم، لكن لابد أن  يبحث عن كلام ابن القيم بكماله أنا أذكر أن الشيخ عبد الرزاق عفيفي- رحمه الله- في طبعة المكتب الإسلامي أعاد..

طالب: ..........

لا لا، القديمة في المقدمة ليس في الحواشي، أعاد النقول إلى مصادرها، ليس المقدمة عندك شيء؟

طالب: ..........

لا لا، عمل جليل من الشيخ- رحمة عليه- فلا بد أن يُذكَر وفي مواضعها أحسن لعله يراجَع.

طالب: ..........

مثل ما قاله بعض الإخوان لا بد من نص؛ لأن هذه أمور غيبية لا بد أن ينص عليها، فينظر مرجع المؤلف من هذا الكلام وفي الغالب أنه من كلام ابن القيم فيراجع بتمامه.

طالب: ..........

حتى الوحي تدبير.

طالب: ..........

أعم من ذلك، صريف الأقلام أعم من ذلك.

سم.

"قوله فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه غير كائن ليجعلوه كائنًا لم يقدروا عليه، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة."

كما جاء في وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس «واعلم أنهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك أو لم يكتبه الله لك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما ضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك» وسيأتي ذكره.

"تقدم حديث جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال جاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما يستقبل؟ قال «لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير» وعن ابن عباس رضي الله عنه.."

وجاء في الحديث قوله «اعملوا فكل ميسر لما خلق له».

"وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا فقال «يا غلام ألا أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح."

وليس في هذا مستمسك لمن أراد أن يعطل الأسباب، يقول: إذا كان الناس لا يستطيعون أن يضروني بشيء لم يُكتَب علي فأنا لماذا أزاول الأسباب، وإذا كان قد كتب علي فلم أزاول الأسباب؟ لا مفر ولا مناص، نقول: إن مباشرة الأسباب باشرها النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن مثله في التوكل فإنها لا تنافي التوكل، والأسباب مؤثِّرة بجعل الله- جل وعلا- فيها التأثير؛ خلافًا للمعتزلة الذين يرون أنها تؤثر بنفسها، والأشاعرة الذين لا يرون لها أي أثر وجودها مثل عدمها، هي مؤثرة كون الإنسان يستدفئ ويلبس من الألبسة ما يقيه شر البرد لا شك أنه يستفيد، لكن لو أراد الله- جل وعلا- أن يتضرر مع وجودها حصل له الضرر ما نفعته فهي مؤثرة، والمؤثر الحقيقي هو الله- جل وعلا- المعتزلة يقولون لا، الأثر لها هذا طرف، والطرف الثاني: الأشاعرة الذين يقولون تلبس من الثياب أو ما تلبس لا فرق فلا أثر لها وإنما جعل الأثر عندها لا بها، فالشِّبَع يحصل عند الأكل لا به، والرِّي يحصل عند الشرب لا به، هذا كلامهم؛ ولذا من كلامهم الذي جاء في الشروح- شروح الحديث- ذكروا عن الأشاعرة أنهم يجوِّزون أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس، الأعمى وهو في أقصى المشرق يرى البقة وهي صغار البعوض في أقصى المغرب في الأندلس، يجوزون ذلك؛ لأن البصر سبب في الإبصار والإبصار يحصل عنده لا به، والإشكال أن مثل هذا الكلام يصدر من أذكياء عباقرة أصحاب رأي ونظر، لكن أين العقول التي لم تنقد لقال الله وقال رسوله؟! الإنسان ضعيف مهما كان لا يعوِّل على حوله ولا طوله ولا ذكائه ولا قدرته ولا عبقريته، إنما يكون في جميع أحواله ملتجئًا إلى الله- جل وعلا- منكسرًا بين يديه يسأله العون والتوفيق والتسديد وإلا يضل، الشبع يحصل عند الأكل لا به، والري يحصل عند الشرب لا به، والمسألة طويلة يعني ما تنتهي بدرس أو درسين؛ لأن لها ذيولا ولها مسائل نظائر قد لا تدخل فيها يعني مثل «إن كان الشؤم ففي المرأة والدار والدابة» هل هذا الشؤم يحصل بها أو عندها؟

طالب: عندها.. عكس.. بس هذا في الشؤم عكس..

وش يصير؟

طالب: ..........

ماذا يقول الإخوان؟

طالب: ..........

بها يعني هي مؤثرة، أنت تزوجت هذه الزوجة فتضررت بها، أو أنك لو تزوجت غيرها تزوجتها وفي ليلة الدخلة عثرت وانكسرت رجلك، لو أنك متزوج مرة ثانية ما يحصل لك؟ إذًا عندها؛ ولذا ابن القيم في مفتاح دار السعادة يقول يحصل عندها لا بها، واستشكل في أول الأمر وقلنا أن هذا قريب من قول الأشاعرة فوجدنا أن المسألة تختلف.

طالب: ..........

يعني إذا حصل.

وفي رواية غير الترمذي «احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا» وقد جاءت الأقلام في هذه الأحاديث وغيرها.."

في الحديث «احفظ الله» يعني احفظ أوامره ونواهيه وامتثلها «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» يعني كثير من الناس تجده في وقت الشدة والحاجة يريد أن يعمل شيئا من أيسر الأمور لو نظر إليه بالنسبة لما رُكب فيه من قدرة، لكنه يحاول أن يفعل ولا يفعل، يعني في أشرف الأوقات وفي أشرف الأماكن، افترض أنه في العشر الأواخر من رمضان وفي المسجد الحرام، بعض الناس ليس له ورد من القرآن يومي ثم يأتي إلى هذا المكان وفي هذا الزمان يفتح المصحف ما يستطيع؛ لأنه ما تعرف على الله في الرخاء فما يعان في الشدة، الأمر الثاني: «يعرفك» العلماء يقولون: الله- جل وعلا- يوصف بالعلم ولا يوصف بالمعرفة؛ لأن العلم لا يستلزم سبق الجهل والمعرفة مستلزمة لسبق الجهل، ويكون التعبير في قوله «يعرفك» من باب المقابلة والمجانسة والمشاكلة.

"وقد جاءت الأقلام في هذه الأحاديث وغيرها مجموعة فدل ذلك على أن للمقادير أقلامًا غير القلم الأول الذي تقدم ذكره في اللوح المحفوظ، والذي دلت عليه السنة أن الأقلام أربعة وهذا التقسيم غير التقسيم المقدَّم ذكره."

التقسيم الذي تقدم إلى اثنين قلم التقدير وقلم الوحي وهنا يقول أربعة.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} [سورة الواقعة:78] والكتابة تستلزم القلم.

طالب: ..........

إيه اللوح المحفوظ.

طالب: ..........

والآية على ماذا آية الواقعة؟ {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ} [سورة الواقعة:77-78].

طالب: ..........

لا، على كلامهم لا.

طالب: ..........

في أقسام القرآن ليتك تحضره في الأسبوع القادم؛ علمًا أن الأسبوع القادم ما فيه دروس كله.

طالب: ..........

إيه كل الأسبوع القادم.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

لا لا، هي في الحديث «تعرف على الله في الرخاء» في حديث ابن عباس.

"القلم الأول: العام الشامل لجميع المخلوقات، وهو الذي تقدم ذكره مع اللوح القلم الثاني: حين خلق آدم عليه السلام وهو قلم عام أيضًا لكن لبني آدم ورد في هذا آيات تدل على أن الله قدر أعمال بني آدم وأرزاقهم وآجالهم وسعادتهم عقيب خلق أبيهم القلم. الثالث: حين يرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه فينفخ فيه الروم ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة القلم الرابع."

يعني من حديث ابن مسعود وغيره.

"القلم الرابع: الموضوع على العبد عند بلوغه الذي بأيدي الكرام الكاتبين الذين يكتبون ما يفعله بنو آدم، كما ورد ذلك في الكتاب والسنة وإذا علم العبد أن كلّاً من عند الله فالواجب إفراده سبحانه بالخشية والتقوى قال تعالى {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [سورة المائدة:44] وقال {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [سورة البقرة:40] وقال تعالى {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [سورة البقرة:41] وقال تعالى {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة النــور:52] وقال تعالى {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [سورة المدثر:56] ونظائر هذا المعنى في القرآن كثيرة، ولا بد لكل عبد أن يتقي أشياء فإنه لا يعيش وحده ولو كان ملكًا مطاعًا فلا بد أن يتقي أشياء يراعي بها رعيته فحينئذٍ فلا بد لكل إنسان أن يتقي فإن لم يتق الله اتقى المخلوق.."

ولو كان ملِكًا مطاعًا ولو كان من أشد الناس بأسًا وأشدهم بطشًا، وحينئذٍ تكون خشيته من حراسه الذين هم في الحقيقية خدم عنده أكثر من غيرهم.

"فإن لم يتق الله اتقى المخلوق والخلق لا يتفق حبهم كلهم وبغضهم بل الذي يريده هذا يبغضه هذا فلا يمكن إرضاؤهم كلهم كما قال الشافعي رضي الله عنه .."

يعني العرف عند أهل العلم أن الترضي للصحابة ومن بعدهم الترحم.

"رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه فلا تعانه.."

نعم، لأن أهم ما على الإنسان نجاة نفسه، فيحرص على هذا ينصح للناس ويحب لهم ما يحب لنفسه، لكن خلاص نفسك أهم عليك من كل شيء، أما أن تسعى إلى ما يصلح الناس على حساب ذمتك وعلى حساب أعمالك، يعني بعض الناس مثلاً في القضاء أو في الفتوى تجده يبحث لهم عن الأيسر لكنه على حساب نفسه والله المستعان، لكن مثل ما قلنا أهم ما على الإنسان نجاة نفسه ومن نجاة نفسه أن ينصح لغيره ويحب لغيره كما يحب لنفسه وأن يأمرهم وينهاهم والله المستعان.

طالب: ..........

الأول آدم العام الشامل، القلم الأول العام الشامل لجميع المخلوقات، ثم بعد ذلك الثاني خاص.

طالب: ..........

المخلوقات كلها بني آدم وغيرهم، والثاني حين خلق آدم قلم عام أيضًا لكن لبني آدم.

طالب: ..........

لا، ليس بغاية، الغاية رضا الله- جل وعلا- لكن رضا الناس فيما لا يغضب الله ويسخطه مطلوب؛ لأن الناس شهود كما جاء في الحديث أنه مُرَّ بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- «وجبت وجبت وجبت» ومُرَّ بأخرى فأثني عليها شرًا فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- «وجبت وجبت وجبت» فقيل له في ذلك فقال «أثنيتم على الأولى خيرًا فوجبت له الجنة وأثبت على الثانية شرًا فوجبت له النار فأنتم شهداء الله في أرضه» يعني فيه نوع إلى السعي في إرضائهم فيما لا يسخط الله- جل وعلا- ورضاؤهم تبع لرضا الله- جل وعلا- لأن الله إذا رضي عن الإنسان أرضى عنه الناس، وشر الناس من أرضى الناس بسخط الله- نسأل الله العافية-.

طالب: ..........

فيها..

طالب: ..........

الذي هو الوحي؟ لا، هو تقدير {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [سورة الدخان:4] هذا تقدير، بقلم التقدير.

طالب: ..........

يعني هذا مع قوله جل وعلا {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [سورة الرعد:39] فيه كلام طويل لأهل العلم إذا ذهبنا نسترسل وراء هذه الأمور، يعني الظاهر ما ننتهي أبدا، ولها موضعها من الكتاب- إن شاء الله تعالى- يأتي ذكرها.

"فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه فلا تعانه فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور وإرضاء الخالق مقدور ومأمور وأيضا فالمخلوق لا يغني عنه من الله شيئًا فإذا اتقى العبد ربه كفاه مؤونة الناس كما كتبت عائشة إلى معاوية رضي الله عنهما روي مرفوعًا وروي موقوفًا عليها «من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بِسخْط الله عاد حامده من الناس ذامًّا فمن أرضى الله كفاه مؤونة الناس ورضي عنه."

سُخْط وسَخَط كلاهما صحيح مثل الرُّشْد والرَّشَد.

"ثم فيما بعد يرضون إذ العاقبة للتقوى ويحبه الله فيحبه الناس."

الناس يكرهون من يخالف أهواءهم، فصاحب المعصية يكره من يحول بينه وبينها لكن إذا حال بينه وبينها وكرهه ثم بعد ذلك العاقبة للتقوى وللمتقين لا بد أن يرضى عنه في يوم من الأيام ويعرف أنه ناصح.

"كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «إذا أحب الله العبد نادى يا جبريل إني أحب فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض" وقال في البغض مثل ذلك فقد بيّن أنه لا بد لكل مخلوق من أن يتقي إما المخلوق وإما الخالق وتقوى المخلوق ضررها راجح على نفعها من وجوه كثيرة، وتقوى الله هي التي يحصل بها سعادة الدنيا والآخرة، فهو سبحانه أهل للتقوى وهو أيضا أهل للمغفرة فإنه هو الذي يغفر الذنوب، لا يقدر مخلوق على أن يغفر الذنوب ويجير من عذابها غيره، وهو الذي يجير ولا يُجار عليه قال بعض السلف ما احتاج تقي قط لقوله تعالى {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً   وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [سورة الطلاق:2-3]."

قد يقول قائل أننا نرى كثيرا من أهل التقوى في حاجة شديدة وعوز شديد؟! إما لأنه ادخر لهم ما هو أعظم من ذلك في الآخرة وحفظت لهم حسناتهم كاملة لتوفر لهم يوم القيامة، أو لوجود خلل في هذه التقوى.

طالب: ..............

مثل ما قلنا ليوفَّر الأجر كاملا يوم القيامة؛ لأن الدنيا ليست هدفا ولا غاية.

طالب: ..............

ما معنى الحاجة؟ الحاجة تتفاوت، وبعض الناس يُذِل نفسه بما يراه حاجة وهو في الحقيقة ليس بحاجة، لو استغنى عنه أغناه الله وفتح له أبواب أخرى.

طالب: ..............

هذا من باب الابتلاء، يحصل لهم قبول من باب الابتلاء والمخلص من أهل العلم ومن أهل السنة لا شك أنه يحصل له في بعض الأوقات وفي بعض الظروف وفي بعض الأماكن يحصل لهم شيء من الابتلاء، ويحصل لأضدادهم ابتلاء، هؤلاء يبلون بالخير وهؤلاء يبلون بالشر.

"فقد ضمن الله للمتقين بأن يجعل لهم مخرجًا مما يضيق على الناس وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون فإذا لم يحصل ذلك دل على أن في التقوى خللاً فليستغفر الله وليتب إليه ثم قال تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [سورة الطلاق:3] أي فهو كافيه لا يحوجه إلى غيره وقد ظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب وتعاطي الأسباب وأن الأمور إذا كانت مقدورة.."

مقدرة مقدرة.

"أحسن الله إليك.

وأن الأمور إذا كانت مقدرة فلا حاجة إلى الأسباب وهذا فاسد فإن.."

ابن القيم في أوائل الجواب الكافي بيّن هذا بيانًا شافيًا، وقال الذي يقول مثل هذا الكلام لماذا لا يقول إن كان الولد قد قُدِّر لي فسوف يحصل ولو لم أتزوج؟! وإذا ضربه أحد لماذا يطالب بالانتقام منه وقد كُتب عليه هذا؟ إذا ضُرب يترك الضارب وهو مكتوب عليه أنه يُضرَب، ما يرضى بمثل هذا، قال مادام مكتوب لك أن ترزق بأولاد فلا تتزوج إلى غير ذلك من إلزامات كثيرة ذكرها ابن القيم في الكتاب الذي أشرت إليه.

"فإن الاكتساب منه فرض ومنه مستحب ومنه مباح ومنه مكروه.."

فرض إذا كانت الحياة تتوقف عليه إذا كان بيموت من الجوع يجب عليه أن يكتسب يجب عليه أن يتسبب مما يحفظ حياته.

"ومنه حرام كما قد عرف في موضعه وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل المتوكلين يلبس لامة الحرب ويمشي في الأسواق للاكتساب."

دخل مكة وعلى رأسه المغفر هذا من الأسباب.

"حتى قال الكافرون {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ} [سورة الفرقان:7] ولهذا تجد كثيرًا مما يرى أن الاكتساب ينافي التوكل يرزقهم على من يطيعهم."

يعطيهم.

"أحسن الله إليك.

يرزقون على يد من يعطيهم إما صدقة وإما هدية وقد يكون ذلك من مكاس أو.."

ذكر للإمام أحمد أن أناسا من اليمن يحجون من غير زاد يزعمون التوكل على الله جل وعلا فقال هؤلاء يتوكلون على أزواد الناس، وذكر القشيري في الرسالة ونقله الشاطبي في الموافقات فقال: أن ثلاثة نفر يمشون فسقطوا في بئر في الليل فلما أصبحوا جاء أناس فقالوا هذه بئر في طريق الناس لماذا لا نسقفها، في طريق الناس يمكن يأتي أحد ويسقط فيها، والثلاثة يسمعون كلامهم، قالوا لا نريد أن نلتفت إلى مخلوق يصنعون ما يشاؤون ونتوكل على الله وسوف ينجينا، سقفت البئر وهم في وسطها أليسوا عرضة لأن يموتوا بسبب هذا التصرف؟ فيأثمون أو لا يأثمون؟ يأثمون لكن الله جل وعلا قدّر من يأتي بعد أولئك ويقول هذا مكان بئر لماذا لا نحفرها ليستفيد الناس منها وحفروها وخرجوا، كل الأمور بيد الله- جل وعلا-

 ولا إشكال هذا ما يماري فيه أحد، لكن الأسباب ثابتة بالكتاب والسنة من فعله وقوله -عليه الصلاة والسلام-.

"وقد يكون ذلك من مكاس أو والي شرطة أو نحو ذلك وهذا مبسوط في موضعه لا يسعه.."

أو والي شرطة يعني هذا سياق ذم أو مدح؟

طالب: ذم.

ذم؛ لأن الشرطة في الغالب وهم أعوان الحكام وقد يجري على أيديهم نوع من الظلم للناس ومجتمعات الشُرط في الغالب يعتريها ما يعتريها؛ ولذا في الزاد عندكم وفي كتب الفقه: وتصح إمامة ولد الزنا والجندي إذا سلم دينهما، يوجد شُرط أخيار بلا شك، لكن كثير من مجتمعاتهم فيها ما فيها ولذا يقول أو والي شرطة مثل المكاس عطفه على المكاس «لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكْس لغفر له».

"وهذا مبسوط في موضعه لا يسعه هذا المختصر وقد تقدمت الإشارة إلى بعض الأقوال التي في تفسير قوله تعالى {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [سورة الرعد:39] وأما قوله تعالى {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [سورة الرحمن:29] قال البغوي قال مقاتل: نزلت نزلت في اليهود حين قالوا إن الله لا يقضي يوم السبت شيئًا قال المفسرون من شأنه أن يحيي ويميت ويرزق ويعز قومًا ويذل آخرين ويشفي مريضًا ويفك عانيًا ويفرج مكروبًا.."

يفرجَ معطوف على ما تقدم.

"ويفرجَ مكروبًا ويجيب داعيًا ويعطي سائلاً ويغفر ذنبًا إلى ما لا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء."

هذه عقيدة اليهود أن الله- جل وعلا- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت- قاتلهم الله- ولذا رد الله عليهم بقوله وما مسنا من لغوب، يعني من تعب فهم يعطلون يوم السبت، والله المستعان.

طالب: لها علاقة يا شيخ؟

ما هو؟

طالب: كأنها مرتبطة، هذه الجملة الأخيرة مرتبطة؟

ما هي؟

طالب: ..............

أين؟

طالب: أقول نقرأ هذه ونكملها؟

وما أخطأه إيه، تبع السابق اقرأ إيه.

"قوله وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه هذا بناءً على ما تقدم من أن المقدور كائن لا محالة ولقد أحسن القائل:

وقال الآخر.."

هذا يقول أهل العلم أن فيه الجناس التام: لا محالة لام حاله، لا محالة لام حاله هذه لها معنى وهذه لها معنى والحروف والوزن واحد جناس تام.

والله المستعان وقال الآخر..

"وقال الآخر:

ومثله آخر البيت الأول مع آخر البيت الثاني نملة نم له.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.