شرح العقيدة الطحاوية (41)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين قال الشارح رحمه الله تعالى:

وكونه فوق عباده التي تقرب.."

لا، والنصوص الواردة.

"والنصوص الواردة المتنوعة المحكمة على علوِّ الله على خلقه وكونه فوق عباده التي تقرب من عشرين نوعًا."

يعني على سبيل الإجمال أنواعها عشرون ومفرداتها تصل إلى الألف كما قرر أهل العلم، ابن القيم والذهبي وغيرهم قرروا أن مفردات أدلة العلو قد تصل إلى الألف وإن كانت إجمالاً أنواعها وأصنافها تصل إلى العشرين نوعًا.

"أحدها التصريح بالفوقية مقرونا بأداة من المعينة للفوقية بالذات كقوله تعالى {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [سورة النحل:50] الثاني ذِكْرها مجردة عن الأداة كقوله {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [سورة الأنعام:18] الثالث التصريح بالعروج إليه نحو {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [سورة المعارج:4] وقوله -صلى الله عليه وسلم- «فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم» الرابع التصريح بالصعود إليه كقوله تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [سورة فاطر:10] الخامس التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه كقوله تعالى {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [سورة النساء:158] وقوله {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [سورة آل عمران:55] السادس.."

{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [سورة آل عمران:55] الوفاة هنا بمعنى النوم {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [سورة الزمر:42] رفعه بعد أن نام فالوفاة هنا النوم، ومنهم من يقول أن هذا من باب التقديم والتأخير رافعك إليَّ ومتوفيك فيما بعد، ولكن المعول أن الوفاة ليس المراد بها مفارقة الروح، الحياة قبل رفعه كما قرر أهل العلم بل أجمعوا على أنه عليه السلام رُفِع حيًّا، وعلى أنه ينزل في آخر الزمان كما صحت بذلك بل تواتر الأحاديث الصحيحة في ذلك.

"السادس التصريح بالعلوّ المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتًا وقدرًا وشرفًا كقوله تعالى {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [سورة البقرة:255] وقوله {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] وقوله {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [سورة الشورى:51] السابع التصريح بتنزيل.."

الأدلة استوفى كثيرا منها الحافظ الذهبي رحمه الله في رسالة في جزء مستقل للعلو أسماه العلو للعلي الغفار.

"السابع التصريح بتنزيل الكتاب منه كقوله تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الزمر:1] وقوله.."

والنزول يكون من الأعلى إلى الأسفل.

"وقوله {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [سورة غافر:2] وقوله {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [سورة فصلت:2] وقوله {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سورة فصلت:42] وقوله {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [سورة النحل:102] وقوله {حم  وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ   إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ  فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ   أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } [سورة الدخان:1-5]."

وهذه الليلة المباركة هي ليلة القدر كما جاء في سورة القدر {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1] وهذا نص لا يجوز العدول عنه إلى غيره من الأحاديث الضعيفة التي فسر بها بعضهم هذه الآية بأنها ليلة النصف من شعبان لكن لا يثبت في ذلك شيء.

"الثامن التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض كقوله {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ} [سورة الأعراف:206] وقوله {وَلَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ} [سورة الأنبياء:19] ففرَّق بين من له عموم بين من له عمومًا وبين من عنده من مماليكه وعبيده خصوصًا وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكتاب الذي كتبه الرب تعالى على نفسه أنه عنده فوق العرش، التاسع: التصريح بأنه تعالى في السماء وهذا عند المفسرين من أهل السنة على أحد وجهين إما أن تكون في بمعنى على وإما أن يراد بالسماء العلو لا يختلفون في ذلك ولا يجوز الحمل على غيره."

{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ} [سورة الملك:16] فإما أن تكون السماء جهة العلو وهو في هذه الجهة كما دلت على ذلك الأدلة، وإما أن تكون في بمعنى على في السماء يعني على السماء.

"العاشر التصريح بالاستواء مقرونًا بأداة على مختصًا بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات مصاحبًا في الأكثر لأداة ثم الدالة على الترتيب والمهملة."

والمهلة يعني التراخي.

أحسن الله إليك.

"الدالة على الترتيب والمهلة. الحادي عشر: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى كقوله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرًا» والقول بأن العلوَّ قبلة الدعاء فقط باطل بالضرورة والفطرة وهذا يجده من نفسه كل داع كما يأتي- إن شاء الله تعالى- الثاني عشر: التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا والنزول.."

يقول: والقول بأن العلو قبلة الدعاء فقط باطل بالضرورة والفطرة، قبلة الدعاء وقبلة الصلاة قبلتكم أحياء وأمواتًا هي إلى جهة الكعبة لا إلى السماء؛ ولذا رفْع البصر إلى السماء في الصلاة وفي غيرها مكروه عند أهل العلم.

"الثاني عشر: التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علوٍّ إلى سفْل. الثالث عشر: الإشارة إليه حِسًّا إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم به وبما يجب له."

وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-.

"ويمتنع عليه من جميع البشر لما لمَّا كان.."

بالمَجْمَع الأعظم.

"لما كان بالمَجْمَع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله في اليوم الأعظم في المكان الأعظم قال لهم «أنتم مسؤولون عني فماذا أنتم قائلون؟» قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فرفع أصبعه الكريمة إلى السماء رافعًا لها إلى من هو فوقها وفوق كل شيء قائلاً «اللهم اشهد» فكأنا نشاهد تلك الأصبع الكريمة وهي مرفوعة إلى الله وذلك اللسان الكريم وهو يقول لمن رفع أصبعه إليه «اللهم اشهد» ونشهد أنه بلغ البلاغ المبين وأدى رسالة ربه كما أُمر ونصح أمته.."

كما أُمِر.

أحسن الله إليك.

"وأدى رسالة ربه كما أُمِر ونصح أمته غاية النصيحة فلا يُحتاج مع بيانه وتبليغه وكشفه وإيضاحه إلى تنطع المتنطعين وحذلقة المتحذلقين والحمد لله رب العالمين. الرابع: عشر.."

الرابعَ.

أحسن الله إليك.

"الرابعَ عشر.."

مبني على فتح الجزئين، كل المركب مبني على فتح الجزئين.

"الرابعَ عشر: التصريح بلفظ الأين كقول أعلم الخلق به وأنصحهم لأمته وأفصحهم بيانًا عن المعنى الصحيح بلفظ لا يوهِم باطلاً بوجه أين الله؟ في غير موضع."

لما أراد أن يختبر إيمان الجارية قال لها «أين الله؟» قالت في السماء قال «أعتقها فإنها مؤمنة».

"الخامس عشر: شهادته -صلى الله عليه وسلم- لمن قال إن ربه في السماء بالإيمان السادس عشر: إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطَّلِع إلى آله موسى فيكذِّبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السموات فقال {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ  أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً} [سورة غافر:36-37] فمن نفى العلو من الجهمية فهو فرعوني ومن أثبته فهو موسوي محمدي."

منسوب إلى موسى عليه السلام الذي أثبت العلو لله- جل وعلا- وكذلك محمد -عليه الصلاة والسلام-.

"السابع عشر.."

طالب: ..........

هو أراد أن يرد على موسى الذي أثبت العلو ليبين أنه ليس رامي الصعود إلى السماء فيطلع إلى.. من باب الاستهزاء في الظاهر لقومه لأنه ينفي وجود الرب- جل وعلا- قال ذلك لقومه وإن كان من باب {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ} [سورة النمل:14] وهو لا يثبت الرب أصلا.

"السابع عشر: إخباره -صلى الله عليه وسلم- أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار الثامن عشر: النصوص الدالة على رؤية أهل الجنة له تعالى من الكتاب والسنة وإخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يرونه كرؤية الشمس والقمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ولا يرونه إلا من فوقهم كما قال -صلى الله عليه وسلم- «بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال يا أهل الجنة سلام عليكم ثم قرأ قوله تعالى {سَلامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} [سورة يــس:58] ثم يتوارى عنهم وتبقى رحمته وبركته عليهم في ديارهم» رواه الإمام حمد في المسند وغيره من حديث جابر رضي الله عنه."

يعني خلافا لمن نفى الرؤية أو أثبت الرؤية لا من جهة، يعني أثبت الرؤية ونفى الجهة والذي يثبت الرؤية وينفي الجهة مرد قوله إلى نفي الرؤية؛ لأن الذي ليس في جهة ليس بشيء.

"ولا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية ولهذا طرد الجهمية النفيين وصدّق أهل السنة بالأمرين معًا وأقروا بهما وصار من أثبت الرؤية ونفى العلو مذبذبًا بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وهذه الأنواع من الأدلة لو بسطت أفرادها لبلغت نحو ألف دليل فعلى المتؤوِّل أن يجيب عن ذلك كله وهيهات له بجواب صحيح عن بعض ذلك."

عن بعض ذلك فضلا عن كله.

"وكلام السلف في إثبات صفة العلو كثير جدًا فمنه ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل.."

شيخ..

شيخ الإسلامِ؟

إيه مضاف إليه.

"فمنه ما روى شيخ الإسلامِ أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بسنده إلى أبي مطيع البَلْخِي أنه سأل أبا حنيفة عمّن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقال قد كفر لأن الله يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طـه:5] وعرشه فوق سبع سموات، قلت فإن قال إنه على العرش ولكنه يقول لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال هو كافر؛ لأنه أنكر أنه في السماء، فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر وزاد غيره لأن الله في أعلى عليين وهو يُدعَى من أعلى لا من أسفل انتهى. ولا يُلتَفَت إلى من أنكر ذلك ممن ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة فقد انتسب إليه طوائفُ معتزلة وغيرهم مخالفون.."

الزمخشري حنفي المذهب ومن المعتزلة، كثير ممن ينتسب إلى المذهب الحنفي فيهم الماتريدية وفيهم الأشعرية وفيهم المعتزلة وفيهم وفيهم، وكذلك من ينتسب إلى مذهب مالك فيهم الأشعرية وكذلك من ينتسب إلى المذهب الشافعي كذلك، وبعض من ينتسب إلى مذهب الإمام أحمد فيهم شيء من التأويل بعضهم عندهم شيء من التأويل والله المستعان.

"وقد ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد من يخالفهم في بعض اعتقاداتهم وقصة أبي يوسف في استتابته لبشر المَريْسي لما أنكر أن يكون الله فوق العرش مشهورة رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره ومن تأوّل فوق.."

بلغ الأمر في بشر المريسي مما لم يؤثر عن غيره أنه إذا سجد قال: سبحان ربي الأسفل- نسأل الله العافية- يُذكَر عنه ذلك.

"ومن تأوَّل فوق بأنه خير من عباده وأفضل منهم وأنه خير من العرش وأفضل منه."

ليس بالعلو الحسي وإنما هو بالعلو المعنوي يعني خير من هؤلاء وأفضل منهم لا يعني أنه فوقهم تأويل باطل.

"كما يقال الأمير فوق الوزير والدينار فوق الدرهم فذلك مما تنفر عنه العقول السليمة وتشمئز منه القلوب الصحيحة، فإن قول القائل ابتداءً الله خير من عباده وخير من عرشه من جنس قوله الثلج بارد والنار حارة والشمس أضوأ من السراج والسماء أعلى من سقف الدار والجبل أثقل من الحصى ورسول الله أفضل من فلان اليهودي والسماء فوق الأرض وليس في ذلك تمجيد ولا تعظيم ولا مدح بل هو من أرذل الكلام."

أقل المسلمين لو قيل له أنت أفضل من إبليس، يرضى؟! لو قيل للعامي العادي من سائر الناس من المسلمين قيل له أنت أفضل من إبليس، يرضى؟! والله ما يرضى الله المستعان رسول الله أفضل من فلان اليهودي، يقوله أحد؟!

"بل هو من أرذل الكلام وأسمجه وأهجنه فكيف يليق بكلام الله الذي لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لما أتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا بل في ذلك تنقص كما قيل في المثل السائر:

ألم تر أن السيف ينقص قدره

 

 

 

 

إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

 

 

ولو قال قائل الجوهر فوق قشر البصل وقشر السمك لضحك منه العقلاء للتفاوت الذي بينهما، فالتفاوت الذي بين الخالق والمخلوق أعظم وأعظم بخلاف ما إذا كان المقام يقتضي ذلك بأن كان احتجاجًا على مبطِل كما في قول يوسف الصديقُ عليه السلام."

الصديقِ..

أحسن الله إليك.

"كما في قول يوسف الصديقِ عليه السلام {أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [سورة يوسف:39] وقولُه تعالى.."

وقولِه..

"وقولِه تعالى {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة النمل:59] وقوله {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [سورة طـه:73] وإنما يثبت هذا المعنى من الفوقية في ضمن ثبوت الفوقية المطلقة من كل وجه، فله سبحانه وتعالى فوقية وفوقية القدْر وفوقية الذات ومن أثبت البعض ونفى البعض فقد تنقّص، وعلوّه تعالى مطلق من كل الوجوه، فإن قالوا بل علو المكانة لا المكان فالمكانة تأنيث المكان والمنزلة تأنيث المنزل فلفظ المكانة والمنزلة يستعمل في المكانات النفسانية والروحانية كما يستعمل لفظ المكان والمنزل في الأمكنة الجسمانية فإذا قيل لك في قلوبنا منزلة ومنزلة فلان في قلوبنا وفي نفوسنا أعظم من منزلة فلان كما جاء في الأثر إذا أحب أحدكم أن يعرف كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله في قلبه فإن الله ينَزِّل العبد من نفسه حيث أنزله العبد من قلبه فقوله.."

هذا من الآثار عن السلف ولا يثبت مرفوعا، وقال بعضهم إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فاعرف قدر القرآن عندك وقدر العبادات من الصلاة والصيام وغيرها في قلبك، فإن كنت تعظمها فلا شك أن لك قدرا عند الله جل وعلا {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحـج:32].

"فقوله منزلة الله في قلبه هو ما يكون في قلبه من معرفة الله ومحبته وتعظيمه وغير ذلك فإذا عُرِف أن المكانة والمنزلة تأنيث المكان والمنزل والمؤنث فرع عن المذكر في اللفظ والمعنى وتابعٌ له فعلوّ المثل الذي يكون في الذهن يتبع علو الحقيقة إذ كان مطابق.."

إذا..

"إذا كان مطابقا كان حقًا وإلا كان باطلاً فإن قيل.."

إذا كان بالفعل له منزلة ولهم مكانة رفيعة ومكانا رفيعا، إذا كان له هذه المنزلة ووصف بها كان حقا، وإن ذُكِر بها من لا يستحقها كان المعنى باطلاً كما يمدح رؤوس المبتدعة وغيرهم.

طالب: ..........

يعني ليس بمطِّرد.

طالب: ..........

إيه لكن يهمنا الذي معنا الآن.

"فإن قيل المراد علوه في القلوب وأنه أعلى في القلوب من كل شيء وقيل وكذلك هو وهذا العلو مطابق لعلوِّه في نفسه على كل شيء فإن لم يكن عاليًا بنفسه على كل شيء كان علوّه في القلوب غير مطابق كمن جعل ما ليس بأعلى أعلى وعلوّه سبحانه وتعالى كما هو ثابت بالسمع ثابت بالعقل والفطرة."

 

قف عليه هذا طويل.