شرح العقيدة الطحاوية (40)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يقول هل أسماء السور توقيفية؟ وإن كان الأمر كذلك فهل يسوغ للقائل قوله هذه الآية في سورة المنافقين؟
جاءت تسمية بعض السور في النصوص الصحيحة الثابتة في الصحيحين وغيرهما البقرة، وآل عمران، الفاتحة وأم الكتاب، ويس، وكثير من السور، وق، واقتربت، والجمعة، والمنافقون، جاءت تسمياتها في النصوص.
يقول فهل يسوغ للقائل قول هذه السورة في سورة المنافقين؟
لأن المكتوب المنافقون لأن الاسم ينتزع من اللفظ القرآن {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ} [سورة المنافقون:1] فهي تستمر على هذا المنافقون تحكى حكاية ما تُغيَّر.
سم.
"بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
وهو مستغنٍ عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد أعجز عن الإحاطة خلقه."
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الطحاوي المصنف- رحمه الله تعالى- وهو مستغنٍ عن العرش وما دونه لأنه لما ذكر الاستواء كما جاء في نصوص الكتاب والسنة {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طـه:5] لئلا يتوهم متوهم أنه خلق هذا العرش واستوى عليه محتاجًا إليه كما يحتاجه المخلوق، فالله- جل وعلا- مستغنٍ عن العرش وما دونه بل هو الذي قام بالعرش وهو الذي ثبَّت قواعد العرش، وهو الذي خلقه فليس بحاجة إليه، ومثل هذه الأمور لا يمكن قياسها على المخلوق، فالخالق له ما يليق به، محيط بكل شيء وفوقه، يعني إذا تصورنا أن الله -جل وعلا- ينزل إلى السماء الدنيا ولا يخلو منه العرش، علينا تمامًا أن نبتعد عما يدور في خواطرنا وما يدور في أوهامنا وأفهامنا من أي أدنى مشابهة للمخلوق، ينزل من السماء الدنيا ولا يخلو منه العرش فهو مستوٍ على عرشه وهو القائم بالعرش ولو لم يقم به العرش-جل وعلا- وهو مسغتنٍ عن العرش وما دونه لا يحتاج إلى شيء من مخلوقاته بل مخلوقاته كلها محتاجة إليه كما قال- جل وعلا- مما يذكره الشارح {فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97] {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [سورة فاطر:15] وسيأتي كلام الشارح مما يبين ما ذكره الماتن.
"قال الشارح رحمه الله تعالى:
أما قوله وهو مستغن عن العرش وما دونه فقال تعالى {فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97] وقال تعالى {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [سورة فاطر:15] وإنما قال الشيخ رحمه الله هذا الكلامُ هنا."
الكلامَ.
"هذا الكلامَ هنا لأنه لما ذكر العرش والكرسي ذكر بعد ذلك غناه سبحانه عن العرش وما دون العرش ليبين أن خلْقه للعرش واستواءه عليه ليس لحاجته إليه بل له في ذلك حكمة اقتضته وكون العالي فوق السافل لا يلزم أن يكون السافل حاويًا للعالي محيطًا به حاملاً له، ولا أن يكون الأعلى مفتقرًا إليه فانظر إلى السماء كيف هي فوق الأرض وليست مفتقرة إليها، فالرب تعالى أعظم شأنًا وأجلّ من أن يَلزَم من علوِّه ذلك بل لوازم علوه من خصائصه وهي حمله بقدرته للسافل وفقر السافل وغناه هو سبحانه."
يعني فقر السافل إليه يعني السافل كالعرش وما دونه كله محتاج إليه- جل وعلا-.
"وغناه هو سبحانه عن السافل وإحاطته عز وجل به فهو فوق العرش مع حمله بقدرته للعرش وحملته وغناه عن العرش وفقر العرش إليه وإحاطته بالعرش وعدم إحاطة العرش به وحصره للعرش وعدم حصر العرش له وهذه اللوازم منتفية عن المخلوق ونفاة العلو أهل التعطيل."
وهذه اللوازم منتفية عن المخلوق، المخلوق إذا استوى وجلس واستقر على شيء، من لازم ذلك أن ذلك الشيء يحويه ويحمله ويقلِّه.
"ونفاة العلو أهل التعطيل لو فصَّلوا هذا التفصيل لهدوا إلى سواء السبيل وعلموا مطابقة العقل للتنزيل ولسلكوا خلف الدليل."
يعني لو ساروا خلف الدليل لقادهم إلى الهدى والصراط المستقيم، لكنهم تركوا الدليل وساروا خلف ما تمليه عليهم عقولهم وما يمليه عليهم هذه الأفكار الوافدة التي وفدت إلى الأمة بعد ترجمة الكتب من اليونان وغيرهم تأثروا بها تأثرًا كبيرًا وساروا وراءها ولهثوا وراءها وكثر كلامهم وقل نفعهم-نسأل الله العافية-.
"ولكن فارقوا الدليل فضلوا عن سواء السبيل والأمر في ذلك كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الأعراف:54] كيف استوى؟ فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول ويروى هذا الجواب.."
يعني معناه معلوم، نصوص الصفات الثابتة في الكتاب والسنة كلها بلغة العرب، ولغة العرب معروف معانيها لكن كيفياتها غير معلومة، يعني لو قيل لك على سبيل المثال- تعالى الله عن الشبيه والند والمثيل والنظير- أن فلانا من علماء المغرب اسمه زيد أن تعرف ما معنى زيد وتعرف أنه ينطبق على هذا أن هذا علم يعيِّن مُسمَّى، معيَّن المعنى واضح، لكن الكيفية لهذا المسمى تعرفها وأنت ما رأيتها ولا وُصفت لك؟ فإذا كان هذا بالنسبة للمخلوق فكيف بالخالق؟ بخلاف من يقول بالتفويض، القول بالتفويض بعضهم يقول بالتفويض يعني أنها ليس لها معاني هذه تمر كما جاءت ويأخذون من كلام السلف مثل هذا ويقولون نفوضها لا نعرف لا معنى ولا كيفية، يعني لا فرق بين زيد الذي مثَّلنا به وبين عكسه دَيْز لها معنى؟ ليس لها معنى لكن زيد لها معنى، والكيفية لا نعرفها إلا إذا رأينا أو بلغنا بخبر يثبت به وصف هذه الكيفية تعالى الله عن مشابهة المخلوق لكن هذا من باب التقريب.
"ويروى هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفا ومرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-."
كلام الإمام مالك ثابت عنه بأسانيد جيدة، وأما كلام أم سلمة فيه كلام لأهل العلم الموقوف والمرفوع أضعف منه.
"وأما قوله محيط بكل شيء وفوقه وفي بعض النسخ محيط بكل شيء فوقه بغير واوٍ من قوله فوقه والنسخة الأولى هي الصحيحة ومعناه أنه تعالى محيط بكل شيء وفوق كل شيء ومعنى.."
وبدون الواو يكون محيطا بكل شيء فوق العرش، محيط بكل شيء فوقه يعني فوق العرش، ولكن هذا لا يستقيم بل المتعيِّن أن الله- جل وعلا- محيط بكل شيء وفوق كل شيء.
"ومعنى الثانية أنه محيط بكل شيء فوق العرش وهذا والله أعلم إما أن يكون أسقطها بعض النُّسَّاخ سهوًا ثم استنسخ بعض الناس من تلك النسخة أو أن بعض المحرفين الضالين أسقطها قصدًا للفساد وإنكارًا لصفة الفوقية وإلا فقد قام الدليل على أن العرش فوق المخلوقات وليس فوقه شيء من.."
لأنه إذا قيل محيط بكل شيء فوقه بغير واو المراد فوق العرش من المخلوقات فأثبت الفوقية للمخلوقات التي يُتصوَّر أنها فوق العرش ويتوصَّل بذلك إلى نفي الفوقية لله- جل وعلا- لكن إذا قيل وفوقه فالله- جل وعلا- مع إحاطته بكل شيء هو أيضًا فوق كل شيء.
"وإلا فقد قام الدليل على أن العرش فوق المخلوقات وليس فوقه شيء من المخلوقات فلا يبقى لقوله محيط بكل شيء فوق العرش والحالة هذه معنى؛ إذ ليس فوق العرش من المخلوقات ما يحاط به فتعيَّن ثبوت الواو ويكون المعنى أنه سبحانه محيط بكل شيء وفوق كل شيء أما كونه محيطًا بكل شيء فقال تعالى {وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ} [سورة البروج:20] وقال تعالى {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} [سورة فصلت:54] وقال تعالى {وَللَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً} [سورة النساء:126] وليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلَك وأن المخلوقات داخل ذاته المقدسة- تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- وإنما المراد إحاطة عظمة وسعة وعلم وقدرة وأنها بالنسبة إلى عظمته كالخردلة كما رُوي عن ابن مسعود رضي الله عنهما أنه قال ما السموات السبع والأرضون السبع.."
طالب: ..........
أنه قال.. عن ابن عباس.
أحسن الله إليك.
"كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم ومن المعلوم.."
لحظة.. طبعة المكتب الإسلامي الحديث مخرَّج؟
طالب: ..........
ما خرج الحديث، يعني لا توجد طبعة خُرِّج فيها الحديث؟! كل الطبعات الموجودة عندكم؟
طالب: ..........
يخرج إن شاء الله.
ومن المعلوم..
"ومن المعلوم -ولله المثل الأعلى- أن الواحد منا إذا كان عنده خردلة إن شاء قبضها وأحاطت قبضته بها وإن شاء جعلها تحته وهو في الحالين مُبايِن لها عالٍ عليها فوقها من جميع الوجوه فكيف بالعظيم الذي لا يحيط بعظمته وصف واصف فلو شاء لقبض السموات.."
إذا كان المخلوق من بني آدم قد يجلس على نملة ولا تتضرر إذا قام مشت وتركته وهذا مخلوق وهذا مخلوق فكيف بالخالق مع المخلوق؟! الآن كثيرًا ما يؤذينا البعوض فتمسك به بيدك فإذا أطلقته طار ما تضرر تحيط به قبضتك ولا يتضرر هذا بالنسبة للمخلوق مع المخلوق فكيف بالخالق؟! وما السموات السبع بالنسبة للعرش إلا كدراهم سبعة ألقيت في فلاة بالنسبة للعرش وهو مخلوق فكيف بالخالق، والخردلة يعني قد لا تُرى بالعين المجردة، بعضهم يقول إنه هو الهباء الذي يرى مع النور الداخل من النافذة أو شيء من ذلك، والله المستعان
لا إله إلا أنت ما أعظمك!
"فلو شاء لقبض السموات والأرض اليوم وفعل بها كما يفعل بها يوم القيامة فإنه لا يتجدد له إذ ذاك قدرة ليس عليها الآن فكيف يستبعد العقل مع ذلك أنه يدنو سبحانه من بعض أجزاء العالَم وهو على عرشه فوق سمواته أو يدني إليه من يشاء من خلقه؟ فمن نفى ذلك لم يقدره حق قدره وفي حديث أبي رَزِيْن المشهور الذي رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في رؤية الرب تعالى فقال له أبو رَزِيْن كيف يَسَعُنا يا رسول الله وهو واحد ونحن جميع فقال «سأنبئك بمثل ذلك في آلاء الله هذا القمر آية من آيات الله كلكم يراه مخليًا به والله أكبر من ذلك وإذ قال تبين أنه.."
وإذ قد وإذ قد.
أحسن الله إليك.
وإذ قد تبين أنه..
لا، عندنا قال..
لا، وإذ قد تبين..
"وإذ قد تبين أنه أعظم وأكبر من كل شيء فهذا يزيل كل إشكال ويبطل كل خيال، وأما كونه.."
طالب: ..........
وإذا..
طالب: ..........
وإذ قد تبين، والثاني ما هي؟
طالب: ..........
أين هذه؟
طالب: ..........
ماذا يقول؟
طالب: ..........
أين وإذا أفل؟
طالب: ..........
إيه وإذا أفل القمر يعني غاب لا، ما تأتي ليس لها موقع.
نعم كمِّل.
"وأما كونه فوق المخلوقات فقال تعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [سورة الأنعام:18] وقال تعالى {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} [سورة النحل:50] وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث الأَوْعال المتقدِّم «والعرش فوق ذلك والله فوق ذلك كله»."
وتقدم أن حديث الأَوْعال مضعَّف عند أهل العلم.
"وقد أنشد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه شعره المذكور بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقرَّه على ما قال وضحك منه وكذا أنشده حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله:
شهدت بإذن الله أن محمدًا
|
|
رسول الذي فوق السموات من عُلُ
|
وأنا أبا يحيى ويحيى كلاهما
|
|
له عملٌ من ربه متقبَّلُ
|
وأن الذي عادى اليهودَ ابنَ مريم
|
|
رسول أتى من عند ذي العرش مرسلُ
|
وأن أخا الأحقاف إذ قام في
|
|
............................
|
عادى اليهودُ، هم عادوه لما جاءهم بعد موسى عليه السلام.
وأن الذي عادى اليهودُ ابنَ مريم
|
|
رسول أتى من عند ذي العرش مرسلُ
|
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم
|
|
يجاهد في ذات الإله ويعدلُ
|
يعني هود عليه السلام {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} [سورة الأحقاف:21].
"فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «وأنا أشهد» وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي» وفي رواية «تغلب غضبي» رواه البخاري وغيره وروى ابن ماجه عن جابر يرفعه «بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا إليه رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال يا أهل الجنة سلام عليكم»."
والرؤوس كما هو معلوم لا تُرفع إلا إلى الأعلى كما مر بنا في درس البخاري في الفتوى من يستفتي وهو قائم، وفيه فرفع إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه بمعنى أن المستفتي قائم.
"«فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال يا أهل الجنة سلام عليكم ثم قرأ قوله تعالى {سَلامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} [سورة يــس:58] فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ماداموا ينظرون إليه» وروى مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسير قوله تعالى {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [سورة الحديد:3] بقوله «أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت..»."
وهذا الشاهد من الحديث.
"«وأنت الباطن فليس دونك شيء» والمراد بالظهور هنا العلو، ومنه قوله تعالى {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ} [سورة الكهف:97] أي يعلوه فهذه الأسماء الأربعة.."
فإذا صار في المركوب هو أعلى صار الظهر في المركوب هو الأعلى.
"فهذه الأسماء الأربعة متقابلة اسمان منها لأزلية الرب سبحانه وتعالى وأبديته."
الأول والآخر.
"واسمان لعلوه وقربه."
الظاهر والباطن.
"وروى أبو داد عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.."
أتى..
"أتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس ونُهِكَت الأموال أو هلَكت فاستسق لنا فإنا نستشفع بك إلى الله ونستشفع بالله عليك فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ويحك أتدري ما تقول؟!» وسبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-."
تعظيما لله- جل وعلا- من هذه المقالة.
"فمازال يسبح حتى عُرِف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال «ويحك إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته» وقال بأصبعه مثل القبة."
بأصابعه.
أحسن الله إليك.
"وقال بأصابعه مثل القبة «وإنه ليئطُّ به أطيط الرحل الجديد بالراكب»."
سبقت الإشارة أن حديث الأطيط مضعَّف عند أهل العلم.
"وفي قصة سعد بن معاذ يوم بني قريظة لما حكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات» وهو حديث صحيح أخرجه الأُموي في مغازيه وأصله في الصحيحين وروى البخاري عن زينب رضي الله عنها.."
الأُموي نسبة إلى بني أُمية فهو مضموم الهمزة ويأتي بفتح الهمزة لغير هؤلاء المنسوبين لبني أُمية فابن خير الأشبيلي صاحب الفهرست المعروف المشهور أَموي نسبة إلى جبل في الأندلس اسمه أَمَوْ.
"وروى البخاري عن زينب رضي الله عنها أنها كانت تفتخر على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات، وعن عمر رضي الله عنه أنه مَرَّ بعجوز فاستوقفته فوقف معها يحدِّثها فقال رجل يا أمير المؤمنين حبست الناس بسبب هذه العجوز فقال ويلك أتدري من هذه؟! هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات هذه خَوْلَة التي أنزل الله فيها {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [سورة المجادلة:1] أخرجه الدارمي وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} [سورة الأعراف:17] قال ولم يستطع أن يقول من فوقهم لأنه قد علم أن الله سبحانه من فوقهم."
طالب: ...........
أين؟
طالب: ...........
لكن سُطِّرَت في القرآن، قصة سُطِّرَت في كلام الله يتلى إلى قيام الساعة، هذه ميزة في كونه سُطِّر في كلام الله وأنزل الله فيها قرآنا.
"ومن سمع أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكلام السلف وجد منه في إثبات الفوقية ما لا ينحصر، ولا ريب أن الله سبحانه لما خلق الخلق لم يخلقهم في ذاته المقدسة تعالى الله عن ذلك فإنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد."
يعني خلافًا لقول من يقول بالحلول والاتحاد.
"فتعين أنه خلقهم خارجًا عن ذاته ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذات مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالَم لكان متصفًا بضد ذلك؛ لأن القابل للشيء لا يخلو منه أو من ضده."
لا يخلو إما أن يكون في جهة العلو أو في جهة السفل، في جهة العلو أو في جهة السفل أو في إحدى الجهات الأربع؛ لأن الجهات ست وأشرف هذه الجهات هي جهة العلو.
"وضد الفوقية السفول وهو مذموم على الإطلاق؛ لأنه مستقر إبليس وأتباعه وجنوده، فإن قيل لا نسلِّم أنه قابل للفوقية حتى يلزم من نفيها ثبوت ضدها قيل لو لم يكن قابلاً للعلو والفوقية لم يكن له حقيقة قائمة بنفسها فمتى أقررتم بأنه ذات قائم بنفسه غير مخالط للعالَم وأنه موجود في الخارج ليس وجوده ذهنيًّا فقط بل وجوده.."
التزم بعض الطوائف بهذه اللوازم وقرر أنه لا داخل العالَم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ذات قائمة بذاتها توصف بهذه الأوصاف المتناقضة إذًا لا شيء والله المستعان.
"بل وجودها خارج الأذهان قطعًا وقد علم العقلاء كلهم بالضرورة أن ما كان وجوده كذلك فهو إما.."
وجوده خارج الأذهان يعني وجوده ذهني، هنا وجود عيني ووجود ذهني، ومما يوضِّح ذلك يعني فيما بين أيدينا من الكتب، تجد المؤلف في مقدمته يقول أما بعد فهذا كتابٌ موضعه كذا وكذا وكذا هذه الإشارة هذا إن كانت المقدمة كُتبت بعد التأليف فهي إشارة إلى حاضر موجود في الأعيان، لكن أحيانًا المؤلف يكتب المقدمة قبل التأليف فتكون الإشارة إلى موجود في الأذهان لا في الأعيان.
"فهو إما داخل العالَم وإما خارج عنه وإنكار ذلك إنكار ما هو أجلى وأظهر الأمور البديهيات الضرورية بلا ريب فلا.."
وإنكار ذلك..
وإنكار ذلك إنكار ما هو أجلى.
طالب: ...........
مِن إيه مِن الأمور البديهيات.
"وإنكار ذلك إنكار ما هو أجلى وأظهر مِن الأمور البديهيات الضرورية بلا ريب، فلا يستدل على ذلك بدليل إلا كان العلم بالمباينة أظهر منه وأوضح وأبين.."
أظهرَ.
أحسن الله إليك.
"أظهرَ منه وأوضحَ وأبْيَن، وإذا كان صفة العلو والفوقية صفة كمال لا نقص فيه ولا يستلزم نقصا ولا يوجب محظورا ولا يخالف كتابًا ولا سنةً ولا إجماعًا ونفي حقيقته يكون عين الباطل والمحال الذي لا تأتي به شريعة أصلاً فكيف إذا كان لا يمكن الإقرار بوجوده وتصديق رسله والإيمان بكتابه وبما جاء به رسوله إلا بذلك، فكيف إذا انضم إلى ذلك شهادة العقول السليمة والفِطر المستقيمة والنصوص.."
يعني إذا توافر عليه العقل والنقل وما يقول به بعض طوائف البدع مما أسلفنا الإشارة إليه من أنه لا خارج ولا داخل ولا يمين ولا كذا هذا لا يسنده عقل صريح ولا نقل، وكثيرًا ما يعبر شيخ الإسلام عن مثل هذا الرأي بأنه من باب فخر عليهم السقف من تحتهم.
طالب: ...........
يقول هذا من باب فخر عليهم السقف من تحتهم هل هذا عقل أو نقل؟!
طالب: ولا شيء..!
ما هو؟
طالب: ...........
لا عقل ولا نقل.
والنصوص الواردة..
"والنصوص الواردة المتنوعة المحكمة على خلقه وكونه فوق عباده التي تقرب من عشرين نوعًا أحدها.."
قف على هذا..
اللهم صل وسلم على عبدك...
اللهم صل وسلم على البشير النذير...