شرح العقيدة الطحاوية (25)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الطحاوي رحمه الله تعالى:
بغير إحاطة ولا كيفية.
أين؟
قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى: هذا لكمال عظمته وبهائه.
وقفنا هنا؟
طالب: ...............
ونحن إلى تقرير رؤيته..
قرأناه يا شيخ قرأناه.
وش هو؟
طالب: ...............
عجيب! إيه الفرق أسطر ما يضر..
نرجع يا شيخ نرجع؟
لا، لا ترجع.. هما سطران يعني التبليغ قد يكون ارتفع قليلاً أو شيء عندي أنا ومن حفظ حجة على من لم يحفظ.
جزاك الله خيرا.
هذا لكمال عظمته وبهائه سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ولا تحيط به كما يعلم ولا يحاط به علما قال تعالى {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[الأنعام:103] وقال تعالى {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}[طه:110]
يعني العلم الله- جل وعلا- يُعلَم بما ثبت عنه وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام- لكن الإحاطة غير ممكنة منفية {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}[طه:110] لكنه يعلم بالنص.
وقوله..
معلوم الفرق بين العلم والإحاطة، كون الإنسان يعلم هذه المسألة ولا يحيط بجزئياتها ومآلاتها وجميع ما قيل فيها هذا معروف أنه قد يكون عنده علم بها، ولكن الإحاطة بها من جميع الجوانب هذا قد يتخلف، وهذا في المسائل التي تدرك الإحاطة بها ومع ذلك لا يستطيع عالم أن يقول أحطت بكذا من المسائل العلمية {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم}[يوسف:76]
وقوله وتفسيره على ما أراد الله وعلمه إلى أن قال لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا..
تفسيره يعني تفسير اللفظ بما جاء في لغة العرب، وما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه مدرَك، ولذلك الصفات معلومة لكن الكيفيات هي التي يمكن أن يقال تفسيره على ما أراد الله وعلمه المراد به الكيفية، أما المعنى معنى اللفظ بما جاء تفسيره عن النبي -عليه الصلاة والسلام- المبين عن الله أو ما يدرك من لغة العرب، فالاستواء معانيه معروفة في لغة العرب لكن كيفيته مجهولة، ولذلك قالت أم سلمة ومالك الاستواء معلوم يعني معناه، والكيف مجهول كيف استوى؟ هذا مجهول ولذلك قالوا من سأل هذا السؤال أجابوه بهذا الجواب وحكموا عليه بالابتداع.
إلى أن قال لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا.
لأن هذه الأمور توقيفية، قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، إنما تدرك بالسمع ولا يسترسل فيها بالعقول والآراء والأقيسة والنظائر؛ لأن الله- جل وعلا- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
أي كما فعلت المعتزلة بنصوص الكتاب والسنة في الرؤية وذلك تحريف لكلام الله وكلام رسوله عن مواضعه فالتأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاءت به السنة والفاسد المخالف له فكل تأويل بمعنى لم يدل عليه دليل من السياق ولا معه قرينة تقتضيه فإن هذا لا يقصده المبيِّن الهادي بكلامه إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن تدل على المعنى..
لأن العلم المعتبر في الشرع هو ما اعتمد على الكتاب والسنة، وأما النظر فإن كان موافقًا للكتاب والسنة فيؤخذ به استنادًا على أصله لا عليه، وإن كان مخالفًا للكتاب والسنة فيرمى به عرض الحائط؛ ولذا يقول أهل العلم في الأقيسة يعني في مقابل النص فاسدة الاعتبار لا يلتفت إليها ولو كان قياسا موافقا لقواعدهم ومقدماتهم ونتائجهم.
إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ فإن الله..
لأنه إذا كان مثل كلمة الأسد أطلقها شخص قال أسد ما الذي يحمل عليه هذا اللفظ؟ هل يمكن أن يحمل على غير الحيوان المفترس إذا تجرد الكلام عن قرينة؟ ما يمكن وإلا صار خلطا في الكلام، ولا يفهم الكلام أصلاً لاسيما الكلام اللفظ المشترك فإذا هو ينصرف إلى الحقيقة، إذا وجد قرينة تدل على أن المراد خلاف هذه الحقيقة صرف إليها وإلا فالأصل الحقيقة، ولا يجوز أن يراد المعنى الثاني أو المعنى الذي يسمونه مجازيا بدون قرينة؛ لأنه يوجد خلط ولبس وهذا يفهم كذا وهذا يفهم كذا من غير مرجح، فيبقى الكلام أن الأصل هو الحقيقة، لكن لو قال اقترن بذلك القرينة قال رأيت أسدًا يخطب أو أسدًا يكتب أو ما أشبه ذلك هذه القرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي فنبحث عن معنى آخر يناسب هذه القرينة.
فإن الله أنزل كلامه بيانًا وهدى فإذا أراد به خلاف ظاهره ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد لم يكن بيانًا ولا هدى فالتأويل إخبار بمراد المتكلم..
ولم..
لم يكن؟
لا، فإذا أراد به خلاف ظاهره.
فإذا أراد به خلاف ظاهره ولم يحف به قرائن تدل على..
قرائنَ والا قرائنُ؟
المشكلة أنه مشكّل.
عندي مشكّل.
طالب: ...............
من الذي يحف؟
طالب: ...............
المتكلم يحف أو تَحف القرائن أو يُحِفُّها المتكلم؟
طالب: ...............
فاعل إيه إذا بُني للمعلوم صارت قرائنُ، صار فاعلا وإذا بني الفعل للمجهول..
طالب: ...............
إيه لكن الفاعل..
طالب: ...............
الفاعل وينه؟
طالب: ...............
لابأس مادخلنا في المفاعيل بعد، الآن أنا أقول إذا لم تحف به قرائن، تحف بعد تحف، إذا لم تحف به قرائن قرائنُ وإذا أردنا المتكلم يحف نفسه؟ أو القرائن التي تحف؟
طالب: ...............
هذا ما له دخل، نحن نريد الفاعل أين؟
طالب: ...............
من هو؟
طالب: ...............
إذا أردنا بناء الفعل للفاعل كما هو موجود الآن مضبوط ولم يحف..
طالب: ...............
المراد المتكلم لحف بالكلام قرائنَ فإن هذا لا يقصده المبيِّن الهادي لكلامه، إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن لكن حف فاعله المتكلم عمومًا يعود إلى المتكلم والقرائن تحف أو تحتف؟
طالب: ...............
إيه، لابأس يجوز، خلونا الآن مع الضبط، عندنا بناها للمفعول وقال قرائنَ.
طالب: ...............
وش هو؟
طالب: ...............
عندنا نفس الشيء هذا..
طالب: ...............
إيه ولم يحف به قرائنَ هذا الذي عندنا إذًا الفاعل هو ضمير يعود إلى المتكلم من خلال السياق السابق.
تكون منصوبة يا شيخنا؟ منصوبة؟
إيه منصوبة على هذا تكون منصوبة ما فيه إشكال إن شاء الله وإلا الخطأ كثير في ضبط الكتاب، فيه أخطاء.
فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء.
التأويل لا ينشئه المؤول لأنه لو أنشأه صار من تلقاء نفسه، لكن هو يخبر المتأول عن مراد المتكلم، يقول مراد الله جل وعلا بالاستواء الاستيلاء، وهذا يخبر عن الله جل وعلا بعلم أو بغير علم؟ بغير علم {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}[البقرة:169] وهذا من عظائم الأمور نسأل الله العافية.
وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه فإذا قيل..
المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه على ما يريد هو لا على ما يريده غيره؛ لأن المبتدعة يفهمون كلام المتكلم على مرادهم هم وعلى ما تمليه عليهم مذاهبهم.
فإذا قيل معنى اللفظ كذا وكذا.
اللفظِ اللفظِ.
أحسن الله إليك.
معنى اللفظِ كذا وكذا فكان إخبارًا بالذي عناه المتكلم فإن لم يكن الخبر مطابقًا كان كذبًا على المتكلم.
لأنه إذا قال مراد الله بقوله كذا ولم يطابق الواقع صار كذبًا؛ ولذا جاء التشديد في الكلام بالقرآن بالرأي وكذلك السنة الذي يقول أن مراد الرسول -عليه الصلاة والسلام- من هذا الحديث كذا ولا ما وجدت هذه الطوائف البدعية والأهواء المضلة سواء كانت كبرى أو صغرى إلا بالتأويل، حمّلوا كلام الله وكلام رسوله -عليه الصلاة والسلام- ما لا يحتمل من غير دليل.
ويُعرف مراد المتكلم بطرق متعددة منها: أن يصرح بإرادة ذلك المعنى.
بأن يكون مجملاً في موضع يبين في موضع آخر، يبينه المتكلم نفسه في موضع آخر، وخير ما يفسَّر به النص النص نفسه، إذا وجد مبيَّنًا في موضع آخر؛ ولذلك العلماء يحرصون على جمع طرق الحديث لأن بعضها يفسر بعضًا ولا يجتهدون في التفسير إذا وجد ما يفسره من كلامه -عليه الصلاة والسلام- وقل مثل هذا في القرآن يكون إيضاح القرآن بالقرآن أولى ما يبدأ به المفسِّر.
ومنها أن يستعمل اللفظ الذي له معنى ظاهرًا بالوضع ولا يبين بقرينة تصحب الكلام أنه لم يرد ذلك المعنى فكيف إذا حُفَّ بكلامه ما يدل على أنه إنما أراد إنما أراد حقيقته وما وُضع له كقوله {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء:164].
نعم، لما ذكر المصدر المؤكِّد للفعل صار لا يحتمل التأويل، لما ذكره بالفعل الصريح وبالمصدر المؤكِّد الكلام لا يحتمل التأويل، ولما حاول المبتدعة التحريف فنصبوا لفظ الجلالة وجعلوه مفعولا مكلَّما وموسى لا يتبين عليه حركة لأنه مقصور جعلوه هو الفاعل، فالمتكلم هو موسى والمكلَّم هو الله، وقيل لأبي العلاء الهمذاني ألا تقرأها هكذا قال كيف أفعل بقوله {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف:143] هذا ما تحتمل ما يستطيعون أن يجعلوا ضمير النصب فاعلا مستحيل، يريدون منه أن يقول: وكلمه ربَّه، ما يستقيم، لا يستطيع الإنسان أن ينطبق بها، الإنسان السليقي لا يستطيع أن ينطق بها وهذه ميزة العرب في وقت متانة اللغة وتمكنها وتغلغلها في ألسنة الرجال قبل أن يختلطوا بغيرهم، لذلك المسألة الزنبورية بين سيبويه والكسائي جاؤوا بأعرابي وقالوا له انطق كما يقول الكسائي قال ما أستطيع، لسانه ما يطيع، فاتفقوا على أن سيبويه ينطق والكسائي ينطق ويقول الحق مع الكسائي، عجز هذا الأصل في لغة العرب وأهلها معها، أما أن يأتوا بعد التلوث تلوث الأفهام والأفكار واللغات وغيرها هذا ما يستدل به، سمعت عجوز رجلاً يقرأ والنحل باسقات قالت لاسعات خطأ باسقات لاسعات، الصواب باسقات لكن ما هي النحل، يوجد نحل طويل جدًا؟ لا، فالمسألة مسألة سليقة المسألة فطرة على أصلها ما تغيرت وفكر لم يتلوث، لكن بعد ما تلوثت الأفكار وأثّرت فيها الثقافات الوافدة وجدت هذه المتاهات التي أوجدها المتكلمون ولبّسوا بها على الناس{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء:164]. حرفوا اللفظ ومنهم من حرف المعنى قالوا كلمه يعني جرحه «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله» يعني يجرح في سبيل الله، جرحه بأي شيء؟ بأظافير الحكمة الله جرّح موسى؟! يجي؟! يعني هذا التأويل له نصيب وحظ من النظر! لكنه الهوى إنما أراد حقيقته وما وضع له الآن خلي عن القرينة وأُكد بالمصدر المؤكِّد فالحقيقة هي المتعينة.
وإنكم ترون ربكم عيانًا كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب.
يعني شبه الرؤية بالرؤية قال «إنكم ترون ربكم عيانًا إنكم ترون ربكم» بدون عيانًا وعيانًا تأكيد معنوي ثم شبه بالرؤية المحسوسة التي لا يُختلف في معناها، لو أراد شخص أن يتأول كما ترون الشمس في الظهيرة يستطيع أو ما يستطيع؟ ما يستطيع أن يتأول هذا فشبه الرؤية بالرؤية وهذه مؤكدات تدل على أنه أراد الحقيقة.
طالب: ...............
هي معنوي.. وش لون؟
طالب: ...............
قمت جلوسًا قعدت جلوسًا ما هو لفظي.
طالب: ...............
لا، ما هو لفظي.
طالب: ...............
وين؟
طالب: ...............
طيب ماذا تسمي قعدت جلوسًا مصدر مؤكِّد لكن ليس بلفظي.
طالب: ...............
أو معاينة.
طالب: ...............
معاينة لكن الحال هنا مؤكِّد للمعنى الحال مبيِّن للهيئة من جهة، وبيان الهيئة تأكيد للمعنى.
طالب: ...............
الحال مؤكِّدة إيه.
فهذا مما يقطع السامع فيه بمراد المتكلم فإذا أخبر عن مراده بما دل عليه حقيقة لفظه الذي وضع له مع القرائن المؤكِّد صار.. كان صادقًا في إخباره وأما إذا تأول الكلام بما لا يدل عليه ولا اقترن به ما يدل عليه فإخباره بأن هذا مراده كذب عليه وهو تأويل بالرأي وتوهم بالهوى وحقيقة الأمر أن قول القائل..
يعني إذا قال أن مراد الله جل وعلا بقوله {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى}[النساء:164] جرّحه يقول هذا مراد الله هل هذا التأويل مطابق للواقع أو مخالف؟ مخالف بلا شك إذا كان الكلام مخالفًا للواقع فهل يكون صدقًا أو كذبًا؟ كذب بلا شك.
وحقيقة الأمر أن قول القائل نحمله على كذا أو نتأوله بكذا إنما هو من باب دفع دلالة اللفظ على ما وُضع له فإن منازعه لما احتج عليه به ولم يمكنه دفع وروده دفع معناه وقال أحمله على خلاف ظاهره.
يعني ما استطاع الجهمي أن يُحرِّف {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء:164] لما رد عليه أبو العلاء بقوله {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف:143] ما استطاع أن يدفع هذا الاحتجاج ذهب ليحرف المعنى بالتأويل الباطل.
فإن قيل بل للحمل معنى آخر لم تذكره وهو أن اللفظ.
لم تذكروه.
أحسن الله إليك.
بل للحمل معنى آخر لم تذكروه وهو أن اللفظ لما استحال أن يراد به حقيقته وظاهره ولا يمكن تعطيله استدللنا بوروده.
بعض غلاة المبتدعة تمنوا حك بعض الآيات من المصحف لأنها دوامغ وصواعق فتمنوا أن تحك من المصحف، تمنوا أنها لم توجد أصلاً لكن لا يستطيعون لما استحال أن يراد به حقيقته.. ولا يمكن تعطيله مع أنهم الآن في بعض البلدان إذا أحرجهم نص حذفوه إذا كان هناك نصوص تمس من صالحوه وعايشوه يحرجهم معهم تركوه صار ما يقرأ أصلاً.
استدللنا..
أو صار المعنى يحرجهم مثل {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين}[الفاتحة:7] جاء تفسيره بأنهم اليهود والنصارى، غير في بعض التفاسير لأنه يحرج مع التعايش السلمي الذي نعيشه، ومحاولة القضاء على الولاء والبراء صار يحرجهم مثل هذا الكلام وتصرفوا لما لم يمكنهم التعامل مع اللفظ بهذه الطريقة لجؤوا إلى تحريف المعنى.
استدللنا بوروده وعدم إرادة ظاهره على أن مجازه هو المراد فحملناه عليه دلالة لا ابتداء قيل فهذا المعنى هو الإخبار عن المتكلم أنه أراده وهو إما صدق وإما كذب كما تقدم ومن الممتنع أن يريد خلاف حقيقته وظاهره ولا يبيِّن للسامع المعنى الذي أراده بل يقرن بكلامه ما يؤكد إرادة الحقيقة ونحن لا نمنع أن المتكلم قد يريد بكلامه خلاف ظاهره إذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك ولكن المنكر..
لكن لا بد أن توجد معه قرينة تصرفه عن المعنى الأصلي، أما إذا لم يوجد قرينة تصرفه عن المعنى الأصلي فكل الكلام يحتمل أن يكون من هذا النوع، كل الكلام ما من كلمة في كتاب الله أو في سنة رسوله إذا جاز التأويل من غير قرينة إلا أن يفهمها كل إنسان على فهمه ويؤولها على مراده.
ولكن المنكر أن يريد بكلامه خلاف حقيقته وظاهره إذا قصد البيان والإيضاح وإفهام مراده كيف والمتكلم يؤكد كلامه بما ينفي المجاز ويكرره غير مرة ويضرب له الأمثال.
المتكلم قد يريد بكلامه خلاف ظاهره إذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك، أراد بكلامه خلاف ظاهره ومن غير قرينة، لكن إذا ساغ ذلك حين يبقى المجمل على إجماله والعام على عمومه يسوغ ذلك لأنه لا يطلب العمل به، فيبقى أن المسألة مسألة اعتقاد أن هذا النص جاءنا من عند الله والله أعلم بمراده، يبقى الكلام على إذا قصد به التعمية يبقى على إجماله، الحروف المقطعة مثلاً ليس للمكلف إلا أن يقول الله أعلم بمراده؛ لأن الكلام كثير وكل يزعم ولا دليل له على مراده.
وقوله فإنه ما سلم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه أي سلّم لنصوص الكتاب والسنة ولم يعترض عليها بالشكوك والشبه والتأويلات الفاسدة أو يقول العقل يشهد بضد ما دل..
بهذا يسلم له دينه النص واضح وبيّن يجب عليك أن تعمل به، التبس عليك اشتبه عليك ما فهمت لأن من القرآن ما هو متشابه والتشابه نسبي قد يكون كثيرا عند بعض الناس، وقد يكون أقل، وقد يكون قليلا أو نادرا جدًا عند بعضهم من الراسخين، فما اشتبه عليك فعليك أن تكل علمه إلى عالمه إذا لم تستطع، أنت حاول جاهدا أن تفهم وتسأهل أهل العلم من أهل الرسوخ عله أن يبين لك الأمر، إذا ما بان الحمد لله، هناك آيات أشكلت على كثير من المفسرين وبان معناها لبعضهم وقليل منها جدًا بقي إشكاله على الأكثر ومع ذلك ما صدت عن العمل بالمحكم والحمد لله، ومن أشكل عليه شيء سلّم لنص الكتاب والسنة وعمل بما فهم.
أو يقول العقل يشهد بضد ما دل عليه النقل والعقل أصل النقل فإذا عارض.
هذه قاعدتهم أن العقل أصل النقل من أين أتوا بها؟ العقل أصل النقل لأنه في الإنسان متقدم على النقل، في الإنسان قبل، متقدم على النقل باعتبار أن الإنسان قد يعيش فترة من عمره يتصرف بعقله ولا نقل عنده، في أول عمره مثلاً إلى أن يتعاطى النصوص ويتعاناها ويهتم بها، وكثير من عامة الناس ماشي على العقل لأنه ليست له يد بالكتاب والسنة ولا اهتمام له بذلك، هذه حجتهم لكنها حجة واهية، يعني في أمور الدنيا اعمل بعقلك لكن في الأمور الغيبية التي لا يدركها عقلك تعتمد فيها على عقلك؟! لا بد فيها من نقل فالنقل فيها هو الأصل.
فإذا عارضه قدمنا العقل وهذا لا يكون قط لكن إذا جاء ما يوهم مثل ذلك فإن كان..
لو افترضنا أن هذا النص يخالف المعقول فإن كان النص صحيحًا فإن العقل الصريح لا يعارضه، توجد عقول وتوجد فِطَر اجتالتها الشياطين تقف أمام بعض النصوص مع المعارضة ما يدخل عقولهم مثل هذه النصوص لأنهم انحرفوا عن الفطرة السليمة وحادوا عن الصراط المستقيم، مثل هؤلاء ليسوا بعبرة لكن من عقله صريح وفطرته سليمة لا يمكن أن يوجد عنده شيء مما يخالف النقل الصحيح، نعم قد يكون نقل ليس بصحيح ويظنه صحيحًا فيقول يخالف العقل هذا شيء، لكن إذا ثبت النص من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- فإن العقل الصريح لا يمكن أن يعارضه، ولشيخ الإسلام كتاب العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول أو درء تعارض العقل والنقل، هو كتاب واحد كتاب في هذه المسألة لا نظير له في الوجود ويقول فيه ابن القيم رحمه الله:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي |
|
ما في الوجود له نظير ثاني |
ثم قال:
وكذلك التأسيس أصبح نقضه |
|
أعجوبة للعالم الرباني |
ومن العجيب أنه بسلاحهم |
|
أرداهم نحو الحضيض الداني |
يعني الواحد يقرأ في العقل والنقل يذهل من هذه العقلية، صحيح ستمر عليك عشرات من الصفحات قد لا تفهمها لأن المقدمات التي بنى عليها شيخ الإسلام كتابه قد تكون غير موجودة عندك أو ضعيفة.
لكن إذا جاء ما يوهم مثل ذلك فإن كان النقل صحيحًا فذلك يدَّعى أنه معقول إنما هو مجهول ولو حقق النظر لظهر ذلك وإن كان النقل غير صحيح.
يعني إذا كان النقل صحيحا لا بد أن تتهم العقل لأنك مخلوق مربوب لمن جاء عنه هذا النقل، تقدم كلامك على كلام الله وكلام رسوله ما صارت هذه عبودية، صارت ندية ما صارت عبودية!!.
وإن كان النقل غير صحيح فلا يصلح للمعارضة فلا يتصور أن يتعارض عقل صريح ونقل صحيح أبدًا ويعارَض كلام من يقول ذلك بنظيره فيقال إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين ورفعهما رفع النقيضين وتقديم العقل ممتنع لأن العقل قد دل على صحة السمع..
والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان بخلاف الضدين الذين لا يجتمعان ويمكن أن يرتفعا.
لأن العقل قد دل على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلو أبطلنا النقل لكنا قد أبطلنا دلالة العقل.
لأن هؤلاء المتكلمين الذين يجعلون العقل ندا بل أرفع وأعظم من النقل ما الذي دلهم على أن النقل حجة؟ إن قالوا النقل لزمهم أن يكون حجة بهذا الدليل في كل شيء ولا يعارَض بغيره، وإن قالوا العقل دلنا على أن النقل حجة على أن الدليل بالكتاب والسنة حجة قلنا فليكن حجة في هذا الموضع مادام أثبتموه دليلا، أثبتم النقل دليلا وحجة بالعقل فهذا النص الذي معنا مما دل العقل على تقديمه، فكيف ترونه حجة بالعقل وهنا تقولون لا، العقل مقدم عليه تبطلون حجيته في هذا الموضع وقد دل العقل على حجيته.
فلو أبطلنا النقل لكنا قد أبطلنا دلالة العقل ولو أبطلنا دلالة العقل لم يصلح أن يكون معارضًا للنقل لأن ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الأشياء فكان تقديم العقل موجبًا عدم تقديمه فلا يجوز تقديمه وهذا بيِّن واضح فإن العقل هو الذي دل على صدق السمع وصحته وأن خبره مطابق لمخبره.
لمَخبره.
أحسن الله إليك.
وأن خبره مطابق لمَخبره فإن جاز أن تكون الدلالة باطلةٌ.
باطلةً.
أحسن الله إليك.
فإن جاز أن تكون الدلالة باطلةً لبطلان النقل لزم ألا يكون العقل دليلاً صحيحًا وإذا لم يكن دليلاً صحيحًا لم يجز أن يتبع بحال فضلاً عن أن يقدم فصار تقديم العقل على النقل قدحًا في العقل فالواجب كمال التسليم للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
لأنه ما استدلوا بقوله جل وعلا {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[الحشر:7] على حجية السنة استدلوا على حجيتها بالعقل فصارت حجة بالعقل، طيب فصار السمع فرعا عن العقل، فإذا أبطلنا الفرع المبني على ذلك الأصل الذي به أثبتنا حجية السنة، أنت إذا أبطلت المسألة ما تبطل دليلها معها لا بد أن تبطل دليلها معها.
فالواجب كمال التسليم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والانقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون أن يعارضه بخيال باطل يسميه معقولاً أو يحمِّله شبهة أو شكًا أو يقدِّم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم فيوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما وحّد المرسِل بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل فهما توحيدان لا نجاة.
وهذا موجود عند العامة ومتعصبة الخاصة، تجده إذا قيل له حكم هذه المسألة كذا والدليل ما في كتاب الله جل وعلا من قوله كذا أو في سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- كذا قال لا، الإمام إمام مذهبه يقول كذا وهو أعرف مني ومنك، لكن أنا آتيك بدليل صريح من الكتاب والسنة يعني كونك تقول أنظر في المسألة أو أو أسأل المتمكن في هذا المذهب هل عندهم دليل أقوى من هذا؟ ما فيه إشكال، لكن كونك ترده ردًا حاسمًا قاطعًا ولا دليل عندك ولا شبهة لمجرد أن فلانًا قاله، مثلاً قاله أبو حنيفة وأبو حنيفة الإمام الأعظم ولا يمكن أن يقول شيئا بغير دليل، طيب أنا عندي دليل موجود في صحيح البخاري نص في المسألة يقول ولو، وقل مثل هذا في الحنابلة والشافعية والمالكية هذا موجود في المتمذهبة لاسيما من المتأخرين، موجود بكثرة، هذه معارضة النص بآراء الرجال والله يقول ابن القيم:
والله ما خوفي الذنوب وإنها |
|
لعلى سبيل العفو والغفران |
لكنما أخشى انسلاخ القلب من |
|
تحكيم هذا الوحي والقرآن |
ورضى بآراء الرجال وخرصها |
|
لا كان ذاك بمنة الرحمة |
المشكلة أن يعارض كلام الله- جل وعلا- وكلام نبيه بقول أحد كائنًا من كان، نعم إحسان الظن بأهل العلم مطلوب، وأن هذا العالم الذي يغلب على الظن أن له دليل، لكن إذا ما وجدت قد تكون المعارَضة من باب أن العالِم عرف هذا الدليل الذي هو الإمام لكن له نظر في هذا الدليل، فمثلاً لما تقول للحنبلي مثلاً لماذا لا ترفع يديك إذا قمت من التشهد الأول؟ يقول المذهب ليس فيه إلا ثلاثة مواضع، تقول له هذا الحديث في البخاري من حديث ابن عمر إن سلّم بها ونعمت وإن قال أن الإمام أحمد يرى أنه موقوف على ابن عمر ولا يراه مرفوعا، البخاري يراه مرفوعا والإمام يراه موقوفا يعني يعذر في هذا أو ما يعذر؟
طالب: ...............
الإمام أحمد إمام قد الدنيا ترى ليس بسهل في هذا الباب.
طالب: ...............
إيه معروف دعنا شيئا فشيئا على ما قالوا إذا وصل إلى هذا الحد ورأى أن إمامه في هذا العلم أفضل من البخاري يعني عنده محاجة في الأثر، يعني ليست المسألة رأي وهوى، يعني أفضل بكثير ممن يقول لا، الإمام أحمد أعرف منك ومن البخاري ومن غيره ولو لم يقف على دليله إذا فصل بهذا التفصيل وهو في الأصل مقلّد للإمام أحمد قد يعذر في مثل هذا؛ لأن له حجة، يعني حجة مقبولة عند أهل العلم لكن إذا نظرنا من جهة أخرى وهذه لا يدركها إلا الخاصة، يعني إذا كان الخبر أوالنقل عن البخاري في صحيحه يقدَّم على قول أحمد؛ لأن الأمة كلها مع البخاري في تقديم صحيحه كتاب تلقته الأمة بالقبول لكن لو كان النقل عن البخاري أنه حكم برفع الحديث في غير صحيحه في الترمذي مثلاً نقول هما إمامان ولا يثرّب على أحد إلا لمن لديه أهلية النظر فيرجّح، أما الذي يرد النصوص ويقول الإمام أعرف منك ومن غيرك حتى لو كان في البخاري أو أبو حنيفة إمام الدنيا كلها، أو الشافعي، أو مالك نجم السنن، عندهم مخالفات بلا شك لكن هم مجتهدون، ونظروا في النصوص وعارضوها بمثلها ولهم نظر أيضًا في المعاني، يعني لما يقول لك مالكي أنا والله ما أصوم الست ما عندي استعداد أن أصوم الست، تقول له الحديث صحيح «من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال» يقول لك لا، الإمام يقول ما رأيت أحدًا من أهل الفقه والفضل يصومها، ما يكفينا هذا، ما جاء من كلام من مالك، ينظر في الحديث وأنه لم يصح عنده أو كذا مع أنه في صحيح مسلم، فهذه لا بد من مراعاتها لكن بعض الناس ما عنده أدنى نظر ولا عنده استعداد أن يقبل أي شيء يخالف مذهبه هذا التعصب المذموم المقيت.
طالب: ...............
من باب أرسل فهو مرسل اسم الفاعل لكن ليس باسم، ما نقول أنه اسم من أسمائه ما نقول أنه مرسل لكن من باب الإخبار دائرة الإخبار أوسع.
طالب: ...............
(ال) نائبة مناب الضمير المضاف إليه، مرسله نائب عن المرسل عن مرسله.
طالب: ...............
العامي فرضه تقليد أهل العلم، الذي ليست لديه أهلية النظر فرضه تقليد أهل العلم؛ لأنه تكلفه بما لا يطيق لو قلت له اجتهد لأن فرضه {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}[النحل:43] هذا فرضه.
طالب: ...............
حنفية.
طالب: ...............
عندكم حنفية.
طالب: ...............
على كل حال إذا كان الدليل صحيحا ومدرَك يلزمه إذا بلغته الحجة، لكن هل لديه أهلية في النظر في القول المخالف، في النظر في دليله في مذهبه وأدلته أو لا؟
طالب: ...............
يستطيع.
طالب: ...............
يستطيع أن ينظر في مذهبه وأدلة مذهبه ويوازن بينه وبين الدليل الذي أورد عليه أو ما يستطيع؟
طالب: ...............
يستطيع يلزمه النظر.
فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما توحيد المرسِل وتوحيد متابعة الرسول فلا يحاكم إلى غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يقف..
بعضهم أضاف توحيد المتابعة إلى أنواع التوحيد الثلاثة فجعلها أربعة.
ولا يقف تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظِّمه فإن أذنوا..
هؤلاء هم الذين يعرضون على الكتاب والسنة ما وافق قُبِل وما خالف رُدّ، والأئمة كلهم صرحوا بأنه إذا روي عنه شيء يخالف الكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط.
طالب: ...............
قال لك هنا وتوحيد متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعني زيادة بسط ما يترتب عليها شيء.
فإن..
يعني عندك شروط قبول العمل كم؟
طالب: ...............
اثنان: الإخلاص والمتابعة.
من قال لا حاجة لذكر الإخلاص يكفينا المتابعة لأنه إذا تحققت المتابعة لا بد أن يوجد الإخلاص، لكن زيادة البسط في مثل هذا لاسيما وأن الإخلاص جاءت فيه نصوص كثيرة وإذا لم ينص عليه في كل مسألة قد يغفل عنه الإنسان لا بد من ذكره.
طالب: ...............
إيه هذا ليس عليه دليل ولا نظر.
فإن أذنوا له نفّذه وقبل خبره وإلا فإن طلب السلامة فوضه إليهم وأعرض عن أمره وخبره وإلا حرّفه عن مواضعه وسمى تحريفه تأويلاً وحملاً فقال نؤوله ونحمله فلان يلقى..
فلأن.
فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنبه ما خلا الإشراك بالله خير له من أن يلقاه بهذه الحال.
يعني كما في أبيات ابن القيم التي ذكرتها قريبًا يقول:
والله ما خوفي الذنوب وإنها |
|
لعلى سبيل العفو والغفران |
ولكن أخشى انسلاخ القلب من |
|
تحكيم هذا الوحي والقرآن |
ورضى بآراء الرجال وخرصها |
|
لا كان ذاك بمنة الرحمن |
بل إذا بلغه الحديث الصحيح يعد نفسه كأنه سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهل يسوغ له أن يؤخر قبوله والعمل به حتى يعرضه على رأي فلان وكلامه ومذهبه بل كان الفرض المتبادر إلى..
المبادرة.
أحسن الله إليك.
بل كان الفرض المبادرةُ إلى امتثاله.
المبادرةَ.
أحسن الله إليك.
بل كان الفرض المباردةَ إلى امتثاله من غير التفات إلى سواه ولا يستشكل قوله لمخالفته رأي فلان بل تستشكل الآراء لقوله ولا يعارَض نصه بقياس بل تهدر الأقيسة وتلغى لنصوصه ولا..
لأنها إذا قابلت النصوص صارت فاسدة الاعتبار ولا التفات إليها.
ولا يُحرّف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولاً نعم هو مجهول وعن الصواب معزول ولا يُوقف قبول قوله على موافقة فلان دون فلان كائنًا من كان قال، الإمام أحمد حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لقد جلست أنا وأخي مجلسًا ما أحب أن لي به حمُر النعم.
حمُر أو حمْر؟
حمْر أحسن الله إليك حمْر.
حمْر جمع أحمر وحمُر جمع حمار والنَّعم ولا نقول النِّعم.
قال لقد جلست أنا وأخي مجلسًا ما أحب أن لي به حمْر النَّعم أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلوس عند باب من أبوابه فكرهنا أن نفرِّق بينهم فجلسنا حَجْره إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مغضبًا قد احمرّ وجهه يرميهم بالتراب ويقول «مهلاً يا قوم وبهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض إن القرآن لم ينزل يكذب بعضُه بعضًا وإنما نزل يصدق بعضه بعضًا».
بعضُه الأولى.
«وإنما نزل يصدق بعضَه بعضًا».
لا لا، العكس.. إن القرآن..
«إن القرآن لم ينزل يكذب بعضُه بعضًا وإنما نزل يصدق بعضُه بعضًا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه».
يعني بقول الله أعلم.
ولا شك أن الله قد حرّم القول عليه بغير علم قال تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}[الأعراف:33] وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء:36] فعلى العبد أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه فيصدِّق بأنه حق وصدق..
القول على الله بغير علم شأنه عظيم، حتى قال بعض أهل العلم أن هذه المحرمات في الآية {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ}[الأعراف:33] هي على سبيل الترقي أعظمها آخرها والله جل وعلا يقول {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ}[الزمر:60] ومن الكذب عليه القول بأن هذا حلال وهذا حرام بغير علم {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ}[النحل:116] والمسألة ليست سهلة.
فعلى العبد أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه فيصدق بأنه حق وصدق وما سواه من كلام سائر الناس يُعرض عليه فإن وافقه فهو حق وإن خالفه فهو باطل وإن لم يعلم هل خالفه أو وافقه لكون ذلك الكلام مجملاً لا يعرف مراد صاحبه.
حينئذٍ يتوقف فيه؛ لأنه ليس عنده ما يرجح العمل به أو رده، يحتمل أن يكون باطلا فيجب رده ويحتمل أن يكون حقًا فيعمل به، مثل الحديث الذي يتوقف في صحته، يتوقف في العمل به حتى يتبين هل هو صحيح فيعمل به أو غير صحيح فيرد.
أو قد عرف مراده لكن لم يعرف هل جاء الرسول بتصديقه أو بتكذيبه فإنه يمسك عنه ولا يتكلم إلا بعلم والعلم ما قام عليه الدليل والنافع منه ما جاء به الرسول وقد يكون علم عن غير الرسول لكن في الأمور الدنيوية مثل الطب والحساب والفلاحة وأما الأمور الإلهية والمعارف الدينية.
وأما الأمورُ.
أحسن الله إليك.
وأما الأمورُ الإلهيةِ..
لا لا، مابك أنت؟ ما الذي جرها؟!
الإلهيةُ؟
إيه وصف لما تقدم.
وأما الأمور الإلهيةُ والمعارف الدينية فهذه العلم فيها ما أُخذ عن الرسول لا غير.
يكفي بركة.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...
الأسبوع القادم ما فيه درس يا شيخ؟
نعم هذا آخر درس قبل الحج ما فيه درس.
طالب: ...............
إلا فيه بس بالنسبة للطحاوية ما فيه وإلا فالبخاري غدا إن شاء الله.
"