شرح العقيدة الطحاوية (38)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فقد أشرت في درس سابق إلى أن هناك إحالات على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في شرح الطحاوية من قِبَل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله وهذه الإحالات طبعت في أوراق لكنها إحالات على طبعة المكتب الإسلامي اللي يسمونها الثالثة اللي في مقدمتها المطوّلة فيها مقدمة حدود سبعين أو ثمانين صفحة فيها رد على أبي غدة ولا نستطيع أن نطبق هذه الإحالات إلا على هذه الطبعة لأنهم لم يذكروا المسائل صفحة تسعة وستين السطر سبعة عشر انظر موافقة صحيح المنقول إلى آخره ما نستطيع إلى أن نحضر هذه الطبعة هي عندك يا شيخ عليه؟ معك؟
طالب: .........
ليتك تجيبها.
طالب: .........
فيها الرد على أبي غدة؟ ورني إياها.
طالب: .........
وين؟
طالب: .........
جب نسختك يا شيخ.
طالب: .........
لكن الصف يختلف.. لا، أظن الصفحات تختلف.. صفحة تسعة وستين السطر سبعة عشر.. لا، ما توافق ما توافق صفحة تسعة وستين السطر سبعة عشر ما توافق.. الإحالات موجودة في نسختك؟
طالب: .........
إيه، لا ما يلزم لكن الكلام على مطابقة الإحالات على ما معنا هذه التاسعة الآن الإحالات هذه موجودة هنا الإحالات؟
طالب: .........
وليست مطابقة لأن هذا صف جديد غير الأول.. صفحة تسعة وستين.. إذ قد يسمى صرف الكلام عن ظاهرها إلى معنى آخر يحتمله اللفظ في الجملة تأويلا يقول انظر موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لشيخ الإسلام ابن تيمية صفحة سبع وعشرين وثلاثين وخمسة وتسعين من الجزء الأول بعدها صفحة سبع وسبعين سطر ثلاثة واحد اثنين ثلاثة وهذا التوحيد لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم انظر صفحة مائة وأربعين الجزء واحد من موافقة صريح المنقول لصريح المعقول إلى آخره لا بد من تطبقيها على النسخ الموجودة بين يدي الطلاق أكثرهم طبعة الرسالة أكثر الموجود طبعة الرسالة لا بد من تعديل هذه الإحالات وتصويرها وتوزيعها على الطلاب إن شاء الله تعالى هذا الحرف الأول هذا حرف الطبعة الأولى صوروه ثم أضافوا إليه التوضيح وترتب على ذلك تغيير في الصفحات الطبعة الأولى من المكتب الإسلامي وسموها.. لأن الثانية نسخة عن الأولى ما فيها مقدمة الثالثة هي التي فيها التوضيح وزعت علينا لما كنا طلاب هي اللي فيه التوضيح وأنا الصفحات اللي معك تختلف عن اللي معك صفحة كم اللي معك من الجزء الثاني؟
طالب: أربعمائة وثلاثة عشر.
كم؟
طالب: أربعمائة وثلاثة عشر.
إيه أنا أربعمائة بس بدون ثلاثة عشر من الجزء الثاني النُسخ اللي في مجلد واحد.
طالب: مجلدين هذي يا شيخ.
مجلدين اللي معي مجلدين لكن اللي مجلد واحد توافق أي شيء اللي معنا شوف الصفحة اللي حنا فيها وعلى العبد أن يعلم صفحة كم؟ أربعمائة وثلاثة عشر مثل اللي معك مثل اللي معه.
طالب: يعني الفرق في متابعة الترقيم.
طالب: .........
إيه صُفّت مرارًا.
طالب: .........
إيه لا، هذه موافقة آخر طبعة اللي هي مجلد واحد موافقة لما معك ولما مع الشيخ لكن اللي معي أنا تختلف.
طالب: حنا الطبعة الثانية يا شيخ هذي الطبعة الثانية.
والله من طبعة سنة كم؟
طالب: أربعمائة وأربع وعشرين.
وهذي ثلاثة وثلاثين ما تصير ثانية يا شيخ أربعة وعشرين ما تصير ثانية صُور مرارًا قبل هذي على الأولى التي عليها الملاحظات كتاب مطلوب ومقرر ومعروف عند أهل العلم لا بد من التأكد من الصفحات على هذه تطبق على هذي وتعدل على طبعة الرسالة.
طالب: أي طبعة يا شيخ.
أي طبعة.
طالب: هذي المشكلة حتى طبعات الرسالة مختلفة.
مختلفة.. أنت فيها التوضيح المقدمة.
طالب: .........
أي طبعة عندك؟
طالب: .........
إيه لا ما تجي التاسع مثل اللي مع الأخ ما فيها شيء فيها التوضيح لكن ما تطابق الإحالات نشوف يسهل الله.. سم.
"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه فقدر ذلك تقديرًا محكمًا مبرمًا ليس فيه ناقض ولا معقب ولا معقبٌ ولا مزيلٌ ولا مغيِّرٌ ولا محوِّل ولا ناقض ولا زائد من خلقه في سمواته.."
ولا ناقص ناقص لأنه الأولة ناقض والثانية ناقص بدليل ولا زائد.
"أحسن الله إليك.
ولا محول ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سمواته وأرضه.
قال الشارح رحمه الله تعالى:
هذا بناءًا على ما تقدم من أن الله تعالى قد سبق علمه بالكائنات وأنه قدر مقاديرها قبل خلقها كما قال -صلى الله عليه وسلم- «قدَّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلِق السموات».."
يخلُق يخلُق.
"أحسن الله إ ليك.
«قبل أن يخلُق السموات..»"
من باب نصر.
"«قبل أن يخلُق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء» فيُعلم أن الله قد علم فيعلم أن الله قد علم أن الأشياء تصير موجودة لأوقاتها على ما اقتضته حكمته البالغة فكانت كما علم فإن حصول المخلوقات على ما فيها من غرائب الحكم لا يتصور إيجادها إلا من عالم قد سبق علمه إلا إيجادها قال تعالى {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة الملك:14] وأنكر غلاة المعتزلة.."
قد نسمع كثيرًا من بعض الناس من العامة كثيرًا أو من بعض من ينتسب إلى طلب العلم أنهم إذا رأوا شخص متميّز بعلمه وعمله وورعه ونصحه للناس قالوا هذا ليس بوقته هذا هذا ليس هذا وقته يعني المفترض أنه وجد قبل مئات السنين لأن الزمن لا يناسبه الله جل وعلا هو الذي أوجده في هذا الوقت وهو الذي يعلم ما هو عامل فلا اعتراض قد يقولون هذا من غير اعتراض على الله جل وعلا لكن لبيان أن هذا الشخص قد يكون غريب في هذا الوقت والغربة تكون جملية وتكون جزئية بالنسبة لوقت لشخص لشخص في هذا المكان قد يكون غريب لأنه لا يناسب بقية الناس وليس معنى هذا أن الإنسان هذا وقته أن المفترض أنه وجد قبل كذا، لا، يعني أهل ذلك الوقت هم الأليق بمصاحبة مثل هذا الشخص أو أن وجود هذا الشخص أو صفات هذا الشخص مناسبة لما قبل مئات السنين على حد ما يقال في مثل هذه المناسبات وليس معنى هذا الاعتراض على الله أنه كيف يوجد مثل هذا في هذا الزمان الذي فسد أكثر أهله إذا كان اعتراض فهذا لا شك أنه قدح في الإيمان بالقدر بعض الناس لما يرى من تغير الأحوال وتتابع الأحداث يتمنى أن لو وجد قبل هذا الوقت يتمنى أن لو وجد قبل هذا الوقت الذي وجدت فيه هذه الفتن يقال له ما الذي يدريك ما اختاره الله لك هو الخير إن شاء الله تعالى وطوبى للعامل في مثل هذه الأيام اعمل ما تستطيع وأخلص عملك لله جل وعلا وابدأ بنفسك ثم الأقرب فالأقرب والوعد كما في الحديث في سنن أبي داود للعامل أجر خمسين يعني الإنسان قد يكره وجوده في مثل هذه الظروف لا شك أننا عشنا سنين وعقود سبقت فيها خير وفيها طمأنينة وفيها راحة وفيها الإنسان يجد لذة في العبادة ولذة في العمل ولذة.. ما يجد عناء كبير في كثير مما يزاوله الآن تغيرت الأحوال واضطربت الأمور الخيرة فيما يختاره الله جل وعلا وأنت اعمل وأخلص لله جل وعلا ويكون خير لك حينئذٍ وجودك في هذا الوقت فطوبى للعامل في مثل هذه الأيام أما أن يقول ليتني ليتني بعض النساء تمنين أن لو كن رجالاً من أجل أن يجاهدن في سبيل الله فنزل قوله تعالى {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاءِ} [سورة النساء:32] كل له نصيب وحظ وما يدريك لو أن هذه المرأة صارت رجل صارت مفسد أو أنك لو وجدت في ذلك الوقت صرت منافق بعد من المنافقين ما تدري فالإنسان يرضى بما قدره الله له.
وكن صابرًا للفقر وادرع الرضى
|
|
بما قدر الرحمن ........
|
ارض بما قدره الله لك.
.........................
|
|
بما قدر الرحمن واشكره واحمد
|
والله المستعان.
"وأنكر غلاة المعتزلة أن الله كان عالمًا في الأزل وقالوا إن الله تعالى لا يعلم أفعال العباد حتى يفعلوا تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا."
إن أقروا بأن الله يعلم ويعلم الأشياء قبل وجودها خصموا انتهى قولهم مات قولهم وإن أنكروه كفروا نسأل الله العافية.
"فإن أقروا به خصموا وإن أنكروا كفروا فالله تعالى يعلم أن هذا مستطيع يفعل ما استطاعه فيثيبه وهذا مستطيع لا يفعل ما استطاعه فيعذبه فإنما يعذبه لأنه لا يفعل مع القدرة وقد علم الله ذلك منه ومن لا يستطيع لا يأمره ولا يعذبه على ما لم يستطعه وإذا قيل فيلزم.."
الـمُكلف إما أن يكون مستطيعًا أو غير مستطيع فالمستطيع إن فعل ما كلف به أجر وإن لم يفعل عذب لأنه مستطيع وغير المستطيع لا يدخل تحت هذا التكليف.
"وإذا قيل فيلزم أن يكون العبد قادرا على تغيير علم الله لأن الله علم أنه لا يفعل فإذا قدر على الفعل قدر على تغيير علم الله قيل.."
لكن قدرته على الفعل معلومة لله جل وعلا ومعلوم عند الله جل وعلا أنه لا يفعل مع قدرته على الفعل فإن فعل ففي معلوم الله جل وعلا أنه يفعل ما يقال أنه أنه قدر له ألا يفعل وهو قادر على ذلك ففعل فغير ما في علم الله جل وعلا الذي في علم الله هو الذي يطابقه الواقع فإذا فعله العبد عرفنا أن ما فعله العبد هو ما علمه الله جل وعلا أنه كائن.
"قيل هذه مغلطة."
مغلطة.
"أحسن الله إليك.
هذه مغلطة وذلك أن مجرد قدرتَه على الفعل لا.."
قدرتِه قدرتِه.
"أحسن الله إليك.
وذلك أن مجرد قدرتِه على الفعل لا تستلزم تغيير العلم وإنما يظن من يظن تغيير العلم إذا وقع الفعل ولو وقع الفعل لكان المعلوم وقوعه لا عدم وقوعه فيمتنع أن يحصل وقوع الفعل مع مع علم الله بعدم وقوعه بل إن وقع كان الله قد علم أنه يقع وإن لم يقع كان الله قد علم أنه لا يقع ونحن لا نعلم علم الله إلا بما يظهر."
كالتعليق بالمشيئة كالتعليق بالمشيئة والله لأفعلن كذا إن شاء الله أو هي طالق إن شاء الله ما الذي يحصل؟ إن وقع فالله قد شاء وقوعه وإن لم يقع فالله جل وعلا لم يشأ وقوعه فلا يحنث إذا علقه بالمشيئة.
"ونحن لا نعلم علم الله إلا بما يظهر وعلم الله مطابق للواقع فيمتنع أن يقع شيء يستلزم تغيير العلم بل أي شيء وقع كان هو المعلوم والعبد الذي لم يفعل لم يأت بما يغير العلم بل هو قادر على فعل لم يقع ولو وقع لكان الله قد علم أنه يقع لا أنه لا يقع وإذا قيل فمع عدم وقوعه يعلم الله أنه لا يقع فلو قدر العبد على وقوعه قدر على تغيير العلم قيل ليس الأمر كذلك بل العبد يقدر على وقوعه وهو لم يوقعه ولو أوقعه لم يكن المعلوم إلا وقوعه فمقدور العبد إذا وقع."
يعني القدرة من قبل العبد مؤثرة في التكليف فإن كان قادرًا فهو مكلف إن لم يكن قادرًا فليس بمكلف وأما بالنسبة للوقوع وعدمه فهي مع مع القدرة مع علم الله جل وعلا بالوقوع يقع ومع علمه بعدم الوقوع فإنه لا يقع ولو كان قادرًا.
"فمقدور العبد إذا وقع لم يكن المعلوم إلا وقوعه وهؤلاء فرضوا وقوعه مع العلم بعدم وقوعه وهو فرض محال وذلك بمنزلة من يقول افرض وقوعه مع عدم وقوعه وهو جمع بين النقيضين فإن قيل فإذا كان وقوعه مع علم الرب بعدم وقوعه محالاً لم يكن مقدورًا قيل لفظ المحال مجمل وهذا ليس محالاً لعدم استطاعته له ولا لعجزه عنه ولا لامتناعه في نفسه بل هو ممكن مقدور مستطاع ولكن إذا وقع كان الله عالمًا بأنه سيق وإذا لم يقع كان عالمًا بأنه لا يقع فإذا فُرض وقوعه مع انتفاء لازم الوقوع صار محالاً من جهة إثبات الملزوم بدون لازمه وكل الأشياء بهذا الاعتبار هي محال ومما يَلزم هؤلاء."
فإذا فرض وقوعه مع انتفاء لازم الوقوع صار محالاً من جهة إثبات الملزوم بدون لازمه وكل الأشياء بهذا الاعتبار هي محال لأنه كما تقدم من باب افتراض اجتماع النقيضين والنقيضان لا يجتمعان يعني تفترض وجود الشيء مع انتفاء لازمه مع انتفاء لازمه نعم إذا انفكت الجهة كان ممكنًا تفترض وجود شخص يصلي مع انتفاء اللازم المترتب على هذه الصلاة من القبول ممكن وقد تنفى صورة الصلاة لانتفاء لازمها المترتب عليها وهو القبول «صل فإنك لم تصل» يعني الصورة موجودة لكن صلاة وجودها كعدمها فانتفى لازمها وهو القبول فانتفى الملزوم وصح نفي أنه لم يصل.
"ومما يلزم هؤلاء ألا يبقى أحد قادرًا على شيء لا الرب ولا الخق فإن الرب إذا علم من نفسه أنه سيفعل كذا لا يلزم من علمه ذلك.. لا يلزم من علمه ذلك انتفاء قدرته على تركه وكذلك إذا علم من نفسه أنه لا يفعله لا يلزم منه انتفاء قدرته على فعله فكذلك ما قدره من أفعال من أفعال عباده والله تعالى أعلم."
لأن الله جل وعلا إذا فعل شيئًا ليس معناه أنه غير قادر على تركه وإذا ترك شيئًا ليس معناه أنه غير قادر على فعله تعالى الله عما يقولون ويفترضون والله المستعان.
"قوله وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته كما قال تعالى في كتابه {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [سورة الفرقان:2] وقال تعالى {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً} [سورة الأحزاب:38]."
نعم وذلك يعني الإيمان بالقدر من عقد الإيمان يعني من أصوله وأركانه الستة أن تؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره.
"الإشارة إلى ما تقدم من الإيمان بالقدر وسبق علمه بالكائنات قبل خلقها قال -صلى الله عليه وسلم- في جواب السائل عن الإيمان."
سبق علمه بالكائنات يعني كلها كلياتها وجزئياتها خلافًا لمن ينفي العلم من غلاة القدرية أو ينفي العلم بالجزئيات دون الكليات كما هو منسوب لبعض الفلاسفة.
"قال -صلى الله عليه وسلم- في جواب السائل عن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وقال -صلى الله عليه وسلم- في آخر الحديث «يا عمر أتدري من السائل؟» قال الله ورسوله أعلم قال «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» رواه مسلم وقوله والاعتراف بتوحيد الله وربوبيته أي لا يتم التوحيد والاعتراف بالربوبية إلا بالإيمان بصفاته تعالى فإن من زعم خالقًا غير الله فقد أشرك فكيف بمن يزعم أن كل أحد يخلق فعله ولهذا كانت القدرية مجوس هذه الأمة."
لا يتم التوحيد ولا الإيمان إلا بالاعتراف بوجود الله جل وعلا وأسمائه وصفاته التي جاءت عنه وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- على مراد الله فإن الذي يؤمن برب لا صفات له فإنه يعبد عدمًا والذي يشبه الله جل وعلا بمخلوقاته أو ببعض مخلوقاته هذا يعبد صنمًا كما قال أهل العلم.
"ولهذا كانت القدرية مجوس هذه الأمة وأحاديثهم في السنن رواه.."
جميع هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف والأحاديث التي في معناها مما لم يذكره كلها لا تسلم من مقال.
"روى أبو داود عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم» وروى أبو داود أيضًا عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لكل أمة مجوس ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر من مات منهم فلا تشهدوا جنازته»."
باعتبار أن هؤلاء القدرية كالمعتزلة وغيرهم ممن يوافقهم من الشيعة والزيدية وغيرهم يقولون بأن العبد يخلق فعله فأثبتوا مع الله خالقًا فأثبتوا مع الله خالق آخر كالمجوس كالثنوية الذين يقولون بإلهين الظلمة والنور.
"«من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوهم وهم شيعة الدجال وحق على الله أن يلحقهم بالدجال» وروى أبو داود أيضًا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم» وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «صنفان من بني آدم ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية» لكن كل أحاديث.."
لحظة لحظة.
طالب: .........
لأنهم يثبتون خالقين المجوس يثبتون خالقين الظلمة والنور.
طالب: .........
هم هم نفسهم هم عقيدة واحدة في هذا يعبدون النار لأنها نور نعم يعبدون النار لأنها نور وينتج عنها الخير والظلمة ينتج عنها لاشر تخلق الشر الظلمة تخلق الشر والنار أو النور يخلق الخير.
لك يد في الليل منفقة
|
|
..........................
|
وش يقول الشاعر؟
لك يد في الليل منفقة
|
|
مما جعل المانوية تكذب
|
المانوية هم الثانوية وإنفاقك في الليل يرد عليهم أن الليل ظلام ولا ينتج عنه إلا الشر.
"لكن كل أحاديث القدرية المرفوعة ضعيفة وإنما يصح الموقوف منها فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذّب بالقدر نقض تكذيبه توحيده وهذا لأن الإيمان بالقدر يتضمن الإيمان بعلم الله القديم وما أظهر من علمه بخطابه وكتابة مقادير الخلائق."
خطابه وكتابه مقادير الخلائق.
"أحسن الله إليك.
وما أظهر من علمه بخطابه وكتابه مقادير الخلائق وقد ضل في هذا الموضع خلائق من المشركين والصابئين والفلاسفة وغيرهم ممن ينكر علمه بالجزئيات أو بغير ذلك فإن ذلك كله مما يدخل في التكذيب بالقدر وأما قدرة الله على كل شيء فهو الذي يكذب به القدرية جملة حيث جعلوه لم يخلق أفعال العباد فأخرجوها عن قدرته وخلقه والقدر الذي لا ريب في دلالة الكتاب والسنة والإجماع عليه وأن الذي جحده.."
{إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة البقرة:20] هذا من العموم الباقي على عموم من النصوص الواردة في القرآن الباقية على عمومها مما لا يدخلها التخصيص و{بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة البقرة:29] {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة البقرة:20] وبعض الأصوليين يقول إنه لا يوجد في القرآن من العموم الباقي على عمومه إلا خمس آيات مع أن شيخ الإسلام أثبت في الفتاوى من أول القرآن الفاتحة وأول البقرة إلى قوله {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة البقرة:284] عمومات كثيرة لم يدخلها التخصيص هذا موجود في الفتاوى بعضهم يقول في هذه الآية الله على ما يشاء قدير على ما يشاء قدير وهذا القيد ليس بصحيح بل هو باق على عمومه ما يشاؤه وما لا يشاؤه قدرته شاملة لهذا وهذا.
طالب: .........
لا، هم أطلقوا هم أطلقوا فكلامهم متعقَّب على كل حال.
"والقدر الذي لا ريب في دلالة الكتاب والسنة والإجماع عليه وأن الذي جحدوه هم القدرية المحضة بلا نزاع هو ما قدره الله من مقادير العباد وعامة ما يوجد من كلام الصحابة والأئمة في ذم القدرية يعني به هؤلاء كقول ابن عمر رضي الله عنهما لما قيل له يزعمون ألا قدر وأن الأمر أنف أخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني برآء والقدر الذي هو التقدير المطابق للعلم يتضمن أصولاً عظيمة أحدها أنه عالم بالأمور المقدرة قبل كونها فيثبت علمه القديم وفي ذلك الرد على من ينكر علمه القديم الثاني أن التقدير يتضمن مقادير المخلوقات و مقاديرها هي صفاتها المعيَّنة المختصة بها فإن الله قد جعل لكل شيء قدرًا قال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [سورة الفرقان:2] فالخلق يتضمن التقدير تقدير الشيء في نفسه بأن يجعل له قدر."
يعني من باب التوضيح لا من باب التشبيه أنت إذا أتيت إلى خياط تريد يخيط لك ثوب أول ما هنا أن يعلم أنه يريد يثوب بحجمك ثم يقدره يعني يفصله ويقطعه أجزاء مناسبة لك ثم يوجده كاملاً فهو يعلم به قبل أن يقدره يعلم علم إجمالي تعالى الله عن التشبيه والتمثيل لكن هذا فيه نوع تقريب الله جل وعلا يعلم الشيء قبل وجوده ثم يُقدر ذلك {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [سورة الفرقان:2] يعني مثل اللي يُفصل يفصّل قدره هكذا قدر هذا طويل وهذا قصير وهذا أبيض وهذا كذا وهذا يطول عمره وهذا يحسن عمله وهذا كذا جميع ما يتصف به المخلوق ثم أوجده على هذه الكيفية.
"فالخلق يتضمن التقدير تقدير الشيء في نفسه بأن يجعل له قدر وتقديره قبل وجوده فإذا كان قد كتب لكل مخلوق قدره الذي يخصه في كِميته.."
كَميته.
"أحسن الله إليك.
في كَميته وكيفيته كان ذلك أبلغ في العلم بالأمور الجزئية المعينة خلافًا لمن أنكر ذلك وقال إنه يعلم الكليات دون الجزئيات فالقدر يتضمن العلم القديم والعلم بالجزئيات الثالث أنه يتضمن أنه أخبر بذلك وأظهره قبل وجود المخلوقات إخبارًا مفصلاً فيقتضي أنه يمكن أن يعلم العباد الأمور قبل وجودها علمًا مفصلاً."
يعلم يعلم..
"فيقتضي أنه يمكن أن يعلَم العباد.."
أو يعلِّم.. أو يعلَم العباد الأمور..
طالب: .......
أو يَعلَم العباد لتعليمه إياهم أو يُعلِم العباد الأمور قبل وجودها والمعلم هو الله جل وعلا.
"فيقتضي ذلك أن يَعلَم العباد الأمور قبل وجودها علمًا مفصَّلاً فيدل ذلك بطريق التنبيه على أن الخالق أولى بهذا العلم."
لأنه مصدر هذا العلم من الذي علم العباد من الذي علم آدم الأسماء كلها؟ هو الله جل وعلا ومن لازم ذلك أن يكون الله جل وعلا أولى بهذا العلم.
"فيدل ذلك بطريق التنبيه على أن الخالق أولى بهذا العلم فإنه إذا كان يعلم عباده فإنه إذا كان يعلم عبادُه بذلك فكيف لا يعلمه هو الرابع أنه يتضمن أنه مختار لما يفعله محدث له بمشيئته وإرادته ليس لازمًا لذاته الخامس أنه يدل على حدوث هذا المقدور وأنه كان بعد أن لم يكن فإنه يقدّره ثم يخلقه."
قف على هذا اللهم صل على محمد..
الفلاسفة يقولون إن الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات وعندهم بسبب ذلك وغيره من المضحكات ما يضحك منه المجانين كل هذا لبعدهم عن كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- يعني من أقرب ما بلغنا من النكت المتعلقة بهم واحد من الطلاب المعاصرين يقول يبشر أباه بأنه صار دكتور قال تعالج الناس؟ قال لا، قال في أي شيء؟ قال في الفلسفة دكتور في الفلسفة قال وش الفلسفة ما أعرفها؟ وجالسين على الغداء والغداء عليه دجاجة واحدة قال أستطيع أن أقنعك أن على الطبق دجاجتين ما هي واحدة قال تستطيع؟! قال نعم أستطيع قال أجل أنا الدجاجة هذي لي والثانية لك! هل يستطيع والا ما يستطيع؟!