الوصية بتسوية الصفوف

لا شك أن تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وجاء عن الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يلزق أحدهم قدمه بقدم جاره في الصلاة في الصف، فلا شك أن مثل هذا من تمام المصافّة والمحاذاة بالأقدام، لكن مع ذلك تبقى المحاذاة بالمناكب؛ لأن بعض الناس يفهم أن المصافّة وإلزاق القدم بالقدم من غير محاذاة بالمناكب فيبعد ما بين رجليه فيجعل ما بين قدميه مترًا، بحيث يكون بقدر جسمه أكثر من مرة، مرة ونصف ومرتين، ويقول: إنه تمت المصافة وتمت المحاذاة، هذا الكلام ليس بصحيح، وإنما المقصود أن يحاذي بالمنكب والقدم، بمعنى أن الإنسان يأخذ مكانه في الصف بقدر جسمه لا يزيد على ذلك، فلا تتم المصافّة ولا المحاذاة بالأقدام فقط، وإنما تكون مع الأقدام بالمناكب، والمقصود من ذلك ألا يأخذ الإنسان من الصف أكثر مما هو بقدر جسده؛ لأن كثيرًا من الناس تجده يصف ويزاحم الناس بقدميه ويتابع أقدام الآخرين وما بين قدميه أكثر من متر، وما بين منكبيه نصف متر، هذه ليست محاذاة ولا مصافّة، ولا تتم بها ولا تطبق بها السنة.