القبر نعمة من نعم الله -جل وعلا- على بني آدم، قال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: 21] وهذا امتنان من الله -جل وعلا-، فإذا تصورنا حال الشخص الذي لا يدفن، ماذا تكون حاله، وماذا تكون حال أهله! وتصور أنه يلقى في البراري والقفار أو بين الناس في الأزقة، أو في البيوت فيؤذيهم برائحته ونتنه، ويتأذون بمرآه، بعد أن كان عزيزًا لديهم صار جيفة! لكن من نعم الله -جل وعلا- أن ألهم الغراب؛ ليريه كيف يواري سوءة أخيه.
وعند الهندوس وغيرهم مسألة الإحراق، حيث يحرقون الإنسان إذا مات، وقد جاء شخص في الهند وأعلن إسلامه، فسُئل لماذا أسلمت؟ فأخبرهم أن أمه ماتت، فذهب ليحرقها على عادتهم، فجمع لها الحطب العظيم، فأشعل هذا الحطب، فأكلت النار الكفن فقط وانطفأت، وبقيت أمه عارية أمام الناس كما خُلقت، فجمع لها حطبًا مرة ثانية فأحرقها، ثم جاء ليعلن إسلامه، وقال: لو لم يكن في دينكم إلا قبر الميت لكفى، فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.