كتاب بدء الوحي (023)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
ففي الحديث الثاني يقول الإمام -رحمة الله عليه-:
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- أن الحارث بن هشام سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي)) وقفنا على هذا وأردنا الإشكال الذي يورده أهل العلم في تشبيه الوحي بالجرس، والوحي محمود والجرس مذموم، وجاء فيه ما جاء في صحيح مسلم وغيره أن ((الجرس مزمار الشيطان)) و((لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس)) ذكرنا أن الأمة ابتليت بهذه الأجراس بحيث لا يكاد يفك منها إلا القليل النادر، إلا القليل النادر والإنكار في مثل هذه الحال كان في أول الأمر قوي، والناس يحتسبون في هذا المنكر ثم بعد ذلك بدأ الإنكار هذا يتضاءل ويخفت شيئاً فشيئاً حتى قل بل ندر، ووجد من ينازع في هذه النغمات، هل هي تدخل في المزمار المنهي عنه، حتى وجد من يبعث أقوال كانت مهجورة لا سميا في بلادنا، من إباحة المعازف والأغاني نعم، أثيرت وبعثت من جديد، وصار لها من ينافح عنها ويدافع ويتبناها، والله المستعان.
وقلنا: بالنسبة لنغمة الجوال أن الذي يضعها في جواله من النغمات المحرمة أنه متسبب، والذي يثيرها بالاتصال هو المباشر، والقاعدة عند أهل العلم أن المباشرة تقضي على أثر التسبب ما لم يكن المباشر غير مكلف، الدابة إذا أتلفت هي مباشرة، لكن صاحبها الذي أهملها هو المتسبب، يكون الضمان عليه، الصبي والمجنون إذا مكنه وتركه وليه وأهمله بحيث يفسد أموال الآخرين يضمن وليه وإن كان غير مباشر، هنا من يعلم أن هذه النغمة موسيقية ومحرمة..، على فكرة اللجنة الدائمة للإفتاء -وفقهم الله- أفتوا بتحريم النغمات الموسيقية، لكن بعض الناس ينازع في دخول ما وضعه في جواله في إطار المنهي عنه، يقول: هذه ليست نغمة، وليست موسيقى، على كل حال قلنا في الدرس الماضي وقبله مراراً أن الحد الفاصل هو الجرس، جرس الدواب فما كان مثله في الطنين والإطراب فهو ممنوع، وما كان فوقه فهو أولى، وما كان دونه فهو محل النظر، نعم؟
طالب:........
لا، لا، هو الذي أثاره، من المباشر؟
طالب:........
لا، لا، ما يقال هذا أبداً؛ لأنه أيضاً إذا إنسان مثلاً قلنا بهذا الكلام قلنا: إن شخصاً كبيراً مكلفاً عاقلاً دفع إلى طفل مسدس وقال: أقتل فلان فقتله نقول: المباشر الآلة المسدس؟
طالب:........
لا، لا، هو المباشر هو الذي قتل، لا، لا، هو المباشر وإلا لا يوجد مباشر على هذا، هذا هو المباشر، لكن لو أعطاه سكيناً وقتل به قلنا: هو المباشر، ما نقول: المباشر السكين.
طالب:........
لا، لا، إذاً تنتهي مسألة المباشرة، يكون ما في مباشر.
طالب:........
لا، لا، ما....، المباشر هو الذي قطع والذي قتل، لو وضعت السكين بجانبه ما صنعت شيئاً.
طالب:........
ولو ترك الجوال بدون اتصال ما فعل شيئاً.
طالب:........
لكن افترض أنه متسبب أيهما أقرب إلى المباشر؟
طالب:........
الذي اتصل إيه.
طالب:........
لا، لا، هو إذا وجد متسبب بعيد ومتسبب قريب نزلنا القريب منزلة المباشر، وانتهى الإشكال.
طالب:........
بالبعيد والقريب؟ يعني الذي باع السكين مثل الذي باشر القتل؟ مسألة الجوال هذه ما زلنا إلى الآن وأنا ذكرت في الدرس الماضي أنه ما يلزم بعد أن نرجح، ما يلزم إطلاقاً.
طالب:........
لا شك أن لكل نصيبه من الإثم، ما يبرأ صاحب الجوال، يقال: والله ما صلح شيء لأنه ليس بمباشر، وليس المراد من الكلام من أوله إلى آخره أن نبرأ صاحب الجوال أبداً، لا هو باشر الوضع، هو باشر، يعني عندنا أمور عندنا وسائل وغايات ووسائل تقرب من الغايات ووسائل تبعد عندنا مثل هذا النوع نظائر كثيرة، فعلى كل حال مثل قلت أنا الدروس ليست دروس تلقينية، فالإنسان أنتم طلاب العلم وعلى مستوى المسؤولية، كل واحد ينظر المسألة بنفسه.
طالب:........
لو أخبرته كان...، على كلٍ نستمر في شرح الحديث، شرح الحديث لن يطول -بإذن الله- يعني ننهيه قبل الإجازة، يعني ننهيه قبل الإجازة، على أن الإجازة يمكن تقدم، الآن الامتحانات متى بالضبط؟ لأن عندنا دورة في مكة تبدأ من أول شهر ستة قالوا: إن الامتحانات قدمت، وقدمت الدورة تبعاً لها.
طالب:........
لا ما هو بالعام ما علينا من العام...... طلاب الجامعات يا أخي، تسعة وعشرين؟ ها؟
طالب:........
إيه لعله الأسبوع القادم يكون آخر شيء -إن شاء الله- ونكون انتهينا من الحديث، نكون انتهينا من الحديث.
طالب:........
......الأسبوع الجاي تسعة عشر، الأسبوع الجاي يبدأ من السبت التاسع عشر نستمر إلى أربعة وعشرين إلى الثلاثاء ثم بعده نوقف.
طالب:........
كل الدروس، كلها، ماعدا التفسير، التفسير في عصر الاثنين وعصر الجمعة لن يقف -بإذن الله- ما دمت موجوداً في الرياض.
يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((وهو أشده علي)) يعني أشده الضمير أشده المقصود الوحي، أشد الوحي، وتقدير الشراح أي أشد أنواع الوحي يقتضي أن يكون الضمير أشدها، وهو أشدها أي الأنواع، وإذا قلنا: أشده فالمراد به الوحي، ويفهم من أفعل التفضيل (أشد) أن الوحي كله شديد، أن الوحي كله شديد، هاه؟
طالب:........
{قَوْلًا ثَقِيلًا} [(5) سورة المزمل] وسيأتي في كلام عائشة "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقاً" وفي بعض الأحوال: "إنه ليخط" يعني من شدة ما ينزل إليه، من أين أخذنا أن الوحي كله شديد؟ من أفعل التفضيل، وأن أفعل التفضيل تقتضي مشاركة شيئين أو أشياء في وصف وهو هنا الشدة، يكون بعضها وهو المفضل أدخل في هذه الصفة من غيره، ولكن هذا النوع أشد، لماذا؟ كان هذا النوع أشد؟ قالوا: لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة يعني فهم كلام من صوت مثل صلصلة الجرس، صوت متدارج لا شك أنه أشد من فهم الكلام العادي، من كلام الرجل بالتخاطب المعهود هذا سهل، أما الصوت المشبه لصوت صلصلة الجرس فهذا لا شك أنه شديد، يعني من باب التقريب من باب التقريب البرقيات هي في الأصل أصوات متدارجة، ما في حروف على ما نعلم، ثم... ها؟
طالب:........
إشارات ورموز وأصوات المقصود أن فهمها أشد، فهمها أشد من الكلام العادي، وإذا جئت إلى كلام من لا يحسن الكلام يتكلم بالإشارة مثلاً تجد فهم كلامه أشد من فهم الكلام العادي، فيكف بأصوات متداركة مثل صلصلة الجرس؟!
قال -عليه الصلاة والسلام-: ((وهو أشده علي)) وعرفنا سبب الشدة، وأما فائدة هذه الشدة فائدتها ما يترتب على المشقة، من زيادة الزلفى ورفع الدرجات، ما يترتب على هذه الشدة أو ما يترتب على هذه المشقة من زيادة الزلفى ورفع الدرجات، هل نقول: إن مثل هذا هذه الشدة المصاحبة لهذا النوع من الوحي يكون ثبوت الوحي في القلب أشد وأمكن؛ لأن الكلام الذي يتلقى بسهولة يفقد بسهولة، والكلام الذي يتلقى بصعوبة يثبت ويرسخ؟ مثل ما قلنا عن بعض المتون التي عباراتها مستغلقة وصعبة، إذا تجاوزه طالب العلم انتهى خلاص رسخت في قلبه، بينما الكلام السهل السلس هذا يفهم ويفرغ منه بسرعة ثم بعد ذلك ما النتيجة؟ وقلنا مراراً تصنيف المتون من قبل أهل العلم بطرق معتصرة لا أقول: مختصرة، وبضمائر متعددة، وبجمل معترضة، ثم يعود إلى الكلام الأول ثم يتركه، من طرائق المؤلفين الذين لا يريدون بذلك تعذيب طلاب العلم، ليس قصدهم تعذيب طلاب العلم، وإنما تربية طلاب العلم، لذلك مثل مختصر خليل عند المالكية في فهمه وعورة شديدة، وزاد المستقنع أيضاً في فهمه استغلاق على كثير من طلاب العلم، ولذلك هو المعتمد في بلادنا لتدريس الفقه الحنبلي، إلى أن توسع الناس وصاروا يدرسون كل ما وقفوا عليه، المقصود أن هذه الشدة نتيجتها الثبات، زيادة الثبات، ليس المقصود بها التعذيب إنما ليثبت الكلام، فهل نستطيع أن نقول: إن إتيان الوحي على مثل صلصلة الجرس يقصد به الثبات في قلبه -عليه الصلاة والسلام-؟ نعم؟
طالب:........
لكن الأنواع الثانية هل يتصور أنه يضيع منها شيء حينما يتمثل له الملك رجلاً؟ نعم؟
طالب:........
زيادة الأجر معروفة، يعني مع المشقة يزداد الأجر، لكن هل نقول: إنه بهذا...، مثلما قلنا في متون كلام البشر إذا كان الكلام صعب ثبت في الذهن، وإذا كان سهل نسي بسرعة، هاه؟
طالب:........
سيأتي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يعالج من التنزيل شدة، وكان إذا تكلم جبريل بكلمة رددها النبي -عليه الصلاة والسلام- وراءه مباشرة، ثم ضمن له حفظه، ضمن له الحفظ فصار دوره الاستماع فقط، ثم بعد ذلك يقر في ذهنه، ولا فرق بين أن يلقى إليه بطريقة أشد أو بطريقة دونه، فلا يتأتى مثل الكلام الذي نقوله بالنسبة للوحي.
قالوا: والظاهر أن ذلك لا يختص بالقرآن، يعني هذا الشدة ونزول الوحي لا يختص بالقرآن؛ لأن كلامه -عليه الصلاة والسلام- وحي، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(4) سورة النجم] كثير ما يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الشيء ثم يسكت، ثم بعد ذلك يقول: ((أين السائل؟)) فيخبره بالجواب وسكوته انتظاراً للوحي، وإن استنبط بعضهم أنه يستفاد من هذا السكوت أن المفتي عليه ألا يتعجل ولا يسرع في الإجابة، ويكون في هذا تربية للمفتين ألا يتعجلوا وبعض من يتعرض لهذا المجال للإفتاء تجده يجيب قبل أن يتم السؤال، يسابق السائل، وهذا في الغالب يكثر خطؤه وزلـله، ينتظر حتى يتم السؤال ويستفهم ويستوضح عما يحتاج إلى إيضاح، ثم بعد ذلك يجيب، بعد أن يتصور المسألة تصوراً تاماً، وذكرنا أنه فيما نشر في وسائل الإعلام سائل يسأل يقول: إن ولده يضربه، الولد يضرب الأب هذا السؤال؟ فالجواب بسرعة ما يحتاج إلى أن يتريث هذه طريقة شرعية، التأديب مطلوب ((اضربوهم عليها لعشر)) هذا أصل في الباب.
طالب:.......
نعم عكس عكس تماماً، سببه الاستعجال، وإلا ما يعرف أن المسألة من عظائم الأمور؟ إذا نهي عن التأفيف فكيف بالضرب؟ لكن سببه الاستعجال، والاستعجال يقع فيه صاحبه في أمور مضحكة، سمعتم كثيراً من هذا النوع، والنبي -عليه الصلاة والسلام- إذا سئل سكت ينتظر الجواب.
والظاهر أن ذلك لا يختص بالقرآن كما في حديث لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج، فإن فيه أنه رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- حال نزول الوحي عليه، وإنه ليغط، يسمع له غطيط وخطيط، مثل ما يسمع للنائم، يعني من شدة ما يلقى عليه.
قال بعد ذلك: ((فيفصم عني)) فيفصم عني، إن كان معكم الطبعة التي فيها فروق النسخ، تجدون في الحاشية رقم إحدى عشر صح، ط ورمز أبي الوقت، نعم فيفصم، فيفصم، فيكون من فصم يفصم مضارع فصم، فصم يفصم من باب ضرب، يعني من الثلاثي، من الثلاثي، والمراد قطع الشدة، قطع الشدة، أي يقلع، وينجلي ما يغشاني من الكرب والشدة، هذا على الضبط يفصم بفتح أوله وكسر ثالثه من باب ضرب، وأما على يُفصم فهو من الرباعي، نعم؟
طالب:........
ويش هو؟ ها؟
طالب:........
اللي عندنا التي اعتمدت في السلطانية يُفصم، السلطانية، وفي الحاشية ذكروا أن رواية أبي الوقت: يَفصم، ويش عندكم؟
طالب:........
هو قدم هذه الرواية، وإن كان عمدة الحافظ ابن حجر ومعوله على رواية أبي ذر، ويشير إلى ما عداها عند الحاجة، بضم الياء يُفصم من الرباعي يقال: أفصم المطر إذا أقلع، وأصل الفصم القطع، ومنه قوله تعالى: {لاَ انفِصَامَ لَهَا} [(256) سورة البقرة] وقيل: الفصم بالفاء القطع بلا إبانة، وبالقاف القطع بإبانة، الفصم بالفاء الفصم بلا إبانة وبالقاف بلا إبانة، وعلى هذا أيهما أبلغ أن ينفى الفصم أو ينفى القصم؟ يعني الآية: {لاَ انفِصَامَ لَهَا} [(256) سورة البقرة] هل الأبلغ أن ينفى الفصم أو ينفى القصم إذا قلنا: الفصم بلا إبانة والقصم بالإبانة؟ يعني فرق بين أن تأتي بعصا فتثنيه فينكسر، لكن ما يبين نصفه عن النصف الثاني، يبقى متعلق أحد طرفيه بالآخر، والقصم إذا أبنت كل واحد منهما وجعلت كل واحد منهما في جهة، هذا قصم، وإذا دعوا على ظالم ما قالوا: فصم الله ظهره، إنما يقولون: قصم الله ظهره، وهنا {لاَ انفِصَامَ لَهَا} [(256) سورة البقرة] الأبلغ بالفاء أو بالقاف؟ الآية {لاَ انفِصَامَ لَهَا} [(256) سورة البقرة] على الكلام الذي جعلوه بالفاء بلا إبانة وبالقاف بالإبانة؟ يبقى أن ما جاء في الآية أبلغ من القاف، لماذا؟ لأنه إذا نفي من دون إبانة فلئن ينفى مع الإبانة من باب أولى، إذا نفي الأقل نفي الأشد من باب أولى، وهنا: فيَفصِم أو فيُفصم ما قال: يقصم، أيهما أبلغ هنا بالفاء أو بالقاف؟ بالقاف؟
طالب:........
نعم؛ لأنه سيعود، نعم، وذكره هنا بالفاء إشارة إلى أن الملك فارقه ليعود؛ لأن الصلة ما زالت موجودة، فارقه ليعود والجامع بينهما بقاء العلقة، يعني التعلق بينهما ((وقد وعيت)) أي: فهت وحفظت وجمعت ((عنه ما قال)) "عنه" أي عن الملك "ما قال" أي: القول الذي قاله مما نقله عن الله -جل وعلا-، "ما قال" الآن قال: مسند فأين المسند إليه؟ المسند إليه الملك، المسند إليه الملك، ما تعرفون الإسناد والمسند والمسند إليه؟ المسند الفاعل والخبر، والمسند إليه المبتدأ والفاعل، وهنا الفاعل الملك، وإسناد الوحي إلى قول الملك هنا، هنا في إسناد القول إلى الملك، ما قال: وقد وعيت عنه ما نقل، إنما قال: وعيت عنه ما قال، هل يقتضي بحال من الأحوال أنه ابتدأه من عنده؟ لا يجزئ؛ لأن القول يسند إلى من تكلم به مبتدئاً أو ناقلاً وآثراً، ففي هذا إسناد الوحي إلى الملك ولا معارضة بينه وبين قوله تعالى عن الوحيد: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [(11) سورة المدثر] من هو؟ الوليد بن المغيرة من قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} [(25) سورة المدثر] يعني ما الرابط بين قول هذا الوحيد وبين قوله: ((وقد وعيت عنه ما قال))؟ ولا معارضة بينه وبين قوله تعالى عن الوحيد من قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} [(25) سورة المدثر] نعم؟
طالب:.........
هو سيق بسياق..، سيق على جهة الإنكار لا شك، لكن الآن القول المسند عندنا هل هو قول البشر؟ الآن المسند إلى ملك؟ نعم؟
طالب:........
هو إذا تصور أنه قول ملك تصور أنه قول بشر، إذا تصور أنه قول ملك وأنه هو الذي أنشأه سهل تصور أنه قول بشر، لا سيما وأنه جاء في القرآن الإسناد مرة إلى الملك والإسناد مرة أخرى إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لماذا؟ لأنهم كانوا ينكرون الوحي، المشركون ينكرون الوحي، وينكرون مجي الملك به، لأنهم يسندونه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو أنه تعلمه من غيره من البشر، فالوحي تارة ينسب إلى الملك، وتارة ينسب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكل ذلك بلفظ الرسول، بلفظ الرسول، ما نسب إلى جبريل ولا نسب إلى محمد -عليه الصلاة والسلام-، لكن نسب إلى محمد في سورة الحاقة بلفظ الرسول، ونسب إلى جبريل بلفظ الرسول أيضاً، لماذا؟ للدلالة على أنه ليس من قوله هو إنشاءً، وإنما أرسل به من غيره، فالرسالة متصورة من اللفظ، فلا يتطرق احتمال من يأتي ويقول: ما دام في القرآن إسناده مرة إلى جبريل ومرة إلى محمد فكيف ندعي أنه من عند الله؟ ولو زعموا أن بعضه من الله وبعضه من محمد وبعضه من جبريل بحسب الإسناد، نقول: لا، لفظ الرسول يدل على أن من أسند إليه مرسل، مرسل من غيره، فالوحي تارة ينسب إلى الملك، وتارة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكل ذلك بلفظ الرسول، ففي سورة الحاقة يقول الله -جل وعلا-: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(39-40) سورة الحاقة] قول رسول كريم يعني لو قيل هذا قاله محمد بنص الآية، نقول: لا يجوز أن تقول: قاله محمد إلا بلفظ الرسالة؛ ليتضح للسامع ويستقر عنده أن محمد مرسل به لا من عنده وتلقاء نفسه، وفي سورة التكوير قال: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [(19-21) سورة التكوير] يعني جبريل -عليه السلام-، وأضافه إليهما بلفظ الرسالة على معنى التبليغ؛ لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل؛ لأن من شأن الرسول أن يبلغ عن المرسل وهذا أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه، والحافظ ابن كثير في تفسيره -رحمه الله-، في (فتح المبدي شرح مختصر الزبيدي) وشرح التجريد للشيخ عبد الله الشرقاوي يقول: سماع الملك وغيره من الله تعالى ليس بحرف ولا صوت، بل يخلق الله للسامع علماً ضرورياً، فكما أن كلامه تعالى ليس من جنس كلام البشر فسماعه الذي يخلقه لعبده ليس من جنس سماع الأصوات، هذا الشرقاوي يعني عنده مخالفات عقدية في الصفات، ومنها: صفة الكلام، و....... على مذهب الأشعرية، وفيه أيضاً مسحة تصوف، ووقوعه في شيخ الإسلام وابن القيم يعني في مواضع من كتابه، على كل حال الشرح يستفاد منه، ومناسب للمختصر، يعني شرح مختصر في ثلاثة أجزاء صغيرة، لكن يتقى مثل هذه المخالفات، يعني في كتاب الطلاق وأطال ابن القيم في الانتصار لشيخه التابع للروافض والخوارج، يعني ما هو في كل مسألة يعني في هذا المسألة مسألة طلاق الحائض وطلاق الثلاث، فلا يستبعد أن يقول: وسماع الملك وغيره من الله تعالى ليس بحرف ولا صورت؛ لأن له رأي في الصفات، وصفة الكلام منها، بل يخلق الله للسامع علماً ضرورياً، فكما أن كلامه تعالى ليس من كلام جنس البشر فسماعه الذي يخلقه لعبده ليس من جنس سماع الأصوات، والصواب المعروف الذي أتفق عليه سلف هذه الأمة وأئمتها أن الله -سبحانه وتعالى- يتكلم بحرف وصوت، بصوت يسمع كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وقرره علماء الإسلام مع اعتقاد عدم مشابهته لأصوات المخلوقين، بل نثبت له -سبحانه وتعالى- ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله -عليه الصلاة والسلام-، كما يليق بجلاله وعظمته.
في (عون الباري) لصديق حسن خان، وهو أيضاً شرح للمختصر، شرح للتجريد، شرح للتجريد، يقول: وفي الباب أحاديث تدل على أن العلم بكيفية الوحي سر من الأسرار التي لا يعقلها العقل، وفي الباب أحاديث تدل على أن العلم بكيفية الوحي سر من الأسرار التي لا يدركها العقل، وفيه دلالة على أن سماع الملك وغيره من الله تعالى يكون بحرف وصوت يليق بشأنه سبحانه، يليق بشأنه سبحانه قد دلت الأحاديث الصحيحة الكثيرة على ذلك خلافاً لمن أنكره فراراً عن التشبيه، وأوله بخلق الله للسامع علماً ضرورياًَ، والسنة المطهرة ترده كما هو مقرر في محله، يعني عندنا للتجريد شرحان: الأول: (فتح المبدي) وعرفنا ما فيه من مخالفات، والثاني لصديق حسن خان واسمه: (عون الباري) عون الباري طبع في حياة مؤلفه بحاشية (نيل الأوطار) بحاشية نيل الأوطار، شوف الآن يطبع كتابه وهو الذي طبعه بحاشية نيل الأوطار، نريد أن نقارن لأنه طبع أكثر من كتاب، وطبع تفسير ابن كثير بحاشية تفسيره، فجعل تفسيره هو الأصل والذي في الحاشية ابن كثير، وهنا جعل نيل الأوطار هو الأصل وبحاشيته شرحه لمختصر البخاري، لماذا؟ لأن له عناية تامة بالشوكاني وكتبه، فآثر الشوكاني في صلب الكتاب، وجعل له الحاشية، بينما ابن كثير جعل كتابه هو الأصل والتفسير بالحاشية مع أن المفترض العكس؛ لأن كتابه فرع ما هو بأصل، عنايته بالشوكاني -رحمه الله-، وإن كان اتهم باتهامات كثيرة حول النقل الحرفي من كتب الشوكاني، ويزيد عليها أشياء يسيرة، وينسبها لنفسه، حتى قال بعضهم: أنه ليس هو الذي تولى هذه الأمور وأنه في الأصل ملك ما هو من أهل العلم الراسخين فيه، على كل حال هو له عناية بالشوكاني وكتبه، هذه العناية هي التي جعلته يتصرف مثل هذا التصرف، ووضعوا مقارنة بين الروضة الندية وبين الدرر المضيئة، الدراري المضيئة في شرح الدراري البهية أو العكس، المقصود أن هذا للشوكاني وهذا لصديق، يعني لما طبعوا الروضة الندية، وقد طبعت قبل كتاب الشوكاني الذي هو الأصل، ثم طبعوا كتاب الشوكاني فجردوه من الزيادات وأضافوا زيادات صديق في الحاشية، فتبين صحة ما يقال من أنه ولا نقول دائماً: أنه يأتي إلى كتب الشوكاني ويزيد عليها، ويزيد عليها، ويبين الخلل إذا طبع كتاب حاشية كتاب، وأنت تقرأ هذا الكتاب وبجانبه هذا الكتاب يبين الخلل، أما هذا يطبع في جهة وذاك في جهة قد لا يتبين، أو لا يكتب له اشتهار الكتاب الثاني فلا يطبع أصلاً، فيستمر الستر على صاحبه، المقصود أن كتاب صديق هذا لمن أراد أن يقرأ في التجريد نافع، وليست فيه مخالفات إلا يسيرة جداً، مخالفات يسيرة حتى في تفسيره بعض الألفاظ التي أنكرت عليه، وكتب له ابن سحمان كتاب، وألف (تنبيه ذوي الألباب السليمة) وعلى كل حال هي يسيرة بالنسبة لمخالفات غيره إلا أن الذي ينبغي أن يبين في مثل هذا أن (عون الباري) هذا تسعين بالمائة منه منقول من إرشاد الساري بحروفه، بحروفه، وله إضافات وله إضاءات نافعة وتوضيحات، لكن تسعين بالمائة منه مأخوذ من إرشاد الساري، والذي يوضح هذا ويبينه أن كتاب الإيمان، بدأ الوحي والإيمان مطبوع مع إرشاد الساري، يعني النووي ثم إرشاد الساري ثم عون الباري، تقرأ الثلاثة في صفحة واحدة، مثل هذا يكشف مثل هذه الأمور، وعلى كل حال من أراد شرحاً مختصراً للتجريد عليه بكتاب صديق، وإن كان مأخوذ من إرشاد الساري؛ لأن الذي يريد أن يختصر على المختصر يصعب عليه أن يراجع أصول شروح الأصل، يبي يراجع فتح الباري وإلا عمدة القاري يقتصر على هذا، هذا الكلام جره الكلام في الكتابين، النقل عن فتح المبدي، وإحنا جرت عادتنا أننا إذا تعرضنا لكتاب أننا نستطرد فيما يتعلق بالكتاب، وبعض الطلاب يقولون: إنهم يستفيدون من مثل هذا.
يقول: وفيه دلالة على أن سماع الملك وغيره من الله تعالى يكون بحرف وصوت يليق بشأنه سبحانه، وقد دلت الأحاديث الصحيحة الكثيرة على ذلك، خلافاً لمن أنكره فراراً عن التشبيه، وأوله بخلق الله للسامع علماً ضرورياً، والسنة المطهرة ترده كما هو مقرر في محله، أيهما أقدم الشرقاوي أو صديق؟
طالب:.......
لا، الشرقاوي مات قبل الثلاثمائة، قبل ألف وثلاثمائة، ألف مائتين وثمانين أو سبعين، وصديق مات سنة ألف وثلاثمائة وسبعة.
هذا الذي تقدم ((أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس)) أحد أنواع الوحي، والثاني: هو الذي أشار إليه -عليه الصلاة والسلام-: ((وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً)) رجلاً في الحاشية من الفروق، يقول: على مثال رجل، نعم؟
طالب:........
إيه، على كل حال أنه إذا أفاق -عليه الصلاة والسلام- وعى عنه ما قال، وعى عنه ما قال، وما عدا ذلك الله أعلم.
طالب:........
على كل حال بيأتي تفصيل جميع الأنواع -إن شاء الله-.
النوع الثاني: هو الذي أشار إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً)) في الحاشية في الفروق قال: ط على مثال رجل، وعرفنا أن الطاء رمز لأبي الوقت عبد الأول، نعم لأبي الوقت، ((وأحياناًً يتمثل)) أي: يتصور ((لي)) أي: لأجلي، فاللام تعليلية، وفي رواية: ((إلي)) في السلطانية ما في رمز على (لي) ولا رقم، مما يدل على أنه فات هذه الطبعة، وهي مأخوذة من اليونينية، فاتها بعض الرموز، وقد يتصرف من مثل اليونيني فلا يثبت بعض الرموز التي لا يرى فيها فائدة، (لي) و(إلي) قد يرى أنها ليس فيها فائدة، وفي شرح ابن رجب فروق لا توجد عن اليونيني ولا غيره، مما يدل على إحاطة الحافظ ابن رجب برواية البخاري -رحمه الله-، وفي رواية: ((إلي)) والتمثل مشتق من إيش؟ من المِثْل أو من المَثَل؟ يتمثل: يتصور، يتمثل: يتصور، والتمثل مشتق من المِثْل وإلا المَثَل؟ المِثْل، وهل في هذا التمثل مستمسك لمن يقول بجواز التمثيل؟ كما استدلوا بحديث الثلاثة: الأقرع والأعمى والأبرص، تمثل لهم الملك وجاء كل واحد بصورته......
في قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((وأحياناً يتمثل لي الملك)) يعني يتصور، والسؤال الذي أورد أنه هل يمكن أن يستدل بمثل هذه الكلمة على جواز التمثيل أو على مشروعية التمثيل؟ أولاً: التمثيل فعل وقول مخالف للواقع، التمثيل مخالف للواقع بالقول والفعل، وعلى هذا هو داخل في حيز الكذب، هو داخل في حيز الكذب، فالأصل فيه المنع، المنع ومثله المناظرات الوهمية التي يعقدها شخص واحد يجعل نفسه أكثر من واحد، المناظرات قد تكون على لسان من لا يتكلم، مناظرات بين الطيور ومناظرات بين الحيوانات ومناظرات بين علوم، قال علم التفسير كذا وقال علم الحديث كذا، وقال علم الفقه كذا، المناظرات موجودة، يبين فيها فضائل هذه العلوم، كل علم يتكلم بلسانه يبين فضله، هذا مطابق للواقع وإلا مخالف؟ مخالف، إذاً هو كذب، المقامات حدث الحارث بن همام قال ما في حارث ولا همام، نعم؟ كيف؟
طالب:........
نعم إلقاء الطرائف على ألسنة من لم يقلها، وابتلي بعض الجهات بهذه الطرائف، هذه تختلف، هذه ما يختلف أحد في كونها محرمة، ما يختلف أحد في كونها محرمة، يعني إذا نسبت إلى شخص أو إلى جهة لم يقلها، هذا لا شك أنه تقول، وكثيراً ما تكون فيما يتأذى به من نسبت إليه، عندنا الآن التمثيل والمناظرات والمقامات، المقامات ألف فيها أهل العلم وتداولوها، وأفاد منها طلاب العلم، وحفظت كثير من مفردات اللغة، وجملها التي طالب العلم بأمس الحاجة إليها، المناظرات تعقد مناظرة بين شخص وخصمه، وفي شفاء العليل لأبن القيم ومناظرة بين سني وجبري، ومناظرة بين سني وقدري، مناظرات كثيرة يعقدها ابن القيم، مناظرة بين ذي لحية ومحلوقها، هذه مناظرة طبعت قبل خمسين سنة، نعم أو ستين سنة، وكان الذي عقدها ملتحياً، طبعت الطبعة الثانية وقد أزالها أزال اللحية، ومازالت المناظرة باقية ويذم حلق اللحى -نسأل الله الثبات-، المقصود أن مثل هذه المناظرات هي مخالفتها للواقع ما في إشكال هي مخالفة للواقع، يعني ما يمكن أن يقول علم التفسير: أنا شرفي بشرف المقصود، وأنا أفسر كلام الله -جل وعلا-، ما يمكن، وعند أهل العلم ما يرددونه كثيراً من لسان المقال ولسان الحال، علي -رضي الله تعالى عنه- لما دخل المقبرة خاطب القبور، وخاطب المقبورين، وردوا عليه، أو هو رد على نفسه "أما نساؤكم فقد تزوجت، وأما أموالكم فقد قسمت" المقصود أن مثل هذا موجود في كلام أهل العلم، فهل يمنع لمخالفته الواقع ودخوله في حيز الكذب أو نقول: لما يترتب عليه من مصلحة راجحة يؤذن فيه؟ وقد أبيح الكذب في مواطن رجحت فيها المصلحة؟ نعم؟
طالب:.......
ونزيد كل هذه الأمور حتى التمثيل.
طالب:.......
نعم قد تترجح قد يكون عليه..، فيه مصلحة؛ لأن بينان المطلوب بالفعل أقوى من بيانه بالقول، لكن البيان الذي نحتاج فيه إلى مخالفة الواقع، ونتعدى فيه ما جاء في الشرع، يعني هل فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- ولو مرة واحدة وقد وكل إليه بيان الشرعية؟ نعم؟
طالب:.......
هناك كذب بالقول وكذب بالفعل -لو حصل- وقد حصل، المرور قال: لما كثر الناس وهم يفتشون على الرخص قال: الذي ما معه رخصة يقف، يعني الذي مشى وهو ما معه رخصة كاذب وإلا صادق؟
طالب:.......
بالفعل، بالفعل، كأنه قال: أنا عندي رخصة، نقول: هذه الأمور لا بد من تحريرها، فما يترتب عليه مصلحة راجحة ولا يترتب عليه مفسدة بحال من الأحوال، مثل هذا كلام أهل العلم يحتمله، وقد جاء في النصوص ما يدل على بعضه من إباحة بعض أنواع الكذب، لكن هل يمكن أن نستدل بحديث الباب وحديث الثلاثة؟ الأقرع والأعمى والأبرص على جواز التمثيل؟ من الذي أذن بمثل هذا؟ هو الله -جل وعلا- الذي يملك، فكونه يأذن به غيره ممن لا يملك يختلف الحكم، هاه؟
طالب:.......
يعني إذا كانت العلة موجودة في إرسال الملك إلى الثلاثة، لكن هل الهدف في كثير من التمثيل الإصلاح أو الترويح؟ هاه؟
طالب:.......
ها؟ ويش هو؟
طالب:.......
الترويح الملحوظ فيه أكثر، ولا يباح الكذب من أجل الترويح، وقد يرتكب في ثنايا هذا الترويح أمور محرمة أخرى، وهذا هو الحاصل في واقع التمثيل والممثلين، لكن لو افترضنا أن فئة من أهل الفضل والاستقامة قالوا: لن نرتكب في هذا محظور وهدفنا الإصلاح لا الترويح، نعم يعني المسألة مفترضة في مثل هذا، يمكن أن يقال: إن التمثيل إذا قصد به الإصلاح المحض دون ما يصاحبه من ترويح إلقاء الكلام أخف منه، ما هو المقصود بأنه يستمع من يراد توجيه أو يصغي من يراد توجيه؟ يصغي للكلام أكثر من التمثيل إذا كان جاد، وعلى كل حال لا داعي له، وإن كان العلماء اختلفوا فيه، منهم من أباحه، ومنهم من منعه، وأما بالنسبة للمناظرات فمصلحتها راجحة ولا يترتب عليها محظور، والمقامات التي حفظت لنا كثير من مفردات اللغة وتراكيب الكلام أيضاً تداولها العلماء على مر العصور، وإن كان الحريري في أخر مقاماته تمنى أن لو خرج من مقاماته كفافاً لا له ولا عليه؛ لأنه استحضر مثل هذا، لاسيما وأنه سلك بعض المخالفات في ثنايا مقاماته، وفي مقامة -مدري والله الصفدية نسيتها- على لسان أبي زيد مدح السؤال، سؤال الناس والتكفف، اللي هي الكدية، مدح مستدلاً بما حصل من موسى والخضر {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} [(77) سورة الكهف] استدل على ذلك وأن هذا شيئاً ممدوح، ولكن القرطبي -رحمه الله تعالى- شد عليه في هذا المقام ورد عليه رد قوي، فإذا اقترن بهذه المخالفة للواقع محظور أخر هذا لا تردد في منعه، لكن يبقى أنه إذا المصلحة عظمت في هذا الناس يحتاجون إلى تلوين شيء من الكلام، إلى تلوين شيء من الكلام، ولذا النصوص ما جاءت على وتيرة واحدة، ما جاءت كلها أوامر ونواهي، جاءت في قصص، وجاءت في أخبار في ضمنها الأمر والنهي، نعم؟
طالب:........
الآن في إحداث كبير في الوسائل، إحداث كبير، يعني الكتب التي تعلم الأطفال وسرى ذلك إلى كتب الكبار، تجد الطباعة تكون بألوان، وتجد رسوم تصاحب هذه الكلمات، وتجد أشياء ما كانت معروفة في التصنيف عند المتقدمين، بل تعدى ذلك إلى القرآن، القرآن طبع بالألوان، وكل موضع من موضوعات القرآن له لون، نقول: كون الإحداث يصل إلى هذا الحد ويصل إلى كلام الله -جل وعلا- هذا لا شك أنه مرفوض، وإذا طبع الكتاب بلون واحد أو بألوان ووضعت معه صور على حد زعمهم أنها تعين على معرفة الحروف، إذا وصل الطفل إلى حد يعرف فيه الحرف هو ليس بحاجة إلى هذه الصورة، وما لم يصل لن يعرف من خلال هذه الصورة، ترسم له قط على شان يعرف القاف والطاء وتلقنه هذه قاف لأن هذا قط، ثم هذه ط؛ لأن هذا قط، وفي النهاية يقول لك: بس، ما استفدنا من الرسام هذه، يعني ما استفدنا من هذه الرسوم، يعني الاسترسال في مثل هذه الأمور يعني غير مرضي، لأنهم وصلوا إلى حد أمور يجر بعضها بعضاً، وما ضر الناس تعلموا على مر العصور والقرون وظهر منهم النوابغ على الطريقة المعروفة والمألوفة عند أهل العلم، نعم؟
طالب:.......
هذا الأصل إيه، المقصود أنه إذ حصل مخالفة الواقع هذا كذب، لكنه يترتب عليه إثم أو لا يترتب عليه إثم هذا محل النظر.
طالب:.......
لكن إسناد القول إلى غير قائله الحقيقي هذا مخالف للواقع.
طالب:.......
نفس اللي أنا أقرره يعني المبالغة مخالفة للواقع، وجاءت في النصوص ((لا يضع عصاه عن عاقته)) حتى لو عند النوم؟ المقصود أن مثل هذه الأمور يقتصر منها على قدر الضرورة، ولا يتوسع ويسترسل فيها إلى الحد الذي حصل الآن هذا..، وإذا كانت مصلحتها راجحة ومفاسدها مغمورة هذا معروف عند أهل العلم، يعني من الطرائف ويتعلق بموضوعنا في وسائل الإيضاح يعني شخص ذهب بأمه كبيرة السن إلى مدرستها المسائية للاختبار، وفي طريقهم إسعاف واقفة عند الإشارة، قال لها: اقرئي هذا، بتتهجي حرف حرف وفي المجموع ما قالت: إسعاف قالت:.......... يعني على حسب ما تعرف عن هذه السيارة، يعني عبرت من عندها، الله المستعان.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.