مَسْخُ القُلُوب أعْظَمُ منْ مَسْخ الأبْدَانْ

((أما يَخْشَى الذِّي يَرْفعُ رأسَهُ قبل الإمام أنْ يُحوِّلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حِمَار - أو - يجعل صُورتهُ صُورة حِمَار)) هذا وعيدٌ شديد، والعُلماء يختلفُون في حُكم صلاة المُسابق الذِّي يُسابق الإمام، فمنهم من قال ببُطلانِها للوعيد الشَّديد؛ ولأنَّهُ لا وحدَهُ صلَّى ولا بإمامِهِ اقْتَدى، ومنهُم من يقول صلاتُهُ صحيحة؛ لأنَّهُ مع هذا الوعيد الشَّديد لمْ يُؤْمَر بالإعادة، الجُمهُور على أنَّ صلاتَهُ صحيحة؛ لأنَّهُ لم يُؤْمَر بالإعادة، وأهلُ الظَّاهر ورواية عن أحمد أنَّ صلاتَهُ باطِلَة عليهِ أنْ يُعيدها ((أما يَخْشَى الذِّي يَرْفعُ رأسَهُ قبل الإمام أنْ يُحوِّلَ اللهُ صُورتهُ صُورة حِمَار)) هذا مَسْخ بلا شك ووعيد على ارتِكاب هذا المُحرَّم.. وأيُّهُما أسهل عُقُوبة الدُّنيا أو عُقُوبة الآخرة؟! إذاً أسهل على الإنسان أنْ تُحوَّل صُورتُهُ صُورة حِمار ولا تُدَّخَر لهُ العُقُوبة في الآخِرة؟ يعني المنصُوص عليهِ في حديث المُتلاعنين إنَّ عذاب الدُّنيا أسْهل من عذاب الآخرة بلا شك، إذا مُسِخ عُوقِب في الدُّنيا ولم يَجْمَع اللهُ لهُ بين عُقُوبتين؛ لكنْ إذا لمْ يُمْسَخ؟! ما فيه شكّ أنَّ الإنْسان يَسْتَعْظِم وُجُود مثل هذا الأمر، شيءٍ فُوق ما يَتَصَوَّرَهُ الإنْسَانْ أو يَتَخَيَّل أنَّهُ يُصلِّي مع النَّاس ويطلع رأسُهُ رأس حمار!؛ لكنْ مع ذلك لا يَرْتَدِعْ بعض النَّاس، والأمر ليسَ بالسَّهل، وعُقُوبة الآخرة أعْظَم من عُقُوبة الدُّنيا، ومَسْخُ القُلُوب أعْظَمُ منْ مَسْخ الأبْدَانْ، مَسْخُ القُلُوب يُقرِّرُ أهلُ العِلْم أنَّهُ أعْظَمُ منْ مَسْخ الأبْدَانْ، ولذلك تَجِد الإنْسَان تَمُر عليهِ الأوامر والنَّواهِي ولا كَأَنْها شيء، واللهُ المُستعان.