أَعِدَّ العُدَّة

عن أبي هُريرة -رضي الله عنهُ- أنَّ رَسُول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم- قال: ((يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ)) يعني تحت عُمْقْ في الأرْض سَبْعِينْ ذِرَاعْ، وفُوق سَطْح الأرْض حَتَّى يُلْجِمُهُم ((حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ)) على العَاقِلْ اللَّبِيبْ النَّاصِح لِنَفْسِهِ أنْ يَتَّقِ مثل هذهِ الأهْوَال، يعني فَرْق بينَ منْ يُبْعَثْ آمِنْ مُطْمَئِنْ يُحْشَر على نُجُِبِ العِقْيَانْ وبينَ منْ يُبْعَثْ مَجْنُون! {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة/275] الآن المُحَرَّمات المُوبِقَاتْ تُقْتَرَفْ فَضْلاً عن الشُّبُهات! والمكْرُوهات، وإذا كان منْ يُقَارف الشُّبُهات يُذَمّ، فكيف بمن يُقارف الحرام البَيِّنْ؟! وحَال السَّلَفْ يَتْرُكُون تِسْعَة أعْشَار الحلال خَشْيَة أنْ يَجُرُّهُم ذلك إلى الحَرام! والآن يَسْأَلُون إذا كانت المَسْألَة خِلافِيَّة الأمْر سهل!، مهما كان ضَعف الخِلاف، قد قِيلَ بِهِ – الحمدُ لله - لنا سَلَفْ! ويَنْتَهِي الدِّينْ بهذهِ الطَّرِيقة! هذهِ خَالَف فيها مالك، وهذا خالف أبُو حَنِيفة، وهذا خَالف الشَّافعي وهذا خالف فُلان وعَلاَّن ويَخْرُج الإنْسَانْ من الدِّينْ وهو لا يَشْعُر! ثُمّ جاءنا الطَّامَّة الكُبرى هالقَنَوات وصار النَّاس يَتَلَقَّفُونْ دِينَهُم عنْ أُنَاسٍ مَفْتُونين وأناس مَشْبُوهِينْ، واللهُ المُسْتَعَانْ، وخَرَجَتْ نِسَاء تُفْتِي الآن بها القَنَواتْ نِسَاء!! اللهُ المُسْتَعَانْ، فَعَلى الإنْسَانْ أنْ يُعْنَى بهذا الأمْر، ويَعُدَّ العُدَّة، مُخْلِصاً في ذلك لله -عزَّ وجَل-.