لا يُنَال العِلْم بِالأَمَانِي

لا يُستطاعُ العِلم براحة الجسم، فَيَنْبَغِي أنْ نجعل هذا نَصْبَ أَعْيُنِنَا، لا يُستطاعُ العِلم براحة الجسم، العلم لو كانت تأتي بِهِ الأموال أو يأتي بِهِ الجاه؛ ما صَار لأوساط النَّاس أَدْنَى نِسبة فيه فضلاً عن فُقرائهم! لو يُشْتَرى من المحلاَّت أو من المُؤَسَّسَات كان ما... لكنَّهُ كما قال النَّبي -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: ((واللهُ المُعْطِي، وإنَّما أنا قاسم)) بِقَدْرِ ما تَأْخُذ من قِسْمَةِ هذهِ التَّرِكة مِنْ تَرِكَتِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-، ولم يُوَرِّثْ دِيناراً ولا دِرْهَماً؛ وإنَّما وَرَّثَ العلم، لا يُستطاعُ العِلم براحة الجسم، الإنسان يُريد أنْ يَسْهَر في الاستراحات إلى قُرْب الفجر، ثُمّ إذا صَلَّى الصُّبح يبي ينام إلى الظُّهر! وإذا قام والله ما له نفس! يالله يسولف يالله، - لا لا – يا أخي، لا يُستطاعُ العِلم براحة الجسم، وأهلُ العلم كَدُّوا حَتَّى حَصَّلُوا؛ لأنَّ العلم مَتِين، وبِقَدْرِ الهَدَف والغاية؛ يكون التَّعب، ضَع لك هدفٍ يسير؛ ما تتعب، ما يُكلِّفك شيء! إذا كان هَدَفْك الباب مائة خطوة وتوصل أو خمسين خطوة؛ لكنْ إذا كان هَدَفك أبْعَد؛ يحْتاج إلى تَعَب، لا يُستطاعُ العِلم براحة الجسم أَوْرَدَهُ الإمامُ مُسلم في صَحِيحِهِ مِنْ حَيْثُ يشعر أو لا يشعر بينَ أحاديث مواقيت الصَّلاة! ذكر بعض أحاديث مواقيت الصَّلاة، ثُمَّ قال وقال يحيى بن أبي كثير: لا يُستطاعُ العِلم براحة الجسم، ثُمَّ تابع أحاديث المواقيت! وش اللي دخَّل الكلام هذا في أحاديث مواقيت الصَّلاة؟! كلام يَفْرِض نفسهُ في مثل هذا الموضع، سِيَاق مُذْهِل للمُتُونِ والأسانيد، الإمامُ مُسلم -رحمهُ الله تعالى- ذُهِل بِكَيْفِيَّة هذا السِّيَاق! فهل مثل هذا التَّحصيل هذا العلم الدَّقيق المَتِينْ يُسْتَطاع براحة الجسم؟ يُستطاع بالأماني؟! ما يُمْكِنْ! فَسَطَّر هذا الكلام من يحيى بن أبي كثير؛ لِكَيْ يَحْفِز هِمَم طُلَّابِ العلم.