قول الله -جل وعلا-: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، فهذا خطاب للمسلم الحق الذي يُخشى منه أن ينسى الدنيا في غمار تحقيق الهدف الأسمى -عبادة الله-، فمثل هذا يطالب بالحرص على حظه ونصيبه من الدنيا، الذي به يستعين على عبادة ربه، وهذا بخلاف ما عليه اليوم كثير من المسلمين، وقد يكون من جملتهم -مع الأسف الشديد- بعض من ينتسب إلى طلب العلم، ينسون الآخرة؛ بسبب الانغماس في الدنيا، ويحتجون بهذا الشطر السابق من الآية، فعكسوا الحال، وجعلوا الوسيلة غاية، والعبد خُلق للآخرة، وأوصي بألا ينسى الدنيا، فصار أمره بالعكس كأنه خلق للدنيا فاحتاج إلى أن يقال له: «ولا تنس نصيبك من الآخرة».