وصف الصحابي حسان بن ثابت –رضي الله عنه- بالجبن

السؤال
اشتهر في بعض الكتب وصف حسان بن ثابت -رضي الله عنه- بأنه جبان، فما حكم من وصف ذلك الصحابي أو غيره من الصحابة بالجبن؟
الجواب

هذا وجد في بعض كتب السير والتراجم، لكنه طعن في هذا الصحابي الجليل، وهو مخالف للواقع، فقد تصدى لهجو المشركين، والذي يهجو لا شك أنه أحيانًا يكون ببلاغته وقوة عبارته أشد ممن يقاتل بالسلاح، فلو كان جبانًا ما تصدى لهجوهم، فهذا القول لا شك أنه لا يثبت. ووصفه –رضي الله عنه- أو غيره من الصحابة بوصف غير لائق لا شك أنه تعدٍّ على الصحابة الذين مدحهم الله -جل وعلا- في كتابه، ونصروا دينه، وصحبوا رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وهذا لا شك أنه ينبئ عن شيء في دخيلة النفس، ومع ذلك هم ليسوا بالمعصومين، لكن على الإنسان أن يعظمهم؛ لتعظيم الله إياهم، ولنصرهم وحملهم لهذا الدين، فلولاهم ما وصلنا هذا الدين، والذي يطعن فيهم لا شك أنه يطعن فيما يحملونه من دين، ولذلك تجد المغرضين من المبتدعة وغيرهم من المستشرقين وأمثالهم لا يطعنون في الصحابة المقلين كأبيض بن حمال، أو آبي اللحم –رضي الله عنهما-؛ لأنهم بهذا يحتاجون إلى أن يطعنوا في ألوف مؤلفة من الصحابة، بينما يطعنون في أبي هريرة –رضي الله عنه-؛ لأنه يحمل خمسة آلاف وزيادة من أحاديث السنة، فهو يُريحهم من جُل السنة بهذه الطريقة، والله المستعان.