معنى قول بعض السلف: (ما جاءت صلاة إلا وأنا لها بالأشواق)

السؤال
ما معنى قول بعض السلف: (ما جاءت صلاة إلا وأنا لها بالأشواق)؟
الجواب

نعم، هذه الصلاة لها شأنها، قد جاء تعظيم أمرها وأنها عمود الدين، فمن استحضر هذا واستحضر الأجور المرتبة عليها والآثام والأوزار التي رُتِّبتْ على التفريط فيها، عَرَفَ أن الإسلام عظَّم من شأنها، ولا شك أن المسلم ينبغي أن يكون منتظرًا لهذه الصلاة؛ لأنه رُتِّب عليها أجور، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «يا بلال، أرحنا بالصلاة» [أبو داود: 4986]، ومع الأسف أنَّا نجد مِن حالنا وحال بعض إخواننا أنهم ينتظرون الأذان فإذا أذَّن قام بعضهم إلى الصلاة وهو متثاقل، وإذا أُوقظ للصلاة تثاقَل، ولا شك أن فيه شبهًا من المنافقين الذين لا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى، فعلى الإنسان أن ينشط لهذه الصلاة ويفرح بها، ولسان حال بعضهم: أرحنا من الصلاة! -نسأل الله العافية-، لكن هل يُحكَم على المسلم بالنفاق؛ لأنه اتصف بهذا الثِّقَل عند إيقاظه لصلاة الفجر؟ الفرق بين المسلم -وإن كان فيه نوع كسل- وبين المنافق: أن المسلم في قرارة نفسه أنه سيصلي ولن يفرط بصلاته، لكن قد يكون إخلاده للراحة مع التعب ومع مشقة العمل أو ما أشبه ذلك يؤدي به إلى ذلك، مع أنه مذموم، ينبغي أن ينشط للصلاة، ومع ذلك لا يكون منافقًا بهذا؛ لأن المنافق ليس في نيته أن يصلي إلا إذا رُئي، ولذا كانت أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الصبح؛ لأنهما تقعان في ظلام، وقد يخفى أمره على الناس فلا يصلي -نسأل الله العافية-، أما المسلم الذي في قرارة نفسه أنه سوف يصلي وعازم على أداء الصلاة في وقتها لكنه وُجد منه هذا التثاقل لعارض –مثلًا- هذا لا شك أنه مذموم، لكن لا يَصل إلى حد أن يوصف بالنفاق، والفرق بينه وبين المنافق: أن المسلم عازم على الصلاة ولو وُجد منه نوع هذا الكسل؛ لوجود العارِض، وأما المنافق فإن الأصل فيه أنه لا ينوي ولا يعزم على الصلاة إلا إذا رُئي {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142] -نسأل الله العافية-.