ترك البنت أمَّها تقوم بعمل البيت

السؤال
متى يجب بِر الوالدين؟ والدتي بصحة وعافية، وهي تقوم بشؤون البيت كلِّها ولا تطلب منا المساعدة، وأنا أقوم في بعض الأحيان بمساعدتها في أشياء خفيفة وفي وقت الضيافة، وأحس بالذنب، وأخشى أن أكون آثمة وعاقة لوالدتي، فما رأيكم يا شيخ، هل أنا عاقة أم لا؟
الجواب

الأصل أن يكون العمل على البنت لا على الأم، لكن إذا كانت الأم تقوم بالعمل؛ توفيرًا لبنتها من أجل أن تتوفر على دراستها ومذاكرة دروسها، فهذا من فضل الأم، وإلا فالأصل أن العمل على البنت لا على الأم، فمن باب البر بوالدتها أن توفرها وتريحها من عناء العمل، لكن إذا تبرَّعت الأم وقامت بالعمل توفيرًا للبنت من أجل دراستها أو رأفة بها وشفقة عليها كما هو الحاصل من الأمهات بالنسبة للبنات، لكن على البنت أن تشفق على أمها وتلطف بها، وتعينها على أداء عمل البيت، ويتعاونان على ذلك، الأم تقوم بقسط من العمل والبنت تساعدها، بحيث لا يشق على الأم ولا يعوق البنت عن تحصيل دراستها وتوفيرها لمذاكرة دروسها، وإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يكون في حاجة أهله فمن باب أولى أن يتعاون الأولاد مع أمهم، أو الزوج مع زوجته، أو البنات مع أمهن، ولو وُفِّرَت الأم وخُفِّف عنها عناء العمل فهذا هو الأصل.

وفي حديث جبريل ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- من أمارات الساعة «أن تلد الأمةُ ربَّتَها» [مسلم: 8]، والعلماء يختلفون في معنى الحديث، فمنهم من يقول: إنه يَكثر التَّسَرِّي في آخر الزمان، ثم بعد ذلك يشتري الإنسان أُمَّه وهو لا يشعر، أو تشتري أمَّها وهي لا تشعر، ثم تسترقها، هذا قول قاله بعض الشراح، لكن منهم من يقول: إن المقصود به التسلط بالخدمة، فإذا خدمت الأم أولادها فكأنها صارت خادمة لهم وسريَّة عندهم.