حكم خبر: «خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد»

السؤال
سؤالي عن صحة قول بعض الخطباء وهو يدعو: خيرك إلينا نازل، وشرنا إليك صاعد. هل في هذه العبارة مخالفة؟ وهل تخالف ما ورد في كتاب الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}؟
الجواب

جاء في حديث قدسي من قوله -جل وعلا-: «خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد»، فلو صح هذا الحديث لكان نصًّا في الباب، لكن الحديث لم يصح، فقد رواه الرافعي في (تاريخ قزوين) والديلمي في (مسند الفردوس) من طريق داود بن سليمان الغازي، عن علي بن موسى الرضا، وداود بن سليمان هذا قالوا عنه: إنه شيخ كذاب، وحديثه هذا موضوع باطل. يقول الذهبي في (ميزانه) عن داود بن سليمان: "كذبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة على الرضا"، المقصود أننا إذا عرفنا من استقلَّ بتخريج الحديث عرفنا حكمه؛ لأن هناك كتبًا تجمع أحاديث هي مظنة للضعيف، وفيها موضوعات، ومنها تواريخ البلدان، مثل: (تاريخ قزوين)، و(تاريخ الخطيب)، و(تاريخ ابن عساكر)، ومنها (الفردوس) للديلمي، و(مسند الفردوس)، هذه مظنة للضعيف، فالحديث ضَعْفه شديد، ولو قيل بأنه موضوع لما بعُد؛ لأن فيه هذا الكذاب، فهذه العبارة لا تصح؛ لأنها معارِضة معارَضة بيِّنة لقوله -جل وعلا-: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، فمفهومه أن الكلم غير الطيب، والعمل غير الصالح أنه لا يرتفع فلا يصعد، فهذه العبارة لا تصح.