معنى قول: (أحسبه والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا)

السؤال
ما معنى قول بعض العلماء: (أحسبه والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا)؟
الجواب

هذا فيه توجيه نبوي، ففي الصحيح أن رجلًا ذُكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأثنى عليه رجلٌ خيرًا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ويحك، قطعت عنق صاحبك –يقوله -عليه الصلاة والسلام- مرارًا- إن كان أحدكم مادحًا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك»، يعني لا يمدح بغير موجِب، فلا يجوز أن يمدح مَن لا يستحق المدح، ولا يذم مَن لا يستحق الذم «إن كان أحدكم مادحًا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا» [البخاري: 2662]، فقول السائل: (ما معنى قول بعض العلماء)؟ هذا ورد فيه النص، وهذا الحديث رواه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري وحديث أبي بكرة –رضي الله عنهما-.

قوله: «أحسبه» يعني يغلب على ظني كذا ولا أجزم به؛ لأن هناك أمورًا قد تخفى عليك وأنت تمدح مما يخدش فيما مدحته بسببه، فأنت على حسب ما يظهر لك ويغلب على ظنك، فلا تجزم، إنما تقول: (أحسبه والله حسيبه)، هو الذي يحاسبه وهو الذي يتولى سريرته، أما أنت فليس لك إلا الظاهر، فتقول: (أحسبه والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا)، التزكية التي يُعمَل بها ويُحكَم بموجبها هذه على حسب الظاهر، أما الباطن فلا يلزمه، فلا يسوغ له أن يجزم بتزكيته ولا بتوثيقه إلا من خلال ما يظهر له، والله المستعان.